رواية الكابو الحلقة الرابعه
الحلقة الرابعة
نظرت (آسيا) إلى (عاصم) ثم قالت
-ايوة ايوة افتكرت .. اخيراً هتقبض عليه
-اخيراً
-بس اللى أسمعه عن (أنس) أنه مش سهل خالص يعنى مش بالسهولة دى هيقع
-بس فى اخبارية بتقول ان فى شحنة سلاح جاية ع الطريق الصحرواى بعد يومين
هزت (آسيا) كتفاها بلا مبالاة ثم قالت
-ربنا معاك
ثم نظرت إلى ساعة يدها
-طيب انا هروح دلوقتى عندى اجتماع مهم مع بابا
-تمام ربنا معاكى
ذهبت (آسيا) إلى شركة والداها وظلت تعمل هناك وحضرت ذاك الأجتماع وما إن انتهت علمت أنه حان الوقت التى تذهب به لأحضار (برنسيس) من الجامعة بالفعل وصلت إلى هناك وجدت (برنسيس) تجلس مع (رحمة) داخل الكافتريا فأقتربت منهم ثم نظرت لهم (آسيا) قائلة
-مش يلا بقى نروح
فتحدثت (برنسيس) قائلة
-جعانة اوووى يا (آسيا) ما تيجى تاكلى معانا
-اكل الجامعة المرضان ده !!
ضحكت (رحمة) كثيراً ثم قالت
-اتنازلى يا سيادة الظابط وبعدين الأكل السورى عندنا حلو
اصطنعت (آسيا) التفكير وهى تنظر للأعلى
-تمام هتنازل واقعد اكل معاكوا
ضحكت (برنسيس) كثيراً بينما كان (فاروق) يقف بعيداً مع اصدقائه فقال احداهم
-مش هتروح ولا مستنى حد ؟
-اه مستنى (يونس) اصله هيجى يقعد معانا فى البيت
-تمام
مر عشر دقائق كانت بدئت الفتيات فى تناول طعامهم فى تلك الأثناء حضر (يونس) بحث بعينه عن (فاروق) وقعت عيناه على تلك الفتاة القوية التى لكمته وهى تتناول طعامهم نظر لها شذراً وهو يشعر بالأشمئزاز وجدها تطقطق رقبتها نحو اليمين تارة ونحو اليسار تارة فهز رأسه مستنكراً لفعلها ثم قال
-مش ممكن تكون بنت !! ٠٠ دى دكر متنكر
لاحظه (فاروق) وهو يقف بعيداً فأقترب منه ثم قال
-متسمر عندك كده ليه ؟!
نظر (يونس) ل (فاروق) ثم قال بلا مبالاة
-كنت بدور عليك
هز (فاروق) رأسه بتفهم فأستمع (يونس) لصوت هاتفه وجدها احدى فتايته فأجاب قائلاً
-(لى لى) حياتى عاملة ايه وايه اخبارك ؟
جائه صوت أنثوى يتحدث بدلال
-وحشتنى اووووى يا (يونس) بقى كده اعرف من مكتبك انك سافرت (السويس) من غيرى اخص عليك يا (كابو)
-عيون (كابو) انتى مقدرش ع زعلك ابداً بس سفرية جت فجاءة كده اعمل ايه وشغل كمان ٠٠ عارفة الشغل بقى وبعدين هروح فين يومين وراجعلك يا روح قلبى
-ماشى يا (كابو) اما نشوف
-طب انا عندى اجتماع مهم دلوقتى اخلصه وابقى اكلمك
تحدثت (لى لى) بشك
-اجتماع شغل ؟ ولا مع بنت يا (كابو)
-عيب عليكى بتشكى فيا !!! لالا انا زعلان فعلاً
اسرعت الفتاة قائلة
-لالا كله الا زعلك يا (كابو) ٠٠ انت عارف انى بغير
اصطنع (يونس) الحزن ثم تحدث
-لا يا (لى لى) دى مش اول مرة تشكى فيا ٠٠ عموماً انا مشغول سلام
لم يعطها فرصة للأجابة وأغلق الهاتف مسرعاً فقد مل تدخلها فى حياته وغيرتها الزائدة تلك ثم ضحك بشدة لانه تخلص منها على الأقل لأكثر من يوم فنظر له (فاروق) ثم قال
-انت لسه مش عارف تخلع منها
ضحك (يونس) ثم قال
-دى بت لازقة ٠٠ وراسمة على جواز الهبلة ٠٠ قال انا اتجوز دى !! اتهفت فى نافوخها
تحدث (فاروق) بحكمة كأنه هو الأكبر سنا
-انت يا بنى مش هتفكك من شوية العاهات اللى حواليك دى وتفوق لنفسك ٠٠
-لا انا كده ملك زمانى ٠٠ وبعدين مش بعمل حاجة غلط انا بتسلى وبس شوية مع دى وشوية مع دى اكتر من تسلية مبعملش
-مش معنى انك مبتعملش علاقات تبقى صح يا (يونس)
-بقولك ايه وفر نصايحك لنفسك يا (فاروق)
-انا نفسى افهم فى واحدة عقدتك من الستات فبقيت تمشى مع بنات الناس كل واحدة شوية
ضحك (يونس) بشدة ثم قال
-ضحكتنى يااض ٠٠ هو عشان بتسلى وعارف مصلحتى يبقى فى واحدة السبب ريح نفوخك انا محبتش قبل كده نهائى فسيبك من كلام الأفلام والمسلسلات ده كل الحكاية انى مش مقتنع بالحب طب ازاى احب واحدة ومبصش لغيرها مش مقتنع اصلاً ان فى واحدة تقدر تخلينى مبصش لست غيرها طب قدر هى بيضا وانا اشتقت للسمار ولا عيناها عسلى واشتقت للعيون الملونة انا بحب التنويع تخيل كده كل يوم اكل سبانخ ده انا اموت ناقص عمر
هز (فاروق) رأسه بأسى ثم قال
-لما تحب بجد هتعرف ان السبانخ هتكفيك العمر كله
-خليهالك انت وسبنى انا مع باقى الخضار
ضحك (فاروق) كثيراً عليه فطلب منه (يونس)
-بقولك ايه مش فى هنا قهوة روح جبلى كوباية قهوة مصدع ع الأخر
-تمام هجبلك
ذهب (فاروق) ليحضر له كوب من القهوة وكان (يونس) يتصفح بهاتفه مواقع التواصل الأجتماعى الخاصة به حتى شعر بملل كثيراً فرفع بصره ليبحث عن (فاروق) لكنه وجد تلك الفتاة مازالت جالسة تتحدث عبر الهاتف زم شفتاه وهو يقول
-ده السبانخ احلى منك يا بعيدة
فى تلك الاثناء ضحكت (رحمة) ثم قالت ل (برنسيس)
-هو بجد شعرها طويل ؟
هزت (برنسيس) رأسها بالإيجاب ثم قالت
-بيغطى ظهرها كله
-لااا لازم اتفرج
-هتزعقلك
-هششششش ٠٠ اصبرى بس
ثم استغلت (رحمة) انشغال (آسيا) بالحديث بالهاتف ثم قامت بحل عقدة شعرها فأسترسل على كتفيها ليغطى كل ظهرها ونزل على وجهه فقد كان شديد النعومة تسمر (يونس) مكانه وهو يجد شعرها ذاك طويل للغاية بنعومته بلونه الذى يشبه القهوة لم يستطع ان يحول نظره عنها بينما شعرت (آسيا) بغضب شديد واغلقت الهاتف وحولت نظرها للفتاتان وهى تقول بصوت غاضب
-مين اللى عمل كده ؟
شعر كلاً من (رحمة) و (برنسيس) بالخوف الشديد فرمقتهم (آسيا) بنظرة نارية ثم اخذت رابطة شعرها من يد (رحمة) بالقوة وقامت بعقد شعرها مرة اخرى ٠٠
فى تلك الأثناء عاد (فاروق) إلى (يونس) وهو يقول
-اتفضل القهوة
لم يجيبه (يونس) فعيناه معلقة على (آسيا) فنظر.(فاروق) حيث ينظر (يونس) وجد عيناه معلقة على (برنسيس) فأحمرت عيناه غضباً ثم قال بصوت أچش
-بتبصلها ليه كده ؟
افاق (يونس) على صوت (فاروق) المرتفع وارتبك من سؤاله قائلاً
-يلا نروح
أمسك (فاروق) رسغ (يونس) بشدة قائلاً
-كله إلا (برنسيس) خط أحمر يا (يونس) مش عشان هى حلوة هسيبك تتسلى بيها هى كمان دى تخصنى
عقد (يونس) حاجبياه ثم قال
-تقصد باربى اللى كانت بتعيط اللى اضربت بسببها ؟
شعر (فاروق) بالأهانة ولكنه قال
-انا مضربتش اختها عشان بنت بس ٠٠ لكن مش معنى كده هسيبك تبصلها حتى
ضحك (يونس) كثيراً ثم قال
-لا مليش فى حلاوة باربى انا ٠٠ انا بيعجبنى القهوة اوووووووى
ثم اختطف كوب القهوة من يده وهو يقول
-يلا عشان اوصلك
تبعه (فاروق) وهو لا يفهم شئ
********************
داخل منزل مكون من طابقين دلفت امرأة فى منتصف العقد الثالث ممر فى الطابق السفلى يؤدى إلى غرفة أحدهم فوقفت امام باب الغرفة ثم طرقت الباب وهى تقول
-(منصف) ٠٠ (منصف) حبيبى اصحى بقى
أستيقظ (منصف) على صوتها فخرج ليفتح باب غرفته وهو يتثائب ثم قال
-ايه فى ايه ؟! مصحيانى ليه واخد كم يوم اجازة تعملى فيا كده
عقدت يدها نحو صدرها ثم قالت
-اعمل فيك ايه يا بنى ٠٠ ربنا يهديك الساعة واحدة الظهر هتصحى امتى ؟!
-يا (فاطمة) اتعودى انا نومى كده ملغبط اليوم اللى بعرف انام فيه بنام
-يا خراابى عليك ٠٠ قال طيار قال ٠٠ هتموت الناس قريب فى حادثة
ضحك (منصف) كثيراً ثم قال
-انا غلطان انى واخد اجازة اقضيها معاكى ومع جوزك الكشرى كنت قعدت فى بيتى اكرملى
-اه عشان تقضى اليوم كله نوم ٠٠
-بالظبط
فتحدثت (فاطمة) بلهجة آمرة
-طب ورايا ع المطبخ عشان تحضر معايا الغدا
مط (منصف) شفتاه بعدم رضا ثم قال
-يا سااااتر ٠٠
ضحكت هى وسبقته إلى المطبخ ٠٠
****************
اوصلت (هايا) (أصالة) إلى منزلها بالسيارة الخاصة بشقيقها وقبل ان تترجل (هايا) نظرت لها ثم تحدثت
-اعزمى بقى اللى انتى عاوزه يوم الجمعة إن شاء الله
نظرت لها (أصالة) بنصف عين ثم قالت
-هتعمليه الجمعة طبعاً عشان (يونس) يكون رجع من السفر
هزت (هايا) رأسها بالإيجاب ثم قالت
-وحشنى اوووى وبعدين هشوفه هيجبلى هدية ولا لأ ٠٠
-ربنا يهديكى يا بنتى ٠٠
ضحكت (هايا) ثم قالت
-بفكر اعزم طنط (وداد) اللى ساكنة فى الفيلا اللى جنبنا اصلها وحدانية هتحب الحفلات اووى وهعزم فطومة كمان ٠٠ مش بتحبنى اقولها طنط بتقولى بتعجزينى
ضحكت (أصالة) ثم قالت
-يبقى هتجيب المتشرد ابنها معاها ٠٠ اعوذ بالله ولد شقى اوووى
-حرام عليكى ده جميل ٠٠ ده (منصف) عسل
-هى ليه مسمياه (منصف) اصلاً ؟ مش اسم من بتوع اليومين دول
-قالتلى قبل كده انه ع اسم خاله متهيئلى
-يا خرااابى لو خاله زيه
ضحكت (هايا) كثيرا ثم قالت
-واحنا مالنا ٠٠ يلا اطلعى ٠٠ اشوفك بكرة إن شاء الله
-اشطة يا مزة
ثم ترجلت من السيارة لتذهب إلى العقار الذى تقيم به بينما اتبعت (هايا) طريقها نحو المنزل ٠٠
*****************
فى أمريكا ٠٠
جلس (مراد) بجانب فراش زوجته فى المشفى وهو يطعمها الحساء بفمها فقالت (شروق) وهى تأخذ الملعقة منه كى تطعم نفسها
-مادام انت لسه زعلان بتأكلنى ليه ؟!ّ ٠٠ مش عاوزة اكل اصلاً لا منك ولا انا حتى هأكل نفسى
زفر (مراد) بضيق ثم قال
-وبعدين بقى !! انتى تاكلى وبس ملكيش دعوة بحاجة تانية
نظرت له بلوووم
-ليه مش انسانة وبحس وليا مشاعر ٠٠ ولا المفروض اسمع كلامك طول الوقت بس
-انتى عاوزة ايه يا (شروق) دلوقتى ؟!
-انت شايف ان المفروض اكل من أيدك وانت زعلان منى
نظر لها نظرة ذات معنى ثم قال
-ده اهون بكتيييير من انك تكونى شايفانى بعالجك بس عشان تخلفى ٠٠ الكلمة دى موتتنى ٠٠ حسستنى انى فاشل حتى بأنى احسسك بحبى وخوفى عليكى
نظرت (شروق) لأسفل بندم ثم قالت
-انا اسفة يا (مراد) مكنتش اقصد بجد ٠٠ انا بس ٠٠ بس شايفة ان ده حقك وانى مقصرة معاك
-انا اللى احدد انتى مقصرة ولا لأ
هزت رأسها بالإيجاب هى تشعر بالخوف ثم قالت
-حاضر
ابتسم هو عليها فتابعت هى
-متزعلش منى بقى
فتحدث بمرح
-مقدرش يا شوشو
أبتسمت هى ثم قالت
-تعالى أكلنى طيب
هز رأسه ايجابا واقترب ليطعمها مرة أخرى فسمع صوت هاتفه فأخرج هاتفه وجد أن (عزت) هو المتصل فتحدث بمرح
-ازيك يا (عزت) وحشنى يا راااجل
-انت اكتر بقى ٠٠ اخبارك ايه ؟ وصحة مراتك ؟
-الحمد لله بخير
-هتنزل مصر امتى. ؟
-لسه هشوف كده
-ترجع بالسلامة عموما
-ماشى يا برنس ٠٠ يلا سلااام ٠٠ قولتلك 100 مرة متتصلش وانا مع (شروق) خلى عند اهلك دم
ضحك (عزت) كثيراً
-مانت ع طول لازق فيها ٠٠ اتصل امتى ؟
-يبقى متتصلش
أحمر وجه (شروق) من حديثهم فأغلق (مراد) الهاتف فنظرت له (شروق)
-عيييييب كده يا (مراد)
-عيب ايه يا بت ٠٠ ده انتى مراتى
-بتكسف يا (مراد)
فردد مقلداً إياها
-بتكسف يا (مراد)
ثم أردف قائلاً
-بحبك انا
فتحدثت (شروق) بأحراج لتغير مجرى الحديث
-اكلنى طيب انا جعانة
فظل يطعمها فتحدثت قائلة
-لسه متعرفش هو و (آسيا) سابوا بعض ليه ؟!
هز (مراد) رأسه نافياً
-(آسيا) قالت متفقوش سوا ٠٠ ومش هسئل (عزت) طبعا سبتها ليه ؟! ٠٠ بس الموضوع مر عليه سنين انا نسيت اصلاً
-فاكرة ساعتها كنا لسه مخطوبين
ضحك (مراد) ثم قال غامزاً لها بعينه اليسرى
-فاكر يا عسل
هزت (شروق) رأسها بأسى ٠٠
على الجهة الأخرى جلس (عزت) على مقعده بشقته وهو يزفر بضيق فقد مر اربع سنوات على انفصاله من (آسيا) ولكنه لا يستطع نسيانها وها هى افضل منه فهى لم تقص على شقيقها سبب انفصالهم بينما هو كان يقص على صديقه مشاكلهم سوياً زفر بضيق وهو يتمتم قائلاً
-غبى
*******************
فى المساء ٠٠
قررت (هايا) أن تذهب إلى منزل (فاطمة) كى تخبرها بأن تأتى فى عيد مولدها يوم الجمعة قامت برن جرس باب المنزل ٠٠
فى ذلك الوقت كان (منصف) الصغير الذى لديه من العمر عشر سنوات يذاكر دروسه فسمع صوت جرس الباب فأبتسم لأنه وجد حجة كى يترك دروسه ذهب للطابق السفلى ليفتح باب المنزل وجد جارتهم الحسناء أبتسم حين رأئها فقالت (هايا)
-أزيك يا حبيبى ٠٠ ماما موجودة ؟!
-اه فى اوضتها
-طب ممكن تبلغها انى عاوزها يا (منصف) !!
-تعالى هى قعدة لوحدها فى الاوضة اللى تحت دى ٠٠ مفيهاش حاجة
-تمام يا حبيبى
سارت (هايا) خلف (منصف) الصغير الذى قادها نحو غرفة ما وقف امام الغرفة قائلاً
-دى اوضة ماما
-تمام
فتحت (هايا) باب الغرفة وهى تقول
-فطووووو٠٠
بترت كلمتها حين وجدت شاب فى الثلاثين من عمره على وشك أن يرتدى قميصه رفع (منصف) نظره لمن فتح الباب وجدها فتاة فشعر بتوتر كبير وقام بوضع القميص نحو صدره العارى بينما ظل (منصف) الصغير يضحك عليهما ٠٠
نظرت (آسيا) إلى (عاصم) ثم قالت
-ايوة ايوة افتكرت .. اخيراً هتقبض عليه
-اخيراً
-بس اللى أسمعه عن (أنس) أنه مش سهل خالص يعنى مش بالسهولة دى هيقع
-بس فى اخبارية بتقول ان فى شحنة سلاح جاية ع الطريق الصحرواى بعد يومين
هزت (آسيا) كتفاها بلا مبالاة ثم قالت
-ربنا معاك
ثم نظرت إلى ساعة يدها
-طيب انا هروح دلوقتى عندى اجتماع مهم مع بابا
-تمام ربنا معاكى
ذهبت (آسيا) إلى شركة والداها وظلت تعمل هناك وحضرت ذاك الأجتماع وما إن انتهت علمت أنه حان الوقت التى تذهب به لأحضار (برنسيس) من الجامعة بالفعل وصلت إلى هناك وجدت (برنسيس) تجلس مع (رحمة) داخل الكافتريا فأقتربت منهم ثم نظرت لهم (آسيا) قائلة
-مش يلا بقى نروح
فتحدثت (برنسيس) قائلة
-جعانة اوووى يا (آسيا) ما تيجى تاكلى معانا
-اكل الجامعة المرضان ده !!
ضحكت (رحمة) كثيراً ثم قالت
-اتنازلى يا سيادة الظابط وبعدين الأكل السورى عندنا حلو
اصطنعت (آسيا) التفكير وهى تنظر للأعلى
-تمام هتنازل واقعد اكل معاكوا
ضحكت (برنسيس) كثيراً بينما كان (فاروق) يقف بعيداً مع اصدقائه فقال احداهم
-مش هتروح ولا مستنى حد ؟
-اه مستنى (يونس) اصله هيجى يقعد معانا فى البيت
-تمام
مر عشر دقائق كانت بدئت الفتيات فى تناول طعامهم فى تلك الأثناء حضر (يونس) بحث بعينه عن (فاروق) وقعت عيناه على تلك الفتاة القوية التى لكمته وهى تتناول طعامهم نظر لها شذراً وهو يشعر بالأشمئزاز وجدها تطقطق رقبتها نحو اليمين تارة ونحو اليسار تارة فهز رأسه مستنكراً لفعلها ثم قال
-مش ممكن تكون بنت !! ٠٠ دى دكر متنكر
لاحظه (فاروق) وهو يقف بعيداً فأقترب منه ثم قال
-متسمر عندك كده ليه ؟!
نظر (يونس) ل (فاروق) ثم قال بلا مبالاة
-كنت بدور عليك
هز (فاروق) رأسه بتفهم فأستمع (يونس) لصوت هاتفه وجدها احدى فتايته فأجاب قائلاً
-(لى لى) حياتى عاملة ايه وايه اخبارك ؟
جائه صوت أنثوى يتحدث بدلال
-وحشتنى اووووى يا (يونس) بقى كده اعرف من مكتبك انك سافرت (السويس) من غيرى اخص عليك يا (كابو)
-عيون (كابو) انتى مقدرش ع زعلك ابداً بس سفرية جت فجاءة كده اعمل ايه وشغل كمان ٠٠ عارفة الشغل بقى وبعدين هروح فين يومين وراجعلك يا روح قلبى
-ماشى يا (كابو) اما نشوف
-طب انا عندى اجتماع مهم دلوقتى اخلصه وابقى اكلمك
تحدثت (لى لى) بشك
-اجتماع شغل ؟ ولا مع بنت يا (كابو)
-عيب عليكى بتشكى فيا !!! لالا انا زعلان فعلاً
اسرعت الفتاة قائلة
-لالا كله الا زعلك يا (كابو) ٠٠ انت عارف انى بغير
اصطنع (يونس) الحزن ثم تحدث
-لا يا (لى لى) دى مش اول مرة تشكى فيا ٠٠ عموماً انا مشغول سلام
لم يعطها فرصة للأجابة وأغلق الهاتف مسرعاً فقد مل تدخلها فى حياته وغيرتها الزائدة تلك ثم ضحك بشدة لانه تخلص منها على الأقل لأكثر من يوم فنظر له (فاروق) ثم قال
-انت لسه مش عارف تخلع منها
ضحك (يونس) ثم قال
-دى بت لازقة ٠٠ وراسمة على جواز الهبلة ٠٠ قال انا اتجوز دى !! اتهفت فى نافوخها
تحدث (فاروق) بحكمة كأنه هو الأكبر سنا
-انت يا بنى مش هتفكك من شوية العاهات اللى حواليك دى وتفوق لنفسك ٠٠
-لا انا كده ملك زمانى ٠٠ وبعدين مش بعمل حاجة غلط انا بتسلى وبس شوية مع دى وشوية مع دى اكتر من تسلية مبعملش
-مش معنى انك مبتعملش علاقات تبقى صح يا (يونس)
-بقولك ايه وفر نصايحك لنفسك يا (فاروق)
-انا نفسى افهم فى واحدة عقدتك من الستات فبقيت تمشى مع بنات الناس كل واحدة شوية
ضحك (يونس) بشدة ثم قال
-ضحكتنى يااض ٠٠ هو عشان بتسلى وعارف مصلحتى يبقى فى واحدة السبب ريح نفوخك انا محبتش قبل كده نهائى فسيبك من كلام الأفلام والمسلسلات ده كل الحكاية انى مش مقتنع بالحب طب ازاى احب واحدة ومبصش لغيرها مش مقتنع اصلاً ان فى واحدة تقدر تخلينى مبصش لست غيرها طب قدر هى بيضا وانا اشتقت للسمار ولا عيناها عسلى واشتقت للعيون الملونة انا بحب التنويع تخيل كده كل يوم اكل سبانخ ده انا اموت ناقص عمر
هز (فاروق) رأسه بأسى ثم قال
-لما تحب بجد هتعرف ان السبانخ هتكفيك العمر كله
-خليهالك انت وسبنى انا مع باقى الخضار
ضحك (فاروق) كثيراً عليه فطلب منه (يونس)
-بقولك ايه مش فى هنا قهوة روح جبلى كوباية قهوة مصدع ع الأخر
-تمام هجبلك
ذهب (فاروق) ليحضر له كوب من القهوة وكان (يونس) يتصفح بهاتفه مواقع التواصل الأجتماعى الخاصة به حتى شعر بملل كثيراً فرفع بصره ليبحث عن (فاروق) لكنه وجد تلك الفتاة مازالت جالسة تتحدث عبر الهاتف زم شفتاه وهو يقول
-ده السبانخ احلى منك يا بعيدة
فى تلك الاثناء ضحكت (رحمة) ثم قالت ل (برنسيس)
-هو بجد شعرها طويل ؟
هزت (برنسيس) رأسها بالإيجاب ثم قالت
-بيغطى ظهرها كله
-لااا لازم اتفرج
-هتزعقلك
-هششششش ٠٠ اصبرى بس
ثم استغلت (رحمة) انشغال (آسيا) بالحديث بالهاتف ثم قامت بحل عقدة شعرها فأسترسل على كتفيها ليغطى كل ظهرها ونزل على وجهه فقد كان شديد النعومة تسمر (يونس) مكانه وهو يجد شعرها ذاك طويل للغاية بنعومته بلونه الذى يشبه القهوة لم يستطع ان يحول نظره عنها بينما شعرت (آسيا) بغضب شديد واغلقت الهاتف وحولت نظرها للفتاتان وهى تقول بصوت غاضب
-مين اللى عمل كده ؟
شعر كلاً من (رحمة) و (برنسيس) بالخوف الشديد فرمقتهم (آسيا) بنظرة نارية ثم اخذت رابطة شعرها من يد (رحمة) بالقوة وقامت بعقد شعرها مرة اخرى ٠٠
فى تلك الأثناء عاد (فاروق) إلى (يونس) وهو يقول
-اتفضل القهوة
لم يجيبه (يونس) فعيناه معلقة على (آسيا) فنظر.(فاروق) حيث ينظر (يونس) وجد عيناه معلقة على (برنسيس) فأحمرت عيناه غضباً ثم قال بصوت أچش
-بتبصلها ليه كده ؟
افاق (يونس) على صوت (فاروق) المرتفع وارتبك من سؤاله قائلاً
-يلا نروح
أمسك (فاروق) رسغ (يونس) بشدة قائلاً
-كله إلا (برنسيس) خط أحمر يا (يونس) مش عشان هى حلوة هسيبك تتسلى بيها هى كمان دى تخصنى
عقد (يونس) حاجبياه ثم قال
-تقصد باربى اللى كانت بتعيط اللى اضربت بسببها ؟
شعر (فاروق) بالأهانة ولكنه قال
-انا مضربتش اختها عشان بنت بس ٠٠ لكن مش معنى كده هسيبك تبصلها حتى
ضحك (يونس) كثيراً ثم قال
-لا مليش فى حلاوة باربى انا ٠٠ انا بيعجبنى القهوة اوووووووى
ثم اختطف كوب القهوة من يده وهو يقول
-يلا عشان اوصلك
تبعه (فاروق) وهو لا يفهم شئ
********************
داخل منزل مكون من طابقين دلفت امرأة فى منتصف العقد الثالث ممر فى الطابق السفلى يؤدى إلى غرفة أحدهم فوقفت امام باب الغرفة ثم طرقت الباب وهى تقول
-(منصف) ٠٠ (منصف) حبيبى اصحى بقى
أستيقظ (منصف) على صوتها فخرج ليفتح باب غرفته وهو يتثائب ثم قال
-ايه فى ايه ؟! مصحيانى ليه واخد كم يوم اجازة تعملى فيا كده
عقدت يدها نحو صدرها ثم قالت
-اعمل فيك ايه يا بنى ٠٠ ربنا يهديك الساعة واحدة الظهر هتصحى امتى ؟!
-يا (فاطمة) اتعودى انا نومى كده ملغبط اليوم اللى بعرف انام فيه بنام
-يا خراابى عليك ٠٠ قال طيار قال ٠٠ هتموت الناس قريب فى حادثة
ضحك (منصف) كثيراً ثم قال
-انا غلطان انى واخد اجازة اقضيها معاكى ومع جوزك الكشرى كنت قعدت فى بيتى اكرملى
-اه عشان تقضى اليوم كله نوم ٠٠
-بالظبط
فتحدثت (فاطمة) بلهجة آمرة
-طب ورايا ع المطبخ عشان تحضر معايا الغدا
مط (منصف) شفتاه بعدم رضا ثم قال
-يا سااااتر ٠٠
ضحكت هى وسبقته إلى المطبخ ٠٠
****************
اوصلت (هايا) (أصالة) إلى منزلها بالسيارة الخاصة بشقيقها وقبل ان تترجل (هايا) نظرت لها ثم تحدثت
-اعزمى بقى اللى انتى عاوزه يوم الجمعة إن شاء الله
نظرت لها (أصالة) بنصف عين ثم قالت
-هتعمليه الجمعة طبعاً عشان (يونس) يكون رجع من السفر
هزت (هايا) رأسها بالإيجاب ثم قالت
-وحشنى اوووى وبعدين هشوفه هيجبلى هدية ولا لأ ٠٠
-ربنا يهديكى يا بنتى ٠٠
ضحكت (هايا) ثم قالت
-بفكر اعزم طنط (وداد) اللى ساكنة فى الفيلا اللى جنبنا اصلها وحدانية هتحب الحفلات اووى وهعزم فطومة كمان ٠٠ مش بتحبنى اقولها طنط بتقولى بتعجزينى
ضحكت (أصالة) ثم قالت
-يبقى هتجيب المتشرد ابنها معاها ٠٠ اعوذ بالله ولد شقى اوووى
-حرام عليكى ده جميل ٠٠ ده (منصف) عسل
-هى ليه مسمياه (منصف) اصلاً ؟ مش اسم من بتوع اليومين دول
-قالتلى قبل كده انه ع اسم خاله متهيئلى
-يا خرااابى لو خاله زيه
ضحكت (هايا) كثيرا ثم قالت
-واحنا مالنا ٠٠ يلا اطلعى ٠٠ اشوفك بكرة إن شاء الله
-اشطة يا مزة
ثم ترجلت من السيارة لتذهب إلى العقار الذى تقيم به بينما اتبعت (هايا) طريقها نحو المنزل ٠٠
*****************
فى أمريكا ٠٠
جلس (مراد) بجانب فراش زوجته فى المشفى وهو يطعمها الحساء بفمها فقالت (شروق) وهى تأخذ الملعقة منه كى تطعم نفسها
-مادام انت لسه زعلان بتأكلنى ليه ؟!ّ ٠٠ مش عاوزة اكل اصلاً لا منك ولا انا حتى هأكل نفسى
زفر (مراد) بضيق ثم قال
-وبعدين بقى !! انتى تاكلى وبس ملكيش دعوة بحاجة تانية
نظرت له بلوووم
-ليه مش انسانة وبحس وليا مشاعر ٠٠ ولا المفروض اسمع كلامك طول الوقت بس
-انتى عاوزة ايه يا (شروق) دلوقتى ؟!
-انت شايف ان المفروض اكل من أيدك وانت زعلان منى
نظر لها نظرة ذات معنى ثم قال
-ده اهون بكتيييير من انك تكونى شايفانى بعالجك بس عشان تخلفى ٠٠ الكلمة دى موتتنى ٠٠ حسستنى انى فاشل حتى بأنى احسسك بحبى وخوفى عليكى
نظرت (شروق) لأسفل بندم ثم قالت
-انا اسفة يا (مراد) مكنتش اقصد بجد ٠٠ انا بس ٠٠ بس شايفة ان ده حقك وانى مقصرة معاك
-انا اللى احدد انتى مقصرة ولا لأ
هزت رأسها بالإيجاب هى تشعر بالخوف ثم قالت
-حاضر
ابتسم هو عليها فتابعت هى
-متزعلش منى بقى
فتحدث بمرح
-مقدرش يا شوشو
أبتسمت هى ثم قالت
-تعالى أكلنى طيب
هز رأسه ايجابا واقترب ليطعمها مرة أخرى فسمع صوت هاتفه فأخرج هاتفه وجد أن (عزت) هو المتصل فتحدث بمرح
-ازيك يا (عزت) وحشنى يا راااجل
-انت اكتر بقى ٠٠ اخبارك ايه ؟ وصحة مراتك ؟
-الحمد لله بخير
-هتنزل مصر امتى. ؟
-لسه هشوف كده
-ترجع بالسلامة عموما
-ماشى يا برنس ٠٠ يلا سلااام ٠٠ قولتلك 100 مرة متتصلش وانا مع (شروق) خلى عند اهلك دم
ضحك (عزت) كثيراً
-مانت ع طول لازق فيها ٠٠ اتصل امتى ؟
-يبقى متتصلش
أحمر وجه (شروق) من حديثهم فأغلق (مراد) الهاتف فنظرت له (شروق)
-عيييييب كده يا (مراد)
-عيب ايه يا بت ٠٠ ده انتى مراتى
-بتكسف يا (مراد)
فردد مقلداً إياها
-بتكسف يا (مراد)
ثم أردف قائلاً
-بحبك انا
فتحدثت (شروق) بأحراج لتغير مجرى الحديث
-اكلنى طيب انا جعانة
فظل يطعمها فتحدثت قائلة
-لسه متعرفش هو و (آسيا) سابوا بعض ليه ؟!
هز (مراد) رأسه نافياً
-(آسيا) قالت متفقوش سوا ٠٠ ومش هسئل (عزت) طبعا سبتها ليه ؟! ٠٠ بس الموضوع مر عليه سنين انا نسيت اصلاً
-فاكرة ساعتها كنا لسه مخطوبين
ضحك (مراد) ثم قال غامزاً لها بعينه اليسرى
-فاكر يا عسل
هزت (شروق) رأسها بأسى ٠٠
على الجهة الأخرى جلس (عزت) على مقعده بشقته وهو يزفر بضيق فقد مر اربع سنوات على انفصاله من (آسيا) ولكنه لا يستطع نسيانها وها هى افضل منه فهى لم تقص على شقيقها سبب انفصالهم بينما هو كان يقص على صديقه مشاكلهم سوياً زفر بضيق وهو يتمتم قائلاً
-غبى
*******************
فى المساء ٠٠
قررت (هايا) أن تذهب إلى منزل (فاطمة) كى تخبرها بأن تأتى فى عيد مولدها يوم الجمعة قامت برن جرس باب المنزل ٠٠
فى ذلك الوقت كان (منصف) الصغير الذى لديه من العمر عشر سنوات يذاكر دروسه فسمع صوت جرس الباب فأبتسم لأنه وجد حجة كى يترك دروسه ذهب للطابق السفلى ليفتح باب المنزل وجد جارتهم الحسناء أبتسم حين رأئها فقالت (هايا)
-أزيك يا حبيبى ٠٠ ماما موجودة ؟!
-اه فى اوضتها
-طب ممكن تبلغها انى عاوزها يا (منصف) !!
-تعالى هى قعدة لوحدها فى الاوضة اللى تحت دى ٠٠ مفيهاش حاجة
-تمام يا حبيبى
سارت (هايا) خلف (منصف) الصغير الذى قادها نحو غرفة ما وقف امام الغرفة قائلاً
-دى اوضة ماما
-تمام
فتحت (هايا) باب الغرفة وهى تقول
-فطووووو٠٠
بترت كلمتها حين وجدت شاب فى الثلاثين من عمره على وشك أن يرتدى قميصه رفع (منصف) نظره لمن فتح الباب وجدها فتاة فشعر بتوتر كبير وقام بوضع القميص نحو صدره العارى بينما ظل (منصف) الصغير يضحك عليهما ٠٠
التعليقات على الموضوع