ممرات جريتر (الجزء الثاني و الاخير)
« ممرات جريتر - الجزء الثاني »
--
* * * *
كان حلم !!!
اه والله !!
صحيت وانا بشهق وببص حوليا ، الاوضة ضلمة ، افتكرت اخر مشهد ، كان الكائن ده واقف قدامي ، و .. مش فاكرة حاجة تاني .. حمدت ربنا انه كان حلم .. قُمت من على السرير وانا مش قادرة اخد نفسّي ، وروحت للحمام غسلت وشي ونشفته ، وبصيت في المرايا ..
فيه كدمات كتير في اماكن متفرقة في وشي ..
رفعت التيشيرت الي كنت لبساه ، كان فيه كدمات زرقاء كتير ، بلعت ريقي في توتر ..
" معقولة يكون الي شوفته حقيقة ؟ "
بصيت للمرايا تاني .. كان فيه حاجة غريبة ..
فيه اسم بدء يتكتب على المرايا ، انا مبكتبوش ولا حد بيكتبه .. ده بيتكتب لوحده !!
بيتكتب بلون احمر زي الدم !!
فضلِت الايد الخفية ديه تكتب لحد ماكونت جملة ، او اسم .. وكان « جريتر » !
جريت برا الحمام الي في الاوضة الي انا فيها ، فتحت الشبابيك الي كانت مقفولة ..
انا كنت فاكرة اني فتحتها ، بس محتطش في دماغي ، بصيت للسماء وعرفت اننا المغرب بسبب لونها الباهت ..
التفت وانا بدور على موبايلي .. مش لقياه .. بصيت ناحية الحيطة الي كانت .. كانت مفتوحة !!
نفس الكسر الي كسرته لقيته موجود ، ده حتى السكين الكبير الي ضربت الحيطا بيه ، لسا موجود مرمي على الارض !
يعني انا مكنتش بحلم !
انا فاكرة اني شفت الكائن ده .. بعد كدة فقدت الوعي !
يعني هو جبني هنا ؟
قربت من الحيطة .. نفس الضلمة ، ولكن فيه نور في نص الممر ، ده كشاف موبايلي ، موبايلي واقع على الارض في نص الممر ..
سمعت صوت خبط على باب الاوضة نفسه ، فجريت على اطراف صوابعي وانا بقفله بالمفتاح ، وصوت « شاهندا » برا بتقول :
- افتحي يابنتي عشان تتخدي ، كل ده نوم !؟ ، انتي ليه قافلة الباب بالمفتاح ؟ ، يا « قمر » !
رديت عليها بصوت عالي :
- هلبس وهخرج
- مااشي
قالتها وسمعت صوت رجليها بتبعد .. فقربت من الحيطا وانا مرعوبة !
ازاي هقول لشاهندا اني كسرت الحيطة ، وفيه ممر ملعون فيه كائن غريب شبه الخروف ساكنه !!؟؟
مقدرتش استوعب حاجة ، ولقيت رجلي يتوديني للحيطة .. ودخلتها !
نفس الريحة الغريبة ..
نفس البرد الموحش ..
نفس الارض الرملية ..
نفس الحيطة الخشنة ..
نفس النقش الي منقوش بإحترافية ..
المثلثات المتشابكة ، ونقش الكائن الغريب ده ..
قربت من التيلفون ، ومسكته ، نورت بيه قدام .. وانا بتقدم ..
صوت جوايا بيقولي اهربي !
وصوت تاني بيقول كملي الي بدأتيه !
نورت قدام .. هو فعلاً ممر ، بس اخره كان فيه باب خشب !
قربت منه وصوت رجلي وهي بتحك في الرمل مخيفة ..
قربت من الباب ، وانا متوقعة ان الكائن ده هيظهر في اي لحظة !
كان باب خشبي قديم ومتهالك .. ليه مقبض دائري ، ومكتوب على الباب بخط مهزو ؛ « جريتر »
مين « جريتر » ده ؟؟
قربت ايدي من المقبض الي كان بارد جداً !
ودورته ، عشان اسمع صوت تكة الباب ، الي أكدت ان الباب اتفتح !
زقيته ، اتفتح على اخره !
صدرت ريحة وحشة اوي منه ! ، لدرجة اني حطيت ايدي على بوقي ومناخيري من شدة الريحة !
ظهر لون اصفر مشع منها ..
غطيت عيني وانا بتقدم ..
دخلت الاوضة ، وسمعت صوت الباب بيتقفل ورايا ..
الريحة اختفت تماماً .. والنور بدء يقل ..
فتحت عيني ، وانا ببص على الكنز !
دهب !
دهب كتير جداً ، دهب مترص فوق بعضه !
فتحت عيني من الدهشة ، هو ده حقيقي ، ولا انا بتخيل ؟
من كتر الدهب مكنتش عارفة اتحرك في الاوضة ..
مسكت واحدة .. كان منقوش عليها صورة والد شاهندا ، ومكتوب تحت الصورة ؛ « جريتر » !
هنا افتكرت ان شاهندا اسمها بالكامل
« شاهندا چورچ جريتر »
معقولة ابوها يكون شايل الكنز ده كله قبل ما يموت ؟
لمعت عيني وانا بشوف قطع الدهب ديه .. سمعت صوت الباب من ورايا بيتفتح ، فألتفت .. كانت « شاهندا » !!
بصتلي وابتسمت بشيطانية ، ديه مش صاحبتي ، ووراها الكائن ده الي شبه الجِديِ !!
تراجعت لوراء ، ووقعت على الدهب ، وانا ببصلها بفزع ، وقلت :
- شاهندا ؟
ضحكت بشيطانية وهي بتقول :
- ايوا .. « شاهندا جريتر ! »
قلتلها :
- انا مش فاهمة !؟
ضحكت ، وهي بتقول :
- هفهمِك .. لما عرفت ان ابويا « چورچ جريتر » قسيس ، كان بيعالج الناس في الكنيسة ، ولكنه زي ما تقولي ملقاش فايدة في انه ينفع الناس .. فبدأ بأزيتهم ، وتهديدهم ، وبدء ياخد فلوس منهم عشان يعالجهم من الي بيبليهم بي ، طردوه من الكنيسة ، فقرر ينتقم .. فقرر انه يبكيهم ويحرقهم .. انتي مسمعتيش عن الكنيسة الي اتحرقت من سنتين وظلموا الإرهاب فيها ؟ ، بعدها بدء يشتغل لحساب نفسه ، ياخد الفلوس من الناس ، ويجمدها في انه يشتري دهب وينحت عليه صورته ، واسم العيلة ! ، ولما مات من سبع شهور ، انا حبيت على الشاليه هنا وبدءت اقرء كتبه واتعلم ، سخرت الجن ، والشياطين ، ولكنهم عشان يُسخروا .. محتاجين قرابين .. فبدأت اخطف الاطفال الي في الشاليهات الي جنبنا ، لحد ما الناس بدءت تختفي بالتدريج ، لحد ما بقاش فيه حد ، وكان لازم قرابين تانية ! ، فكان القرار اني اقدمكم انتم .. و « بارلين » الجني الي ورايا ده ، ده الخادم الشخصي ليا ..
قربت مني ، وقالت :
- انا خلصت من آية و سمر .. فاضل انتي !!
بلعت ريقي وبدءت اردد آيات قرأنية كتير ، ولكنها كانت بتبتسم وبتقول :
- مفيش حاجة تأثر فيا !
فضِلت اردد آيات كتير ، ومن ورا ضهري كنت ماسكة قطعة دهب تقيلة ، وفي ثانية ضربتها على وشها بقوة ، لدرجة انها وقعت على جنبها ، فأستغليت وقوعها وجريت على باب الاوضة ، ولحسن حظي كان الكائن الغريب ده مكنش موجود ، جريت في الممر ، ونطيت من فتحة الحيطة ، مسكت " مولة " السرير ، وخليتها في فتحة الحيطة ، بعدها زحزحت الدولاب وخليته وراء المولة ، كان باب الاوضة مكسور فهربت .. نزلت للدور الي تحت .. كان كله دم !
وجثة اية و سمر مرميين في الصالة ، معصورين بمعنى ادق !!
مسكت مفتاح العربية ، وخرجت من الشاليه و انا بصرخ :
- حد يساعدني !!!
روحت ناحية العربية بتاعت شاهندا الي جينا بيها لهنا ، ودورتها فدارات بسرعة ، بصيت بصة اخيرة على الشاليه .. ومن الشباك بتاع اوضتي ، شُفت شاهندا واقفة بتبسم وهي بتحرك ايدها ناحيتي !!
جريت بالعربية ، وخرجت للطريق السريع ، مسكت تيلفوني وبدءت اسجل كل الي حصل وانا بسوق ..
الي لاحظته وانا سايقة ، ان فيه شخص واقف على الطريق، واقف في نص الطريق !
ديه شاهندا !!
حاولة احرك الطارة بتاعت العربية ولكنها كانت ثابتة ، فضلِت العربية تقرب منها بقوة ، حاولت ادوس على الفرامل ولكن رجلي مشلولة ، فضلت احاول احرك اي عضو ، ولكني اتشليت .. العربية بتقرب منها .. و .. و بتبتسملي بشيطانية !
* * * *
ملحوظة :-
تم العثور على سيارة مقلوبة بإحدى الطرق السريعة ، بها جثة فتاة تم التعرف عليها ، فهي المدعوا « قمر سليمان » وتم العثور على هاتفها به تسجيل صوتي غريب يحطي عن قصة شاليه بمرسى مطروح ، وتم الذهاب إلى هناك وتفتيش جميع الشاليهات ولم يتم العثور على ما قالته المدعي عليها « قمر سليمان » .. وتم العثور على جثتين لفتاتين بقرب شاطئ مرسى مطروح ، وبعد الكشف الطبي قد حدد الطب الشرعي سبب الوفاة والذي.كان بسبب نقص الدم المفاجئ ، نقلها لكم الصحفي
« رشدي الغديري » .. جريدة ( ...... )
تمت ..
التعليقات على الموضوع