إبحث عن موضوع

💀العكاز💀الجزء الاول💀

💀 العكاز 💀

( جهزوا رانيا علشان جلسة الكهربا ، ادوها مورفين او كاتالار بسرعه علشان تهدى ، ممنوع الزيارة للمريضة دي بالذات ، معلش هانت بس الفصام علاجه بياخد وقت ، لأ محدش سأل عليكي )

تلك هى الجمل التي اعتدت عليها طوال الاربعة أشهر الماضية و التي كانت هي فترة أقامتي بقسم العلاج النفسي بأحدى مستشفيات القاهرة ، و التي لم تنتهي هذه الفتره بشفائي او بعودة أبي و أمي و أخوتي من الموت لا ، لكنها انتهت بوصول ذلك العجوز الى غرفتي و الذي بوصوله انتهت فترة أقامتي بتلك المستشفى .

من انا ؟؟؟؟

ادعى رانيا محي
عمري ١٩ عاماً

قبل ان أبدء برواية قصتي التي تبدء بخروجي من القسم النفسي يجب اولاً ان اروي ما حدث منذ أربعة أشهر ، نعم فمنذ أربعة أشهر كنت فتاة عادية حالمة ، اعيش حياة مستقرة مع ابي و امي و اخوتي في منزلنا بمحافظة الفيوم حتى أتى ذلك اليوم الذي قرر فيه والدي شراء منزل بأحدى احياء القاهرة و كان ذلك الخبر هو من أسعد الاخبار التي سمعتها طوال حياتى و ذلك لكرهي الشديد لقريتنا و لا اعلم لماذا لا أحبها فلطالما حلمت بالعيش فالعاصمة ، و لذلك كان علينا السفر جميعاً بسيارة والدي الى القاهرة و اتذكر جيدا ذلك اليوم ، استيقظنا جميعاً مبكراً ، امي و ابي و اخوتي ( محمد و محمود) و استعددنا للسفر جيداً ، فاليوم سنذهب لرؤية منزلنا الجديد بالقاهرة و بما أنني الابنة الكبيرة كان علي تحضير كل ما يلزم من طعام و ماء و كانوا اخوتي منشغلين بارتداء الملابس القيمة و تسريحة الشعر المناسبة و وسط كل ذلك تسلل الى أذني صوت ابي و امي يتهامسون بداخل غرفتهم .

- يعني انت كده يا (محي) هتحط تحويشة العمر فالبيت ده و مش هيبقى لنا ضهر نتسند عليه ؟
- البيت ده هو الضهر اللي هنتسند عليه دلوقتي و هيتسندوا عليه ولادنا من بعدنا و بعدين انتي ناسية اننا المفروض البيت ده كان يبقى من حقنا ولا أيه؟
- اللي انت شايفه ، بس اذا البيت معجبنيش مش هوافق .
- يعجبك ولا ميعجبكيش المهم ندخل البيت و نلاقي اللي احنا عاوزينه ، جهزي انتي بس شنطة الفلوس و جهزي نفسك و يلا علشان نلحق السمسار لأن معادنا معاه كمان ساعتين .

انتهى الحديث بين ابي و امي بخروجهم من غرفتهم و امي تحمل بيدها حقيبة سوداء اللون و يبدو انها الحقيبة التي بها المال ، نعم فتلك الحقيبة بها كل ما تملك اسرتي من مال و لكن المال لا يشتري الحياة ولا يمكن له ان يعوض غياب الاسرة .

ركبنا السيارة ، و كان ابي يقود و بجواره امي و في الخلف انا و بجانبي محمود و بجانب محمود محمد ، تخطينا حدود قريتنا و اصبحنا علي الطريق المؤدي الي القاهرة و هنا سمعنا صوتاً غريبا يأتي من السيارة .
- محي ... الصوت ده جاي منين ؟
- لأ مفيش ده تلاقي بس عجلة مريحة شوية ولا حاجة .
- بقولك يا بابا خليني اسوق انا طيب .
- تسوق ازاي يا محمود علي الطريق الصحراوي و انت لسه عندك ١٥ سنة ، لما تكبروا انت و محمد و تقدروا تطلعوا رخصة هخليكوا تسوقوا بس ......
- حاسب يا بابا ......
- حاسب يا محي ........
كانت تلك اخر الكلمات التي سمعتها قبل ان تصطدم سيارتنا بمقطورة كبيرة محملة بالأخشاب ، ،،،، صوت ضجيج و ألام و انا ملقاه على الارض بعيدة عن السيارة التي تحطمت تماما و بداخلها امي و ابي و اخوتي ،،،، استطعت بالكاد ان اتكأ علي يدي و اذهب الى السيارة لعل و عسى ان انقذ ما يمكن انقاذه و لكن تدخل القدر و بدون مقدمات انفجرت السيارة ثم المقطورة ثم شعرت بدفعة قوية القتني بعيداا عن الطريق بعدها فقدت الوعي .

استفقت لأجد نفسي بقسم الطوارئ بمستشفى عام بالقاهرة و من حولي اطباء و ممرضين و ممرضات .
- لا الحمد لله نسبة الحروق بسيطة .
- تقريبا دي من الدرجة الأولى ؟؟
- اه يا دكتورة ..... الحمد لله ،،،،، حمد لله ع السلامة ،،،،، انتِ اسمك ايه ؟
- انا .... انا رانيا محي ،،،، هو ايه اللي حصل ؟
- حصلت حادثة علي الطريق الصحراوي و الاسعاف جابتك لينا هنا و الحمد لله انتي بخير اهو .
- ابويا و امي فين يا دكتور ؟؟؟،،،، ابويا و امي و اخواتي فييييين ؟؟؟؟؟
- اهدي اهدي يا رانيا ،،،،،،، محمووووود كاتالار بسرعة .

لم يجب احد عن سؤالي ، اين عائلتي ؟؟؟؟ ، نعم تأكدت الأن بأنهم ماتوا جراء الحادث ، و بدون ارادة مني صرخت بأعلى صوت .
- اهللللللي ، ابوياااااااااا ، اميييييي ، محموووود ، محم....
وضع الطبيب الحقنة المنومة بداخل المحلول الموصول بشرياني ل أستسلم للنوم تماما ، و لكن بمجرد ان اغمضت عيني تبدل المشهد و وجدت امي و ابي و اخوتي يقفون من حولي و انا مقيدة بالسرير و ينظرون لي بنظرة غضب و يقولون جميعاً بنفس الوقت .
( انتي السبب ..... انتي السبب .... انتي السبب )
صرخت و صرخت و تعالت صرخاتي حتى فتح باب الغرفة النائمة بها و دخلت منه ممرضة و بيدها حقنة و بمجرد دخولها اختفت اسرتي تماما و كأنهم لم يكونوا موجودين من الأساس .
اعطتني الممرضة الحقنة و حينها استسلمت للنوم مرة اخرى ليتبدل المشهد و ارى نفسي واقفة وسط الطريق ، انه هو نفس الطريق الذي حدث به الحادثة و سيارة ابي تقترب مني و تكاد ان تصدمني و لكن أتت مقطورة و اصطدمت بالسيارة من الخلف و انحرفت السياة و من بعدها المقطورة عن الطريق ثم اصطدمت المقطورة بالسيارة مرة اخرى و لكن تلك المرة بقوة اكبر حينها رأيت نفسي اقوم بفتح باب السيارة و اخرج منها مسرعة و اجلس بجوار السيارة ابكي و ابكي و فجأة انزلقت الواح الخشب المحملة على المقطورة علي سقف سيارتنا ، حاولت ان اتدخل وان أذهب راكضة الي السيارة و لكن حدث ذلك الانفجار و تبدل المشهد بعدها تماما و وجدت نفسي واقفة وسط نيران و حولي اسرتي ، يرددون تلك الجملة (انتي السبب .... انتي السبب ) صرخت مرة اخرى و ظللت اصرخ و اصرخ حتي تبدل المشهد و استطعت بالكاد ان افتح عيني ، لأجد نفسي مقيدة بسرير و حولي ثلاثة اشخاص ، لم استطع تحديد ملامحهم و ذلك بسبب ان رؤيتي مازالت مشوشة نوعاً ما و لكنني سمعت اصواتهم جيداً.
- الدكتور ابو العينين قال انها هتتحسن مع جلسات الكهربا و الالتزام علي العلاج .
- بس متعرفش يا مؤمن ايه سبب الحالة ؟؟
- اه بيقولوا انها جت ف حادثة و اتعالجت ف قسم الطوارئ بس لما عرفت ان اهلها ماتوا فالحادثة قعدت تصرخ و لما اديناها مهدئ مأثرش و قامت مسكت فالدكتور النبطشي وقتها و قعدت تصرخ و تقوله انا مليش ذنب انت السبب يا بابا انت السبب يا بابا ، بعدها ادوها مسكن اقوى و بعد كده هديت و نامت لكن كل ما تفوق يتكرر ده تاني و تالت و بعد ما جروحها خفت نقلوها للقسم النفسي و خصوصا ان محدش سأل عليها و محدش يعرف عنها او عن قرايبها معلومات ، ده حتى الشرطة مستنياها يرجعلها وعيها علشان تاخد اقوالها بس الظاهر انهم هيستنوا كتير لأن كل ما بتفوق بتصرخ و بتزعق و بتقول كلام مش مفهوم عن ميراث و بيت الجمالية و تخاريف من النوع ده كتير ف بنضطر نديها مهدئ تاني.
- اكتر من كده ؟؟ ، ده الدكتور ابو العينين بيقول انه مر علي الحادثة دي ٤ شهور تقريبا و هي لسه متحسنتش !!

اربعة أشهر !!!! ..... كيف مرت كل تلك الأيام و انا لم أشعر بها .

قطع صوت تفكيري صوت احد الأطباء الواقفون من حولي قائلاً .

- أهدي خااالص .... أهدي أحنا هنديكي المنوم حالاً .

و بالفعل قام الطبيب بأعطائي تلك المادة المنومة بداخل وريدي ، مما أدى الى فقداني للوعي او لنومي مرة أخرى لأرى المشهد يتبدل من حولي لأري نفسي بداخل قصراً كبيراً و أمامي يجلس رجلاً عجوزاً و بيده (عكاز) هيئته غريبه و أمامه صندوقاً بجانبه اوراق و كتاب ثم نظر لي بكل هدوء و قال .

- ماتخافيش يا بنت أخويا ....... انا جاي اخدك .

و بمجرد أن انهى تلك الجملة تبدل المشهد مرة أخرى و وجدت نفسي مازلت على ذلك السرير المقبض و التي انا مازلت مقيدة به و روحي تتمزق بداخلي فمازلت اتذكر تلك الحادثة ، و لكن هنا سمعت صوت الباب يفتح و رأيت أحدي الأطباء يدخل و من خلفه ذلك العجوز الذي رأيته بذلك الحلم و في يديه ذلك (العكاز) و الذي كان مختلفاً تماماً عن أي (عكاز) سبق و أن رأيته و خصوصاً أن مقبض ذلك العكاز علي هيئة أفعى او ثعبان ضخم فاتحاً فمه ، نظر لي العجوز و قال .

- انا عمك ، جيت أخدك زي ما وعدتك يا رانيا .
- أنت مين و تعرفني منين انا مليش عمام .
- انا عمك فريد المملوكي .......... يتبع

بقلم

محمد_شعبان
العارف

ليست هناك تعليقات