إبحث عن موضوع

رواية اميرتي الحلقه السادسه

السادس
استيقظت أميرة فى اليوم التالى تشعر بألام فى ظهرها ولم لا وقد سهرت لوقت متأخر تطرز اسمها على قميصه وتزخرفه وكم كانت سعيدة بالنتيجة فهى دون وعى منها طرزته فى الجانب الأيسر من القميص .لكنها رغم الألم تشعر بالرضا.
توجهت للمطبخ فهى بمفردها فى البيت كالعادة صنعت لنفسها كوبا من القهوة وعادت للغرفة فعليها نشر قائمة الطعام لهذا اليوم وانتظار الطلبات .
كان اليوم مرضيا بالنسبة لها من الناحية العملية لتنتظر موعد قدوم نائل لتسليم الطلبات ولم يتأخر كعادته لكنه لم يهديها تلك الزهرة كما اعتادت كما أن وجهه متجهم على غير عادته.
ظنت أن تقديمها القميص له سيغير من مزاجه إلا أنه تقبله ببرود لتتساءل: هل انت بخير؟؟احممم اقصد امورك على ما يرام !!!
نظر لها دون أن يتخلى عن تجهمه ليقول بعملية : انا بخير سيدتى ..شكرا على اهتمامك.
اذا هو لا يزال غاضبا منها لم تدرى ما تفعل أو ما تقول ليقول هو بجمود : أتسمحين لى ؟؟
نظرت له بلا فهم ولم تتحرك من مكانها لينظر لها بتحدى ، يرفع ذراعه لخلف رقبته ليعود بالتيشرت الذى يرتديه ببساطة ،اتسعت عيناها بصدمة وتسمرت قدميها وهى تراه يقف أمامها عارى الصدر .
اشتعل وجهها خجلا لتجده يتناول ببساطه القميص ويرتديه ببطء شديد،ثنى اكمامه لأعلى مرفقيه ليظر ساعديه شديدى القوة والصلابة .
ظلت متسمرة بمكانها ليضع كفيه بخاصرته ويقول بجمود : حسنا ..ما رأيك سيدتى ؟؟
رفعت عينيها لوجهه لتهز رأسها وتنطلق للخارج بينما ابتسم بخبث : سأرغمك على الاعتراف أميرتى ....ستكونين لى قريبا ..
حمل حقائب الأطعمة وتوجه للخارج بصمت .
**********************
فى الجامعة
يجلس باسل بنفس المقهى الذى اعتاد تناول الفطور به برفقة أميرة .يتناول الفطور بصحبة أريج التى تنظر له بحب وسعادة وتمنحه ابتسامة رائعة ليبادلها ابتسامتها: عزيزتى ما رأيك أن نلتقى يوم الجمعة لنتنزه قليلا وأدعوك للغداء .
شعرت بالحرج فهى تفضل قضاء يوم الجمعة فى المذاكرة لكن لا بأس من التغيير لأجل باسل فهى تحبه أيضاً : حسنا حبيبى لكن علينا الابكار فى العودة .
هز رأسه بتفهم وهو يشعر ببرود المشاعر بينهما رغم أنه غير نظرته لها تماما وبدأ يفتن بجمالها
مد كفه ليداعب كفها وهو ينظر لها بحنان : ما رأيك أن نتجول قليلا الآن لازال أمامك ساعة كاملة لبدأ المحاضرة التالية.
هزت رأسها موافقة بخجل ليبتسم بسعادة وينهض لتنهض هى ايضا وتسير بجواره بصمت ظلا يتجولان لفترة بصمت قاتل كلما فتح بابا للحوار أجابته بإقتضاب وخجل ليعودا للصمت .لم تكن كذلك قبل خطبتهما بل كانت منطلقة ضاحكة مرحة .زاد من ضغطه على كفها وهو يمنى نفسه أن هذه المرحلة ستمر حتما عليه أن يعمل على رفع الحرج بينهما .
حسنا فيوم الجمعة قريب وسيعمل يومها على الإقتراب منها بشكل أكثر حميمية.
*********************
عاد نائل ليسلم ل أميرة المال وهو حريص على عدم تغيير معاملته الجافة لها . عليها أن تفيق من اوهامها أى كانت هذه الأوهام .عليه أن يخلصها منها .
وفى خضم ذلك نسى تماما أن يخبرها عن حقيقة عمله أو حياته و ظل بالنسبة لها نائل عامل التوصيل وكان هذا سببا تقوى به قرار تجاهلها لمشاعرها نحوه.
مرت عدة أيام أخرى والوضع قائم كما هو.نائل يتعامل بجمود ورسمية مفرطة لدرجة أنها بعد عدة أيام بدأت تشعر بتغير مزاجها بشكل كلى .فهى اشتاقت لابتسامته المشرقة .اشتاقت لمناداته لها أميرتى ..اشتاقت لتلك الزهرة التى اعتادت أن تحصل عليها منه كل يوم .لكن مذاك اليوم الذى اشترت فيه ذلك القميص الملعون وقد تغيرت معاملته لها تماما .
الشئ الوحيد الذي يشعرها ببعض الراحة هو رؤيتها لاسمها مطرزا فوق قلبه مباشرة.
********************
بعد عدة أيام فى مركز التدريب التابع ل نائل
تدخل بقوة وخطوات واسعة كابتن نجلاء ( وهى فتاة استخدمها نائل لمساعدة الفتيات فى التدريب) فهو يساعد الشباب فقط لكن مع مرور الوقت ورغبته في تطوير عمله كان عليه تقسيم اليوم لمواعيد للفتيات والسيدات ومواعيد أخرى يكون فيها المركز للشباب فقط .
اقتربت نجلاء من نائل الذى يعدو على جهاز العدو بسرعة مفرطة .أنه منذ فترة يتعجب من بعض التغيير الذى طرأ على شخصيتها .لكنه بالواقع لا يهتم فعلاقته ب نجلاء تقتصر على العمل أما حياتها الشخصية فهى تخصها وحدها وفى حال اثر هذا التغيير على العمل سيتخلى عنها فورا ويستخدم غيرها .
تقدمت لتتكأ على الجهاز بساعدها لينظر لها بجمود وهو يتصبب عرقا لتقول: أعلم أن هذا موعد تدريبك الخاص فكرت فقط في مشاركتك .
نظر لها بجمود : ومنذ متى وانا اشارك اى شخص وقت تدريبى ؟؟ وقتك مع السيدات . وقت تدريبى لى وحدى .
أطفأ الجهاز ليترجل عنه ويتناول منشفته أثناء مروره ليجفف عرقه ويضعها فوق حقيبته مرة أخرى ثم يتوجه لجهاز اخر يزيد الأوزان ويبدأ فى تدريب ذراعيه .يجلس ويفتح الجهاز ويغلقه بقوة لتعود نجلاء للاقتراب منه: لا بأس من تغيير الروتين اليومي من وقت لآخر.
يستمر في تدريبه دون أن يلتفت لها بينما تراقب هى انقباض عضلاته وانبساطها بأعين. لامعة .انتهى لينهض عن الجهاز قائلا بجمود : لك مطلق الحرية فى تغيير روتينك الخاص
توقف وهو يلتفت بجزعه العلوى لينظر لها مقطب الجبين ويردف : شرط ألا تتدخلى بروتين حياتى فأنا أكره المتطفلين.
شعرت بالغضب لقوله لتغادر بصمت بينما يزفر بقوة ويتوجه ناحية الأوزان ويعود لتدريبات. الاذرع وهو يهز رأسه بأسف من تغير أحوالها .فنيتها للتقرب منه واضحة له تماما لكنه بالفعل متعلق بأميرته الغالية .
*******************
اليوم هو الجمعة وعلى أريج أن تلاقى باسل كما اتفقت معه .
مر باسل لاصطحاب أريج .طرق الباب وانتظر لتتوجه أميرة نحو الباب فهذا موعد نائل لتتفاجأ ب باسل .جاهدت لتبتسم له وقد لاحظ ذلك .وكم ساءه الأمر .لتتسع ابتسامته : مرحبا أميرة .اشتقت لك حقا .
لكن أميرة لم تجب ولاحظ أن ابتسامتها اتسعت وعينيها متعلقة بشئ ما خلفه .إلتفت بتلقائية ليجد نائل خلفه نظر له من أعلى لاسفل بينما قالت له بلا اهتمام : مرحبا باسل يمكنك انتظار أريج بالداخل .
نظر نائل ل باسل بغضب فهذا الباسل كان للتو يخبر اميرته بشوقه لها وكم تمنى أن يجعله يشتاق للجميع بلكمة تذهب به فى غيبوبة طويلة 😅😅.
تنهد مع تطلع باسل له ليقول بتهكم : هل ستظل تتطلع إلى طويلا ؟؟ اريد المرور ويمكنك أن تستمر في التطلع أثناء مرورى .
بينما قالت أميرة : بالطبع نائل تفضل .
تخطاه نائل بينما باسل يتطلع به ويشعر بالغضب لتجاهل أميرة التام له لتتقدم للداخل ويتبعها نائل .
توجه للداخل وجلس يراقب باب المطبخ بينما أقبلت أريج ،وقف مرحبا بها وقد قرر مسبقا تحركات هذا اليوم بشكل كامل ليقترب مقبلا جبينها بأليه : مرحبا حبيبتي.
شعرت بالارتباك لفعلته ليتساءل بلهفة : من هذا الشاب بصحبة أميرة ؟؟
لم يلحظ ارتباكها أو خجلها : إنه عامل التوصيل الذى يساعد أميرة .
توجس قلبه لكنه مضطر لتقبل هذا التفسير ليمسك كفها بدفء : حسنا حبيبتي لنذهب .
تبعته بصمت وهى تتمتع بدفء كفه المحتضن لكفها لتغفل عن تعلق عينيه بباب المطبخ حتى غادرا المنزل .
*******************
استلم نائل الطلبات من أميرة وغادر بعد قليل تاركا خلفه أميرته فى ضيق شديد من معاملته الجافة لها لتنتظر عودته وما إن عاد حتى انفجرت به تنفس عن غضبها والضيق الذى يختنق به قلبها : سيد نائل ايمكننى التعرف على سبب تجهمك الدائم ؟
عقد ساعديه القويين بلامبالاة: عذرا سيدتى احاول ان احافظ على المسافة بيننا حسب اوامرك المسبقة .
تجهم وجهها وكأنها تحاول التذكر لترتسم على وجهه علامات الدهشة : ألا تذكرين !!!
امسك القميص باطراف أصابعه : يوم شراء هذا القميص ؟ دعوتك لشرب كوبا من القهوة فأمرتنى بكل تكبر بأن احافظ على المسافة بيننا فعلاقتنا قائمة على العمل ولا تسمح بذلك .
حمحمت بحرج فهذا الجفاء كله سببه نوبة من نوبات غضبها اللعينة ،انه محق لقد أمرته بهذا خوفا من الانجراف وراء مشاعرها نحوه .لكن جفاءه وتجهمه يسببان لها الضيق الشديد ربما أكثر من هذه المشاعر التي تخافها : حسنا قلت ذلك بالفعل .ما رأيك فى اتفاق جديد؟؟
قالتها بتردد ليرفع أحد حاجبيه : وما هو ؟؟
تساءل بجفاء لتقول : لا اريد رؤيتك متجهما هكذا مرة أخرى...لتكن العلاقة فى إطار العمل لكن تقوم على الود والاحترام.
صمتا لحظة قبل أن يقول: حسنا أقبل بهذا على أن تقومى بتعويضى عن دعوتى تلك .
عقدت هى ساعديها بعند : وكيف هذا ؟
رفع ياقة قميصه بغرور مصطنع : قدمى لى العشاء
اتسعت عيناها بدهشة ليقول بهدوء : لطالما وددت تذوق هذا الطعام الذى أحمله .وشاركينى ايضا .سيكون هذا اتفاق جيد .
فكرت بسرعة ( لا ضرر في هذا فهما سيجلسان هنا ويتناولان الطعام بود ...هنا فى بيتها ،هذا بالفعل اتفاق جيد فعلى الأقل سيعود وجهه مشرقا )
اشارت للطاولة ببساطة: حسنا تفضل بالجلوس
جذب المقعد وهو يجلس مبتسما : حسنا أميرتى
ابتسمت هى ايضا وطرب قلبها لمجرد قوله أميرتى وبدأت في وضع الطعام على الطاولة لتجلس اخيرا .
تناولا الطعام وتبادلا حديثا وديا هو يعلم عنها كل شئ لكن تصنع عدم المعرفة لتتحدث معه بأريحية وهى تقص له عن أحلامها المستقبلية ،شعرت براحة للحديث معه وكم هو مستمع جيد ! .
تناول نائل الطعام بشهية كبيرة ابتسمت لها أميرة وهى تراه مقبلا على الطعام
عاد يتكأ بظهره الى المقعد : آه لم اعد قادرا على تناول المزيد ..الطعام شهى للغاية .
أشرق وجهها وى تتساءل بلهفة: حقا !!!
مسد بكفه على معدته : انت خطر على نظامى الغذائى أميرتى سأتمرن لساعة كاملة
ضحكت بسعادة ليحملق فيها يال ابتسامتها البريئة ، حرك رأسه لينفض أفكاره عنه وهو يهب واقفا : ساساعد فى غسيل الأطباق ،سيكون هذا عادلا .
حاولت منعه لكنه اسرع ينفذ قوله وهو يحمل الاطباق إلى الحوض ويبدأ في غسلها فورا .
*******************
صحب باسل أريج لأحد المطاعم الفاخرة وتناولا الطعام ،ظل يحدثها عن أحلامه للمستقبل وخطته للتوسع بالمشفى الخاص الذى يملكه والديهما وما سيضيف له.بينما تستمع له بصمت وعقلها يحول أحلامه لتصبح أحلامها هى بينماتمسك هو بكفها بدفء : يمكننا أن نحقق معا هذه الأحلام.
هزت رأسها تؤكد قوله : يمكننا أن نتجاوز كل الصعاب ونحقق كل الاحلام مادمنا سويا .
فى طريق العودة تعلقت بذراعه بسعادة. وظل هو يضغط على كفها يشعرها بالمزيد من الدفء والحنان الذى تحتاجه منه بشدة .
أوصلها للمنزل فى وقت مغادرة نائل والسعادة بادية على وجهه لينظر كل منهما للآخر بتحدى لكن نائل يغادر بهدوء فهو مطمئن القلب تجاه اميرته .بينما باسل يحاول تجاهل الأمر فعقليته العملية ستساعده على إقصاء كل ما يخص أميرة وعليه الاكتفاء ب أريج فهى من ستساعده فى تحقيق احلامه، هى الأكثر ملائمة له ، أريج هى المستقبل.هذه هى الحقيقة التى عليه التعامل معها.
#قسمة

ليست هناك تعليقات