إبحث عن موضوع

رواية عتاب الحلقه ٢١

الفصل الحادى والعشرون

تشنج وجه (رائد) قليلاً عندما استمع إلى صوت (طلال) ولكنه ابتلع ريقه وإلتف ليصبح فى مواجهته ثم قال
-أنت عاوز ايه يا (طلال) ؟!
اقترب منه (طلال) وهو يشعر بغضب شديد للغاية وأمسكه من تلابيب قميصه
-أنت كنت قاصد صح ؟! ٠٠ كنت قاصد متقوليش
ابعد (رائد) يد (طلال) عنه بعنف ثم قال
-أنت عاوز منها ايه كفاية اللى حصلها من تحت راسنا ٠٠ كفاية بقى
-أنت شكلك نسيت ٠٠ تحب افكرك
وضع (رائد) يده فى أذنه وقال
-مش عاوز اسمع حاجة ٠٠ مش عاوز اسمع حاجة
أمسك (طلال) يده ليبعدها عن أذنه وقال
-أنا كان لازم اعرف أن واحد بتاع ستات زيك مش نافع لمهمة زى دى ٠٠ بدل ما توقعها وقعتك
-أنا اترجتك قبل ما اسافر تسيبها وكفاية تحس أنها مجنونة لكن أنت مسمعتش
-عشان أنا كنت جايباها المصحة عشان كده ٠٠ لو عاوزها معنديش مانع تجوزها يومين وتكسرها
-مش هعمل كده يا (طلال) مش هعمل كده ٠٠ أنا حبيتها مش عاوزها
-يعنى ايه ؟!
-يعنى هتجوزها يا (طلال) واللى يحصل يحصل
صرخ (طلال) فى وجهه وقال
-أنت بتقول ايه ٠٠ شكلك اتجننت رسمى
-بقول اللى سمعته ٠٠ أنا سامحتها ٠٠ أنا حر
-سامحتها فى أيه ؟! ٠٠ هى دى حاجة تتسامح عليها
إلتف (رائد) واعطى ظهره ل (طلال) ثم قال
-قولتلك كفاية اللى حصلها ٠٠ أنا لما سافرت مكنتش بنام ليل ولا نهار بسببها ٠٠ ما يمكن مكنش قصدها دى حاجة مش بالعافية وأنت عارف
أمسكه (طلال) من ذراعه وجعله يلتف له مرة آخرى ثم قال
-لا ماهو أنا مش عامل ده كله عشان حضرتك تيجى فى الآخر تحبها والخطة تبوظ ٠٠ أنا من ساعة ماهى هربت وأنا هتجنن ملهاش أى حد عشان اسئلها عليه لولا أنى من ساعة ما عرفت أن دكتور عندى هو اللى ساعدها خليت واحد صاحبى أول امبارح وعمل تحرياته لحد ما وصل أنها فى الدار عندك
-مش هتاخدها يا (طلال) الموضوع منتهى ٠٠ أنا مش عاوزها تعرف غير أنى (رائد الشناوى) وبس أنا لما عرفت أنها هربت من عندك كنت مبسوط وحزين مبسوط أنها فلتت منك وحزين أنى مش عارف هى هتروح فين والدكتور اللى بتكلم عليه ده أنا مديون ليه بعمرى كله ع اللى عمله معاها ٠٠ أنا كنت بحاول اتخيل أنى لو قبلتها تانى هوقعها فى حبى وانسيها كل اللى حصل كنت بدرب نفسى دايماً لو شوفتها ولما تيجى تسئلنى أنا هو ولا لا ازاى وشى حتى ميبناش عليه ونجحت فى ده ومش هخليك تسرق سعادتى منى أبداً
نظر له (طلال) نظرة طويلة ثم قال
-جواز منها مستحيل وهاخدها من المصحة وهكمل اللى عاوز اعمله
زعق (رائد) بقوة
-ع جثتى أن ده يحصل
ثم نظر الأثنان إلى بعضهم البعض كأنهم اعداء بداخل حلبة  يهدد كل منهما الآخر بنظراته الشرسة حتى انسحب (طلال) وخرج دون أن يتفوه بكلمة فجلس (رائد) على مكتبه ووضع رأسه بين راحة كفى يده ٠٠
******************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
وصل (ريان) إلى دار الأيتام بعد أن إلحت عليه (عتاب) كثيراً عبر الهاتف ولكنه قد جاء لهدف آخر وهو أن يواجه (رائد) وأن وافق على العمل فى الدار ليس إلا لسببين أولهما أنه حقاً يحب خدمة هؤلاء الأطفال وثانيهما إن يضع (عتاب) تحت عينه حتى لا يخدعها ذلك الوغد لأنه ليس بحاجة إلى ذلك العمل أبداً فهو كان يستعد لفتح العيادة الخاصة به منذ أشهر انتظر (ريان) داخل مكتبه وهو يشعر بملل شديد ونظر إلى ساعة يده وهو يزفر بضيق وبعد دقائق كان (رائد) قد وصل ودلف إلى المكتب دون أن يتحدث ثم جلس على مقعد مكتبه وسئل (ريان) سؤال واحد
-موافق تشتغل هنا ؟
-عشان بس أبقى جنب (عتاب) واحميها منك
-وهو أنا يعنى اللى موافق عشان سواد عيونك ٠٠ أنا موافق بس عشان هى طلبت منى كده
ثم أشاح بوجهها بعيد وهو يزفر بضيق فقال (ريان)
-أنت عاوز منها ايه ؟!
-بحبها ٠٠ ايه عندك مانع ؟!
-واللى عملته فيها ده حب ؟
أغمض (رائد) عيناه وكأنه يريد محو تلك التفاصيل من حياته ثم قال
-اللى اعرفه أنى بحبها ومستعد اعمل أى حاجة عشان ارضيها
-هى لو عرفت حقيقتك مش هتطيق تبص فى وشك
-مش هتعرف حاجة هى مش هتعرف حاجة هى نسيت خلاص وأنا كمان هنسى ٠٠ هنسى كل حاجة
-وأنت فاكرنى هسيبها مخدوعة وع عماها كده مستحيل ٠٠ أنا بس خايف عليها من الصدمة بس فى يوم هقولها
تحدث (رائد) بنبرة محذرة
-إياك تفتح بوقك بكلمة واحدة
-عشان ابقى ندل زيك
-أنا فى ظروف اضطرتنى لكده
-هى ايه ؟!
اغمض (رائد) عيناه ثم بدء يقص عليه كل شئ لا يعرف لماذا قص عليه هو بالذات هو بحاجة للحديث بحاجة لأخراج كل ما فى قلبه بحاجة للمشورة بعدها نهض ووقف لينظر للشرفة التى بداخل مكتبه صمت (ريان) لبعض الوقت
-أنت حبيتها بجد ؟
زفر (رائد) بضيق ثم قال
-أنت شايف ايه ؟!
-أنا شايف أنك حبيتها فعلاز ٠٠ وأنى مقدر الدافع النفسى اللى خلاك تعمل كده ٠٠ بس فى نفس الوقت ده مش مبرر
أخذ نفس عميق ثم أجاب
-عااارف
-لازم تعرف الحقيقة منها ٠٠ وهى كمان لازم تعرف الحقيقة منك اللى بيتبنى ع باطل هيفضل طول عمره باطل حط الكلمة دى فى ودنك ٠٠ و دكتور (طلال) باللى قولته ده مش هيسبك ٠٠ عموماً أنا بعرف افصل كويس جداً بين عملى ومشاعرى الشخصية ولولا أنى عارف أن (عتاب) معجبة بيك مكنتش هسمح أنك تتمادى معاها بس أنا هفصل هنا وهحطك تحت عينى وفى يوم من الأيام هجبرك تقولها لأنها من حقها تعرف ومن حقها تختار كفاية اوووى اللى عملته فيها أنت وأخوك
ابتلع (رائد) ريقه ثم إلتف وقال
-م٠٠ موافق ٠٠ يمكن يجى اليوم اللى اقدر اصارحها فيه بس مش هيبقى دلوقتى خالص
-لما تملك قلبها بالكامل مش كده !! أنت أنانى اوووى عموماً دع مش من حقك أنا هجى انبهك فى الوقت المناسب اللى تقولها فيه عشان لو مقولتش هقول أنا
نظر له (رائد) بحدة لكن (ريان) لم يعبئ لكل ذلك  ونهض عن مقعده وهو يقول
-أنا رايح اشوف شغلى
تشنج وجه (رائد) قليلاً ولكنه إلتف لينظر للشرفة مرة آخرى محاولاً أن ينسى كل ما حدث مثلما يحاول يومياً ٠٠
بعد وقت قليل جلس على المكتب وشعر برغبة كبيرة  فى رؤيتها لذا أمسك هاتفه وأرسل لها
(عاوز اشوفك قبل ما امشى)
بعدها بقليل أجابت عليه إجابة مختصرة فى رسالة
(مش هينفع)
أرتفع أحدى حاجبيه ثم قام بالأتصال بها وعلى الجهة الآخرى عندما رأت هى رقمه شعرت بتوتر كبير ولكنها أجابت وقالت
-الو
فقال بتوسل
-أنا مش هأخرك عن شغلك حقيقى عاوز اشوفك ٠٠ خمس دقايق بس
-مش هينفع حقيقى
-ليه حصل ايه ؟
ترقرت عيناها بالدموع وحاولت إلا يفتضح أمرها وقالت بثبات
-مش هينفع بجد
إلا أن نبرة صوتها لم تكن بذلك الثبات فقد سماعها مهزوزة لذا أغلق الهاتف وقرر أن يذهب إليها ليتأكد بنفسه وفى خلال دقائق كان فى الغرفة الخاصة بها مع الأطفال وقد تأكد فقد كانت تمسح دموعها غير منتبهة لوجوده فأقترب منها وهو يشعر بمشاعر مضطربة خوف أن تكون علمت  لكن هذا مستبعد لم تكن ستحدثه من الأصل وفوق هذا دموعها تجعله عاجز من الذى تسبب فى تلك الدموع سيجعله يندم انتبهت هى لوجوده فمسحت دموعها مسرعة ونهضت وقالت
-حضرتك ايه اللى جابك هنا ؟!
-بتعيطى ليه ؟!
قالها فى بثبات رغم البركان الذى يثور بداخله فقالت
-أرجوك متعمليش مشاكل اكتر من كده
-بتعيطى ليه ؟!
كررها بنفس الثبات فابتلعت هى ريقها ثم نظرت حولها لتجد الأطفال ينظرون لهم لذا اقتربت منه و قالت
-كفاية المشاكل اللى أنت عاملها ليا ؟
-مشاكل !!
-ا٠٠ أيوة أرجوك أخرج الاطفال بيبصوا علينا
-مش خارج إلا لما افهم
قالها بإصرار جعلها تقول بصوت خافت
-كل المشرفات هنا فى الدار بيكلموا عنى كلام مش كويس عشان ع طول بدخل مكتبك وبقعد فترة طويلة أرجوك امشى بقى أنا مش عاوزة فضايح
ضم (رائد) قبضة يده بغضب شديد ولكن سرعان ما أمسك يدها وسحبها نحو الخارج فظلت هى تقول
-آنت مودينى ع فين أنا قولتلك عشان متعمليش فضايح
ولكنه لم يكن يستمع إليها حتى ٠٠ وصلوا إلى مكتبه فأدخلها معه فقالت هى وهى تحاول التملص منه
-أنت ليه بتعمل كده ٠٠ أنت ليه مصمم توحش صورتى قدام الكل
نظر لها نظرة طويلة ارعبتها فوقفت مكانها دون حركة فاقترب هو من هاتفه واتصل بمديرة الدار واخبرها أن تحضر جميع المشرفات هنا فقالت(عتاب)
-أنت هتعمل ايه ؟
لم يجب عليها فقد انتظر حضور الجميع وفى خلال دقيقة كانت جميع المشرفات أمامه فى المكتب فوجه نظره إلى (عتاب)
-أنى فيهم اللى اتكلمت عليكى ؟!
شعرت (عتاب) بتوتر كبير ثم قالت
-م٠٠ مفيش حد
 صرخ بوجهها وقال
-أنا بسئلك مين فيهم وإلا هرفدهم كلهم
عضت (عتاب) شفتاها ثم آشارت تجاه (هبة) وصديقتها فقال (رائد)
-أنتوا الاتنين مرفودين من هنا ٠٠ وأى حد فى الباقى هيجيب سيرة (عتاب) يبقى بيحفر قبره بإيده ٠٠ لأنى اصلاً عاوز اتجوزها ومستنى موافقتها
اندهشت (عتاب) وفتحت ثغرها بينما أتسعت أعين الآخرين فقال (رائد)
-يلا (هبة) واللى معاها بارة الدار تماماً ٠٠ والباقى يشوف شغله
خرجوا جميعاً من مكتبه بينما ظلت (عتاب) واقفة مكانها وكأن أحدهم قد سكب عليها دلو من الماء وما أن نظرت حولها ووجدت أن الجميع قد رحل وهى تقف بمفردها معه داخل مكتبه
-أنت ايه اللى قولته ده ؟
ابتسم قليلاً ونهض عن مكتبه وقال
-بحبك وعاوز اتجوزك ؟!
-ايه ؟!
-أنا فعلاً كنت هفاتحك فى الموضوع ده ٠٠
-موضوع ايه بس أنت أكيد اتجننت
-أنا هسيبك تفكرى ٠٠ بس فى عرض تانى عاوز اعرضه عليكى
-مش فاهمة ؟!
-أنا بنت خالتى عندها فندق ب (شرم) هى ووالداها ومحتاجين حد هناك يشتغل فى الأستقبال توافقى تشتغلى هناك هيبقى أحسن من هنا والمرتب أعلى بكتير  ومتخافيش هدى (ريان) نفس المرتب اللى كان بياخده فى المصحة
قالها وهو يحاول جاهداً إبعادها عن (طلال) وحمايتها فرمشت هى بعينيها قليلاً ثم قالت
-لا ٠٠ أنا مبسوطة هنا عشان الاطفال ٠٠ أنا مش بشتغل هنا عشان الفلوس أنا مبسوطة هنا
-بس ٠٠
قاطعته قائلة
-الموضوع منتهى
فصمت هو قليلاً ثم اقترب اكثر منها وقال
-طب والجواز
أتسعت عيناها قليلاً ثم هزت رأسها وكأن من أمامها مجنون خرج لتوه من مشفى الأمراض العقلية وقالت
-ع فكرة أنت مش طبيعى ٠٠ مجنون
قالتها ثم خرجت مسرعة نحو الخارج حتى لا يلحق بها بينما وقف هو يسند ظهره خلف مكتبه وهو يضحك بشدة ثم قال
-هو إنتى لسه شوفتى جنان ٠٠
*********************
جلست (روفيدا) تراجع آخر إمتحان لديها فى منزلها وقررت إرسال رسالة عبر الهاتف لتطمئن بها على (أشرف) وأحواله
(عامل ايه دلوقتى؟)
وصلت الرسالة إلى (أشرف) وقد نجحت (روفيدا) فى رسم إبتسامة على شفتيه رغم عيناه المغروقتان بالبكاء
(الحمد لله)
(هتيجى الإمتحان الأخير إن شاء الله اللى بعد بكرة ؟! )
أخذ هو نفس عميق ثم أرسل
(لا)
شعرت هى بحزن شديد تجاهه وقررت الأتصال به وبالفعل أتصلت فشعر هو بعدم راحة لم يكن يريد أن يتحدث مع أحد ليستمع لكسرة الحزن التى فى صوته ولكنه أجاب عليها
-أيوة
-ازاى مش هتيجى الأمتحان يعنى ؟! مش كفاية الأمتحان اللى فات
-مش فارقة كتير
-أنت ليه بتقول كده ؟! حرام عليك اللى بتعمله فى نفسك ده
-(روفيدا) أنا تعبان أرجوكِ
-ارجوك أنت
-عاوزة ايه ؟
-لو مجتش الامتحان بتاع بعد بكرة أنا مش هروح وذنبى هيبقى فى رقبتك
-(روفيدا)
-أنا بكلمك عشان خايفة عليك ٠٠ أنا مبقولكش انسى بس بص لمستقبلك اللى بتعمله ده مش هيرجع أى حد تانى لو اللى بتعمله ده كان هيرجعها كلنا كنا عملنا كده
-أرجوكِ يا (روفيدا) كفاية
-اسمع أنت كلامى أرجوك أنا هستناك قدام باب اللجنة بتاعتك لو مطمنتش أنك دخلت إمتحانك مش هدخل أنا كمان إمتحانى
قالتها ثم أغلقت الهاتف فنظر هو للهاتف ثم هز رأسه بآسى على تلك العنيدة ٠٠
*******************
فى المساء ٠٠
ذهب (أدهم) إلى منزل (وليد) فقد اشتاق لشقيقته كما أنه أراد أن يتحدث مع (وليد) عن مشاعره التى أصبح لا يفهمها بخصوص (جميلة) استقبلته (شجن) بسعادة كبيرة وارتمت فى أحضانه فقد أثر بها كلام (چيهان) بشدة بتلميحها أن شقيقها كأنه قد تخلص منها فقد مات والدايهما واعتبرت شقيقها كل شئ فى حياتها بعدهما أندهش (أدهم) قليلاً من أحتضانها له بذلك الشكل ولكنه ابتسم وربت على ظهرها بحنان فقالت هى
-وحشتنى اووى ٠٠ هنت عليك ده كله حتى متكلمنيش فى التليفون
بينما شعر (وليد) بغيظ وفصلها عنه بالعنوة
-ما تخفوا شوية بقى ٠٠ مش طرطور واقف فى النص
ضحك (أدهم) بينما ابتسمت (شجن) فقال (أدهم)
-حبيت تبقى ع راحتك مع جوزك مرضتش اضايقكوا
ابتسمت هى ثم قالت
-أنا هروح احضر العشا لينا كلنا
قبل (أدهم) رأسها ثم قال
-ماشى يا حبيبتى
بينما دلف كلا من (وليد) و (أدهم) للداخل وجلسوا بأقرب أريكة فظل (أدهم) شارداً لبعض الوقت ولا يتحدث فحاول (وليد) مشاكسته كالمعتاد
-مالك مسهم كده ليه ؟!
-مفيش
-ليه هو أنا مش عارفك يا معقد أنت
ابتلع (أدهم) ريقه ثم قال
-هو ممكن تبقى قدام عينى واحدة من سنين ٠٠ وتعجبنى فجاءة وابقى مهتم بيها ؟!
-هو أنتوا كلكوا فيكوا الخصلة المنيلة دى !! ٠٠ اه ينفع طبعاً ما أختك وأنا اهو أكبر دليل ٠٠ بس مين الفقيدة الله يرحمها ؟
رمقه (أدهم) بنظرة غاضبة ثم قال 
-(جميلة)
-(جميلة) !!
كررها بدهشة ثم تابع مستفهما.
-السكرتيرة بتاعتك اللى زى الكريم كراميل دى
-ما تحترم نفسك بقى يا (وليد) 
قالها (أدهم) حاملاً غضب شديد أو غيرة ربما لا يعرف يحدد مشاعره فرفع (وليد) يده الأثنتين فى الهواء كأنه يتأسف له فتابع (أدهم)
-مش عارف عمرها ما غابت عنى ٠٠ اقصد عن المكتب الفترة دى كلها عشان رجلها متجبسة حاسس أن المكتب من غيرها وحش اوووى حتى مش طايق البنت اللى بتشتغل بدالها مجرد أنها قعدة مكانها
-مش (جميلة) دى هى اللى جبتلك هدوم شيك ونضفتك ؟!
-ما تحسن ملافظك يا زفت الطين أنت
-أنا بتكلم بجد هى ؟
-اه
قالها بضيق فضحك (وليد) ثم قال
-يعنى أنت مش فى دماغها اصلاً ٠٠ دى نضفتك عشان تبقى حلو قدام خطيبتك ده أنت هوا قدامها
-تصدق أنى غلطان أنى بتكلم مع واحد تافه زيك
-خلاص خلاص هسكت اهو ٠٠ كمل بقى
أخذ (أدهم) نفس عميق ثم قال
-مش عارف اعمل ايه بجد  ٠٠ وفى واحد عربجى كده حواليها وشكلها معجبة بيه
-بص أولاً أنت لسه فاسخ خطوبتك يجوز ده مجرد فراغ عاطفى بلاش تظلم البنت ده رأيى
-يعنى اسيبها لحد ما توافق ع سى زفت
-هى لو عاوزة توافق ع سى زفت كانت وافقت من زمان
-بس أنا شايف أنه عاجبها .. ده غير أن بقالى يومين بس مكلمتهاش حاسس أنى نفسى أسمع صوتها اوووى 
-طب كلمها دلوقتى ٠٠ اكنك بتطمن عليها
-مانا كده هبقى بستعبط اوووى
-طب ما تستعبط ٠٠ أنت هتفضل قفل كده لحد امتى
-م٠٠ مش عارف اقولها ايه
-قولها رجلك عاملة ايه ؟! لو محتاجة شئ قوليلى واعملهولك وكده يعنى
-لالا هستنى لما تيجى ٠٠ أنا مش بتاع الحركات القرعة دى
زم (وليد) شفتاه ثم قال
-خليك كده فقرى طول عمرك
اقتربت منهم (شجن) واخبرتهم أنها قد أعدت مائدة الطعام فذهبوا نحو المائدة وشرعوا فى تناول الطعام ٠٠
*******************
فى يوم الأمتحان الخاص ب (أشرف) و (روفيدا) وقفت أمام اللجنة الخاصة به تنتظر قدومه وظلت تنظر لساعة يدها كل دقيقة لما تأخر أم أنه لن يأتى اليوم اغمضت عيناها وشعرت بحزن عميق داخل قلبها ولكنها فتحت عيناها فجاءة حينما وضع أحدهما يده على كتفاها ولكنها هدئت عندما استعمت لنبرة (أشرف) الحنونة وهو يقول
-أنا داخل اللجنة ٠٠ روحى لجنتك إنتى
ابتسمت وشعرت بسعادة تغمر قلبها بأنه قد نفذ ما طلبته منه ثم قالت
-شكراً اوووى أنك نفذت طلبى ٠٠ ربنا معاك
ابتسم لها فشعرت هى بأضطراب فى سرعة دقات قلبها ولكنها ركضت نحو لجنتها ودلف هو للجنته وبدئوا فى إجابة الإمتحان ٠٠
وبعد مرور وقت الإمتحان وقف (أشرف) أمام اللجنة الخاصة ب (روفيدا) فوجدته أمامها اقتربت منه وقالت
-عايز حاجة ؟!
-أيوة ٠٠ ممكن نتكلم شوية
هزت رأسها بالإيجاب وذهبوا سوياً حتى جلسوا على مقعد فى أحدى ممرات الجامعة وانتظرت هى بشوق أن يبدء هو حديثه معها
-ا٠٠عاملتى ايه فى الأمتحان ؟
زمت شفتاها بعدم رضا فهى لم تكن تنتظر منه ذلك لكنها قالت
-الحمد لله
بعد صمت طووويل ولم يقل شئ فشعرت هى بحزن وانقباض قلبها وكأن فعلتها الآخيرة ترغمه عن أن يتحدث معها لكنه فى حقيقة الأمر يرفضها ويرفض عشقها وحبها له لذا نهضت وقالت
-أنت مش مضطر تقول حاجة أنت مش عاوز تقولها ولا أنا وقفت جنبك عشان ارجعك ليا أنا عملت اللى قلبى قالى اعمله من غير حتى ما افكر لكن مادام متردد فى اللى هتقوله يبقى متقولوش احسن
ثم استعدت للرحيل وهى تقول
-عن أذنك
فأمسك هو يدها مانعاز إياها الرحيل وأرغمها على الجلوس مرة آخرى ثم قال
-أنا مش مجبر اتكلم معاكى لو أنا مش عاوز ٠٠ ا٠٠ أنا بس عاوزك جنبى لكن الوقت والصلة اللى بينا متسمحش أنا مش هقدر اخطبك فى الوقت الحالى لا حالتى النفسية تسمح ولا ظروفى دلوقتى تسمح بده بس فى نفس الوقت عاوز اكمل معاكى ومش عاوز نبعد عن بعض لما حصل اللى حصل أزل حد فكرت فيه هو إنتى كان نفسى اتكلم معاكى وإنتى مخيبتبش ظنى كنتى أول حد سئل عنى ووقف جنبى
تقافز قلبها فرحاً ثم قالت
-الوقت اللى حالتك النفسية وظروفك فيه يسمحوا تعالى وأنا هستناك المرة دى العمر كله ومش هكرر نفس الغلطة تانى
ابتسم لها بود ثم قال
-يلا عشان اروحك
نهضت معه واستقلا معاً سيارة آجرة وأوصلها لمنزلها واطمئن عليها الى أن دلفت للداخل بعدها تابع طريقه هو بمفرده عائداً للمنزل ٠٠

#عتاب

ليست هناك تعليقات