ممرات جريتر (الجزء الاول)
« ممرات جريتر »
مكنتش عايزة اطلع الرحلة ديه .. ولكنهم غصبوني ، قالولي اننا هنستمتع بأجواء البحر ، ولكن حصل العكس ، كل حاجة اتغيرت ..
انا اسمي « قمر » ، عندي 22 سنة ، اخر سنة في حقوق ، الموضوع كله بدء لما قررو صحابي انهم يطلعوا مصيف في الشتاء ، اه والله ، قالوا اننا نستمتع بأجواء البحر قبل زحمة الصيف ، وافقتهم وخصوصاً اني اخدت اجازة من الكلية اسبوعين ، وهما كذلك ..
كانوا 3 بنات ..
« شاهندة » والي عندها 21 سنة ، في كلية تجارة
« آية » والي عندها 22 سنة ، ومعايا في الكلية
اما التالتة فهي « سمر » ، عندها 20 سنة ، وفي كلية علوم ، وبنسميها " الكئيبة " ، لانها على طول بتستبشر الشر قبل الخير ..
وانا « قمر » زي ما عرفتكم ..
المهم ، في اليوم الي قررنا نسافر فيه .. حضرت شنطتي ، واتصلت بـ « شاهندا » والي قالتلي انها مستنياني تحت البيت بعربيتها ..
نزلت وركبت معاها وعدينا على البنتين صحابنا .. وروحنا المصيف .. المصيف كان في " مرسى مطروح " - للعلم -
وصلنا الشاليه ، الي كانوا في وسط شاليهات كتير تقريباً مهجورة ، نزلت من العربية ، و « شاهندا » صاحبة الشاليه راحت ناحيته وفتحته ..
هو كان شكله من برا مش جميل خالص ، بل بالعكس مترب ، والشبابيك كئيبة ، دخلنا ، ولعت « شاهندا » النور عشان تظهر التحفة الفنية .. الشاليه من جوا تحفة ، هو عبارة عن طابقين ، الدور الي تحت عبارة عن صالة ومطبخ بس ، الصالة واسعة ، الارض من الخشب والحيطا مدهونة باللون الاحمر ، فيه كراسي مُنتشرة كتير ، وشاشتين متعلقين في الحيطة وجنبهم صورة لوالد شاهندا الله يرحمه ، رغم ان المكان جميل ومبهج إلا إني حسيت بقبضة في قلبي ، وحسيت ان فيه حاجة مش مظبوطة ..
مهتمش وطلعت للدور الي فوق ، كان فيه اوضتين ، اتفقت اني هنام مع « سمر » ، و « اية » و « شاهندا » هيناموا مع بعضهم ..
مرت الليلة في سلام .. من غير اي حاجة ما تحصل .. وفي اليوم التاني .. صحينا وكلنا وخرجنا برا الشاليه اتمتعنا بأجواء البحر شوية ، ودخلنا بعديها لبسنا وخرجنا ، ولما رجعنا كانت الساعة 12 بليل ، دخلنا طبعاً مهدودين ، مش قادرين نتحرك من فرت التحرك انهاردة ، دخلت انا انام و « سمر » معايا ، والبنتين التانيين دخلوا ناموا ..
صحيت على صوت خربشة ، مش جمبي ، هي بعيد بس في الاوضة ، صحيت وانا ببص يمين وشمال .. الاوضة ضلمة .. قُمت من على السرير ، وتتبعت الصوت ده ، كنت كل ما اقرب من الحيطة الي قدام السرير ، كان كل ما صوت الخربشة يعلى اكتر ..
قربت من الحيطة ، وحطيت وداني عليها ، سمعت صوت خربشة وهمهات كتير اوي ، لما سندت بإيدي على الحيطة ، حسيت اني لمست خشب ، عارف انت لما تلمس خشب او باب خشب ، ده كان إحساسي ..
بِعدت عن الحيطة وانا ببص بأستغرب ليها ، هي ديه حيطة ولا باب ؟
قربت بإيدي ، وخبطت ببطئ ، فصدر صوت خبط على خشب !
وبنفس عدد دقات ايدي على الخشب ده .. سمعته جوا !!
رجعت لورا وانا بسمع لصوت الخبط من جوا الحيطة !
اتكعبلت في حاجة ، فوقعت على الارض ، اتخبطت في دماغي جامد ، تقريباً الخيالات الي شايفاها على الحيطة ديه من اثر الوقعة ، حاولت اقوم ولكن جسمي كان مشلول او خلاص مش قادر يتحرك ..
حسيت بأني عايزة انام .. فأستسلمت للنوم على الارض ..
* * *
صحيت على ايد حد ، ففتحت عيني عشان يقابلني وش
« سمر » ، وهي بتقولي :
- ايه الي نيمك على الارض ؟
قُمت من مكاني ، فحسيت بضهري وجعني جداً ، فمقدرتش اتحرك ، وقفت شوية وانا بحاول افرد ضهري وصوت « سمر » بيتردد :
- ايه الي نيمك على الارض يا « قمر » ؟
بصتلها ، وقلتلها :
- ممكن اكون وقعت !
بصتلي بشك .. بعديها بصت للسرير ، وبصتلي وقالت :
- هو انتي وقعتي وادحرجتي من السرير لهنا ؟
بصيت على مكاني ، فلقيت اني انا بعيدة خالص عن السرير ، فقلتلها :
- متشغليش بالِك ، انا عايز اكل ، هي « شاهندا » صحيت ؟
- أه صحيت وبتعمل الفطار
- تمام
روحت الحمام ، ووقفت قدام المرايا ، وسألت نفسي :
" هو الي انا شوفته إمبارح ده ، حقيقة ؟ "
" هو الخبط كان جاي من جوا الحيطة فعلاً ؟ "
" طب انا ليه شاغلة دماغي ؟ "
غسلت ايدي وطلعت ، فطرت معاهم ، وخلصنا اكل ، وهما لبسوه وكانوا عايزني اخرج معاهم بس اتحججت اني تعبانة ، فمشيوا .. وانا طلعت الاوضة فوق ، عشان اشوف موضوع الحيطة الخشب ديه !
وصلت للأوضة ، فتحت الشبابيك عشان تنور ، ووقفت قدام الحيطة ، وبدءت اخبط .. اخبط .. نفس صوت الطرقات ، آكني بخبط على باب شقة بالظبط .. سكت شوية ، فجالي نفس الخبطات الي خبطها .. بس من جوا ، مش من برة !
الفضول قتلني ، قلت لازم اعرف ايه الي جوا الحيطة ، اكيد فيه حاجة ، ممكن مثلاً يكون الشاليه متوصل بشاليه تاني وفيه حد بيخبط من الناحية التانية ؟
بس ده كان احتمال مستبعد ، لان فيه مسافة بين كل شاليه والتاني ..
روحت المطبخ ، وجبت سكينة كبير الي بيستعملوها لما بيدبحوا عجل ، وروحت للحيطة ، وبدءت اضرب بالسكينة في الحيطة بقوة !
بدءت الحيطة تتخرم ، زي باب الخشب لما تضربوا بالسكينة ، واحدة والتاني والتالتة ، عملت دايرة كبيرة بالضرب ، بصيت فيها ، مكنش فيه غير الظلام .. الضلمة القاتمة !
فضلت اضرب في حتت متفرقة لحد ما تقريباً عملت فتحة اقدر انا ادخل منها ..
مسكت موبايلي ، ونورت الكشاف .. ودخلت !
ريحة غريبة ، مزيج تراب مع هواء مكتوم ، مع حاجات غريبة تانية ، ايوا الارض كانت رملية ، لمست الحيطة كانت خشنة ، آكني دخلت محجر او كهف ، نورت بالكشاف للحيطة ، فكان فيه نقوش كتير مرسومة .. دواير داخلة في بعضها ومثلثات ، منقوش بإحترافية ودقة ، والغريب في النقوش ديه ، اني شفت نقش شاذ فيهم ، نقش غريب ..
شخص قاعد ، بني آدم عادي ، بس عاري ، ولابس قناع شبه الجَديّ ، وماسك سكينة ، وليه قرنين ، ومن وراه فيه صوابع رفيعة كتير ، هي مش صوابع هي تشبه ألسنة اللهب ، فتحت الكاميرا ، وصورت النقوش دي كلها ، وبعد ما صورتها ، رجعت بالكشاف لقدام عشان اكمل طريقي .. ولكن .. النقش الي شوفته للبني آدم ده .. متجسد قدامي .. وماسك سكينة !!
شكله مخيف ، فيه صهد غريب بيخرج منه .. حاولت اهرب لكن رجليا مساعدتني .. بيقرب مني .. وانا بحاول ارجع .. ايدي بتترعش .. فجأة التيلفون وقع .. وكل حاجة ضلمت !!
--
وبكدة يكون انتهى الجزء الاول .. انتظرو الجزء التاني
التعليقات على الموضوع