إبحث عن موضوع

قصة 💜

انا " شيماء " ، عندي 27 سنة ، متجوزة وعندي ابن ..
جوزي صاحب شركة للتجارة ، وبالنسبة للظروف المادية فكانت مُيسرة والحمدللَّه
في يوم .. انا فاكراه كويس ، كان يوم 4 يناير ، كنت واقفة في البلكونة ، الجو كان برد جداً ، والمطرة كانت قوية ، وانا الصراحة بحب المطرة فوقفت في البلكونة اراقبها وانا ماسكة كوباية القهوة الي متعودة اشربها كل يوم .. عيني جت على حاجة غريبة في الشارع ، احنا عندنا في المنطقة نظام الشارع بيبقى عبارة عن صفين فيهم بيوت ، وفي النص شارع واسع وكبير وكل فين وفين لما عربية تعدي .. المهم
لمحت شخص ماسك حاجة زي شوال ، وماشي بيه على الرصيف ، انا استغربت جداً
مين الي يمسك شوال ويمشي بيه في عز البرد والمطرة ؟
ركزت معاه ، ومع الإضاءة الي كانت منخفضة جداً كانت المراقبة صعبة ، بس مش مستحيلة
شفته وقف مرة واحدة ، النور كان مبين جسمه بس مش مبين ملامحه ، لقيته طلع سكينة من جيبه ، وقطع الشوال ده وطلع حاجة ، جسم كبير ، او !
ده بني ادم !
بني ادم متكتف ، بيقاوم بس مقاومته ضعيفة ، بلعت ريقي في خوف وانا براقب المشهد
فجأة ، وبكل جرأة ، رفع الشخص ده السكينة ، وزرعها في صدر البني ادم الي خرج من الشوال !!
سمعت صوت صرخة بسيطة جداً ، ميسمعهاش غير الي مركز مع المشهد من اوله .. لأخره !
حسيت بقبضة في قلبي ، وحسيت ان الراجل ده ممكن يبصلي في اي لحظة ، فرجعت لورا ودخلت للصالة قبل ما يشوفني !
جه جوزي من الشغل متأخر ، ومرديتش اقوله على الي شوفته ليقول عليا مجنونة او بخترف ، التزمت الصمت
في الليلة ديه ، حلمت بشخص واحد بس ، شخص ملامحه غريبة ، اعرفها بس مش فاكرة اسمه ، كان بيبصلي بثبات غريب ، وبيقولي ببرود
" مساعدتنيش ليه وانتي شايفاني بموت ؟ "
" انتَ مين ؟ "
" زي ما قتلني .. هيقتلك ! "
قالها عشان اصحى من النوم وانا بتنفس بصعوبة والعرق مالي جسمي كله .. حسيت ان جسمي متكسر فقررت اني افضل في السرير لحد ما ارتاح شوية
كعادتي صحيت " معتز " إبني عشان يروح المدرسة ، وصحيت " محمد " جوزي عشان شغله ، ولما الاتنين صحيوه ، حضؤتت الفطار ، سمعت صوت زعيق من الشارع برا ، فسبت الي في ايدي وروحت اشوف فيه ايه ..
كان فيه ناس كتير متجمعا في الشارع حوالين حاجة ، وعربية الشرطة واقفة ، ووراها عربية الإسعاف بيشولوا جثة من على الارض وعلى وشها ملايا بيضاء من عند الوش غرقانة دم !
حاولت ماحطش علاقة بالي حصل امبارح وانهاردة ودخلت كملت عمايل فطار ..
بعد ما مشيوه بدءت اروق ، واعمل الغدا وحاجات البيت العادية
رجع " معتز " من المدرسة ، كّل ونام ، و " محمد " كلمني وقال انه هيسهر في الشغل
الساعة جت 11 بليل ، وحسيت بصداع شديد فعملت قهوة ، وانا بفكر في الي حصل امبارح وعلاقته بالي حصل انهاردة
روحت اوضة النوم ، وجبت الرواية الي بقرأها الي اتعودت احطها على الكومودينو وجنبها النضارة ، مسكتها ، ولبست النضارة ، وروحت البلكونة
فتحت النور ، وقعدت على الكرسي ، وفتحتها وبدءت اقرأ
اندمجت فيها ، لحد ما تقريباً قريت فوق الـ 70 صفحة ، والي قطع اندماجي وتركيزي .. صوت حاجة بتزحف على الارض !
مش في الشقة .. في الشارع !
قفلت الرواية ، وقُمت من مكاني وبصيت من البلكونة !
نفس الراجل الي قتل امبارح .. ماسك شوال بس المرادي بيزحفوا على الارض .. وقفوا في نفس الحتة الي وقف الجثة بتاعت امبارح فيها .. قطع الشوال ، وخرج من تحتيه راجل تخين ، مُكبل ، مشفتش ملامحه بسبب الضلمة ، النور الخافتمخليني اشوف الهالات الي حوليهم بالعافية ..
خرج الراجل ده السكينة ، ودبها في قلب البني آدم المكبل ده !!!!
بدء يقطع في لحمه.  بدء يشوه ملامحه .. كان مع كل طعنة قلبي بيوجعني .. انتهى من كل ده ... و ... و ... و ..
بصلي !!
اكتشفت ان نور البلكونة شغال وملفت للنظر !!
حسيت بإبتسمته الشيطانية ، رفع السكينة على رقبته ومشاها عليها من غير ما يلمسها ، بعلامة الموت !!!!!
دخلت جوا بسرعة ، ققلت نور البلكونة ، دخلت اوصة النوم وقعدت على السرير افكر .. هعمل ايه ؟
هيقتلي زي ما بيقتل الناس ديه ؟
ولا ايه ؟
ابلغ البوليس ولا لأ ؟
طب لو بلغت هيصدقوني ؟
طب لو بلغت ومعملوش حاجة ، اكيد هينتقم مني !
طب ما هو كدة كدة هيموتني !
اعمل ايه ياااارب !؟
حسيت اني عايزة انام والنوم غالب عليا جداً ، فمددت جسمي ونمت ..
* * *
في اليوم التالي ، صحيت " معتز " وراح مدرسته ، و
'' محمد " وراح شغله ، مكنتش قادرة اعمل حاجة ولا قادرة اتحرك ، وعقلي شغال في الي حصل امبارح ، زي امبارح بالظبط ، كان فيه ناس متجمعة وعربية شرطة واقفة ، وعؤبية اسعاف بتحمل على السرير الناقل جثة لراجل تخين ، باين ان تخين من الملايا ، والملايا تقريباً كلها مليانة دم !
سمعت صوت خبط على باب الشقة ..
اترددت لحظات بس في الاخر فتحت الباب ، كان ظابط ومعاه عسكريين ، قالي
" ممكن ادخل ؟ "
" فيه حاجة حضرتك ؟ "
" تحقيقات عشان الجثتين "
" اتفضل "
دخل هو والعسكريين ، كان بيبص في كل مكان في الشقة آكني انا القاتل ، بدء يدور يمين وشمال ، فقلتلوا بعصبية
" حضرتك بتدور على ايه ؟ ، وغير كدة المفروض اذن نيابة ، انت بتدور على حاجة من غير أذن نيابة ! "
بصلي وابتسملي ببرود ، وقال
" انا حكومة ، يحقلي اعمل اي حاجة من غير أذن النيابة بتاعك ده ، ويحقلي لما اشك في حدرالتزم اللازم معاه "
" وحضرتك شاكك فيا ؟؟ ، ايه هو دليلك ؟ "
" المجرم برئ ... حتى تثبت جريمته ! "
قالها وهو بيقعد على الكرسي ، وبيقول
" جالي طلاطيش كلام انكم لسة ساكنين جديد "
" وده ايه علاقته بجريمتين القتل ؟ "
" ردي على سؤالي بإجابة ، مش بسؤال ! "
" ايه ؟ "
قام وهو بيخرج سيجارة من علبته ، وولعها ، انا بكره جداً السجاير ، لكن فيه حد يقدر يقول للحكومة « لأ » ؟؟
قال وهو بيبص ناحية اوضة النوم
" الغريبة يا مدام ، ان الحادثتين يحصلوا قدام بيتك ، وفي نفس المكان تقريباً ! "
" ايوا "
" تفتكري ليه ؟ "
" القاتل مزاجه يقتل هنا ، انا اقدر اقوله لأ ؟؟ "
ضحكت وانا بقول الجملة ديه ، حسيتها هتستفزوا وفعلاً اسفتزتوا ، ولقيتوا بيقول
" يعني انتي القاتلة ؟ "
استغليت انشغاله بالموضوع ، وقلت
" انتَ شايفني قاتلة ؟ "
" ردي على سؤالي ! "
" لا مش قاتلة "
" طب ليه قلتي الجملة الغامضة ديه ؟ "
" بحاول ادي انطباع للموود الي احنا فيه بالغموض "
" انتي بتتريقي ؟ "
" لأ حضرتك .. "
" شكراً لحست الضيافة ... ولكن انا هجيلك تاني ، انت مشكوك فيكي زي ما كل الناس مشكوك فيها ! "
قالها ، وهو بيأمر العساكر تمشي وراه ، فتح الباب ومشي ..
في اليوم ده " محمد " اتأخر ، اتصلت بيه كتير مردش
الساعة جت 11 و " معتز " كان نام .. فضلت سهرانة على التيلفزيون لحد ما زهقت وقفلته
حسيت برغبة شديدة اني اخش البلكونة واشوف القاتل !
دخلت البلكونة ، وبصيت منها على نفس المكان الي بيقتل فيه ، كان موجود ، وكان قدامه جثة صغيرة ، متهيألي لطفل او لطفلة ، وعمّال يطعن فيها ، يطعن يطعن ، وصوت تقطيع اللحم بيتردد في وداني !
فجأة بصلي !
اترعبت ، وكعادتي دخلت جوا ، قعدت على الكنبة سرحانة
فجأة باب الشقة اتفتح ، اكيد ده " محمد "
قمت من مكاني ، وروحت لباب الشقة عشان احضن " محمد " زي ما اتعودت كل يوم لما يجي اعمل كدة ، ولكن اتفاجئت بشخص لابس لبس اسود ، ومغطي راسه بقناع اسود ،  وماسك سكينة غرقانة دم !
صرخت وانا برجع لورا ، خلع الراجل ده القناع .. وكان .. كان .. كان " محمد " !!
" محمد ؟؟ ، ليه ، بتعمل كدة ليه !! "
ضحك بقوة وهو بيقول
" انتي هبلة ؟ ، يا مجنونة ! "
" مجنونة ؟؟ "
" انتي عمرك ما هتفهمي ، انتي مفكرة اني عندي شركة فعلاً ؟ ، مفكرة ان الفلوس ديه كلها والبيت ده جه من الفلوس الحلال ؟ ، مفكرة ان علاجك ده ببلاش !؟ "
" علاجي ! ، مش فاهمة ؟ "
" انتي بتتعالجي من التهيؤات والخيالات بقالك سنة ، انا كنت شغال محاسب في بنك بس المرتب مكنش بيقضي ، مكنتش عارف اعمل ايه غير اني اسرق ، سرقت واتقفشت ، ولكن فيه حد ابن حلال خرجني وقالي اني اعملوا اعمال كتير ، ويديني بدالها فلوس ، وعشان اجيب فلوس كنت لازم اقتل ، وعشان ابعد الشبهات عني كنت بقتل بليل ، وبحطه قدام البيت ، وعشان ضميري كنت ببلغ ، كنت بسيب الحكومة هي الي تعمل شغلها ! "
" محمد ، انت بتهزر صح ؟ "
" لا ، مبهزرش ، وطلاما عرفتي الحقيقة ، فلازم الحقيقة تدفن مع صاحبها ! "
قرب مني وهو ماسك السكينة وبيبتسم بشيطانية !
رجعت لورا لحد ما لزقت في الحيطة ، قرب مني لحد ما وصل قدامي ، وقرب السكينة من وشي !!
فضلت احرك ايدي في عشوائية، لحد ما حسيت اني بلمس حاجة ، كانت الأباچورة الي في الصالة الي على الترابيزة !!
مسكتها وضربتها على راسه ، فوقع على الارض والسكينة اتنطرت بعيد عنه
نمت عليه ، ومسكت السكينة ، ودبتها في قلبه !
فجأة .. كل حاجة اتغيرت ، لبسه اتغير بقى لبس جوزي العادي ، لبس البيت !!
كل حاجة اتغيرت ، ظهر قدامي خيال طويل اسود ، ملامح مطموسة ، بس انا حاسة على وشه علامات الانتصار والسخرية !!
انا قتلت جوزي !!
جوزي مكنش له ذنب في حاجة !!
جوز مكنش القاتل !
انا القاتلة !
انا بقالي سنة بتعالج من التهيؤات !
محدش قادر يصدق اني بشوف عفاريت !
محدش مقتنع اني بشوف الميتين !
واكبر دليل اني شايفة جوزي واقف قدامي بيبتسملي ، وجثته تحت ايدي !!
ابتسمت بشيطانية ، وقعدت على الكنبة كتبت كل حاجة ، وانا اهو ، بكتب اخر كلماتي .. انا هقتل نفسي ، يمكن الحياة هي الي مش متقبلاني ، انا عندي هبة اني اشوف الميتين لكن البشر الاغبية مفكرنها مرض ولعنة .. يمكن لما اموت الاقي الي يقدر هبتي صح .. وشكراً للقراءة !
-
ملحوظة : تم العثور على جثتي الزوج والزوجة ..
" شيماء عبد الحفيظ "
" محمد رسول "
وذلك بمحل إقامتهم ...
وعلى الطفل " معتز محمد رسول " نقله إلى عمه اللواء المتقاعد " سيد رسول "
--
تمت

ليست هناك تعليقات