إبحث عن موضوع

رواية عشقت ذكراها الحلقة ١٩

الفصل التاسع عشر

الامل للحب صديق ورفيق سراج منير ينير لقلبه الطريق 🌹🌹

هدأت الاجواء واستقرت الامور قليلا بالمشفى بعد ان استقرت حالة ملك 
رفع مازن يده يتحسس جبهتها 
 أسبلت بأهدابها وحاولت حتى فتحتهم وتطلعت له بابتسامة خفيفة واغمضت عينيها مبحرة بسفينة النوم 
ابتعد مازن للخلف وعيناه أبت ان تتركها ،
اقترب صلاح من شقيقته وقبل جبهتها بحب وتوسل لله مناجيا بشفائها 
اقتربت عبير منه ومالت على كتفه تستند عليه وتشعره بقربها منه ربت على وجهها بلطف وتبسم لها ، بادلته البسمة قائلة بثقة : 
هتخف وتقوم بالسلامة وترجع تشاكس فينا وتعاكسنا زى عادتها .
هز رأسه ايجابا ورسم نصف بسمة بصعوبة وتنهد قائلا : 
بإذن الله .
على مقربة منهم اقترب مالك من شقيقه غمزه بطرف عينيه مشيرا جهة الراقدة على فراشها .
رفع حاجباه متسائلا : 
هو ايه حكايتك !
تنحتح مازن بحرج وابتلع ماء حلقه بتوتر وقال : 
ايه يامالك بشوف شغلى بلاش ؟
اقترب مالك اكثر منه وبصوت خفيض قال : 
انت اه شاطر فى شغلك بس مش بتعمل للمرضى شغل الممرضات كمان .
اشتعل وجه مازن بالحرج وبدأ يشعر بظهور العشق فى عينيه فلم يجد سوى الاستسلام لامر قلبه وتحدث بصوت مرتفع بعد ان استجمع شجاعته قائلا : 
بحبها واول متخف هتجوزها .
وقعت كلماته كالصاعقة على الجميع ، تلفتوا له محاولين تفهم الامر 
تطلع بعين اخاها واستكمل حديثه قائلا : 
ايوه زي مسمعت من ساعة مشفتها يوم مكلمتني ومش بفكر غير فيها ولما عملت الحادثة حسيت ان روحى بتنسحب من جسمى وقلبي متكسر مليون حتة ،
ولولا الحادثة كان زمانى خاطبها 
اقترب صلاح منه واشعلت الغيرة قلبه حاول تهدئة نفسه بصعوبة ، تنفس بسرعة مبالغة وقال : 
انت بتبص لاخت صاحبك يامازن دى الاخوة .
وقع كلماته ادهش الجميع اكثر من كلام مازن الذى توقعوه من فرط اهتمامه بها ومن نظرات عينيه الفاضحة لمكنون قلبه .
شهقت عبير بفزع وارتعبت من رد فعل زوجها ،
رفعت سفر يدها على فمها وترقبت للموقف بصمت ،
اقترب مالك من صلاح قائلا بغضب : 
انت تعرف عننا كدا ياصلاح ! اخويا اعجب باختك ودلوقتى بيعرفك انه بيطلب ايدها منك لما تخف يبقا دا ردك ؟
ارتفعت ضحكات صلاح بقوة ترج انحاء المكان 
تطلع له الجميع بدهشة خصوصا مازن ، 
اقترب صلاح منه وجذبه واحتضنه قائلا : 
شربتها يامغفل ؟ هو انا الاقى لاختى عريس احسن منك 
ارتفعت ضحكات الجميع حتى استيقظت ملك قائلة بوهن : 
فى إيه ؟
اقتربت عبير منها بضحكة وقالت : 
مفيش ياعروسة بتتخطبي وانتى نايمة .
جحظت عيناها بدهشة تلاها ارتخاء تام وقالت بتهكم : 
طب قبل كتب الكتاب صحونى .
ابتسم صلاح واقترب منها قائلا : 
على فكرة مش مقلب من عبير دا بتتكلم جد المرة دى .
شهقت ملك بفزع وحاولت الاعتدال فشعرت بالم 
قبل ان تصرخ منه اقترب منها مازن بلهفة واعدلها بحنان بالغ لتستريح من المها ، تطلعت بعينيه ورأت سمات العشق بهم ؛  
ابعدت عينها عنه بخجل بعد ان تأكدت من افكارها تجاهه بما سمعته من اخاها وزوجته ،
تطلعت لاخاها قائلة : 
ممكن نتكلم لوحدنا ياصلاح ؟
هز رأسه موافقا بحرج وتفهم الجميع وخرجوا من امامها وآخرهم مازن خرج وعيناه تتوسل لعينيها بالموافقة وقلبه ود لو تركه وهرب اليها يحتضنها ..
**************marwa Elgendy
بداخل الفيلا 
اقتحمت نيفين غرفة مراد باحثة عن محمد بغضب احتل كل انش بوجهها ، 
وقفت أمامه تتطلع له باشمئزاز قائلة : 
انت نايم هنا ! ولا كانك عامل مصيبه .
اسحب وسادة وضعها على وجها واستدار للجهة الأخرى والتزم الصمت التام 
سحبت الوسادة عن وجهه وتملك الغضب منها حد الجنون صرخت به قائلة : 
انت ياغبى اتاكدت ازاى ان البنت دى بنتك ؟ عملت تحليل ولا واحدة رمت مصيبتها عليك ومشت .
ارتفع صوتها ووصل لغرفة ريم القريبة منهم  انتبهت لتستمع حديثة واقتربت منهم قليلا وقد غلبها الفضول واكل من عقلها ما يذهبه .
تطلع محمد بعيون انتفخت من فرط البكاء ونظرة انكسار وحزن وقال : 
معملتش تحليل ومش هعمل انا حاسس انها بنتى ولو مش بنتى حتى هتفضل معايا .
اقتربت منه معنفة وامسكته من كتفه تهزه بقوة قائلة : 
بتخرب ايدك عشان بنت شوارع ياغبى .اسمع اما اقولك انت تروح تعمل تحليل وحتى لو طلعت بنتك هنزوره ونقول مش بنتك احنا مش ناقصين فضايح انت فاهم ؟
ابعد يدها عن كتفه وهب واقفا أمامها وقال بثبات : 
ايه اللى بتقوليه دا ياماما عاوزانى ارمى بنتى فى الشارع ؟ 
شهقت ربم بفزع ورفعت يدها تسد فمها كاتمة لصوت شهقتها .
ضيقت نيفين عيناها وقالت بضيق : 
هوديها ملجأ كويس مش هرميها بس متهدش بيتك بسببها انت مستنى طفل انت ومراتك .
ادمعت عيناه ونظر بالارض قائلا : 
مراتى قابلة الطفلة ورفضانى انا .
تنهدت بشدة منفسة عن غضبها وقالت : 
لما البنت تمشى وتعرف انها مش بنتك هترجعلك .
هز رأسه نفيا قائلا : 
البنت دى لو طلعت من البيت هتطلع معايا وعلى فكرة اسمها لارا وحفيدتك لما تشوفيها هتعرفى .
احتدمت ثورتها واردفت مش هشوفها وهتخرج من البيت وهتحافظ على بيتك وترجع لمراتك انت فاهم .
قبل ان يرد فتح الباب بغتة ودخلت منه ريم قائلة : 
لارا مش هتخرج من البيت وهتفضل معايا هربيها انا وابوها واخوها اللى جاى .
اقترب محمد منها بلهفة وتطلع لها بحب وترقرقت الدموع فى عينيه واكتفى باحتضانها بشوق كانها غابت عنه سنين .
جمدت قليلا بحضنه حتى استسلمت ورفعت يدها واحتضنته .
تطلعت لهم نيفين بغضب قائلة : 
يعنى اتفقتوا تفضحونا انتو الاتنين ! 
رد الاثنان بوقت واحد قائلين : 
الفضيحة لو اتخلينا عنها وكبرت فى الشارع .
نظر محمد لريم وابتسم لتفهمها وحسن تدبرها للامور وقبل كف يدها بحب وراحة وضمه على قلبه .
تركتهم نيفين وخرجت ترغى وتزبد وتتوعدهم بأسوء الوعود

بغرفة المكتب 
توجم وجه مراد واغلق الصور ومشاهد التحطيم بها رفضت البعد عن عقله 
رن هاتفه مرة اخرى رفعه امامه واجاب الاتصال وتبدلت نبرة انفعاله الاولى بأخرى تخللها القلق والتوتر وقال : 
عاوز من ابني ايه وليه كل دا ؟ 
انتظر قليلا حتى اتاه الرد قائلا : 
قول لابنك يبعد عن اللى مش ليه ولو عمل زى المره اللى فاتت مش هقتلها هى هقتله هو .
فلت من ايدى مرة مش هيفلت التانية .
ابتلع مراد ريقه بصعوبة وحاول استعادة رباطة جأشه تصنع القوة قائلا : 
انت لو فكرت تقرب من ابنى همحيك من الوجود وانت عارف كدا كويس .
قهقه عاليا وقال بسخرية : 
انت فاكر حسن بتاع زمان اللى كان شغال عندك ! حسن دا مات من زمان واللى بيكلمك يمحيك انت وعيالك من الوجود انا بس بحظرك عشان العشرة القديمة . خلى ابنك يبعد عن طريقى احسنله .
اغلق الهاتف دون ان ينتظر رد .
تطلع مراد بشاشة الهاتف واشتد غضبه بقوة  ضغط على اسنانه بعنف واردف قائلا : 
عملت ايه يامالك يظهر امك معاها حق انت لازم تتراقب فعلا .
رفع هاتفه وطلب رقم ابنه وتحدث معه بغضب لم يعهده مالك من قبل : 
عاوزك قدامى حالا .
ضيق مالك عينيه بتساؤل قائلا : 
انا فى المستشفى يابابا مع صلاح فى حاجة مهمة ؟
ارتفع صوت مراد قائلا : 
تعالى حالا يامالك انا عاوز اعرف ايه اللى حصل فى شقتك وعربيتك مش هعيد كلامى تكون قدامى حالا .
تنهد مالك بضيق بعد ان تفهم الامر .
اغلق هاتفه واقترب من سفر قائلا : 
تعالى معايا .
رفعت رأسها له بتساؤل قائلة : 
فين ؟
تنحنح قائلا وتوجه بنظره لمازن قائلا : 

هعرفك على باقى اهلى 
توترت سفر وشحب وجهها مد مالك يده لها وقال بنبرة هادئة : 
متقلقيش انا معاكي مش هسيبك وبعدين هناك اامن مكان ليكي محدش يتجرأ يدخل فيلا مراد العمرى .
تنهدت بمحاولة لتطمئن نفسها وتمسكت بيده ،
غمزه مازن بطرف عينيه  وتمتم قائلا : 
ربنا يستر من اللى نيفين هانم هتعمله .
وراقب خروجهم حتى تلاشت رؤيتهم .

بالفيلا اجتمع الجميع بأمر من مدبرة المنزل الفلبينيه حول مائدة الطعام 
 اشعت وجوههم براحة سيللين تعرف قرب زيارة مالك 
ومحمد وزوجته يهنئون بصلحهم .
اما مراد يشغل باله فكر يكاد يقتل خلايا عقله 
نيفين تشتت الافكار بداخلها لم تعد تقدر على كم المصائب المحيطة بها اكثر مايشغل بالها الزيجة التى لا تستطيع ايقافها ولا يمكن تجاهل تمامها ..
سرقهم من مشاعرهم رنين جرس المنزل وتلاه دخول مالك متمسكا بيد سفر المرتعشة من التوتر والخوف .
صمت الجميع وتطلعوا له بدهشة اخرجهم من دهشتهم صوت مدوى لارتطام جسد بالارض ..

ليست هناك تعليقات