إبحث عن موضوع

رواية عشقت ذكراها الحلقة السابعه

بمكتب مالك ، طرقات خفيفه على الباب تبعها ولوج صلاح منه قائلا بحماسه المعتاد :
بدأت تحرياتى واللى عرفته يشيب .
تطلع له مالك بصمت متعطشا للمزيد ،أردف صلاح قائلا:
_حسن السيوفى دا ياسيدى رجل أعمال كل ثروته مشبوهه وفى واحد حبيبنا متابعه من زمان وماسك قضيته بس للاسف شكله مسنود من ناس تقيلة اوى 
 أنتبه بكافة حواسه لكل كلمة خرجت من فيه واستطرد قائلا : 
_ عاوز أعرف نشاطه المشبوه بالظبط ؟
تحرك صلاح وسحب مقعدا جلس فوقه براحه وقال بضيق : 
_ هو تقريبا مسابش حاجه مشبوهه مشتغلش فيها من مخدرات لآثار لسلاح دعارة وتجارة اعضاء .
انتبه مالك لآخر كلامه وضغط على فكيه بقوة بمحاولة بائسة للحد من غضبه ونظر لصلاح نظرة تحدى وقال : 
_ شوف مين ماسك قضيته وقوله مالك العمرى هيساعدك فيها ولو عرفت تخليه يسيبها ونمسكها احنا  يكون احسن .
ابتسم صلاح بثقة لصواب تفكيره واعدل من جلسته قائلا بفخر : 
أنا فعلا عملت كده اللى كان ماسكها النقيب سامح شكرى وانت عارف ليا عنده جمايل متتعدش معرفش يرفض لما قلتله يبعد عن القضية .
تنهد مالك براحة وابتسم قائلا : 
_ كده وقت الجد بدأ .
************************************
سار سالم هائما على وجهه ينظر بساعته ويحسب برعب ماتبقى له من ساعات عمره ،
إقتادته قدماه لآخر مكان يحتمل وجودها به ،
نظر إلى شواهد القبور برعب وتخيل إسمه محفور على شاهد منهم  إبتلع ريقه بتوتر وتقدم ببطئ باحثا عن أى إشارة تدله على وجودها ، 

إرتاب منه حارس المقابر وظن أنه سارق للقبور إقترب منه بحرص حاملا بيده قطعة من الحديد وقال : 
_ بتتلفت حواليك ليه كده ياعم الحاج بتدور على حاجه ؟
إلتفت له سالم برعب ، تنهد براحة بعد أن تعرف على صاحب الصوت ، رفع يده على صدره لتنتظم انفاسه وقال : 
_ خضيتنى ياعبد الدايم الله يسامحك .
تنفس الآخر براحة وقال : 
متأخذنيش ياعم سالم شفتك من ضهرك فكرتك من اللى بيسرقوا بوابات المقابر .
رفع سالم حاجبيه معترضا على كلامه وقال : 
لا ياسيدى اطمن مش جاى اسرق حاجه .
فكر قليلا واخرج صورة من جيب بنطاله وقدمها له قائلا : 
_ بقولك ايه ياعبد الدايم مشفتش البنت اللى فى الصورة دى هنا ؟
مد يده والتقط الصوره ممعنا النظر فيها وقال : 
_ بيتهيألى كده شفتها بس مش متاكد اوى .
اغتاظ سالم وارتسمت على وجهه ملامح الغضب ، سحب الصورة من يده وتمتم بكلمات ساخطة بصوت غير مسموع ، اخرج من جيبه مبلغ من المال ووضعه بيد عبدالدايم قائلا بترجى : 
هسيبلك رقمى ياعبد الدايم ولو لمحتها بس كلمنى وهجيلك علطول .
ابتسم عبدالدايم للنقود بيده وأومأ برأسه موافقا .
************************************
بمكتب مالك '
جلس خلف مكتبه المتكدس بأوراق وملفات تحوى كل معلومة ممكنى لمساعدته بالقضيه ،
أرخى جسده قليلا ورفع ساعة يديه ونظر اليها بصدمة؛ فهب مسرعا للعودة إلى شقته .
إستدار فاصطدم بصلاح دون ان يراه فقال الأخير بضيق : 
_ متفتح يابنى إيه قطر ماشى ! رايح فين بسرعة كدا ؟
توقف مالك لثانية وظبط من هندامه وقال : 
_ اتاخرت اوى وخايف البنت دى تعمل فى نفسها حاجه .
اكمل كلامه وهو يتحرك بسرعة قائلا : 
_ لو وصلت لحاجة مهمة كلمنى سلاام .
انهى كلماته وتحرك مسرعا لسيارته ، دخل شقته وبحث بعينيه عنها لم يجدها ، توتر قليلا وتسارعت ضربات قلبه رغما عنه تحرك مسرعا صوب غرفتها فتحها مسرعا دون جدوى فلم تكن بها ايضا ؛ توقف قليلا وسحب عدة انفاس لتهديء من روعه تسرب الى مسامعه صوت حركة طفيفة تأتى من غرفته فتوجه إليها مسرعا فتح الباب وتوقف ينظر الى ملامحها الملائكية النائمة محتضنة صورة حبيبته ويبدو من نومتها المهمله ان النوم باغتها دون ان تشعر ، فتحت عيناها ببطئ وفزعها رؤيته امام عيناها فاعتدلت بسرعة قائلة : 
انا آسفة نمت هنا من غير محس ، تطلعت للصورة بيدها بحزن وأردفت قائلة: صورتها كانت وحشانى أوى بعد مهربت من البيت عمى لم كل حاجة ليها وحرقها.
تسللت دمعة حزينه من عينيها فمد يديه وازاحها بحنان إرتابت له وابتعدت خطوة للخلف 
رفع يده امام وجهه معتذرا وقال : 
آسف مش قصدى حاجة اتقضلى يلا عشان تاكلى حاجة وتاخدى علاجك .
تحركت أمامه وخرجت من الغرفة وتركته خلفها .
القى بجسده على السرير ووضع يده على قلبه وتنهد بحزن قائلا لنفسه :
إيه الغباء دا خوفت البنت من غير مقصد سحب نفسا طويلا  ورفع انامله تتحسس جبهته وفكر مطولا بتلك المشاعر النامية تجاهها قاوم افكاره بصعوبه وطردها من عقله وخرج لتناول طعامه معها .
جلست على استحياء أمامه تتلاعب بطعامها شاردة الذهن فاقدة للشهية تسللت لأذناها كلمات منه جمدت اوصالها وصدمتها بغتة فتطلعت له بدهشة بالغة وتسارعت عبراتها الحارقة بالهبوط على وجنتيها 
تطلع لها بغضب قائلا : 
انا قلت ايه يخليكى تزعلى اوى كده ؟
تنهدت بحزن وقالت بصوت متدهج : 
مقدرش انفذ اللى بتطلبه منى دا صعب اوى عليا ارجوك بلاش تفكر فيه حتى .
طرق بكلتا يديه على طاولة الطعام بغضب لم يستطع السيطره عليه وقال : 
اللى قلته هيتنفذ وبكرة الصبح تعملى حسابك على كده ودا اخر كلام عندى .
توجه لغرفته دون النظر اليها والى عبراتها الحارقه المتوسله .
وجلست وحدها تتصارع بين عقلها وقلبها وكل منهما له راى مختلف عن الاخر .

ليست هناك تعليقات