إبحث عن موضوع

رواية مكيدة زواج (الحلقه السابعه عشر)💜

الحلقة السابعة عشر
رواية_مكيدة_زواج
بقلم_سلمى_محمد

قاسم رن على يوسف أكثر من مرة دون رد ...فذهب الي غرفته وطرق على الباب دون رد ..فأخرج تليفونه مرة أخرى للأتصال بيه وسؤاله أين هو ..سمع صوت رنين تليفون يوسف داخل الغرفة فتملكه القلق ...ليطرق على الباب بعنف ...منادي بعلو صوته يوووووسف
يوسف يستفيق من ذكرياته على صوت طرقات الباب العالية ...مشى بخطى متثاقلة باتجاه الباب وقام بفتحه قائلا بشرود : قااسم
قاسم : أيوه قاسم ...حرام عليك قلقتني عليك ...تليفون ومش بترد وباب وكنت هخلعه لما سمعت رنه تليفونك جوا الاوضة ...أنت كنت نايم
يوسف رد بحزن : لأ مكنتش نايم بس أفتكرت مادلين وحياتي معاها
قاسم : مش قولنا هنسنا ونعيش حياتنا
يوسف :  حاولت أنسى وأعيش حياتي وأقفل على الماضي ...بس اللي حصل مع هنا رجعلي ذكرياتي مع مادلين...أفتكرت بداية حياتي معاها وأحساسي بالضيق منها وأزاى مشاعري أتحولت لحب ...أنا مكنتش متخيل أني هحبها لدرجه دي ...ومن عشرتي معاها أكتشفت فيها مميزات كتير ...أكتشفت أنها بالرغم من أصلها الامريكي انها كانت بتفهم في أمور دينها أكتر مني...أنها كنت بتعمل خير من غير مااعرف ...أنها ساعدتنا في الشركة من غير مانعرف فاكر الصفقة اللي جات لينا في وقت ممكن نعلن افلاسنا فيه
قاسم هز رأسه : أيوه فاكر ...وانها طلعت الشريك الخفي اللي ساعدنا وبسببها الشركة عدت الازمة ...مقولتليش أخبار المفعوص أبنك أيه ...الواد واحشنى أوي ونفسي أشوفه
يوسف ارتسمت على وجهه أبتسامة لطيفة عندما تذكرأسر : ماأنت عارف فرق التوقيت عشان تشوفه وأنت بتكون نايم
قاسم : المرة الجاية أوعدك أني أكون صاحي عشان أشوفه ...يلا خدلك شاور على السريع وغير هدومك دي ...عشان متأخرش على ميعادي مع حسن
يوسف ضرب كف يده على رأسه : ده أنا نسيت خالص ...عشر دقايق وهتلاقيني فى وشك

في الفيلا
هنا بانفعال : أنتي مينفعش تنزلي باللبس ده
روكا لفت حول نفسها أمام المرأة وردت بلامبالاة : ماله لبسي ..الفستان احدث صيحات الموضة
هنا زفرت بغيظ : أنت مش شايفة أني مفيش حاجة ...أنتي متأكده أنه فستان مش قميص نوم
روكا ردت بضحك : مش قميص نوم ده فستان على الموضة واللبس حرية شخصية ...انا البس اللي انا عايزه ...هو أنتي شوفتيني فى مرة بكلمك عن لبسك
هنا حركت أصابعها  أمام وجه هنا بتحذير : عشان متقدريش تتكلمي ...مفيش مجال للمقارنه بين لبسك ولبسي
روكا : خلاص أهدي كل واحد وهو حر في طريقة لبسه
هنا مطت شفتيها بضيق : ربنا يهديكي
روكا بابتسامة : يارب
هنا برجاء : طب ماتلبسي جاكت ولا حاجة غطي دراعتك ولا فتحة السبعة اللي مش سايبه حاجة للتخيل
ليلي طرقت علي الباب ودخلت ...ليلي بابتسامة: العريس قاعد مع باباكي... وعندما رأت فستان ابنتها امتلاكها الذعر : أنتي هتنزلي كده ياروكا
هنا بابتسامة ظافرة : ده نفس كلامي ياطنط ليلي
ليلي : غيري الفستان ياروكا ...أنتي عايزه تتطفشي العريس بشكلك ده
روكا حدثت نفسها : أنتي عندك حق ياماما أنا بدي ليه فرصة أخيرة عشان أرضي ضميري شوية من ناحيته.
هنا : حاولي تقنعها ياطنط يمكن تغيره
ليلى بحدة : ياتقلعي الفستان وتلبسي واحد غيره ياتفضلي فى الاوضة ومش هتنزلي
روكا بعناد : مش هغيره ومش هفضل في أوضتي
هنا : بلاش عناد
ليلي : حرام عليكي يابنتي ...طب خافي على شكل والدك قصاد العريس لما يشوفك بالمنظر ده
روكا بتأفف:  ماله شكلي ...بلاش بقا كبت حريات...غادرت الغرفة دون الالتفات خلفها
هنا بحزن : معلش ياطنط متزعليش من روكا أنتي عارفة انها اوقات بتبقا مجنونه فى تصرفاتها
ليلى بغم : بس مش كده
هنا : أنا شايفة ملهوش لزوم أقعد أكتر من كده ...مش حابة اقعد وأشوف تزعلني
ليلى : ربنا يعدي الليلة دي على خير
هنا : يارب ياطنط أنا معرفش ايه اللى حصل مع روكا وخلها تبقا كده
ليلى بكأبة : ولا أنا كمان
هنا : مع السلامة يطنط
ليلى ردت : مع ألف سلامة يابنتي

نزلت روكا بخطوات مسرعة على السلم ...وقبل دخولها الى الصالون أخذت نفس عميق ثم فتحت الباب
تفاجأ الكل بمظهرها الشبه عاري بفستانها الاسود الامع الشفاف مظهرا ماترتديه اسفله ...أحنى يوسف رأسه بخجل ...قاسم استشاط غاصبا وتمالك نفسه بصعوبة كى لا يمسك شعرها ويمسح بيه الارضية ..
حسن شعر بالصدمة من رؤيتها وكأنها فتاه أخرى متلبسة جسد أبنته ..أنتفض من مكانه ..أخفى غضبه بصعوبة ...قائلا بهدوء : بعد أذنكم ...حدث روكا جزا على اسنانه ...تعالي معايا عايزك فى كلمتين
روكا بنبرة متماسكة فى الظاهر لكنها ترتعد داخليا : طب أسلم على قاسم الاول
حسن بغضب مكتوم : بعدين
روكا : حاااضر بابي
حسن بغضب : أنتي أزاي تدخلي علينا بالشكل ده
روكا : ماله يابابا انا علطول لبسي كده
حسن : لااااا عمره ماكان كده ...أطلعي أوضتك اقلعي الزفت ده والبسي واحد غيره
روكا : حاااضر بابي

يوسف بذهول : هي دي العروسة ..معقولة ياقاسم تتجوز دي ...
قاسم دارى غضبه ورد بهدوء : أيوه
يوسف :أيه رأيك بلاها الجوازة دى وتعالى نمشي من هنا بسرعة قبل ماتدبس
قاسم : أنا أديت كلمه ل حسن والعروسة عاجبني
يوسف بصدمة : بس مش هتنفعك
قاسم : من غير بس يايوسف
حسن دخل المكتب وجلس على كرسيه ...ورسم علي وجه ابتسامة ...كنا بنقول أيه
قاسم : أنا طالب أيد بنتك رقيه ...قولت أيه
حسن : طبعا موافق أنا مش هلاقي راجل زيك
يوسف قائلا لنفسه : قصدك مغفل هيشرب بنتك ..مش معقولة تكون بنتك ..وعلى راىء المثل يخلق من ضهر العالم فاسد
حسن : تحب الخطوبة أمتى
قاسم : أنا مش عايز خطوبه
حسن بقلق: أومال عايز أيه
قاسم : كتب كتاب وفرح علطول كمان أسبوع
جسن بصدمة : بسرعة كده
قاسم : أيوه الشركة فيها شوية مشاكل ومحتاج أسافر برا فى أقرب وقت ...أنا لو عليا عايز أخدها بشنطة هدومها النهاردة قبل بكرا ...
حسن بتردد : بس مش هنلحق نجهز للفرح
قاسم : متخافش ياعمى فى دلوقتي شركات مخصوصة للافراح بتبقا مسئولة عن كل وممكن تخلصلك تجهيز فرح في يومين وأنا هاخد روكا وهنسافر علطول ..قولت أيه ياعمي
حسن : قولت على بركة الله
قاسم : هنمشي أحنا
حسن : أنت لحقت تقعد أنت ويوسف ..أطب أتغدو الاول معايا وبعدين أمشو
قاسم سلم على حسن وقال : هنخلي الغدا وقت تاني ...لو كنت فاضي ومش مشغول كان زماني قعدت أتغديت معاك
يوسف سلم على حسن هو الاخر : كان نفسي أقعد معاك أكتر من كده معاك ...بس للاسف ورانا حاجات كتير تبع الشغل لازم تخلص
روكا رأت هنا وهي فى طريقها للخروج
روكا جرت مسرعة تجاها : أنتي ماشية
هنا : أيوه
روكا بزعل: من غير ماتقوليلي
هنا: مانا قولت ل طنط وانتي نازلتي  ولا حد همك ..فقولت أمشي قبل مالموضوع يتفشكل واللسلة تنضرب ...قوليلي هي الليلة أنضربت ولا لسه
روكا بندم بسبب سوء سلوكها : معرفش لسه
هنا : أنتي ليه عملتي كده ...قطعت كلامها عندما رأت يوسف خارج بجوار قاسم ..لترد سريعا ...هبقا أعرف منك سبب حركاتك دي بالليل لما أتصل بيكي ...سلام
روكا أستدارت لترى السبب في رحيل هنا بسرعة ...فرأت قاسم ويوسف : سلام ياهنا
مشت هنا جري بتجاه الخروج ...رأها يوسف ...فقال ل قاسم : أنا هلحق هنا وعندما مر بجوار روكا احنى رأسه وكمل طريقه مسرعا
حاولت روكا الاختباء عندما رأت نظراته المشتعلة بالغضب ...وفي عدة خطوات قاسم كان بجوارها وأستطاعها أمساكها قبل هروبها منه
قاسم بغضب : بتستخبي ليه دلوقتي مانتي من شوية كنتي داخله علينا بتتابهي بمنظرك ...ووجه لها نظرات محتقرة من أعلى الى أسفل ..أنتي أزاي تلبسي كده ويشوفك راجل غريب بالمنظر ده
روكا بعناد : أنا حرة البس زي مانا عايزه
قاسم غرز أصابع بعنف الممسكة بكلتا كتفيها ...فصرخت روكا بألم ...قائلا بانفعال ...لأ مش حرة ...أنتي ناسية أنك مراتي وأي حاجة تعمليها تمسي كرامتي
روكا : لا مش مراتك ...أنت قولت ان عقد الجواز باطل
قاسم بوجه مكفهر : وقولت كمان هحصلح غلطتي معاكي وههشر الجواز ده وهنخليه صحيح ...أنا بعمل كده عشان خاطر ابوكي الراجل الطيب اللي واقف معايا كتير ...أنما أنتي ولا حاجة بالنسبة ليا ...كل يوم بيعدي وأنا بعرفك فيه بتثبتي ليا أنك أكبر مقلب هخدي في حياتي ...وحطي في دماغك التافه ده ...أنا جوازي منك هيكون لفترة مؤقته كام شهر وبعدين هطلقك ...أنتي متطولش تبقي مراتي ...ناظرا لها باحتقار...مراتي هتصون نفسها وجسمها هيكون عندها غالي بتحافظ عليه ..مش زيك جسمها عرضه للبيع زي الحلاوة المكشوفه اللي الحشرات بتحب تتلم عليه...قرن القول بالفعل ويداه أخذت توسم بعنف كل جزء عاري من جسمها ...مرت لحظات عقابه الجسدي لها كأنها ساعات لم تقدر علي الصراخ ظلت صامتا الا من دموع المهانة التي أخذت الانهمار بغزارة على وجنتها وعندما أنتهى من عقابه مسح شفتيه بشدة بظاهر يده قائلا بلهجة مشمئزة : أنتي مجرد سلعة مستعملة ...ملهاش طعم ...بس أعمل أيه في ضميري لازم أصلح غلطتي وأتجوزك ..أنهى كلامه ثم تركها متجها للخارج
روكا أنسابت دموعها أكثر ...أنكسرت روحها الى الاف الشظايا وأحساس بالذل والانكسار ...تملكتها حالة من البكاء بهسترية ورثاء الذات

يوسف مناديا هنا بعلو صوته : هناااااا ...أستني ...تجاهلت ندائه وركبت سيارتها وقبل الانطلاق ....ركب يوسف بجوارها
هنا بزعيق : أخرج من عربيتي
يوسف رد بهدوء مفتعل: مش همشي الا لما تسمعيني
هنا وضعت يداه على أذنها ....يوسف شد كلتا يداها قائلا بغضب: هتمسعيني ياهنا غصب عنك وبعدين لو عايزه تمشي مش همسك فيكي ولا هتشوفي وشي ابدا
هنا بنبرة ثائرة : مادام ده الحل عشان مشفش وشك تاني ...اتكلم بسرعة وانجز من غير دش
يوسف بغضب مكتوم : أتكلمي عدل
هنا عضت على شفتيها بغيظ : أتكلم براحتي
يوسف رغم ارادته تتبعت عيونه حركت شفتيه ..قائلا بصوت أجش  : مادلين تبقا ايوه مراتي
هنا بانفعال : هتقول ايه بعد اعترافك ده
يوسف : مادلين ميته من سينين وعمري مااعتبرت أنها ميته عشان لسه عايشه هنا وشاور تجاه قلبه ...
هنا شعرت بالسعادة وفي نفس الوقت بالغيرة لاعترافه بحب أمرأة ميته
كمل كلامها ناظرا ل هنا بحب : وأنت ياهنا جيتي خلتي قلبي ينبض من جديد ويعرف طعم الحب تاني بعد مامات مع موت مادلين
هنا : مراتك ميته ومقولتش ليه علطول
يوسف : أنتي مدتنيش فرصة أقولك حاجة
هنا : طب ليه مقولتش ليا أنك أرمل وعندك أبن
يوسف بشرود : حبيت اتأكد من مشاعري الاول ناحيتك ...ولما حسيت أنك ممكن تبعدي ومش هشوفك تاني اتأكدت من حبي ليكي
هنا بفضول : ومادلين ماتت ازاى وأتعرفتو على بعض أزاى
يوسف بشرود : أتعرفنا على بعض ازاى ..ارتسمت ابتسامة خفيفة عندما تذكر ....أتعرفنا على بعض باغرب الطرق اللي ممكن اى أتنين يتعرفو فيهم على بعض ...حدثها يوسف عن بداية لقائهم وأكتشافه أصابتها بسرطان فى الرحم وتمسكها بالحمل بالرغم من خطورتها على صحتها وأنعدام فرصة الامل في شفائها ولكنها كانت قوية الارادة واحتفظت بالحمل وأنجبت أبنهم أسر ...واجرائها العملية بعد الانجاب لتخرج من الجراحة سالمة ...ومرورها بالعلاج الكيمائي وبأردتها القوية تنجح فى محاربة المرض ...يغلف صوته الحزن وهو يقول مادلين كانت أنسانه عظيمة
هنا : بس أنت مقولتيلش هى ماتت أزاي
يوسف تنهد بحزن ...فلاش باك
يوسف : مش لازم تنزلي النهاردة يامادو
مادلين بابتسامة : لازم طبعا ومعيادي مع الدكتور مش هينفع أجله ...كله ساعة وهتلاقيني فوق راسك مش مبطله زن وهتقول كنت مرتاح منها
يوسف رد بضحك : عمره ماهيحصل ...ده أنتي بتوحشيني كل خمس دقايق...أحتضانها برقة
مادلين تمللت في حضنه : هتأخر كده على ميعاد الدكتور ...سيبني أمشي يايوسف
يوسف بابتسامة : تؤ تؤ ياقلب يوسف ...مش هسيبك الا لما تديني مقابل خروجك وصبري على بعدك الساعة دي
مادلين ردت بضحك : مقابل أيه اللي أنت عايزه
يوسف بمكر وبحركة وهمية قام بالعد على أصابعه ...قائلا بابتسامة ذئيبة : هاتي مية بوسه وأنا أسيبك تمشي
مادلين تدفعه : أنت أتجننت أنا كده هتأخر
يوسف بمناغشة : طب خليهم خمسين وأمري لله
مادلين لا تريد الاستسلام له : ولا حتى خمسين
يوسف : أخر كلام عشرين بوسه ومفيش فصال
مادلين بنبرة ضاحكة : هما بوستين بس واحدة على خد الشمال ووحدة على الخد اليمين
يوسف يزفر بضيق : نعم ..هو أنتي فاكرني أسر
مادلين بمشاكسة : وأنت طول تبقا زى أسر ده أنا بهريه بوس
يوسف : أنتي كده هتخليني أغير من الواد أبن اللذينه أبني
مادلين لمسه خده برقة بيداها هامسة بحب : ده أنت الكل فى الكل
يوسف بابتسامة : مادام الكل فى الكل هاتي البوستين أحسن ممافيش
مادلين قبلته بنعومة على وجنتاه هامسة بنعومة : بحبك
يوسف بصوت أجش من الرغبة وأنا كمان ...أحني رأسه وسرق قبله من شفتيها الشهيتين وفي ثواني تتحول قبلة الخاطفة الى شىء أعمق ...
مادلين بضيق : أنا كده أتاخرت
يوسف بابتسامة : مادام أتاخرتي ....يبقا بلاها دكتور
مادلين قامت من جانب يوسف وهندمت ملابسها التى تجعدت ...وبنبرة مصره هروح يعنى هروح ...خرجت مادلين شبه جارية من الشقة للحاق بميعاد الدكتور
لحظ يوسف حقيبة مادلين الموجود بداخلها نتيجة التحاليل ....يانهار ...أسر يستيقظ من نومه فى هذه اللحظة باكيا ...حدث يوسف نفسه ...كملت بصحيانك دلوقتي ياسي أسر...ذهب الى غرفة أسر سريعا وأخرجه من الفراش وغطه جيدا وخرج بيه الى الخارج وأمسك حقيبة مادلين ....وأخرج تليفونه وأتصل بمادلين
يوسف : الووووو مادلين شنطتك اللى فيها نتيجة التحاليل معايا ...أرجعي تاني هتلاقيني مستنيكي قصاد البوابة
مادلين : نسيت الشنطة يانهار ...أنت السبب ...أنت اللي نستني الشنطة
...ثواني وهكون عندك ...الحقني يايوسف الفرامل مش عايزه تقف
يوسف برعب : مااااادلين مش عايزه تقف أزاى
انقطع الكلام بصراخ مادلين ورؤيته سيارتها وهي تنقلب فى الهواء ..يوسف جرى مسرعا وهو يحمل أبنه ناحية السيارة المنقلبة على جانب الرصيف ...يزحف يوسف بجوار النافذه ...رأى مادلين مربوطة بحزام الامان مقلوبة رأسها للاسفل والدماء تغطي جبينها بغزارة ...بنظرات مرعوبة حدث بنبرة مذعورة أسر الصغير الذي لم يتجاوز السنة وثلاثة أسهر ....خليك واقف جنبي متتحركش فااااهم
هز أسر رأسه بعدم فهم ...زحف يوسف بصعوبة وبعد عدة محاولات أستطاع أخراج مادلين من السيارة ...يوسف بدموع ووجه متألم ...مادلين ..مااادلين
أسر أصبح مشاهد صامت ...لا يعي مايحدث ...لكن هناك شىء خاطىء في المشهد الماثل أمامها
يوسف صرخ بألم : مادلين
تفتح عيناها بصعوبة ناظرة الى يوسف وأسر ...
يوسف بدموع : مادلين
بدون كلام منها أشارت باصبعها تجاه أسر ..أقترب الصغير منها وأمسكت أصابعه الصغيرة بوهن ...خرج صوتها ضعيفا ....خلي بالك من أبننا
يوسف بدموع : هنخلي بالنا منه  أحنا الاتنين...بس أنتي قومي لينا
انسابت اصابع الصغير من بين اصابعها ساقطه على الارض ..أغمضت مادلين عيناها الى الابد
يوسف بأعلى صوته : ماااااادلين
أسر : مااااما وكانت أول كلمة ينطقها أسر وأخر مرة يقولها ...وكانت أخر مرة يسمع يوسف أبنه يتكلم ...مصاب بحالة من الخرس النفسي
عودة للحظة الحاضرة
هنا بدموع صامته : الله يرحمها
يوسف بنبرة حزينة: الله يرحمها
هنا : واسر عنده أد أيه دلوقتي
يوسف : عنده خمس سينين وشهرين بالظبط
هنا بنبرة متألمة : ولسه بردو مش بيكلم
يوسف بحزن : لسه ...لفيت بيه على دكاترة كتير وكانو بيقولو نفس الكلام ...عدم كلامه راجع للعامل نفسي وبيقولو ممكن يتكلم لوحده ..وأهو بقالي سينين بصبر نفسي أسمع صوته
هنا : أن شاء الله هيخف وتسمع صوته
يوسف : يارب
هنا برجاء: مش عايزاك تزعل مني لو كنت شكيت فيك
يوسف : ليكي حق ومش زعلان منك
هنا رسمت ابتسامة : خلاص مادام مش زعلان ...يبقا تعزمني على واحد أسبريسو ميكاتو
يوسف : حاااضرهعزمك عشان متقوليش عليا بخيل
أنطلقت هنا بسيارتها ..أنطوت صفحة في حياة يوسف ..وفتحت صفحة لبداية حياة أخرى مع هنا لعل القدر يرأف بحاله وتكتب له العيش سعيداا....

وعند سهى ...علقت الزينة والأنوار فى المنطقة كلها
وقبل بزوغ الشمس ...سهى كانت تدور حول نفسها باضطراب
عزة : أقعدي شوية خيالتني
لكنها لم تجلس وأستمرت في تحركها المستمر
عزة : أقعدي يابنتي
سهي وهى تقضم على أظافرها : خاااايفة ياماما
عزة بنبرة مطمئنة : متخافيش كله تمام والحاجات اللى جبيتها مع فارس أتحطت فى شقتها والشقة أتفرشت وتمام ...وكلها دقايق والميكب أرتست اللى اتفق معاها فارس وتيجي
سهي : أتصلتي بقاسم وبلغتيه على ميعاد كتب الكتاب
عزة : بت أنتي خنقتيني ...أنتي سألتيني السؤال ده للمرة المية وقولتلك أتصلت وقال أنه جي
سهى قضمت شفتيها حتى أدمتها من شدة التوتر : عم يحيى وعمتي كريمة وصلو ولا لسه
عزة : أهدي ياسهى ...فارس قام بكل حاجة وهما زمانهم جايين ...وكملت بلغت عمك عشان يبقا وكيلك فى الجواز
سهى بتأفف :كان لازم يعني تعزميه
عزة : عمك شر ولابد منه ...ده أنا اقنعته بالعافية
سهى بضيق : كمان
عزة : لازم حد من أهلك يكون وكيلك ومفيش غيره اللى لقيته ..عمك التاني من يوم مسافر برا معتبش البلد تاني ...كملت بحزن وأبوكي معرفش أذ كان ميت ولا حي
سهى : عشان خاطري متقلبهاش لامينة رزق في يوم فرحى ...وربنا يسامحه فى المكان اللي هو فيه
أتى المأذون وأجتمع الكل وعلت التهاني والزرغايد وظهرت سهى في أبهة صورة فى فستانها الرقيق الابيض ...قام فارس من مقعده مقترب من سهى ولمعت عيناه بالدموع وأمسك بيدها برقة وبنبرة خافتة ...بحبك ...أجلسها بالقرب منه وهو مازال يمسك يدها
المأذون عقد القران ..فين ولي العروسة
قناوى بحدة : أنا
المأذون : فين الشهود ...
قاسم : أنا الشاهد
عم يحيي : وانا كمان
المأذون : بطاقيكم
قاسم وعم يحيي قامو من امكانهم وأعطو البطاقات الى المأذون
وتم عقد القران ...فتعلو أصوات المنهئين
كريمة حضنت سهى وقالت بفرحة : مبرووووك ياسهى ...مبروووك يابنتي
قاسم بابتسامة : مبرووك يافارس ...مبرووك ياسهى
عم يحيى : مبرووك ياعرايس
فاطمة ظلت صامتا تكاد تنفجر من الغيظ لرؤيتها أبنها الوحيد مدلوق على المخفية سهى
وبعد مرور عدة دقائق من عقد القران ..أستئذن قاسم بالانصراف متمنيا السعادة ل سهى
فارس بابتسامة محدث الكل: هنستئذن وهمنشي دلوقتي عشان ورانا سكة سفر
عزة بقلق: سكة سفر أيه بس دلوقتي
فارس بابتسامة : دي مفاجئتي لسهى فى شهر العسل
عزة  : مابلاش تسافر بالعربية يافارس الطريق بيبقا وحش بالليل
فارس: متخافيش ياماما ...أنا هنسافربالطيارة
فاطمة محدثة نفسها : مو لما ياكلك ياشيخة أنتى وبنتك
عزة : وهتسافر فين ؟
فارس : جزر المالديف
فاطمة بضيق : ملهوش لزمة البهدلة والمصاريف اللى على الفاضي
فارس بابتسامة : دول كام يوم فى العمر مش بيتكروو تاني وأنا ناوى أستغلهم كويس
سهى بخجل : أنا معملتش حسابى للسفر
فارس بابتسامة لطيفة : بس أنا عملت حسابي
سهي : هدخل هغير هدومي
فارس : بعدين ...وهمس بالقرب من أذنها ....بعدين أصل من ساعة ماشوفتك فيه هموووت وأقلعوهلك أنا ...أحمرت خدود سهي من الخجل ...بحبك ...يلي بينا بقا عشان نلحق شهر العسل من أوله وغمز بحواجبه بمعاني خفيه ...ليزداد أحمرار خدودها خجلا ...

رواية_مكيدة_زواج
بقلم_سلمى_محمد

ليست هناك تعليقات