إبحث عن موضوع

قصة 👻

-مارلي الشيطانة مش هتسيبك، مدام بدأت التحدي لازم تنهيه يا أمِا هي اللي هتنهيه.
ده صوت سمعته وصحاني في نُص الليل من نومي وكان خشن ومُفزع بشدة، ولما بَصيت حواليا في الأوضة لاقيت في ركنها اليمين عيون سودة واسعة ومُرعبة، وجسم قُصير بشدة وليه رجلين قُصيرة، "مارلي" شيطانة الإنترنت واقفة دلوقتي قُدامي في أوضة نومي وفي الأغلب مش هتسيبني.

المكان ضَلمة وأنا لوحدي في البيت، مش عارف أتصرف إزاي ؟, أنا حَرفيًا خايف اتحرك وبقالي مُدة مستخَبي تَحت البطانية، والأسوء من ده كُله إن سامع أصوات جاية من الصالة بَره، أصوات ناس بتتكلم وبتستنجد، وفي ودني كُنت سامع صوت بيقولي: "مارلي مش هتسيبك".
حَقيقي مش عارف إيه اللي هيحصل، بس حاسس بكيانات كتيرة حواليا وبتخنقني وبتقَرب مني، مش شايف غير مارلي في رُكن الأوضة اليمين وهي بتبُصلي بعيون غاضبة، بس رغم كده حاسس بأني الأوضة مليانة ميت كيان شيطاني وأكتر.

الموضوع كُله بدأ معايا من حوالي يومين، كُنت قاعد في شُغلي وقت البريك وعايز أفصل شوية علشان أقدر أكمل، ففتحت موقع ألعاب على الأنترنت زي ألعاب الفلاش بتاعت زمان، الموقع كان طبيعي جداً وفيه ألعاب كتيرة مُختلفة، فضلت أقلب لحد ما لاقيت لعبة اسمها "مارلي الشيطانة.

الاسم شدني وصورة اللعبة شدتني أكتر كانت لبنت قُصيرة وبيضة وعينها واسعة جداً، وجسمها قُصير خالص، ضغط على لينك تشغيل اللعبة لاقيته فتح صفحة وبيديني رقم هقولكم أخر أربع أرقام منه علشان محدش يجرب (8439)، وجاتلي رسالة بتطلُب مني أسجل الرقم ده على الواتساب بتاعي، المُهم سَجلتُه، ومحصلش حاجة، اضايقت جداً وجبت ألعاب تانيه على الموبايل وشغَلت وقتي.
لما روحت البيت كَلت وغيرت هدومي، كُنت حاسس بحَركة غَريبة حواليا، وكُنت بتخَيل بظلال بتعدي ورايا ببطُء شديد لما كُنت بَبُص عليها كانت بتختفي، حتى الحمام مكَنش مريحني والباب بتاعهُ كان بيتخبط كُل شوية مِن تلقاء نَفسُه، كُل حاجة كَنت بتنبهني لخَطر وأنا مَكُنتش عايز أهتم.

دخَلت أوضتي وقفَلت بابها عَليا، وسيبت النور شغال على غير عادتي لأني بصراحة كُنت مَرعوب، غطست في النوم وصحيت على صوت رسالة جاتلي على الواتساب بتاعي، قبل ما افتحها لاقيتها من رقم مسجله عندي اسمه "مارلي الشيطانة"، أيوه رقم اللعبة، اترددت افتحها، ومع صوت خبطة قَوية في باب الحمام اتنطرت من مكاني وفتَحت الرسالة، كانت صورة لمارلي الشيطانة، وتحتها رسالة بتقولي فيها: "هنبقى صحاب لفترة".

بعتلها علامة استفهام بأيد بتترعش، فردت عَليا بفيديو مُدته دقيقة، فتَحتُه فحمل واشتغل، الفيديو كان عبارة عَن كاميرا ماسكها شَخص مش باين وماشي في "طُرقة شَقة"، دققت بعيني لاقيتها شَقتي أيوه شَقتي بِكُل تفاصيلها، الكاميرا فضلت ماشية لحد ما دخلت الأوضة بتاعت نومي والفيديو وقف عَند حاجة نايمة على سريري ومتغَطية بالبطانية، الفيديو وقف، ولاقيت رسالة جديدة بتقولي: "أنا عندك في الشَقة دلوقتي".

قُمت وقتها من سريري رجلي بتترعش وجسمي بيتهَز بَصيت حواليا مَلقتش حاجة، خَرجت من الأوضة ولفيت الشَقة كُلها معادا الحمام، بابه كان مَقفول ومش راضي يفتح. جاتلي رسالة جديدة وأنا بلف، اترددت كتير لكني فتحتها، لاقيت مارلي بتقولي:
"أنا في الحمام، متحاولش تدور عَليا، وإلزامًا تنَفذ طَلباتي".

بعتلها علامة استفهام وأنا عيني مركزة على الحمام بخوف، مجاليش مِنها رد، فضلت واقف على رجلي ساعة كاملة مش قادر أقعد ولا قادر أمشي ولا قادر أعمل حاجة، لحَد ما جاتلي رسالة فتحتها كانت لفيديو مليان كوارث كان فيه شخص، ماسك سكينة وبيبتسم في بداية الفيديو وبعد كده بيمشي في شَقة وبيعمل حركات مش طبيعية زي المجانين، بَعدها دخل الحمام وكان في زي جُثة مَحطوطة جوه البانيو، الشَخص المَجنون ده قَرب منها،

الملامح اتضحت، دي مش جُثة ده راجل عَجوز وإيده ورجله كانوا مربوطين ووشه عَليه دَم، وعيونه كانت مليانة خوف وفزع شديد، الشَخص الغَريب قَرب مِنه وحَط السكينة اللي كان ماسكها على رقبته، وبحَركة بشعة بدأ يدبح فيه والدَم غَرق جِسمُه كُله، والراجل العجوز كانت صرخاته شديدة وبيتألم لحَد ما راسه اتفصلت عَن جسمه وسكت.
جالي فيديو بَعد ده، وأنا مذهول وعيني مبَرقة، فتَحتُه بسُرعة، لاقيته متصور في شَقة أنا عارفها كويس، شَقة صاحب العُمارة اللي ساكن فوقي، وصاحب العُمارة كان نايم على سريره واللي بيصوره عمال يلف حواليه. الفيديو وقف لحَد كده، وجاتلي رسالة من مارلي الشيطانة بتقولي:
"مطلوب منك تنفذ فيه اللي شوفته في الفيديو السابق، المُدة الزمَنية لتنفيذ الطَلب 24 ساعة".

اللي بيحصلي مش واقعي، مش طبيعي، أخدت قرار إني لازم أهرب من الشَقة قَبل ما تحصَلي حاجة تاني، دخلت أوضتي ولبست في هدوء وأنا عمال أبُص حواليا وحاسس إني متراقب، وبَعد ما خَلصت خَرجت ومعايا مُفتاح عَربيتي، مَديت ايدي وفتَحت باب الشَقة، بس الغَريب إنه كان معَصلج، مش راضي يتفتح،
وسمعت في نَفس اللحظة صوت باب الحمام بيتفتح لواحده، بَصيت ورايا لاقيت مارلي بتخرُج مِنه بعيونها البارزة وجسمها القصير ووقفت قُدامي، فضلت أشد في الباب وأخبط لحد ما فتح، خَرجت من الشَقة وقفَلتُه ورايا، ركبت الأسانسير ونزلت فيه، لكنه عطل بيا قَبل الدور الأرضي، وفجأة لاقيت إيد شديدة بتضرب على الباب بتاعه مِن بَره بقوة، رجعت بظَهري لورا، ومن خوفي فقَدت الوعي.

لما صحيت لاقيت نَفسي في شَقتي، وبواب العُمارة قاعد جَنبي ومستنيني أصحى، لما فوقت قولتله:
"في إيه وأنت دخَلت هنا إزاي" ؟
قالي بعيون نايمة:
"لاقيتك واقع يا بيه جوه الأسانسير بليل، فشيلتك لحَد الشَقة، وفتحت بالمفاتيح بتاعتك اللي كانت معاك، وفضلت صاحي لحد ما تقوم بالسلامة".
قولتله:
"تسلملي يا عم حسانين على تعبك كتر خير".
بصلي باستغراب وقالي:

"بس متأخذنيش يعني يا بيه ليا سؤال، شَقتك وأعوذُ بالله يعني مش طبيعية"
شاورتله يكملي فقالي:
"امبارح طول الليل وأنا قاعد جنبك، كُنت سامع باب الحمام بيقفل وبيفتح لواحده، أول مَرة افتكرت في حَد من الأسرة الكَريمة، لكن بَعد شوية عرفت إننا لوحدنا، والموضوع غَريب بالنسبالي، أنا أسف يعني لو بدخل في خصوصيات سعادتك، بس أنا مرتَحتش هنا، وكمان كُنت شايف في الصالة طول الليل خيالات سودة بتجري يمين وشمال وكانوا كتير أوي يا بيه".

مَقدرتش أرد عَليه، اديته فلوس وطَلبت منه ميجبش سيرة لحَد باللي حصل، مشي وسابني وعينه كُلها شفَقة على حالي. الساعة وقتها كانت 2 الضُهر جسمي كان واجعني ومكسر قولت هريح شوية وقَبل ما الليل يجي هَلبس وهَنزل، وقبل ما أنام مسكت تليفوني وعمَلت بلوك لرقم مارلي الشيطانة، وسيبته جَنبي ونمت.
عارفين لما تكونوا دفيانين وجسمكم يتغَرق ماية ساقعة في عز الشتاء ؟، ده كان شعوري لما صحيت على صوت رسالة في تليفوني وبَصيت على شُباك الأوضة لاقيت الدُنيا ليلة عَليا، ولما ركزت لاقيت مارلي الشيطانة وقفالي في رُكن الأوضة.

عدا عَليا يومين تانين كاملين، شوفت فيهم فيديوهات وظهورات كتير جاتلي من مارلي رغم البلوك اللي عملتهولها، ومعَ مرور الوقت طلباتها كانت بتزيد، "اقتل صاحب العُمارة، اقتل ابن البواب، جَرب تنُط من البلكونة، جرب تشرب سم فران".

حاولت أجاهد وأرفُض بس الضغَط عَليا كان شديد جداً، مَكنُتش قادر استحمل، وفجأة بدون وعي وإرادة لاقيت نَفسي جيبت سكينة من المَطبَخ وبفتح باب شَقتي ورايح ناحية ابن البواب اللي كان بيلم الزبالة مِن الشُقق ومكَملش عشر سنين، ندَهت عَليه بعيون هادية، دخَل لشَقتي وقولتله الزبالة في المَطبَخ، دخل بكُل براءة وابتسام، وأنا مشيت وراه وقفَلت باب المَطبَخ، كتَمت نَفَسُه بأيدي وقُمت بأول طَلب من طلبات مارلي...

بقلمي: سامي ميشيل

ليست هناك تعليقات