قاتل الحيوانات

حكايتي بدئت لما اتنقلنا انا و بابا و ماما لبيت جديد بعد ما بيتنا القديم جاله قرار إزالة..

البيت اللي انتقلنا فيه كان عبارة عن عمارة تلات أدوار، الدورين اللي فوق فاضيين تمامًا، و اللي تحت كان لينا إحنا..

و عرفنا من السمسار ان الدورين اللي فوق اصحابهم مسافرين برا مصر..

يعني كدة إحنا قاعدين ف العمارة لوحدنا.. انا ممكن أقول عليها فيلا بقى مش عمارة بس عدد أدوارها القليل و سكانها المحدود..

اول يوم ضيعناه في تنظيف البيت من التراب و نقل العفش و تعب ما له أول من آخر.. لحد ما جه وقت النوم، و بصراحة الواحد كان محتاج ينام بأي شكل..

رتبنا سريرين، واحد ليا و التاني كان لبابا وماما، اترميت ع السرير و نمت ف اقل من دقيقة..

صحيت ع صوت كلب بيزوم.. الكلب كان صوته واضح جدًا إنه بيزمجر بغضب، و صوته كان قريب مني.. !

فتحت عيني و قمت قعدت ع السرير و نورت الاباجورة عشان اشوف الصوت ده جاي منين..

و ياريتني ما عملت كدة، لأني شوفت قدام مني جثث لقطط و كلاب كتير مرمية ع الأرض !!

و كلهم مدبوحين و ف منهم اللي بعض من أطرافه مبتورة، و الدم مغرق الأرض كلها !

شهقت بخوف و رجعت لورا، و هنا سمعت صوت زمجرة الكلب الغاضب جاية من جنبي بالظبط.. !

بصيت براحة ناحيته..

كان قاعد ع السرير جنبي القرفصاء.. و قبل ما أعمل أي حاجة لقيته نَبَح ف وشي بقوة خلاني فقدت الوعي !

و لما صحيت من النوم لقيتني نايم ع السرير، و مكنش ف كلاب او قطط مدبوحة مرمية..

خرجت برا لقيت بابا و ماما قاعدين يفطروا، قعدت فطرت معاهم، و حكيت لبابا ع الحلم ده، فقال لي:

- اكيد ده بسبب الإرهاق والتعب اللي بذلته امبارح، و دي مجرد هلاوس..

و عدى اليوم لحد ما جه الليل و دخلت عشان أنام.. عشان أصحى المرة دي ع صوت مواء قطة، صوتها مزعج..

فضلت اتقلب ع السرير، فضلت اوهم نفسي إن ده مجرد حلم او هلاوس برضة، لكن صوتها كان واضح جدًا إنه حقيقي..

فتحت عيني..

لقيت ف راس قطة متشوهة، كانت متعلقة و متدلية فوق راسي و قدام وشي بالظبط !!!

صرخت و قعدت احرك إيدي بعشوائية عشان تبعد عني، و هنا اكتشفت ان صوتي مبيخرجش.. عبارة عن فحيح !

سكت و قبل ما امسك رقبتي و اطمن ع صوتي، بصيت قدامي، او للتدقيق فوقي لأني كنت نايم ع ضهري، و هنا ملقتش سقف الأوضة !!

كانت السما هي اللي ف وشي، قمت قاعد ف مكاني و.بصيت حواليا.. انا فين ؟

كنت قاعد جنب عمارة صغيرة مكونة من تلات أدوار..

و ف صوت قطط بتصرخ و صوت كلاب بتستغيث.. و ع ضوء القمر شوفت تلات اوض صغيرة تحت العمارة، زي الاوض اللي بيحطوا فيها كلاب الحراسة..

بس الأوض دي كان طالع منها أصوات صريخ لقطط و كلاب كتير، لقيتني مسلوب الإرادة بقرَّب تجاه الصوت..

شوفت نفس المنظر اللي شوفته ف أوضتي.. قطط و كلاب كتير مدبوحين و مقطوع معظم أطرافهم و مشوهين..

و كانوا عمالين يصرخوا و يئنوا بألم..

ملحقتش اعمل اي حاجة، لقيت نفسي صحيت من النوم..

قمت عشان الاقي إن ده برضة كان حلم، و سمعت من برا أذان الفجر..

قمت اتوضيت و نزلت من البيت عشان أدور ع جامع قاصد اتتبع الصوت لحد ما أوصل..

و لما نزلت تحت العمارة لفت نظري شيء غريب.. التلات أوض اللي شوفتهم ف الحلم اهم قدامي، لكن المرة دي انا مش بحلم، التلات اوض موجودين بالفعل..

قربت منهم و اكتشفت إنهم هما بجد.. رحت صليت، و تعمدت أقعد ف المسجد لحد ما الشمس تشرق و أطلع أشوف الأوض دي عن قرب..

و بالفعل عملت ده.. دخلت جواهم، و شميت ريحة وحشة ف المكان، و بواقي دم ناشف أسْوَد ع الحيط..

استنيت لحد ما جيرانا صحيوا و سألتهم عن الأوض دي و قالوا الكارثة..

- الشقة دي كان ساكن فيها واحد معندوش رحمة، كان بيجيب الحيوانات و يعذبهم، و دايمًا بيختار وقت الليل عشان محدش يشوفه، لكن أمره اتكشف لما الريحة طلعت، و لما كلمناه قال أنا حر، و بما إننا معندناش قانون ف بلدنا بيحمي الحيوانات فالراجل ده فضل يعذب ف الحيوانات دي و يقتلهم و محدش عارف يعمل معاه حاجة، لحد ما فجأة من عند ربنا و جاله سرطان ف المخ و مات بعدها، و هو ع فكرة كان مأجر الشقة اللي انتوا قاعدين فيها دي دلوقتي.

دلوقتي فهمت كل حاجة، و أظن انتوا كمان عرفتوا، و أتمنى تكونوا اتعظتوا، و اللي منكم بيقتل حيوانات بغير حق، فأعلم أن الله له بالمرصاد.

*تمت*

.

.

.