إبحث عن موضوع

قصة إزميرالدا ❤ كامله خمس اجزاء❤

قصة " إزميرالدا " كاملة
كان يا مكان في زمن غابر كان يوجد فتاة شديدة الجمال تدعى "إزميرالدا" ولكنها كانت تعاني من تشنجات عصبية تسبب لها حالات إغماء مفاجئة ..
وقد يستمر هذا الاغماء لساعات او لدقائق معدودة.. وتسكن أزميرالدا في قلعة سوداء تم بنائها فوق جبل مرتفع وتعيش برفقه والديها اللذان فعلا كل ما يستطيعا فعله من احضار الاطباء لابنتهم ومن احضار عقاقير الدواء لعلاج هذه الابنة المسكينة ولكن جميع محاولاتهم بائت بالفشل ..
فضطر ابواها ان يجعلا ازميرالدا حبيسة غرفتها ولا تخرج ابدا الى المدينة ..مرت الشهور وشوق ازميرالدا للخروج الى الميدنة يزداد يوما بعد يوم ..ففي كل صباح كانت تنظر من شباك غرفتها في القلعة الى المدينة في الاسفل وتسمع صيحات البائعين وكل منهم يعرض بضاعته وهوجه الزحام والحديث ..فقد كان والديها منشغلين جدا عنها بسبب اعمالهم وتجارتهم ..
وفي احد الايام اضطر ابواها للسفر لتجارة ما ..وقاموا بتوديع ابنتهم الجميله واحضروا لها حارسا لينقذها اذا ما جاءت لها نوبات التشنج والاغماء وبالفعل غادر الوالدان وتركوها مع هذا الحارس الكسول الذي كان يومه ملئ بالطعام ومن ثوم يغط في نوم عميق ولا يستفيق الا عند بزوغ الفجر..
صارت أزميرالدا تراقب هذا الحارس لمدة يومين حتى علمت مواعيد نومه فقد كان ينام من الساعه العاشرة مساءا حتى الساعه الخامسه فجرا ومن الساعه الواحدة ظهرا حتى الساعة الخامسة عصرا .. فقررت أزميرالدا واخيرا ان تطلق اجنحة الحرية خاصتها وان تخرج اثناء نوم هذا الحارس الكسول ..
وبالفعل في صباح اليوم الثالث وفي تمام الساعه الواحدة ظهرا انتهى الحارس لتوه من وجبه الغداء وذهب ليخلد الى نوم عميق وهنا ارتدت ازميرالدا ملابسها واخفت وجهها بقطعه من القماش الحرير المطرز بالياقوت ..وذهبت الى المدينه وفي الطريق كانت تستمع الى زقزقه العصافير عن قرب ولاول مرة في حياتها وترى جمال الاشجار وتشم رائحة الزرع المنعش واخيرا اقتربت من المدينة وتقف هنا ازميرالدا خائفة وهي تستمع لضوضاء السوق والباعه وكل منهم يصيح بصوت اعلى من الاخر ظنا منهم ان صاحب الصوت الاعلى سوف يجذب اكبر عدد من الزبائن اليه ..
واخيرا تقرر ازميرالدا خوض التجربه وتدخل الى سوق المدينة وتنظر حولها وتجد الاطفال يلعبون ويركضون خلف بعضهم البعض والبائعين ينادونها يا انستي .. اشتري من عندي الحرير فهوا من اجود الانواع التي اتيت بها من بلاد الشام .. ولكنها لا ترد عليهم وتكتفي بابتسامه لاتظهرعلى فمها الملثم ولكنها تظهر في ثنايا عينيها التي تتحدث بكل ما في داخلها وتغادربعدها أزميرالدا وتتجول داخل السوق الى ان وجدت شاب يقف عند حديقه في وسط السوق ويجمع بعض الازهار وبعض فطريات عيش الغراب ..وهوا شاب ليس بالوسيم إنما مقبول الملامح ولكن لديه عينان حادتين وينبع منهما الكثير من الحكايات ..
وفي ظل تركيزها وهي شاخصة عليه ببصرها..يلاحظ الشاب ان احدهم يراقبه ..لينظر لها ويجد فتاة ملثمة ولكن عينيها تلمعان كانها لؤلؤتان من مرجان فيقترب منها الشاب ..لتبدأ ازميرالدا بالركض سريعا فيترك الشاب ما يحمله ليركض خلفها حتى تتوه منه في الغابه ولا يستطيع ان يجد اثرها تصل ازميرالدا الى القلعة وتدخل لتجد الحارس مازال نائما .. فتصعد الى غرفتها وتنظر من شباك غرفتها على الشمس وهي تغرب منتظرة ان ياتي ظهر غد حتى تكرر هذه التجربه المجنونه التي خاضتها لاول مرة في حياتها ..وبالفعل في ظهيرة اليوم التالي ترتدي ازميرالدا ملابسها كاليوم السابق وتنتظر نوم الحارس لتفر خارج القلعه متجهتا الى السوق لتجد هذا الشاب في نفس المكان ليذهب لها ويتجه نحوها ..
وتفكر ازميرالدا كثيرا هل علي ان اركض منه كيوم امس ام اقف.. فانا لاعرف ما قصة هذا الشاب الذي ما ان نظرت اليه فانسى كل العالم المحيط بي لا اسمع الا صوته وهوا يهتف خلفي بأن توقفي كليلة امس .. وفي ظل تفكيرها تفاجئ بان الشاب يقف امامها ويعطيها ورده شديدة البياض وذات راحة حلوة .. ويقول لها .. كنت اريد فقط ان اعطيكي هذا الورده ليله امس واسف ان جعلتك تشعرين بالخوف .. وبالمناسبة أُدعى لوكاس .. ما اسمك ؟ومن اين اتيتي؟ انا اعيش في هذا السوق منذ سنين ولم اراكي هنا من قبل ..
واخيرا تقرر ان تتكلم لتخبره ..انا أدعى أزميرالدا .. ليقف الشاب للحظات بدون حديث ليخبرها كم هوا اسم جميل ( فازميرالدا هوا اسم لأغلى واندر الجواهر) .. ويخبرها ان اسمها له قصة قديمة عن فتاة تدعى أزميرالدا ولكنها اختفت منذ سنين ..فيسألها اين تقيم بالتحديد؟ وقبل ان تخبره تلمح عينيها ساعة معلقة في السوق ..
فتجد انها اصبحت الرابعة والنصف عصرا مما يعني ان امامها نصف ساعه فقد لتعود الى القلعة والا سوف يستيقظ الحارس ولا يجدها وتقع في ورطة كبيرة فتترك ازميرالدا لوكس ينتظر اجابه سؤاله عن مكان اقامتها ..وتركض مسرعتا ليركض خلفها مرة أخرى ولكنه لا يستطيع اللحاق بها هذه المرة ايضا وتدخل أزميرالدا القلعة في تمام الساعة الخامسة بالضبط لتذهب لغرفتها وتفتح الباب لتجد الحارس واقفا امامها وعيناه تنطق بكلمات التوعد والشر..
   قطع التكملة في الجزء الثاني      ( تأليف : عمر ليمونه )
===================================================
تدخل إزميرالدا منزلها في تمام الساعة الخامسة بالضبط لتجري على غرفتها وتفتح باب الغرفة لتجد الحارس يقف امامها وعيناه تتوعد بكلمات الشر والغضب

ليعاتبها على عدم تناولها وجبة الغداء اليوم .. وانها مسؤلة منه فعليها ان تاكل جيدا حتى لا تتدهور صحتها أكثر من ذالك وتمرض .. فتعتذر له إزميرالدا وتخبره انها سوف تتناول غدائها في الحال .. وتتنفس إزميرالدا الصعداء اخيرا بعد ظنها ان الحارس قد اكتشف هروبها من القصر

تمر الساعات وإزميرالدا تتنظر الوقت المنشود حتى تخرج الى عالمها الجديد الذي اضفى على حياتها لون وبريق وصنع لها أمل جديد في ان تقاتل مرضها لتعيش هذه الحياة الجميلة التي حرمت منها لسنوات عديدة .. وفي ظهيرة اليوم التالي تخرج إزميرالدا بردائها المعتاد وتذهب للسوق في المكان المعتاد الذي يقف فيه لوكاس

هذا الشاب الذي ما إن تقترب منه فتشعر بشئ بداخلها يتحرك فتتسارع دقات قلبها وانفاسها تتزايد وتشعر بدفئ في جوفها وبرودة في اطرافها...احساس غريب عليها ولكنها احبته...هذا الاحساس الذي يحرك جيوش العالم من المشرق للمغرب والذي يجعلك تسهر بلا نوم ..الذي يجعل ساعات يومك لا تمر بدونه وتفر بسرعه في وجوده

انها معاني ومشاعر كثيرة تتلخص في كلمة من حرفين (حب) ,تصل إزميرالدا الى لوكاس ليتجه نحوها ويعطيها وردة حمراء هذه المرة فتبتسم له إزميرالدا ويطلب منها لوكاس ان تكشف عنها هذا اللثام ليرى بريق ضحكتها وتفاصيل ثناياها الرقيقة

ولكن إزميرالدا كانت خائفة من كشف وجهها لشخص قد يراها بعد ذالك فيتعرف عليها ويخبر والديها انها كانت تخرج بدون اذنهم.. وحينما يجد لوكاس ان إزميرالدا لا ترغب في كشف وجهها يبادر سريعا بتغيير الموضوع ويخبرها انه يعلم مكان في الغابة..يُظهر جميع معاني الطبيعة الخلابة
ليذهبا سويا إليه فقد تغلب احساسها بالشغف لرؤية أِشياء جديدة على احساسها بالخوف .. تذهب إزميرالدا معه حتى يصلا الى مكان يجمع كل أشكال الجمال من زهور ملونة واشجار يافعة ورائحة الياسمين تغطي ارجاء المكان وتتخلل فيه الشمس بين أوراق الشجر .. تقف إزميرالدا متأملة جميع تفاصيل وألوان هذه الجنة الخضراء ..وضوء الشمس يداعب عينيها ببريق لمعان يظهر لون عينيها الساحرتين

ويقف لوكاس هائما في النظر لعينيها وهي تستكشف المكان..كانها لم ترى مثله من قبل في حياتها وشعر ببعض الفخر انه اثار اعجابها ولو على صعيد اختيار مكان يثير في نفسها السعادة ..ولكن لم تستمرهذه الفرحة طويلا حين شعروا بحركة بين الاشجار لتشعر إزميرالدا بالخوف فيتقدم لوكاس امامها ويخرج من جيبه سكينا صغيره قد وضعها في قطعة قماش وربطها في بنطالة .. وتبدأ الحركة في الازدياد والاقتراب منهما ليظهر ثلاثٌ رجالٍ يبدو عليهم الوحشية فهم قطاع طرق قد شاء الحظ ان يجدوا فريسة لهم في هذه الغابة وبعيدين عن اهل المدينة فليس لهم الان من منقذ

يبدأ لوكاس بدفع إزميرالدا للهروب بعيدا عن هذا المكان ويدفعها بقوة ويصرخ فيها اركضي باقصى سرعة ..وتبدأ بالفعل إزميرالدا بالركض بكل قوتها وهي تنظر خلفها وقد اجتمع الثلاثة حول لوكاس الذي يقوم بافضل ما لدية من قتال ويحاول ان لا يموت سريعا حتى يتسنى لإزميرالدا الهروب بعيدا .. وسرعان ما تحجب الاشجار الرؤية عنها فتنظر امامها وتركض بأقصى سرعتها وهي تستمع الى صوت القردة والحيوانات المتوحشه وصيحات رجال العصابة من حولها وتبدأ انفاس إزميرالدا بالتقطع وصارت تجد صعوبة في إلتقالط انفاسها فتشعر بدوار حاد في راسها وتبدا رؤيتها في الانعدام تدريجيا

كلا ليس الان انها بالفعل اعراض التشنج والاغماء قد اتتها الان في وقت تحتاج فيه الى جميع قوتها وذهنها الحاضر ولكن سرعان ما يتمكن منها المرض لتبدأ بالتشنج فتقع على ارض الغابة ويظل جسدها الرقيق ينتفض على الارض بلا معين حتى تغلق عينيها تدريجيا و تصاب بالاغماء

لتستفيق إزميرالدا بعد ان فتحت عينيها رويدا رويدا لتترجم في عقلها للحظات اين انا؟ وماذا حدث؟ لتفاجئ بواقع مرير انها ما زالت في الغابة وها هي الشمس قد غربت والليل قد ارخى سدوله على المكان .. تصاب إزميرالدا بحزنٍ وخوفٍ شديد فهي ايضا لا تعلم طريق العودة الى المدينة ولا ترى قلعتها التي تسكن فيها فقد ابتعدت كثرا لتفاجئ بعدها بشيئ يتحرك نحوها لتاخذ حذرها منه

فاذا بها بقطة بيضاء تقف أمامها وتدور حولها وتقترب من اقدامها لتشعر بدفئ جسدها الناعم لتبتعد القطة عنها وتقف لتنظر إلها لتذهب لها إزميرالدا, لتستمر القطة بالتحرك مرة أخرى ومن ثم تقف لتنتظر إزميرالدا ويستمر الحال هكذا حتى تركض القطة الى داخل بوابه في وسط سور مرتفع لحديقة منزلٍ مهجور تركت بوابته مفتوحة فتدفع إزميرالدا هذة البوابة الحديديه التي تصدر ضجيج صدأ الزمان الذي مر عليها لتدخل خلف القطة التي تستمر في الركض داخل الحديقه

حتى تصل القطه الى باب المنزل وتدخل فقد ترك باب المنزل أيضا مفتوح تقترب إزميرالدا رويدا رويدا الى باب المنزل حتى تبدأ بالشعور بالدفئ القادم من فتحة الباب وهي تتقدم نحوه وتستمع الى صوت اوراق الشجر على الارض التي تتكسرعروقه وهي تمشي عليها بقدمها.. فالخوف يتملكها من بيت مهجور وصوت صراصير الحقل تملأ المكان وليس هناك الا ضوء القمر يضئ لها بعض تفاصيل المنزل والطقس شديد البروده والرياح عاتيه

تقترب اخيرا إزميرالدا من باب المنزل وقبل ان تدفعه لتدخل تفاجئ بضوء اُضئ بالداخل في هذه اللحظة للتتوقف قدماها عن المشي فهناك شخص قد أشعل شمعة بالداخل ولكنها لا ترى منه إلا ظله الذي ينعكس على زجاج النافذة بقرب الباب .. وتلاحظ انه بدأ بالتقدم نحو النافذة ليفتحها فتبدأ بالتحرك للخلف في خطوات متوتره لا اراديا.. حتى تشعر بيد تمسكها بقوة من ذراعها لينتفض جسدها وتنظر إليه في خوف وقلق....     
         (قطع نهاية الجزء الثاني )
========================================================
==========================================
بعدما رأت إزميرالدا خيال هذا الشخص بداخل المنزل وتلاحظ انه بدأ بالتقدم نحو النافذة ليفتحها ..تبدأ بالتحرك للخلف في خطوات متوتره لا اراديا.. حتى تشعر بيد تمسكها بقوة من ذراعها لينتفض جسدها وتنظر إليه في خوف وقلق

لتجده لوكاس يسحبها ويضع يده على فمها حتى لا تصدر أي صوت ويتحرك بها بعيدا عن المنزل ويرحلا خارج سور المنزل ..لتسالة إزميرالدا هل انت بخير..لتجد ذراعه ينزف فتقوم بفك اللثام عنها ولاول مرة يرى لوكاس وجهها الرقيق وتقوم بربط القماشه على ذراعه ليتوقف نزيفه ويظل هائما ينظر لها وقد نسي جرحه تماما ولكنه قد نزف كثيرا ليبدأ بفقد وعية ,فتحتار إزميرالدا ماذا تفعل معه؟ .. لتجد القطة البيضاء تقف امامها مرة اخرى وتنظر لها لتفكر إزميرالدا قليلا ومن ثم تقرر ان تذهب الى هذا المنزل لطلب المساعدة

تذهب إزميرالدا خلف القطه لتعود الى المنزل وتطرق الباب قبل ان تدفعه لتدخل المنزل بعد ان دخلت امامها القطة ولكنها لم تجد احدا بالداخل وتجد طعاما على الطاولة  وهناك مدفئة بها حطب ونار موقده وتشم رائحة غريبة ليست برائحة زكية ولا رائحة نتنه .. ولكن  المكوث بداخل المنزل افضل بكثير من المكوث خارجا في هذا البرد القارس والرياح العاتية .. تبحث إزميرالدا عن أي شخص داخل المنزل ولكنها لا تجد احدا ولا تجد القطة أيضا

فتعود إزميرالدا الى لوكاس وتحاول مساندته أثناء المشي حتى تاخذه الى المنزل وتقوم باحضار الماء وغسل الجرح وتطهيره ومن ثم ياكلان سويا من الطعام الموضوع على المائدة ..لتلاحظ بعدها إزميرالدا شخص يدخل الى المنزل ويفتح الباب ليقف لوكس محاولا الاستعداد لاي هجوم ليجد رجل عجوزا يستند على عصاه العريضة وهي عبارة عن فرع من فروع الشجر وله عينان غريبتان يلمعان بشدة واصلع الراس وله منخار عريض وذقنه سوداء قاتمة لا تتناسب مع عمره الكبير ليقترب منهم ويحذره لوكاس من الاقتراب اكثر ولكن العجوز ما زال يقترب في حركته البطيئه

ليضع يده على جرح لوكاس ويفك القماش عنه ليكشفه فيتالم لوكاس ويذهب هذا العجوز لفتح صندوق كبير وضع على طاوله بجانب النافذة ليفتحها ويخرج منها بعض العقاقير ويضع القليل منها على القماشه ويضعها على الجرح ليصرخ لوكاس من شدة الالم وتقف إزميرالدا مندهشة وخائفة ولكن سرعان ما يهدأ لوكاس ويخر في نوم عميق .. ليذهب الرجل نحو إزميرالدا فترجع الى الخلف حتى تصتدم بالجدار ليرفع الرجل العجوز يده ويضعها على راس إزميرالدا وهوا ينظر في عينيها بتركيز شديد ويسألها هل انتي إزميرالدا ..

تتعجب ازميرالدا كيف لهذا الرجل ان يعرفني وانا لم اراه من قبل ..ثم تتمالك نفسها فتيجب بنعم..و من انت ؟ فيمسح الرجل العجوز بيده على خدها ويذهب ليجلس على كرسي مقابل للمدفئة ويخبرها...اننا بحثنا عنك كثيرا يابنيتي ,بحثنا عنك في مدينة سيبارو في كل مكان, بينما انتي هنا في راديوس .. تتعجب إزميرالدا وتساله من يبحثون عني ولماذا ؟

ظللت ابحث عنك مدةً تقارب ال17 عاما حينما تم خطفك في الرابعة من عمرك ... وبحثنا عنكي في كل مكان حينها ..فتسأل إزميرالدا من خطفني مٍن مَن ؟ ومَن انتم الذين تبحثون عني ؟ فيجيبها العجوز.. انتي إبنة الملك والملكة لمدينة سيبارو ولديكي اخت توأم تدعى إلزابيث وتوفا والدك في حرب منذ خمسة عشر عاما وصارت أمك هي الملكة الوحيدة للمملكة ورفضت ان تتزوج رجل اخر بعد وفاة والدك..تظل إزميرالدا في حيرة من أمرها ..وتقول انا لا أفهم منك شيئا كيف تقول ان لي اخت تؤام ولدي ام ملكة في مدينة أخرى ووالدي توفي اثناء الحرب .. وانا اعيش ها هنا مع ابي وامي

يقف الرجل العجوز من كرسيه امام المدفئ ليتجه الى إزميرالدا ..يا بنيتي انا لا اعلم من هؤلاء الذين قاموا بخطفك  في صغرك ولكني ساخبر الملكة عن كل شئ حينما نعود .. تقاطعه إزميرالدا قائلتا نعود الى اين انا لن أبرح مكاني هذا وسأعود الى منزلي حالا .. يخبرها العجوز اني كنت اجوب البلاد في ما يقرب من سبعة عشر عاما لاني وعدت الملك والملكة اني لن أعود الا وانتي برفقتي فقد بحثت عنكي في كل مكان ولم اجدك ولكني لم أفقد الامل..وها انا الان وقد عثرت عليكي اخيرا

وسوف أفي بوعدي لأخذك الى قلعة الملكة سوفيا في سيبارو .. تظل إزميرالدا حائرتا فلطالما كانت تستطيع ان تميز الكذب وان تميز من يتحدث بصدق من عينيه تظل إزميرالدا صامتةَ لتفكر.. ويذهب العجوز لاحضار عشبة اخرجها من زجاجهٍ ورائحتُها نفاذه ليمررها بالقرب من أنف لوكاس النائم بعمق ليستفيق لوكاس وهوا يشمئز من تلك الرائحة النفاذة .. ويكشف عن جرحه ليجد النزيف قد توقف .. وبدأ الالم يزول عنه .. بعد ان يستفيق لوكاس تماما من نومه تحكي له إزميرالدا ما أخبرها به هذا الرجل العجوز ليؤكد لها لوكاس هذه القصة التي اراد ان يحكيها لها بعد ان اخبرته اسمها في اول لقاء بينهم

ويقترح عليها ان تذهب معه لتقابل أمها واختها اللتان يبحثان عنها منذ سنين وبالفعل وبعد تفكيرعميق تقرر إزميرالدا خوض هذه التجربه فما زال شغف إزميرالدا على اكتشاف كل جديد هوا المحرك الاقوى لتصرفاتها متغلبا على كل مخاوفها ..ويخبرهم العجوز بعدها أن هناك سفينة ستتحرك بعد بضعة ساعاتٍ متجهة الى مدينة سبارو وعليهم ان يغادرو الان اذا ما أرادو اللحاق بتلك السفينة

يستعد بعدها كل من لوكس وإزميرالدا للمغادره ومعهم الرجل العجوز الذي يخرج من باب المنزل لينتظرهم بالخارج و يحضر لوكاس قطعة قماش ويضع فيها بعض الطعام ليكفيهم في رحلتهم القادمة وحين ينتهي لوكاس يخرج هوا إزميرالدا من باب المنزل وينظران الى المكان الذي كان يقف فيه الرجل العجوز ليجدوا شئ عجيب يقفا امامه في دهشة وحيرة ....
(نهاية الجزء الثالث)
=========================================================
بعدها يخبرهم العجوز ان هناك سفينة ستتحرك بعد بضعة ساعات متجهة الى مدينة اسبارو وعليهم ان يغادرو الان للحاق بتلك السفينة يستعد كل من لوكس وازميرالدا للمغادره ومعهم العجوز الذي يخرج من باب المنزل لينتظرهم بالخارج و يحضر لوكاس قطعة قماش ويضع فيها بعض الطعام ليكفيهم في رحلتهم القادمة وحين ينتهي لوكاس يخرج هوا إزميرالدا من باب المنزل وينظران الى المكان الذي كان يقف فيه الرجل العجوز ليجدا شئ عجيب يقفا امامه في دهشة وحيرة

يجدان القطة البيضاء تقف على عتبه الباب ولا يجدان الرجل العجوز تنظر القطه لهم وتمشي وتقف لتنتظرهم ليتعجبوا ولكنهم يواصلون اللحاق بهذه القطه الى ان يصلوا الى الميناء الرئيسي للمدينة ويدفع لوكاس النقود لفردين ليحجزا مكانهما على تلك السفينة وقبل ان يصعدا الى السفينة تقفز القطه داخل قطعة القماش التي يحملها لوكاس لترافقهما

تتحرك السفينة اخيرا عند بزوغ الفجر وازميرالدا تقف على سطح السفينه المزدحم تنظر الى المدينة تبتعد مع بزوغ الفجر وترى القلعة السوداء فوق الجبل التي عاشت كل سنينها الماضيه فيها ينفطر قلب ازميرالدا لتسقط دمعة من عينيها وهي تشاهد المدينة تبتعد وتبتعد الى ان يربت على كتفها الرجل العجوز ليخبرها ان يعودا الان الى غرفتهم فهناك الكثير ليتحدثوا فيه لتهز ازميرالدا راسها بالموافقه وقبل ان تدخل ترمق المكان بنظره اخيره

تدخل ازميرالدا والرجل العجوز الى الغرفة وكان لوكاس جالسا يتناول الطعام لتسال العجوز ما أسمك؟ ليخبرها انه يدعى ( كورين ) وكان من الحرس الشخصي لوالدها الملك .. ولكن تساله ازميرالدا هل اهلي يشتاقون الي ليخبرها كورين بالطبع وهم الان في حاجه اليكي المسؤلية كبيرة على الملكة سوفيا وعلى الاميرة إلزابيث أختك التوأم مدينتنا سيبارو من اجمل المدن في العالم وهي مطمع لكل المدن المجاورة لولا اننا بنينا لها حصن عالي وجيش قوي يحميها من الطامعين ولكن خطفك يا ازميرالدا كان بالتاكيد على يد احد العاملين بالقصر الخونه

يقاطع لوكاس حديثهما ليساله هل انت القطه البيضاء ؟ لتنظر ازميرالدا لكورين بخوف فقد كانت خائفه من سؤاله هذا السؤال ؟!.. ليجيب نعم انا اتحول الى قطه ..تنظر ازميرالدا ولوكاس الى بعضهم البعض لتخبره ازميرالدا كيف ذالك ؟ لتهتز السفينة بقوة ليسقطون جميعا على الارض ويسمعون صوت صياح الناس بالخارج وصوت اطلاق مدافع تهتز له السفينة بقوة ليهم كورين بالوقوف ويخبرهم ان يلزما الغرفه حتى يخرج ليرى ماذا هناك

بالفعل يخرج كورين وتنظر ازميرالدا من شباك الغرفه الدائري الصغير لترى سفينه اخرى امامهم تطلق عليهم السهام وكرات الحديد المصمته في المدافع ليرتجف قلب ازميرالدا وتتذكر ابيها وامها وكيف كانا على حق حينما حبساها عن هذا العالم الخارجي الملئ بالمخاطر وفي لحظات تفكيرها يكسر باب غرفتها ليدخل شخص يحمل سيف ويحاول ان يهاجمهما ولكن لوكاس قد امسك يدي الرجل واسقط سيفه وقام بالعراك معه حتى خنقه بيديه وازميرالدا تقف في زاويه الغرفه في خوف شديد ليخبرها لوكاس انهم يجب ان يتحركوا الان فالمكان ليس أمن

تخرج ازميرالدا ولوكاس بحثا عن مكان يأويهم بعيدا عن هؤلاء القراصنة ليمسك واثناء ركضهم يراهم بعض القراصنه ليحاصروهم بالسيوف فلا يستطيع لوكاس ان يفعل شئ ليقوموا بربطهم وينظر لوكاس الى ازميرالدا بنظرات حزن واسى كانه يخبرها انه اسف على ما وصلا اليه .. يتم سحبهم الى سطح السفينة فيجدون جميع من في السفينه مقييدين وجالسين حتى يفسح القراصنه الى زعيمهم الذي لا يبدو عليه انه منهم بل هوا رجل يرتدي درع الحرب مرسوم عليه وجه الصقر وعبائة سوداء لينحني له جميع الرجال لينظر لهم ثم يقترب من كيرون الذي كان مقيدا في وسط الناس لتراه ازميرالدا حينها

كيرون لقد ظننت انك قد فارقت الحياة .. يبتسم له كيرون ويخبره انه قد اوفى بوعده ليتعجب القائد ويظهر على وجهه ملامح الدهشه وعيناه اتسعت على اخرها فيخبره كيف ذالك ؟ .. ليبتسم كيرون ويشير براسه الى ازميرالدا الجالسه بجوار ليكواس .. لينتفض جسد القائد حينما يراها .. ويشير للحرس بسرعه ان يفكوا وثاقها هي وكيرون لتقف ازميرالدا وتنظر للقائد الذي يقترب الى ازميرالدا لينحني على ركبته ويوطئ براسه لاسفل ويعتذر منها بشده .. وينظر لها وينظر ليكيرون انها هي بالفعل الاخت التؤام للاميرة إلزابيث .. تفضلي معنا يا اميرتي ..يخبر القائد جميع رجاله بالعوده الى السفينه .. لكن ازميرالدا تخبره ان يترك هؤلاء الناس وسفينتهم .. فيجيب القائد فورا بالموافقه ليفك الحراس جميع الموجودين

ليصعد القائد وكيرون والحرس الى سفينتهم ليعودوا الى مدينتهم سيبارو ولكنها تخبر القائد ان لوكاس هوا حارسها الشخصي ويجب ان يرافقها .. فياتي معهم بالفعل وتنطلق السفينة الحربية عائدة الى المدينة ويخبر القائد ازميرالدا ان غرفته اصبحت غرفتها الان حتى يصلوا الى مدينتهم .. ويشير القائد لاحد الحراس بان يحضر الورق وقلمه ليكتب رساله ويربطها في قدم طائر يطلقه ليسبقهم الى المدينة لتقف ازميرالدا في مقدمة السفينة وتنظر الى الحراس والى لوكاس الذي يظهر عليه ملامح الدهشه والفخر .. والى كيرون والقائد وهما يتحدثان بسعاده
( مدينة سيبارو , قصر الملكة سوفيا ) في غرفة مطرزة بالذهب والفضة والحرير ومليئة بالخادمات تجلس إلزابيث أمام مرأة كبيره وهناك فتاه تقوم بتوضيب شعرها وتضع التاج فوقه بكل هدوء وحذر ,إلزابيث فتاة تشبة ازميرالدا كثيرا ولكن ملامحها حادة اكثر من ازميرالدا ولديها نظرات ثاقبه يطرق الباب عليها لتشير له بالدخول ليدخل احد الخدم يعطيها رسالة قد وصلت من البحر لتفتحها إلزابيث وتقرأها وهي تشرب في كوبها الذهبي المرصع بالماس لتتوقف عن الشرب ويسقط منها الكأس وتقف لتركض بسرعة خارج غرفتها
وبعد مرور يومين وإزميرالدا تقف على أول حرف السفينة تظهر لها مدينة هرمية الشكل واعلى هذا الهرم قصر أبيض محاط بالاسوار والطيور يخفق قلب ازميرالدا كثيرا ..هل كلام هؤلاء الناس صحيح بالفعل هل هذه المدينة التي ولدت بها.. اني اشعر بذالك في قلبي وقرارة نفسي انه الحنين للوطن .. تسمع إزميرالدا مع اقترابها للشاطئ اصوات الابواق التي تطلق من المدينه احتفالا بها اصوات عاليه وهناك العديد من الناس يقفون على الشاطئ يهيجون فرحا تصل السفينة الى الشاطئ وتنزل بالفعل في وسط احتفالات عارمه وابواق النصر والطبول في كل مكان يهتز صداها مع امواج البحر المطلامه
تجد ازميرالدا عربة كبيره في انتظارها يجرها ثامنِ أحصنه لتركب هي والقائد وكيرون ولوكاس فيها وتنطلق بهم الى القصر وجميع اهل المدينه يقفون ويرمونها بالورود ويتهافتون باسمها انها اكثر اللحظات اثارة وسعاده في حياة ازميرالدا ..شعرت الان انها قد اتخذت القرار الصحيح لمحاولتها الخروج من القلعه واكتشاف العالم .. وان شغفها قد قادها للريق الصحيح واعادها الى مدينتها .. واخيرا تصل الى بوابات القصر لتخرج من عربتها وتدخل القصر الملئ بالشموع وزجاج الشبابيك الزرقاء التي تعطي اضائه جميلة اللون بداخل ساحة وبهو القصر .. لتستقبلها الفتيات وياخذانها الى عرض الملكة والاميرة تنظر ازميرالدا حولها بفخر واثارة ويمشي خلفها لوكاس وكورين
الى ان تقترب من باب ساحة العرش لكنها تلاحظ الخادمات من حولها يرتجفن لتنظر في عيونهم فتجد ملامح الحزن والاسى  لترمقها احدى الخادمات بعد ان تلاقت عيناهما سويا فتجد ازميرالدا شئ غريبا جدا هل يعقل ان تكون هذه الخادمة هي ..وماذا جاء بها الى هنا ..؟؟!
(نهاية الجزء الرابع )
===========================================================
تستقبل الفتيات ازميرالدا وياخذانها الى عرش الملكة والاميرة, و تنظر ازميرالدا حولها بفخر واثارة ويمشي خلفها لوكاس وكورين الى ان تقترب من باب ساحة العرش, لكنها تلاحظ الخادمات من حولها يرتجفن لتنظر في عيونهم فتجد ملامح الحزن والاسى  لترمقها احدى الخادمات بعد ان تلاقت عيناهما سويا فتجد ازميرالدا شئ غريبا جدا هل يعقل ان تكون هذه الخادمة هي ..وماذا جاء بها الى هنا ..؟؟!
بالفعل انها أم أزميرالدا التي كانت تسكن معها في قلعتها السوداء فوق الجبل في المدينة التي كانت تعيش بها تتعجب ازميرالدا من وجودها ها هنا ولماذا ترتدي ملابس الخادمات وتمشي معهم.. تمسك الام بيد ازميرالدا وتضغط عليها قبل ان يفتح باب العرش ليدخلوا وتظل الخادمات على باب العرش لترمقها امها بنظره حزن قبل ان تغادر, تظل عين ازميرالدا معلقة بامها السابقة ليصيبها احساس عجيب بعدها فتتقدم مع لوكاس وكورين حتى تقترب من كرسي العرش و من امها واختها التي يرونها لاول مرة منذ زمن سحيق تركض الملكة سوفيا وابنتها الاميرة الزابيث ليحتضنا ازميرالدا بحرارة بالغة لتدمع عين ازميرالدا بعد ان رات اختها التي كانت تشبهها كثيرا مع فارق الملابس الحريرية التي كانت ترتديها اليزابيث وتاجها المرصع بالماس
تجلس بعدها الام على عرشها و تشير للحرس الذين يقتربون من لوكاس وتخبرهم ان ياخذوه الى غرفته لانها تريد ان تتحدث مع ابنتها على انفراد وبعد ان غادر تنظر الام الى كورين العجوز ليتحول الى قطه ويركض حتى يجلس على قدمها , يخفق قلب ازميرالدا مما راته للتو كيف لهذا الرجل ان يكون هوا القطه البيضاء التي كانت تمشي معهم طوال الطريق, لتخبرها الام هناك ان هناك الكثير من الاشياء التي لا تعلميها يا ازميرالدا نحن من عائلة عريقة جدا دائما ما كنا ورثة العرش , نتزوج لنزداد قوة فشئنا أم ابينا نحن نمتلك قدرات ليست لدى اي كائن اخر , لتقف ازميرالدا بدون رد على امها وهي في دهشه بالغة, لتقف اختها اليزابيث من كرسيها وتضع يدها على كتف ازميرالدا وتخبرها اننا من اعرق العائلات في السحر ولطالما حكم اجدادنا بالسحر شعوبهم , لتخبرها مثال على ذالك قطتنا كورين اذا لم نحولها لحارس يبحث عنك لما استطعنا الوصول اليكي .. ازميرالدا تخبرهم انها لا تمتلك قدرات خارقه مثلهم بل هي انسانه عادية جدا ,, لتضحك الام وتقف هي الاخرى لتضع يدها على كتف ازميرالدا الاخر وتخبرها ان جميع عائلتهم سحرة بالفطرة وان لديهم طقوس مختلفه فهم يستمدون قوتهم من حجر سحري تحتفظ به هذه العائلة منذ قديم الازل وتشير الام الى معصمها فهناك علامة تشبه المثلث في يدها وايضا اليزابيث تكشف عن معصمها لتجد انها تمتلك نفس هذه العلامة فتتعجب ازميرالدا انها تمتلك نفس هذه العلامه بالفعل.. وكانت تظن انها شئ عادي مجرد وحمه في يدها.. لتخبرها الام ان عائلتهم فقط من تمتلك هذه العلامة التي تميزهم جميعا فلا يستطيعون العيش بعيدا عن هذا الحجر .
فتخبرهم ازميرالدا ان هذا مستحيل فهي بكامل قوتها وهي تعيش بعيدة عن هذا الحجر الذي يتحدثون عنه .. لتخبرها سوفيا الام .. هل تصيبك حالات اغماء مفاجئة ؟.. يخفق قلب ازميرالدا بسرعة فلطالما كانت تصيبها هذه الحالة بالفعل ولم يستطع اي من الاطباء ان يعالجها .. لتخبرها الام بأن ترافقها فيتحركون جميعا ويمشون في ممرات ضيقة داخل القصر حتى يصلوا الى غرفة ذات باب صنع من سبائك الذهب ومطرز بالماس تفتحه الام بمفتاح معلق في سلسلة على رقبتها ليدخلو في غرفة مظلمة لا يضيئها الا الشموع المتناثرة في ارجاء المكان بشكل عشوائي لتجد ازميرالدا الكثير من الشموع حول حجر اسود اللون وغريب الشكل وضع فوق قاعده من الذهب
تنظر ازميرالدا للحجر ليدق قلبها لتنظر لها الام وتشير لها بان تلمسه تتردد ازميرالدا كثيرا وترتجف يديها حتى تمسك اختها اليزابيث بيدها وتضعها على الحجر وبرغم دفئ المكان لعدم وجود تهويه جيده الا ان الحجر ملمسه بارد كالثلج وملمسه ناعم يشبه قماش القطيفه .. تزداد الشموع اشتعالا حول ازميرالدا ويخفق قلبها بسرعة شديده وتاتيها اعراض الاغماء ولكن بدون ان يغشى عليها تشعر ازميرالدا بقوة شديدة لدرجه انها تستمع لاشياء تحدث من حولها كخطوات فأر يمشي بعيدا عنهم وصوت لهب الشمع وترى مشاهد لها في صغرها وهي تلعب في قلعتها السوداء وتتعدد المشاهد الا ان تنزع ازميرالدا يدها بقوة عن الحجر فما ان وضعت يدها عليه حتى احست بانه يجذب يدها نحوه وكانها اصبحت ملصقة بالحجر وما ان نزعت يدها بقوة حتى هدئت الشموع من حولها
فتنظر ازميرالدا لامها واختها في حماسه وبعض من القلق وهن ينظرن لها بابتسامه مليئة بالثقة لتخبرها الام انهم يعانون في الاونه الاخير من السيطره على البلد بسبب كثرة الحروب التي تاتي لهم من الاعداء الذين يسعون للوصول لهذا الحجر الملئ بالعجائب فلطالما كانت عائلتهم هي المالك والمتحكم في قدرات هذا الحجر الخارقه ويظفونها لمصلحتهم ..بعدها يخرجون جميعا بعد ان اخبرتهم ازميرالدا انها مرهقه من سفرها وفي حاجه لقسط من الراحة فتاخذها احدى الخادمات الى غرفتها الملكية التي جهزت خصيصا لها ..تجلس ازميرالدا على سريرها ليطرق باب غرفتها وتدخل امها السابقة وهي تضع لها العشاء على طاولتها لتهم ازميرالدا بالوقوف وتمسك بيدها قبل ان تخرج وتسالها لماذا كنت اعيش معكي بعيدا عن قصري .. تنظر لها الام في حزن وعينيها تدمع وتخبرها انها اعتبرتها ابنتها وانها فعلت ذالك خوفا عليها وعلى شعبها ..تتعجب ازميرالدا اكثر وتسئلها مما كنتي تخافين ؟ لتجيب الام ان الملكة سوفيا واثناء صغرهم كانت تنوي السيطره على كل المدن بالقوة لتصبح الملكة العظمى لكل البلاد واستخدمت قوتها وسحرها لتسخر كل شئ وتجعل كلماتها مسموعة بالحرف الواحد بسبب الخوف التي تبُثه في قلوب المحاربين .. وتخبرها ان لا تخدع بابتسامتها واحضانها المزيفه التي تتصنعها امامها فهي تملك من سواد القلب ما لا يمتلكه اي كائن اخر في قلبه .. هل حقا تعتقدين انها تبحث عنكي لانها تحبك انها تريد ان تمتص قوتك يا ابنتي عن طريق الحجر لتصبح قوتها مضاعفه ..انتي خلقتي بقوة اكثر من امك سوفيا واختك اليزابيث وهن يطمعن للسيطره عليها ..حتى يتثنى لهم المضي في حروبهم واسقاط البلدان والمدن .. كنت اتجسس عليها من صغرك
وما ان تاكدت من نواياها القذرة حتى قمت بخطفك انت واليزابيث ولكني لم استطع ان اركض بكما نحو الشاطئ فتركت احداكم هنا وكانت اليزابيث وقمت بتخبئتك انا وزوجي في مدينتنا بعيدا عن هذه المملكة الظالمه خوفا عليكي وعلى شعب هذه المدينة فكانت توعدهم الملكة انكي اذا عدتي لها سوف يعم الخير كله للبلاد فتزيد سيطرتها على الشعوب ويصبح شعب مدينتنا اغنياء وكان الفقراء يصدقون اقوالها المكذوبه ..لذالك استقبلك الشعب اعتقادا منهم انكي مخلصهم من الفقر .. ولا يعلمون ما تنوي هذه الام لفعله بكي حتى تزداد قوتها فتفرض قوتها ورايها على الجميع بدون ان يقاطعها اي احد
تستمع ازميرالدا لهذه الكلمات وتفكر قليلا في حيرة من امرها لتقرر سريعا كعادتها المندفعة.. وستألها اين مكان غرفه لوكاس؟؟ ..ليتجها سويا اليها وتطرق ازميرالدا الباب وتدخل فلا تجد احدا .. وتسال الخادمات فلا يجيبها احد فتتجه الى غرفة امها الملكة سوفيا وتطرق الباب لتدخل عليها وتسالها عن مكان لوكاس لتجيب الام انه خرج من القصر منذ فترة وجيزة ليسهر في المدينة ويستمتع باجوائها ولكنها تلاحظ الخوف في عيون ازميرالدا لتطمئنها انه سوف يعود قريبا وليس عليها القلق وتامر احدى الخادمات ان يصحب ازميرالدا لغرفتها كي تستريح من سفرها..تعود ازميرالدا الى غرفتها وتظل ممده على السرير وهي تنظر من نافذة غرفتها الى المدينة المضائة ليلا وي كان جميع المدينة ساهرون ولا ينامون ..وتظل تفكر في كلام امها السابقة الذي اثار في قلبها الخوف الشديد فكلما ظنت انها خرجت من قلعتها لتبحث عن شغف الاكتشاف وتعتقد ان الامور بدات تتحسن تكتشف انها تزداد سوئا والان في هذه اللحظة والاول مرة تشعر ازميرالدا بالندم على انها جازفت وخرجت لاستكشاف العالم
فقد اشتاقت الى غرفتها القديمة ومدينتها التي كانت تشاهدها من نافذتها .. تعود ازميرالدا بفكرها الشارد في مدينتها السابقة الى الوضع الحالي وتفكر ماذا افعل اذا كان هذا الكلام صحيحا يجب ان اسئل شخصا اثق به ولن اجد الا لوكاس ولكنه الان في المدينه يسهر ويتمتع بوقته ها هنا ..تخلد ازميرالدا الى النوم لتستيقظ على طرقات باب من احدى الخادمات التي تخبرها ان الملكة والاميرة في انتظارها على مائدة الفطور وقبل ان تخرج تاتي لها الخادمات بفستان جديد أحمر اللون بحروف سوداء ويضعن تاج شبيه بتاج اختها اليزابيث فوق راسها ويضعان العطر على يديها ورقبتها ويصحبنها الى المائدة تجلس ازميرالدا في رهبه شديدة وتنظر لامها التي لاتتوقف عن التحديق بعينيها والابتسام لها وعن اختها التي باتت تتفادى النظر لها فكم يشبهان بعضهما البعض
ينتهون من وجبه الفطور لتهم ازميرالدا بسؤال احدى الخادمات عن لوكاس لتجيبها الخادمه انه لم يعد بعد من ليلة امس فتقول ازميرالدا انها سوف تخرج للبحث عنه لتفاجئ بيد تمسك بكتفها بقوة لتنظر ازميرالدا لامها سوفيا التي تخفف بعد نظرة ازميرالدا لها قبضه يدها لتربت على كتفها بهدوء وتطمئنها انه سوف يعود واذا تاخر سوف ترسل حراسها للبحث عنه في كل مكان ولكنهم الان عليهم التوجهه للحجر ليمارسو عادتهم القديمه في كل صباح لتسئل ازميرالدا ما هي هذه العادات لتجيبها أمها
انها سوف تعرف بعد قليل تمشي الام وخلفها الحرس وكذالك اليزابيث وتمشي خلفهم ازميرالدا بخادماتها وحرسها للتسحب ام ازميرالدا السابقه وتهمس في اذن ازميرالدا انها وجدت لوكاس في الحبس في قاع القصر مع المساجين ليتغير لون وجه ازميرالدا لتجد نفسها امام هذا الباب الذهبي المرصع بالماس ليدخلن ثلاثتهم فقط وينتظر الحراس والخادمات بالخارج فغير مصرح لهم مهما حدث بالدخول لهذا المكان المقدس .. يقفن ثلاثتهم على شكل مثلث حول الحجر لتضع الام والاخت ايديهن على الحجر وتامر الام ازميرالدا بان تضع يدها هي الاخرة لتتردد ازميرالدا .. لتخبرها الام انها يجب ان تفعل كما يفعلن ..اذا ارادت ان تستغل طاقتها وتكتشف قدراتها التي سوف يستخرجها هذا الحجر العظيم .. هيا يا ازميرالدا فقط ضعي يدكي وسوف تضع اليزابيث يدها فوق يدك وانا ساضع يدي فوق ايديكن هيا يا حبيبتي ضعي يدك على الحجر .. لتفكر ازميرالدا قليلا وتسال لماذا لا تضعن ايديكن وانا اضع يدي فوقها تنظر سوفيا لاليزابيث ويبدو عليهن الارتباك لتجيب اليزابيث هذا هوا عرف اجدادنا ان تضع الام يدها فوق ايدي ابنائها .. هيا يا اليزابيث الوقت يمضي هيا حتى نخرج ونبحث عن لوكاس .. تضع ازميرالدا يدها وتضع اليزابيث يدها فوقها ثم سوفيا الام .. وتُتَمتم الام بكلمات غير مفهوم ليدق قلب ازميرالدا وتلاحظ ان لون شعرها بدا في التفتح واصبحت بشرتها تميل للون الابيض كانها تفقد شئ من جسدها كان روحها تخرج من جسدها وقبل ان تتم الام كلماتها الاخيرة يبدأ الحجر بالتحول في شئ عجيب من اللون الاسود الى اللون الابيض وفي اثنناء تحوله تسحب ازميرالدا يدها بسرعه لتضعها في الاعلى فوق يد امها واختها وتضغط بكل قوتها على ايدي امها واختها مع قوة سحب الحجر لايديهن لم تستطع احداهن ان تسحب يدها من اسفل يد ازميرالدا فكلما ازداد لون الحجر تفتحا كلما زادت قوة جذبه لايديهن ..لتصرخ الام واليزابيث بقوة شديدة وتشعر ازميرالدا بقوة شديدة بعدها ليتحول شعرامها للابيض كبشرتها وتتغير ملامح اختها ..ليتوقف توهج الحجر ويعود للون الاسود ويتوقف جذب الحجر لايديهن لتسحب ازميرالدا يدها وتسقط امها واختها على الارض .. لتاخذ ازميرالدا مفتاح الغرفه من رقبه امها وترتديها وتاخذ تاج امها الملكي ..فقد خارت قوى امها واختها وكانهن شارفن على الموت لتخرج ازميرالدا بعدها .. فيتعجب الحرس وهم ينتظرون الملكة والاميرة ..لتعود ازميرالدا للداخل لتخرج امها واختها وهي تجرهم على الارض .. لان الحراس لا يستطيعون الدخول الى هذه الغرفه
تأمرهم بعدها ازميرالدا بان ياخذوا امها واختها للحبس وان يطعموهم جيدا .. ينظر الحراس لبعضهم البعض ويلاحظون التاج الملكي ومفتاح الغرفه في حوزة ازميرالدا والملكة والاميرة اليزابيث قد تغيرت ملامحهم وخارت قوتهم وازميرالدا تبدو متوهجه وفي قوتها لينظر الحرس الى بعضهم البعض ويركعون للملكة ازميرالدا ويقومون بتنفيذ طلبها بحبس امها واختها .. وتامرهم باخراج لوكاس من الحبس .. لينفذ الحرس اوامر ملكتهم الجديدة وتعود ازميرالدا لتجلس على العرض وياتيها الوزراء والمستشارين لتخبرهم انها سوف تفرض قوانين جديده سيتم تنفيذها من الان واولها ان تقوم باعاده جميع الجيوش الخاصه بهم الذين يحاربون في بقاع الارض الى هنا فقد بدا من الان عصر جديد سيعم بالرخاء عليها وعلى شعبها .. فلديها فكر جديد من تكوين الصداقات مع المدن المجاورة لتعم الفائدة على ان تستولى على املاكهم
يهم الوزراء بتنفيذ اوامرها تنظر ازميرالدا للمفتاح المعلق على رقبتها وتبتسم وتامر امها السابقه ان تاخذ هي غرفة امها سوفيا .. وان لا تقوم بالعمل كخادمه مرة اخرى .. يعود لوكاس مع الحرس بعد ان اخرجوه من الحبس ليجد ازميرالدا تجلس على العرش لتدمع عيناه ويهم بالركض نحوها ليحتضنها بقوة وتدمع عينيه .. ويخبرها انه من المرة الاولى التي التقوا فيها وهوا كان يؤمن في قراره نفسه انها انسانه عظيمة وهذا هوا مكانها المثالي ..فقد حاربت كل مخاوفها من الروتين والطمع وكسر حاجز الخوف الذي يمنعك من تجربة كل جديد
( وبعد مرور عدة أيام ) .. اعلنت ازميرالدا ان عرسها سيكون غدا على فارس وشاب شهم يدعى لوكاس الذي سيتوج في عرسه لزواجه من الملكة وبالفعل كان عرس شهده الجميع فقد بدأ الرخاء يعم في ارجاء المدينة .. ومرت الايام والجميع في سعادة بالغة وبدات الاوضاع الاقتصاديه تتحسن ويجد الناس الطعام والشراب ويعم الرخاء والسلام
وفي يوم من الايام استيقظت ازميرالدا من نومها كعادتها فوجدت لوكاس جالس يحتسي شرابه امام الشرفه لتجلس بجانبه ليشبك اصابع يده في يدها ويبتسم لها وهي كذالك وتضع راسها على كتفه وهي تشاهد زقزقه العصافير بالخارج ولكنها تلاحظ شيئا عجيبا .. إن معصم لوكاس عليه هذه العلامة التي تميز عائلتها انها هي تلك العلامة التي تشبة المثلث في معصم لوكاس لم تلحظها سابقا بسبب الاساور المعدينه والذهبيه التي كان يرتديها يطرب قلب ازميرالدا وتقف ..لتذهب وتنظر في مرأة غرفتها وتضع يدها على سلسلتها لتتفقد مفتاح الغرفة المقدسة فلا تجد المفتاح في عنقها فتنظر للمرأه لتجد لوكاس يقف خلفها وينظر لها بعيون حادة .

النهاية
بقلم_عمر_ليمونه

ليست هناك تعليقات