إبحث عن موضوع

القربان السابع😈الجزء الثالث و الاخير



القربان السابع
(الجزء الثالث و الأخير)

أول ما سمعت اسم سيد مقدرتش امسك نفسي ، حاولت اقوم و امسك ف اللي واقف قدامي و بيقول انه ابن سيد ، بس مقدرتش اتحرك من الوجع والتعب اللي كنت فيه كل اللي قدرت عليه إني أزعق وأقوله: هانتقم منك ...أنت وأبوك .

ساعتها رد عليا مصطفى ابن سيد و قالي ...
- اهدى يا اكرم بيه اهدى ، انا مليش دعوة باللي ابويا بيعمله هو و نعيم وإلا كنت طلعتك مالحفرة ليه لو انا عاوز اقتلك؟ ، انا حالي من حالك و زي ما نعيم كان سبب ف موت امك و ابوك ، كان سبب برضه ف أن ابويا يضيع .

رديت عليه و قولتله .
- انا ايه اللي جابني هنا ، و جيت هنا ازاي ؟

رد عليا و قالي ...
- انا اللي جبتك بعد ما طلعتك من الحفرة اللي رموك فيها .

رديت عليه و انا مستغرب و قولتله ...
- و انت...انت عرفت منين اني في الحفرة ؟

رد عليا و قال...
-ما انا كنت براقب أبويا من زمان و كنت شايف كل حاجة.....شوف يا اكرم بيه ، انت لازم ترتاح زي ما الدكتور قال و اول ما تفوق اوعدك هحكيلك على كل حاجة و بأذن الله هنخلص من نعيم الشيطان ده .

اتعصبت عليه و قولتله ...
- لا انا عاوز اعرف دلوقتي ....

بس ساعتها الدكتور دخل وقال لمصطفى ( اتفضل دلوقتي يا استاذ هو لازم يرتاح شوية و الكلام الكتير مش كويس عشانه) ....

خرج مصطفى و الدكتور اداني حقنة بعدها روحت في النوم ، ولما قومت من النوم كنت حاسس نفسي احسن و و اني قادر اتحرك ، لما فتحت عيني لقيت مصطفى واقف مع الدكتور و بيتكلموا

خلص مصطفى كلامه مع الدكتور و جه عندي و هو شكله مبسوط و قالي...

- حمد الله ع السلامة يا اكرم بيه ، اتفضل مد يدك لازم تاكل زي ما الدكتور قال وبكره بإذن الله هتخرج من المستشفى.

رديت و قولتله ...
-انت بتعمل معايا كده ليه ؟

بصلي بابتسامة طيبة و جدعنة و قالي ...
- يا بيه انا حاسس باللي انت فيه و عارف انك ملكش ذنب فاللي حصلك زي ما انا مليش ذنب فاللي حصلي ، كل ذنبنا إن نعيم قدر يضحك على أبويا وأبوك و يسيطر على عقولهم .

بصيتله بعد ما حسيت اني ارتاحتله و قولت ....
- أنا كنت عايش في حالي لحد ما نعيم ده جالي وحكالي قصة طويلة عن سر مدفون في أرض جدي وفهمني ساعتها إن أبوك هو السبب في موت أبويا وقدر يخدعني أنا كمان ... بس الأول فهمني انت طلعتني ازاي ؟

مصطفى اعتدل ف قاعدته و بدء يحكي و يقول ...
-انا هقولك ، انا بقالي مدة براقب ابويا عشان اعرف ان كان لسه بيشتغل مع نعيم ولا ربنا هداه ! ، لحد ما ف يوم لقيت نعيم راحله البيت ، نسيت اقولك ان ابويا سايب البيت اللي فيه انا و امي و قاعد لوحده بسبب شغله مع نعيم و اللي بسببه اتحرمت طول عمري من وجوده فحياتنا و ده لأنه كان بيقول أنه كده (بيحمينا) .

المهم يا بيه لما لقيت نعيم راح ل ابويا حاولت اقرب من الشباك لاجل ماسمع بيقولوا ايه ... مسمعتش غير طراطيش كلام كده ...الأرض ...الحارس ...أكرم ابن محمود الراوي

ساعتها أنا قلبي اتوغوش وحسيت إن نعيم ناوي على مصيبة جديدة و فضلت اراقب ابويا لحد ما جه اليوم اللي انت اخدت فيه ابويا و طلعتوا عالفيلا ومتحركتش من جنب الفيلا لحد تاني يوم ، يوم ما جيبت العمال و وم ما دفنوك فالحفرة ، وقتها حسيت بنار ظلم نعيم وجبروته جوايا ومقدرتش أسيبك مدفون وإنت حي ...دخلت الفيلا بعد ما ابويا و نعيم مشيوا و طلعتك و جبتك هنا ، و اديني جنبك اهو من وقتها و مستنيك ترجعلك عافيتك وأحط يدي في يدك ونخلص الدنيا من شر نعيم و اقدر ارجع ابويا لينا و اهو يبقى جنبنا ف الايام اللي فاضله له فالدنيا.

سرحت بنظري و انا بالي مع مصطفى و قولتله ..
- وهو نعيم ده شره بيخلص ؟؟!

رد عليا و قالي ...
- أيوه ممكن ، انا اعرف طريقة نخلص بيها من نعيم .

بصيتله باهتمام و قولتله ...
- طريقة ايه ؟ ، و عرفتها منين ؟

رد عليا و قالي ...
- من رجل كبير عندنا ف البلد صاحب ابويا ، الرجل ده تربي و بيحب الفلوس زي ما تكون عينيه والقرشين اللي كنت محوشهم خلوه يحكيلي لما روحت اتكلم معاه ، و ساعتها حكالي ان ابويا بيتعامل معاه ف دفن الاعمال وشغل السحر بتاع نعيم ، و حكالي ان نعيم ده لا يمكن يكون بني ادم ، في ناس قالوا عنه جن ، و ناس قالوا عنه ساحر ، و ناس تانية قالوا عنه ان هو الشيطان بذات نفسه ، بس كل ده مهمنيش وسألت الراجل التربي على مكان الاعمال دي بس هو قالي حاجة غريبة اوي ... قالي ان ابويا ف مرة راحله هو و نعيم سوا ودي كانت أول مرة يشوف فيها نعيم و فضلوا واقفين و هو الراجل ده بيدفنوا حاجة !!

سألت مصطفى ...
- طب و ايه الغريب ف كده ؟

رد عليا و قالي ...
- الغريب أن الرجل حكالي إنه وهو بيدفن العمل نعيم كان واقف وعمال يقول:

(تقبل القرابين يا حارس السر...وعد وعهد ... وعد وعهد ...لا ينحل إلا بدم صاحب الأرض )

و من وقتها ومع كل طلعة بدر لازم ابويا و نعيم يروحوا للمكان اللي دفنوه فيه ...زس ما يكونوا بيجددوه أو بيطمنوا عليه .

قولت لمصطفى و انا متضايق...
- هو ده حارس السر اللي ف الأرض ؟ ودم صاحب الأرض ده ...يبقى أنا؟

جاوبني و قال ...

-صح يا بيه وهقولك مفتاح السر اللي ف الارض ايه ، المفتاح هو الكتاب اللي نعيم بيشتغل بيه والحارس بتاع الكتاب يبقى هو حارس الكنز اللي ف الارض بتاعتك وانت الوحيد اللي تقدر تفك العمل وتنهي سحر نعيم، ودم صاحب الأرض دي مش معناها موتك لا سمح الله لا.... معناها إن أنت الوحيد اللي تقدر تفك السحر وإلا مكنش نعيم حاول يموتك .

استغربت و قولتله ...
- و انت عرفت الكلام ده منين ؟

بصلي بنظرة قلق و قال ...
- من حكاية الرجل التربي ومن مراقبتي ل ابويا .

بصيتله و انا بفكر و قولت ...
- طب تفتكر انه نعيم ميعرفش انك بتراقبه هو و ابوك ؟

رد عليا مصطفى و قال ...
-لا مفتكرش ،هو لو كان عرف مكانش هيسكت ولا هيسبني فحالي، و بعدين يا بيه ف الاول و الأخر اللي اسمه نعيم ده بني أدم مهوش جن ولا شيطان زي ما بيقولوا عليه الجهلة .... أه وفي كمان حاجة مهمة لازم نلحقها .

قولتله ....

-حاجة ايه ؟

رد عليا و قال ...

- بكرة ليلة تمام البدر وأكيد نعيم هيروح يجدد العمل ، و احنا لازم نوصل قبله للعمل ده و نحرقه .

بصيت له و انا عنيا بتسأل قبل لساني و قولتله ...
بس قولي يا مصطفى متآخذنيش يعني طب انا وعاوز اخلص من نعيم و من العمل علشان انتقم من اللي عمله فيا و ف ابويا و امي ، انت بقى عاوز تحرقه ليه ؟

حط مصطفى أيده على جبهته و قالي ...
- يا بيه نعيم ده شيطان فصورة انسان ، مسيطر على ابويا و مخليه مش شايف حد فالدنيا غيره ، يا بيه ده بيطيعوا فكل حاجة كأنه ساحرله ، ولا كأنه ايه ... ده مش بعيد يكون ساحرله فعلا و الله اعلم ، عشان كده يا بيه اي حاجة تأذي نعيم انا هاعملها ، و خصوصاً يا بيه بقى ان التربي قالي اني لو حرقت العمل الكتاب اللي معاه احتمال يرجع للحارس بتاعه او احتمال الحارس يأذيه ، كل ده مش مهم ، المهم يا بيه اننا نحرق العمل و وقتها نعيم هيكون ضعيف و نقدر نريح الدنيا من شره .

خلص مصطفى كلامه وروح و تاني يوم الصيح صحيت و انا حاسس اني اتحسنت و بقيت قادر اتحرك كويس الحمد لله و فعلا مصطفى جالي و خرجت من المستشفى و روحت البيت مع مصطفى وكلت و غيرت هدومي ، و حقيقي مكنتش عارف اشكره ازاي ولا اقوله ايه ، لكن اللي اقدر اعمله اني اخلصه و اخلص نفسي من نعيم ...وفعلا مصطفى وداني الترب عند مكان العمل....

كنا تقريبا ف الوقت اللي بين المغرب و العشا ، كان مصطفى ماشي بين الترب و ف أيده كشاف و جاروف جيبناهم معانا و انا ماشي وراه ف طريقنا للقبر اللي مدفون فيه العمل اللي وصلنا قدامه و مصطفى بدء يحفر لحد ما فتح القبر نزل مصطفى و انا نزلت وراه ، الدنيا كانت كحل جوه القبر ، ضلمه جاية من جوه بتبلع اي شعاع نور بيوصلها من الكشاف اللي ف أيد مصطفى .

لقيت وقتها مصطفى بيقولي ..

- العمل مدفون هنا يا اكرم بيه .

العمل ده كان قماشة سودة ملفوف جواها حاجات ، بس اول ما مسكت العمل بإيدي حسيت برجة ف القبر و لقيت دخان غريب اوي بيملى المكان وحسيت بحاجة بتتحرك زي ما يكون كلب كبير لونه أسود وعينه حمرا جي ناحيتي حاولت اتحرك لورا بالراحة وفي اللحظة دي مصطفى عمل حاجة مكتنش أتصورها ...لقيته رمى نفسه على الكلب اللي ظهر من قلب الدخان وهو بيقولي ...

- احرق العمل يا اكرم بيه محدش غيرك هيقدر ... احرق العمل ... شر نعيم لازم ينتهي .

طلعت من القبر جري وانا سامع صوت مصطفى بيصرخ والكلب بيقطعه بس كان لازم اكمل واقضي على نعيم وألا يبقى مصطفى ضحى بحياته هدر .
خرجت بره القبر وكان صوت صريخ مصطفى وقف خلاص اول ما وصلت لبرة قفلت القبر و لفيت علشان اجيب الجاز اللي كنا جايبينه انا و مصطفى معانا لقيت نور كشاف قدامي ، استغربت جدا نور كشاف ازاي ؟ ، الكشاف اللي كان معانا اتدفن مع مصطفى تحت ، رفعت عيني لقيته سيد اللي ماسك الكشاف و جنبه نعيم و ماسك ف أيده كتاب و نعيم بيقول ..

- هات الامانه يا ابن الراوي ...

رديت عليه و قولتله ...
- لا مش هديك حاجة و اللي عندك اعمله .
لقيت سيد بيقرب نحيتي ، بصيتله و قولتله ....

- انت ايه يا اخي ؟!! ..... انت مبتحسش و لا معندكش دم انت ابنك مصطفى لسه ميت تحت فالقبر بسببه ، بسبب الساحر اللي انت بتخدمه و بقيت ماشي وراه زي الأعمى .

رد عليا سيد و قالي ...
- انت تعرف مصطفى ابني منين ؟ ، و مات ازاي و ليه ؟؟!! ، انا كل اللي عملته في حياتي ده كان عشان احميه هو و امه من شر نعيم، لكن الظاهر المكتوب مفيش منه هروب ، و طالما مصطفة مات يبقى عليا وعلى أعدائي ، أنا خلاص يا نعيم مبقاش عندي اللي أخاف عليه بعد ما ابني راح بسببك ...موتك هيكون على أيدي يا نعيم ....

وفجأه لقيت سيد جري نحية نعيم بس اول ما قرب منه سمعت صوت صرخة سيد !!! ، بعدها لقيت سيد واقع ع الارض و في سكينة ف صدره و نعيم واقف بيضحك و ف ايده الكتاب ، رجعت كام خطوة لورا و طلعت ولاعة مصطفى كان مديهالي و ولعتها و وجهت نارها ناحية العمل بس اول ما النار لمسته النار اتطفت ... حاولت أولعها تاني برضه لكن النار مش راضية تحرق العمل ، ساعتها نعيم بصلي و هو بيضحك ضحكة سمجة و قال ..

- أنا سحري حتى النار متقدرش عليه ...وعد وعهد ...وعد وعهد .

أنا سمعت الكلام ده فين قبل كده ...كلام التربي .... ميحلوش غير دم صاحب الأرض ....فهمت أنا هاعمل إيه ...جريت على الجاروف اللي كنا بنحفر بيه وشقيت بالسن بتاعه جرح في كف إيدي لحد ما جابت دم ...دم صاحب الأرض ...مسكت العمل بإيدي لحد مالقماش بتاعه اتملي من دمي والمرة دي أول لما قربت منه الولاعة اتحرق وكأنه اتبخر و اول ما العمل ده ولع بدأت ملامح نعيم تتغير وفجأة الكتاب اللي ف أيده اختفى و ساعتها بدأ نعيم يقرب مني وكان وشه مليان غضب و انا مش عارف اجري ولا اعمل ايه كل اللي جه ف بالي الجاز اللي كان جايبه مصطفى و اللي كان موجود قريب مني جريت و جبته و رشيته كله على نعيم اللي اول ما رشيت عليه الجاز بدأ يصرخ و يزعق و يقول ...

- عاوز تحرقني يا ابن الراوي ، مش كفايه انك حرقت الأمانة بتاعت الحارس ، عاوز تحرقني بعد ما ضيعت مني الكتاب اللي قضيت عمري كله و أنا باحافظ عليه بالقرابين رفضت تكون القربان السابع عشان تهد كل اللي بنيته .

ساعتها بصيتله و قولتله ...

- اذا كان فيه قربان سابع ف القربان ده هيكون انت ...

و مسكت الولاعة و قربتها منه وولعتها ...النار مسكت فيه ...جري عليا زي المجنون ورمى نفسه ناحيتي وقعنا عالأرض والنار مسكت فيا أنا كمان ...ساعتها حسيت بالنار بتحرق ف كل حتة ف جسمي ، و فجأة لقيت نعيم بيبعد عني وزي مايكون بيتشد من عليا !!!
كنت عمال باحرك نفسي ف التراب علشان النار اللي ف جسمي تتطفي لكن الالم كان لا يحتمل ، النار اتطفت صحيح لكن بعد ماحرقت اللي حرقته من جسمي ، بصيت ناحية نعيم اللي كانت النار لسه ماسكه فيه و اللي ظهر من وراه دخان اسود على شكل بني ادم و جنبه كلب أسود كبير بدأ ينهش في نعيم اللي صوت صريخه بدء يملى المكان ، حاولت اقاوم ألم الحروق اللي كانت ملياني بس مقدرتش واغمى عليا غصب عني لما فوقت لقيت نفسي ف المستشفى اللي كنت فيها من كام يوم و جسمي كله ملفوف ب شاش و دكاترة كتير حواليا و الألم ف كل حتة ف جسمي لا يحتمل

عدى على الكلام اللي بحكيه ده حوالي سنتين و انا خفيت الحمد لله بس للأسف متشوه من اثار النار و انا اهو لسه عايش و جثة نعيم محدش لقاها لكن جثة سيد كانت موجودة ف مكانها ، و انا بقيت و انا لسه شاب بعد الأيام و الساعات علشان ربنا يرحمني و ياخدني لأني تعبت ... تعبت مش بس بسبب التشوه اللي بقى فكل حته ف جسمي ولا بس بسبب الذكريات و لا الكوابيس.... لا انا تعبت بسبب الرجل الدخان اللي كل يوم بشوفه كل ليلة واقف قدام سريري و بيقولي

( هتموت يابن الراوي ...والارض هترجع للحارس ... وعد وعهد ...وعد وعهد)

و حقيقي تعبت و مبقتش قادر اعيش و بقيت بعيش ف ألم نفسي و جسدي لا يحتملوا و بفكر بجد أريح نفسي من اللي حطيت نفسي فيه من الأول بسبب طمعي اللي خلاني اسمع كلام واحد زي نعيم
...... تمت

وجدت جثة أكرم محمود الراوي منذ أيام أمام فيلا والده و بعد تشريح الجثة تبين و أنه مات منتحراً و كتب تلك الأوراق التي وجدت بجانبه ....

محمد_شعبان
العارف
طارق_حمزة

هناك تعليق واحد: