إبحث عن موضوع

منزل النداهه

عند شرفة غرفتي اقف، اتطلع بنظرات فضولية لذلك المنزل المقابل لمنزلنا.. 
لطالما سمعت عنه الحكايات.. كنت اسمع حكايات والدتي عن " منزل النداهة " هذا اسمه.. استمع إلى حكاياتها ويزداد عندي الفضول! 
" لا تقترب منهُ وإلا اخذتك النداهة وحبستك داخل القفص مع الاطفال ولن تخرج منه مرة ثانية! " 
كنت استمع لها ويزداد بداخلي الرغبة في دخول ذلك المنزل ، في يوم من الايام بعد ان استمعت لحكايات وتحذيرات أُمي ، فتحت شُرفة غرفتي كعادتي وانظر الي ذلك المنزل، حينها شاهدت مجموعة من الاطفال يلعبون أمام المنزل! تطلعت لهم بفضول ، نظر لي احد الاطفال ولوح بيده لي بدوري رفعت يدي وبالدته.. 
زادت الرغبة بداخلي ، خرجت من غرفتي وذهبت الى غرفة والدتي، رفعت يدي المرتعشه الى مقبض الباب وفتحته، دفعت الباب بهدوء حتى لا تستيقظ ، دخلت الغرفة الى ان وصلت لسرير امي ، كانت تغط في نوم عميق ، اعلم انها تُخبئ مفتاح المنزل تحت الوسادة لذلك ادخلت يدي بكل هدوء واخرجت المفتاح من ثم تسحبت وخرجت من الغرفة. 

ادخلت المفتاح داخل فتحة الكالون وفتحته ، نزلت على درجات السلم مسرعا ، كانوا الاطفال امام المنزل يلعبون ويضحكون معًا ، وقفت على نصية الشارع اتطلع اليهم وهم يلعبون الى ان نظر لي طفل وقال:
- تعالى نعلب معنا
ابتسمت له وتحركت اتجاه الطفل ، لعبنا و ضحكنا ، كنت في قمة السعادة ، عندما انتهينا من اللعب قالوا الاطفال لي:
- نريدك ان ترى منزلنا من الداخل سنلعب بالالعاب ، والدتنا ستكون سعيده بذلك!
وافقتهم ودخلت معهم ، المنزل من الداخل كان يوجد به حديقة صغيرة ونافورة ، هو فيلا من دورين ، عندما دخلنا لم ارى الاطفال مرة اخرى! قد اختفوا بمجرد ما تخطينا عتبة باب المنزل الرائيسية! 

اصبحت وحدي ، أقف في وسط صالة المنزل خائفا!

" أين انتم ، لماذا تركتموني وحدي ، أنا خائف !. "
تخرج مني الكلمات متلعثمة بسبب الخوف المسيطر علي ، اللحظات مرة علي كأنها سنوات! الوضع بدأ يتغير ، اسمع اصوات تتردد ، اصوات مرعبة شيطانية  ، صرخات ، ضحكات ، اطفال اسمعهم يضحكون تاره و يبكون تاره! 

ظهرت امرأة من العدم ، طويلة ، شعره يغطي وجهها ، سمعتها تقول:
- جائوا بك الى هنا و تركوك! 
تلعثمة وقولت لها:
- لا تؤذيني ارجوكي ، أُريد أن اذهب الى امي
ضحكت المرأة كثيرا عندما اخرجت كلماتي هذا ثم قالت لي:
- لن تخرج قبل ان نلعب معنا ، ستعجبك اللعبة كثيرا!
قالتها واختفت من امامي!
عندها تغير كل شيء ، انا انظر الى اربع اقفاص حديدية! بداخل كل قفص طفل ، الاطفال كانت تبكي وهي تقول:
- سيآكلنا الوحش! 
وحش! لا اريد الموت اريد الذهاب الى امي!
في هذه اللحظة يد تقبض على اسفل قدمي! 
يد يخرج منها حرارة مرتفعه ألمتني كثيرا! سحبتني بعنف لأقع على إثرها! 

صرخت بكل ما اوتيت من قوة ، حاولت الإفلات منها ولكن لم اقدر لانها كانت اقوى مني! اخذت اليد تجرني الى ان انتهى الامر بي بداخل احد الاقفاص! 

كنت انا وطفل داخل  القفص ، نظر لي الطفل وقال لي بعتاب:
- ما الذي اتى بك الى هنا بالتاكيد قابلة الاطفال امام المنزل ودخلت معهم ، يا لحظك التهس! 
بادلته قائلا:
- انا لا اريد الموت ، ارجوك خذني الى امي!
ضحك الطفل وقال لي:
- أنسى امك الان و انظر الى ذاك الوحش!
يا له من بشع! كلب ضخم ، اسود اللون ، يخرج اللهب من عينيه! ومن فاه يتدلى اللون الاحمر! هذا دم!

صرخت في الطفل وقلت له:
- قول لي اننا لن نموت ، لا تنظر لي هكذا ، اخبرني كيف اخرج من هنا!
مد يده الطفل ووضعها على فاهِ وقال:
- قُلت لك من قبل لن نخرج من هنا ثانيةً ، سيآكلنا ذلك الوحش الان! 

انتهى من كلماته لتظهر المرأة مرة ثانيةً ، اقتربت للكلب الراقض على الارض ، وضعت يديها على رأسه ومسحتها بحنان وقالت:
- وجبه دسمة ، سنبدأ بمن؟! أنت 
قالت جملتها وهي تُشير الى القفص الذي انا بداخله!
قال الطفل الذي يشاركني القفص:
- هل صدقتني الان، لن تلتقي بوالدتك مرة ثانيةً!

تقدمت المرأة تجاه القفص ، فتحته ليهجم بعدها الوحش!
صرخت باعلى صوتا لي ، نظرت حولي ، انا حي ، انا في غرفتي ولم اموت! 
تركت سريري وذهبت الى شرفتي ، نظرت الى المنزل ارى الاطفال يلعبون! احدى الاطفال نظر لي ولوح بيده وهو مُبتسم!
تركت الشرفة وجريت الى غرفة والدتي. 
من وسط بكائي قلت لامي 
" انا خائف من النداهة و الكلب المفترس! 
طمأنتني امي ونمت بجانبها. 
من ذلك اليوم لم اقترب الى شرفتي!

تمت  
محمد مهني
منزل_النداهة

ليست هناك تعليقات