إبحث عن موضوع

الغامضه

سكون الليل.. ضلمة السماء وضوء النجوم.. صوت الأمواج الممزوج بالمطر اللي بينزل عليها، دنيا.. دنيا مش معروفة لينا بس الأكيد اننا حاسيين بيها ومدركين إنها موجودة.
يعني ايه حرية؟
ده السؤال اللي هي سألتهولي.. هي مين؟
خليني الأول أقولك أنا مين.. حقيقة نفسي اللي بتناساها علشان أعرف أعيش...
أنا "مروان سعيد" طالب في كلية حاسبات ومعلومات في جامعة الاسكندرية..المحافظة اللي أنا منها،عندي 20 سنة.
حياتي عادية زي حياة أى شاب في سني..بس مش معني كده ان يومي فاضي.. بالعكس، المتعة الوحيدة في يومي ويمكن في حياتي إني أجي هنا.. أقف علي شاطئ (...) وأبص للفضاء اللي قدامي.. سواد.. عتمة الليل قايمه بدورها علي أكمل وجه،البحر شكله مخيف..بس بالرغم من كده بحبه.. الدنيا برد أوي زي أى يوم من أيام يناير.. شديت كم الجاكيت بتاعي وأنا لسه باصص علي البحر.. استعديت علشان أمشي وخرجت بالفعل من الشاطئ ووقفت أبص عليه من الشارع لقيت.. لقيت زي مايكون ظل ابيض بيشاورلي من جوة البحر،غمضت عيني وفتحتها تاني علشان اتأكد ان ده حقيقي لقيت الظل اختفي.. عرفت إن الإرهاق تملك مني وسببلي هلوسة، لفيت علشان أمشي

مروااااااااااااااااااان.. مروااااااااااااااااااااااااااااان
كنت سامع صوت فحيح بينادي عليا.. اتلفتت علشان أشوف أيه ده.. ملقتش حاجة.
تاني يوم روحت نفس الشاطئ وتناسيت اللي حصل امبارح، الموضوع اتكرر تاني.. بس المره دي وأنا جوة الشاطئ.. ساعتها شفتها.. ظل متكون علي هيئة بنت.. بنت شابه، لابسه زي مايكون فستان ابيض جميل.. بالرغم من أني المفروض أخاف إلا إني.. مخفتش
ملامحها هادية أوي ومطمئنة.. شعرها طويل.. وعنيها كأن الموج بيجري فيهم.. ساحرة.
فضلت واقف متجمد مكاني وأنا ببص عليها.. في اللحظة دي نادت عليا تاني بنفس الصوت.. المره دي خدت بالي إنه كان صوت أنثوي.. بس بردو.. بيخوف.
لما نادت عليا حاولت أرجع لورا فاتكعبلت في صخرة ورايا ووقعت.. وقعت وأنا لسه باصص في عنيها.. في حاجة غريبة..كأنها سحرتني، اختفت.. عرفت اجري وخرجت من الشاطئ، منمتش يومها من التفكير وأنا واخد قرار إني لازم أشوفها تاني،حد هيجي يقولي دلوقتي عايز تشوف عفريت؟؟!!
هقولك بجد أنا مش عارف..أنا تايه،اشمعني كان بتناديلي أنا.. ليه ظهرتلي أنا بالتحديد.. ممكن تكون ظهرت لحد تاني؟
دماغي وجعتني من التفكير.. حاولت أنام معرفتش، فضلت صاحي لحد الصبح.. روحت الكلية وبعدها فضلت مستني الليل علي قهوة جمب الشاطئ.. طبعا أهلي قلقوا لما لقوني مرجعتش فكذبت عليهم وقولتلهم ان واحد صاحبي عمل حادثة وأنا روحت أزوره في المستشفي وهرجع بليل.
الليل جه، شديت كم الجاكيت بتاعي بحركة لا إرادية وأنا ببص للسما اللي بدأت تمطر..ومشيت في طريقي للشاطئ وأنا بقدم رجل وبأخر رجل.. هو أنا فعلا رايح برجليا؟ هو أنا مجنون، كل ما أفكر أرجع أفتكر عينيها علشان ألاقيني ماشي بسرعة أكبر، وصلت الشاطئ ودخلت.. وقفت قدام البحر الثائر وغمضت عيني علشان أسمع بوضوح صوت المطر وهو بيدوب في البحر،حسيت بحرارة قدامي مع ان السماء بتمطر تلج حرفيا، فتحت عيني وزي ماتوقعت لاقيتها قدامي.. لأول مرة تكلمني وجه لوجه
- أرجوك متخفش مني..أنا مش هنا علشان أئذيك
-........
-أرجوك رد عليا
مش عارف أتكلم أقول ايه.. كل اللي بعمله إني ببصلها
- أرجوك رد
- أن.. أنتي مين؟
- سارة.. اسمي سارة، أنا مش عارفة أنا جيت هنا إزاي لكن.. لكن عارفه ليه
- ليه؟
- مش هقدر أقولك.. علي الأقل دلوقتي
- أنتي أيه؟
- مش عارفه.. بس أنا مش هنا علشان أئذيك
-.........
- سكتت تاني ليه
مشيت من قدامها وهي بتنادي عليا لكني لاحظت حاجة.. صوتها طبيعي مش زي المرة اللي فاتت.. صوت بنت عادية، ده اللي خلاني أتلفت أبصلها تاني بس لقيتها مش موجودة، روحت البيت ودخلت أنام وأنا مش فاهم أى حاجة،كل اللي أعرفه عنها إن إسمها "سارة".
تاني يوم روحت في نفس المعاد وعلي عكس كل مرة لقيتها واقفة مستنياني
- هربت امبارح
هزيت راسي بالراحة
سألتني
-يعني أيه حرية؟
- يع.. يعني التحرر من اي حاجة بتقيدنا
كنت بتكلم وأنا ببلع ريقي.. إلي حد ما مبقتش خايف منها بس بردو..
- كنت مستنيه منك إجابه تانيه.. انت جاوبت علي طول من غير حتي ماتعرف ايه نوع الحرية اللي بكلمك عنها
- نوع؟!!
- طبعا.. مش في حرية شخصية وحرية الإبداع وحرية الفكر.. إلخ
-........
- أنا كنت بشتغل عند عيلة كبيرة إسمها عيلة "الراوي" من ضمن الخدم.. استاذه "صفاء" كانت بتعاملي بود وحب زي ماكون بنتها، بس جوزها كان مختلف عنها.. "عصام الراوي".. كان غليظ وعصبي.. كان كمان قتال قتله وبيداري جرايمه في تجارته المشبوهه، طبعا مش محتاجة أقولك إنه كان أبعد مايكون عن الحرية، في يوم وصلت لورق جوه بيته يوصله لستين داهية وطبعا مش محتاجة أقولك عمل فيا أيه.. قتلني ورماني في البحر
- يع.. يعني انتي ميتة؟!!
- وهو أنت كنت فاكرني ايه من الأول.. متخفش أنا مش هنا علشان أئذيك، شايف القصر اللي هناك ده
شاورت بإيديها علي قصر قديم جمب الشاطئ
-ده قصر عيلة الراوي.. مهمتك إنك تعرف الناس الحقيقة.. قولهم إني مش حرامية زي ماقال عليا.. قولهم إني محاولتش أقتل الست صفاء زي ما ادعي.. كل ده علشان يبرر سبب اختفائي لباقي الخدم وللست صفاء بس طبعا من غير أخر سبب
- وهعرف الحقيقة إزاي؟
- دي مهمتك
- وايه اللي يخليني أعمل كده
- علشان بتحبني
وقفت مذهول من اللي سمعته
-بح.. بحب مين
- أنا كمان بحبك وإلا مكنتش اختارتك
-.........
- متتكلمش دلوقتي..فكر في كلامي الأول
رجعت البيت وأنا مش مصدق اللي سمعته النهارده، اتصلت بواحد صاحبي واللي اتهمني بالجنون زي ماكنت متوقع وبعد أقل من 5ساعات وصلني خبر إنه غرق..وقبل ما يغرق إتدبح، هي أكيد.. بتعاقبني علشان قولتله.. قتلته زي ما ماتت.. بس هي ماتت غرقانة بس متدبح....
في اللحظة دي افتكرت حاجة خدت بالي منها بسرعة أخر مرة.. رقبتها كانت بتنقط دم وهي بتكلمني،خدت قراري وتاني يوم كان معايا شنطة ظهر فيها كل اللي هحتاجه.. مش عارف أنا هعمل كده ليه.. يمكن علشان السبب اللي قالته.
بدون تفاصيل عرفت أدخل القصر.. ريحة عفن مالية الهواء بإلإضافه للضلمة المبالغ فيها.. فتحت الكشاف اللي جبته معايا ومشيت علشان أطلع السلم حسيت بحاجه بتتكسر تحت رجلي...هيكل عظمي، طلعت السلم للدور التاني وفتحت الأوضة اللي شاورتلي عليها، ريحة عفن قوية.. بس الأغرب هو عدد الهياكل العظمية اللي كانت جوة.. أكتر من 10 هياكل موجودين جوة الأوضة، مرة واحدة نور قوي ضرب في عيني.. قفلتها من شدة الضوء وفتحتها براحة ولقيت الآتي.. الهياكل اختفت.. الأوضة رجعت خمسين سنة لورا في تقديري.. كل حاجة كأنها جديدة والأهم الضوء اللي مالي الأوضة كان سببه الشخص اللي واقف قدام الباب.. فتح النور وفي ايده بندقية وقال جملة واحدة قبل مايضرب رصاصة في رجلي
(مسكين اللي يحاول يسرق سرايا عصام باشا الراوي)
حاولت أقوم.. مقدرتش، حسيت بأيادي بتشيلني قبل ما يفتح هو الشباك ويرميني منه.. حاسس بالبحر بيقرب.. بيقرب.. بيقرب.. بيق......
                                   **********
٢/٢
السلام عليكم
أنا متابع جديد للموقع هنا.. واحد صاحبي نصحني بيه علشان أكتب اللي شوفته.
أنا من اسكندرية وتحديدا من(....).. شوفت من قريب في شاطئ(....) ظلين واقفين جمب بعض في الماية.. لما استجمعت شجاعتي وقربت أكتر لقيت واحد منهم ليه شعر طويل ففكرت في انها بنت.. شاورولي هما الاتنين ولفوا واختفوا اللي يعرف ايه ده ياريت ميبخلش عليا بالرد.

٢/٦
أرجوكم ساعدوني.. بقوا ينادوا عليا بإسمي، أنا مش هروح ناحية الشاطئ ده تاني.

٢/٩
بقالي يومين تقريبا مروحتش والنتيجة اني بقيت بسمع همسهم جوة أوضتي.. أرجوكم حد يرد.

٢/١٠
أنا واقف قدام الشاطئ وشايفهم بيشاورولي.. أنا مش هستني أكتر من كده.. هما أكيد محتاجينلي صح؟
أنا هروحلهم.. سلام.
تمت (الغامضة)
الليالي_المظلمة
عمر_الشامي

ليست هناك تعليقات