إبحث عن موضوع

قصة المثلث 📐 الجزء السادس و الاخير

المثلث
(الجزء السادس و الأخير)

- الووو ... ايوة يا خالتو ، اهدي مش عارف اسمعك .
- يا (امييير) امك اتصلت بيا من حوالي نص ساعة لأن تليفونك كان مقفول و لما رديت عليها لقتها بتعيط و بتقولي انها خايفة و انها بتشوف حاجات غريبة فالبيت و ان ابوك نايم و هى مش عايزة تصحيه لأنه تعبان فلما كلمتك و لقت تليفونك مقفول اتصلت بيا و قالتلي ع اللي بتشوفه ف قلتلها اني هروحلها و عقبال ما لبست و روحت لقيت لمة و عربيات مطافي و اسعاف تحت البيت و لقيت شقتكوا مولعة و ابوك و امك ماتوا متفحميييين ......

انا اول ما سمعت الكلام ده من خالتي مقدرتش اتمالك نفسي و التليفون وقع من ايدي و قعدت ع الارض و فضلت ابكي و اصرخ زي الاطفال الصغيرين ، قربوا (محمود) و (فاطمة) مني و سألوني (في ايه اللي حصل ... في ايه اللي حصل) وقتها كنت مش دريان بأي حاجة حواليا و كل اللي كنت بقوله ( اهلي ماتوا ، اهلي اتفحموا ) .......
عدى وقت معرفش قد ايه و انا منهار و مش مصدق و كل اللي قادر اعمله اني ببكي ، لحد ما (محمود) اخدني و قومني بالعافية و دخلني الحمام و غسلي وشي و حسيت بعدها اني بدأت افوق من الصدمة و استوعب اللي حصل و قعدت حكيت ل(فاطمة)و ل (محمود) اللي خالتي قالتهولي و كان ردهم اني لازم اتمالك نفسي و ان هم هيفضلوا جنبي و مش هيسيبوني .

نزلنا من بيت محمود احنا التلاتة و روحنا بيتي او اللي كان بيتي ، و اول ما وصلنا لقينا عربيات مطافي و شرطة و اسعاف و الجيران كلهم متجمعين تحت العمارة و اول ما شافوني بصولي بشفقة و حزن و قالوا لواحد من الظباط (ده امير ابن اللي ماتوا ف الانفجار) ، قرب مني الظابط و كان ف عيونه نظره شفقة و حزن .

- البقاء لله يا ابني ، انا العقيد (رشدي) ، معلش لازم تيجي معانا القسم علشان ناخد اقوالك و بعدها تروح المشرحة تتعرف علي الجثث .
- حاضر حاضر يا فندم بس احنا لازم نيجي معاه لأنه تعبان جدا بسبب اللي حصل.
- و انتوا مين ؟ .... قرايبه ؟
- لا يا فندم احنا اصحابه و هو كان معانا وقت ما جاله التليفون من خالته و قالتله اللي حصل .
- خالته !!.... ازاي هو له خالة تانية غير اللي ماتت ف الانفجار مع ابوه و امه ؟
- ماتت ؟؟؟؟؟ ..... ماتت ازاي ؟؟؟؟ .... امال مين اللي اتصل بيا ؟
- اكيد خالتك التانيه .
- خالة مين ؟ ..... انا مليش غير خالة واحدة .
طلعت تليفوني و بصيت على سجل المكالمات لقيت اخر رقم متصل بيا متسجل بأسم (un known) يعني غير معروف و كمان مش ظاهر رقم ، بصيت للظابط و قلتله.
- لا انا مليش خالة تانية ، و بعدين انتوا عرفتوا منين ان الجثة التالتة تبقى جثة خالتي؟
- التحريات الاولية قالت ان البواب شاف خالتك طالعة لوالدتك قبل الانفجار بدقايق و قال انها منزلتش تاني ، و لما جبنا رقم جوزها و بلغناه راح و اتعرف علي جثة و قال انها جثتها فعلا .
- ازاي يعني ؟
- ازاي ايه ؟؟ ..... ما ممكن يكون اللي اتصل بيك حد من الجيران .
- حد من الجيران ازاي ؟ .... و الرقم اللي اتصل بيا كان رقم خالتي .
- طب و هو موجود ع التليفون ؟
- اه بس لما شوفته دلوقتي لقيته من غير رقم و من غير اسم .
- معلش يا حضرة الظابط هو (امير) اكيد اعصابه تعبانه من الصدمة و من اللي حصل و ممكن يكون اللي اتصل بيه حد من الجيران و هو اتلغبط او مش مركز دلوقتي بسبب اللي حصل .
- طيب طيب هو عموما ده لا وقته ولا مكانه ، انتوا تركبوا العربية مع امين الشرطة و العسكري و تروحوا القسم تستنوني ف المكتب علشان هاجي وراكم بعد ما نخلص معاينة لمسرح الجريمة و نكمل التحقيق .

فعلا ركبنا العربية انا و (محمود) و (فاطمة) و اثناء ما احنا ف طريقنا للقسم لقيت العسكري اللي سايق بيقول ل أمين الشرطة اللي قاعد جنبه .
- العربية السودة دي ماشية ورانا من اول الشارع .
- طب اقف اقف علي جنب، و انا هنزل اشوف مين دول .
- طب و المتهمين يا باشا؟
- متهمين مين يا ابني ده واحد بيته انفجر و احنا واخدينه علشان يدلي بأقواله و دول اصحابه .
- ايوه صحيح ، معلش يا بيه اصل انا متعود يركب معانا مجرمين .
- لا يا سيدي احنا مش مجرمين ، بس انا شايف انه من الافضل يا فندم ان حضرتك متنزلش و اننا نكمل فطريقنا للقسم .
- ازاي نكمل و هم ورانا ما ممكن يكونوا ارهابيين او حد مترصد بيكوا ، انتوا ليكوا اعداء؟
- لا لا يا فندم اعداء ايه احنا بس.....
فجأه قطع كلام (محمود) مع امين الشرطة صوت انفجار عجلات العربية اللي وقفت فجأة و اول ما وقفت نزل منها امين الشرطة علشان يشوف في ايه و اشمعنى العجل انفجر فالشارع الساكت ده ، ساعتها لقينا العربية اللي ورانا نزل منها رجالة اجسامهم ضخمة جداااا و معاهم اسلحة كتييير كأنهم جيش ، و بدأو يضربوا رصاص علي امين الشرطة لحد ما وقع قدامنا و بعدها جم جررري على عربية الشرطة اللي احنا فيها و فتحوا الابواب و خرجونا و غموا عنينا بقماشة سودة انا و (فاطمة)و (محمود ) و بعدها سمعنا صوت العسكري اللي كان سايق .
- انتوا مييين و عاوزين مننا اييه ، لاااا انا مليييش دعو...

فجأة سكت صوت العسكري اول ما سمعنا صوت رصاص و بعد كده مشونا قدامهم و احنا مش شايفين حاجة و ركبونا العربية بتاعتهم من غير ما يقولوا و لا كلمة مع اننا انا و (محمود) و (فاطمة) اتكلمنا كتييير و شتمناهم اكتر لكن هم مكنش لهم اااي ردة فعل ، فضلنا فالعربية وقت كتييير معرفش قد ايه لكن ف الاخر العربية وقفت و نزلونا و فضلنا ماشيين ماشيين لحد ما حسيت ان انا ف مكان مقفول و هاااادي جدااااا ، و من العدم ظهر صوت رجل و قال .
- شيلوا اللي عينيهم ده .

فعلا شالوا القماشة اللي كانت على عينينا و اخدت فترة كده حوالي دقيقتين علشان اقدر اشوف كويس و اليكم المشهد كالتالي .

احنا ف اوضة كبييييرة او قاعة ، فخمة جدااااا و في ف اخرها طرابيزة اجتماعات مدورة و عليها رمز المثلث و قدام الطرابيزة دي مكتب فخم جداااا و ع الحيطان كلها صور للنجمة الخماسية و صور للنجمة السداسية و صور ناس متجمعين حوالين واحد مدبوح و صور ناس شبه المسوخ و صور لناس بتسجد لخيال قدامهم ، و كان حوالينا الرجالة اللي اجسامهم كبيرة و ملثمين دول و كانوا مبينطقوش حرف ، و قدامنا رجل لابس بدلة سودة و لابس علي راسة حاجة زي القناع مغطي راسه كلها كده لكن شكله قبيح اوي و اسووود و شبه (الكبش) و يخوف ، رفعت عيني و بصتله و اول ما بصتله قال .
- ها هتفضل تبص حواليك كتير كده و تندهش !!
- انت مين؟؟ .... و مين دول ؟؟؟ .... و احنا هنا بنعمل ايه؟
- انا مين ؟ ...... ده شئ ميخصكش لكن كل اللي هقدر اقولهولك ان انا واحد من الناس اللي انت حاولت تسرق منهم شئ يملكوه و حاولت كمان تقتحم عالمهم ،،،،،
مين دول ؟ ..... دول رجالتنا .... و بيعملوا ايه ؟؟ .... ده سؤال اجابتة تقودنا ل اجابة سؤالك الاخير ....... دول اللي هيموتكو طا ، و انتوا هنا عشان تموتوا ، او مش كلكوا تموتوا !!!!
- يعني ايه مش كلنا نموت ، و بعدين انت مين علشان تحيِ و تموت ، ولا انتوا فاكرين نفسكم هتحكموا العالم بجد زي ما بتحلموا ؟
ضحك الرجل ضحكة باستهتار كده لما محمود قاله الكلام ده و رد عليه و قاله .
- يا حبيبي احنا بنحكم العالم فعلا ولا انت مش واخد بالك ولا ايه ؟ ،، احنا بنتحكم فكل حاجة ف حياتكم ، احنا اللي بنخليكم تشوفوا ايه و امتى ، احنا السوشيال ميديا ، احنا مواقع الانترنت ، احنا موبايلاتكم و كل جهاز بتستخدموه ، احنا الميديا و الاعلام ، احنا الحروب الاهلية و الفتن و الثورات ، احنا الجماعات المتطرفة اليسارية و اليمينية و العلمانية و كمان الاسلامية و الدينية ، احنا الحكام الحقيقين لعالمكم ،،،، و اظن انت عارف ده كويس من اللي قريته و اظن كمان انك عرفت زيادة عن اللزوم .
- اه و عرفت كمان انكوا اعوان الشيطان و انكم فكر مسموم و اداة ف ايد سيدكم اللي ربنا طرده زمان من رحمته و هيطردكم انتم كمان من دينته قريب و بعد وقت كان طويل بقى او كان قصير هتكونوا ف ناره يا كلاب ابليس .
- مش شايف انك زودتها اوووي ، اقطعوله لسانه .
اول ما قال الجملة دي اتلموا الرجالة حوالين (محمود) و كتفوه و واحد منهم طلع سكينة شكلها غريب و فتح فم محمود و طلع لسانه و قطعه ، انا شوفت المنظر غصب عني قعدت بكيت و حاولت اروح ل(محمود) عشان الحقه او اعمله اي حاجة لكن الاتنين اللي كانوا مكتفني مخلونيش اقدر اتحرك و كمان كان في اتنين زيهم مكتفين (فاطمة) اللي كانت منهارة تماما من منظر (محمود) اللي لسانه اتقطع و الدم بيخرج من فمه بغزارة و لسانه ف ايد واحد من الملثمين .

- هاااا ، ايه رائيك يا عم (امير) بقى ،،،، شوفت اخرة اللي بيحاول يقتحم عالمنا ايه ؟ ....
- و ديني هقتلك .
- يا حبيبي متقدرش ، و حتى لو قدرت و ده مستحيل طبعا ، هيفضل مخططنا موجود و باقي و هيفضل اي حد يحاول يدخل عالمنا عبرة لمن يعتبر.
- و امي ذنبها ايه يا كلااااب .
- امك اللي قتلها صاحبك ، لو عاوزة تقتليه اتفضلي انا معنديش مانع و اهو بالمرة توفري علينا .
- انا هقتلك انت يا كلب يا خنزييير يا ....
- هششششششش ، اقتلوها .

اول ما قال كده جه الرجل اللي قطع لسان (محمود) و بنفس السكينة دبح (فاطمة) و بعدها راح ل(محمود) اللي كان مرمي ع الارض و لسانه مقطوع و دبحه هو كمان .
- هاااااا ، عاوز مين يموت تاني ؟
- انا عاوزك انت اللي تموت .
- ما قلتلك بقى ، حتى لو مُت السيد باقي و الجماعة باقية ، و انت مش هتموت انت هتفضل كده عايش بين الحياة و الموت علشان تفضل تحكي حكايتك لكل اللي تقابله ، عشان تبقى عبرة لكل اللي بيفكر يقرب مننا ، و اه احب اقولك حاجة الخادم (طمطائيل) هيفضل ملازم (زامير) اللي هو قرينك و اللي كان بيحاول يستغيث لكن خادم السيد كان دايما بيعرف يعذبه و يعذبك كويس ، و اوعدك يعني بعد ما هقدم اصحابك كقربان للسيد و اشوفه هيختار مين فيهم يكون قربان الاسبوع ده هسيبلك جثة اللي هيتبقى منهم و السيد مش هيختاره ، خدووووهم .

هو قال الكلمة دي و بعدها اخدوا الرجالة اللي واقفين جثة (فاطمة) و جثة (محمود) و جرجروهم ع الارض لحد ما وصلوا عند طرابيزة الاجتماعات الكبيرة اللي ف اخر القاعة و طلعوهم و حطوهم على الطرابيزة و ساعتها دخلوا ناس كتير رجالة و ستات كلهم لابسين نفس القناع اللي لابسه الرجل ده و قعدوا كلهم علي نفس طرابيزة الاجتماعات دي و قدامهم جثث اصحابي و ف اخر الترابيزة وقف الرجل و رفع ايده لفوق و بدأ يقول كلام غريب (ايها السيد لوسيفر الابدي ، حامل الضياء المنير ، متحكم بالعوالم و الاشياء و المخلوقات ،،،، اقبل قرباننا لك لأثبات الولاء و لرضاك عنا )
بدأوا كل اللي قاعدين يقوموا يقفوا و يقولوا وراه لحد ما ظهر مخلوق اسوووود ضخم جدااااا شكله يخض من ورا الرجل ده و طلع فوق الطرابيزة و مسك جثة (محمود) و بصلي بعينيه اللي كانت عيون من نار و فجأة حسيت بألم شديييييد على راااسي علشان افقد بعدها الوعي .

فوقت لقيت نفسي نايم هنا ع السرير ف المستشفى ، ولما فوقت قالولي انهم لاقوني مرمي جنب عربية البوليس و جنبي جثة العسكري و امين الشرطة و جثة (فاطمة) اللي كانت مدبوحة ،،،،،

- بس يا (امير) الدكاترة كلهم بيقولوا انك مريض نفسي و ان كل اللي حكيته ده ملهوش اساس من الصحة و انك حصلك كده بعد ما عرفت خبر انفجار شقتكم .
- اه و حضرتك انا اللي رسمت المثلث على راسي و انا كمان اللي قتلت امين الشرطة و العسكري و دبحت فاطمة و خفيت جثة محمود ، مش ده اللي هم بيقولوه برضه يا عم (رفاعي) .
- يا ابني انا مجرد ممرض غلبان علي قد حاله مفيش فأيدي حاجة .
- لا في يا عم رفاعي ، احكي الكلام اللي حكتهولك لكل الناس و خليه يتنشر ، خلي الكل يعرف اننا لعبة ف ايديهم ، خلي الناس تعرف انهم تتار العصر الحديث ، خلي الشباب يعرفوا انهم عاوزينهم ع طول كده ، بعيد عن ربنا و قريبين من الاباحية و الافكاار الشاذة ، خلي كل الشباب يعرفوا انهم بيتحكموا ف عقولهم بطريقة غير مباشرة ، و خلي كل الناس تعرف ان اللي بيحاول يفوق او يكشفهم او يقتحم عالمهم بيكون مصيره زي حالاتي مريض نفسي ف مستشفى حكومي و مربوط بكلبش فالسرير ، او زي حالات فاطمة و امها او محمود او ابراهيم او ......

- مالك يا ابني مالك بتتشنج كده ليه ، يا دكتور فااايز ،،، الحقنا يا دكتور فااايز امير جتله التشنجات تاااني .

- زاااميييير ..... زااااميييير ،،،،، السيد طمطائيل يريد زاااميييير قرباااان .

- روووح حالا يا فوووزي هات حقنة مورفين من عندي من الدولاب .
- حاضر يا دكتور حاضر .

دخلت اجيب للدكتور الحقنة و عقبال ما جبتها و جيت كان امير مات و مستحملش نوبة الصرع اللي بتجيله المرة دي .....

انا (فوزي) ممرض بالقسم النفسي فأحدى المستشفيات الحكومية و كل اللي قريته ده كان اخر حاجة حكاهالي المريض (امير جاد) قبل ما يموت و كانت وصيته اني احكي حكايته لكل الناس و لأن حضرتك بتكتب قصص علي الفيس بوك و كده فانا بعتلك القصة دي علشان تكتبها و اهو بكده اكون ببرء زمتي قدام ربنا و بنفذ وصية واحد ميت ........ تمت

بقلم
محمد_شعبان
العارف

ليست هناك تعليقات