إبحث عن موضوع

رواية الكابو الحلقة السادسة

الحلقة السادسة

بعد أن اصيب (ناجى) بطلق ناري اخبر أحدى الرجلين أن يذهب لكى يحضر الطبيب ليفحصه فذهب الرجل ليخبر طبيب خاص بهم وبعد وقت ليس بكثير وصل الطبيب وظل يفحص (ناجى) حتى أخبرهم بأنه قد مات صدم الرجلان وقررا أن يخبرا (أنس) بهذا ٠٠
ثم امروا باقى الرجال بأن ينقلوا الأسلاحة داخل مخبئهم ٠٠
****************
وفى الصباح ٠٠
أستعد (يونس) لكى يعود إلى القاهرة مع البضاعة ليدخلها المخزن الخاص بالمصنع فأعد الحقيبة الخاصة بها ثم استعد ليقود السيارة الخاص به ٠٠
*************
فى الجامعة ٠٠
ضحكت (أصالة)  كثيراً وهى جالسة مع  (هايا)  فى الكافتريا الخاصة بالجامعة  بعد ما سمعته من (هايا) عن ما فعله (منصف) الصغير معها والموقف المحرج الذى وضعها به فتذمرت (هايا)
-مش هحكيلك تانى ع فكرة
-مش قادرة امسك نفسى الواد (منصف) ده مشكلة مصيبة متنقلة متحرش صغير
لم تستطع (هايا) كتم ضحكتها ثم قالت
-عيل بشع ٠٠ انا كنت بحبه بس كل ما افتكر اللى حصل اول امبارح ٠٠ عقل من نفوخى هيطير
-يا ستى خلاص عديت ع خير
-بس تعرفى ؟ّ حاسة أنى شوفته قبل كده
 -عادى يمكن شكله مألوف
-يمكن ٠٠ عموماً يلا نروح المحاضرة
-اوك ٠٠ يلا ٠٠
****************
فى عصر اليوم ٠٠
جلس (منصف) بمنزل شقيقته وهو يشعر بملل شديد لذا قرر مشاهدة التلفاز فأمسك جهاز التحكم الخاص به وفتحه ولكن فى تلك اللحظة أتت بجواره شقيقته قائلة
-تحب تيجى معايا عيد الميلاد ؟!
سئلها (منصف)  بعدم فهم
-أى عيد ميلاد ؟
-بتاع البنت اللى دخلت عليك اوضتك دى
هز (منصف) كتفاها بلا مبالاة
-وانا هروح ليه ؟! ٠٠ انا معرفهاش وبعدين دى كانت جاية تعزمك أنتى
-عادى يعنى ؟ ٠٠ وبعدين (شريف) هيسافر بكرة بليل إن شاء الله يرضيك أروح لوحدى
-مش هتتخطفى يا (فاطمة) ده هما خطوتين
-انا مش عاوزة اروح لوحدى
تحدث (منصف) بعدم راحة
-طب سبينى افكر
-اوك
*****************
كانت (آسيا) تجلس فى مكتبها وهى تشعر بملل وضيق حتى دلف (عاصم) مكتبها فلم تستطع هى كتم ضحكتها اكثر من ذلك بعد ما سمعته عن فشله فى القبض على  (أنس) فنظر لها (عاصم) بحدة
-يا سلام !! ايه بيضحك كده
-يلا ياللى (أنس) علم عليك
صر (عاصم) على أسنانه ثم قال
-بس يا بت ٠٠ انا لو عاوز اقبض عليه هقبض ٠٠ بمزاجى
أكملت (آسيا) ضحكتها ثم قالت
-بلاش النفخة الكدابة دى بس ٠٠ ده انت بوق
رمقها (عاصم) بغيظ شديد ٠٠
***************
فى أمريكا ٠٠
شعرت (شروق) بأنها تشتاق لعائلتها وهى جالسة على فراشها بالمشفى فهبث بهاتفها كى تشاهد صورها القديمة مع والداها ووالداتها لاحظ (مراد) بأنها تشعر بضيق شديد فهم ليجلس بجوارها على الفراش
-مالك يا بت ؟!
نظرت فى عينه ثم قالت
-مانت هتزعل منى
-كله الا زعلك !! ٠٠ انا اقدر !
-ماما وبابا وحشونى اووووى يا (مراد) نفسى اشوفهم
عض (مراد) شفتاه بغيظ وبقلة حيلة
-يا حبيبتى مانا عرضت عليهم قبل كده يجوا يعيشوا معانا ٠٠ هما موافقوش عمالين يقولوا شغلهم ومش شغلهم وميقدروش يسيبوا شغلهم
أبتسمت (شروق) بمرارة ثم قالت
-هما ع طول كده الشغل واخد كل حياتهم ٠٠ تعرف ساعات بحس انهم جوزونى بدرى عشان يخلصوا منى انا كان عندى 18 سنة لما اتجوزتك
أبتسم لها  ثم غمز لها بعينه اليسرى قائلاً
-بذمتك مش احلى حاجة عملوها ؟
أبتسمت (شروق) وهزت رأسها بالإيجاب وهى تضع شعرها خلف اذنها ثم قالت
-رغم كده وحشونى نفسى اشوفهم ونفسى اشوف (آسيا) و (برنسيس) نفسى اقعد وسطهم اريح شوية من جو المستشفيات ده
صمت (مراد) قليلاً فهو لا يستطيع أن يرفض لها أى طلب تطلبه ثم قال
-ماشى يا حبيبتى
أتسعت أعين (شروق) بفرحة ثم أرتمت بأحضانه وهى تقول
-بحبك بحبك بحبك
أبتسم (مراد) وشعر بسعادة ثم قبل رأسها وهو يقول
-وانا بموت فيكى
ثم أبتعد قليلاً وتحدث بجدية
-هسأل الدكاترة واشوف ميعاد مناسب نرجع فيه
-ماشى يا حبيبى
*****************
بعد أن أنتهت كلاً من (هايا) و (أصالة) من  محاضرتهم قرروا أن يذهبوا إلى منزل (هايا) لكى يذاكروا قليلاً  ٠٠
ظلوا يمرحون ويذاكرون بالغرفة الخاصة ب (هايا) ومن ثم تحدثا فى أمور كثيرة ولكن ما أن وجدت (هايا)  فرصة مناسبة للتحدث عن (يونس) حتى قالت
-تعرفى انى هشوف (كابو) النهاردة
أبتسمت (أصالة) ثم قالت
-ربنا يشفيكى حبيبتى من مرض (كابو) ده
ضحكت (هايا) كثيراً ثم قالت
-هروح الحمام وجاية
-تمام ٠٠ وانا هنزل اتمشى تحت شوية زهقت من المذاكرة
-اوك حبيبتى
خرجت (هايا) من الغرفة لتذهب تجاه الحمام وبعدها خرجت (أصالة) من الغرفة وظلت تسير فى رواق كبير شاعرة بالملل ولكن الفضول تملكها كى ترى غرفة (أنس) فهى لم تدخلها يوماً شعرت برغبة فى معرفة كيف تبدو غرفته هى تعلم جيداً أنه لن يعود الأن من عمله لذا توجهت تجاه غرفته وفتحت الباب دون أن تصدر أى ضوضاء دلفت للحجرة وجدت الحائط بلون (الكافيه) كانت الغرفة مرتبة كثيراً ومهندمة أبتسمت ثم وجدت أعلى فراشه صورة كبيرة له تظهر مدى وسامته وأبتسامته الساحرة فوقفت أمام الصورة وظلت تتحدث قائلة
-مانت بتعرف تضحك اهو ٠٠ وضحكتك حلوة كمان ليه مكشر بقى !!
زمت شفتاها ثم قالت وهى تعقد حاجبيها
-ع طول عامل حواجبك كده
ثم قامت بتفخيم صوته وتشير بسبابتها بأحتقار
-اقعدى ٠٠ البسى ٠٠ كلى ٠٠ اشربى ٠٠
ثم تابعت قائلة
- ودايماً تكلم الناس بطرف مناخيرك كده  طب ليه كده ليه بتشوه جمالك بالطريقة دى ٠٠ ده انا بخاف منك اوووووى
فجاء صوت من خلفها يتحدث بهدوء
-ولما أنتى بتخافى منى كده ٠٠ ازاى تدخلى اوضتى من غير أذنى
أنتفضت (أصالة) وشعرت بخوف شديد ثم قامت بأغماض عينيها فقال (أنس)
-ما تردى يا هانم
إلتفت (أصالة) له بحركة بطيئة وهى تقول
-صدقنى مش هتكرر تانى ٠٠ انا آسفة
وهمت بالرحيل فأمسكها (أنس) من رسغها ثم قال
-أستنى هنا
فتحدثت بخوف قائلة
-مش هعمل كده تانى ٠٠ انا آسفة بجد ٠٠ ارجوك سبنى امشى
فتحدث بصوت أچش
-بعد ما تجاوبى ع سؤالى
أجابته ببلاهة
-ها !!
فنظر داخل عينيها الزرقاء قائلاً
-هو انا حلو اوووى كده زى ما وصفتى
أحمرت وجناتى (أصالة) خجلاً ونظرت لأسفل فتابع هو بنبرة حانية
-طب ردى طيب
-الله يخليك سبنى  ٠٠ (هايا) زمانها بتدور عليا
-هسيبك بس ع شرط
-ها !!
-انى كل يوم ادخل الاقيكى فى الاوضة دى
أتسعت عينيها ثم قالت
-ايه ؟!!
فتابع هو وهو يغمز بعينه اليسرى
-ماهو بصراحة بعد ما دخلت وشفتك فيها مش هقدر ادخلها تانى وانتى مش فيها
أتسع فمها ببلاهة غير واعية لما يقوله ثم حاولت ان تتملص من ذراعه فقال (أنس) بعناد
-مش هسيبك إلا لما توعدينى
-ح٠٠ حاضر ٠٠ هدخل فيها كل يوم
ترك (أنس) يدها فركضت هى نحو الخارج ظل (أنس) محدقاً تجاه الباب الذى خرجت ثم تنهد وهو يضع يده على قلبه
-مفيش واحدة قدرت عليه ٠٠ قدرتى انتى ازاى ؟!
ثم جلس على المقعد الذى بالجوار فأستمع لصوت هاتفه فأخرج الهاتف ليجيب
-الو ٠٠
أتسعت أعينه وهو لا يصدق ما يسمعه من الطرف الآخر ثم قال بنبرة غاضبة
-ايه ؟!! ٠٠ (ناجى) مات
*****************
على الجهة الأخرى كان (صلاح) يقف أمام مكتب (مدحت) الذى بداخل منزله وهو يوبخه شاعراً بغضب شديد للغاية فقال وهو يزعق فى وجهه
 -يعنى ايه الرجالة ماتت ؟ ومعرفتش كمان تاخد البضاعة
-يا باشا ما رجالتهم كانوا كتير و ٠٠
قاطعه (مدحت) بغضب وهو يضرب يده على سطح المكتب وهو يقول
-يعنى ايه ؟!
-ب٠٠ بس انا ضربت (ناجى) بالنار و ٠٠
لمعت عينان (مدحت) ثم قال
 -مات ؟!
صمت (صلاح) وهو يقول
-مش عارف حقيقى ضربته و مشيت بسرعة بالعربية
هدئ غضب (مدحت) قليلاً ثم قال بخفوت
-أما نشوف
******************
بينما كانت (هايا) تبحث عن (أصالة) بالأسفل فوجدت (يونس) يدخل من البوابة ظل قلبها يدق وهى تراه بعد عدة ايام شعرت انها تفتقده بشدة ثم اقتربت منه وعلى وجهها أبتسامة
-حمدالله ع السلامة يا (يونس)
تحدث (يونس) ببرود
-شكراً يا (هايا) ٠٠ عن اذنك راجع تعبان ومحتاج انام
بدى على وجهها الحزن ثم قالت
-مش هتتغدا معانا
تحدث وهو يتجه للداخل
-مليش نفس
زمت (هايا) شفتاها ثم قالت بصوت خافت
-يا بااااارد
ما أن دخل (يونس) للداخل حتى خرجت (أصالة) مسرعة للخارج وجدتها (هايا) يبدو عليها الرعب فقالت بنبرة قلقة
-مالك ؟!
أرتبكت (أصالة) قليلاً ثم قالت
-ها !! م٠٠ مالى مانا كويسة اهو
ثم دققت (أصالة) بوجه (هايا) وجدتها حزينة فأستغلت الوضع حتى لا تتحدث معاها عن ما حصل مع شقيقها ثم قالت
-انا شفت (يونس) ٠٠ ضايقك ؟
تنهدت (هايا) بأسى ثم قالت
-وهو بيعمل ايه غير انه يضايقنى ؟!
شعرت (أصالة) بالحزن على حال صديقتها فأقتربت منها وربتت على كتفاها ثم قالت
-انسى حبيبتى
-ياريت اقدر ٠٠
******************
بينما كان (منصف) مستلقى على فراشه يفكر فى أن يذهب مع شقيقته حتى يرى تلك الفتاة المجنونة أم لا أبتسم وهو يتذكرها ويتذكر كيف كانت ترقص وهى تضحك فأبتسم دون قصد منه ثم حدث نفسه قائلاً
-انا اتهبلت ولا ايه !! طب هروح عشان اشوف اتهبلت ولا لأ
****************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
كانت (هايا) تعد الحفل من أجل عيد مولدها بالأسفل فصعدت إلى غرفة (أنس) طرقت باب الغرفة وجدته جالس على الأريكة وينظر للأرض ويبدو عليه الضيق فأقتربت منه (هايا) قائلة
-مالك يا أبيه ؟ شكلك مضايق
رفع (أنس) رأسه لها ثم قال
-ها !! ٠٠ مفيش ٠٠ انتى داخلة ليه فى حاجة عاوزها ؟
-اه عاوزك تنزل توضب معايا القعدة تحت عشان عيد ميلادى و ٠٠ اصل زوقك حلو يا أبيه فى الترتيبات
هز (أنس) رأسه بتفهم ثم قال
-تمام يا حبيبتى ٠٠ روحى انتى وانا خمسة ونازل
-تمام يا حبيبى ٠٠
ظلت (هايا) تعد الأعدادت بالأسفل وما أن جاءت (أصالة) حتى ساعدت صديقتها ساعد (أنس) شقيقته قليلاً وكان يختلس النظر ل (أصالة) طوال الوقت وهى ايضاً كانت تنظر له دون أن يشعر وشعرت بأنه ليس على ما يرام فأحست بحزن شديد يتسرب إلى قلبها لا تعرف سببه او ربما تعرف ولا تريد أن تعترف بذلك ٠٠
بعد أن أنتهوا صعد كلاً من (أصالة) و (هايا) ليبدلوا ملابسهم بفساتين للسهرة
أرتدت (هايا) فستان لونه سماوى يليق ببشرتها البيضاء فكانت تبدو كنجمة ساطعة من كثرة الأنارة وأرتدت سلسلة وتركت شعرها البنى مسترسلاً للخلف ٠٠
بينما أرتدت (أصالة) فستان لونه أحمر ووضعت حزام فضى حول الخصر تركت شعرها البنى المائل قليلاً للحمرة على ظهرها ونظرت لنفسها بالمراءة وشعرت بالرضا ٠٠
توجهوا نحو الأسفل حيث الحفل قد بدء وبدء اصدقاء (هايا) بالمجئ لتهنئتها ٠٠
بحثت (هايا) بعينيها عن (يونس) وجدته يقف مع فتاة يمرح ويضحك معها كثيراً عضت شفتاها بغيظ شديد وشعرت بأنكسار قلبها فى تلك اللحظة دخل  كلاً من (منصف) و (فاطمة) و (منصف) الصغير فأقتربت (فاطمة) من (هايا) وقالت
-كل سنة وانتى طيبة حبيبتى
-وانتى طيبة يا فطوم
فمدت يدها (فاطمة) ل (هايا) وقالت
-دى هديتك حبيبتى
-مكنش ليه لازمة يا فطوم انتى عارفة مفيش بينا الكلام ده
-بطلى هبل يا (هايا) انا بعتبرك أخت ليا
أبتسمت (هايا) فمدت (فاطمة) يدها بهدية أخرى فى حقيبة هدايا قطبت (هايا) حاجبها بعدم فهم فآشارت (فاطمة) بعينها تجاه (منصف)
-اصر عشان يجى لازم يجبلك هدية بس هو مكسوف يديهلك اصله بيكسف اووووى
ثم ضحكت فأبتسمت (هايا) ثم قالت
-بجد مكنش ليه لازمة ده كفاية انه جاى معاكى يعنى يا طمطم
أبتسمت (فاطمة) ثم قالت
-يلا روحى سلمى على باقى صحابك ٠٠ وانتى واضح انك عازمة كل جيرانا اروح ارغى شوية مع أى واحدة فيهم
أبتسمت (هايا) ثم هزت رأسها بتفهم ثم ذهبت لترحب بباقى اصدقائها كانت عينان (منصف) تتابعها بعينه فقال (منصف) الصغير وهو ينظر له
-ما تروح يا قفل تقولها كل سنة وانتى طيبة
قطب (منصف) حاجبه ثم نظر للصغير قائلاً
-انت اهبل ٠٠ مفيش بينا كلام اصلاً
-وماله خلى يبقى فى بينكوا كلام
-مش بالسهولة دى
هز الصغير رأسه بعدم أقتناع ثم قال
-يا مو ده أنت طيار ومعاك مضايفاات رايحة جاية المفروض أخلاقك غير كده
فتحدث (منصف) موبخاً إياه
-وأنت المفروض عقلك يبقى عقل أطفال
-عشان لما اكبر ابقى قفل زيك ٠٠ ابداً
نظر له (منصف) وهو يهز رأسه بأسى ثم انتقل ببصره إلى (هايا) التى كانت تنظر بدورها إلى (يونس) وهو يراقص فتاة ما شعرت بالضيق والغضب الشديد وظلت تهز قدمها بتوتر لاحظ (منصف) نظراتها لذلك الشاب فتحدث الصغير قائلاً
-شكلها عاوزة ترقص ٠٠ روح اطلب منها
-مينفعش قدر رفضت
-مش هترفض
صمت (منصف) فتحدث الصغير مرة أخرى
-طب روح طيب قولها كل سنة وانتى طيبة بدل مانت واقف تتفرج فى صمت كده ٠٠ اجى معاك يا خالوا ؟ انت مكسوف يا حبيبى ؟
عض (منصف) شفتاه بغيظ شديد ثم قال
-مين ده اللى مكسوف ٠٠ هتشوف
ثم هندم (منصف) ملابسه وتقدم نحو (هايا) بخطواط بطيئة حتى اصبح يقف أمامها فتنحنح
-احم احم
نظرت (هايا) تجاهه بلا مبالاة ثم نظرت مرة أخرى ل (يونس) والغيرة تملئ قلبها فقال هو
- كل سنة وأنتى طيبة يا آنسة (هايا)
مطت (هايا) شفتاها  بضجر ثم قالت
-وانت طيب
شعر (منصف) بالأحراج لاحظت (هايا) أن تلك الفتاة تقترب من أذن (يونس) وتقول له شئ ما وهو يضحك بشدة فعضت شفتاها ثم مسكت معصم يد (منصف) وهى تقول
-بقولك ايه ترقص ؟
أتسعت أعين (منصف) وقال ببلاهة
-ها !!
ثم أستدرك فوراً ما تقوله فأجاب سريعاً
-طبعاً
فذهبت معه ليرقصوا سوياً وكانت مازالت عيناها معلقة على (يونس) لاحظ (منصف) أنها تنظر لذلك الشاب فشعر بالضيق دون أن يعرف السبب ثم قال لها
-انتى بتبصى فين ؟ ركزى معايا هنا
ابتعدت (هايا) عن (منصف) بضجر شديد ثم قالت
-يووووووه انت كمان مش عاوز ترقص مترقصش ٠٠ عن أذنك
وتركته وانصرفت تجاه (يونس) بينما ظل (منصف) مصدوم من تلك المعاملة التى عاملته بها ظن بالبداية انها ارادت ان تحرجه كما احرجها عندما كانت ترقص بالطريق ولكن لا هى حتى تلك اللحظة لم تركز على ملامح وجهه فهو متأكد من ذلك تماماً ٠٠
أقتربت (هايا) من (يونس) ثم قالت للفتاة التى معه
-معلش هاخد منك (يونس) شوية
ثم أمسكت ذراع (يونس) الذى عض شفتاه ثم قال للفتاة التى معه
-معلش يا (لى لى) سبينى شوية معاها
انسحبت (لى لى) وعلى وجهها ضجر ملحوظ فوضعت (هايا) يدها حول خصرها ثم قالت
-ايه المرقعة دى يا (يونس)
وضع (يونس) يده أعلى جبهته ثم قال
-أرحمينى بقى يا (هايا) هو انا خطيبك وانا مش واخد بالى جيت قولتلك بحبك مثلاً عشمتك بحاجة طيب ؟ فهمينى فى ايه عشان انا خلاص روحى بقيت فى مناخيرى من عمايلك
ترقرقت الدموع فى عيون (هايا) ثم قالت
-حرام عليك انا بحبك
شعر (يونس) بالحزن فهو لا يريد ان يرى بكائها فهى بالنسبة له شقيقة عزيزة على قلبه ولا يريد ان يرى بكائها خاصة فى يوم عيد مولدها فقال بلهجة آمرة
-متعيطيش
مسحت (هايا) تلك الدمعة التى كانت على وشك الهبوط ثم قالت
-انا مش بحب ازعلك
-ولا انا بحب ازعلك يا (هايا)
-طب ممكن ترقص معايا
نظر لها (يونس) بنصف عين ثم قال
-وبعدين
-عشان خاطرى
فآشار لها بسبابته محذراً إياها
-بس اعملى حسابك ٠٠ هرقص بس ده مش معناها انى بوعدك بأى حاجة
هزت رأسها بالإيجاب فأبتسم لها ابتسامته الساحرة ثم بدء يرقص معها ٠٠
لاحظ (منصف) ذلك وسعادتها ورقصها مع ذاك الشاب شعر بالضيق بالأهانة بالغضب بكثير من المشاعر التى أختلطت فى قلبه ثم اتجه تجاه (منصف) الصغير وقال
-يلا عشان نمشى
-حصل ايه ؟ّ المزة سابتك ليه فى نص الرقص ٠٠ مبتعرفش ترقص ولا ايه يا مو
رمقه (منصف) بنظرة نارية ليصمت جعلت الصغير يخاف قليلاً ثم اتجه (منصف) تجاه شقيقته قائلاً
-يلا عشان انا مش فاضى للمرقعة والسهر
نظرت له (فاطمة) بعدم فهم
-حصل ايه ؟ مالك شايط كده ليه ؟
-هتمشى معايا ولا اغور فى 60 داهية
-همشى همشى
ثم ودعت صديقاتها بعيناها وذهبت مع شقيقها مسرعة ٠٠
كان (أنس) يشرب كوب من العصير فبحث بعينه عن صاحبة العيون الزرقاء وجد شاب بجوارها كان يحدثها فعض شفتاه غاضباً ثم أقترب منها سمعها وهى تقول للشاب
-مش عاوزة ارقص يا (مازن) ٠٠
-بس الموسيقى حلوة وانا عاوز ارقص
-طب ما ترقص وانا مسكاك !!
-مانا عاوز ارقص معاكى
أستكفى (أنس) مما سمعه ثم قال
-(أصالة) هترقص معايا انا
أتسعت أعين (أصالة) ووجدت (أنس) خلفها قأبتلعت ريقها بينما شعر (مازن) بخيبة أمل فأنسحب بهدوء فقالت (أصالة)
-(ا٠٠ انس)
تحدث بلهجة آمرة وقال
-تعالى عشان ترقصى معايا
-مش عاوزة ارقص
نظر لها والشرار يتطاير من عيناها ثم قال
-مش بكيفك .. بكيفى وبس
ثم أمسك يدها بقسوة متوجهاً معها تجاه ساحة الرقص وظل يرقص معها رغماً عنها حاولت ان تتمنع عن تلك الرقصة وان تتملص منه وهى تقول
-مش عاوزة أرقص
-مش بكيفك قلت ٠٠ ده حسب مزاجى ٠٠ مزاجى انا وبس
ترقرت الدموع بأعينها نظر لها ولم يهتم ثم انتقل بنظره لذلك الذى كان يريد أن يراقصها ونظر له بأنتصار وتشفى بينما شعرت هى بالحزن وهو يراقصها عنوة وبعد أن أنتهت الأغنية
-ارجوك سبنى ٠٠ عاوزة اروح
تركها (أنس) ثم قال
-انتى مش طايقانى كده ليه ؟!ّ كنتى عاوزة ترقصى مع الواد المايع ده
-لا معاك ولا معاه ٠٠ ودى اخر مرة يا (أنس) تعاملنى بالأسلوب ده وتجبرنى على حاجة انا مش عاوزها ٠٠ عن أذنك
قالتها وتوجهت نحو (هايا) لتودعها بينما زفر (أنس) بضيق ٠٠
*******************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
أتجهت (أسيا) إلى مكتب رئيسها فى العمل بعد أن طلبها لتأتى إلى مكتبه ٠٠
دلفت (آسيا) للداخل وهى تقول
-خير يا فندم
-اقعدى يا (آسيا)
جلست (آسيا) بالمقعد المقابل لمكتبه فتحدث رئيسها قائلاً
-طبعا أنتى عارفة موضوع (أنس النجار)
هزت (آسيا) رأسها بالإيجاب فتابع رئيسها قائلاً
-وعرفتى ان (عاصم) معرفش يمسكه فى اخر عملية وان (أنس) مش سهل
-فعلاً ٠٠
-فى الأدارة هنا وفى ادارة القاهرة رشحنا كذا ظابط انه يروح يشتغل مع (أنس) ويكسب ثقته ٠٠ وبناء على كفائتك اختارنكى تشتغلى فى المصنع بتاعه ويبقى تحت عينيكى بأستمرار
أرتفع حاجب (آسيا) ثم قالت
-أنا !! ..

ليست هناك تعليقات