إبحث عن موضوع

هذا هو العشق💕الحلقه 29💕

الحلقة ( 29 )

كان بسام سباق مع الزمن ،اتصل باحد اصدقاءه الذى دله على اقرب مأذون للمنطقه واتصل بامه ليخبرها انه سيعقد قرانه على جنى الان قبل سفرها و لم تسأله عن التفاصيل لكنها منحته مباركتها و رضاها وسمعها تزغرد فى الهاتف ،

ثم انطلق بكل سرعته للمستشفى ،ليجد جنى قد خرجت لتوها من حجرة الكشف ، و كان هناك مسجد صغير ملحق بالمستشفى ،دخل الجميع المسجد و صلوا العصر ، ثم بدأ المأذون عمله

ردد هشام خلف الماذون : زوجتك ابنتى

و كانت جنى خلف اباها تردد بشفتيها : زوجتك نفسى

و قال بسام و عيناه على حبيبته : و انا قبلت زواجها

و دعا لهما المأذون و تبعه الناس فى ا لمسجد

اللهم بارك لهما ، و بارك عليهما ، و اجمع بينهما فى خير

و كان هذا كل ما يتمناه كلا العروسين ، ان يجمع الله بينهما فى خير

تقدم منها بسام ولم يحس بذرة خجل ، و هو يضمها بين ذراعيه ياه ، كم هى رقيقه هذه الانسانه ، كم هى حنونه ، انه يحس انه يحتضن زوجته و ابنته و اخته اللاتى لم يعرفهمن ابدا، ودعا الله ان يحميها و يشفيها

اما هى ، فعندما احتضنها ،كانت فى البدايه خجله من اهلها ، ثم تذكرت انه اصبح اهلها وزوجها وحبيبها و هتفت من اعماقها: اللهم لك الحمدكما ينبغى لجلال وجهك و عظيم سلطانك

لم تكن تتصور انها ستستطيع ان تراه او تلمسه ثانية ، و ها هو الله يجمع بينهما فى حلاله ، بعد البعد و الفراق ، و يبدل حزنهما فرحا

و انطلق بعدها موكب السيارات و معها بسام فى سيارتها للمطار، و طوال الطريق يدها فى يديه ،و راسها على صدره ، و هى تحس بقلبه ينبض مع قلبها نبضاً واحداً ، انه الان زوجها و حبيبها

جنى : انا هادعى يا بسام فى الكعبه ان ربنا ما يفرقناش

بسام ..... ربنا هواللى جمعنا النهارده يا جنى ، انا صحيح جيت عند البيت كذا مره قبل كده ، لكن انى اجى النهارده فى اللحظه دى بالذات ، هى دى المعجزه

جنى : كنت عارفه انى لو شفتك هانهار ، و عمرى ما حاعرف اكذب عليك ولا اقولك انى مش عايزاك

بسام : ما تتكلميش فى اللى فات خلاص و ما تقوليش مش عاوزاك ابدا ابدا

جنى : حاضر ،انا حاسمع الكلام ، عشان كلام جوزى

بسام : بس كده عشان جوزك ، ماشى يا جوجو يا ريتنى كتبت عليكى من اول يوم شفتك فيه

جنى : كان نفسى كتب كتابنا يكون فى ظروف مختلفه و تقدر تفرح زى اى ..
قاطعها بسام : افرح ؟ انتى بتهزرى ، النهارده اناارتفعت من قاع الياس لقمة السعاده مره واحده ، انا اتحدى لو حد فى الدنيا فرح بكتب كتابه زيى ، كل ما الحاجه بتكون اصعب ، فرحتها بتزيد و الرغبه فى الحفاظ عليها تتضاعف

جنى : ربنا يكمل فرحتنا يا حبيبى ، بس اوعدنى انك ما تسيبش البعثه تضيع منك

بسام ...... اوعدك

و كان المنظر فى المطار عاطفيا لدرجة انه اثار دهشة كل منراه، كان هشام بك و عائلته فى قاعة كبار الزوار استعداداًللسفر، و العاشقان يرفضان الفراق ،

حتى عندما جاء ميعاد الطائره ،ظلت ايديهما متشابكه ، و كانت جنى فى ملابسها البيضاء تبدو مثل العروس فى ليلة زفافها ،هى فعلا كانت عروس يتم زفافها على المجهول

ربط بسام على قلبه فى النهايه ،و احتضنها بحب ،و هو يدعو الله ان يحفظ زوجته و ان يجمع شملهما على خير

وتحركت جنى محاطه بابويها و اخاها ، و راسها ملتف الى الخلف تتابع بسام بعينيها ، كأنها تملا عينيها قبل الرحيل ، وتتمنى من كل قلبها الا تكون تلك المره الاخيره التى تراه فيها..

بعد سفر جنى ،اتجه بسام البدايه الى منزله وحكى لامه جميع التفاصيل ، و لم يخف عنها شيئا بما فيه احتمالات عدم الانجاب

فحزنت امه لحال الشابه الصغيره و مرضها اكثر من اكتراثها

لما قد يحدث قائله :

الخلفه و عدم الخلفه دول بيد الله يا بسام ، ده انت نفسك انا خلفتك بمعجزه بعد ما كنا يئسنا انا و والدك من الخلفة ، و بعد ما دوغنا على الدكاتره ، ربنا بعتك لينا يا بسام جوازى بعشر سنين و كان سنى وقتها تلاتين سنه، ووالدك الله يرحمه كان سنه اربعين سنه ، و لا كان عندى مرض ولا هو ، لكن ربنا لما شاء حرمنا و لما شاء اعطانا ، ليه نشغل نفسنا بحاجات داخله فى علمه ومشيئته

الهى يشفيكى يا جنى يا مرات ابنى و يسعدكم انتم الاتنين ببعض ، عالم بى و حاسس بشكوتى يا رب

و كانت الدموع بدات تلمع فى عينى الام حينما جثا بسام على ركبتيه امامها ، واضعاً راسه على حجرها كما اعتاد كلما اهمه شىء ، و اخذت امه تتحسس راسه و تقرا القران و الادعيه كما اعتادت منذ كان طفلاً

بسام : بس انا مش متصور يا ماما انى ما كونش جنبها فى العمليه

الام : طيب ما تروحلها يا حبيبى دى مراتك دلوقتى و محتاجالك

بسام ..... انا وعدتها انى ما اضيعش البعثه و ما اضيعش املكم انتي وبابا فية

الام : دى امريكا فيها جامعات كبيره ، مش جوز اخت جنى بيحضر دكتوراه هناك ، ما تتصل فيه و تساله كده لو كان ممكن تقدم هناك و تغير البعثه و خلاص

بسام : أغير البعثه؟

الام : مش عارفه يا ابنى انا ما فهمش زيك ، بس اللى اعرفه انك عمرك ما حاتطمن و انت فى لندن وهى فى امريكا ، ده غير ان العمليات دى ممكن تطول و ممكن تحتاج هى متابعه بعدها ، و يمكن يكون صحيح اهلها ناويين انها تكمل دراستها هناك طيب ليه البعد و الفرقه دى

بعد تفكير قصير فى كلام امه اتصل بسام بالمشرف على رسالته بالكليه و ساله عن امكانية تغيير البعثه الى امريكا بدلا من انجلترا ليس حبا ًفى البعثه او حرصاً على مستقبله ، بل لانه وعد جنى انه لن يترك البعثه و كان يتمنى

الا يخلف وعده معها ان استطاع و كل نيته انه ان لم يستطع ، فسيخلف وعده بكل تاكيد و جاءت اجابة المشرف مخيبه لامال بسام ، اذ ابلغه انه من الواجب ان ينفذ السفر الى انجلترا لان الجامعه هناك متعاقده مع جامعة القاهره

لشئون البعثات و لا سبيل لتغيير الوجهه لكنه ترك بصيصا من الامل لبسام حين ابلغه انه من الممكن ان يسجل للدكتوراه فى اى جامعه عالميه اخرى ، لكن ستكون الدراسه باكملها على حسابه الشخصى و ليس على نفقة الجامعه ،

ووقتها سيضطر لاخذ اجازه رسميه من منصبه بالجامعه ، و لن يضمن مكانه بعدالعوده و كذلك لا يضمن اعادة تعيينه من اساسه توكل بسام على الله و اتصل باسامح زوج اخت جنى بامريكا ، و كان قد كلمه قبل ذلك مكالمة تعارف بناءً على رغبة جنى ، و ابلغه بالموقف كاملا و طلب منه المساعده فى ايجاد جامعه لاعداد الدكتوراه ، مع تكفله بالمصاريف اللازمه طمأنه سامح بان الموضوع لن يكون صعبا و ابلغه

ايضابالاموال التى تتكلفه االدراسه هناك ، و انه من الممكن ان يجد عملا فى مركز ابحاث او فى الجامعه نفسها التى سيعد فيها الدكتوراه ، و طلب منه بسام عدم ابلاغ جنى عن اى من هذه التفاصيل خشية الا تكلل مساعيه بالنجاح و يتسبب ذلك فى احباطها .

و مرت الايام التاليه فى استعدادت للسفر ، اتت بكل مايتمناه بسام فعلا ، اذ تمكن زوج شاهى من تسجيل بسام الدراسات بنفس جامعته ، واسعد ذلك بسام اذ سيتمكن من الوفاء بوعده ، و فى نفس الوقت يتواجد معها..

و كانت جنى فى هذه الاثناء تقضى معظم وقتها فى رحاب الكعبه مع والدتها ووالدها و تدعو ربها و قلبها متجه اليه ، و عيناها معلقه ببيته المحرم ان يفرج همها كربها ، و الا يخذل والديها و بسام و لا يسئهم فيها و تهتف من اعماقها :

، اللهم ان امتنى الان فسأموت سعيده و راضيه ، لكن املى فى كرمك لاينقطع ان تمنحنى فرصة العيش مع من احب ، العيش لمن احب ، و ان اردتنى الى جوارك ،احسن خاتمتى و الحقنى بالصالحين يا رب ، و افرغ عليهم صبرا من بعدى ياكريم

اذ كانت روحها تهون عليها ولكن لا يهون عليها حزن اهلها واحباؤها و قبلهم زوجها و بعد ايام كانت جنى تنزل فى المطار بامريكا ، و ينتظرهاهناك ،

اختها شاهى و زوجها ،و ......

ليست هناك تعليقات