إبحث عن موضوع

اغتيال

هذه الأوراق تم العثور عليها داخل صندوق خشبي قديم أثناء إحدى عمليات الحفر:
التاريخ: 13 رمضان 485 هـ
أمير بن حسن القاني
مِن يومين تَم اغتيال الوزير (نظام الملك) وده معناه أن فيه سِلسلة اغتيالات كتير في الطريق ولازم أهرب وأستخبى بأسرع وقت، اللي قَتل الوزير حد من (الحشاشين)، الحشاشون دول فرقة بتتبع التعاليم الإسماعيلية تبعًا (لإسماعيل الحلاج)، أسس الفرقة (الحسن بن الصباح)، الفِرقة مالهاش مَهام غير الاغتيالات ونَشر أفكارهُم الدينية الغَريبة، (حسن بن الصباح) قدر يقنع شوية بمعتقداته ومش بس كدا، ده قَسمُهم طبقات، الطبقة اللي بتنفذ الاغتيالات بيتدربوا على أعلى مستوى وبيتبعوا أسلوب التَخفي لدَرجة أنهم بيمارسو الأسلوب ده في الأجواء العامة ووسط الناس والمَارة، بيبقوا على مُستوى عالي جدًا من المَهارات القتالية والمسمى الشائع بينهم للطائفة دي (الفدائي الباحث عن الجنة).
أنا مَسؤل عن بعض العمليات السياسية في البلد وبعد موت الوزير(نظام الملك) بقيت عُرضة للاغتيال ولازم آخد حَذري، اتنقلت أنا وأربعة معايا يعتبروا بمثابة مسؤلين مُهمين في مَناطق مُختلفة مِن البلاد لمكان في الجبل أشبه بالكهف بس مُقسم لغرف واسعة مُجهزة بسراير نوم وطعام يكفي لمُدة شهر وكُل غرفة ليها حاجة زي باب لزيادة الأمان.
عدى يومين والوضع شبه مستقر، بعد الفجر بفترة قليلة سمعنا صوت غريب تبعه دخان كثيف بدأ يتسرب في المكان، قومت مَفزوع من مكان في توتر ومسكت السيف الخاص بتاعي مستعد لأي حاجة هتحصل أو أي حاجة هواجهها.
صوت خطوات لأرجل بتتحرك بسرعة، دقائق وسمعت صوت (سيف الدين مكرم) بيصرخ، ماقدرتش أعمل أي حاجة بِسبب أنعدام مَجال الرؤية فالتزمت مكاني، بعد فترة مِن التَوتر والقلق نار غَريبة نَشبت في المكان، مافيش حل غَير أني أخرج وأجري من هنا بأقصى سرعة وبالفعل ده اللي حصل.
خَرجت عشان ألاقي شخص عِبارة عن كتلة ضخمة من السواد حتى لون بشرته أسود، بيجري نَاحيتي، منظره وهو بيجري زود رعبي، بيقفز وبيتسلق على الجُدران بطريقة مِش طبيعية، أثناء توجهه ناحيتي تمتم بِكلام مش فاهمه وصوته الضخم رعبني أكتر.
أول ما وصل ليّ دفعته للوراء، ابتسم ابتسامة شَيِطانية، لسة بيتأهب للهجوم عليّ سيف اخترق بطنه افقده توازنه، كان سيف (عمر بن عز الدين)، بسرعة جريت أنا و(عمر) و(سيف الدين) و(منتصر) من الكهف اللي أحنا فيه، بعدنا بقدر كافي عن الكهف بس كُنا لسة شايفينه، واحنا بنبص لقينا نفس الشخص الغريب ده طالع من الكهف والسيف لسة في منتصف بطنه، فضل يمشي بثبات ورمى نفسه من حَافة الجبل، وصلنا لأقصى مرحلة من الفزع واضطرينا نكمل جري ونبعد عن هنا.
عدى يوم وعلى منتصف اليوم الثاني استقرينا في مغارة دلنا عليها بعض أعواننا بعد ما نجحنا في التواصل معهُم، استقل كل واحد فينا غُرفته وتقريبًا الكل نام من التعب، حَبيت أدون اللي حصل ده وأحتفظ به كذكرى
........
الجزء ده منفصل وهكتبه بسرعة
في تَحركات غريبة برا وأصوات هرج ومرج، صوت صليل السيوف عالي، أصوات صَرخات متنوعة برا بلإضافة لأني سمعت صوت الباب الرئيسي للمغارة بيتقفل، أحنا اتحبسنا جوا، بصيت من النافذة، في اثنين شكلهُم نفس شكل الشخص اللي شوفناه في المكان اللي فات، نفس الدخان بيتسرب ولكن المرة دي بيتسرب ببطئ لأني قافل باب غرفتي، صوت صراخ زملائي بيدل على أنهم بيشوفوا الجحيم برا، كُل الأصوات خَمدت فجأة، مافيش غير الصمت، في أيدي سودا بتتشبث بالنافذة فوق، شكلهم الـ....
انتهت الرسالة.
ملحوظة/ الرسالة كانت مُلطخة ببقع دم كتير جدًا
.
-ورقة إضافية أخرى تم العثور عليها بداخل الصندوق:
دول جماعة الحشاشين، القتل في التخفي هو أسلوبهم، بالإضافة أن من أهم طرق الحشاشين هو نظام الإنتحاري المُوجه، القاتل أول ما بيحس بالخطر أو أنه هيتم القبض عليه بيموت نفسه عشان مايبوحش بأسرار ومعلومات عن الجماعة وهو ده نظام (الفدائي الباحث عن الجنة) لأن أهم مُعتقد ثبته ليهم (حسن الصباح) أن أي قاتل بمجرد موته بيدخل الجنة، مش بس كدا، ده كان بيدربهم من وهُم أطفال وبيديهم أنواع من المُخدرات ويدخلهم في مكان في غريب فيه أنهار صناعية من الخمر والعسل واللبن وبعض البنات الفاتنات بتغني بصوت ساحر، بالإضافة للورود والزرع الجميل اللي بيبقى في المكان، وبالطريقة دي كان بيقنهم أن دي الجنة فيثبت عندهم معتقداتهم الإسماعيلية.
وفي البعض كدبوا حكاية الأنهار لكن لك مطلق الحرية في التصديق أو التكذيب، موضوع الحشاشين كبير وممكن تبحث عنه، الورقتين دول آخر حاجة كتبها (أمير بن حسن القاني) قبل عملية اغتياله الشهيرة اللي سمعت عنها البلادمن 50 سنة، كتبت أنا التوضيح ده ودفنه لأني ما اقدرش أظهره حاليًا، لعله يظهر في يوم
إمضاء
الوليد بن محمود السياف
في: 2من صفر 535 هـ
محمد عبد القادر

ليست هناك تعليقات