إبحث عن موضوع

رواية طغيان قلب الحلقه 13 من الجزء الثاني

#طغيان_قلب 
#وبقى_العشق 
#الجزء_الثانى 
#بقلمى_فاطمة_محمد 
الفصل الثالث عشر :

ولج "محمود" الى المنزل برفقة أشقائه "سلامة" و "هانى"

وما ان دلفوا داخل المنزل حتى وجدوا "آلاء" تقترب منهم وابتسامتها على وجهها من جديد فتهللت أسارير محمود و هو يرى ابتسامة ابنته التى فارقتها لسنوات ،فأرتسمت الأبتسامة على وجهه هو الآخر و هو يهتف بعدم تصديق

-انا مش مصدق اللى انا شايفة معقول رجعتى تضحكى تانى يا آلاء

اتسعت عيناها بسعادة و تحدتث بحماس

-ما هو لما تعرف انا مبسوطة ليه هتفرح و تنبسط اكثر منى

تبادل "سلامة" و "هانى" النظرات فحرك رأسه باستفهام عاقدًا جبينه

-خير يا آلاء عندى رغبة اعرف ايه اللى فرحك اوى كدة و قدر يعمل اللى انا معرفتش اعمله

فصاحت "آلاء" دون مقدمات

-وجد يا بابا رجعت ،و اتجوزت هى و داغر و داغر راجعها البيت النهاردة اصلا اول ما شوفتها فى البيت فهمت انهم اتجوزوا، كمان اتكلمت معاها و سامحتني يا بابا ،انا كنت هموت و اشوفها و كان نفسى تسامحنى اوى يا بابا و الحمد لله ربنا استجاب لي 

ارتخت ملامحه و هتف بهدوء متسائل

-انتى بتكلمى جد يا آلاء يعنى وجد موجودة هنا دلوقتى

أومات برأسها عدة مرات متتالية مؤكدة حديثها 
-ايوة يا بابا هى دلوقتى فى الاوضة فوق مع داغر و

كادت ان تكمل و لكنها توقفت عن اكمال حديثها عندما وجدته يهرول من امامها مسرعًا بسرعة لا تناسب عُمره متخطيًا السلالم الرخامية بسرعة الفهد مقتربًا من غرفة "داغر" و طرق الباب بطرقات سريعة

فتح "داغر" الباب و "وجد" تقف خلفة ببضع خطوات و عينيها معلقة على والدها بعدما استمعت الى صوت سيارتهم و اخبرها داغر بوصولهم و رفضت الهبوط لملاقاته 

اما "محمود" فكانت عينيه تجول بلهفة على ابنته التى تطلع له بجمود فلم يأبه لنظراتها و جمودها التى تظهره فما يهمه الآن هو عودتها ....عودتها فقط

ازدرد "محمود" ريقه بعد أن أفسح داغر له ،فحافظت "وجد" على ثباتها المزيفة و التي تحاول التمسك به و الذى اصبح على وشك الانهيار مثل قالب الجليد فظلت متماسكة أمامه مستعينة بحسها المتبلد مذكرة نفسها بخذلانه لها و استغنائه عنها في أكثر الأوقات التى كانت احتياجًا له

اشتاقت له... لملامحه
تأملت خصلاته التى زاد الشيب بها و التى لم تنقص شئ من وسامته و كذلك لحيته التي اصبحت يكسوها الشعيرات البيضاء 

خرج صوته مهزوزًا متمتما باسمها التى اشتاق لصاحبته مثلما أشتاق لضمها لاحضانه معوضًا إياها عن خذلانه لها

فهو لم يكن ذلك الأب الذي حلمت به و الذى استغنى عنها بأول الطريق 

و لكن ايلوم نفسه الآن .....اسينفع ندمه ذلك بشئ

-وجد

اهتزت و بشدة عند سماعها لصوته الرجولى الذى خرج بضعف فظلت دقاتها تتسارع بشدة شاعرة بانها تريد ان تلقى بنفسها الآن داخل احضانه .....

و تلومه عما فعله معها هو و شقيقها الذى وقف بجوار "باسم" 

رفع "محمود" يديه التى ترتجف مرددًا اسمها مرة آخرى

و بتلك اللحظة انسحب داغر من الغرفة بهدوء شديد مغلقًا الباب من خلفة تاركًا إياهم حتى تصلح الأمور بينهم 

نظرت "وجد" ليديه التى تلمس وجنتيها فنظرت اليه و ما لبثت أن تعنفة دافعه يديه و لكن هناك ما اوقفها عن رفع يديها و دفعه ....هناك ما منع صوتها من الخروج 

والذى لم يكن سوى تلك الدموع و نظرة الترجى التى رأتها بعينيه و التى لم تراها سوى مرة واحدة فسبق لها أن رأته بذلك الضعف عندما تأكد انها ابنته....

و ها قد تحررت دموعه و انسالت على وجنتيه بحرقة

عبست بوجهها و خرج صوتها مبحوح قائلة بصوت حاولت اخراجة قويًا و لكنها لم تستطع فعلها 

-انت بتعيط !!!!!!

ابتسم بخفة و دموعه لا تزال تنسال على وجنتيه مغمغم بصوت متحشرج أثر بكائه الغير متوقع بالنسبة لها 

-و المفروض انى اعمل ايه وانا شايف بنتى اللى بعدت عنى سنين ها

و بحركة مفاجأة ضمها داخل احضانه متمسكًا بها بقوة مكملًا حديثة 

-انتى ازاى تبعدى كدة يا وجد من غير ما اعتذر لك على كل اللى حصل انا قلبى كان بيتقطع عليكى يا بنتى كنت بموت فى غيابك ،انا عارف انك قلبك ابيض و هتسامحينى على غبائى بس انتى حطى نفسك مكانى يا وجد حطى نفسك مكانى ده انا اللى مربية انا اللى

خرجت من داخل احضانه بعدما تلوت و استطاعت تحرير نفسها صارخة به قائلة

-ربيت افعى يا محمود بيه ده مش بنى آدم ده حيوان ذئب عايز ينهش اى حته لحمة قدامه و خلاص ،لو قلت ايه مش هسامحك انت سامع مش هسامحك 

صمتت ثوانى قليلة و صدرها يعلو و يهبط بانفعال و سريعًا ما اكملت تحت نظراته المتعلقة بها و التى يرجوها بها بأن تسامحه و ان تعطى له فرصة ثانية 

-فى الوقت اللى المفروض اكون فيه معاك كنت معاه هو ،كلهم شافوا حنيتك الا انا ،انا عمرى ما حد خدنى فى حضنه و طمنى و لما عملتها متتخيلش كنت عاملة إزاي كنت حاسة انى طايرة فى السما بس زى ما خلتنى طايرة فى السما نزلتني لسابع ارض على جذور رقبتى لما مديت ايدك عليا قدام الكل عشانه ،فمتجيش دلوقتى تقولى اسامحك عشان انا مش هعرف اسامحك كده عادى ولا كأنه حصل حاجة

اقترب قائلًا باستفهام لا يعلم لما هو بالاخص لا تريد مسامحته رغم مسامحتها لكل من "داغر" و "آلاء" فغمغم بحيرة

-اشمعنى انا يا وجد اللى مش عايزة تسامحينى اشمعنه ما انتى سامحتى أختك و داغر و وافقتى تتجوزى منه أنا اولى منهم انا ابوكى 

اقتربت منه و تحدتث بنبرة هامسة أمام وجهه

-بضبط كده و عشان انت الأولى والأقرب فأنت اكتر حد فيهم جرحنى فاهم و لا لا يا محمود بيه

_______________________________

داخل حجرة عدى و مى
كانت جالسة على الفراش و خصلاتها متناثرة حول وجهها نتيجة لما حدث لها اليوم على يد وجد تلك الفتاة التى تراها لأول مرة و التى قللت من شأنها فظلت تحرك احدى قدميها بعنف و هى تتوعد لها 

فهى لا تقل عنها شئ فهى زوجة لأحد أحفاد سيد الهلالى 

كزت على أسنانها وهي تغمغم 

-انا هوريكى بقى بتمدى ايدك عليا انا و حياة شعرى ده ما هسيبك الا لما اربيكى و اوريكى مى اللى قللتى منها هتعمل فيكى ايه

ولج عدى الغرفة و هو يدندن باحدى الأغانى و صورة تلك السكرتيرة الجديدة والتى تدعو هديل لا تغيب عن راسه متذكرًا اسلوبها في الحديث و إيماءاتها التى تدعوه ليفعل ما يحلو له 

فتنهد و ابتسامة جانبية تأخذ طريقها على وجهه متمتم بينه وبين نفسه غير منتبهًا لتلك التى تشتعل بمكانها مراقبة هدوئة و سعادته التى ارتسمت رويدًا رويدًا على وجهه

من اول يوم و بترسم عليك وانا مش لازم اضيع صاروخ زى دى 

وقعت عين عدى عليها فقطب جبينه و قال باستفسار

-ايه ده مين اللى عمل فيكى كدة

نهضت مى من على الفراش واقفة امامه متحدثة بنبرة حزينة مصطنعة اتقنتها جيدًا فرفعت يديها مشيرة على خصلاتها و تلك الكدمة على وجهها

-شايف حصل فيا ايه فى غيابك شايف اللى حصل لشعرى و لوشى انا اتبهدلت اوى يا عدى 

اقترب منها عدى محاصرًا ذراعيها مغمغم باستفسار

-مين اللى عمل فيكى كدة انطقى

اجابته مى و هى تنظر له بحنق على اسلوبه الجاف ذاك

-معرفهاش بس اللى عرفته انها اسمها وجد ،دى هجمت عليا يا عدى و انا اول مرة اشوفها و معرفش ليه بس هى قالتلى بقى انتى بقى اللى عدى ساب حورية عشانك

زفر عدى و رفع يديه و بدء بفك ازرار قميصة و كأنه لم يستمع الى شئ فأتسعت عيناها و هي تراقب يديه التي بدأت بفك ازراره الخاصة و جلوسه على الفراش مغمغم

-خلاص يا مى انا هكلمها بكرة هى مدام هنا يبقى رجعت تانى و انا بصراحة مش قادر دلوقتى اتكلم او اتخانق مع حد و كمان مش عايز عمي يزعل منى

جحظت عيناها و اقتربت منه رامقة إياه بنظرات مصدومة فأذنيها لا تستوعب ما يقوله 
فأين عدى السابق ذلك العاشق الذى كان لا يخاف عليها من كل شئ وكان يفعل المستحيل لارضائها لما تغير الآن لما تغير بين ليلة وضحاها 

فكزت على اسنانها ترمقه بغيظ و أعين مشتعلة كالجمر و قالت بعدم تصديق 

-انا مش قادرة اصدقك انت بجد بتغير هدومك و مش هترجعلى حقى من الحيوانه اللي مدت ايدها عليا ،انت ايه اللى حصلك يا عدى ما امبارح كنا كويسين كل ده عشان راحت عليا نومة 

قلب عينيه بزهق و نهض من على الفراش و هو يدفع ذلك القميص الذى خلعه على الأرض قائلًا ببرود

-هو انا قولتلك انى هسكت انا قولتلك بكرة هكلمها مينفعش تبقى غايبة عن البيت اربع سنين و اول ما ترجع لحضن عمى اتخانق معاها 

ابتسمت بسخرية و اجابته باستنكار

-فعلا مينفعش بس ينفع انها تمد ايدها و تطاول عليا بالشكل ده مش كده 

تأفف و رفع حاجبيه بملل فابتعدت عنه بغيظ و هى تكاد تطيحة باى شئ فهناك شعور قوي يسيطر عليها و هو تسديد له بعض اللكمات المتتالية فكم اشعرها بالاهانه برده الغير متوقع ذلك وهى التى كانت تتوقع بأنه سيقلب المنزل رأسًا على عقب لتطاولها عليها

انخفضت تجاه قميصة الذى خلعه و دفعته بوجهه بغضب مشيرة تجاه الباب بسبابتها قائلة

-اطلع برة مش هتبات اطلع برة لما تبقى تجبلى حقى تبقى تنام هنا يا عدى بيه

التقط عدى قميصه و تبدلت ملامحة من البرود و الزهق الى غضب نارى و اسودت عيناه و أقترب منها بخطوات سريعة كسرعة الذئب الذى يهجم على فريسته وجذب خصلاتها بقبضته القوية و ملامحه متشنجة هاتفًا بتحذير

-اول واخر مرة تتجرأى عليا بالشكل ده انتى فاهمة مش واحدة ست اللى تعلى صوتها عليا و مش عدى الهلالى اللى يطرد من اوضته سامعه

انهى كلماته و هو يجذب خصلاتها لأسفل بقوة شديدة مزمجرًا بها 

فتأوهت بألم قائلة بترجى

-اه اه شعرى يا عدى اه

زاد الضغط اكثر واكثر متمتم من بين أسنانه 

-سامعة و لا لا

أغمضت عينيها بألم قائلة 

-سامعة سامعة

دفعها بعيدًا عنه فارتطمت بألارضية الصلبة و نظر لها نظرة متفحصة مشمئزة و خرج من الغرفة دافعًا الباب من خلفه

تابعت خروجه من الغرفة فرفعت يديها تلملم خصلاتها و تتمنى ان تلملم كرامتها التي بعثرها و لكن صبرًا جميًلا فستجعله يدفع ثمن ما فعله .....وستجعله يركع تحت قدميها و ستتلذذ هى برؤيته بتلك الحالة

_______________________________

دلف داغر الى الغرفة عقب خروج محمود الذي كانت ملامحه تعبر عما حدث بينهم و الذي رفض الحديث متمسكًا بصمته ذلك

وجدها تجلس على الفراش و الدموع تفيض من عينيها بغزارة و ما ان استمعت لصوت الباب و هو يغلق و صوت خطواته التى تقترب منها حتى نهضت من مكانها دافعة نفسها داخل أحضانه متمسكة به بقوة و كأنه حبل نجاة ،فحاوطها بذراعيه بتملك و هو يشعر بانه قلبه يتمزق الى أشلاء لبكائها و دموعها التى تنساب دون أن تتوقف 

مرت ثوانى لم يحصها و هى لا تزال داخل احضانه تأبى الخروج من بين يديه التى جعلتها تهدء 

وعندما لاحظ هدوء وتيرة تنفسها و التى كانت تتسابق منذ لحظات حتى رفع يديه ممسدًا على خصلاتها الحمراء الطويلة و التى أصبح لها و ل لونها عاشقًا 

فتحدث بصوت حاول ان يجعلة مرح بعض الشئ 

-ما كفاية يا وجد لحسن بعد شوية هعمل حاجات انا مش مسئول عنها

خرجت من بين احضانه ترمقه بعينيها الحمراء مثل لون الدم و وجنتيها التى اكتست باللون الأحمر القاني عندما وصل إليها المغزى من حديثه

فابتسم على خجلها و انخفض تجاه وجنتها مقبلًا إياهم بحنان بالغ مغمغم بحب وهو يزيل تلك الدموع بأصبعه برقة بالغة و كأنها زجاج يخشى ان يجرحه

-ممكن العيون الحلوة دى تبطل عياط بقى ممكن و لا لا يا ابو شعر احمر انت يا حلو 

رغمًا عنها ارتسمت بسمة بسيطة على وجهها ورفعت عينيها تنظر له بعشق و بحركة مباغتة اقتربت منه دالفة بين احضانه مرة أخرى فحاوطها بذراعيه و السعادة تعتلي وجهه 

فصاح بمرح

-لا ده انتى خدتى عليا اوى و بعدين خلى بالك انا متجوز و مراتى بتغير عليا اوى

دفنت وجهها بقميصة و غمغمت دون وعى بعدما تغلغلتها الراحة والسكينة داخل احضانه

-لا و بتحبك كمان بتحبك اوى

جحظت عيناه و ابتعد عنها محاوطًا ذراعيها تحت دهشتها من فعلته و حرمانه إياها من ذلك السكون داخل احضانه

فقال بأعين متسعة و اذن تتلهف لسماع اعترافها مرة آخرى

-انتى قولتى إيه

ازدردت ريقها و اتسعت عيناها عندما أدركت فعلتها الحمقاء وأعترافها بمشاعرها تجاه فكسى التوتر وجهها و حاولت الحديث مرارًا و تكرارًا و لكن دون فائدة فلم يستطع لسانها على الحديث بعدما اعترفت بكل سذاجة نتيجة لأقترابهم منذ لحظات......

اقترب منها و وضع أصبعه على شفتيها مانعًا إياها من الحديث و عينيه تسرح بعيناها الذى كلما نظر بهم يتذكر المرة الأولى التى رآها بها أمام منزله فكلما نظر بعيناها يشعر و كأنه يحلق بالسماء و كأنة طير بلا أي قيود

فكلما نظر بعيناها يشعر و كأن اتزانه وعقله يذهبان تدريجيًا دون ادنى أستئذان

فكلما وقف أمامها يرتجف قلبه رغمًا عنه لا يصدق حتى الآن بانها اصبحت زوجته و ملكه يفعل بها ما يشاء 

انزل يديه ببطء شديد وعينيه لا تزال معلقة بعينيها ،يقترب منها رويدًا رويدًا يريد إدخالها عالمه وما كاد أن ينولها حتى صدح رنين هاتفه فأغمض عينيه ووابتعدت هى بعدما شعرت بأنها لم تصبح كما كانت من قبل فكل شموخها و قوتها يذهبان امامه....أمام نظرة من عيناه

تنهد بحرارة و أخرج هاتفه مجيبًا على الطرف الآخر و التى لم تكن سوى حورية

-سلام عليكم ازيك يا حورية

وما أن التقطت اذنيها اسم حورية حتى اقتربت منه بلهفة فأكمل هو حديثة مع خورية التي كانت تخبره بوجودها بالخارج و رغبتها برؤية ابنائها و تريد منه ان يخرج لها حتى يأخذها للداخل و بذلك تتفادى اى مواجهه بينها زوجها السابق........

-تمام يا حورية انا طالع لك

أغلق معها فغمغمت وجد بتساؤل

-مالها حورية

تنهد داغر مجيبًا إياها 

-واقفة بره و عايزانى اطلع اخدها عشان تشوف الولاد خايفة تقابل عدى و يعمل مشكلة معا

قاطعته بحدة و شراسة مغمغمة

-لا اخوك ده زودها اوى يعمل مشكلة بتاع ايه ان شاء الله واحدة و عايزة تشوف ولادها 

وضع داغر هاتفه بجيبه متمتم 

-مش وقته الكلام ده انا طالع اخدها

اماءت له براسها و هى تتحرك امامه مغمغمة

-تمام يلا بينا

رمقها داغر بذهول مغمغم وهو يجذبها من ذراعيها 

-يلا بينا ايه انتى رايحة فين بشعرك ده خليكى هنا انا هخرج اجيبها و جاى و شوفيها لما تيجى

دبدبت بالارض وهي ترمقه بغيظ و كادت ان تخبره بأنها ستضع وشاح على راسها و لكنه سابقها و خرج من الغرفة تاركًا إياها تتآكل من غيظها

_______________________________

ألتفتت تنظر اليه و ابتسامة بسيطة على محياها فابتسم لها ابتسامة واسعة مغمغم

-يلا انزلي وانا مستنيكى اول ما تخرجى هتلاقينى واقف مستنيكى بس على الله متعمليش زى المرة اللى فاتت و تسبينى ملطوع و فى الآخر تمشى مع قريب طليقك ده

أتسعت ابتسامتها تدريجيًا و قالت بتلقائية

-ده داغر و يبقى اخو عدى يعنى عم ولادى و هو على فكرة خلوق جدا و

قاطعها بعدما رمقها بنظرة أدهشتها و جعلت العديد من التساؤلات تدور بخلدها فلما تلك النظرات التي تراها بعيناه .......

فنظراته توحى بالأنزعاج والضيق فظلت تتسأل عما قالته لتتحول ملامحه و تتبدل بتلك السرعة

اما هو وما إن رددت اسم رجل آخر حتى شعر بنيران تشعل بصدره و تشنجت عضلات وجهه وارتعش صدغة بقوة عندما جز على اسنانه بغيظ و غيره

فكيف تفكر تلك الفتاة ،كيف استطاع لسانها نطق اسم كل من داغر و عدى ذلك الشخص الذى يشعر تجاه بمشاعر متناقضة فكم يحقد عليه لأنه كان زوجها وكانت ملكًا له 

و بذات الوقت يشعر بالسعادة لتركه إياها و إعطاءه فرصة للوصول الى قلبها ،فمنذ أن رآها لا تغيب عن عينيه ،يعلم بانه سيعانى قليلًا للوصول إليها و لكن لا بأس فليحدث ما سيحدث فهو لن يتركها و سيجعلها تقع فى غرامه و يجعلها اسيرة له مثلما جعلته أسيرًا لها

توترت قليلًا من نظراته و تشنجة غير المبرر فابتلعت ريقها و غمغمت و هى تفتح باب السيارة

-انا هنزل عشان داغر يش

كادت ان تكمل لولا يديه التى جذبتها من ذراعيها مانعًا إياها من النزول من السيارة مغمغم و عينيه تتعلق بعيناها 

-عارفة لو عملتى زى المرة اللى فاتت و مخلتينش اوصلك هعمل فيكى ايه

اخفضت عيناها تنظر ليديه التى تلمسها و التى جعلتها جسدها ينتفض و دقاتها تزداد و كأنها طبول تقرع فأزدردت ريقها وهي تنظر بعيناه مرة أخرى قائلة

-هتعمل ايه

ظل يتأملها ثوانٍ و بعدها قال بنبرة يغلفها الحنان و ابتسامة شغوفة ترتسم على وجهه

-ولا اى حاجة ،بس ممكن أضربلك داغر ده بوكسين و اخدك و اجرى بيكى و ممكن كمان اخطفك ...

ابتسمت رغمًا عنها و ضيقت عيناها و هي تهتف بتساؤل

-هو حد قالك قبل كدة انك مجنون 

ابتعد عنها مجبرًا نفسه على تحرير يديها قائلًا بمرح 

-يوووووه كتير اوى متعديش

حركت راسها بقلة حيلة و ترجلت من السيارة مقتربة من بوابة القصر وظل يتابعها بعيناه يتمنى لو كان اول رجل بحياتها ،فذلك الزوج الذى تركها بسهولة لا يستحقها فمن ذلك الذى يكون
لدية مثل تلك الحورية و يتركها .....فهو بالتأكيد أحمق يتمنى لو كان بمكانه فما كان تركها ابدًا ........

تجهم وجهه بشدة عندما انتبه لذلك الداغر الذى قابلها و سارت معه فظل يتابعها حتى غابت عن عينيه فتنهد و اغمض عينيه يحاول السيطرة على مشاعره الملتهبة تجاها غير مدركًا ما المميز بها ليتعلق بها بتلك السرعة و لتلك الدرجة......

_______________________________

-يعنى ايه مش موجودة و يعنى ايه اتجوزت و يعنى ايه منفذتوش اللى اطلب منكم هو احنا بنهرج و لا ايه،اسمعوا بقى اللى قولتلكم عليه هتعملوه و الخطة هتفضل زى ماهى بس استنوا منى ميعاد التنفيذ سامعين

اغلق الهاتف بوجه ذلك الرجل الذى جلبه صديقه هو ورفاقه لينفذون له مخططه الدنيء و الذى لا يقل عنه دناءة 

دفع جسده على الأريكة ملتقطًا علبة سجائره مخرجًا أحدهم واضعًا إياها بين ثغرة مشعلًا إياها ينفث بها غضبه

فكل شئ من حوله ينهار بدءًا من إيقافه عن عمله لتطاوله على رئيسة وتحويله للتحقيق ،حتى قتله ل مجدى والذى ظن بقتله له بأن الحياة ستبتسم له و لكم ما حدث كان عكس توقعاته و ترك كل شئ لتلك الفتاة التي بات يكرهها و سيفعل اي شئ ليندمها على أخذها ما لا تستحق 

و هنا انتشل ذلك الكأس امامه و قام بدفعه مخرجًا غضبة به ليرتطم الكأس بالارض و يتهشم لقطع عديدة 

وكز على أسنانه متوعدًا لها 

-هندمك يا وجد و هوريكى حتى لو هطلع روحك فى ايدى

_______________________________

لا يزال جالسًا مكانه،وصورة تلك الفتاة و جرأتها لا يذهبان من عقله ،لا يعلم من أين جاءت بتلك الجرأة لتأتى أمامه و تعترف بحبها له و تتحداه بتلك الطريقة مخبرة إياه بأنه سيصبح لها عاشقًا متيمًا،فمن أين أتت بتلك الثقة فقلبه لا يزال عاشقًا لأخرى ،أخرى تركته يعيش مع ذلك الذنب فهو من جعلها تتحدث أمام باسم معترفة بكل افعاله ليته لم يفعل و ليته لم يأخذها لتلك المواجهة التي ادت الى قتلها دون رحمة او شفقة ....
فهناك ما يمنعه من التفكير بأى امرأة سواها 
نهض من مكانه متجهًا ناحية اللوحة الخاصة بها نازعًا ذلك الوشاح واقفًا أمامها لعدة ثوانى مغمغضًا عينيه بألم .....
ألم لم يدم طويلًا بسبب رنين هاتفه الذي أخرجه من آلامه و من عالمه الخاص

وضع الهاتف على اذنه و غمغم بصوت متحشرج 

-الو مين معايا

جائة الرد سريعًا و الذى لم يكن سوى صوتها الذي أصبح مزعجًا بالنسبة له

-مين معايا!! لا انت كده زودتها اوى يا بن الهلالى بقى نسيت صوتى ده حتى مبقاليش كام ساعة سيباك

أغمض عينيه بضيق و اجابها على مضض

-قولى عايزة ايه بدل ما اقفل فى وشك السكة

اتسعت عيناها و قالت بنبرة مرحة اغاظته واشعلته 

-لا صدمتنى حقيقى صدمتنى بس مش مشكلة انا اصلا بحبك و مش هزعل منك و لو قفلت فى وشى هتصل تانى 

ابتسم بسخرية و غمغم بتهكم مقاطعًا حديثها

-ده انتى معندكيش كرامة بقى

قلبت عيناها و اجابته باستفزاز و ضحكة عالية

-عرفتها لوحدك دي لا برافو عليك انا فعلا فى الحب معنديش كرامة ومستعدة اعمل المستحيل عشان تحبنى و اراهنك يا حسام و ابصملك بصوابعى العشرة انى من ساعة ما مشيت و انت بتفكر فيا 

دوت ضحكته العالية و التى سريعًا ما تحولت لنبرة شرسة

-بلاش الثقة الزايدة اخرتها وحشة وبعدين انا مبحبش غير واحدة و بس ومش هحب غيرها فمتحلميش و تحاولى على الفاضى

-ومين قالك انها على الفاضى ما انا قولتلك هتحبنى و هتعشقنى و هتتمنالى الرضا ارضى و هتشوف

كز على أسنانه و ضم قبضته بغضب و تمتم بغضب ناري

-اعملى حسابك آخر مرة تتصلي عليا لو اتصلتى تانى هتسمعى كلام مش هيعجبك انا مش ناقص لعب عيال

أنهى كلماته و هو يغلق الهاتف بوجهها و انفاسه عالية من شدة غضبه

فصدح صوت رسالة على هاتفه ففتحها و إغاظة محتواها والذى كان كالآتى

"متفتكرش انك لما تقولى الكلمتين دول هخاف و هكش لا يا حسام يبقى متعرفنيش و بعدين انت قفلت قبل ما اقولك انا عايزة ايه انا بعتلك ادد على الفيس بوك ياريت تقبله و ترد على رسالتى 
بحبك ........."

__يتبع__

ليست هناك تعليقات