إبحث عن موضوع

رواية عشقت ذكراها الحلقه١٦

تأخذنا ظواهر الأمور ولا نتمعن فى بواطنها ،
تريث فى الحكم وتمهل ، يظهر الحق والباطل يزمل .

خرج مازن من غرفتها بعد أن أمر بنقلها إلى غرفة عادية لإستكمال العلاج.
قابل فى طريقه صلاح وزوجته ،
انتفض صلاح ،ترك المصحف من يده وتوجه إلى مازن بلهفة بعد أن لمح توجمه الذى بث الرعب إلى قلبه .
أوقفه أثناء سيره رفع يديه على كتفه وتسائل بلهفة قائلا : 
فى إيه يامازن ملك جرالها حاجة ؛
تذكر مازن ارتسام معالم الصدمه على وجهه ؛ عدل من ملامحه ، حد من انفعاله ،رسم بسمة على محياه وربت على يده قائلا :
_فاقت الحمد لله وهتتنقل لغرفة عادية تكمل علاجها .
تهللت أساريرهم فرحا؛
 بكت عبير من فرط السعادة ، سجد صلاح بالأرض شاكرا لله على إستجابة دعواته ، استقام وإحتضن مازن  وابتعد عنه سريعا وتحول لاحتضان عبير الباكية بدموع الفرح شدد على حضنها قائلا بسعادة : 
الحمد لله ربنا موجعناش فيها .
صدح صوتها بالحمد والشكر لله بين شهقات بكائها ،
استدار صلاح لمازن مرة أخرى قائلا بتساؤل :
ينفع أدخل أشوفها ؟
تمهل مازن بالرد وقال : 
هى هتتنقل لغرفة عادية حالا تقدر تقعد معاها قد متحب .
أنهى كلماته وتوجه الى مكتبه وكلمتها تنهش بوجدانه بلا هوادة ولا رحمة .
^^^^MARWA ELGENDY^^^^
أمام أحد المقاهى الشهيرة جلس محمد بسيارته أزدحمت الأفكار وتصارعت برأسه بشدة أهلكته ، أرخى رأسه ، توسد مسند مقعده ، سحب عدة أنفاس متلاحقة نظر تجاه المقهى ولمحها من زجاج نافذته ، ضغط على أسنانه وطرق عجلة القيادة بكلتا يديه استدار لها مرة أخرى ضيق عيناه وعزم على مواجهتها وكشف كذبها المقيت وغلق الماضى معها للأبد .
توجه صوبها بوجه حمل مايمكن حمله من معالم البغض ، نظر لها بإحتقار وجلس أمامها على مضض دون ان يلتفت للطفلة جوارها 
رمقها بغضب وهدرها قائلا : 
دا حوار جديد عاملاه مش هتبطلى تبقى مقرفة ؟

ارتعبت الصغيرة من صوته ، اقتربت من أمها واتخذت من ذراعها ستارا تلتمس خلفه الأمان ، رمقته بعينيها مستكشفة وجهه بفضول طفولى واستدارت بوجهها للخلف بخجل يصحبه الرعب .
أخرج سيجارا وأشعله بتوتر منفسا عن غضبه العارم .
سحبت هى أيضا واحدا وأشعلته ورعشة متمكنة من أصابعها .
سعلت الصغيرة من سحب الدخان المتصاعد؛ أسرع باطفاء سيجاره وأكملت هى دون مبالاة لها .
احتنق منها بشدة وتطلع لها بدهشة لاحظ توترها المفرط ، تقضم أظافرها تحرك أرجلها باستمرار ، تفرك أنفها ويبدو على وجهها الشحوب بالرغم من كم مساحيق التجميل عليه .
نفخت دخان سيجارتها بصمت إستنكره وأردف قائلا : 
متردى عليا مش بكلمك البنت دى بنتى ازاى .
تطلعت له ببرود قائلة :
بصلها كويس وانت تعرف 
تطلع نحوها ولمح وجهها ، توقف نفسه وتزايد نبضه .
اكملت بنفس وتيرتها الباردة :
انت سيبتنى وانا حامل .
لم يلتفت لها فقط امعن النظر فى الصغيرة فلا يوجد بداخله ذرة شك الآن فى نسبها له ،
تشبه الى حد كبير .
ابتلع ريقه بتوتر وغير من نبرته ليقلل خيفة الطفله قائلا : 
طب جاية دلوقتى عاوزه إيه ؟
انا مستعد أصرف عليها كل اللى تحتاجه .
وقفت من مكانها ،سحبت حقيبتها واستعدت للرحيل قائلة : 
مش عاوزه منك فلوس انا عاوزاك تاخدها مش قادرة اخد بالى منها .
جذبها من يدها بعنف وزجرها قائلا : 
انتى ازاى بتتخلى عن بنتك بسهولة كدا لو فاكرة انك بتضغطى عليا عشان ارجعلك يبقا بتحلمى .
سحبت يدها منه قائلة : 
مش عاوزه ارجعلك ولا حاجة بس احسن ليها معاك .
تحركت خطوة سحبها مرة أخرى اسقط حقيبة يدها ، تطلع لمحتوياتها وشهق بفزع .
رفع يده على فمه والتفت للطفلة بتأثر .
لملمت أغراضها وسمومها وتحركت مسرعة من امامه تاركة الطفلة خلفها تبكى بلوع وفزع وتصرخ منادية إسمها .

وصل مالك برفقة سفر إلى المشفى ترجل من السيارة واستدار فتح لها ومد يده لها ، رفعت يدها وتمسكت بيده وخرجت 
تبسم قائلا : 
هتتعرفى على أول واحد فى عيلتى وزى متفقنا انتى خطيبتى .
أومات برأسها إيجابا وتحركت بخفة معه للداخل 
استعلم من الإستقبال عن غرفة ملك وتوجه لها ممسكا يديها مر بغرفة مالك غمزه بطرف عينيه وابتسم له وتحرك من أمام زجاج غرفته ، خرج مازن من غرفته مسرعا متوجها نحوه .
توقف مالك وأشار لسفر بالاستمرار حتى الغرفة .
عقد مازن ساعديه وتسائل بغضب قائلا : 
مجاش وقت تفهمنى فيه اللى حصل ؟ 
تنهد مالك بضيق قائلا :
عاوز تعرف إيه بالظبط .
تطلع مازن للأمام وأشار للغرفة قائلا : 
مثلا مين البنت اللى سبقتك دى ؟ 
وليه كانت بتحاول تنتحر ؟ 
والاهم علاقتك بيها إيه ؟ 
تنحنح مالك قائلا : 
دى تبقا سفر قريبة سمر الله يرحمها وحاليا خطيبتى .
وبالنسبه للانتحار دا اسباب خاصة ومش هتكرر تانى .
حاجة تاني  ؟ 
انفرج ثغر مازن وجحظت عينيه واحتلت ملامحه الدهشة زاد دهشته خروج صلاح المباغت من الغرفة وعلى وجهه ملامح الوعيد والغضب .
أمسكه مالك من ذراعه وأوقفه متفهما منه عن سبب ثورته قائلا : 
فى إيه يابنى عامل كدا ليه وماشى زى القطر 

تنفس صلاح بحدة قائلا : 
فاكر الحقير اللى كان بيدايق ملك فى الجامعة وجات عملت فيه محضر ؟ 
ضيق مالك عينيه متذكرا وأردف قائلا : 
آه افتكرته كان إسمه حسام تقريبا .
هز صلاح رأسه قائلا : 
ملك أول مفاقت قالت ان الحقير دا اللى ضربها بالعربية وهرب .
فزع مالك وشهق بصدمة على عكس مازن الذى شعر بسعادة غمرت حواسه لم يستطع إخفائها ابتسم ببلاهة غير مبالى بحديثهم وتحرك موليهم ظهره متوجها صوب غرفتها وتجدد أمل العشق فى قلبه .
تحرك صلاح بعصبية مفرطة قائلا : 
انا هروح اقتله واعرفه يعمل كدا فى أختى ازاى .
أمسكه مالك من كتفه قائلا : 
إهدى يابنى متتحلش كدا احنا بندافع عن القانون وهناخد حقنا بيه .
زفر صلاح بضيق قائلا : 
مش قادر أصبر يامالك نار قادت جوايا .

شد مالك على كتفه قائلا : 
حقها مش هيضيع متخافش .
نطمن على ملك وسفر نشوفلها مكان امان ونركز  فى قايمة التار  اللى بتكبر ..

بداخل الغرفة وقف مازن امام ملك وامتلك من الدنيا كل سعادتها أقسم بعد تبدل حاله  أنها أحبها بل عشقها حد الجنون 
لم يجد سببا لتواجده بالغرفة بعد ان انهى كشفه عليها فتوجه لسفر وابتسم قائلا :
مبروك الخطوبة ياآنسة سفر .
ابتسمت سفر بخجل .
وتطلعت لها عبير بدهشة وغلبها الفضول تسائلت قائلة :
خطوبة مين ؟
غمزتها سفر بطرف عينيها قائلة بخجل أنا ومالك اتخطبنا .
شهقت عبير وابتسمت ببلاهة واحتضنت سفر بفرحة مباركة لها على الخطبة قائلة : 
مبروك ياحبيبتى والله متعرفى فرحت إزاى 
ابتعد مازن عنهم قليلا ،
همست سفر بأذن عبير قائلة : 
دى خطوبة فبركة قدام أهله بس .
استشاطت عبير غضبا وغيظا قائلة : 
مالك الغبى مبيشوفش مصمم يعيش فى الماضى ويحبس نفسه فيه .
تنحنحت مالك قائلة : 
بصراحة انا رفضت خطوبته مش بس هو .
جحظت عين عبير بدهشة وشهقت قائلة : 
رفضتى مالك اللى نص بنات مصر بتتمناه انتى مجنونة يابنتى .
فركت سفر يدها بتوتر وقالت بحزن : 
مش هعيد اللى حصل مع أمى تانى .
تسائلت عبير بفضول نهش دواخلها قائلة : 
ايه اللى حصل معاها .
فرت دمعة من عينها وأردفت : 
أمى كانت توأم لخالتى ولما ماتت خالتى عمى اتجوزها وعاشت عمرها فى دور أختها حتى انه حرم عليها اسمها اتعذبت معاه طول حياتها .
تنهدت عبير بحزن وقالت : 
بس مالك مش زى دا .
نظرت سفر بداخل عينيها وقالت بحدة : مالك قالها بنفسها انا ذكرى لمراته .
المهم دلوقتى انى خطيبته قدام اهله عشان ميتحرجش قدامهم .
هزت عبير رأسها موافقة بيأس من تفكيرها ..
********
بداخل المقهى وقف محمد بحيرة من أمره ، تأكد الآن أنها لا تؤتمن على الصغيرة .
وضع يده على رأسه ليهدئ من ثورة فكره ،
إرتفع بكاء الصغيرة وزاد نحيبها ؛ اقترب منها محاولا تهدئتها وحملها وتحرك تحت أنظار العيون المندهشة مما يحدث .
دار بشوارع المدينة لا يعرف مايفعله ولا كيف يتصرف 
نظر للطفلة الغافية بالمقعد الخلفى من سيارته بعد أن أهلكها البكاء والجزع لفراق أمها .
تنهد بأسف لحالها وقرر العودة بها لمنزله مهما كلفه الأمر .

توقفت سيارته امام الفيلا ، حمل الطفلة رفع عينيه لشرفة غرفته وجدها تقف منتظرة عودته تنهد بحزن ، ودخل للداخل مباشرة لغرفته دون التوقف ولا النظر لأحد وترك والديه بصدمة من أمر الطفلة على كتفه .
فتح باب غرفته ، وجدتها أعدت حقائبها لذهاب بلا عودة .
نظر لها متوسلا وضع الطفله على السرير وإستدار لها جذبها لحضنه بآخر محاولة لتبقى معه ،
أغمضت عينيها بحزن وفتحتها وشهقت من هول ما رأت ...

ليست هناك تعليقات