إبحث عن موضوع

رواية عشقت ذكراها الحلقة الثامنه

تهدج صوتها بالبكاء وتعالت شهقاتها فتسللت لمسامعه ، ملامسة لقلبه فتأثر لبكائها بأسى.
حاول جاهدا أن يبعد صوتها عن رأسه ولكن حزنها أبى أن يتركه ؛ رفع وسادته على وجهه وصرخ بداخلها صرخة مدوية من اعماق قلبه لولا وسادته لرجت لها أركان المنزل .
خرج من غرفته وتوجه إليها وقال بغضب عارم :
أنا مش فاهم انتى بتعيطى ليه ولا فاهم بتفكرى إزاى .
تطلعت له بأعين مشتعلة ولم تنطق ببنت شفة .
رفع يديه ومسح على وجهه ليهدأ قليلا وقال برجاء :
ياسفر إفهمى دا حقك وحق سمر لو مبلغتيش عن عمك هيضيع حق سمر معاكى .
نظرت للأرض بخجل وقالت بصوت تحشرج من فرط البكاء : 
انا موافقة أعمل البلاغ بس صعبان عليا بفتكر زمان كان كويس وحنين معرفش ليه اتغير كده .
اقترب منها قليلا وجلس جوارها مد يده وامسك يديها وقال : 
متفكريش كده فكرى انه واحد غلط ولازم ياخد عقابه .
تطلع ليديها بين يديه فسرت قشعريره بجسده لم يعرف لها مصدرا ابعد يده مسرعا وقام من جوارها ابتلع ريقه بتوتر وتطلع الي نظراتها الشاردة فتنهد باطمئنان لعدم انتباهها له 
 شعرت بإنتهاء الحديث فاستأذنت منه الذهاب الى غرفتها لتهرب مرة اخرى من واقعها المرير وتبحث عن راحتها بعالم الاحلام ،
أشار إلى غرفتها قائلا :
اتفضلى ارتاحى دلوقتى وبكره الصبح هنروح .
إستدارت له قائلة : 
قبل مروح أبلغ عنه هروح أزور قبر سمر و قبر أمى .
 تحركت عدة خطوات وباغتها دوار كاد يطرحها أرضا لولا ان تلقاها بساعديه ورفعها عن الأرض.
فتحت عيناها ببطيء فنظر بداخلهما وتسارعت ضربات قلبه معلنه بدأ ثورة عارمة تجتاحه .
إبتعدت عنه قائلة بخجل :
أنا كويسة مفيش حاجة .
أستندت على الحائط حتى وصلت لغرفتها وأغلقت بابها والقت بهمومها مع جسدها على السرير .
وقف يتأملها وتسارعت أنفاسه بشدة مهلكة   تضاربت مشاعره وتسللت نفحات العشق لقلبه ، أقسم بداخله على الثأر لها ،وقف بحيرة فى أمره أراد الخروج للتحقيق فى أمرهم لكنه يخشى الخروج خوفا عليها  فكر قليلا و رفع هاتفه وطلب شريكه 
تردد بالطلب قليلا حتى شجع نفسه قائلا له :
_ معلش ياصلاح هطلب منك تسمح لعبير تيجي لسهر ، انا لازم ارجع المكتب وأشتغل عالقضية وهى تعبانة مينفعش أخليها لوحدها .
توقف قليلا حتى أتاه الرد قائلا :
طالما انت مش موجود مفيش مشكله هقولها وأشوف هتقول إيه ؟
قال جملته وهو ينظر بتساؤل لزوجته ،أنزل الهاتف وكتم صوته وقال لها بصوت منخفض :
_ مالك عاوزك تروحى النهارده تقعدى مع سفر اللى حكيتلك عنها .
ردت بحماس قائلة : 
_ ماشى يلا نروح .
إبتسم لها ورفع الهاتف مرة اخرى وأعلن لمالك موافقتها وأغلق المكالمة للإستعداد .
 لم يمض الكثير من الوقت حتى وصلا إلى شقة مالك .
دقت عبير جرس الباب و إعتراها فضول لرؤية سفر.
توجه مالك صوب الباب وفتحه وكان على أتم الاستعداد للخروج سمح لعبير بالدخول ورفع ذراعه على الباب وأوقف صلاح قائلا : 
_ رايح فين مفيش وقت نقعد هننزل الشغل !
رمقه صلاح بغيظ وغضب قائلا : 
_ يابني اخد نفسى هو الشغل هيطير ،وبعدين مش تعرف عبير على سفر هتسيبهم مع نفسهم كده ونمشى !!
أرخى ذراعه قائلا : 
_ اهو فى دى معاك حق ،ادخل بس مش هنطول اعمل حسابك .
توقف امام غرفة سفر الغارقة بكوابيس تؤرق مضجعها .
خبط خبطة خفيفة وانتظر ردها ،أعاد الكره مرة أخرى فانتشلها من نومها 
اعتدلت على سريرها وعدلت من هندامها وقالت : 
_أدخل .
فتح الباب بترو وولج الى الغرفة نظر اليها فابصر حبيبات العرق تتصبب على وجهها فاقترب منها بلهفة قائلا : 
_ انتى مالك شكلك تعبانه ؟
هزت رأسها نفيا قائلة :
_ أنا كويسة مفيش حاجة .
 أشار لها صوب كوب من الماء بجوارها قائلا : 
_إشربى مية وتعالى أنا كلمت صاحبى وطلبت انه يسمح لمراته تفضل معاكى الليلة وانا هفضل فى الشغل لحد الصبح .
تجرعت شربة ماء لتهدئ قليلا من روعها وتنهدت قائلة :
_مكنش له لزوم تعذب حد معايا انا كويسه .
رد بحزم قائلا:
_مش عذاب ولا حاجه اتفضلى يلا عشان تتعرفى عليها وأنزل على شغلى.
أومأت برأسها موافقة وتحركت خلفه نحوهم .
 تنحى قليلا جانبا فطلت عليهم من خلفه .
تطلعوا لها بصمت كتم بداخل طياته دهشة عارمة .
التمست لهم عذرا فهى تعرف سبب الدهشة التى احتلت وجوههم وابتسمت بلطف قائلة :
_عارفه انى شبهها بس فى الشكل بس .
اقتربت منها عبير واحتضنتها بشوق لرفيقتها الراحلة وتنهدت بحزن قائلة :
كفايه الشكل دا انتى هدية من ربنا ليا تعوضنى عنها .
ابتسمت سفر وتطلعت لمالك قائلة :
كده كلكم اعتبرتونى ذكرى لسمر .
ابعدتها عبير عن حضنها وتطلعت لوجهها مرة اخرى وقالت :
ذكرى ! طب تعرفى بقا انا قلبى اتفتح ليكى ولو مكنتيش شكلها كنت هحبك بردو وهتبقى اختى ومش بمزاجك .
ضحك صلاح قائلا : 
_ خلاص ملكيش مهرب 
ابتلع باقى كلامه وابتلع ريقه بتوتر أثر نظرات عبير الحادة الموجهه اليه وتوجه صوب الباب قائلا :
_ يلا يامالك بسرعة قبل متقتلنى 
ضحكت سفر لمنظرهم فتطلعت لها عبير قائله :
_ لازم اوريله العين الحمرا .
إبتسم مالك وتطلع لسفر قائلا : 
_ عندك علاج كمان 3 ساعات متنسيش تاخديه ولو احتجتو حاجه كلمونى .
ردت بحرج قائله:
شكرا .
توجه نحو الباب واستدار لعبير قائلا :
خدى بالك منها ياعبير سفر امانه عندنا وتنهد بحزن وأردف :
وزى مقالت دى ذكرى سمر.
ابتسمت عبير بألم قائلة :
_ متقلقش يامالك سفر فى عنيا .
******
بمكان آخر بداخل فيلا العمرى .
ودعت نيفين ضيوفها بخضزى وخجل قائلة:
معلش ياسهام هو جاله مأمورية المره الجاية اكيد هيكون موجود .
تطلعت سهام لها بغضب واشارت لابنتها بالتحرك معها وقالت بتكبر : 
مش فارقة كتير يانيفين هانم اعتقد كفايه اهانة اكتر من كده وياريت تنسى انك تعرفينى سلام .
أغلقت نيفين الباب وإستدارت لزوجها المتابع للحوار بصمت وعلى وجهه تعلو نظرات رضا وسعادة 
رمقته بنظرات غاضبة وصبت جام غضبها عليه وصرخت بغضب قائلة : 
عاجبك اللى ابنك عمله ؟ ينفع يحرجنى مع صاحبتى كده !
نظر إليها بضيق قائلا :
_نكتفه ونجوزهولها ولا ايه ! إبنك راجل ياهانم ومعتمد على نفسه عاوزانى اعمله ايه .
اجتمع على صوتهم بقية من بالمنزل .
اقترب محمد الابن الاكبر لهم قائلا بفزع :
_ فى ايه ياجماعه صوتكم واصل لحد عندنا فوق .
اقتربت ريم زوجته منه وغمزته بطرف عينيها قائلة :
أكيد خلتو زعلانه عشان مالك مجاش وطبعا سهام هانم هددت كالعادة انها مش هتعرفها تانى .
تطلعت لنيفين واقتربت منها وضمتها بخفه قائله :
يا نوفا ياحبيبتى هى دى اول مرة تقولك كده ؟ دى بتقولها فى اليوم مرتين 
.ابتسم محمد وتطلع لوالده الكاتم لضحكته بصعوبة بالغة خوفا من ثورتها  وأشار له بالخروج قائلا بصوت منخفض:
_يلا احنا يابابا ونسيبهم مع بعض ريم بتعرف تهدى ماما .
ابتسم مراد وتحرك من أمامها متجنبا لثورة غضبها.

بمكتب مالك 
جلس الصديقان يفكران طويلا بطريقة للإيقاع بالوغد المدعو حسن السيوفى  
فرك مالك وجنته بتفكير وسحب نفسا طويلا من الهواء اخرجه ببطئ قائلا :
_ عارف ان السكرتيره بتاعته دى نقطة ضعفه الوحيدة ! انا عاوز اقابلها بس بشكل غير رسمى .
تطلع له صلاح بعيون لامعة ورفع حاجبه قائلا :
_ علم وينفذ الرجالة هيتابعوها ويجبوها مكان متحب .
ابتسم مالك لتفهمه وأردف :
وديها مكانا الخاص .
نظر بساعة يديه وبدت على ملامحه الدهشة فقال :
_ ياه الساعة بقت 6 الصبح يلا تعالا استلم مراتك عشان انا واعد سفر هوديها تزور قبر سمر 
نظر له صلاح بحزن وقال :
_انا نفسى افهم سبب زيارتك المقابر بدرى اوى كده .
تنهد مالك قائلا :
_ عشان اكون لوحدى معاها 
واكمل بابتسامه وعيون برقت أثرا لعشق ينمو بداخل كيانه قائلا :
وبعدين دا كان سبب انى اشوف سفر وانقذها .
تطلع له صلاح قائلا باستفهام قائلا : 
هى اللمعة اللى فى عينك دى عشان انقذت بنت غريبه من الموت ؟ ولا دى لمعة حب ؟
رفع مالك حاجبه باستنكار وزم شفتيه بغضب قائلا : 
امشى قدامى ياصلاح عشان ماخدش عبير معانا تزورك فى المقابر .
رفع صلاح يديه على رقبته يتحسسها قائلا : 
على ايه ياعم الطيب احسن .
وصلا أمام باب الشقة، مد مالك يديه بالمفتاح ليفتح الباب ؛فاستمع اصوات تخرج من شقته
؛ فسحب يديه ونظر لصلاح بدهشة .

ليست هناك تعليقات