قصه (الجزء الثالث)
الجزء الثالث..
نادية فاقت للحظة وعينيها رجعت طبيعية وسألت بخوف : ميمناخ ؟!؟!
ضحك جدا وقالها : اومال انتي فاكرة ايه ؟! انتي ميمناخ ، انتي الجان الموكل بحفظ المقابر ، فاكرة لما قرأتي على النت ان الانسان الزوهري أصله نفر من الجان ؟! وانه مش بشر ، وان الجان بيتلبسوه ويصرعوه ويكون منهم وهو لسه مولود ؟!
قالها وهو بيبتسم فاندهشت وسألته : عرفت منين اني قرأت الكلام دا ؟!
ضحك ومردش عليها ، ووقف فجأة وتجهم بوشه وكشّر جدا وفتح دراعه وقال بصيغة أمر : احضر يا ميمناخ ...
عينين نادية اتقلبت مرة واحدة لكن مبقتش سودا ، عينيها بقت كلها حمرا ورقبتها لفت بزاوية مستحيلة وابتسمت ابتسامة صفرا مخيفة ونطقت بصوت أجش مخيف مش صوتها أبدا : أمرك يا سَمْحَج !!
وهنا عيون الشيخ مسعود قلبت هي كمان بلون أحمر دموي وضحك بصخب ضحكات مخيفة وعالية وبعدها رجع لطبيعته ونادية بردو رجعت لطبيعتها لما سقف بإيديه وبعدها قال : لسه مش عارفاني يا نادية ؟!
نادية بصيتله برعب واستغراب فجاوب بابتسامة خبيثة :
أنا " سمحج " أنا من عائلتك يا "ميمناخ " ، أنا الأم اللي كانت واقفة وماسكة ميمناخ في ايديها لما كانوا واقفين عند المعبد يا نادية وانتي اديتيهم الأمر يدخلوا !
قالتله بعصبية : بس انت اللي قلتلي اسمحلهم يدخلوا
ابتسم وقال : بس انتي اللي اديتيهم الأمر ، وانا دلوقتي دخلت .
سكت الشيخ مسعود فترة وهو بيبصلها وبعدين قال :
شكلك لسه مش مصدقة ؟! طيب بصي !
قال كدا وفتح فمه على اتساعه ، لكنه كان اتساع غريب ،
فكّه اتفتح فتحة مش بشرية وبعدها طلع لسانه لبره واللي كان مفلوق ومشقوق من النص وبعدها رجع فمه لوضعه الطبيعي وقال :
أنا إنسان زوهري زيك يا نادية ! انا كمان نفر من الجن ، انا كمان تلبسني الجان المارد " سمحج " من اول ما اتولدت .
كانت نادية مصدومة لكن حاولت تتغلب على صدمتها دي وسألته : لما انت زوهري وليك قدرات الزوهرين ، ليه محتاجني ؟! وليه عملت فيا كل دا ؟!
رد عليها وهو بيضحك وقال:
يا نادية ، مش كلنا نفس القدرات ، أنا سمحج من اقوى فرسان الجان ، لكن ميمناخ هو أمهر حارس للمقابر وعارف جميع داخلياتها وازاي يقتحم أي مقبرة بدون أذى ، دا غير ان كلمته مسموعة في جموع المردة ويقدر يوحدهم في قبيلة واحدة واحنا الاتنين اللي هنحكمها يا نادية !
لمعت عينيها وابتسمت بخبث لما عينيها قلبت تاني وقالت بصوت أجش مكنش صوتها خالص ، كان صوت ميمناخ :
الملك لنا سمحج .
الشيخ مسعود مشي من عندها وراح لوالدتها يطمنها وقالها على كل حاجة وعلى اللي دار بينه وبين نادية بنتها وانه هيجيبلها ثروة متحلمش بيها !
لكن طبعا والدتها بعد ما عرفت كل حاجة وانه ضحك عليها واستغل بنتها مصدقتوش وبعدها راحت لشيخ اسمه الشيخ تهامي واللي معروف عنه التقوى والصلاح !
حكيتله كل حاجة وطلب منها انها تنقلها لمصحة نفسية خاصة اسمها ( الصلاح ) طبعا دا اسم مستعار ، اكيد مش هقول اسم المصحة الحقيقي !
سألته ليه المصحة دي بالذات ؟!
قالها علشان " هاجر الدماطي "
فعلا الأم قدمت طلب للسلطات ان بنتها تتنقل لمصحة خاصة لتدهور حالتها ولبعد المصحة دي عليها وان والدتها هتتكفل بالمصاريف كلها وبالفعل جت الموافقة واتنقلت نادية والشيخ مسعود ميعرفش !!
الشيخ تهامي بعت لهاجر الدماطي اللي لبت الدعوة فورا وراحتله بيته !
اول ما دخلت عليه قالتله : خير يا شيخ تهامي كلمتني وجبتني علي ملو وشي ، في حاجة ؟!
رد عليها :
ايوا يا بنتي ، عندك في المصحة اللي انتي ممرضة فيها بنت اسمها نادية
ردت هاجر وسألته : ودي مالها يا شيخ تهامي؟!
الشيخ تهامي حكالها على كل حاجة زي ما قالتها أمها .
بعدين سكت فترة ورجع قال :
هاجر ، انا عارف انك قفلتي الموضوع دا وطويتي صفحة التعاملات دي نهائي وعارف إنك آخر زوهرية من نسل السادة الميامين الأفاضل ، بس انتي عارفة تحالف زي دا لو تم بين ميمناخ وسمحج المردة ، هيكوّنوا أقوى قبيلة للجن المارد في الكون وهيعملوا كوارث ، انا اسف يا بنتي اني بحطك في موقف زي دا لكن مليش غيرك
سكت الشيخ تهامي شوية وهاجر بتفكر بعمق وضيق ورجع تاني قال :
هاجر يا بنتي المهمة دي بالذات محتاجاكي انتي ، مش محتاجاكي كهاجر ، المهمة دي عاوزة " ميمونة "
عينيها اتقلبت و كلها بقت بيضا فجأة وصوتها بقى حاد وقالت :
أمرك يا شيخ تهامي .
يتبع...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف