إبحث عن موضوع

عمار الربيع (كامله)

عُمار الربيع

يرتبط الربيع دائماً بذكريات زهور و نسائم و لون أخضر مع الجميع ، ألا انا ، ففصل الربيع و بالتحديد يوم النسيم يرتبط معي بأحداث تبدأ منذ ذلك اليوم الذي لم و لن أنساه ......

ادعى : عمر الأمير
ابلغ من العمر : ٢١ عام

منذ ١٠ اعوام و تحديداً في يوم النسيم ، استعدت عائلتي لقضاء ذلك اليوم بمزرعة والدي و التي تقع بأحدى قرى صعيد مصر ، وبالفعل حزم كل فرد فالعائلة أمتعته و توجهنا الى المزرعة و التي كانت جاهزة لقضاء يوم سعيد ثم من بعده المبيت ليلاً بتلك الأستراحة التي بناها أبي لكي تكون منزلاً مصغر لنا إذا اردنا قضاء يوم كامل بالمزرعة .

مر اليوم بأفضل حال و الجميع كان سعيداً ، أبي و أمي و أختي التي تكبر عني بخمسة أعوام و أتى الليل و مكثنا ليلاً بالأستراحة التي كانت تتكون من طابق واحد به غرفتان ، جن علينا الليل و خلد كل منا الى النوم و لكن أنا بمجرد أن أغمضت عيني سمعت صوتاً يهمس في أذني ( عمممممممممممر ، أنا مستنيك بره يا عممممممممر) ، انتفضت من سريري و ظللت اتلفت يميناً و يساراً بحثاً عن مصدر ذلك الصوت الأجش الهامس ، و لكنني لم أجده و لم أجد أيضاً أختي بالغرفة و التي من المفترض أن تكون نائمة بالسرير المجاور لسريري ، خرجت من الأستراحة الى الحديقة التي تقع أمام الأستراحة مباشرة لعل و عسى أن أجد أختي جالسة بها فأروي لها ما حدث لي، و بالفعل وجدت كيان أسود يجلس على كرسي بمنتصف الحديقة ، ترجلت الى الكرسي و انا أظن بأنها أختي و لكن كلما كنت أقترب كانت تتضح الرؤية أكثر فأكثر ، أنها ليست أختي أنه كيان أسود عيناه مشتعلتان و جسده تحيط به حرارة و دخان اسود و كأنه يحترق ،و بمجرد أن أصبحت أمامه و رأيت هيئته لم أستطع التحرك ، و كأن أطرافي أصابها الشلل ، لا أستطيع الحركة ولا أستطيع التحدث أو الصراخ و كأن كل عضو في جسدي ثبت بمكانه دون حركه ، ثم فجأةً و بدون أي مقدمات أختفى ذلك الكيان ، شعرت بعده أختفاءه بأن الحياة تدب من جديد بأطرافي فالتفت لكي أعود الى الأستراحة و لكن بمجرد أن التفتت و جدت ذلك الكائن واقفاً خلفي ، و عيناه في عيني و جسده يكاد أن يلتصق بجسدي ، في ذلك الوقت شعرت بأن قلبي يكاد أن يمزق صدري و يفر هرباً من بشاعة ذلك الكائن الأسود ، نظر لي و قال كلمة واحدة ( امشوااااااااااااا) ، ثم اقترب مني اكثر فأكثر ثم قام بفتح فمه ليخرج منه دخان أسود كثيف كالذي يحيط بجسده ، شعرت بالأختناق و شعرت أيضاً بأن دقات قلبي تتسارع أكثر فأكثر و أنفاسي تتثاقل ، أنه أحساس الموت ....... استفقت للحظه من ذلك الأحساس على ألم برأسي لم أستطع تحمله فصرخت بكل ما أوتيت من قوة قائلاً ( يااااااااااارب) ، لأستيقظ بعد تلك الصرخة و أجد نفسي نائماً على سريري و بجواري أختي و ضوء الشمس يتسرب من فراغات النافذه .

أستيقظت و أستيقظ أبي و أمي و أختي و عدنا الى منزلنا و بدأت اتناسى ما رأيت و لكنني أصبحت معقداً من الأستراحة و من المزرعة و من يوم النسيم و من أعياد الربيع و من فصل الربيع ككل ، و عندما بدأت بالنضوج و بدأت بالقراءة أكتشفت بأن ما رأيته يدعى أحد افراد (عمار المكان) من الجن و علمت من أحدى الكتب أنه أراد أن يوجه لنا رسالة عن طريقي مفادها بأن المكان المهجور ليس للبشر فقط و ذلك لأن تلك الأستراحة تفتح في الأعياد فقط ، أما بقية العام تظل مغلقة ، و علمت أيضاً بأنه اختارني أنا على وجه الخصوص لأنني كنت الأصغر سناً بين أفراد المنزل و كان عمري حوالي ١١ عاماً ، و لكن تبقى تلك الكوابيس تلاحقني كل ربيع ، و في ذلك اليوم بالتحديد ليلاً و بعد أن أخلد الى النوم أرى ذلك المخلوق أمامي بحديقة الاستراحة و يتكرر ذلك الكابوس و استيقظ في صباح اليوم التالي على ذلك الصوت يقول ( انا وراك يا عمممممممر ، كل ربيع انا وراك ، و كل ربيع هفتكرك و هجيلك ) .......... تمت

بقلم
محمد_شعبان
العارف

ليست هناك تعليقات