إبحث عن موضوع

تمثال القط الأسود (الجزء الثالث و الاخير)

(((الجزء الأخير من القط الأسود)))

أول اما وصلنا البيت ، الباب اتفتح لوحده وأخيرًا نطق اخويا محمد وبضحكة ساخرة  قال " أزيك ياشيخ محمد " ، بسرعة ضربته في كتفه وجذّيت على سناني وقولت له" اسكت متودناش في داهية أكتر من اللي احنا فيها ، انت جاي عشان تتريق عليه ! لم الدور ها ! "
الغريب إن الشيخ بادله نفس الابتسامة وقال " أهلا وسهلا نورت المكان " وأنا وطاهر ولا كأننا موجودين ! ، بصراحة مهتمتش بالتفاهة دي أنا تركيزي كله كان في حاجة واحدة ازاي اخلص من اللي انا فيه ! ، دخلنا المرة دي أوضة مختلفة عن اللي استقبلنا فيها المرة اللي فاتت ، أوضة كانت تحت الأرض مهجورة زي باقي البيت بالظبط بس قالنا قبل ما ندخل لازم نقول كلام معين عشان نقدر ندخل وراه ""يا سوميا يابو الجن نريد ان ندخل عالمكم ونسلمكم م تطلبون"" انا مش عارف بالظبط احنا قولنا ايه كمان ، بس هو كان بيقول واحنا بنردد وراه  وبالفعل أول ما خلصنا الكلام الغريب ده الباب فتح  أول ما دخلتها مقدرتش اتنفس وكأن محدش دخلها من سنين ، بدأنا نكح كلنا من كمية التراب الرهيبة اللي كانت في الأوضة، كانت أوضة من تراب وجدرانها من تراب أشبه بالمقبره..!!! الشيخ محمد لوهلة سكت وبعدين بص لنا جامد وقال "احنا دلوقت في العالم السفلي "
أنا ...أنا بصيت لطاهر كده وانفجرت فيه " ايه ده ياطاهر بيه! سفلي ايه وزفت ايه انت جايبني لدجال وعمال تقول شيخ ويعرف ربنا ! سُفلي! ...." ملحقتش أكمل أكتر من كده وبدأت الأوضة اللي احنا فيه وكأنها بتتهد على دماغنا ، الشيخ محمد زعق فيا وقال " احترم نفسك في حضرة العالم السُفلي وإلا هنموت كلنا ! " ، طاهر بنبرة كسرة قالي "مصطفى أبوس أيدك ابني محلتيش غيره ، اهدى أرجوك ..اهدى"

كان نفسي ادفنهم مكانهم بس سكت وقولت له يلا ياشيخ انجز ، قعدنا كلنا على الأرض ، الشيخ قالي" هات التمثال والقطة السودا فين؟ " بسرعة طلعنا الكيس اللي كان فيه الحاجات وعملنا دايرة وهو حط الحاجات في نص الدايرة وبدأ يعمل حاجة غريبة أوي !  بدأ يقطع رقبه القطه وياخد الدم ويغرق بيه التمثال وبدأ يكسر انياب القطه ، وفي الآخر لطخ هدومنا كلنا بدمها وهو بيقول كلام غريب ! ، في اللحظة دي وبعد م خلص قرايه الأرض بدأت تتهز من تحتنا والشيخ بصوت عالي قال " أجروا بسرعة ناحية الباب لازم نخرج من هنا وإلا هنموت " بسرعة حاولنا نخرج وخرجنا بأعجوبة !
بمجرد ما خرجنا م المكان القذر ده واتكتب لنا عمر جديد مسكت الشيخ ده من رقبته وانفجرت في وشه " ايه اللي انت عملته ده كنا هنموت بسببك انت دجال وكافر انت مش شيخ! بقولك ايه ! لو طلعت ورطنا أكتر باللي عملته وقولته ده أنا مش هسيبك ، مش هسيبك"  قالي اهدى وكل حاجة هتبقى تمام مفاضلش الا القليل ، طاهر بزعيق قاله " قليل ايه وزفت ايه احنا مش هنيجي هنا تاني أنا استاهل ضرب الجزم إني وثقت فيك يانصاب "
محمد كان ساكت وباين على وشه الغضب لكن منطقش بكلمة وسكوته أثار استفزازي الحقيقة لكن قلت أأجل الكلام لحد ما نوصل البيت
طول الطريق ماشيين في صمت تام ، كل واحد فينا مخنوق ومش لاقي حاجة يقولها ولا عارف هنعمل ايه بعد كده ، اضطرينا نروح عند طاهر البيت علشان نغيّر هدومنا ماهو مش معقول هندخل على أمي بهدوم عليها دم  هنرد نقولها ايه دم قطة ! ،
طلعنا عند طاهر وابنه مؤمن كان قاعد في الصالة وأمه قاعدة مُستأة جدًا في نظراتها لابنها ، بس دخلت مع طاهر عشان يجيبولي هدوم ف اللحظه دي قربت من مؤمن وقلت له ازيك يا مؤمن أنت عارفني! ، لف وبص لي وقالي اه ..لكن الولد كانت لون عينيه غريب مش طبيعي!! اتوترت ونبرة صوتي عليت" مؤمن أنت شايفني؟" قالي ايوه ياعمو انت الشخص الملعون ، انا برقت ومقدرتش اتكلم بس بعدها قالي انا هروح لها بقا عشان بتناديني انا أكيد هشوفك تاني.... بعدها جري علي الأوضة ! ...محاولتش أسأله عن حاجه تاني او أقوله هي مين ! لانها أكيد القطة الملعونة اللي حكالي عنها أبوه ، خرج طاهر وبيحاول يمسك دموعه وقالي خد يا مصطفى تقدروا تغيروا هدومكم في الحمام ، غيرنا ونزلنا لكن قلبي كان حزين أوي على طاهر وابنه م انا السبب ف اللي حصلهم ده وف اللعنه اللي بتطارد كل اللي يعرفني..!!

وفي الطريق للبيت انتهزت فرصة إن أنا ومحمد بقينا لوحدنا وسألته " محمد أنت مش عاجبني  وحاسس من ناحيتك بحاجة غريبة انا لاول مره مش قادر افهمك مالك في ايه " بص لي وقالي "ايه هي ؟" قلت له " لما حكيت لك امبارح مأبدتش أي رد فعل غير ابتسامة سخيفة ولما وصلنا عند الشيخ زي ما تكون تعرفه او بينو وبينك حاجه ، عمال تاخد الصدمات وكأنك مش مستغربها أو متوقعها ..!!" بص لي جامد وقالي" انت بس اللي أعصابك تعبانة أوي يامصطفي وبقيت بتخرف وتقول أي كلام ، شيخ مين ده ياابني اللي اعرفه وصدمات ايه اللي متوقعها !  اركز كده واعقل وخلينا نشوف حل للمصيبة دي يافنان بيه"
وصلنا البيت ، محمد دخل ينام وأنا دخلت الأوضة الخاصة كعادتي قبل ماانام ....بس الغريب اني لقيت التمثال في مكانه ! انا جبته من عند الشيخ ! لا مجبتوش ، واضح إنه بقى عارف طريق البيت ، قربت منه لاقيت عليه قطرات دم ناشفة وعلامات انياب القطة ! ، أكيد أنا مش بحلم احنا كنا عند الشيخ فعلا أنا قربت اتجنن ! ...هو ايه اللي بيحصل ده
منمتش في الليلة دي كويس لكن صحيت روحت شغلي مع إني فاقد تركيزي بس بحاول اهرب في اي حاجة ، كنت مرهق جدًا والمدير أشفق عليا وقالي ممكن تستأذن بدري النهاردة يامصطفى ، بصراحة ماصدقت وروحت جري ع البيت ، دخلت ملقتش أمي تقريبًا نزلت السوق ، لسه داخل أوضتي عشان ارتاح شوية لكن باب أوضة التوحف كان موارب ! غريبة ده أنا قافل بالمفتاح امبارح ! بشويش قربت وببص لقيت محمد !! ...
بس شكلو مريب اووي ...!! عندو انياب شبه بتاعه القطه وفي فرو من بتاع القطط مغطي اجزاء منو وشكلو شكلو مش هو محمد اخويا كان قاعد على مكتبي وماسك لوحات من اللي كنت راسمها وبيبص فيها جامد ...!!
من الصدمه وقعت اغمو عليا ..!! فتحت علي صوت محمد وهو بيفوقني ""مصطفي فوق يابني ايه اللي حصلك "" فتحت عيني براحه وانا خايف منه بس كان شكلو طبيعي انا شكلي من اللي حصل فيا من القطط عقلي تعب وبقيت اشوف الناس قطط بصيتلو وقولتلو لا مفيش انا بس كنت تعبان اووي ف جيت عل البيت شكلو هبوط ولا حاجه وهبقا كويس مفيش حاجه يعني بس انت كنت بتعمل ايه ف مكتبي ...!!
قالي" أاا أنا بتفرج على إبداعك ايه الحلاوة دي يابني ! " ... بلهجة استغراب قلت له " ومن امتى وانت بتهتم بالفن والرسم والكلام ده " ..قام وقف واتجه ناحية الباب وقالي بضحكة مصطنعة " وبقيت بهتم فيها حاجة ياسيدي! "
سكت مردتش وبدأت اقوم وروحت وقعدت ع المكتب وبدأت اتفرج على الرسومات اللي كان بيبص فيها بالاهتمام ده  " كلها الصور والرسومات اللي بعملها بس دي حاجات ملهاش معنى !"
من ساعة مارجع وأنا حاسس إنه اتغير كتير
انا عايز انام بقا لاني تعبان جدا
لكن ملحقتش اتهنى بنوم اربع ساعات على بعض ، الموبيل رن ، ده طاهر ! " ايوه ياطاهر انت كويس ؟ طب مؤمن كويس؟ "
" ايوه احنا بخير بس الشيخ محمد اتصل بيا وقالي لازم نروح النهاردة عشان التمثال اختفى والنهارده إن شاء الله كل حاجة هتنتهي
زعقت فيه " متقولش شيخ تاني دا دجال ونصاب أنا خلاص مش هروح تاني ياعم المخاوي بتاعك ده معملش حاجة التمثال رجع عندي البيت تاني ! "
قالي بلهجة مستغيثة " يامصطفى مؤمن ابني حالته بتدهور زي ما شوفت والطب مش نافع معاه ولا عارفين ده ايه ابني محصلهوش كده غير لما جيت معاك ، التمثال الملعون ده هو السبب ، هنروح المرة دي وياعم اوعدك اخر مرة "
قلت له" ماشي ياطاهر ، أنا آسف أنا اللي دخلتك في كل المشاكل دي ،خلاص ميعادنا النهاردة الساعة تسعة "
محمد جالي قبل الساعة تسعة وقالي يلا ... " بصيتلو بأستغراب وقولتلو وأنت عرفت منين اننا رايحين تاني! ولا بتخمن المواعيد كمان ؟ " قالي لا ده أنا سمعتك وانت بتكلم طاهر ، المهم يامصطفى يلا عشان طاهر شكله جه تحت"
انا مبقتش فاهم حاجه لبست ونزل
ركبنا مع طاهر وطبعًا مانسيتش التمثال الملعون خدته معايا بدعي ربنا تكون دي آخر مرة فعلا
وصلنا بيت الشيخ أو المخاوي ! ودخلنا نفس الأوضة لكن بعد إقناع شديد إن التمثال ده من العالم السفلي ولازم يرجع لهم ، دخلنا وأول ما دخلت لاقيت ورق بيطير ملطخ بالدم ، في ورقة منهم جت على وشي لاقيت عليها رسمي!! دي اللوحات اللي كنت برسمها ايه اللي جابها هنا !! .... لوهلة كده برأت ل محمد أخويا وقولت له " انطق مش دي نفس الرسومات اللي كنت بتبص فيهم النهاردة ؟ ايه علاقتك بالدجال ده !!.."
سكت ومردش عليا 
كررت نفس السؤال كذا مره لحد م بص نحيتي وقالي بصوت مش صوتو صوت حد انا معرفوش ..!!
"انت اتجرأت علينا ورسمت حاجات مش من حقك ،انت اللي كتبت طلاسم واخترقت العالم بتاعنا فضولك فضولك هو اللي عمل كده انت اللي اختارت يامصطفي ! "
"طلاسم ايه وزفت ايه ! هي عشان حاجات غريبة وملهاش معنى تبقى طلاسم !"
قالي"افتكر اليوم اللي قبل م يحصل كل ده فاكر رسمه القط فاكر الكلام اللي جبتو من الكتاب المشعوذ اللي اداهولك طاهر انت اللي جيت بنفسك ل عالمنا وسلمتو نفسكم لينا اللعنه بدأت ومش هتنتهي الا بالدم..!!"
"ف اللحظه دي فهمت انهم مستحوذين علي جسد اخويا وان الدجال ده هو كمان معاهم"
المكان حولينا بقا مظلم تماما النار بقت في كل مكان وفي ورق بيطير وهو محروق اعتقد انها الرسومات والتمثال جاي ف اتجهنا وشعاع احمر طالع من عنيه انا جريت جريت وانا بردد ايات من القرآن وهو بيقول هتنتهي بالدم وبدأ البيت يترج وكأنه زلزال في كل مكان ، جرينا أنا وطاهر لكن محدش حصّلنا ! ....وبمجرد ما خرجنا م البيت ،البيت كله ولع واتفحم وانهار باللي فيه ... أخويا مات ....!!
ياريت يكون كابوس واصحى منه بقا ...كله بسبب الكتاب اللي خدتو من طاهر ليه كده بس
روحت وأنا منهار هقول لأمي ايه ...!! لكن ملحقتش انطق...امي لقيتها مشنوقة بحبل ومتعلقة من رقبتها وباين عليها اثار التعذيب ..!!
لقيت طاهر بيكلمني وبيصوت وهيموت وبيقولي ابني ماات لقيتو غرقان جوا البانيو .. انا هنتحر ، عرفت بعديها انو نط من البلكونه بتاعتو...!!
انا دلوقت سامع صوت حد من الجيران بيصرخ وبيصوت طبعا دا بعد م اديت ل ابنهم التمثال عشان اتخلص منو ..!!

ليست هناك تعليقات