إبحث عن موضوع

رواية عشقت ذكراها الحلقة ١٨

الفصل الثامن عشر 

تقسوا القلوب وتتمرد على عشق تملك منها ،
اتقوى على الجفاء والبعد أم تقترب رغما عنها ..

ظلام دامس رائحة تراب تخللته رطوبة اشعرته بوجوده بمكان قديم هجر من زمن ليس بقريب
شهقة فزع مكتومة أثر كمامة قيد بها فمه 
صافرة خفيفة بأذنه بعد قليل فهم مصدرها 
تحرك على المقعد المكبل به بعنفوان شديد محاولا فك قيوده 
ازدادت الصافرة بالتدريج تلفت محاولا تتبع مصدرها حتى اقترب منه المصدر وافزعه قربه منه بشدة 
لكمة تلاها الاخرى 
أن بقوة وتألم بصمت غير قادر على الصراخ حتى 
خلع صلاح عصبة فمه وعينه ليتمتع بنظرات رعبه وشهقات ألمه 
حجظت عيناه فزعا لرؤيته وتأكد بهلاكه المؤكد 
فعلى قدر الذنب يأتى العقاب ،
تحدث بتلعثم ونبرة ارتعشت من الرعب قائلا : 
أنا ممكنش قصدى والله .
اخرسته لكمة اخرى وصاح معها بغضب قائلا :
بتتجرأ وتحاول تقتل اختى ياكلب 
تألم بشدة وملأ الدمع عينه وقال بتوسل :
كانت غلطه والله ساعة شيطان ابوس ايدك متقتلنيش .

ازدادت حدة لكماته قائلا :
الموت راحة خسارة فى كلب زيك .
اقترب مالك منه شد على كتفه همس بجانب أذنه قائلا : 
متقلش اوى ليروح فى ايدك دا عره خبطة هتجيب اخره .
التفت له وضغط على اسنانه بغيظ ولكمه لكمة أخيرة بصق بوجهه واعاد عصبة عينيه وفمه مرة اخرى وابتعد عنه ليهدأ قليلا ويجمح جماح نفسه 
******marwa elgendy
بداخل الفيلا 
اقترب مراد منهم اصطنع بسمة ترحيب زائفة على محياه مد يده بالسلام قائلا :
اهلا ياسليم خير مالك عمل مصيبة جديدة ؟؟
تنحنح سليم بحرج قائلا :
تقصد ايه ياعمى يعنى انا غلطان انى جاى اطمن عليكم 
ابتسم مراد بسخرية وجلس على مقعده وأشار له بالجلوس قائلا:
بس انت مش بتيجى تطمن علينا ياسليم انت بتيجي تنقل اخبار مالك لمامته .

تدخلت نيفين بالحديث قائلة بنبرة ارتفعت من فرط الضيق :
جرا ايه يامراد الحق عليه انه بيخاف على مصلحته !!
رفع مراد حاجبه باعتراض ورمق سليم بضيق واردف :
ياريتها حكاية خوف عليه اللى مش فاهمه ياسليم ليه بتكرهه اوى كدا وانتو كنتوا اكتر من اخوات 
استعد للخروج وتوجه بحديثه لنيفين قائلا :
انا همشى ياطنط وعلى فكرة عمى معاه حق مالك فعلا عامل مصيبة وانا جاى احذركم بس هسيب مالك يعرفكم بنفسه احسن 
انهى كلماته وخرج مسرعا واغلق الباب بحدة خلفه وظهر على وجهه مظاهر الغيظ والحنق والغضب تبدلت دفعة واحدة لنظرات عاشقة بعد اصطدامه بعشق طفولته .
تطلع لها بعيون لامعة وقال :
سيللين انتى كويسة .
وضعت يدها على رأسها وقالت بوهن :
ايه ياسليم مش تاخد ماشى مش شايف حد 
تنهد سليم بهيام واقترب منها بجرأه وقال :
لما بحس بوجودك بتلخبط وطبيعى مشفش قدامى.
رمقته بضيق وابتعدت قائلة :
طب ابقا فتح بعد كدا عشان متقعش تتكسر رقبتك .
ابتسم نصف بسمة وقال بغضب مصطنع : 
ههون عليكى ؟
رفعت طرف شفتاها وقالت باستنكار :
سليم مش ناوى تبطل اسلوبك دا ؟
قهقه عاليا وقال :
ماله أسلوبى يعنى 
لوت فمها ورفعت يدها قائلة :
ملوش متشغلش بالك انا داخلة سلام 
تحركت من امامه ، امسك يدها ليوقفها قائلا :
متيجى اعزمك عالغدا برا 
فلتت يدها من يده هزت رأسها نفيا وقالت :
لا شكرا طنط هتعزم مالك عالغدا النهارده وهستناه اتغدا معاه .
ابتسم بسخرية عليها وارتفعت ابتسامته حتى استحالت قهقة عاليه وتركها فى حيرة من امرها وتوجه لسيارته مر بجوارها وابتسم مشيرا لها باطراف أنامله 
رفعت حاجبها بتفكير وتحركت للداخل متسائلة بداخلها :
ماله دا بيضحك اوى كدا ليه !!
وتوجهت للداخل 
عم الصمت والدهشة نهش التفكير عقولهم 
تبادلت نيفين مع مراد نظرات قلقة 
حتى هو تسلل القلق الى قلبه وتوجس خيفة على ولده 
كادت نيفين ان تصرخ الا ان دخول سيللين ألجم انفعالها والزمها الصمت
*****
بالمخزن المهجور 
صدح رنين هاتف صلاح رفعه واجاب على المتصل 
ابتعد عنهم حتى انهى مكالمته وعاد الى مالك بوجه ممتعض اشار للمقيد باشمئزاز وقال :
الشباب خلصوا المحضر وخدوا اقوال ملك واذن النيابة بالقبض عليه طلع .
 
هز مالك رأسه وقال
 طب فكه وهاته نسلمه ولا اقولك هفكه انا عشان اقوله كلمتين يحطهم حلقة فى ودانه 
اقترب منه وحل وثاق قدمه وهمس باذنه بصوت كفحيح ثعبان متحفز للقضاء على فريسته :
طبعا مش عاوزني افهمك لو كلمة واحدة عن اللى حصل هنا اتقال برة هيحصلك ايه 
دا غير بقا انه هيتعمل كيدى وشاهد من عندك لعشرة من عندى 
طرق على وجهه عدة مرات وقال :
فاهم كلامى ولا تحب تفضل هنا كام يوم تفهمه .
هز رأسه وقال برعب :
فاا هم 
********* 
اخرج مراد الافكار بصعوبه من رأسه وتذكر مصيبة اكبر أبناءه
توجه لغرفته بمحاولة منه لحل مشكلته مع زوجته .
طرق على باب الغرفة طرقته المعتادة 
تعرفت عليها واستعدت لاستقباله 
دلف بهدووء للغرفة واغلق الباب خلفه وجلس أمامها تطلع للطفلة النائمة 
اقترب منها وتطلع بوجهها تنهد بضيق قائلا :
وقعتوا فى اول اختبار ليكم من غير حتى متتأكدوا اذا كانت بنته فعلا ولا لا 
تطلعت له بغضب وقالت بحزم :
المشكلة مش انها بنته او لا ياعمو المشكلة انه مصارحنيش بحقيقة العلاقة اللى كانت بينهم 
دا غير انه اغضب ربنا 
حاول مراد امتصاص غضبه بصعوبة وقال :
خلى حسابه على ربنا ملكيش دعوه واللى بتعمليه انتى ميرضيش ربنا 

جحظت عيناها بفزع وقالت :
انا !! عملت ايه يغضب ربنا 
تطلع لها بثبات وقال :
انتى منصبة نفسك مكانه وبتحاسبى جوزك على ماضيه بتهجرى جوزك ودا ميرضيش ربنا 

تطلعت للارض بخجل وتنفست بصعوبة اغرورقت عيناها بالدمع وقالت :
والله ياعمو غصب عنى مش متخيله بجد انه عمل كدا 
مش قادره اتخيل انه لمس غيرى 
اوقفها بحدة قائلا بعنف:
ملكيش تزعلى من ماضيه دا انتو زمان كان اللى يقولكم بهزار هتتجوزوا تتخانقوا معاه 
وبعدين كلامك دا مينفعش مفيش حاجة اسمها هفضل مع البنت وانت لا .
تطلع لها بطرف عينيه واضاف بخبث : 
الا اذا كنتى تتحملى انه يتجوز غيرك ويجيبها تعيش هنا قدام عنيكي وتخليكي انتى مع العيال 
شهقت بفزع وتطلعت له بدهشة قائلة :
هو للدرجة دى بايعنى 
اقترب منها وابتسم قائلا :
لا انا هجبره يعمل كدا عشان محبش ابنى يغضب ربنا 
واستدار وخرج من الغرفة وتركها تفكر فى حديثه برعب .والدموع حفظت خارطة وجهها 
جلست نيفين مع سيللين والافكار تتعارك برأسها الويل ويلين ومصيبتها تعظم يوم عن يوم 
لا تعرف مايحدث مع مالك ولكنها تعرف ان ذنبها عظيم ولن يترك حياتها هانئة اعتذرت من سيللين وذهبت تبحث عن محمد لتفهم ماهية الصغيرة منه .

بغرفة ملك بالمشفى 
فزعت سفر ونغزت عبير لتفزع هى الاخرى بعد ان لاحظت ارتجافة جسد ملك القوية واقتربت منها وجدتها تهلوس بكلمات غير مفهومة 
ضغط عبيرعلى الجرس فوق سريرها بلهفة عدة مرات وقبل الاخيرة وجدت مازن امامها يلهث من الخوف 
تطلع لرجفتها برعب وضع يده على جبهتها يتحسس حرارتها اخرج مقياس الحرارة (الترمومتر) من جيبه وقاس حرارتها 
فزع لنتيجة القياس المرتفعة وصرخ عاليا طالبا من الممرضة الاسراع بمحلول يخفض حرارتها وماء به بعض الثلج 
وصل صلاح برفقة مالك امام غرفتها وشعرا بتوتر الاجواء 
نظر صلاح لمالك برعب وتسارعت انفاسه بشدة قائلا :
_ايه اللى بيحصل 
تحرك مالك بثباته المعتاد وفتح الباب ودخل وهو يقول :
ادخل واعرف هتقف تسأل وانت برا 
فزع صلاح لرؤيتهم حولها وعلامات الرعب تنتشر على كافة وجوههم 
اقترب من مازن بلهفة وتسائل قائلا :
حصلها ايه يامازن ؟
اكمل مازن عمله بمحاولات خفض حرارتها وتحدث دون الالتفات له قائلا :
حرارتها علت فجأه متقلقش هتنزل دلوقتى كويس ان البنات خدوا بالهم بسرعة .
تطلعت عبير لسفر بنظرة شكر واحتضنت يدها 
ربتت سفر على يدها وقالت :
متقلقيش هتتحسن ان شاء الله 
توسلت بدموع قائلة :
يارب تقوم بالسلامة مبقيناش قادرين على الرعب دا 
انهى مازن تركيب المحلول ووقف جوارها يضع كمادات خافضة للحرارة على جبهتها 
اقتربت ممرضة تقوم بها عوضا عنها رفض 
تطلع له مالك بدهشة وشعر باهتمامه المبالغ فيه وابتسم بداخله 
***marwa elgendy
بالفيلا مرة اخرى 
دخلت نيفين على مراد غرفة مكتبه وتسائلت بحدة وغضب :
محمد فين يامراد ؟
رفع عينه لها وقال :
فى اوضتى 
تطلعت له بدهشة وقالت ومش فى اوضته ليه والبنت اللى نايمة فى اوضته دى مين ؟
بادلها نظرة الدهشة وقال :
يعنى ريم مقالتلكيش اللى حصل 
جلست على مقعد امامه وتحدثت بنفاذ صبر قائلة :
متكلمتش ولا نطقت بكلمة بتعيط وخلاص 
رفع حاجبه وابتسم :
طالما عملت كدا يبقا بتفكر تتصالح مع محمد 
نفذ صبرها فطرقت على المكتب بغضب وقالت بحدة :
فهمنى يا مراد انا مش طيشة فى البيت ، البنت دى مين ؟
تنهد بضيق قائلا :
بنت ابنك 
جحظت عيناها وشهقت بفزع قائلة : 
انت بتقول ايه انت اتجننت انت وابنك !!
رمقها بسخرية والتزم الصمت 
تحركت من امامه تمتم بعبارات الغضب وتتوعد محمد بأقسى الوعود 
اغلقت الباب خلفها مخرجه فيه غضبها 
رن هاتف مراد فرفعه واستمع لصوت يمقته وقال بنبرة غاضبة :
نعم بتتصل ليه بيا ؟ 
اتاه الصوت بهدووء وبرود اعصاب قائلا : 
بعتلك صور افتحها الاول واتفرج عليها كويس اوى وهكلمك تانى 
اغلق الهاتف مسرعا قبل ان يتلقى من مراد رد 
اضاءت الشاشة أمام عين مراد برسائل فتحها وشهق بفزع ..
***************

ليست هناك تعليقات