إبحث عن موضوع

الدجال (الجزء الخامس و الاخير)

الدجال

الجزء الخامس و الأخير

(( خرج ذاهبا الي اخيه الحاج (محمد) فهو اكبر اخوته و كبير العائلة و يريد أن يعرض عليه ما يعرف ، جلس مع اخيه قاصا عليه ما حدث ، ف أخذ اخيه بالاستماع اليه ثم سكت قليلا و قال ( الكلام ده لو صح يبقي عصام رجع تاني ، لا و المرة دي حاطط علي اعماله حارس عشان محدش يعرف يبطلها ) ثم تابع ( تعالي نروح للشيخ يونس نقوله الكلام ده و نشوف هيقولنا ايه )  ))
مرت اكثر من سنة علي حتي الحادثة التي تعرضت لها سميرة ابنة الحاج حسن ، وبعدما قص علي اخيه الحاج محمد الذي كان حاضرا كل شئ مع الشيخ يونس ، ذهبوا اليه ليخبروه عن هذا الامر . جلسوا مع الشيخ يونس و قصوا عليه ما حكي مع سميرة فسكت قليلا ثم قال ( عدوا عليا الصبح و نروح عند الساقية نشوف ايه الحكاية دي )
بعدما انصرفوا جلس الشيخ يونس مستغفرا وهو يعلم في قرارة نفسه أن شكوكه كانت في محلها ، فهو كان يشك منذ البداية ان عصام مات واخذت شكوكه تزيد في الاسبوع الفائت بسبب الكوابيس التي تراوده عن عصام و هو ينظر له ساخرا ، و اكتمل الامر عندما جائه الحاج محمد قاصا له عن سميرة .
ارسل بعدها ولده الي اسماعيل ليسأله اذا كان قد لاحظ اي شئ غريب يحدث عند المقابر، و لكنه نفي وجود اي شئ و علي حد قوله ( الدنيا الحمد لله بقت هادية بعد ما الدجال ده مات ، الله لا يرجعها ايام يا جدي )  
في الصباح خرج الثلاثة متجهين ناحية الساقية و الشيخ يونس كان ممسكا بيده بزجاجة من المياه ، عندما ساله الحاج محمد عنها قال له ( دي مياه مقروء عليها قران ، عشان لو لقينا حاجة نبقي نرشها عليها )  
اقتربوا من الساقية وداروا حولها لم يجدوا شيئا ، اخذ الحاج حسن عصاة كانت ملقاة علي الارض و اخذ يطرق علي جوانب الساقية لعل شئ يخرج منها . فعل مثله اخوه الحاج محمد و لكن علي جانب اخر من الساقية ، ووقف الشيخ يونس امامهم و بالقرب من الساقية ينظر للفراغات الموجودة فيها بتمعن ، و يحس انه يسمع شيئا . فجأة خرج الثعبان من حفرة كانت تحت رجل الشيخ يونس لكنه لم يراها و لدغه من رجله . هاج الرجلان واسرعا يضرباه بالعصيان ولكنه اختفي مرة اخري داخل الحفرة .
سقط الشيخ يونس علي الارض مغشيا عليه و رجله تقطر دما بسبب انياب الثعبان . حملوه الي البيت و ذهب احدهم ليحضر حكيم القرية الذي استعجب من شكل العضة ، فسألهم ( دي عضة ذئب ولا قرصة ثعبان ) ، فرد الحاج حسن ( لا دي قرصة تعبان بس كان تعبان كبير ) . فسكت الحكيم قليلا و يحاول ان يضمد الجرح ، ثم قال ( انياب التعبان معدية من رجله و انا مش عارف اوقف الدم ، الاحسن تاخدوه وتنزلوا مصر تروحوا المستشفي )
داخل المستشفي كان يرقد في غرفة العمليات يخضع لجراحة لانهم وجدوا اوتار قدمه ممزقة بسبب العضة وفي الخارج يقف بعضا من اهل القرية جاؤوا ليطمئنوا علي شيخهم
مر اسبوع بعد العملية و بدات صحة الشيخ بالتحسن و اخيره الاطباء انه يستطيع الخروج من المستشفي . خرج متكئا علي عكازه الذي سوف يلازمه ما بقي له من عمره و عاد الي داره و هو يفكر في القادم .
يحكي الشيخ يونس للحاج محمد و الحاج حسن عندما جاؤوا لزيارته ( من اول ما وقفت جنب الساقية وانا حاسس بعصام ، كانه موجود ف المكان و سامع صوت كانه جاي من بعيد  صوته هو بيتكلم ، و لما الثعبان عضني و انا ببص للثعبان ، والله كان عصام هو اللي بيبصلي و بيضحكلي الضحكة الصفراء بتاعته )    وجل الرجلان مما سمعا و نظرا له ، ثم قال احدهم ( احنا نجيب الجرار و نهد الساقية دي خالص )        فرد الشيخ ( لا ، كده هيروح يحط الاعمال بتاعته في حتة تانية ، و الله اعلم بقي ساعتها هتيجي في مين . بصوا احنا هنراقب الساقية دي كويس ، طول النهار و الليل بس من غير ما نبقي باينين )                    ثم سكت قليلا و تابع ( احنا عايزين المرة دي نمسكه ، عصام رجع تاني ولازم المرة دي نمسكه )
ارسل بالطبع ابنه احمد وسامي ابن الحاج محمد لمراقبة الساقية و لكنهم لم يكنا خائفين هذه المرة بقدر ما كانا غاضبين علي ما أصاب الشيخ يونس و كانا يقسما انهم لو رأوا عصام هذا لقتلوه بأيديهم
كانا يراقبان من غرفة عالية في  دار الحاج محمد ابو سميرة ( تسمي هذه الغرفة ب المقعد )، كانوا يتناوبون المراقبة بالنهار و يسهروا سوية في الليل حتي يستانسا بصحبة بعضهم ، و كانوا لا يشعلون اللمبة بالليل حتي لا يراهم احد و كان الخارج في الليل ظلام دامس  و كان يصعد اليهم الحاج محمد ليحضر لهم الطعام و ليري اذا احتاجوا شيئا
مرت الثلاث ايام الاولي بخير و في الليلة الثالثة و هم جالسون يتحدثون ليقتلوا الملل . اذا بشخص ملثم ياتي من اقصي يسار الحقل بخطوات غير مسموعة و متجه ناحية الساقية . كان يحمل شئ بين يديه اقترب من الساقية و جلس ارضا و خرج اليه الثعبان فقرب الرجل ما كان بيديه للثعبان لياكله . في الاعلي هم لا يرون ما يحدث و لكن سكت سامي فجاة كانه سمع شيئا ف نظر للخارج فوجده الرجل جالس علي الارض بجوار الثعبان وكانهم يتحدثون . انتبه احمد للمنظر الجاري في الخارج ، حتي انتهي الرجل مما يفعل و سار في الاتجاه الذي جاء منه .
أشار احمد لسامي ان يلحقوا به ليعرفوا الي اين هو ذاهب ، خرجوا من الدار و سارو في الاتجاه الذي مشي  فيه دون ان يلاحظهم فقد كانوا مبتعدين عنه القدر الذي لا يحعله يراهم . كان عند النهاية الترعة مجموعة من اشجار الكافور العاليةالتي تصنع ما يشبه الغابة الصغيرة (هكذا كانوا يطلقون عليها) ، هناك حيث دخل الرجل . أراد احمد الاقتراب و لكن سامي منعه حتي لا يراهم .
ذهبوا ليحكوا  للشيخ يونس الذي ما ان ذهبوا اليه وجدوه حالة يرثي لها ، مصاب بحمي شديدة ولا يقدر علي الكلام او المشي . فزع احمد لما رأي والده بهذه الحالة ، و اخبرهم الحكيم ان امامه يومين لا اكثر .
اخذ احمد بندقيته و أراد ان يذهب ليقتل عصام لانه حتما السبب فيما حدث لوالده ، منعه الناس و اخبروه انهم في الصبح جميعا سيذهبون معه لينهوا هذا الامر
بعد صلاة الفجر اجتمع رجال القرية جميعا بعد ما علموا ما حدث لشيخهم ، كل منهم شاهرا سلاحه و من منهم لا يمتلك سلاح احضر فاسا او عصا غليظة . اتفقوا ان ينقسموا ل فريقين : فريق يذهب الي الساقية و الاخر يذهب الي الغابة ، الفريق الاول و علي راسه احمد ابن الشيخ يونس  اسرع تجاه الغابة و كلهم غضب و ما ان دخلوا وجدوا بيت صغير من الخوص قد بني في مكان منخفض فيها و لم يكن موجود من قبل ، علموا انه حتما عصام .
أحضر احدهم زجاجة مليئة بالكيروسين ، اخذها منه احمد ووضع فيها خرقة ثم اشعلها و القاها علي البيت . اشتعلت النيران و صرخ عصام بالداخل ووجدوا حولهم مجموعة من الكلاب السوداء ، تحيط بهم علي شكل دائرة و تدفعهم لداخل البيت . لا يعلموا من اين جائت  ، و لكنهم بدأوا باطلاق النار عليهم . قتلوهم و اصيب منهم شخصين من احد الكلاب و كانت النار قد خمدت في البيت . بدا صوت الناس في الخارج يعلوا مطالبين عصام بالخروج  و الا احرقوا عليه البيت . خرج عصام و هو طالبا منهم ان يتركوه فهو لم يؤذي احدا . سارع احمد بالانقضاض عليه و لكمه و لحقه الناس حتي لا يقتله و طلب منه الناس ان يزيل العمل الذي اصاب الشيخ و يونس و هم سوف يتركونه و شانه . اخذ يقسم لهم باغلظ الايمان انه لم يفعل شئ و هم احمد بالانقضاض عليه مجددا و لكن لحقه الناس
في نفس الوقت تقترب الفرقة الثانية من الساقية و تلتف حولها و اذا من يطرق علي احد جوانبها حتي خرج الثعبان منقضا علي احدهم ، هاج الناس و جروا و لكن الحاج محمد اشهر بندقيته و اطلق علي الثعبان النار.
صرخ الثعبان صرخة اسمعت البلدة باجمعها و جعلت كل الرجال ترتعد و اخذ يسيل منه دم ازرق داكن له رائحة عفنة و اخذ يتحول لدخان بنفس لون الدم الداكن . بدات الارض تحتهم بالهبوط  و اخذت الساقية معها و هبطت حوالي 2 متر ثم توقفت .
في وقت اطلاق النار علي الثعبان وصلت الصرخة الي الرجال في الغابة و فزع عصام من صوت الصرخة و ما ان قتل الثعبان حتي اخذ عصام في الصراخ و لكنه ليس صراخ حزن ، بل هو صراخ عذاب يمر به . خاف الواقفين ورجعوا للوراء الا احمد وقف يتلذذ بمشهد تعذيب عصام الذي اخت عظام جسده تتكسر عظمة تلو الاخري و يصرخ حتي خر صريعا علي الارض بعدها اشتعلت النيران في البيت مرة اخري ، حتي اكلته عن بكرة ابيه
جري احمد عائدا الي البيت ليجد الشيخ يونس قد بدا يفيق .

تمت

في انتظار رأيكم

الدجال

ليست هناك تعليقات