إبحث عن موضوع

رواية عشقت ذكراها الحلقة١٧

اصبر لحكم خالقك وتدبر فى حكمته ؛ والسعادة بعد الصبر هديته .

فشلت محاولات مالك فى ردع صلاح عن فكرة الإنتقام ولم يجد بد سوى مؤازرته فيه 
وقف أمام الغرفة متحيرا ، بحث بعينه على مازن حتى وجده اقترب منه مسرعا لهث أنفاسه وتحدث بحزم قائلا :
أنا أروح مع صلاح سفر أمانتك متخرجش ولا تتحرك خليك معاها ..
تحرك مسرعا وتذكر أمرا ، عاد أدراجه مرة أخرى وأردف قائلا :
بقولك إيه كلم اخوك ولا اى حد من الشركة يبعت بودى جارد يفضلوا معاها زى ضلها ،
القى كلماته على مازن مثيرا لحفائظه وتحرك مرة أخرى ، منعه مازن من الحركة ممسكا بذراعه وتحدث بضيق قائلا : 
انتو حكايتكم ايه؟ ايه كل الكلام دا متفهمني قبل متمشى .
افلت مالك يده وتحرك عكس الاتجاه قائلا بنبرة أطاحت بمعالمها السرعة :
مش وقته يامازن هفهمك بعدين بس متنساش زى مقلتلك .
انهى كلماته واستدار معتدلا واطلق لقدميه العنان .
حتى وصل لصلاح ،
ابتسم صلاح براحة وتحدث بثقة قائلا :
_كنت واثق انك هتيجى معايا .
بادله مالك البسمة قائلا :
احنا قدر بعض ياصاحبى فهمنى بقا هتعمل ايه فيه ؟
رفع حاجبه ورمقه بنظرة شر قائلا : 
هأدبه فى المخزن اياه لحد ميطلع أمر القبض عليه رسمي وأسلمه بإيدى .
 تعالت ضحكة مالك بتضلقائية أدهشت صلاح .
ضيق عيناه متسائلا :
قلت نكته؟
توقف مالك عن الضحك وتنحنح قائلا بحزم :
لا بس افتكرت حاجة اصل المخزن لسه جاى فى بالى بس مش للأخ دا 

رفع صلاح شفتاه مضيقا عيناه بتفهم قائلا :
آه فهمتك واضح ان المخزن دا هيلم حبايب كتير اوى .
توقف عن الحديث وانتبه للقيادة متوجهها نحو منزل هدفه .

بداخل الفيلا 
حالة من التساؤل والذهول نمت بدخول محمد حاملا لطفلة لا يعرف أحد كنهها 
لم تترك معالم الدهشة وجوههم تطلعت نيفين لمراد بأعين جحظت وفاه أغلقته بعد ان انتبهت لتتحدث قائلة :
مين اللى ابنك شايلها دى ؟ مصيبة يكون جايبها من الشارع .
عقد حاجبيه بضيق وملامح الدهشة لم تتحرك من محلها مط شفتيه بتعجب قائلا : 
انا زيك مش فاهم اى حاجة . بس عموما دلوقتى ينزل ونعرف .
رفعت حاجباها معترضة وتذمرت قائلة :
_هو انا هستنى لما ينزل انا هطلعله أنا .
اوقفها بصوت هادر قائلا : 
استنى انتى هطلع انا هو انا مش عارف طريقتك .
زفرت بضيق قائلة :
مالها طريقتى .
تمتم اثناء حركته بصوت لا يسمو لمسامعها : 
طفشتى ولدين مش فاضل غير دا ربنا يستر شكل دوره جه .
القت بجسدها على المقعد بضيق تهز اقدامها بتوتر منتظرة وضع الأمور فى نصابها .
بتر شرودها رنين الجرس معلنا ضيف قريب لقلبها ..

بغرفة محمد 
فتحت عيناها بحضنه ، شهقت بفزع مما رأته تملمت بحضنه  دفعته بذراعها وتوجهت بلهفة نحو الصغيرة .رفعت طرف فستانها لتستوضح معالم مارأته ،
أخفت إنفراج ثغرها بأطراف أناملها ، أزاحتهم لتتحدث بصدمة قائلة :
إيه الضرب دا  ضرب !! دا تعذيب ،
فرت دمعاتها واختنقت انفاسها فرت ذكريات موجعة عن طفولتها مع زوج أمها  
ابعدت الافكار بصعوبة عن رأسها ، دثرت الطفلة بفراشها وربتت على جسدها النحيل بحنان دب بقلبها ،
استدارت لزوجها وتحدثت بهمهمة قائلة :
تعالى نتكلم برا عشان متصحاش .
هز رأسه بالموافقة وتجمد محله مشدوها مما رأى من أثر تعذيب بطفلته الصغيرة  ؛
جذبته من يده بقوة أخرجته من تيهته وسحبته لخارج الغرفة ، أغلقت الباب بلطف 
أستدارت له بأعين استحالت جمرا مشتعلا ملأتهم بالعتاب واللوم ، رفعت سبابتها بوجهه قائلة بنبرة غاضبة :
هو سؤال واحد وتجاوب عليه بصراحة .
تطلع لها بأعين زائغة ونظرة مفادها الإستفسار 
أردفت بحدة قائلة :
انت كنت تعرف بالبنت دى وسايبها؟
هز رأسه نفيا ، رغما عنه تدافعت العبرات من مقلتيه وتحدث بضيق قائلا :
أقسملك بالله مكنت أعرف اى حاجة عنها ،
ازداد تأثره وأردف بحزن :
الحيوانة  بتتخدر  ومتحسش بنفسها معذباها جسمها كله علامات ضرب
 تطلعت له بحزن خارت قواها وفقدت ثباتها ، ابتلعت ماء حلقها قائلة : 
أنا مش همشى بس مش هفضل معاك ،هتنقل حاجتى وحاجة البنت دى فى أوضه واحدة 
ومن النهاردة انت ابن خالتى وبس .
أنهت كلماتها ودخلت الغرفة اغلقتها خلفها وجلست تراقب الصغيرة والدمع يحفر على وجنتيها وديان 
 وقعت كلماتها على قلبه سحقه مزعته أدمته بعنف وشدة تحطم أحلامه بحياة هانئة فذنوب الماضى لا تتركنا فقط تتمهل حتى تتبلور وتتضخم وتواجهنا مقصفة بأغلى مانملك 
 أسند رأسه على الباب ملتمس الراحة من عطرها .
شعر بيد تشد على كتفه إستدار له ورأى بعينيه غضبا لا يقوى على تحمله ،
هز مراد رأسه بخذلان وتملكته خيبة الأمل واعتلى نبرة صوته الاستنكار قائلا :
اللى سمعته دا معناه إيه !
تنفس بحدة واردف باختناق فى صوته قائلا :
جايب بنت من الحرام ! ومن أم متصلحش تكون زوجه ولا أم يعنى كان عقلك فين ؟
تطلع له بصمت وهوى بجسده فى الأرض ، ضم ركبتيه أسند رأسه عليهما وأجهش ببكاء مرير ..
خرجت كلماته مبعثرة من بين شهقات البكاء 
_معرفش مش فاهم فجأة لقيت نفسى عندى بنت وامها مدمنة ومعذبة البنت معاها ولما زهقت رمتهالى وقالتلى استلمها 
وبيتى بيتهد بسببها .
تشاحنت المشاعر بداخل صدره حتى غلبت مشاعر الأبوه والحنان جلس جواره وربت على كتفه وبنبرة هادئة قال :
مفيش عقدة ملهاش حل .
تطلع له محمد والتمس الأمل فى حديثة 
شد على كتفه قائلا :
قوم معايا على اوضتي ارتاح وهنتكلم مع ملك تانى .
*********marwa Elgendy

بالمشفى 
استفاقت ملك وافاقت بداخلها روحها المشاكشة زفرت بضيق وتأففت بوجه مازن قائلة : 
ايه يادكتور تالت مرة فى ساعة تقيسلى الضغط ! مفيش مرضى غيرى عندكم ولا ايه ؟
ابحر بعينيها وتاه داخلهما تجرع من الشجاعة مايلزمه وابتسم قائلا : 
انتى أهم مريضة عندى .
رفعت حاجبيها بإعتراض وحاولت الاعتدال فى نومتها ؛ صرخت بألم 
أسرع وسطح جسدها برفق قائلا :
بالراحة يادكتوره فى ضلع مكسور 
تحكم الألم بعضلات وجهها ، تسارعت حبيبات العرق على جبهتها ،أغمضت عيناها بألم وفتحتها ببطئ قائلة بتوسل :
عاوزة مسكن الألم شديد أوى .
أنتبهت عبير لحديثها بترا الحديث بينهم واقتربتا منها بلهفة .
ظهر التأثر على وجه عبير وتسائلت :
مالها يادكتور فى ايه ؟
تنهد بحزن ويداه تتحرك بحقن المحلول بمسكن انهى حقنه واستدار قائلا :
معلش اول كام يوم الالم شديد هيقل بالتدريج .
تطلعت لها عبير بحزن ، هزت رأسها بأسى قائلة :
منه لله الحيوان ربنا ينتقم منه 
اقتربت سفر قليلا حاولت رسم بسمة خفيفة على شفتيها قائلة :
_حمدالله على سلامتك ان شاء تخفى وتقومى بالسلامة .
تطلعت لهم ملك واغربت عيناها مستسلمة لمفعول المسكن حتى اغمضتها .
أشار لهم مازن بالخروج معه وتركها تنعم بقسط من الراحة .

ببهو الفيلا 

لمحت نيفين مراد مقتربا منهم فغمزت لضيفها بالصمت 
لمح مراد غمزتها وهز رأسه مستنكرا قائلا بداخله :
حركاتك مش هتتغير أبدا اما اشوف بتخططى تعملى فيه ايه تانى ..

ليست هناك تعليقات