إبحث عن موضوع

قصة رعب💀

_أنت سامعني ؟، دي رسالة استغاثة، لو سامعني رُد، حياتي في خَطَر، وفي قُدامي حاجات غَريبة عايزه تقتلني.

الصوت ده سمعته وأنا في عَربيتي النُص نَقل على الطريق الصحراوي وبودي شُحنة سَمَك لمَصنع تونة في مَنطقة فاضية شوية، وكان مَصدر الصوت دَه الراديو اللي المَفروض كان مشَغل أم كلثوم، وقَفت العَربية على جَنب وبَصيت حواليا مكَنش في حَد خالص معايا، قَلبي دَق وخوفت، وجيت أقفل الراديو لكن خَرج مِنه نَفس الصوت وكان بيقول:
_لو سمعت استغاثتي رُد، لازم تنقذني.

وبَعد ما سمعت الكلام ده لاقيت صَرخة بتطلع من الراديو، مِن خَضتي جسمي أتنَطَر وخَبَط في سَقف العَربية ودماغي كان فيها ألم قوي، اتنرفزت جداً وحَركت المُفتاح بتاع العَربية علشان أمشي لكني لمَحت واحد لابس جَلبية سودة وجسمه كبير أوي وماسك سكينة كبيرة وبينَقَط مِنها سائل مقدرتش أشوفه بوضوح وبيجري ناحيتي وبيتكلم بصوت مُخيف أوي، شَغلت العَربية وجريت بيها بسُرعة، ولما بعدت بشوية فتَحت شُباك العَربية وبَصيت وشوفت وش الراجل ده اللي أقل وصف ليه إن وشه أسود وعينه الشمال مكَنتش موجودة،

قفَلت الشُباك وزودت السُرعة وأنا عيني مبَرقة ومش قادر أتنَفِس من الخوف، فتَحت التابلوه لكن مَلقتش البخاخة اللي باخدُها، نَفَسي بيتكتم وروحي بتتسحب، أضطريت أوقف العَربية بعد عَشَر دقائق، وفتَحت الباب ونزلت، الجَو كان تَلج والطَريق واسع وفاضي، اترميت على الأرض ونمت بظَهري علشان أتنفس، الهواء كان تَلج ورغم كده صدري ارتاح ولحقت روحي قَبل ما تتسحب.
بَعد شوية اتسندت على العَربية وقُمت بَبُص حواليا، وحمدت ربنا إن مكَنش فيه حاجة، وقَبل ما أركب لاقيت قُدامي ورا شَجَر البُرتقال اللي على يميني خيال أسود بيتحَرك ورا الشَجَر، طَلعت كشاف من التابلوه ورجعت نَورت بيه ناحية اللي شوفته، لمَحت رجلين سود بيجروا وبيستخَبوا، ركبت ومشيت وأنا بتمنى الليلة دي تعَدي بسلام.

شغَلت الراديو تاني وأنا مُتَرقب أي حاجة تحصَل بس لاقيت أم كلثوم شغالة، ارتَحت شوية، لكن القَدَر كان محضرلي كارثة جديدة, سمعت صوت حاجة بتخبَط ورا في العَربية، بَصيت من مراية العَربية الشمال لاقيت رجل واحد بيطلع على العَربية مِن ورا، وفي لحظتها الراديو خَرج مِنه صوت مُذيع بيقول:
_نَرجوا يا جماعة الناس اللي سايقة على الطريق الصحراوي تَتَوخى الحَذَر، علشان في حاج...
الصوت قَطَع ومكَنش واضح، بس رجع تاني والمذيع قال:
_خلوا بالكم علشان ترجعوا بيتوكم بسلام، ومهما حَصَل بلاش تنزلوا من عربياتكم، لحَد ما نفهم الشيء اللي بيهاج...

الصوت قَطَع للمَرة التانيه، وشوفت ساعتها في مراية العَربية الراجل اللي لابس جلابية سودة، ماسك السكينة الكبيرة، وبيطلع فوق العَربية وبيزعق بكلام مش مفهوم، دوست فرامل بسُرعة فلاقيته وقع قُدامي على الطَريق، بَصيت لكنه مكَنش موجود، طلعت مُسدس صُغَير شايله احتياطي للمواقف دي،

ونزلت من العَربية بالراحة، مَلقتش الراجل واقع على الطَريق، شَديت أجزاء المُسَدس، وفي اللحظة دي سمعت صوت الراديو بيقول:
_تنبيه للمَرة الرابعة المسافرين على الطَريق الصحراوي يخلوا بالهم وبلاش ينزلوا من عَرَبياتهم في أسوء الحالات.
وفي اللحظة دي لاقيت حاجة واقفة ورايا، بَصيت وشوفت وشه المُرعب لأول مَرة، وحَقيقي مش عارف إيه اللي حَصَل وكُل حاجة ضَلمت في وشي.....

فوقت وصورة الراجل الأسود اللي معاه السيكنة الكبيرة قُدامي، والسماء كانت بتمَطر فوق راسي والجو أشبه بالجَليد، جسمي كان وجعني وراسي فيها ألم، حَطيت ايدي عَليها لاقيت دَم، قُمت مَفزوع من الأرض، ومشيت بتعب كبير لحَد ما وصلت لعَربيتي، دخَلت جواها وقفَلت بابها عَليا، فضلت جواها شوية ولفيت راسي بحتت قُماش علشان الدَم، وشغلتها واتحَركت، كُنت ماشي بسُرعة بطيئة شوية وراسي وجعاني وعيني مزَغللة، بَصيت على الراديو لاقيته مَفتوح بس مكَنش خارج مِنه صوت، فمَديتا يدي وقفَلته بسُرعة قَبل ما أسمع أي حاجة ترعبني.

وصَلت للمَصنع بتاع التونة بَعد ساعتين، دخَلت بالعَربية من البوابة، نداهت كذا مَرة على العمال علشان يجوا ينزلوا الحاجة، وجم وهما باين عَليهم الغَضَب الشديد ومِنهم واحد شاورلي فيما معناه "دوشتنا"، سيبته وولعت سيجارة ووقفت بعيد، خلصوا تَحميل، ومَضيت على وصل التسليم وأخدت شيك الفلوس منهم ومدارش بينا حوارات نهائي، أخَدت بعَضي وركبت العَربية ورجعت للقاهرة مِن نَفس الطَريق، طول منا ماشي كُنت حاسس بسخونية جاية من ضَهري زي ما يكون حَد قاعد، وكُل شوية كُنت بَبُص بس مَكنتش بلاقي حاجة، لكن اللي فضل مخوفني الخيالات اللي كانت بتتحَرك ورا في العَربية وبَشوفها من المرايات، الموضوع كان مُخيف، وراسي فضلت وجعاني.

وصَلت للقاهرة على أواخر الفَجر، روحت لمَزرعة السَمَك اللي شغال فيها، دخَلت وركَنت، وروحت للمُدير بتاعي، فتَحت الباب، وسَلمت عَليه، كان غضبان جداً، وفَمُه بيتحَرَك بكلام أنا مش سامعه خالص، إيه اللي بيحصَل ؟،
وُكنت بَسمَع صوته بشَكل مُتَقَطع مَرة صوت واضح ومَرة مافيش خالص، أدركت وقتها إن وداني باظت ومبَقتش بَسمَع كويس، وروحي هربت مني لما عرفت إن شُحنة السَمَك لسه في العَربية معايا والشيك اللي أخدته مش موجود حتى راسي لما فَكيت القُماشة اللي كانت عَليها ملقتهاش متعَورة، واللي حَصَل تاني إن المَصنع بلغ مُديري إني مَروحتلهمش في الميعاد المُحَدد علشان كده قرروا يلغوا الصَفقة.

اتخصَملي شَهرين من مُرَتبي علشان الصَفقة اللي اتلغت بسَببي، وعرفت بعد ما كشَفت إني راسي اتخَبَطت جامد من حاجة ووداني اتأثرت، بس بَعد شَهر بَقيت كويس سَمَعي مَرجعش زي الأول طبًعا بس الحمدلله، بس خلوني أقولكم إني بيتي مبقاش مُريح، ببقى نايم والأقي حَد بيضرني بقوة على جسمي ولما بصحى وبشوف مبلاقيش حَد، غير بقى الخيالات اللي بشوفها بَليل وأنا نايم، وحَقيقي مش لاقي سَبب للي شوفته في الطريق وحَصَل معايا ولا لاقي سَبب مُقنع بيخليني كُل ما أخش الحمام والنور مَطفي أشوف واحد ضَخم جداً واقف ومديني ظَهره وبَضطر ساعتها أسيب الحمام وأدخُل الصُبح.

وفي يوم كُنت في المَصنع بتاعي، وجاتلي فكرة شيطانية إني أروح للطَريق الغَريب اللي مشيت مِنه ويارتني ما روحت بسَبب الجَحيم اللي شوفته هناك.

سامي ميشيل

ليست هناك تعليقات