إبحث عن موضوع

البديل

معاذ انت هاتموت!!
صحيت من النوم على الصوت ده بيتكرر ف ودني!! واول ما فتحت عيني لمحت انعكاس لصورة واحدة ست شعرها طويل، الفم و العين متخيطين!!

انا معاذ طالب في كلية الحقوق ، عايش لوحدي في شقة والدي اشترهالي عشان اقعد فيها طول ايام الدراسة... 
زمايلي اللي قريبين مني هما ميشيل و انس واحمد. 
ميشيل من القاهره بيحب السفريات اهله ناس مرتاحين ماديا.. انس و احمد زيي مش من القاهرة و سكنين ف المدينة الجامعية، ساعات كتير كانوا بيجوا يباتوا معايا. 

النهاردة يوم مميز بالنسبة لي لانه يوم عيد ميلادي ، زمايلي جم يحتفلوا معايا بعيد ميلادي يوم راس السنة.. بعد ما احتفلنا كل واحد فيهم ادالي هديتي وبعدها مشيوا. 
بعد ما مشيوا فتحت الهداية ، احمد كان جايب لي ساعة شيك جدا و حابتها جدا ، انس كان جايب لي ازازة برفان وكانت ريحتها حلوة جدا وباين انها غالية..
اما بقى ميشيل فكان جايب لي ، راس! ايوة كان جايب لي راس شكلها غريب اوي خوفت من منظرها وانا اصلا من طبيعتي اني بحب الحاجات الغريبة، بحب اقتني اي حاجه عمر ما حد يفكر انه يحتفظ بيها.. بس الراس دي كانت شكلها يخض. راس لواحده ست شعرها طويل ، عينها و بُقها متخيطين! ملمسها كان غريب برضه.. انا سيبتها واتصلت بميشيل، ميشيل رد عليا وقال لي:
- عجبتك الهدية يا معاذ
سكت شوية وانا ببص عليها ورديت:
- اذا كان على عجبتني فهي عجبتني ، بس هي شكلها غريب وخوفت منها!
فضل يضحك عليا وبعدها رد وقال لي:
- لأ مش ده معاذ بتاع كتب السحر وجلسات التحضير اللي مزهقنا بيها كل ما نيجي عندك، بقى تخاف من حتة راس معمولة من جلد الحيوانات يا بتاع الجن و العفاريت انت! وكمل ضحك.. 
قولت له:
- جايبها منين بقى يا ميشيل
رد وقال:
- مش انا اللي جايبها ده بابا جابها معاه من افريقيا ف سفريته الاخيرة فماما ماحبيتهاش ورفضت انها تفضل ف البيت ، فانا بقى عارف انك بتحب الحاجات الغريبة دي فهديتك بيها.. 

ميشيل ف حاجه غريبة بتحصل دلوقتي عندي!! 

الكلمة دي قولتها لميشيل لما سمعت صوت حركة جاية من بره عند الصالة! 
رد وقال لي:
- اجمد ياض ف ايه 
رديت عليه بجدية وقولت له:
- انا مابهزرش يا عم دلوقتي ، بقولك في حركة غريبة بره ، استنى ده انا لمحت خيال عدى وحجب نور الصالة! 
ميشيل كاعدته فضل يقلش عليا ويضحك وقال لي:
- ولا بطل شغل الجنان ده وادخل نام
= ياعم احلفلك بايه اني شوفت خيال عدى ف الصالة 
رد وقال لي:
- طيب اطلع بره دلوقتي وانا معاك ع الخط اهو شوف ف ايه بره
قولت له حاضر وخرجت بشويش بره 
خرجت ولقيت ف نص الصالة ، الراس! شوفتها ع الارض ف نص الصالة وانا متاكد انها كانت ف ايدي من ثواني يادوب حططها ع السرير لما بصيت لها شوية وانا بكلم ميشيل!! 
اخدتها ودخلت الاوضة ، مسكت الموبيل وكلمت ميشيل وقولت له:
- انا لقيت الراس اللي انت جايبهالي ع الارض ف نص الصالة وانا متاكد انها كانت جنبي ع السرير
رد وقال لي:
- تلاقيك سبتها هناك وانت ناسي
اتعصبت عليه وقولت له:
- اللي هو ازاي يعني نسيتها ف الصالة، بقولك كانت ف ايدي وانا بكلمك ، يادوب حططها على السرير! 
رد عليا وقال:
- معرفش بقى يا معاذ ، انسى وخش نام 
قفلت معاه و حطيط الراس على المكتبة ونمت.. 

معرفش فات قد ايه لما صحيت من النوم على صوت ف ودني ، صوت بيردد اسمي ويقول ( معاذ انت هاتموت ) فضل يعيد فيها كتير، قومت وقعدت ع السرير ، حطيط ايدي ع وداني و دعكتهم ، بارضه نفس الكلمة بتتكرر ( معاذ انت هاتموت ) 
بصيت حواليا لحد ما عيني جدت عند المرايا ، لمحت حد واقف او بالادق لمحت انعكاس جسم حد ع المرايا! اتخضيت من المنظر ، قومت من ع السرير وقربت ناحية المرايا ، بصيت اكتر ع المرايا ، واحده ست واقفه وبصالي! عينيها متخيطه ، وبُقها برضه متخيط! اتفزعت من المنظر ، منظر الست اختفى فجأة من المرايا وشوفت نفسي انا.. منظري كان يخوف ، بُقي وعيني متخيطين!! حركت ايدي بسرعه ناحية وشي ، واتاكدت ان عيني وبُقي سُلام، طيب مين اللي انا شيفوه ده! جدت لي الاجابة بكلمه 
( ده هتكون انت لما اخدك عندي جوه!! )

سمعت الجملة دي جسمي كله اتنفض من مكانه ، بصيت حواليا عشان اعرف الصوت ده جاي منين لكن معرفتش هو جاي منين ، رجعت وبصيت للمرايا تاني ، شوفت صورة الست واقفه جوه المرايا ، نفس الوصف ، بُقها و عينيها الاتنين متخيطين! وشعرها طويل ، حركت ايديها ناحية بُقها و بعدها حركت ايديها ناحية عينيها ، فضلت تعمل كده وانا باصص على المنظر ده مش قادر اتحرك من مكاني من شدة الصدمة و الرعب اللي انا فيه.. 

المشهد اختفى فجأة زي ما ظهر فجأة ، فضلت طول الليل صاحي ، مش عارف انام من اللي شوفته ، جبت الدفتر و الورقة وكتبت كل حاجه حصلت لي من اول ما فتحت الهدية وشوفت الراس لحد اخر مشهد وظهور نفس منظر الراس لكن ع هيئة جسم واحده ست منعكسه ع المرايا.. انا متعود اكتب كل حاجه بتحصل لي على مدار اليوم مهمه كانت هي تافهة، من صغري وانا متعود ع كده.. 
الصبح طلع ، حضرت نفسي ونزلت الجامعة ، طول اليوم مش مركز ف اي حاجه لاني مانمتش طول الليل ، احمد و ميشيل و انس لاحظوا اني فيا حاجه غلط ، مابتكلمش معاهم ولا بتفاعل معاهم ع مدار اليوم ، لما كانوا بيسألوا ع السبب كنت بقولهم اني تعبان شوية ومانمتش طول الليل. 

اليوم خلص و روحت ع الشقة ، اكلت لقمه وبدات اراجع شوية محاضرات ، الساعه عدت ١٢ ، نمت لاني كنت مجهد جدا من قلة النوم مجرد ما حطيت راسي ع المخده رحت ف النوم.. صحيت على صوت وش ، ناس كتير بتهلل و صوت طبل وزمر! فتحت عيني وبصيت حواليا ، انا ف مكان صحرا و في نار مولعه شيفها، مجموعة عامله دايرة و عماله تلف حوالين النار ، وفي مجموعة كمان عمالين يطبلو و يزمروا!! 

لما دققت اكتر ع شكلهم ، لقيتهم كلهم عينهم و بُقهم متخيطة! نفس شكل الراس.. قومت من مكاني وانا مش قادر اصلب طولي من الخوف ، لاحظت واحده ست قاعدة ومسكه حاجه معرفش ايه هي ، قربت شوية عليها فهي لفت وشها ناحيتي، شفت شكلها البشع، عيونها متخيطه وبُقها! كانت ماسكه ف ايديها راس! قامت من مكانها وجات ناحيتي! وقفت مكاني وانا ببص ع المشهد ، رفعت الراس ومدتها نايحة وشي ، شفتها! الراس كانت راسي انا! متخيط البُق و العينين! صرخت صرخه فلقيت نفسي ع سريري..
كان كابوس مرعب اوي!! 

" معاذ! ، حررني يا معاذ!! "
الجملة دي سمعتها اول ما فوقت ع سريري، ع المرايا صورتها منعكسة ، شايفها ، الست واقفه جوه المرايا و بتشارلي اني اقرب ناحية المرايا!! 
قومت من ع السرير ورحت نايحة المرايا ، وقفت ابص عليها وهي بتحرك ايديها ناحية بُقها و عينيها ، لقيت نفسي رايح اجيب الراس ، فكيت الخيط اللي متخيط بي بُقها و عينها!! 
العين فتحت ، عنين الراس الدمية اللي مسكها ف ايدي فتحت ودبت فيها الروح!! صرخه قوية سمعتها جاية من الراس اللي في ايدي! رمتها من ايدي بسرعة!! الست شفتها وهي بتبتسم لي وكان مفكوك من بُقها و عينيها الخيط! وبعدها اختفت!.. 

مش قادر افهم ايه اللي بيحصل لي، ايه الراس دي بظبط ، فيها ايه ، فيها روح ، عفريت ، شيطان ، جن ، ولا انتي تطلعي ايه بظبط!! كل الاسئلة دي كانت بتدور ف عقلي لحد ما زهقت ومش لاقي اي اجابة ع الاسئلة. 
جبت الدفتر بتاعي و القلم وكتبت كل حاجه حصلت ، قفلت الدفتر ، جبت الراس وصورتها بموبايلي ، فتحت اللاب و فتحت حساب الفيس بتاعي ودخلت ع جروب خاص بالموارائيات انا عضو فيه ، نزلت صورة الراس و كتبت كل حاجه مريت بيها.. 
ماكملش البوست ربع ساعة و كان عليه تفاعل كويس جدا كلها ردود ان اللي انت كتبه ده مجرد قصة خيالية وانت اللي مالفها، بس ف واحد لقيته بعت لي رسالة .. 

فتحتها وكان نص الرسالة هو؛
صباح الخير يا معاذ ، انا قراءة المنشور بتاعك ومصدق التجربة اللي انت بتحكيها وياريت تقرا الكلام اللي هقوله دلوقتي وتركز فيه وتنفذ كل حرف فيه.. الراس اللي معاك دي مش مجرد راس معمولة من جلد الحيونات ، دي راس انسان حقيقي بس ( مقلصه ) تقليص الراس ده عملية غريبة وعادات بتحصل ف افريقيا ، اي عدو بيتقتل ف الحروب بيتم تقليص راسه، او اي ساحرة، بيتم تقليص رؤوسهم.. هي عملية معقدة شوية، بيجيبوا الراس وبتمر بعدة مراحل لحد ما تاخد الشكل النهائي اللي عندك ( حجم الراس بيصغر عن الحجم الطبيعي ) العين بتتخيط خوفا من ان روح الشخص اللي راسه تقلصة تشوف اللي عمل فيها كده وتنتقم منه و برضه الفم بيتخيط خوفا من ان الروح تتكلم وتقول ع اللي عمل كده وتنتقم.. الحل انك... 

********

انا ميشيل صديق معاذ ، معاذ بقاله اسبوع مختفي!! مابيرحش الكلية وحتى تليفونه مش بيرد عليه ، سالنا البواب وقال انه ماشفهوش خرج من الشقة!! دخلت الشقة لان انا معايا مفتاح ، لما دخلت كل حاجه منظمة جدا ، هدومة مكنها ف الدولاب ، شنطه برضه موجودة ف الاوضة ، يعني مافيش حاجه توحي انه سافر البلد ، ما اتصلتش باهله ف البلد لاني متاكد انهم هيتخضوا اول ما هقولهم، قولت يمكن يظهر ، جايز راح هنا ولا هنا و مش عايز يتواصل مع حد.. 

وانا بدور ع اي حاجه تعرفني هو راح فين ، لقيت دفتر ف دورج المكتب ، فتحته وبدات اقرا فيه ، الكلام اللي انت قراءته فوق ده هو اللي كان مكتوب ف الدفتر! معاذ كان كاتب كل حاجه بتحصل معاه يوم بيوم.. وقف عند اخر سطر وهو بعد تواصله مع الشخص اللي كلمه من الجروب اللي نزل عليه الصورة و حكايته ، اخر جملة كانت ، الحل انك... وماكملش كتابة بعد كده!.. 

دورت ع الراس دي ، مسكتها ، زي ما انا ادتهاله، العين و البُق متخيطين مش متشال منهم الخيط زي ما معاذ كاتب ف المذكرات بتاعته! 

ميشيل انا هنا تعالى!! 

ايه الصوت ده ، ف حد بينادي باسمي و بيقول لي تعالى! بصيت حواليا عشان اعرف الصوت ده جاي منين ، معرفتش والصوت سكت ، الصوت رجع تاني! .. 

ميشيل حررني!! 

مممين بيتكلم! 

الصوت لسه بيتكرر ، خايف جدا ومش قادر اسيطر ع خوفي ، لمحت حد واقف وشيفوه ف المرايا! لأ هو مش واقف جنب المرايا ، هو جوه المرايا!! 

واحده ست واقفه هي نفس شكل الراس الدمية اللي ف ايدي! ماكنتش مسيطر ع نفسي ، قومت من ع المكتب وانا ماسك الراس! قربت عند المرايا وبصيت عليها ، بتحرك ايديها ناحية بُقها و عنيها!! انا فكيت الخيط من العين و البُق!! العين لقيتها دبت الحياة فيها وبصيت لي!! صوت صرخه خرجت من الراس اللي ف ايدي خلتني ارميها ع الارض!! 

مش فاهم اللي انا شيفوه! 
المشهد اتبدل ١٨٠ درجة ، ببص ع معاذ وهو واقف ف الاوضة وبالتحديد عند المرايا!! انا جوه المرايا وباصص ع معاذ!! 

شوفت معاذ وهو بيبتسم لي وبيقول:
- معلش يا صاحبي انت انسب واحد تاخد مكاني عشان اخرج انا من جوه المرايا!! انت اللي جبت لي الهدية وانت اللي هتاخد مكاني! ماتقلقش هتلاقي حد هايجي و ياخد مكانك وانت هتخرج! 

انا موجود جوه المرايا ومستني حد يحررني!
انا شايف حد واقف عند المرايا وماسك ف ايده الراس!! بيبص على المرايا وهو خايف!! 
اكيد هو شايف الست وخايف منها، معنى كده ان انا هتحرر وحد هياخد مكاني! 

تمت
#البديل
#محمد_مهني

ليست هناك تعليقات