إبحث عن موضوع

رواية الكابو الحلقة16

الحلقة السادسة عشر

أستمع (أنس) لصوت أحدهم يفتح باب المكتب فرفع بصره وصدم حين رأى (أصالة) واقفة عند باب المكتب وقد نزلت من عينيها دمعة أتسعت عيناه وهو يشعر بالأرتباك بينما هى ركضت نحو الخارج دفع (أنس) تلك الفتاة الواقفة أمامه ليركض نحو (أصالة) وجدها قد دخلت باب المصعد ركض نحو المصعد ليلحقها ولكن دون جدوى فقد هبط المصعد فركض نحو الدرج ليلحق بها عندما هبطت بالأسفل لاحظت أنه يركض ليلحلق بها فأسرعت هى نحو الخارج ثم اختبئت ووقفت خلف حائط بالجوار حتى لا يعرف أى طريق قد سلكت وكتمت دموعها وشهاقتها فنظر هو تارة تجاه اليمين وتارة تجاه اليسار ولكنه لم يجد أى أثر لها ركل الأرض بقدمه بغضب ثم صعد مرة آخرى ليبحث عن تلك المعتوهة التى تدعى (كارمه) التى تسببت فى حدوث تلك الكارثة ظل يبحث عنها فى جميع المكاتب حتى وجدها آخيراً فى مكتب (يونس) فأقترب منها بكل الغضب الذى يشعر به ثم امسك يدها ليجعلها تلتف له وصرخ بوجهها
-انتى سايبة مكتبك وبتهببى ايه هنا ؟!
اندهشت (آسيا) من أسلوبه ذاك فأمسك هو رسغها بعنف وظل يعنفها حتى كاد أن يقتلع ذراعها فى يده لم يستطع (يونس) تحمل ذلك فنهض عن مكتبه وأمسك يد (أنس) ليبعدها عن (آسيا) وهو يقول
-انت اتجننت ولا ايه يا (أنس) بتكلمها كده ليه ؟!
نظر له (أنس) بغضب شديد ثم قال
-الهانم قعدة فى مكتبك بتهبب ايه وسايبة مكتبها
اجابت (آسيا) بهدوء
-حضرتك انا كنت براجع تصاميم احذية هنا مع المصمم وطلب منى اراجع التصاميم مع مستر (يونس) عشان يختار المناسب
شعر (أنس) وأن رأسه تكاد أن تنفجر فتركهم وذهب نحو الخارج فنظرت (آسيا) إلى (يونس) ثم قالت
-ماله ده ؟!
-خليكى انتى هنا يا (كارمه) هروح اشوف فى ايه
 ؟!
هزت (آسيا) رأسها بلا مبالاة فركض  (يونس) خلف (أنس) ودلف خلفه المكتب ثم قال
-مالك يا (أنس) ؟! حصل ايه ؟!
-ارجوك سبنى دلوقتى يا (يونس) مش عاوز اتكلم
شعر (يونس) بحيرة من طريقة حديثه تلك ولكنه تركه وحيداً بعض الوقت لعله بالفعل يريد أن يبقى وحيداً ويوجد سبباً قوى يجعله على تلك الحالة ٠٠
*******************
مسحت (أصالة) دموعها التى تنهمر على وجهها وهى لا تصدق ما رأته لتوها الآن فقد كان على وشك أن يقبل فتاة ترتدى ملابس خليعة فى مكتبه وقفت على الطريق لكى توقف سيارة آجرة وهى لا ترى أمامها من كثرة الدموع التى فى عينيها وما أن توقفت سيارة الآجرة لها حتى استقلتها وظلت طوال الطريق تبكى على حالها ذلك فلم تكن تشعر أن حبيبها سيخونها بتلك السهولة ما أن وصلت حتى مسحت دموعها بظاهر كف يدها ثم قررت أن تحبس نفسها بغرفتها فهى لا تريد أن تتحدث مع أحد وجدت أن (أنس) مازال يتصل بها كثيراً فقررت وضعه بالقائمة السوداء حتى لا ترى رقم هاتفه ينير شاشة هاتفها مرة آخرى ٠٠
********************
دخلت (آسيا) إلى مكتبها وهى تشعر بغضب شديد من ذلك الوغد الذى يدعى (أنس) كم تتمنى أن تقبض عليه وتنتهى كل تلك المهزلة وأن تضع يدها على رقبته فهى لن ترحمه ابداً وكانت تدعو الله من قلبها أن يتم القبض عليه خلال ايام فى تلك الشحنة التى ابلغت عنها رئيسها ٠٠
ظلت تتابع عملها حتى وجدت شخص ما يدلف عليها وهو يقول سؤاله المعتاد الذى اعتادت عليه منذ فترة
-آنسة (كارمه القناوى)
-ايوة
-الحاجات دى ليكى
وضعها ذلك الشاب على المكتب فنظرت لها وكانت عبارة عن علبة من الشكولا وفوقها ظرف أحمر بداخله رسالة ابتسمت قليلاً وفتحت ذلك الظرف لتقرأ تلك الرسالة
(منذ أن رأيتك وأصبحت اعشق القهوة ٠٠
مذاقها مر مثل مزاجك ٠٠
ولكن بدونها لا أستطيع أن آباشر حياتى ٠٠ )
ابتسمت قليلاً وهى تقرأ تلك الرسالة الصغيرة التى أستطاعت أن تخرجها من الحالة التى كانت تشعر بها ٠٠
كان (يونس) يقف بالخارج وهو ينظر لها ولأبتسامتها تلك الساحرة شعر بسعادة لأنه استطاع أن يبدل مزاجها الصعب ذلك ثم عاد إلى مكتبه دون أن يجعلها تراه ٠٠
*******************
جلست (برنسيس) مع (رحمة) بالجامعة لكى يتناولوا الطعام بعد أن شعروا بالجوع الشديد  شعرت (برنسيس) بالحر قليلاً ووجهت حديثها إلى (رحمة)
-الجو ابتدا يحرر وانا لسه مش واخدة ع الحجاب
ابتسمت (رحمة) قليلاً ثم قالت
 -واحدة واحدة هتاخدى لحد ما تتعودى وتبقى زيى كده
ابتسمت (برنسيس) قليلاً ثم قالت
-يااارب  ٠٠ عموماً هقوم اجيب ميرندا اجبلك معايا ؟!
-ايه ده هتقومى لوحدك ؟! وتشترى وكده
-م٠٠ مانا حابة اتعامل مع الناس بطبيعتى لحد امتى بقى هفضل اخاف
-معاكى حق عموماً ماشى جيبيلى ميرندا برتقان
ابتسمت  (برنسيس) لها قليلاً ثم ذهبت لكى تبتاع المياه الغازية لهما وفى طريقها للعودة لاحظت (فاروق) يجلس بعيداً مع أصدقائه وكان يرتدى (تى شيرت) لونه أسود ييرز عضلاته وبنطال ابيض  وعيناه العسلية كانت تلمع بالشمس شعرت (برنسيس) بدقات قلبها تزداد وهى تراقبه من بعيد وهو يضحك مع اصدقائه حتى وجدت (ياسمين) تقترب منهم ووجدتها تقترب من (فاروق) دون الباقية وهى تمد يدها لتصافحه وفهمت من حركة شفتاها
-وحشتنى يا (روقة)
-ازيك يا (ياسمين) ؟
ابتسمت (ياسمين) ثم قالت
-تمام ٠٠ بس تعرف تجنن بجد بالتيشرت ده
ثم نظرت إلى عضلات يده و ووضعت يدها على عضلات ذراعه من اعلى ثم قالت
-وااو انت بتروح الچيم من ورانا ؟!
أتسعت أعين (برنسيس) وهى لا تصدق أن تلك الفتاة تضع يدها عليه هكذا دون أى حياء بينما (فاروق) ابعد يدها وقال ببرود دون أن ينظر لها
-اه بروح
ثم نظر إلى (باسل) وظل يحدثه غير عابئاً بوجودها فشعرت (ياسمين) بغضب شديد وجلست بجوار صديقاتها بينما شعرت (برنسيس) بالغضب وكم ودت أن تضرب (ياسمين) تلك و (فاروق) أيضاً ففتحت (الكان) خاصتها ثم قررت أن تذهب حيث (فاروق) وعندما اقتربت منه قامت بسكب القليل من الميرندا على عضلاته تلك الفخور بها واصطنعت انها لا تقصد فشعر (فاروق) بغضب شديد وزعق دون أن يعرف هوية الفاعل
-ينفع ك٠٠
توقف عن كلماته حين وجد انها (برنسيس) فقالت هى دون ان تنظر له
-سورى
ثم أكملت طريقها دون أن تعيره أى اهتمام فنظر لها هو بدون فهم ولكنه قرر أن يذهب للحمام كى ينظف ذراعه و (التى شيرت) الخاص به ٠٠
*******************
بعد وقت العصر ٠٠
كانت (هايا) بغرفتها تنظر للهاتف تنتظر أى اتصال من (منصف) لكنه لم يتصل شعرت بالغضب والضيق وتركت الهاتف وهى قد قررت أن لا تتحدث مع ذلك البغيض مرة آخرى وقبل أن تنهض عن فراشها لتذهب للشرفة أستمعت إلى صوت هاتفها فنظرت له بسرعة ووجدت بالفعل أن رقم دولى فأجابت على الفور وهى تقول
-بقى كده يا رخم مش قلت لما توصل هتكلمنى
ظهر على وجه (منصف) ابتسامة لطيفة ثم قال
-معلش يا (هايا) جيت تعبان ونمت فى الفندق ولسه صاحى من شوية
تفهمت هى وضعه ثم قالت
-ماشى خلاص مش زعلانة ٠٠
-انتى عاملة ايه ؟! وبعدين انتى فين مش سامع صوت جنبك ؟! خلصتى جامعتك
-مكنش عندى النهاردة محاضرات
-اهاا عشان كده مستنية مكالمتى من الصبح
-رخم
فى تلك الأثناء كان (يونس) قد عاد من العمل وقد قرر أن يسئل (هايا) عن العطور النسائية من أجل أن يبتاع واحد إلى (آسيا) فتح باب الغرفة دون أن يطرق حتى فشعرت (هايا) بالأرتباك خصوصاً وأنها تتحدث إلى (منصف) وقالت
-ايه ده يا (كابو) خضتنى بجد
ضحك (يونس) عليها ثم قال
-خليكى فى تليفونك انتى هدور انا ؟!
-هدور ع ايه ؟!
-ملكيش دعوة
ثم ذهب إلى طاولة الزينة الخاصة بها وظل يشتم عطورها حتى ينتقى منها الأفضل بينما (منصف) كان على وشك الأنفجار من ذلك المتطفل الذى دخل غرفة (هايا) دون حتى أن يستأذن فقال (منصف) بصوت غاضب
-هو ده ابن خالتك ؟
-ا٠٠ اه
-وهو ازاى يدخل اوضة بنت من غير ما يخبط
ظل (منصف) يثور عليها ويغضب وهو يشعر بغضب شديد لأن ذلك البغيض دلف لغرفة (هايا) دون أن يستأذن حتى بينما (هايا) كانت فى حالة لا تحسد عليها فلا تستطيع أن تجيب على (منصف) فى وجود (يونس) إما عن (يونس) فلم يعجبه أى عطر فلا واحد منهم يليق ب (آسيا) فقال وهو يهز رأسه بآسى
-زوقك وحش جداً ولا واحد ريحته حلوة
زمت (هايا) شفتاها بضيق ثم قالت
-يعنى ايه ؟! وانت اصلاً تعرف منين زوقى حلو ولا وحش من اصله ؟!
-ماهو باين ٠٠ عموماً انا هبقى اوريكى البيرفم اللى يتحط فعلاً مش العك ده
ابتسمت (هايا) بسماجة وشاهدت (يونس) وهو يخرج فأستمع (منصف) إلى حديثها معه هكذا فشعر بغضب داخله ثم قال
-يعنى بطنشى كلامى كله ولا كأنى بقول حاجة !! براحتك يا (هايا)
ثم اغلق الهاتف فى وجهها أتسعت أعين (هايا) وهى تنظر للهاتف غير مصدقة انه قد اغلق الهاتف فى وجهها للتو ٠٠
******************
جلست (أصالة) تحبس نفسها فى غرفتها وهى جالسة على الأريكة وتبكى بشدة حتى وجدت اتصال من (هايا) قطبت حاجبيها فلم تكن تعلم ماذا ستقول لها فبالتأكيد مهما حدث (هايا) صديقتها ولن تشوه سمعة شقيقها أمامها مسحت دموعها ثم اجابت على الهاتف وقالت
-ايوة يا (هايا)
-اتلاقيكى قعدة مع (أنس) ونسيانى مش هتيجى النهاردة تذاكرى معايا ؟!
ابتلعت (أصالة) ريقها ثم قالت
-لا ٠٠ اصلاً لما روحت ل (أنس) مرضيش يقابلنى
صدمت (هايا) مما سمعت وقالت وهى لا تصدق
-ايه ؟!
حاولت (أصالة) ان تكون طبيعية لذا قالت
-لو سمحت يا (هايا) ابقى تعالى انتى ذاكرى معايا انا مش هقدر اشوف اخوكى اليومين دول هو لما يحس انه عاوز يكلمنى هيكلمنى
-طيب يا حبيبتى زى ما تحبى بكرة إن شاء الله هاجى اذاكر معاكى
-ماشى يا قلبى
-مع السلامة
-مع السلامة
شعرت (هايا) بالحزن على صديقتها وبالغضب من شقيقها كيف له أن يرفض مقابلتها تلك ولكنها تذكرت (منصف) أيضاً وانه حزين منها فحاولت الاتصال به مرة آخرى ولكن دون جدوى لا يجيب زمت شفتاها بضيق ثم أرسلت له رسالة على موقع الفيس بوك
(حصل ايه لكل ده يا (منصف)
مكنتش عارفة ارد عليك و (يونس) موجود
بليييز رد ومترجعش تبقى شرير تانى)
وصلت الرسالة ل (منصف) وقرأها وهو يشعر بالغضب من تلك الفتاة فهو لا يعرف لما تلك الفتاة لا تفهم ما يغضبه حقاً لذا قرر الأتصال بها فأجابت (هايا) على الفور وهى تقول
-كده تقفل السكة فى وشى
-انتى مش حاسة بغلطتك يا (هايا) ؟!
-عملت ايه لكل ده يا (منصف) ٠٠ انت عمال تزعق وهو فى الاوضة هرد عليك ازاى
-وهو ماله اصلا بيكى ؟!
-ابن خالتى ومتربى معانا
-وكنتى بتحبيه كمان
زفرت (هايا) بضيق ثم قالت
-يعنى انا غلطانة انى قولتلك
-مش كده يا (هايا) بس انتى قلتى بنفسك انك ليكى اصدقاء اولاد يعنى ماهوش شئ مش متعود عليه مثلاً اكيد بتكلميهم فون إلا لو انتى
قاطعته (هايا) قائلة
-لا طبعاً مش زى مانت فاهم ٠٠ زمايلى الأولاد دول بس اخرج معاهم فى جروب بس مش اكلمهم تليفونات عادى كبيرى كلام فى شات وبحدود
-اللى مضايقنى اكتر واكتر ازاى يدخل اوضتك كده من غير حتى ما يخبط
-عشان احنا متربين سوا هو مش متعود ع كده وقولتلك انه شايفنى اخته الصغيرة هو مش بيبصلى زى مانت فاهم ولا مفكر
-بس ده مش هيغير من حقيقة انه غريب برده ومش اخوكى
-انت عاوز ايه يا (منصف) انا مش عارفة ارضيك ازاى ؟!
-انتى مش حاسة بغلطك هقولهالك بطريقة تانية قدر بتبدلى هدومك وهو دخل ده عادى يا (هايا)
شعرت (هايا) بالخجل ثم صمتت ولم تكن تعرف ماذا عليها ان تجيب وترددت فى الحديث
-م٠٠ م٠٠ ماهو ٠٠
تحدث (منصف) بغضب شديد وهو يقول
-ماهو ايه انطقى ؟!
-انت معاك حق بس انا مفكرتش فيها بالطريقة دى
-ابقى فكرى يا (هايا) فى تصرفاتك شوية انتى بنت وجميلة و (يونس) كونه بيعتبرك زى اخته ده مش هيغير الواقع فى شئ انتى مش اخته
هزت رأسها بالإيجاب ثم قالت
-م٠٠ معاك حق ٠٠ طب اللى يرضيك ايه وانا اعمله ؟
-اللى يرضينى انك تقوليله انه مينفعش يدخل اوضتك كده تانى
-ح٠٠ حاضر ٠٠ اى اومر تانية ؟!
-انا مش بأمرك يا (هايا) ٠٠ انا خايف عليكى ولولا انى عارف كويس انك طايشة ومتهورة كنت خدت فكرة تانية عنك خالص
-خلاص انا آسفة
-حصل خير يا (هايا)
-طب متزعلش بقى
-خلاص يا (هايا) ٠٠ بس لو سمحت اقفلى دلوقتى وانا لما احس انى رايق هكلمك وهيبقى بأسلوب احسن من اللى بكلم بيه دلوقتى
تفهمت (هايا) ضيقه ثم قالت
-حاضر ٠٠ مع السلامة
-مع السلامة
***********************
مر يومان  لم يحصل بهما جديد ..
فى الساعة الثالثة فجراً على الطريق القادم من السويس كانت تقف لجنة من أجل تلك الشحنة القادمة الخاصة ب (أنس) التى ابلغت عنها (آسيا) اوقف الضابط السيارة المنتظرة وقامت العساكر بتفتيشها من ثم وجدوا أن تلك الشحنة عبارة عن جلود أحذية !!
نظر الضابط وهو لا يصدق للعسكرى الذى أبلغه وأسرع لكى يرى بنفسه ولكن وجد أن العربة بالفعل تحتوى على جلود أحذية حتى وجد السائق يقول
-فى حاجة يا فندم ؟!
-البضاعة دى انت جايبها منين ؟!
-المفروض ان السواق الصبح استلمها من المينا ٠٠ بس انا لما استلمتها منه حصل ليا ظروف خلتنى اتأخر فى انى اوصلها للمخزن يعنى مراتى كانت بتولد يا باشا وعشان كده مفضتش إلا من شوية ورايح اوديها المخزن بتاع المصنع
عض الضابط شفتاه بغيظ شديد فهو يعلم أن ذلك ال (أنس) ليس هيناً ابداً لذا أمر بجعل تلك العربة تعبر الطريق فلا شئ يستطيع ان يفعله حيال ذلك ٠٠
****************
أستيقظت (آسيا) فى الرابعة صباحاً على صوت هاتفها بعد ان غلبها النوم فهى ظلت لوقت متأخر تفكر هل ستقبض بالفعل على (أنس) أم لن يستطيعوا أثبات شئ عليه فقامت وهى تنظر للمتصل بنصف عين فوجدت انه رئيسها بالعمل فأعتدلت مسرعة لتجيب
-أيوة يا فندم
-(آسيا) من دلوقتى سيبى البيت وتعالى السويس حالاً
-طب خير يا فندم ؟! فى حاجة
-سمعتى انا قلت ايه ؟!
ثم أغلق الهاتف فنظرت (آسيا) للهاتف وشعرت بالريبة فلم يكن صوته ينبئ بخير ابداً ٠٠
********************
بينما كان (أنس) فى مكتبه مع احدى رجاله فنظر له الرجل الذى يعمل لديه وهو يغلق الهاتف ثم قال
-كل شئ تم زى ما حضرتك خططت
ابتسم (أنس) بسعادة ثم قال
-شحنة السلاح الحقيقية هبلغك بميعادها قريب اما (آسيا) كده فباى باى مش هتقدر تورينا وشها بعد كده لو جت تانى يبقى بتحفر قبرها بأيدها
ابتسم ذلك الذى معه فشعر (أنس) بسعادة كبيرة لأن تلك البغيضة لن يضطر أن يراها مرة آخرى ٠٠
******************
فى الصباح كانت قد وصلت (آسيا) لمكتب رئيسها وتنتظر بالداخل وهى تشعر بالقلق وفى رأسها الف سؤال و سؤال ولكن كانت تعلم جيداً أن القادم ليس خيراً بالمرة حتى استمعت لصوت احدهم يفتح مقبض الباب فوقفت (آسيا) لتلقى التحية على رئيسها الذى دخل دون يعيرها أى اهتمام ثم جلس على مقعد مكتبه وآشار لها بالجلوس فقالت (آسيا) بعد ان ابتلعت ريقها
-خ٠٠ خير يا فندم ؟!
-عارفة الشحنة اللى بلغتى عنها طلعت شحنة جلود للمصنع بتاعه
ابتلعت (آسيا) ريقها فهى منذ البداية وهى كانت تشعر أن تلك الشحنة ليست إلا فخ كانت تعلم جيداً أن (أنس) لن يسقط بتلك السهولة فتابع رئيسها بالعمل حديثه
-وعارفة ده معناه ايه ؟!
ارتكبت (آسيا) قليلاً ثم قالت
-م٠٠ مش شرط يا فندم يكون عرف انى ٠٠
قاطعها رئيسها قائلا
-اومال تقدرى تقوليلى إللى حصل ده حصل بناء ع ايه إلا لو كان هو قاصد انه يرميلك معلومات غلط ومش بعيد يكون الشحنة الحقيقية اتهربت فعلاً
-ب٠٠ بس يا فندم
ضرب رئيسها يده بقوة على سطح المكتب ثم قال
-انتى خلاص مينفعش ترجعى المكتب بتاعه تانى انتى بقيتى كارت محروق ليه
-بس يا فندم انا مسكت القضية ومن حقى اكمل فيها و ٠٠
-سمعتى قلت ايه يا (آسيا) القضية دى سبيها انا هشوف المناسب ليها لا انتى ولا (عاصم) تنفعوا خلاص
شعرت (آسيا) بضيق وغضب وأهانة فى نفس ذات اللحظة فتابع رئيسها
-القضية كده خلصت بالنسبة ليكى يا (آسيا) ومش هستنى منك أى نقاش تانى
وقفت (آسيا) عن مقعدها ثم قالت
-تمام يا فندم
خرجت (آسيا) من المكتب وهى تشعر بغضب شديد يجتاحها ٠٠
********************
فى وقت الظهيرة كانت (أصالة) تقف بمطبخها تحضر طعام الأفطار من اجلها فهى لم تتناول طعامها  بطريقة جيدة اليونان الماضيين عندما تتذكر وجهه وهو ينظر لتلك البغيضة التى كانت معه تشعر بشئ ما يمزق قلبها مسحت تلك الدمعة التى سالت على وجنتها ولكنها استمعت إلى صوت احدهم يطرق باب الشقة فذهبت لكى تفتح الباب ولكن ما أن رأت من بالباب حتى حدقت به بشدة وهى لا تصدق حاولت أن تغلق باب الشقة بوجهه ولكن وضع (أنس) يده على باب الشقة ودفعه بقوة مما جعل (أصالة) تعود للخلف وهى تتألم امسكت يدها التى كانت تضعها على الباب ثم قالت
-اطلع بارة مش عاوزة اشوف وشك
ابتسم (أنس) بسخرية ولم يستمع لحديثها ذاك واغلق باب الشقة فصدمت (أصالة) مما يفعله ذلك الوغد ٠٠

ليست هناك تعليقات