رواية الكابو الحلقة17
الحلقة السابعة عشر
نظرت له (أصالة) بذهول ثم قالت وهى تدلك يدها التى ألمتها من اثر اصطدامها بالحائط
-انت اكييد اتجننت يا (أنس) !! ايه اللى بتعمله ده لو حد شافك وانت بتقفل الباب علينا كده هيقولوا عليا ايه ؟!
هز (أنس) كتفاه بلا مبالاة ثم قال
-ميهمنيش
ثم آشار لها بأصبعه السبابة وتابع
-قولتلك يا (أصالة) انتى ليا انا بس ومستحيل حد تانى ياخدك منى
زفرت (أصالة) بضيق ثم قالت
-انت اكيييد شارب حاجة ٠٠ مش معقولة تكون طبيعى وبعدين احتراماً لأختك انا لسه لحد دلوقتى بكلمك بالذوق اطلع بارة من سكات يا (أنس) ٠٠ هنا مش وكالة من غير بواب انا ليا اخ ولو عرف اللى بيحصل ده مش هيسكتلك ابداً
-هشششششش ٠٠ انا هنا عشان اتكلم وانتى تسمعى
-انت غريب اووى انت مش حاسس باللى عملته انت واحد خاين يا (أنس) ارجوك اطلع بارة ومتخلنيش أفقد اعصابى اكتر من كده بدل ما اصوت واقول انك دخلت بالغصب و ٠٠٠
قاطعها (أنس) بهدوء
-تعرفى تسكتى شوية
ثم ذهب إلى حيث الأريكة التى بالجوار وجلس ببرود تام ثم قال
-مش ذنبى انك دخلتى فى الوقت ده واللحظة دى ٠٠ كل الموضوع انى رجل اعمال وفى بنات كتير بتعرض عليا نفسها بالطريقة دى واكتر من كده ومع ذلك كنت ههزقها بس دخولك ربكنى
رفعت (أصالة) أحدى حاجبيها غير مصدقة وقالت بسخرية
-يا سلاااام !!
نهض (أنس) من مكانه واقترب منها بخطوات هادئة ثم قال بنبرة صادقة
-انتى عندك شك انى بحبك يا (أصالة) ؟!
شعرت (أصالة) بأرتباك شديد ثم أبتلعت ريقها وحاولت أن تحول نظرها عنه وقالت
-اللى بيحب يا (أنس) مش بيخون مستحيل يخون
أمسك وجهها بكف يده من أسفل ذقنها وجعلها تنظر فى عينه ثم قال
-قولتلك هى يا (أصالة) هى اللى بدئت وانتى دخلتى فى اللحظة دى ومعرفتش اعمل شئ لما لاقيت دموعك
أبعدت (أصالة) يده ثم نظرت له بحيرة وقالت
-(أنس) انت ساعات بتخوفنى
-بس بحبك يا (أصالة) ٠٠ وانتى عارفة ده لو عندك شك فى حبى ليكى مكنتيش سمعتينى
نظرت له بشك كبير ولكنها قالت وهى تتمنى أن تكون اجابته بنعم
-يعنى انت مخونتيش ولا بتخونى يا (أنس)
هز (أنس) رأسه بالنفى فأبتسمت (أصالة) رغم عنها ثم قالت
-مش انا من حقى اغير عليك برده ؟!
-طبعاً
ابتسمت بسعادة كبيرة ثم قالت
-يبقى هعدى عليك كتير صدف وادخل المكتب فى الوقت اللى يعجبنى بدون اذن سكرتيرة
رفع (أنس) أحدى حاجبيه ثم قال
-يا سلااام
فرفعت اصبعها السبابة محذرة إياه
-ده لو عاوزنى اصالحك
-رغم انى مبحبش اسلوب التهديد ده بس ماشى يا ستى
-طب اطلع بارة بقى قبل حد ما يشوفك وتبقى مصيبة
غمز هو لها بعينه اليسرى ثم قال
-ومصيبة ليه اللى يقول يقول مانتى كده كده مش هتجوزى غيرى
أحمرت وجنتى (أصالة) ثم قالت
-امشى يا (أنس) ٠٠ امشى بقى
-ماشى بس انا يا هاانم تحطينى فى البلاك ليست وكل ما اتصل يدينى مشغول !!
-عديها بقى يا (أنس) ٠٠ مش هعمل كده تانى
ابتسم هو عليها ففتحت هى باب الشقة لكى تطمئن أن لا احد يقف ثم قالت مسرعة وهى تشير له
-يلا امشى من غير ما حد يشوفك
هز رأسه بأسى ثم خرج من باب الشقة فأغلقت هى باب الشقة وهى تبتسم بينما فى الخارج ابتسم قليلا عليها ثم قال
-بقى انا اخرج من شقة واحدة من غير حتى مسكت ايد !! شكلها هتربينى من اول جديد ٠٠
بينما هى بالداخل قد كانت صدقت أكاذيبه ربما أرادت أن تصدق ما يقوله لأنها مغرمة به حقاً ..
*****************
بينما كان (يونس) يبحث عن (آسيا) فى الشركة ولم يجدها شعر بالقلق عليها فقرر أن يقوم بالأتصال بها ولكن وجد رقم هاتفها مغلق شعر بقلق كبير عليها ولكنه قرر البحث عنها فهو لن يتركها بعد أن وجدها اخيراً ٠٠
*****************
كانت (آسيا) فى مكتبها تشعر بغضب شديد من (أنس) ذلك كم كانت تود أن تقبض عليه وأن تكون هى السبب الرئيسى فى القبض على رجل مثل (أنس) ولكن اتت الرياح بما لا تشتهى السفن ولكنها لن تنسحب من تلك القضية بتلك السهولة ابداً فهى ستعمل عليها بدون علم رئيسها فى تلك اللحظة سمعت صوت أحدهم يطرق باب مكتبها ثم وجدت (عاصم) يدلف للداخل وهو أيضاً يشعر بالغضب جلس بالمقعد الذى امامها
-اتمنعتى عن قضية (أنس النجار) زيى
-اه مش انت لوحدك يا (عاصم) ٠٠ بس انا مش هسكت
نظر لها (عاصم) بإهتمام ثم قال
-هتعملى ايه ؟!
-هفضل وراه برده انا مش هضيع المجهود اللى عملته فى القضية دى ع الفاضى ابداً يا (عاصم) انا من الاول وانا شغالة بساعدك فى القضية وبعدين روحت هناك واتعاملت معاه مش معقول مجهودى يروح ع الفاضى كده لازم اقبض عليه ولو كلفنى الأمر حياتى
نظر (عاصم) لها ثم أيد رأيها وقال
-وانا معاكى فى أى شئ
ابتسمت (آسيا) قليلاً ثم قالت
-يبقى استعد يا (أنس) للى جاى لأنى مش هرحمك
٠٠
*****************
بينما كانت (برنسيس) فى الجامعة تجلس مع (رحمة) شعرت (رحمة) بأن (برنسيس) ليست على ما يرام ويبدو وكأنها تبحث عن شئ ما ابتسمت (رحمة) قليلاً فقد خمنت انها تبحث عن (فاروق) فتحدثت قائلة
-مجاش النهاردة
أرتبكت (برنسيس) قليلاً ثم قالت
-ه٠٠ هو مين ؟!
-اللى بتدورى عليه
أبتلعت (برنسيس) ريقها ثم قالت
-تفتكرى ممكن يكون عيان ؟!
-مش عارفة ٠٠ انتى مهتمة بيه يا (برنسيس) ؟!
أخذت (برنسيس) نفس عميق ثم قالت
-مش عارفة يا (رحمة) ٠٠ بس نفسى اشوفه
-طب ما تديله ريق الواد نفسه يرتبط بيكى وساعتها اخباره كلها هتبقى عندك
-هفكر كووويس يا (رحمة) الموضوع مش بسهولة زى مانتى فاكرة بس منكرش انى معجبة بيه وبشخصيته وشايفاه مش زى كل الشباب
-انتى عارفة لو سمع منك الكلمتين دول هيمشى يتطوح فى الجامعة
وضعت (برنسيس) يدها على فمها كاتمة لتلك الضحكة ٠٠
******************
بعد أن أنتهت (آسيا) من عملها قررت أن تذهب إلى المنزل فقد اشتاقت لعائلتها ٠٠
وصلت للمنزل وبعد أن سلمت على والدايها قررت الدلوف لغرفة (مراد) أولاً وبعد ذلك سترى كيف أصبحت (برنسيس) أتجهت نحو غرفة (مراد) ثم طرقت باب غرفته سمعت صوته بالداخل
-ادخل
دلفت (آسيا) إلى الداخل وهى تبتسم لم يصدق (مراد) عينه فقد كانت رؤية (آسيا) له مفاجاءة لم يكن يتوقعها ابتسم ووقف وقبل أن يقترب منها وجدتها اسرعت له واحتضنته فأبتسم هو وسمع صوتها وهى تقول
-وحشتنى اوووى يا (مراد) بجد ٠٠ أنا آسفة انا قصرت معاك بس ٠٠ بس مش بمزاجى
ابتسم (مراد) عليها وابعدها عنه ثم نظر فى عينيها والدموع التى تتسلل منها فمسح دموعها ثم قال
-تعرفى من يوم ما ماتت (شروق) محستش انى مبسوط إلا لما شوفتك دلوقتي
-ا٠٠ انا آسفة ٠٠ انت عارف شغلى و ٠٠
قاطعها قائلاً
-عارف ومتأكد انه مش بكيفك
جلسا سوياً ونظرت له (آسيا) بأهتمام ثم قالت
-لسه بتلوم نفسك برده زى ما حكتلى ؟!
هز (مراد) رأسه بالإيجاب ثم قال
-ياريتنى كنت سبتها تعيط يا (آسيا) كانت محتاجة تعيط بس مكنتش محتاجة أنى اضحكها و ٠٠
قاطعته (آسيا) بهدوء
-انت عارف ان ده عمرها ودى حاجة انت ملكش دخل فيها
-الحمد لله على كل شئ ٠٠ بس الحياة من غيرها صعبة صعبة اووى
-بابا قالى انك منزلتش شغل من ساعتها
ابتسم (مراد) بسخرية ثم قال
-شغل !! طب اشتغل لمين يا (آسيا) انا مقدرش اسيب الأوضة بتاعتها دى ده المكان الوحيد اللى بحس انها فيه جنبى
-بس دى مش عيشة يا (مراد)
-ارجوكى يا (آسيا) انا مش حابب اتكلم فى الموضوع ده دى حياتى وسبونى أكملها زى مانا عاوز
-تكمل ايه يا (مراد) ؟! ٠٠ انت كده بتدفن نفسك بالحياة
-ارجوكى يا (آسيا)
صمتت (آسيا) قليلاً ثم ربتت على يده وقالت
-زى ما تحب يا (مراد) ٠٠ عموماً هنبقى نتكلم بعدين
هز (مراد) رأسه بتفهم بينما شعرت (آسيا) بحزن شديد على تلك الحالة التى وصل إليها (مراد) ٠٠
****************
فى المساء استلقت (برنسيس) على فراشها بعد أن قابلت (آسيا) وتحدثوا كثيراً فقد كانت تفتقدها ومفتقدة الحديث معها وهنئتها (آسيا) على خطوة الحجاب تلك ظلت (برنسيس) تفكر فى طريقة ما كى تعرف بها هل حقاً (فاروق) يحبها هى أم أنه مجرد اعجاب بسبب جمالها الزائد وسيذهب مع الوقت حتى لمعت فى رأسها فكرة ما ابتسمت قليلاً على تلك الفكرة ثم اخذت هاتفها الذى كان بجوارها وبدئت بتنفيذ الخطة فقد اصطنعت حساب وهمى على موقع الفيس بوك ثم بحثت من خلاله عن حساب (فاروق) حتى وجدته أخيراً ابتسمت وهى ترى صورته الشخصية تلك ولكن ما زاد من حنقها وهى تقرأ التعليقات من تلك التى تدعى (ياسمين) تترك له تعليق على كل صورة تتحدث تارة عن وسامته وتارة عن أناقته وتارة عن جسده الرياضى شعرت بغضب شديد ولكن ذلك شجعها على تنفيذ خطتها ففتحت المحادثة بينها وبين (فاروق) ثم أرسلت له
(انا واحدة اعرفك من زمان ومعجبة بيك جداً
بس خايفة اواجهك بده فتصدنى عشان كده قلت اقولك من غير أى احراج هنا بتمنى أعرف ردك وترد عليا وأعرف ردك هنا وبعدين لما شفتك مجتش النهاردة الجامعة قلقت عليك اووووى)
ثم ظلت تنظر للهاتف وهى تنتظر أن يجيب عن تلك الرسالة وبعد ملل وانتظار ساعة كاملة اتاها رسالة منه
(انتى مين ؟! )
زمت (برنسيس) شفتاها وقالت محدثة نفسها
-ده شكله هيتعرف !!
ولكنها أرسلت له
(يعنى متهيئلى انا سئلتك هنا مانعاً للأحراج لأنى مش قادرة اقولهالك وجه لوجه)
(عموماً يا ستى انا مقدر مشاعرك الجميلة دى
بس انا قلبى مشغول بواحدة تانية ومقدرش افكر فى غيرها)
عندما قرئت (برنسيس) تلك الرسالة شعرت بتسارع عدد دقات قلبها وابتسمت بسعادة ثم أرسلت له
(يعنى مفيش امل خالص يا (فاروق) )
(ابداً)
ارادت (برنسيس) أن تتأكد اكثر من ذلك لذا أرسلت
(طب ممكن اعرف مين البنت دى )
(اعتقد مش هيفرق معاكى شئ
ليه عاوزة تعرفيها ؟! )
(عاوزة اعرف هى تستاهل ولا لا عشان لو تستاهل هبعد من غير كلام)
(تستاهل متستاهلش دى حاجة تخصنى يا آنسة)
شعرت (برنسيس) بالضيق لأنها تريد أن تتأكد أكثر وأكثر من ذكره لأسمها فأرسلت له
(بس انا حقيقى بحبك وبعدين مفيش أى علامة تخلينى اشوفك فى الجامعة مثلاً مرتبط بحد فانت مش مرتبط ليه متدنيش فرصة)
شعر (فاروق) بالضجر من تلك الفتاة الفضولية لذا أرسل
(انا حر يا آنسة)
(طب اول حرف من اسمها ؟! )
(اصرارك انك تعرفيها ده مخلينى اضايق بجد
هيفرق معاكى فى ايه ؟! )
(عاوزة اعرفها اعرف هى فيها ايه مميز عنى )
(عموما باء
اول حرف باء
مش عاوزة اتكلم بقى تانى)
ابتسمت (برنسيس) وشعرت بسعادة كبيرة لم تشعر بها من قبل ولكنها شعرت بالقلق فعلاً لأنه لم يأتى اليوم للجامعة فقالت
(طب مش هتقولى مجتش ليه النهاردة انا قلقانة عليك اووووى)
رأى (فاروق) تلك الرسالة وتردد قليلاً قبل أن يجيب ولكن بالنهاية قرر أن لا يجيب عنها شعرت (برنسيس) بمشاعر مختلطة فهى سعيدة لانه لم يهتم بأمر تلك المعجبة ولكنها حقاً شعرت بالقلق عليه تنفست قليلاً ثم قررت الخروج من ذلك الحساب الوهمى ودخلت عبر حسابها ظلت تفكر هل عليها ان تسئله بشخصيتها فمن الواضح ان (فاروق) لن يجيب عليها ولو فعلت العديد من الحسابات الوهمية لذلك تجرئت قليلاً ثم ارسلت له
(هاى (فاروق)
انا (برنسيس) مشوفتكش فى الجامعة فقلت اطمن انت كويس ؟! )
وصلت تلك الرسالة ل (فاروق) الذى ظل محدقاً لشاشة الهاتف وهو لا يصدق ما يراه هل حقاً (برنسيس) أرسلت له للتو وليس هذا فحسب بل انها تريد أن تطمئن عليه فقرر أن يقرص يده حتى يعلم أن كان يحلم او لا ولكن شعر شعر بتلك القرصة فظلت عيناه محدقة فى الهاتف شعرت (برنسيس) بالضجر لأنه قد رأى الرسالة ولم يجب عليها فأرسلت له
(انت نمت ولا ايه ؟!
انت كويس يا (فاروق) ؟! )
ابتسم (فاروق) بسعادة كبيرة ثم قال
(جالى دور برد بس من تغيير الجو
بس الحمد لله احسن دلوقتى)
عندما قرئت (برنسيس) تلك الرسالة شعرت بالحزن عليه ثم قالت محدثة نفسها
-هى اللى اسمها (ياسمين) دى قعدت تحسده عينها وحشة
ثم أرسلت له
(ألف سلامة عليك
ابقى اشرب حاجات دافية كتير)
حتى تلك اللحظة لم يكن (فاروق) يستعب الذى يحدث لذا ارسل لها دون تفكير
(حاضر)
ابتسمت (برنسيس) قليلاً وشعرت بسعادة لأنها اطمئنت عليه ولكنها أرسلت له فى النهاية
(بقولك
متقعدش ع النت بقى اشرب حاجات دافية ونام واتغطى ع طول عشان متتعبش تانى)
ابتسم (فاروق) ثم قال
(حاضر هقفل دلوقتى
سلام)
وبالفعل أغلق هاتفه وهو لا يصدق أن (برنسيس) حدثته من اجل أن تطمئن عليه وقرر فعل ما طلبته منه ٠٠
********************
فى ظهيرة اليوم التالى ٠٠
كان (يونس) قد أخبر (أنس) بأنه سيأخذ يومى اجازة من اجل أن يسافر لكى يرى أصدقائه وقرر (يونس) أن يذهب للسويس وبالفعل وصل فى الصباح وظل واقف بسيارته أمام القسم الذى تعمل به (آسيا) ينتظر خروجها حتى يتحدث معها ظل واقفاً بسيارته كثيراً حتى وجدها أخيراً تخرج فترجل من السيارة وأسرع نحوها ثم وقف أمامها وقال
-(آسيا)
نظرت (آسيا) له وهى لا تصدق ثم رفعت أحدى حاجبيها وقالت
-(يونس) !!
-ممكن نتكلم فى مكان ؟!
-ا٠٠ انت جيت ليه ؟!
-وانتى مشيتى ليه ؟!
أبتلعت (آسيا) ريقها ثم قالت
-مكنش ينفع اكمل ٠٠ انت كنت عارف ان هيجى يوم وامشى
-بس مكنتش متخيل انه هيبقى بسرعة كده
أخذت (آسيا) نفس عميق ثم قالت
-انت عاوز ايه ؟!
نظر لها (يونس) وهو يتحدث بصدق ثم قال
-هتصدقى لو قلت انى مش عارف ٠٠ بس ممكن نشرب قهوة فى المطعم اللى قدام ده ؟!
ابتسمت (آسيا) بخبث ثم قالت
-بتحب القهوة انت ؟!
شعر (يونس) بتوتر كبير فأبتسمت هى عليه وذهبت معه وجلسا سوياً على طاولة ما وطلب (يونس) لكلايهما قهوة فنظرت له ثم قالت
-سمعاك
-مش حابب أن علاقتى تتقطع بيكى فجاءة
ابتسمت قليلاً ثم قالت
-ده غصب عنى مش بمزاجى يا (يونس)
ابتسم حين استمع اسمه من فمها واغمض عينه ثم قال
-لما بسمع اسمى منك بحس بشعور تانى
شعرت هى بشعور غريب ليس حباً بالتأكيد لكن ذلك الشعور هو ربما الشماتة !! فهى لم تكن تتخيل أن شخص مثل (يونس) سيقول لها تلك الكلمات وهو لم يكن يعترف بها كأنثى حتى فنظرت له ثم قالت
-مع انك مكنتش بتسطلفنى فى الاول
-كنت غبى
-ودلوقتى ؟!
-حاسس انى عقلت
ابتسمت له وفى تلك اللحظة أتى النادل ووضع كوبى القهوة أمامهما فقالت (آسيا)
-تعرف أن كان فى واحد فى القاهرة بيبعتلى ورد وشيكولا وجوابات
شعر (يونس) بالتوتر قليلاً ثم قال
-وبعدين ؟!
نظرت له بخبث ثم تابعت
-مفيش بس تعرف انى اتعلقت بيه اوووى ٠٠ يمكن اكتر شئ مضايقنى أنى مش هقرا رسايله ولا اشوف هداياه تانى
شعر (يونس) بالسعادة من داخله ولكنه حاول ضبط مشاعره فزمت (آسيا) شفتاها ثم قالت
-بس تفتكر ليه مش بيصارحنى ٠٠ ليه بيكتب جوابات وبس !! اكييد فى سر مش كده
-زى ايه ؟!
-مش عارفة ٠٠ جايز يكون بيكسف او خجول ٠٠ بس انا مش حساه كده بصراحة وجايز يكون يعرفنى كويس وخايف يخسرنى مثلاً
ثم نظرت فى عينه وتابعت
-وممكن يكون مثلاً حاسس انه اقل منى او فاكر انى مش هعجب بيه
أبتلع (يونس) ريقه ثم قال
-معرفش ٠٠ وانا هعرف منين
ابتسمت (آسيا) ثم قالت
-تعرف لو جاه صارحنى بس هكون فرحانة اووى ماهو مش معقول واحد يكون بيحبنى كل ده و٠٠ ويترفض مش هيهمنى لا شكله ولا فلوسه ولا حتى كان ايه زمان هسئله بس عن الحاضر بتاعنا شكله هيبقى ازاى
أبتلع (يونس) ريقه وشعر بأضطراب كبير فى مشاعره ثم نهض عن الطاولة وقال
-مش يلا عشان اروحك
ابتسمت (آسيا) قليلاً وعلمت انها قد اصابت هدفها فنهضت هى الآخرى لتقول
-اوكيه ٠٠ يلا
*******************
فى المساء ٠٠
كان قد وصل (منصف) منزله الخاص شعر برغبة ملحة فى أن يتحدث مع شقيق (هايا) فهو يريد أن يتمم علاقتهم تلك بأرتباط رسمى لا يريد أن يشعر بأنه يفعل شئ خاطئ فهو ليس مراهق بل هو رجل ويعرف ما يريده جيداً لذا قام بالأتصال بالرقم الذى اعطته له (هايا) حتى جائه صوت (أنس)
-الو
-(أنس النجار) معايا ؟!
-ايوة
-انا (منصف جلال الدين)
نظرت له (أصالة) بذهول ثم قالت وهى تدلك يدها التى ألمتها من اثر اصطدامها بالحائط
-انت اكييد اتجننت يا (أنس) !! ايه اللى بتعمله ده لو حد شافك وانت بتقفل الباب علينا كده هيقولوا عليا ايه ؟!
هز (أنس) كتفاه بلا مبالاة ثم قال
-ميهمنيش
ثم آشار لها بأصبعه السبابة وتابع
-قولتلك يا (أصالة) انتى ليا انا بس ومستحيل حد تانى ياخدك منى
زفرت (أصالة) بضيق ثم قالت
-انت اكيييد شارب حاجة ٠٠ مش معقولة تكون طبيعى وبعدين احتراماً لأختك انا لسه لحد دلوقتى بكلمك بالذوق اطلع بارة من سكات يا (أنس) ٠٠ هنا مش وكالة من غير بواب انا ليا اخ ولو عرف اللى بيحصل ده مش هيسكتلك ابداً
-هشششششش ٠٠ انا هنا عشان اتكلم وانتى تسمعى
-انت غريب اووى انت مش حاسس باللى عملته انت واحد خاين يا (أنس) ارجوك اطلع بارة ومتخلنيش أفقد اعصابى اكتر من كده بدل ما اصوت واقول انك دخلت بالغصب و ٠٠٠
قاطعها (أنس) بهدوء
-تعرفى تسكتى شوية
ثم ذهب إلى حيث الأريكة التى بالجوار وجلس ببرود تام ثم قال
-مش ذنبى انك دخلتى فى الوقت ده واللحظة دى ٠٠ كل الموضوع انى رجل اعمال وفى بنات كتير بتعرض عليا نفسها بالطريقة دى واكتر من كده ومع ذلك كنت ههزقها بس دخولك ربكنى
رفعت (أصالة) أحدى حاجبيها غير مصدقة وقالت بسخرية
-يا سلاااام !!
نهض (أنس) من مكانه واقترب منها بخطوات هادئة ثم قال بنبرة صادقة
-انتى عندك شك انى بحبك يا (أصالة) ؟!
شعرت (أصالة) بأرتباك شديد ثم أبتلعت ريقها وحاولت أن تحول نظرها عنه وقالت
-اللى بيحب يا (أنس) مش بيخون مستحيل يخون
أمسك وجهها بكف يده من أسفل ذقنها وجعلها تنظر فى عينه ثم قال
-قولتلك هى يا (أصالة) هى اللى بدئت وانتى دخلتى فى اللحظة دى ومعرفتش اعمل شئ لما لاقيت دموعك
أبعدت (أصالة) يده ثم نظرت له بحيرة وقالت
-(أنس) انت ساعات بتخوفنى
-بس بحبك يا (أصالة) ٠٠ وانتى عارفة ده لو عندك شك فى حبى ليكى مكنتيش سمعتينى
نظرت له بشك كبير ولكنها قالت وهى تتمنى أن تكون اجابته بنعم
-يعنى انت مخونتيش ولا بتخونى يا (أنس)
هز (أنس) رأسه بالنفى فأبتسمت (أصالة) رغم عنها ثم قالت
-مش انا من حقى اغير عليك برده ؟!
-طبعاً
ابتسمت بسعادة كبيرة ثم قالت
-يبقى هعدى عليك كتير صدف وادخل المكتب فى الوقت اللى يعجبنى بدون اذن سكرتيرة
رفع (أنس) أحدى حاجبيه ثم قال
-يا سلااام
فرفعت اصبعها السبابة محذرة إياه
-ده لو عاوزنى اصالحك
-رغم انى مبحبش اسلوب التهديد ده بس ماشى يا ستى
-طب اطلع بارة بقى قبل حد ما يشوفك وتبقى مصيبة
غمز هو لها بعينه اليسرى ثم قال
-ومصيبة ليه اللى يقول يقول مانتى كده كده مش هتجوزى غيرى
أحمرت وجنتى (أصالة) ثم قالت
-امشى يا (أنس) ٠٠ امشى بقى
-ماشى بس انا يا هاانم تحطينى فى البلاك ليست وكل ما اتصل يدينى مشغول !!
-عديها بقى يا (أنس) ٠٠ مش هعمل كده تانى
ابتسم هو عليها ففتحت هى باب الشقة لكى تطمئن أن لا احد يقف ثم قالت مسرعة وهى تشير له
-يلا امشى من غير ما حد يشوفك
هز رأسه بأسى ثم خرج من باب الشقة فأغلقت هى باب الشقة وهى تبتسم بينما فى الخارج ابتسم قليلا عليها ثم قال
-بقى انا اخرج من شقة واحدة من غير حتى مسكت ايد !! شكلها هتربينى من اول جديد ٠٠
بينما هى بالداخل قد كانت صدقت أكاذيبه ربما أرادت أن تصدق ما يقوله لأنها مغرمة به حقاً ..
*****************
بينما كان (يونس) يبحث عن (آسيا) فى الشركة ولم يجدها شعر بالقلق عليها فقرر أن يقوم بالأتصال بها ولكن وجد رقم هاتفها مغلق شعر بقلق كبير عليها ولكنه قرر البحث عنها فهو لن يتركها بعد أن وجدها اخيراً ٠٠
*****************
كانت (آسيا) فى مكتبها تشعر بغضب شديد من (أنس) ذلك كم كانت تود أن تقبض عليه وأن تكون هى السبب الرئيسى فى القبض على رجل مثل (أنس) ولكن اتت الرياح بما لا تشتهى السفن ولكنها لن تنسحب من تلك القضية بتلك السهولة ابداً فهى ستعمل عليها بدون علم رئيسها فى تلك اللحظة سمعت صوت أحدهم يطرق باب مكتبها ثم وجدت (عاصم) يدلف للداخل وهو أيضاً يشعر بالغضب جلس بالمقعد الذى امامها
-اتمنعتى عن قضية (أنس النجار) زيى
-اه مش انت لوحدك يا (عاصم) ٠٠ بس انا مش هسكت
نظر لها (عاصم) بإهتمام ثم قال
-هتعملى ايه ؟!
-هفضل وراه برده انا مش هضيع المجهود اللى عملته فى القضية دى ع الفاضى ابداً يا (عاصم) انا من الاول وانا شغالة بساعدك فى القضية وبعدين روحت هناك واتعاملت معاه مش معقول مجهودى يروح ع الفاضى كده لازم اقبض عليه ولو كلفنى الأمر حياتى
نظر (عاصم) لها ثم أيد رأيها وقال
-وانا معاكى فى أى شئ
ابتسمت (آسيا) قليلاً ثم قالت
-يبقى استعد يا (أنس) للى جاى لأنى مش هرحمك
٠٠
*****************
بينما كانت (برنسيس) فى الجامعة تجلس مع (رحمة) شعرت (رحمة) بأن (برنسيس) ليست على ما يرام ويبدو وكأنها تبحث عن شئ ما ابتسمت (رحمة) قليلاً فقد خمنت انها تبحث عن (فاروق) فتحدثت قائلة
-مجاش النهاردة
أرتبكت (برنسيس) قليلاً ثم قالت
-ه٠٠ هو مين ؟!
-اللى بتدورى عليه
أبتلعت (برنسيس) ريقها ثم قالت
-تفتكرى ممكن يكون عيان ؟!
-مش عارفة ٠٠ انتى مهتمة بيه يا (برنسيس) ؟!
أخذت (برنسيس) نفس عميق ثم قالت
-مش عارفة يا (رحمة) ٠٠ بس نفسى اشوفه
-طب ما تديله ريق الواد نفسه يرتبط بيكى وساعتها اخباره كلها هتبقى عندك
-هفكر كووويس يا (رحمة) الموضوع مش بسهولة زى مانتى فاكرة بس منكرش انى معجبة بيه وبشخصيته وشايفاه مش زى كل الشباب
-انتى عارفة لو سمع منك الكلمتين دول هيمشى يتطوح فى الجامعة
وضعت (برنسيس) يدها على فمها كاتمة لتلك الضحكة ٠٠
******************
بعد أن أنتهت (آسيا) من عملها قررت أن تذهب إلى المنزل فقد اشتاقت لعائلتها ٠٠
وصلت للمنزل وبعد أن سلمت على والدايها قررت الدلوف لغرفة (مراد) أولاً وبعد ذلك سترى كيف أصبحت (برنسيس) أتجهت نحو غرفة (مراد) ثم طرقت باب غرفته سمعت صوته بالداخل
-ادخل
دلفت (آسيا) إلى الداخل وهى تبتسم لم يصدق (مراد) عينه فقد كانت رؤية (آسيا) له مفاجاءة لم يكن يتوقعها ابتسم ووقف وقبل أن يقترب منها وجدتها اسرعت له واحتضنته فأبتسم هو وسمع صوتها وهى تقول
-وحشتنى اوووى يا (مراد) بجد ٠٠ أنا آسفة انا قصرت معاك بس ٠٠ بس مش بمزاجى
ابتسم (مراد) عليها وابعدها عنه ثم نظر فى عينيها والدموع التى تتسلل منها فمسح دموعها ثم قال
-تعرفى من يوم ما ماتت (شروق) محستش انى مبسوط إلا لما شوفتك دلوقتي
-ا٠٠ انا آسفة ٠٠ انت عارف شغلى و ٠٠
قاطعها قائلاً
-عارف ومتأكد انه مش بكيفك
جلسا سوياً ونظرت له (آسيا) بأهتمام ثم قالت
-لسه بتلوم نفسك برده زى ما حكتلى ؟!
هز (مراد) رأسه بالإيجاب ثم قال
-ياريتنى كنت سبتها تعيط يا (آسيا) كانت محتاجة تعيط بس مكنتش محتاجة أنى اضحكها و ٠٠
قاطعته (آسيا) بهدوء
-انت عارف ان ده عمرها ودى حاجة انت ملكش دخل فيها
-الحمد لله على كل شئ ٠٠ بس الحياة من غيرها صعبة صعبة اووى
-بابا قالى انك منزلتش شغل من ساعتها
ابتسم (مراد) بسخرية ثم قال
-شغل !! طب اشتغل لمين يا (آسيا) انا مقدرش اسيب الأوضة بتاعتها دى ده المكان الوحيد اللى بحس انها فيه جنبى
-بس دى مش عيشة يا (مراد)
-ارجوكى يا (آسيا) انا مش حابب اتكلم فى الموضوع ده دى حياتى وسبونى أكملها زى مانا عاوز
-تكمل ايه يا (مراد) ؟! ٠٠ انت كده بتدفن نفسك بالحياة
-ارجوكى يا (آسيا)
صمتت (آسيا) قليلاً ثم ربتت على يده وقالت
-زى ما تحب يا (مراد) ٠٠ عموماً هنبقى نتكلم بعدين
هز (مراد) رأسه بتفهم بينما شعرت (آسيا) بحزن شديد على تلك الحالة التى وصل إليها (مراد) ٠٠
****************
فى المساء استلقت (برنسيس) على فراشها بعد أن قابلت (آسيا) وتحدثوا كثيراً فقد كانت تفتقدها ومفتقدة الحديث معها وهنئتها (آسيا) على خطوة الحجاب تلك ظلت (برنسيس) تفكر فى طريقة ما كى تعرف بها هل حقاً (فاروق) يحبها هى أم أنه مجرد اعجاب بسبب جمالها الزائد وسيذهب مع الوقت حتى لمعت فى رأسها فكرة ما ابتسمت قليلاً على تلك الفكرة ثم اخذت هاتفها الذى كان بجوارها وبدئت بتنفيذ الخطة فقد اصطنعت حساب وهمى على موقع الفيس بوك ثم بحثت من خلاله عن حساب (فاروق) حتى وجدته أخيراً ابتسمت وهى ترى صورته الشخصية تلك ولكن ما زاد من حنقها وهى تقرأ التعليقات من تلك التى تدعى (ياسمين) تترك له تعليق على كل صورة تتحدث تارة عن وسامته وتارة عن أناقته وتارة عن جسده الرياضى شعرت بغضب شديد ولكن ذلك شجعها على تنفيذ خطتها ففتحت المحادثة بينها وبين (فاروق) ثم أرسلت له
(انا واحدة اعرفك من زمان ومعجبة بيك جداً
بس خايفة اواجهك بده فتصدنى عشان كده قلت اقولك من غير أى احراج هنا بتمنى أعرف ردك وترد عليا وأعرف ردك هنا وبعدين لما شفتك مجتش النهاردة الجامعة قلقت عليك اووووى)
ثم ظلت تنظر للهاتف وهى تنتظر أن يجيب عن تلك الرسالة وبعد ملل وانتظار ساعة كاملة اتاها رسالة منه
(انتى مين ؟! )
زمت (برنسيس) شفتاها وقالت محدثة نفسها
-ده شكله هيتعرف !!
ولكنها أرسلت له
(يعنى متهيئلى انا سئلتك هنا مانعاً للأحراج لأنى مش قادرة اقولهالك وجه لوجه)
(عموماً يا ستى انا مقدر مشاعرك الجميلة دى
بس انا قلبى مشغول بواحدة تانية ومقدرش افكر فى غيرها)
عندما قرئت (برنسيس) تلك الرسالة شعرت بتسارع عدد دقات قلبها وابتسمت بسعادة ثم أرسلت له
(يعنى مفيش امل خالص يا (فاروق) )
(ابداً)
ارادت (برنسيس) أن تتأكد اكثر من ذلك لذا أرسلت
(طب ممكن اعرف مين البنت دى )
(اعتقد مش هيفرق معاكى شئ
ليه عاوزة تعرفيها ؟! )
(عاوزة اعرف هى تستاهل ولا لا عشان لو تستاهل هبعد من غير كلام)
(تستاهل متستاهلش دى حاجة تخصنى يا آنسة)
شعرت (برنسيس) بالضيق لأنها تريد أن تتأكد أكثر وأكثر من ذكره لأسمها فأرسلت له
(بس انا حقيقى بحبك وبعدين مفيش أى علامة تخلينى اشوفك فى الجامعة مثلاً مرتبط بحد فانت مش مرتبط ليه متدنيش فرصة)
شعر (فاروق) بالضجر من تلك الفتاة الفضولية لذا أرسل
(انا حر يا آنسة)
(طب اول حرف من اسمها ؟! )
(اصرارك انك تعرفيها ده مخلينى اضايق بجد
هيفرق معاكى فى ايه ؟! )
(عاوزة اعرفها اعرف هى فيها ايه مميز عنى )
(عموما باء
اول حرف باء
مش عاوزة اتكلم بقى تانى)
ابتسمت (برنسيس) وشعرت بسعادة كبيرة لم تشعر بها من قبل ولكنها شعرت بالقلق فعلاً لأنه لم يأتى اليوم للجامعة فقالت
(طب مش هتقولى مجتش ليه النهاردة انا قلقانة عليك اووووى)
رأى (فاروق) تلك الرسالة وتردد قليلاً قبل أن يجيب ولكن بالنهاية قرر أن لا يجيب عنها شعرت (برنسيس) بمشاعر مختلطة فهى سعيدة لانه لم يهتم بأمر تلك المعجبة ولكنها حقاً شعرت بالقلق عليه تنفست قليلاً ثم قررت الخروج من ذلك الحساب الوهمى ودخلت عبر حسابها ظلت تفكر هل عليها ان تسئله بشخصيتها فمن الواضح ان (فاروق) لن يجيب عليها ولو فعلت العديد من الحسابات الوهمية لذلك تجرئت قليلاً ثم ارسلت له
(هاى (فاروق)
انا (برنسيس) مشوفتكش فى الجامعة فقلت اطمن انت كويس ؟! )
وصلت تلك الرسالة ل (فاروق) الذى ظل محدقاً لشاشة الهاتف وهو لا يصدق ما يراه هل حقاً (برنسيس) أرسلت له للتو وليس هذا فحسب بل انها تريد أن تطمئن عليه فقرر أن يقرص يده حتى يعلم أن كان يحلم او لا ولكن شعر شعر بتلك القرصة فظلت عيناه محدقة فى الهاتف شعرت (برنسيس) بالضجر لأنه قد رأى الرسالة ولم يجب عليها فأرسلت له
(انت نمت ولا ايه ؟!
انت كويس يا (فاروق) ؟! )
ابتسم (فاروق) بسعادة كبيرة ثم قال
(جالى دور برد بس من تغيير الجو
بس الحمد لله احسن دلوقتى)
عندما قرئت (برنسيس) تلك الرسالة شعرت بالحزن عليه ثم قالت محدثة نفسها
-هى اللى اسمها (ياسمين) دى قعدت تحسده عينها وحشة
ثم أرسلت له
(ألف سلامة عليك
ابقى اشرب حاجات دافية كتير)
حتى تلك اللحظة لم يكن (فاروق) يستعب الذى يحدث لذا ارسل لها دون تفكير
(حاضر)
ابتسمت (برنسيس) قليلاً وشعرت بسعادة لأنها اطمئنت عليه ولكنها أرسلت له فى النهاية
(بقولك
متقعدش ع النت بقى اشرب حاجات دافية ونام واتغطى ع طول عشان متتعبش تانى)
ابتسم (فاروق) ثم قال
(حاضر هقفل دلوقتى
سلام)
وبالفعل أغلق هاتفه وهو لا يصدق أن (برنسيس) حدثته من اجل أن تطمئن عليه وقرر فعل ما طلبته منه ٠٠
********************
فى ظهيرة اليوم التالى ٠٠
كان (يونس) قد أخبر (أنس) بأنه سيأخذ يومى اجازة من اجل أن يسافر لكى يرى أصدقائه وقرر (يونس) أن يذهب للسويس وبالفعل وصل فى الصباح وظل واقف بسيارته أمام القسم الذى تعمل به (آسيا) ينتظر خروجها حتى يتحدث معها ظل واقفاً بسيارته كثيراً حتى وجدها أخيراً تخرج فترجل من السيارة وأسرع نحوها ثم وقف أمامها وقال
-(آسيا)
نظرت (آسيا) له وهى لا تصدق ثم رفعت أحدى حاجبيها وقالت
-(يونس) !!
-ممكن نتكلم فى مكان ؟!
-ا٠٠ انت جيت ليه ؟!
-وانتى مشيتى ليه ؟!
أبتلعت (آسيا) ريقها ثم قالت
-مكنش ينفع اكمل ٠٠ انت كنت عارف ان هيجى يوم وامشى
-بس مكنتش متخيل انه هيبقى بسرعة كده
أخذت (آسيا) نفس عميق ثم قالت
-انت عاوز ايه ؟!
نظر لها (يونس) وهو يتحدث بصدق ثم قال
-هتصدقى لو قلت انى مش عارف ٠٠ بس ممكن نشرب قهوة فى المطعم اللى قدام ده ؟!
ابتسمت (آسيا) بخبث ثم قالت
-بتحب القهوة انت ؟!
شعر (يونس) بتوتر كبير فأبتسمت هى عليه وذهبت معه وجلسا سوياً على طاولة ما وطلب (يونس) لكلايهما قهوة فنظرت له ثم قالت
-سمعاك
-مش حابب أن علاقتى تتقطع بيكى فجاءة
ابتسمت قليلاً ثم قالت
-ده غصب عنى مش بمزاجى يا (يونس)
ابتسم حين استمع اسمه من فمها واغمض عينه ثم قال
-لما بسمع اسمى منك بحس بشعور تانى
شعرت هى بشعور غريب ليس حباً بالتأكيد لكن ذلك الشعور هو ربما الشماتة !! فهى لم تكن تتخيل أن شخص مثل (يونس) سيقول لها تلك الكلمات وهو لم يكن يعترف بها كأنثى حتى فنظرت له ثم قالت
-مع انك مكنتش بتسطلفنى فى الاول
-كنت غبى
-ودلوقتى ؟!
-حاسس انى عقلت
ابتسمت له وفى تلك اللحظة أتى النادل ووضع كوبى القهوة أمامهما فقالت (آسيا)
-تعرف أن كان فى واحد فى القاهرة بيبعتلى ورد وشيكولا وجوابات
شعر (يونس) بالتوتر قليلاً ثم قال
-وبعدين ؟!
نظرت له بخبث ثم تابعت
-مفيش بس تعرف انى اتعلقت بيه اوووى ٠٠ يمكن اكتر شئ مضايقنى أنى مش هقرا رسايله ولا اشوف هداياه تانى
شعر (يونس) بالسعادة من داخله ولكنه حاول ضبط مشاعره فزمت (آسيا) شفتاها ثم قالت
-بس تفتكر ليه مش بيصارحنى ٠٠ ليه بيكتب جوابات وبس !! اكييد فى سر مش كده
-زى ايه ؟!
-مش عارفة ٠٠ جايز يكون بيكسف او خجول ٠٠ بس انا مش حساه كده بصراحة وجايز يكون يعرفنى كويس وخايف يخسرنى مثلاً
ثم نظرت فى عينه وتابعت
-وممكن يكون مثلاً حاسس انه اقل منى او فاكر انى مش هعجب بيه
أبتلع (يونس) ريقه ثم قال
-معرفش ٠٠ وانا هعرف منين
ابتسمت (آسيا) ثم قالت
-تعرف لو جاه صارحنى بس هكون فرحانة اووى ماهو مش معقول واحد يكون بيحبنى كل ده و٠٠ ويترفض مش هيهمنى لا شكله ولا فلوسه ولا حتى كان ايه زمان هسئله بس عن الحاضر بتاعنا شكله هيبقى ازاى
أبتلع (يونس) ريقه وشعر بأضطراب كبير فى مشاعره ثم نهض عن الطاولة وقال
-مش يلا عشان اروحك
ابتسمت (آسيا) قليلاً وعلمت انها قد اصابت هدفها فنهضت هى الآخرى لتقول
-اوكيه ٠٠ يلا
*******************
فى المساء ٠٠
كان قد وصل (منصف) منزله الخاص شعر برغبة ملحة فى أن يتحدث مع شقيق (هايا) فهو يريد أن يتمم علاقتهم تلك بأرتباط رسمى لا يريد أن يشعر بأنه يفعل شئ خاطئ فهو ليس مراهق بل هو رجل ويعرف ما يريده جيداً لذا قام بالأتصال بالرقم الذى اعطته له (هايا) حتى جائه صوت (أنس)
-الو
-(أنس النجار) معايا ؟!
-ايوة
-انا (منصف جلال الدين)
التعليقات على الموضوع