رواية و اذا تملكك الهوي الحلقه الاولي💜
الفصل الأول
بداخل أحدي القصور عائلة الشرقاوي التي تتسم بالفخامة بالصعيد..
نجد حشد و عدد كبير من النساء الذين يرتدون ملابسهم السوداء والحزن بادي علي وجوههم فبعض منهم يشعرون بالحزن الشديد لفقدان الأبن الأصغر لتلك العائله و هو في ربيع عمره، و بعض منهم كان يشعر بالشماته و السعادة بتلك العائلة لفقدانهم ابنهم، الذين يعلمون جيداً أنه الأعز والأغلى و الأقرب لقلوبهم،وفي إحدى الزوايا نجد امرأة في أوائل الخمسينات تدوي صوت صرخاتها بالقصر لفراق ابنها وفلذة كبدها وهو لا يزال عريساً جديداً فعرسه كان منذ شهر تقريبا وكانت الفرحه تعترمه لزواجه ممن أحبها قلبه و أختارها
عديلة ببكاء و صياح بصوت عالي: آآآآه يا بني يا حبيبي، ملحقش يفرح، ملحقش قلبي محروق عليه مش قادرة انا عايزه ابني
سارة و هي تنحب و دموعها تنهمر بشده هي الاخري: الله يرحمه يا ماما، الله يرحمه، مش عارفه سبني ليه و سبني لمين، سبتني ليه يا عمر
و ظلت دموعها تنهمر هي و والدته وشقيقاته الذين لا يزالون يستوعبون تلك الصدمة فموت شقيقهم صدمه بالنسبه لهم الجميع يحاول تهدئتهم وتصبيرهم على ما حدث معهم و هناك من رق قلبه وهناك من لا يشعر تجاههم بأي شفقة، فمن عاشرهم و تعامل معهم يعرف من أي نوع هم
و هناك في الجهة المقابلة لكلاً من عديلة و سارة (زوجة عمر) و مريم و بسملة (أشقاء عمر و حسان)
إيمان تلك الفتاة التي تكون في مقتبل الثلاثينات ذات الشعر الأسود المجعد الذي يصل لاسفل ظهرها، و عيون واسعه مثل عيون الغزال، و أنفها المدبب، و شفتيها الوردية المكتظة، فمن يراها يشهد لها بجمالها الذي ورثته أبنتها الصغيره التي تبلغ من العمر 7 سنوات، فكانت تتطلع عليهم بترقب لا تعلم أعليها أن تشعر بالحزن والشفقة، و لكن هناك شئ بداخلها يحثها و يدفعها علي عدم التاثر بتلك الدموع، علي الرغم بشعورها بالحزن لفقدان أخ زوجها الأصغر الذي كانت تعتبره شقيق لها،و كذلك فهو الوحيد الذي كان يعاملها برفق و يحسن معاملتها عن باقي من بالمنزل، فحتي زوجها حسان الذي من المفترض أن يعاملها مثلما يعامل أي زوج زوجته، و لكنه لا يفعل ذلك بل دائماً ما يقف بصف والدته تلك المرأة الشمطاء التي تبغضها مثلما لم تبغض أحدهم من قبل ، فهي تعامل الخدم معاملة أفضل من تلك المعاملة التي تعاملها بها فصكت أسنانها كلما تذكرت تلك المرات التي رفعت يديها عليها و خذلان زوجها له، فنظرت ل سارة نظرة متسائلة، تريد أن تعلم ما المختلف بها عنها أو ما الذي يميزها حتى تعاملها تلك المعاملة الطيبة فزفرت وزاغت عيناها تنظر للجميع و أثناء تفحصها ذلك لاحظت تلك المرأة التي تبلغ من العمر 50 عاماً و دلفوها إلى العزاء و ترتدي تلك الملابس السوداء و علي وجهها أبتسامه شامته و ظلت تسير بخطي هادئة حتي وقفت أمام عديله التي لم تنتبه لها إلا حينما وقفت أمامها،و ظل باقي الحشد من النساء يتهامسون فمن الواضح أن ذلك المشهد الذي رأؤه منذ خمس سنوات يتكرر مره آخري و لكن تلك المرة تبادلوا الأدوار فرفعت عديله عيونها التي كانت حمراء مثل الدم و أردفت بغل: صفية، أنتي إية اللي جايبك
صفية وهي تبتسم ابتسامة جانبية: جاية أعزيكي يا عديلة هكون جاية ليه يعني
عديله و هي تعقد حاجبيها و تقف علي قدميها هاتفه بحقد و كره: امشي اطلعي برا، اطلعي برة
صفية باستفزاز: أهدي يا عديله أعصابك و بعدين زي ما أنا قولتلك جاية أعمل الواجب و أمشي أحنا مهما كان برضو ولاد بلد واحده
عديله بغضب: أنتي بتضحكي علي مين بالضبط عليا ولا علي نفسك، كل البلد عارفين اللي بين العيلتين و أحسنلك تطلعي برة
صفية و ملامحها تتغير و تتبدل : إيه يا عديلة هو حلو ليكي و وحش لينا و لا إيه، أنا عاوزاكي كده تفتكري انتي عملتي ايه معايا من خمس سنين لما عاصم أبني الكبير مات أفتكري كده و ارجعي معايا بالذاكرة لخمس سنين ورا
Flash back🌹
منذ خمس سنوات
داخل قصر عائلة المحمدي الذين كانوا بحداد علي ابنهم البكر خطت عديلة بداخل القصر و هي تتهادى بخطواتها ترمق نساء تلك العائلة بتلك النظرة الشامته بهم لموت أبنهم البكر،أما باقي نساء أهل البلد الذي جاءوا لتقديم العزاء فظلوا يتهامسون فيما بينهم بصوت خافت فأقتربت من صفية تلك المرأة التي لا ترى أمامها بسبب تلك السحابة التي تكونت علي عينيها حزناً و قهراً علي ولدها و أول فرحه لها
عديلة و هي تصطنع الحزن: صفيه قلبي معاكي حبيبتي، عاصم مات بدري بدري، محدش كانت متوقع أنه ممكن يموت، يلا بقا الأعمار بيد الله، أهم حاجه انتي لازم تبقي اقوي من كده و بعدين أنتي عندك غير عاصم اتنين تانين غير بنتك طبعا
صفية و هي تنظر لها و صوتها لا يخرج من حنجرتها فصدمة موت عاصم كانت شديدة عليها
أما عائشة و هي الابنة الصغرى لتلك العائلة فتحدثت منهرة تلك المرأة التي يعلمون ويفقهون بنواياها جيداً
عائشة بصياح غاضب: أنتي ايه معندكيش دم حتى الموت بتشمتوا فيه، للدرجه دي معندكوش ضمير
نظرت لها عديله بغضب و لكنها لم ترد إفساد فرحتها وأردفت بتهكم و هي تنظر لصفية: واضح أن بنتك طلعت لك على العموم أنا عملت اللي عليا و علي رأي المثل خيراً تعمل، شراً تلقى
Back
زفرت صفية مردفة : ها افتكرتي !؟
مريم بغضب : أنتي عايزه ايه يا ست انتي مننا مش كفاية اللي احنا فيه يالا امشي من هنا وجودك مش مرحب بيه
كذلك عديلة التي أردفت بصياح غاضب: يلا بقى ورينا عرض كتافك و الإ والله هطلع كل اللي جوايا عليكي
صفية بتنهيدة: ماشي يا عديلة ماشي يا مريم أنا حبيت بس أعمل الواجب و علي رأي المثل خيراً تعمل، شراً تلقى
ثم ابتسمت لها و أدارت ظهرها مغادرة ذلك القصر اللعين
أما إيمان فكانت سعيده لرؤيه عديلة بتلك الحالة و تابعت تلك المرأه بعينيها ثم نهضت من مكانها و صعدت الدرج و دلفت غرفة أبنتها للاطمئنان عليها
_____________________
في المساء
دلف حسان إلي المنزل بعد رحيل ابناء اعمامه الذين كانوا معه ويقفون معه بعزاء شقيقه الأصغر ،دلف غرفة الصالون و اقترب من والدته التي لازالت تبكي بنحيب علي ابنها فرفع يديه و ربت علي كتفها مردفا بحزن عميق: خلاص بقا يا أمي أنا خايف عليكي اللي انتي بتعمليه ده مش هيرجعه
رفعت عديله عيناها الحمراء مثل لون الدم و أردفت بغل : ما انت مشفتش اللي انا شفته
حسان بانعقاد حاجبيه : إيه اللي حصل يا أمي !
عديلة بكره و غل : صفية ،صفية المحمدى جات العزا انهارده و شمتت في موت أخوك قدام أهل البلد كلهم
حسان و هو يزفر بضيق : و انا المفروض اني اعمل ايه وبعدين متنسيش انك انتي اللي بديتي معاهم
عديلة و عينيها تتسع من اجابته التي صدمتها : يعني إيه ،يعني انت هتسكت
حسان و هو ينهض و يردف بصياح غاضب : و انا المفروض اعمل ايه يعني امسكلك السلاح و أروح أموت لك فيهم ،شايفه انه ده وقته يا امي
ثم زفر بغضب و استرسل حديثه مردفاً
صدقيني هخليهم يدفعوا التمن و غالي أوي بس مش وقته ،مش وقته خالص
و ما لبثت أن تتحدث حتى دلفت إيمان إلي الغرفة و هي تنظر لحسان الذي بادلها نظرتها بجفاء و أردفت بهدوء : أنا حضرت الاكل و
ما لبثت تكمل حديثها ذلك حتي صرخت بها عديله قائلة: بالزمه أنتي عندك دم انتي اكل ايه اللي حضرتيه و ابني لسه ميت مين اللي ليه نفس يأكل ها
ايمان و هي تنظر لها : أنا قلت انه حضرتك مكلتيش حاجه و
قاطعتها كلمات عديلة عن استرسال حديثها : أنتي متقوليش ،انا بس اللي أقول هنا فاهمه و لا لا
إيمان و هي تنظر ل حسان فهي لا تزال تتأمل منه أن يقف بصفها و لو لمرة واحدة و لكنه كالعادة لم يتدخل بحديثهم وأردفت عديله : إيه يا بت بتبصيلو كده ليه ،انتي مسمعتيش ،امشي انجري لمي الأكل ،قال اكل قال
أومأت لها إيمان و خرجت من الغرفة حتى تفعل ما أمرتها به و شعورها بالبغض و النفور يزداد تجاه حسان و والدته
_________________
بعد مرور أسبوعين
كانت إيمان تقف بالمطبخ تعد لهم طعام الإفطار و الخادمة بجانبها تساعدها
ايمان بهدوء : زينب أطلعي انتي جهزي السفره عقبال ما انا احضرلك الاطباق اللي هتاخديها علي السفره
زينب بإيماءة : حاضر
ثم أردفت مع نفسها : عيني عليكي والله انتي خساره في العيلة دي بقا بيعاملوا الجديده كده و اللي بقالها سنين معاهم مطلعين عينها ،بس اكيد بيعملوا معاها كده عشان عارفين انه اهلها كده كده مبيسئلوش فيها،بس هنقول ربنا علي المفتري
اما ايمان و اثناء تحضيرها كانت عينيها لا تفارق تلك النافذه المطله علي حديقه القصر فتنهدت و اقتربت من النافذة و قامت بفتحها و بمجرد ان فتحتها أغمضت عينيها و أستنشقت ذلك الهواء النقي الذي تخلل الي رئتيها ثم اخذت نفسا عميقا مرة آخري و اخرجته بهدوء ثم فتحت عينيها و أبتسامه جذابه رقيقه ارتسمت علي وجهها ،و تحركت مرة اخري حتي تكمل تحضير الإفطار
و اثناء ذلك دلف حسان اللي المطبخ مكفهر الوجه و اردف بصوت غليظ : أنا ماشي ورايا شغل كتير و محدش يستناني على الغدا
ايمان بإيماءة : تمام
خرج حسان من المطبخ دون أن يردف بحرف فزفرت ايمان بضيق و أردفت مع نفسها : لحد امتى ،لحد امتي هتفضلي تستحملي المعامله الجافه دي يا ايمان ،و ياريتها عليه هو بس ،لا ده هو و أهله ثم رفعت عينيها للاعلى : يارب يارب صبرني عليهم
ثم نظرت تجاه حسان من خلال النافذة و لفت نظرها تلك السيارة التي دلفت داخل القصر فعقدت حاجبيها باستغراب فهي لأول مرة ترى تلك السيارة فظلت تتابع تلك السيارة التي وقفت أمام زوجها و ترجل من السيارة ذلك الشاب مفتول العضلات و ملابسه ليس بملابس أهل الصعيد فكان يرتدي قميصا يكاد يفتك من عليه و بنطال أسود و اضعا القميص بداخله و بمجرد ان ترجل من السيارة خلع نظارته الشمسيه مقتربا من زوجها الذي ظهرت عليه ملامح الغضب فاقتربت اكثر من النافذة بفضول تريد ان تعلم بالذي يحدث و لكن قاطعها دلوف زينب مرة آخري الي المطبخ فارتبكت ايمان كثيرا أما زينب فانتبهت لذلك الشاب الوسيم وأردفت وهي تلطم علي وجهها : يا نهار اسود ،يانهار اسود
إيمان بدهشه و هي تنظر لها : في إيه يا زينب بتعملي كده ليه ،انتي تعرفي مين اللي مع حسان ده
زينب و هي تغلق النافذه بهدوء : اكيد طبعا ،ده عمار ،عمار المحمدي
اتسعت عينا ايمان عندما سمعت بكنية عائلته
أما بالخارج
أقترب عمار من حسان وعلي وجهه ابتسامة مشرقة جذابة
فأردف حسان بصياح : أنت بتعمل إيه هنا يا بن المحمدي!
عمار و علي وجهه ابتسامه جانبيه : جاي اعمل الأصول يا بن الشرقاوي و أعزيك
حسان وهو يتطلع بساعته و أردف بسخرية : تعزي و الساعة ٨ الصبح ،ده إيه النشاط ده كله
عمار بسخرية لاذعة : معلش بقى ،بس أصلي كان عندي شغل و كنت مسافر و مكنتش أعرف أن عمر مات ،فقلت لازمن ولابد أجي اعزي
حسان و هو يقترب منه قائلا بسخرية : لا ما البلد كلها عرفت بالعمل البطولي اللي عملته مع عيله العمري
ثم تحولت نظراته للغضب قائلاً : أخلص و قول جاي ليه
رفع عمار يديه أمام وجهه حسان و هو يردف : معأنه مش وقته ،بس هقولك اللي عندي يا بن الشرقاوي
حسان وهو يضيق عينيه : ياريت تنجز لان معنديش وقت اضيعه معاك
ظهرت شبح ابتسامة على وجهه عمار و اردف ببرود مخيف : الأرض اللي أنت لسه مشتريها تلزمني
حسان وابتسامته تتسع : بتحلم ،اهي الأرض دي بقا مستحيل تأخذها أنت فاهم
عمار ببرود : مفيش حاجة مستحيل مع عمار يا حسان و انت عارف كده كويس
حسان وهو يرفع حاجبيه : لا معرفش يا بن امبارح انت و بعدين انت ايه اللي دخلك في الشغل ده ها
عمار ببرود : والله انا حر مش أنت اللي هتقولي اشتغل في إيه سامع يا بن الشرقاوي
حسان و هو يقترب منه و يتكئ على حروف تلك الكلمات : اطلع بره وجودك مش مرحب بيه هنا في قصري
عمار و هو يحك انفه و ينظر له بكره مماثل: ده آخر كلام يعني
حسان و هو يكرر كلماته مرة أخرى : اطلع برة
___________________
بالمطبخ
زينب : أهو عمار ده بقا يبقا الثاني في ترتيب ولاد المحمدي و في بعديه و ولدين تانين و بنتين ،حسان بيه بقي مش بيطيق عمار بيه عشان بعد موت عاصم اخوه من كذا سنه عمار هو اللي مسك الشغل و كبره و خد اراضي كتير من حسان بيه ،و الاراضي دي لو كان خدها حسان بيه جوز حضرتك كانت فرقت معاه كتير ،بس ملوش نصيب بقى
ثم نظرت لها و اردفت : طب انتي تعرفي انه عمار ده أصغر من حسان بيه بتاع خمس ست سنين عشان كده جوز حضرتك مش بيطيقه لأنه رغم انه اصغر منه بس عرف يأخذ منه شغل و عقود أراضي كتير اوي ، بس الحقيقه انا اسمع انه دماغه نظيفه اوي في الشغل
ايمان وهي تضيق عينيها فهي حتى الآن لا تعرف سر تلك العداوة فحسان لست من تلك النوعية التي تتناقش و تتفاهم متذكرة تلك المرة التى سألته بها عن سر تلك العداوة و كان رده عنيف معها فقد نهرها كثيرا بل و تطاولت يده عليها ،وأردفت باستفسار و فضول: طب هو ليه العيلتين مش بيطيقوا بعض !؟
زينب و هي تمسك الاطباق بين يديها : دي بقي فيها أقاويل كتير أووي و محدش عارف الحقيقة فين ،على العموم انا هخرج الأطباق دي برة قبل ست عديلة متصحي و متلقيش الفطار و تبهدلنا
أومأت لها ايمان و أردفت وهي تنهض : خرجي الأطباق على السفرة عقبال ماشوف فتون واصحيها
زينب بابتسامة : ماشى
________________
دلفت ايمان غرفة ابنتها فتون فوجدتها تقف على احد الكراسي أمام المرآة
ايمان بابتسامة : فتون !!بتعملي إيه
فتون بتأفف : اووف ،يا ماما بقالي ساعه بحاول اعمل ضفيرة ومش عارفه اعملها أنا زهقت
ايمان بابتسامه : طب تعالى وانا اعملهالك
فتون برفض : لا انا اللي هعملها انا مش صغيرة يا ماما انا بكرة عيد ميلادي و هيبقي عندي تمن سنين
اتسعت ابتسامة ايمان : زينب اللي قالتلك صح
فتون بإيماءة : اها هي
ايمان و هي تجلس على الفراش : طب يلا تعالي خليني أعملك ضفيرة عشان نلحق ننزل قبل ما جدتك تصحي
فتون برفض : لا يا ماما ،انا اللي هعملها
و ظلت فتون أمام المرآه تحاول ان تضفر خصلاتها و لكنها لم تنجح فنهضت ايمان من على الفراش و هي تردف : طيب انتي شكلك مطوله انا هنزل انا بقي
و ما لبثت ان تفتح الباب حتي وجدت فتون تنادي عليها
فتون بنبره طفوليه : ماما انتي هتنزلي !؟
ايمان ببراءه مصطنعه : اها عاوزه حاجه
فتون وهي تهبط من على ذلك الكرسي و بيديها الفرشه الخاصه بها و أردفت بنبرة طفولية : ممكن تعمليلي ضفيرة
ايمان بابتسامه عاليه : ما كان من الاول يا بنت اللذينه انتي تعالي يلا
________________
علي مائدة الأفطار
نزلت إيمان برفقة ابنتها فوجدت كل من عديلة التي كانت تترأس طاولة الطعام و سارة و مريم و بسلمة فابتلعت ريقها تعلم انها ستنهر على تأخرها عن موعد الإفطار و قبل جلوسها بمكانها هي و ابنتها أردفت عديلة بحدة وصرامة : هو انا كام مرة هقولك متتاخريش عن ميعاد الفطار انتي و بنتك
ايمان بنبرة هادئة باردة خالية من أي مشاعر : أسفة
نظرت لها عديلة نظرة تفحص لها و لابنتها و بعدها أردفت بتكبر : أقعدي و اعملي حسابك لو اتاخرتي تاني هتاكلي في المطبخ انتي و بنتك سامعه
أومأت لها ايمان و جلست بمكانها و أجلست ابنتها بجانبها و بدءوا بتناولو طعامهم لتنظر عديله تجاه سارة و رفعت يدها تربت على كتفيها : و بعدين يا سارة ، لازم تأكلي يا حبيبتي مينفعش كده لو مش عشانك يبقي عشان اللي في بطنك يا بنتي
سارة بحزن شديد : و مين له نفس يا ماما !انا من بعد عمر الله يرحمه مبقاش ليا نفس لاي حاجه ،و مش عارفة ابني اقوله ايه ،اقوله ابوك مات من قبل حتى ما يشوفك و تشوفه
عديلة بحنان لفت انتباه ايمان : يا بنتي انتي لازم تأكلي عشان خاطر عمر و ابنك ،عمر لو كان عايش و شافك كده كان هيزعل و بعدين غلط علي ابنك ،انتي لازم تتغذي كويس ،يلا يا سارة يلا يا بنتي
ثم رمقت إيمان بنظره سريعه مردفه بغضب : انتي بتبصيلي كده ليه يا بت انتي
ايمان بتلعثم من نبرتها الصائحة : اا انا مش ق
عديلة بمقاطعة : انتي هتقعدي تهتهيلي ،اتفضلي قومي وضبي المطبخ عشان تعملي الغدا ،اتحركي
اومات لها ايمان و رمقت كل من سارة و مريم و بسلمة بنظره سريعه فلا أحد منهم يتدخل بها على الإطلاق
اما عديله فعقب تحرك ايمان ابتسمت بداخلها فهي دائما ما تحب التقليل منها و اهانة كرامتها
و كادت تكمل تناول طعامها فاردفت فتون بغضب طفولي : انتي وحشة يا تيتا ،انا مش بحبك
عديله بغضب : قومى يا بت انتي من هنا بدل ما اديكي بحاجة في وشك ،بت قليله ادب زي اللي خلفتها ،قومي انجري
نهضت الصغيره من علي الطاولة متجهه ناحيه الدرج و هي تتأفف من معاملة عديلة لوالدتها فروئيتها لما يحدث يؤثر بها كثيراً
أما عديلة فاردفت بغضب : شايفين تربيه ست ايمان عامله ازاى ،لما حسان يجي اهليه يشوف تربيه بنت البندر عاملة ازاي
مريم بتأفف : ما خلاص بقي يا ماما احنا ما كنا صدقنا خلصنا من خنقاتك
عديلة بغيظ : اخرسي يا بت انتي اخرسي صوتك ميطلعش
مريم بتأفف و تنهض من علي الطاولة : اوف ،ده انتو تسدوا نفس الواحد
__________________
في المساء
كانت إيمان تقف بالمطبخ شاعره بالم و وجع شديد يكتسح قدميها فهي منذ الفطور و هي تقف بالمطبخ توضبه و بعدها ظلت توضب طعام الغداء و كذلك العشاء ،كل هذا بجانب تنظيف بعض غرف القصر خصصتها لها حماتها حتى تنظفهم
ايمان بأرهاق : زينب طلعي الاكل على السفرة يلا
زينب بإيماءة : حاضر
و بدأت زينب بإخراج طعام العشاء علي الطاولة ،اما ايمان فصعدت لغرفه ابنتها حتي تجلبها و عند نزولها رأت زوجها يجلس بجانب والدته وعلى الجانب الآخر يجلس سارة و ايمان و بسملة ،فاقتربت جالسه بجانبه فاستمعت لحديثهم ذاك
عديلة بتهكم : سمعت عن اللي عمله عمار مع مرات العمري و بنتهم
نظرت كل من سارة و ايمان لعديله يتابعون ذلك الحديث فالجميع يعلم بأن سارة كان من المفترض ان تتزوج بعمار و لكنها بالنهاية تزوجت بعمر الذي ايضا كان يعشقها و بادلته هي ذلك العشق و تركت عمار كالطير المجروح
حسان بغيظ : اها ،و مين في البلد مسمعش
عديلة بكره : عامل فيها بطل أوي و رايح انقذهم ،انا عارفه بيعمل كل ده عشان اهل البلد يكلمه عنه
حسان بتذكر : صحيح نسيت اقولك ده جالي الصبح ،و قال ايه يقولي في الأول اصلي جاي اعزيك و بعدين بقي قام قايلي ايه اللي جايبه
عديلة بابتسامه جانبيه : الأرض الاخيرة اللي انت اشتريتها مش كده
حسان بابتسامة : كده و نص كمان ،بس بعينه ،مش هيطولها لو عمل ايه
عديلة بشر و هي تربت على كتفيه : ايوه كده يا حسان برافو عليك
ثم انزلت يدها ونظرت تجاه ايمان و فجأة تغيرت نبرتها و لهجتها مردفه بحده و صرامة : صحيح نسيت اقولكم
مريم بدهشة : خير يا ماما
عديلة : اعملو حسابكم حسان و سارة هيتجوزوا بعد متولد طبعا
-حسان و سارة هيتجوزو
ظلت تلك الكلمات تترد باذن إيمان لا تصدق ما هتفت به عديله فنظرت لزوجها الذي اخبرته والدته من قبل برغبتها بزواجه من سارة و هو وافق بكل سهولة فهم لا يريدون أن يربي حفيدهم بعيدا عنهم ،أما سارة فأومأت لها بهدوء فعديله قد اخبرتها من قبل و ضغطت عليها لتوافق و مع ذلك الضغط وافقت سارة علي ذلك
اما ايمان فقامت بدفع تلك المعلقه من يديها مردفه بغضب و صياح لاول مره فهي اكتفت منهم الا يكفي انها تستحمل طريقته و طريقه والدته معها و الان يريدون تزويجه من اخري : مستحيل ،مستحيل يحصل ولو حصل يبقى هطلقني انت سامع ،انا خلاص فاض بيا ،و اعمل حسابك لو اتجوزتها يبقي مش هتشوف وشي تاني ولا انا و لا بنتك ،انت سامع
لا تعلم من أين جاءتها تلك الجرأة و لكنها علمت بأنها قد تخطت حدودها عندما رآت الغضب بعينه و عين والدته و نهوضه من علي الطاوله اكد لها ذلك و لكن لا لن تضعف و تصمت بعد الان فليفعل ما سيفعله بها و لكنها لن تقبل ابدا ان يتزوج عليها فهي حواء و لن تصمت عن حقوقها من الآن
_________ يتبع ________
التعليقات على الموضوع