إبحث عن موضوع

رواية زوجة القيصر الحلقة ١٨💟

( زوجة القيصر ) 
الحلقة الثامن عشر
بقلم  / رهف سيد

شعر انه اخرج حملاً ثقيلاً نسبياً من أعلي صدره ولكن ليرتاح الحمل كلياً عندما تعود فتاته لرشدها
سرعان ما حل الليل في منزله عقب ان اخبر سيف الجميع عن سفرهم في نهايه الاسبوع
ولكن عند الساعه الثانيه عشر أظهر سيف خطته البديله لتردف روما بحزن

- سيف محدش يعرف ان احنا مسافرين!!

- ايوة يا روما كانو هيقعدو يعيطوا ويقلبوا الدنيا مفيش غير مروان عشان هيجي يقعد معاهم بكره 

- سيف يعني يعني مش هودعهم!

- روما انتي لو دخلتي أوضه حد هتبدأي تعيطي وهما يصحوا وانا مش عايز كده وكلها شهر وهنرجع

بدأ ينزل الحقائب من على الفراش لتردف روما بشرود

- وافرض انا مرجعتش!

نظر أمامه بصدمه هل حقاً قد لا تعود لا لن يسمح بذلك مطلقاً ليردف بحزم

- هترجعي يا روما هترجعي معايا

اتجه لها ليحملها عن الفراش بهدوء وابتسامه محبة

- يلا عشان سيادة الاميره تشرفنا فـ العربيه

تعلقت بعنقه اكثر لتردف بهمس

- بحبك يا سيف

لوى شفتيه بضيق وهو يردف

- اممم بتستغلي فرصه ان انتي عيانه ومش هقدر اعملك حاجه

ضحكت بخفوت وهي تدفن وجهها في صدره ليردف بتوعد

- خفي انتي بس وانا هعملك شهر عسل من اول وجديد يا عسل انت يا ملبن 

أكملت ضحكتها بخجل وهي تدفن وجهها في عنقه 
دقائق قليله واستلقى الاثنان إحدى سيارتهم 
كانت روما تنظر إلي الطرقات بحزن هي ستغادر دون تودعة أطفالها لتحرك رأسها للجهة الأخرى وهي تنظر إلي زوجها الذي غفى على النافذه لتبتسم بحب 
فكان زوجاً مثالي ليس له مثيل فكم من مرة غابت عن الوعي في الأشهر السابقه وبقى هو بجانبها كم كانت حزينه على خصلاتها التي سقطت حتى اصبحت فروة رأسها ظاهره وبقي هو يمدح في جمالها رغم بهتان بشرتها وذبولها نحفها الذي ظهر بقوة ولكن مازالت أجمل نساء العالم بنظره 

........................ 

استيقظ على صوت بكاء شقيقه وهو يحرك جسده بانهيار

- إيـــــــاد إيـــــــاد 

مسح على شعره الكثيف وهو يحرك رأسها بحده

- عايز ايه يا حمزه قولتلك متدخلش الاوضه طول ما انا نايم انـ.... 

قاطع حديثه وهو يشير إلي الخارج مكملاً البكاء 

- مـــامــي 

انتفض إياد من نومته وهو خائف ان تكون والدته قد تعرضت للإغماء او اشتد عليها الألم ليهبط من على الفراش وهو يركض الي الباب مردفاً 

- مالها ماما؟ 

لحقه حمزة مسرعاً وهو يحاول شرح ما حدث مردفاً 

- مامي مش هنا 

استوقف عقب جملة شقيقه الصغير لينظر لها باستغراب

- اومال فين؟ 

- مش عارف صحيت وكنت عايز اروحلها ملقتهاش

قالها حمزة وهو يمسح دموعه المتناثره على وجنته ليغير الاتجاه الي غرفته محضراً هاتفه كي يحادث والده مستعلماً عن مكانهم 

- التلفون بتاع بابا وماما مقفولين

قالها إياد وهو يزيل الهاتف عن اذنه ليردف حمزة بتفكير.

- طب هيكونو راحو فين؟ 

اتجه إياد الي غرفه شقيقته الصغرى "ريم" فقد توقع ان تكون علمت شئً عن والديهم

- ازاي يعني مش هنا؟ 

قالتها ريم بنوم وهي تحاول استيعاب ما يقوله شقيقها ليردف إياد وهو يخرج

- وانتي كمان متعرفيش هما فين 

نهضت ريم بضجر من على الفراش لتردف بنعاس

- طب انزل اسأل اللي تحت دول 

مسحت على وجهها بضجر وهي تردف

- كان لازم يـا خالتو تروحي انهرده عند خالو تباتي انهرده! 

- مامي يا ريم

قالها حمزة وهو يمسك في قدمها لتردف وهي تحاول تهدأته

- مامي جايه يا حبيبي

........................ 

كانت جالسه على فراشها بإهمال وهي تشعر بالملل لتسمع صوت طرقات على الباب توقعت ان يكون شقيقها او احد من أفراد اسراتها لتردف وهي تعتدل على الفراش

- ادخل

دلفت "نوران" وهي تردف بابتسامه 

- نادين وحشتيني 

انتصبت نادين من أعلى الفراش وهي تنظر الي صديقتها ثم نظرت الي ثيابها تلك التنورة القصيره والستره ذات الحمالات وشعرها التي بترته ليصل الي رقبتها لتردف باستغراب

- نور؟

اومأت نوران بابتسامه لتتجه إليها وهي تحتضنها مكمله

- وحشتيني اوي يا نادو انا كنت بدور عليكي فـ الجامعه معايا لحد ما عرفت انك نقلتي من الجامعه

- ايه اللي انتي عملاه فـ نفسك ده؟؟ والوقت دلوقت اتأخر ازاي تخرجي ف الوقت ده؟ 

قالتها نادين باستغراب فمنذ متى وهي ترتدي تلك الثياب وتبقي لهذا الوقت خارجاً!
منذ متي كان يسمح لها والدها بالخـ... 
قطعت تفكيرها وهي تتذكر ذهابها من منزل والدها فـ بالطبع لم يكن والدها يسمح
لها بالخروج هكذا او الي هذا الوقت 
لتجيبها نوران وهي تعدل خصلاتها

- يا بنتي انا قاعده مع احسن حد فـ الدنيا "مامي" بتخليني ألبس اللي انا عيزاه وأخرج وقت ما احب واسافر زي مانا عايزه 

تابعت بسخريه وهي تقارن بمعيشتها السابقه تلك

- مامي واثقه فيا وعارفه اني مش ممكن اعمل حاجه غلط مش زي بابي
اللي كان اخري فـ الخروج عشره دلوقت انا لو عايزة اخرج حداشر عادي

لوت نادين شفتيها بتشدق فهي تعلم انه لا فائده من جدالها لتردف ببرود

- ايوة طيب وانا المطلوب مني ايه 

ضحكت نوران بسخريه وهي تردف باستفهام

- مطلوب منك ايه يعني؟ 
تيجي نخرج ونرجع زي زمان انا عيزاكي فـ حياتي تاني 

نهضت نادين من جلستها مرة أخرى لتردف وهي تعقد ساعديها

- وانا مش موافقه! 

صدمت نوران من جملتها فلم تكن تتوقع تلك الإجابه لتردف بصدمه! 

- مش موافقه! 
ليه يعني؟ 

- نوران بصي لنفسك فـ المرايا انتي مش صحبتي انا مش عارفه حصلك ايه من امتى ديه هدومك وديه طريقه كلامك 
انا مش عيزاكي 
انا عايزة نوران صحبتي بتاعت الابتدائي والإعدادي والثانوي اللي كانت فاهمه مصلحتها مش التحرر الزياده واللي انتي فيه ده

رمقتها نوران من الأعلى الي الأسفل بضيق ثم اتجهت الي الباب ثم غادرت بهدوء لتردف نادين بتمني

- يا رب رجعها سليمه لعقلها 

اتجهت الي اصدقائها فـ الاسفل وهي تحاول إخراج ما في رأسها من ضيق

.......................

- بابا وماما سافروا من تالت ساعات

قالها إياد وهو يجلس مرة أخرى على الاريكه لتردف ريم باستغراب

- ازاي ديه طيارة مامي اخر الاسبوع

- انا كلمت خالو وقال هيجي يقعد معانا كام يوم ويجيب خالتو مريم 

................ 

بعد عدة ساعات متواصله من التحليق فوق السحاب هبطت الطائرة على الأراضي الأوروبية 

- مرحباً سيد سيف انا هنا "كامروس" لإيصالك الي المشفى. 

قالها احد الرجال وهو يسحب عربتهم الي سيارته ليردف سيف بالانجليزيه متسائلاً 

- ما الوقت الذي سنستغرقه للوصول الي هناك؟ 

- ساعة ونصف يا سيدي

أركب سيف روما وجلس بجانبها وهو يردف مكملاً

- إذاً اريد اي مطعم قريب لأحضر بعض الطعام لـ زوجتي!

- عفواً منك يا سيدي ولكن يجب ان لا تأكل زوجتك حتى تصل الي المشفى فـ تلك هي الأوامر إلا إذا كنت انت من تريد الطعام

- انها جائعه هل سوف تنتظر إلي ان يراها طبيبك المغفل؟

قالها سيف بحده لتمسك روما كفه وهي تضغط عليه بهدوء

- سيف كلامو صح المفروض ماكلش لحد ما الدكتور يشوفني!

- عفواً منك يا سيدي ولكن هذا لـ صحة زوجتك طبيبي المغفل ليس مستفيد شئ بل انت المتضرر

- إذن أوصلني مسرعاً الي طبيبك هذا

- في الحال يا سيدي هل ربطتما الأحزمه!

قالها "كامروس" وهو يتحرك بسرعه مصدراً احتكاك قوي ثم بدأ يهدأ في سرعته بالتدريج وبدأ يتفاوت بين السيارات ليردف سيف وهو ينظر إليه بسخريه

- هل لك أن تسرع قليلاً؟

بينما أجابه "كامروس" بابتسامه لطيفه وهو يعلم مدى القلق الذي به

- انا بإمكاني ان أصل بكم خلال دقائق بسرعتي القصوى ولكن سوف تتعرض معدة زوجتك للقيء فـ لابد ان اهدأ سرعتي حتى لا تتوعك حالتها الصحيه 

نظر الي زوجته وهي بين أحضانه فقد بدأ الاعياء يظهر على وجهها لينظر الي السائق وجده يبتسم بهدوء وهو يشير إليه بخفوت

دقائق بسيطه وركن هو في أحد الأماكن الفارغة ليردف بتهذيب وهو ينظر لهم

- هل منحتني دقيقتين سيد سيف؟ 

- حسناً ولكن لا تتأخر 

- في الحال سيدي 

قالها وهو يهبط من سيارته متجهاً الي الداخل ليخرج سيف هاتفه ويعيد تشغليه ليجد عدة مكالمات فائته من ابنائه ثم وجد رساله نصيه من مروان كان محواها

( الولاد عرفوا انكم سافرتوا وانا رحت وهديتهم و مريم باتت معاهم يعني كل أمورهم تمام متشغلش بالك غير بـ روما وطمنونا عليكوا أول بأول) 

أعاد هاتفه في جيب سترته مرة اخرى ليجد السائق يخرج وهو يسحب "ترولي" أمامه ليحرك سيف روما بخفه وهو يردف 

- حبيبي 

هزت رأسها انها مستيقظه ليهبط هو من السياره ثم اتجه ليحملها من الجهة الأخرى واضعاً إياها على "الترولي" ليقوم " كامروس" بدفع العربة بهدوء حتى وصل الي المشفى
ما ان اطمئن على أوضاعها ودخولها غرفة الأشعه ابتعد لبعض الوقت مهاتف أطفاله مستعلماً عن أخباره 

- ايوة يا بابا اخيرا طمنتنا عليكوا؟ 

قالها إياد بخوف فقد طال انتظار مكالمه والده لكي يطمئنه عليهم ليردف سيف بتنهيده

- احنا كويسين يا اياد ازي اخواتك عاملين ايه 

- احنا كويسين يا بابا 
ازاي تسيبنا وتسافر من غير ما تقولو 

-مش مهم دلوقت يا إياد المهم خد بالك من دروسك وكمان امتحاناتك الأحد الجاي و خد بالك من اخواتك 

- ماشي يا بابا طمنا عليكوا 

- حاضر يا حبيبي  

أغلق سيف مع أبنه وهو يدعو الله ان يحفظهم له ثم اتجه الي زوجته معاوناً لها 

بدأت الايام تمر واحد تلو الاخر حتى أقامت "روما" عمليتها وأفاقت وانهي إياد مرحلة "الثانوي" على خير 

.............. 

- أهنئكي حقاً مدام "روما " حقاً لقد اجتزتي هذا المرض اللعين بجداره لقد اتممتي نسبه شفائك 100٪ 

تجمعت الدموع بعينها هل حقاً انتهت من تلك اللعنه
شعرت بكفها الذي يرفع لتجد قبلة ناعمه تطبع عليها فوراً تشبثت بعنقه بحب وبدأت دموعها تتسابق على وجنتها وهي تردف 

- سيف انا خفيت خلاص خلاص مش هاخد كيماوي تاني انا بقيت كويسه زي زمان 

اومأ سيف بحب وبدأ يطبع عدة قبلات على رأسها لف وجهه الي ناحيه الباب ليجد الطبيب يخرج من باب الغرفه وعلى وجهه ابتسامه هادئه 
نظر لها بهدوء ليقوم بمسح قطراتها وهو يردف 

- كفايه دموع يا روما خلاص 

اومأت وهي تمسح دموعها معه ثوان قليل وتفاجأت بقبلته التي اقتحمت شفتيها الورديه لتحاوط عنقه باشتياق 

..................... 

وقف إياد بجانب عائلته وهو ينتظر قدوم والديه باشتياق بينما كانت تنظر له روما بتأمل فقد لاحظت جاذبيته التي ازدادت بشده نظارته الشمسيه ذقنه المنبته الخفيفه غمازتيه الظاهرتين دون ان يبتسم  كم تعشق ملامحه وسامته تعامله 
فاقت على من يضع يدها على كتفها وهو يردف بهمس 

- كفايه بص عليه بقيتي مفضوحه جداً 

قالها حسام بضحك لتبتسم بخجل وتردف 

- انا كنت سرحانه 

- يا بت 

قالها حسام بضحك لتضحك معه بخجل ثم اردفت بصوت مرتفع 

- عمتو جت اهي 

ثوان وركض حمزة ليتشبث بأرجل والدته متشبثاً بها 
بدأ الجميع بالتجمع حولهم مرحبين بهم 
بدأ إياد بعد إصراره بقيادة السيارة التي أبتعثها له والده عندما علم بدرجاته العاليه ليردف بابتسامه 

- انا فرحان يـا ماما برجوعك وكمان بابا عامل حفله بكره بمناسبه رجوعك 

نظرت الي سيف وهي بين أحضانه ليطبع قبله على رأسها بحب 
نظر إياد لهم عن طريق المرأه ثم ضغط على المسجل لتقوم اغنيه "حياة الروح" ليغمز إياد الي والده بخبث ضاحكاً
................ 

أقام سيف تلك الحفل لانتهاء من رحلة علاج "روما" ونجاح إياد وحسام في اخر مراحل الدراسه لتردف روما بتساؤل عن ابنة اخيها التي لم تجدها فـ الأفق

- هي روما فين يا مروان؟ 

- راحت عند رحمه صحبتها وهتلبس عندها وتيجي 

- طب اتصل بيها لو عايزين سواق ابعتلهم 

قالها سيف بتساؤل لتشير ريم وهي تسحب كف والدها 

- بابي خلاص رحمه اهي بس روما فين؟ 

نظر الجميع الي ما تشير اليه ريم ليجدو رحمه قادمه بخطوات واثقه بفستانها الاسود البراق ليظهر من خلفها احد الملائكه التي أقسم إياد انها أنزلت من السماء كم كانت فاتنه بفستانها الذي أختطف قلبه  وشعيراتها التي ترفعها بطلاقه 

بقي الجميع ينظر لها مذهولين من كتلة الجمال المتحركه لتذهب بجانب والدها بابتسامه خجله ليضمها اسفل عضده ليردف حسام وهو يسحب يد والده

- يا حج معاذ يابا

- ايه يابا ديه يابني؟

قالها معاذ بضحك ليكمل حسام وهو يشير الي روما

- حول الصحوبيه اللي بينكم لنسب وجوزني البت ديه!

- اهي ابوها عندك اهو كلموا

قالها معاذ وهو يضحك ليدفع حسام الي الأمام ليمسك كف مروان وهو يشير الي روما

- جوزني البت ديه وهديك خمسين بجرة! ومية ناقه حمره

أطلق الجميع ضحكته على دعابته لتردف روما وهي تضم ابنة شقيقها الي صدرها

- فشر انا بنت اخويا تتجوز بـ خمسين بجره

- متنسيش يا طنط المية ناقه حمره

قالتها رحمه بضحك لتردف روما بتكبر وهي تشير إليه

- والله يا حسّ انت صديق عزيز وانا أرفض بشده

رفع حسام جانب شفتيه وهو يردف باستنكار

~ ياختي اتوكسي انا بتدرب عشان بعدين بس انا مُزّتي موجوده أساساً وهنروح نرقص

سحب ذراع "رحمه" أسفل عضده وهو يسحبها الي ساحة الرقص تحت صدمتها الشديده ليسقط الباقين من فرط ضحكهم.
.............

ليست هناك تعليقات