إبحث عن موضوع

قصة مريم ❤

مريم

جاء اليه اتصال في المكتب من احد الجيران يخبره انه كان هناك حريق حدث في بيته و انهم ذهبوا بزوجته و ابنته الي المستشفي ، اغلق الهاتف و قام مسرعا و لحق به صلاح صديقه .
استقبله احد الجيران علي باب المستشفي و هو يدله علي الغرفة  . ساله محمود ( هو حصل ايه ) ، فاجاب الرجل ( شد حيلك )
  دخل مسرعا الي الغرفة و تبعه صلاح و وجد جثة زوجته علي  السرير مغطاه بشرشف ابيض و به بقع  دماء كثيرة ، ازاح الغطاء و نظر اليها و الي صغيرته بجانبها و هو جامد الملامح ، لم يبك ، لم يدمع ، لم يقل شيئا .
اخذ صديقه صلاح يشد بيديه و هو يبكي ليخرج ، لان المنظر صعب جدا و لكنه وقف ، وقف كثيرا ينظر  لزوجته التي  كانت جميلة . كان يتذكر ابتسامتها له ، فقد كانت هذه الابتسامة تخرجه من اشد احزانه ، والان ذهبت الابتسامة والاصح ذهبت الشفتين اللتان كانت تبتسما ، والادق ذابت هذه الشفاة .
انتهت الجنازة ، وذهب محمود الي بيته او ماتبقي من هذا البيت ليلقي نظرة عليه ، لقد تفحم كل شئ ، تحول كل شئ الي رماد .
ذهب بعدها الي بيت والده ليمكث عنده حتي تجهز شقته و تكون صالحة للمعيشة مرة اخري . اول ليلة صحي من نومه مفزوعا علي صورة ابنته و هي تبكي و النيران تحيط بها .
اخرج من محفظته ورقة مطوية و نظر فيها متحسرا ثم نظر لصورة طفلته علي الهاتف و قال ( انا اسف )

مرت ثلاثة شهور كان محمود فيها جالس عند والده ، حتي اعاد تجهيز شقته ، ف انتقل اليها .
نصحه ابوه كثيرا ببيع الشقة وشراء واحدة اخري و لكنه لم يوافقه ، كان ابوه يقول ان الشقة  (قدمها نحس) ، و لكن محمود اصر علي العيش فيها .
في هذه الفترة رجع محمود لعمله مرة اخري ، و حاول التعايش ، و ساعده في ذلك صديقه صلاح الذي كان صديقا له من ايام الجامعة و عملوا سويا في هذه الشركة واصبح بعد زواج محمود صديقا لاسرته .
في احد ايام العمل اخبر صلاح محمود بانه قد اشتري تذكرتان لاحدي المدن الساحلية و طلب من ان ياتي معه حتي (يغير جو ) و لكن محمود لم يوافق حتي بعدما الح عليه صديقه كثيرا .
ذهب صلاح بمفرده و قضي يومه الاول في السباحة و التنزه و عاد مرهقا الي الشاليه اللذي كان قد استاجره . استيقظ مفزوعا عن كابوس راه  و لما فتح عينيه وجد شخص يجلس في اخر الغرفة علي كرسي و لكن ملامحه ليست ظاهرة ف صرخ قائلا ( انت مين ) . فجاءه الرد ( حلمت بيهم صح )
عرفه من صوته ف اعتدل في سريره و اخذ يشرب من كوب ماء موضوع بجانبه ثم قال ( انت تقصد ايه )
ف اقترب الشخص الجالس حتي اصبح مواجها ل صلاح و قال ( انا كمان كل يوم بحلم بيهم ، بشوفهم بيصرخوا و النار حواليهم ،  تعرف  :علي اد ما حبيتها اوي علي اد ما كرهتها اوي ) .
بدا جسد صلاح يتراخي في سريره ، و هو يحاول ان يقوم ولكنه لا يستطيع ، اطرافه مخدرة ، و بدا يشعر بتنميل في لسانه ف حاول الكلام فلم يستطع ايضا ، فنظر لكوب المياه بجانبه و نظر للشخص الواقف امامه فوجده يبتسم .
فقال الشخص الواقف ( اللي انت شربته من شويه ده مخدر ، هيخليك متعرفش تحرك اي جزء من جسمك بس امتع حاجة انك هتحس بكل اللي هيحصل )
اخذ يرش عليه سائل له رائحة نفاذة ثم القي الزجاجة بجانبه علي السرير ، و اخرج ورقة من جيبه و اراها ل صلاح الذي فتح عينيه بدهشة لما راي ما كتب في اسفلها .
جلس الرجل علي كرسيه مرة اخري و اشعل سيجارة ويرمق صلاح بنظرات ساخرة ثم  القي عود الثقاب علي السرير ليشاهده و هو يحترق .
اخذ صلاح يحاول التحرق و لكن ليس له من قوة حاول ان يصرخ و لكن لا فائدة ايضا ، النيران تاكل في جسده و هو يبكي و ينظر للجالس بتوسل ان ينجده و الاخر لم يتوقف عن الابتسام له .

في شقة محمود
ما ان تدخل الشقة تجد امامك صالة ليست بكبيرة موضوع بها كنبة كبيرة و امامها طاولة علي اليمين و علي يسار الباب غرفتين المجاورة للباب :غرفة كانت صالون ، لم يشتري محمود واحد اخر بعدما احترق الاول مع الشقة و مفتوحة علي الصالة . وعلي اليسار غرفة كانت لابنته مريم و هي فارغة الان و مقفولة  ، في اخر الصالة علي اليمين و امام غرفة مريم تقع طرقة صغيرة وفي اولها المطبخ و بعده الحمام و في المقابل غرفة نوم محمود .
كان محمود قد انهي طعامه و اخذ الاطباق القي بها في حوض المطبخ و دخل الحمام ليغسل يديه
في الحمام تجد الحوض علي يسار الباب و فوقه مراة وفي الحائط المقابل للباب تجد ( بانيو ) مغطي بستارة حوله ، و الاضاءة بيضاء ( لمبة فلورسنت ) من النوع القديم الذي ياخذ وقت حتي يضئ و اللمبة معلقة فوق الباب .
انهي غسيل يديه و شعر و كان هناك خيال في المراة ، نظر للمرة الاولي و لكنه لم يجد شئ ، خرج مسرعا و اغلق النور و سار راجعا الي الصالة و سمع صوت النور يضاء مرة اخري .
ثبتت قدميه في الارض و لف بجسمه ببطئ و هو يرتعش من الخوف و سار تجاه الحمام حتي وصل الي الباب ، حاول ان يسترق نظرة بسرعة و لكنه شجع نفسه و ما ان دخل من الباب حتي سمع صوت المياه تنهمر من ( الدش ) ووجد خيالا لشخص يستحمي و هو يدندن .
حاول الا يصرخ و تقدم تجاه الستارة ليفتحها ببطئ و ما ان فتحها صرخ باعلي صوته وسقط علي الارض مغشيا عليه .

تقدم تجاه الستارة ليفتحها ببطئ و ما ان فتحها صرخ باعلي صوته وسقط علي الارض مغشيا عليه .
لم يعلم كم مر عليه من الوقت و هو فاقد الوعي و لكن سرعان ما فتح عينيه و تذكر ما قد راي هب واقفا و خرج من الحمام جريا الي الصالة و جلس علي الكنبة محاولا اقناع نفسه ان ماحدث هذا مجرد وهم  او هلاوس بصرية لا اكثر ، فما حدث في الفترة الماضية ليس بهينا . لعل رؤيتة لجثة زوجته و ابنته و هم في المستشفي .
جلس محركا راسه يمينا و يسارا كانه ينفض ما راي من ذاكرته ، استسلم للنوم بعد فترة ليست بقليلة علي الكنبة و استيقظ علي رنين هاتفه ، احد زملائه في العمل يخبره بموت صديقه صلاح .
ذهب الي العمل و الارهاق بادي علي وجهه ، ذهبوا الي قسم الشرطة ( هو و زملاء العمل و اهل صلاح ) لانهم يقولون انها جريمة قتل و ليست ميتة عادية ، فلقد مات الرجل محترقا .
كان الشاليه الذي اجره صلاح منعزل الي حد ما عن باقي الشاليهات ، و خاصة ان هذا ليس فصل الصيف حيث يعج بالمكان بالزوار .
احد حراس الشاطئ كان يتمشي علي البحر فلمح دخان يخرج من احد البيوت فاسرع الي هناك مبلغا الشرطة و هو ذاهب في طريقه .
عندما وصلت الشرطة  كانت الجثة قد تفحمت تماما و لم يعد لها اي ملامح .
اتصلوا باهل صلاح الذين حضروا في التو و حضر معهم الرائد عماد ابن عم صلاح .
اغشي علي والد صلاح (الحاج فتحي) من منظر ولده و هو متفحم ، و استجوبوا كل الجيران في المكان و استكملوا باقي التحقيقات في القاهرة .
حزن الجميع علي صلاح لانه كان من الشخصيات الاجتماعية و الودوة مع الجميع ، ولم يتضايق منه احد يوما .
انتهي عماد من التحقيق مع الجميع  و اخبر عمه (فتحي) ان يخبر الجميع ان السبب  كان تسرب غاز هو الذي ادي الي الحريق . فوافق عمه بعد اقناع عماد له . حتي جاء الدور علي محمود الذي كان التاثر باديا علي وجهه ، و كيف لا  فصلاح كان بالنسبة له اكثر من صديق .
في التحقيق
عماد : البقاء لله يا استاذ محمود ، انا مش عارف مين اللي  يعزي مين ، و البقاء لله في زوجتك و بنتك ، معلش انا كنت في مامورية و معرفتش انزل.
محمود : الحمد لله علي كل شئ ربنا يرحم الجميع .
اخذوا في الحديث عن صلاح و تذكر بعض المواقف المضحكة له معهم ثم استكمل :
عماد و هو محدقا لعين محمود باهتمام : انت كنت اقرب واحد للمرحوم ، مقالش ليك ف مرة ان في حد مهدده ، عليه فلوس لحد ، عامل مشكلة مع حد .
محمود : لا . هو مقاليش حاجة زي كده . بس ليه بتسال ؟
عماد : بص انا قلت لعمي يقول للناس ان اللي حصل ده بسبب تسريب غاز ، بس الحقيقية انه اتقتل ، حد خدره و وولع فيه وهو صاحي .
نظر محمود مندهشا من الكلام : ازاي ده حصل ! مين اللي ممكن يعمل كده  . طب ممكن حرامي دخل يسرقه مثلا ف قاومه ،او ممكن اتخانق مع حد علي البحر ، اصل استحالة حد ++++++((_
كان يستمع عماد باهتمام لكلام محمود ثم قال و هو مبتسم  : انا  جبت مكالمات صلاح كلها في اخر فترة و اكتشفت حاجة مهمة اوي ، بس الكلام ده ميطلعش لحد طبعا .
بان القلق علي وجه محمود و تلجلج قائلا  : اكتشفت ايه ؟
عماد و قد ارتاح في مقعده اكثر : انه كان علي علاقة بمرات واحد صاحبكوا .
ظل محمود ينظر له و هو صامت و قد زاد الارتباك عليه .
عماد مبتسما : تفتكر صاحبه ده هو اللي قتله .
تركه محمود و انصرف بدون ان يتكلم . عاد الي شقته قائدا سيارته بسرعة جنونية . اغلق الباب بغضب و اخذ يركل في الاثاث و يركل كل ما يقابله في و جهه .
دخل لينام علي سريره و هو يفكر في كلام عماد ، حتي غاب في النوم .
استيقظ علي صوت حركة في المطبخ و شم رائحة طعام يطبخ . نادي علي امه فهي معتادة ان تاتي اليه (و هي معها مفتاح للشقة ايضا ) خاصة بعد وفاة زوجته . ردت عليه مخبرة اياه ان ياتي ليتناول بعض الطعام
قام ذاهبا الي الحمام ، ثم خرج الي المطبخ و هو يري دخان كثير
( ايه الدخان ده كله يا ...) كان هذا محمود مخاطبا امه ، التي التفت اليه ليجدها زوجته كما راها اخر مرة في المستشفي ، شعرها معظمه محترق ، لحم وجهها متساقط و العظام بارزة من ورائه ، يتساقط من فمها سائل لزج اسود اللون .
ابتسمت له بدون شفاة ، فزع محمود و صرخ راجعا بضهره الي الحائط حتي التصق به و هي تقترب منه اكثر و هو يزداد التصاقا بالحائط اكثر ، اراد ان يتحرك و لكنه شعر برجله و كانها مغروسة في الارض ، فنظر للاسفل فوجد نفس السائل الاسود موجود علي الارض و هو لا يستطيع ان يتحرك فيه للزوجته الشديدة . اخذ منسوب السائل في الازدياد بسرعة حتي وصل الي اعلي بطنه في ثواني ، هو لا يعلم من اين اتي هذا السائل و ينظر يمينا و يسارا ليجد الشقة باكملها ممتلئة به . وصل السائل الي اول رقبته هنا اغمض عينيه و هو يعلم انه سيموت .
فجاة شعر بصوت يناديه
( انت كويس يا استاذ محمود )
فتح عينيه ببطئ و نظر للصوت فوجده جاره الحاج علي و وجد نفسه يقف علي السلم خارج الشقة و بملابس النوم . نظر للرجل مرة اخري و نظر حوله محاولا ان يتبين ان كان يحلم ام لا ، و اخذ يتحسس وجهه ليري ان كان هناك شئ مازال عالق به من السائل . فعاد الحاج علي سؤاله مرة اخري . فرد محمود بصوت مهزوز ( الشقة الشقة مليانة دم )
نظر له الحاج علي مرة اخري ثم قال ( تعالي يا ابني نشوفها ) . دخل الرجل الشقة ودار فيها كلها و عاد لمحمود الذي كان واقفا عند الباب و قال له ( الشقة فاضية يا ابني ، تلاقي بس الحادثة لسه ماثرة عليك )   فرد محمود ( ازاي الشقة كلها كانت غرقانة دم اسود ، و المطبخ في دخان )
فدار الرجل داخل  الشقة مرة اخري فلم يجد شيئا و قال مخاطبا محمود ( استعيذ بالله من الشيطان يا ابني الشقة فاضية اهي ، اتوضي وصلي ركعتين و متخافش من حاجة . و لو عاوز تيجي تبات معايا تعالي ، انا قاعد لوحدي زي م انت عارف )
سكت محمود قليلا و حاول ان يتمالك اعصابه امام الرجل و قال ( لا مش مستاهلة ، انا بس منمتش كويس ، هو انت ايه اللي خرجك بره ) . فتعجب الرجل ثم قال ( انا خرجت علي صوتك يا ابني و انت بتصرخ )
فنظر له محمود ثم اخذ ينظر للشقة مرة اخري و قال للرجل ( متشكر يا حاج علي انا هخش احاول انام شوية )
اقفل محمود الباب وراء الرجل و اخذ ينظر داخل الغرف ليطمئن ان الشقة خالية . لم يستطع النوم في ليلته بالطبع و ذهب الي عمله بعينين مجهدتين من قلة النوم و القلق . لاحظ زملاؤه عليه شروده و رجحوا انه بسبب حادثة موت صديقه و من قبلها موت زوجته و بنته ، و نصحوه بالذهاب الي البيت ليستريح .
كان يفكر طوال طريق العودة فيما حدث له امس ، هل ما حدث كان حقيقي ام كان حلما ، و ان كان حلم فمتي اصبح يسير و هو نائما ليجد نفسه يصرخ علي باب الشقة . هل يحكي لوالده عما حدث قبل ان يحكي له الحاج علي ، ولكن سيضطره والده الي بيع الشقة . و ما احتياجه حقا الي هذه الشقة الان انها لا تحمل الا كل ما هو سئ ، حتي الذكريات السعيدة التي كانت بها تلطخت بالخيانة و الكذب .
جاؤه في اليوم التالي اتصال من الرائد عماد يعلمه بانه سيزوره في بيته . جلس عماد علي الكنبة منتظرا مجيئه . و قد وضع اسفل قدمه سكينا .
رن جرس الباب  فقام متباطئا و فتح الباب ومحاولا ان يتسم بالهدوء و نظر للخارج فلم يجد احد
التفت وراؤه فرأي صغيرته مريم تنظر له بعينيها الزرقاوتين اللتين طالما اسرتاه ، كانت جميلة بحق ، و كانت هذه المرة في ابهي صورها ترتدي فستان احمر يصل الي ركبتيها و تضع شريطة حمراء علي راسها تزيدها جمالا علي جمالها . مدت يدها اليه ان ياتي اليها فوجد نفسه يسير في اتجاهها ، ما ان امسك بيدها شعر بسخونة شديدة في يده و كانها تحترق  ، حاول افلات يده منها و لكنها امسكتها بقوة و شدت بيديه الي داخل غرفتها .
تركت يده فنظر لها فوجدها شديدة الاحمرار ، نظر ناحية مريم فوجدها تشير له علي الحائط ليجد رسمة صورة طبق الاصل منها و كانها طبعت علي الحائط فنظر لها فوجدها تبتسم له ، ثم نظر مرة اخري الي الحائط فوجد الرسمة تصرخ في وجهه و قد خرجت من الجدار و اتحولت للصورة التي كانت عليها في المستشفي ، تحول لون العينين الازرق الي احمر و الدم يسيل منها ، تساقط الشعر و احترقت فروة الراس بالكامل و ينساب من بين فكيها نفس السائل الاسود اللزج
صرخ متراجعا الي الوراء و تعثر و هو يقوم حتي خرج من الغرفة .
( شوفت عفريت جوه ولا ايه )
كان هذا عماد واقف داخل الشقة و بجوار الباب يخاطب محمود و قد راه يخرج جارايا من غرفة مريم وهو يصرخ
نظر محمود ناحية الصوت و نظر مرة اخري داخل الغرفة ، فوجدها فارغة كما كانت .
حاول التماسك امام عماد ، واقترب بخطوات بطئيئة من الكنبة حتي جلس و نظر تحت قدمه في المكان الذي وضع فيه السكين .
قال عماد وهو مازال واقفا في مكانه ( انت اللي قتلتهم صح ، طب البنت الصغيرة كان ذنبها ايه )
فاجاب محمود و هو يبكي ( كان لازم يموتوا ، الخيانة تمنها القتل ) و اخرج السكين و طعن نفسه في بطنه حتي وقع ارضا .

يقول عماد في التحقيق بعدها ( انا كنت بستفزه عشان يعترف بقتل صلاح ، من سجل المكالمات بتاعت شركة المحمول لقيت  صلاح كان بيتكلم مع رقم في اخر سنة فترة كبيرة و في بينهم رسايل كتير و لما سالت علي الرقم عرفت انه متسجل باسم ( ايه ) مرات محمود . شكيت ان ممكن يكون محمود عرف و هو اللي موت صلاح و اتاكدلي الشك لما اتوتر قي التحقيق لما جبت سيرة سجل المكالمات . لما روحتله يوم ما مات ، لقيت باب الشقة مفتوح و محمود خارج من اوضة علي الشمال بيصرخ ، و اعترفلي انه هو اللي قتلهم ، و الورقة دي لقيناها في محفظته و اعتقد ان هو ده الدافع اللي خلاه عمل كده )
ثم اخذ ورقة من جيبه و اعطاها لوكيل النيابة امامه لينظر فيها ، ثم اعطاها للكاتب بجانبه و قيد ما فيها في دفتره .

قبل الحادثة
كان يمشي في الشارع راجعا الي بيته ، وهو لايعلم اين يذهب كادت ان تدهسه سيارة مسرعة لانه لم يكن منتبها الي الطريق ، اخذته قدماه الي الكورنيش فوقف ينظر الي المياه كثيرا و هو يفكر ان يرمي بنفسه اليها . اخرج من جيبة ورقة و نظر فيها مليا ، ثم طواها ووضعها في محفظته .
عاد الي منزله بعد منتصف الليل ، فوجد زوجته في انتظاره و اخذت تلومه علي تاخره و عدم رده علي مكالماتها و كانت ابنته مريم مستيقظة ف ابتسمت له و هي تحبو اليه حتي يحملها ، نظر اليها ثم تركها و دخل الغرفة دون ان يتكلم ولو كلمة واحدة.
ظل راقدا في سريره يومين ، لم يغادره الا للذهاب الي الحمام و العودة مرة ثانية ، وزوجته تساله عما الم به ، و في النهاية اخبرها بان هناك مشكلة بينه و بين والده .
مر شهر تحول فيه هذا البيت السعيد الي مكان اخر حزين ، يعود محمود من عمله يدخل غرفته لا يغادرها الا صباحا متجها لعمله مرة اخري . لا يتحدث مع زوجته ، لا يلاعب طفلته ، فقط منعزل في غرفته .
قبل حادثة الحريق بيوم ، ذهب الي سرير ابنته التي استيقظت بمجرد ان اقترب منها و ابتسمت له و رفعت ذراعيها حتي يحملها اليه . نظر لها متاملا جمال ملمحها و برائتها التي لا تشوبها شائبة ، احتضنها كثيرا و هو يبكي ، ثم اقترب من اذنها هامسا ( انا اسف ، مفيش حل تاني ) ، ووضعها في سريرها ثانية و غادر متجها الي سريره ، اخرج ورقة من جيبه و ضعها امام وجهه و اخذ يبكي بشدة ، مكتوب في اخر الورقة    ( التشخيص : عقيم )

بعد الحادثة ب 10 سنين
انتقلت الي الشقة اسرة جديدة بعد ان ظلت مقفولة طيلة هذه المدة ، و ابنهم الصغير يلعب باحدي لعبه في غرفته ، سمع صوت همسات فنظر وراؤه فوجد فتاة صغيرة تحمل دمية في يدها و ترتدي فستانا احمر اللون ، و تشير له بيدها أن يقترب : 
( تلعب معايا )

تمت.....

في انتظار آرائكم 🌷🌷🌷🌷🌷🌷

ليست هناك تعليقات