إبحث عن موضوع

قصة

( العثور علي جثة لفتاة مغتصبة في إحدي مقالب القمامة في القاهرة الكبري ) 

( في علامات يا افندم علي الجسم تدل علي وجود علاقة قبل الوفاة مباشرة ، و في نزيف برضه و دي العلامات بتاعته ...... و اعتقد ان السبب المبدئي للوفاة هو النزيف .. )

( خلاص يا دكتور ، لما تخلص شغلك عاوز تقرير مفصل 
و ياريت يكون في اسرع وقت .. )

- ( تمام يا افندم )

أنهي الرائد ( وائل ) مقابلته مع الطبيب الشرعي الموكل بالعمل علي هذه القضية ، و إتجه بعدها إلي القسم و جلس مع زميله ( حسام ) ..
( انا مش عاوز نشرة بمواصفات البنت تطلع دلوقتي يا حسام ، خلي الموضوع علي الهادي لحد ما نخلص تحرياتنا .. )
( تمام يا وائل بيه .. )
( عاوز كل المحاضر اللي اتعملت عن اختفاء لبنات قبل كده 
و مش في القسم بتاعنا و بس .. و عاوزك تنشر كام مخبر في المنطقة .. عاوز اعرف اماكن الشقق المشبوهة هنا و طبعا تعدي علي الدكتور بتاع الشرعي و تاخد بصمات القتيلة 
و تطابقها .. )
( طب يا افندم ما احنا ممكن نستني البصمات الاول 
و احتمال كبير يبقي هو ده الخيط .. )
( شكلها  مش عيلة مسجلة ..  ممكن حد اغتصبها و رماها هناك ، ممكن افورت مع اصحابها و رموها .. احنا هنمشي في كل الخيوط مرة واحدة ، انا مش عاوز القضية دي تطول .. مفهوم ؟ )
( مفهوم يا باشا .. بعد اذنك .. )
.....................

جاءته رسالة علي هاتفه فنظر حوله باحثا عن زوجته ، تأكد من عدم وجودها ثم فتح الرسالة ليقرأها ... ضحك ضحكة تنم عن نصر أو فخر ربما ، ثم أمسك بهاتفه و دخل إحدي الغرف ليتحدث ...

خرج بعدها من منزله متجها إلي شقة أخري .. 
طرقات علي الباب تبعها دوران للمفتاح و دخلت فتاة .. 
وليد جالس علي أريكة في الصالة المواجهة للباب و بيديه سيجارة .. و الفتاة تنظر بارتباك و نصف إبتسامة إلي وليد المبتسم ....
( ايه مالك ؟؟ )
( لا مفيش بس مبسوطة اني شوفتك .. )
( مش باين خالص ، ده انتي اللي متصلة و عاوزة تشوفيني .. )
( ..........................................)
( هتقضيها سكوت كده ، طب انا هقوم امشي احسن ، انا مش جاي هنا انكد علي نفسي ، انا سايب النكد في البيت .. )
( خلاص خلاص حقك عليا اللي انت عاوزه هعملهولك .. 
بس ينفع نقعد شوية نتكلم ، حاسة اني عاوزة اتكلم معاك شوية .. )
( اها .. انتي جاية تتكلمي .. طب قولي يا ستي ، سامعك . )
( انا بحبك اوي يا وليد و عملت  و مستعدة اعمل اي حاجة عشانك بس انا محتاجاك جنبي ، خليك جنبي دايما و متبعدش .. ممكن .. )
( انتي اللي في ايدك اني ابعد او افضل قريب ، مش انا .. معاملتك معايا هي اللي هتحدد ده ، هنبقي حلوين و نسمع الكلام هنفضل سوا ، هنشغل الجنان بتاع نتجوز و نتنيل 
و العبط ده و لا هتشوفيني تاني .. فاهمة ... 
كل اللي ليكي عندي اني ادفعلك فلوس العملية غير كده مفيش .. فاهمة ؟؟ )
( فاهمة .. )
( هتفضلي برضه متنحة كده ، ما تقومي يا بنتي عشان فاضل شوية و هروح )

بعد وقت ليس بكثير ..
تفقد الفتاة الوعي تدريجيا حتي تغيب تماما .. يأخذ وليد بالدوران حول نفسه ، لا يعرف كيف يتصرف .. النزيف يزيد .. يبحث عن هاتفه و هو خائف ، يتصل بأحد الأرقام و يسأل أحد أصدقاؤه عن كيفية التصرف ..
يحمل الفتاة و يدخلها السيارة بأطراف مرتعدة .. 
ربما المخدر زاد رعشته سوءا ، ربما هي البرودة في الجو في ذلك الوقت المتأخر ..

يقود السيارة بعينيه الحمراوتين و يده المرتعشة و يتجه إلي تلك المستشفي الخاصة التي رشحها له صديقه .. الطريق شبه خالي .. الساعة تخطت منتصف الليل بكثير ..
يضع يده بين حين و أخر علي جبين الفتاة ، إما أن الجو بارد للغاية و إما أن درجة حرارتها تنخفض بشدة ... 
الرعشة تزيد ... هذا أمر جديد عليه لم يجربه من قبل ، الإغماءة ربما تكون بسبب المخدر و لكن النزيف ؟ 
هذا أمر جديد ، لم يحدث من قبل ... 

وصل أمام العمارة المنشودة ، نزل من العربة مسرعا لينادي أحداً من داخل المستشفي .. خرج ممرض معه و حملوها علي السرير إلي الداخل ..
تنفس الفتاة يضطرب و تبدأ أطرافها بالإرتعاد ... جاء أحد الأطباء مسرعا و أخذ يتفحصها ..
( انا مش هقدر اساعد المدام حضرتك اتاخرت عليا ، الجنين سقط دلوقتي و هي عندها نزيف جامد .. انا انصحك تجري باقصي سرعة علي المستشفي لاني مش هقدر اعمل حاجة )

( ايه ؟؟ حامل ؟؟ انت اتصرف امال انا جايلك ليه هنا ؟؟ اتصرف .. )

( يا افندم الحالة متاخرة و انا مش هشيل مسئوليتها .. )

بعد العديد من الشجارات و من توتر الأعصاب أخذ وليد فتاته و أركبها السيارة مرة أخري .. أين يذهب ؟ ماذا يفعل ؟ 
ماذا حدث من الأساس ؟ هي أشياء كثيرة متداخلة كان يفكر بها و هو لا يدري أين يذهب ...
الأطراف ترتعد بشدة مما دفعه ليوقف سيارته ........ 
أصوات غريبة تصدر من الحلق ، ربما زفرات الموت ........ بكاء وليد و هو يراقبها و يحاول أن يهدئها ............. 
شهقة كبيرة ............... صراخ وليد .. 
المزيد من الدموع و الصراخ ........... 
أذان الفجر في مسجد بعيد يكسر سكون الليل ........ الأطراف ثبتت تماما ...... سيارة مسرعة تمر من جواره .. المزيد من البكاء .......... جثة هامدة ...

انقضت حوالي ثلاثين دقيقة بين كل هذه الأشياء حتي أستطاع أن يستجمع ما قدر عليه من الهدوء حتي يستطع التصرف .. انطلق مرة واحدة بالسيارة حتي كاد أن يصدم أخري من شدة إندفاعه .. سباب من سائق المركبة الأخري .. شارع جانبي .... شارع أخر جانبي ..... قطة دهست أسفل العجلات .. شارع أخر جانبي ... مقلب قمامة كبير ... 
هدوء في المكان ............ الكثير من الحيوانات الضالة .... نباح كلاب .... سيجارة تشتعل داخل السيارة .. 
المخدر يتسلل لداخل الرئة .... الجثة هامدة ... 
يخرج من سيارته و ينظر حوله ..... نباح كلاب ... 
لا مفر ...... يلتفت حوله .... نباح كلاب .... 

ركب سيارته منطلقا ، أشعل سيجارة ثانية .... 
كل حين ينظر للمقعد بجانبه ، يشعر أنها مازالت موجودة .. يبكي .. يبكي بحرقة ... بكاء الخوف ، القلق ....
عاد للشقة مرة ثانية ، نسي زوجته ، نسي إبنته ، نسي كل شئ .. 
فتح الباب و دخل و هو خائف أن يقابلها .. يشعر أنه سيجدها مازالت بالداخل ، خائف من ذلك و يرجوه في نفس الوقت ... 
بحث في كل الغرف عنها و لكن لم يجدها .. ليتني أحلم الان ... أخذ يبكي حتي جفت الدموع في عينيه ، اخذ يخبط رأسه بالحائط عله يفيق من ذاك الحلم .. 
 
هدأت أعصابه قليلا .. أخذ يلملم ملابسها و باقي أشياءها وضعهم في شنطة سوداء كبيرة و نزل ....

عاد لزوجته و هو يشبه المجذوبين ، عينيه تتفوق في إحمرارها علي اللون الأحمر نفسه ،يتلفت ، الأعصاب مازالت مضطربة ...

( كنت فين يا وليد حرام عليك .. )

ينظر لزوجته و هو يحاول ان يجد رد أو ربما مازال يفكر فيما حدث ... 

( مالك يا حبيبي فيك ايه ؟؟ )

- ( انا كويس عاوز انام بس .. )

( ايه اللي حصل بس قولي .. )

- ( سبيني انام .. )

ألقي بجسده علي السرير و غاب في النوم سريعاَ ... 
زوجته تجلس بجواره ..
................................................

( هييييششششششششششششش )
تتوقف عربة ( كارو ) و ينزل الرجل ممسكا بعصا يطرد الكلاب من المكان ، ينحني أرضا ممسكا ببعض الزجاجات البلاستيكية ، حتي وجدها  ....
...............................................

مراليومين التاليين بهدوء .. تعافي وليد نسبيا من صدمته ، أو ربما حاول أن يتسم بالثبات .. تخلص من الأشياء التي كانت تخص الفتاة .. و أخذ يرتب لأسوا سيناريو ممكن أن يحدث .. 

( انت بتخوني يا وليد ؟ )
( ايه ؟ ايه الهبل اللي بتقوليه ده ؟ )
( رد علي سؤالي .. )
( لا يا حبيبتي انا مش بخونك و مقدرش اخونك اصلا .. 
انا بحبك .. )
( طب احلف .. )
( و الله مش بخونك .. هو في ايه ؟؟ 
بتسالي السؤال الوحش ده ليه ؟؟ 
مش انا واعدك من يوم ما اتجوزتك ان عيني مش هتبص علي واحدة غيرك ؟؟ )
( اه بس انا حاسة بكده .. )
( و الله مش بخونك .. )
( امال ايه اللي كان مبهدلك كده من يومين و كنت راجع الصبح ؟؟ )
( مفيش كنت شارب بس و تعبت شوية مش اكتر .. )
(مش اتفقنا هنبطل بقي الشرب ده .. )
( هبطله حاضر .. فكي بقي وشك و متزعليش كده ... )
 ............ 

( في محضر اختفاء اتعمل يا افندم في قسم اول ****** 
و هو للبنت اللي لقيناها ، انا مرضيتش ابلغ الا اما ارجع لحضرتك الاول )
( طب عملت تحريات عنها ؟؟ )
( لا لسه يا افندم ... )
( اتحرك يا حسام و تبقي قدامي بالليل )

بعد ساعات .....
( الاهل يا افندم بلغوا اول ما بنتهم اختفت ، هي كانت متعودة تخرج مع اصحابها بس المفروض مكانتش بتتاخر 
و لما اتاخرت و تليفونها اتقفل بعد ما كلموا كتير من اصحابها ، جم عملوا محضر ... و لما دوروا في اوضتها لقوا اجندة كانت بتكتب فيها زي مذكرات كده و فيها اسم ( وليد ) و ده من اللي فهموه انها تقريبا كانت بتحبه .. 
انا جبت لحضرتك الارقام اللي هي كانت بتكلمها من شركة الاتصالات و اظن ان الرقم ده هو رقم اللي اسمه وليد .. )

( تمام كده يا حسام .. بص بقي ، اعملي تحريات عن وليد ده حاول من رقمه تعرف عنه كل حاجة ، و انزل المنطقة اللي لقينا فيها الجثة و اسال علي كل العيادات و المستشفيات الخاصة و الدكاترة الشمال اللي هناك ، كل ده و اعرف اذا كان حد راح بالبنت دي هناك ولا لا .. )

( تمام بس اشمعني يا افندم .. )

( الطبيب الشرعي لسه قافل معايا و قالي ان البنت دي كانت حامل و سقطت و ده سبب النزيف ، ف ممكن تكون عدت علي دكتور قبلها و بما انها كانت مرمية في المقلب كده ف اكيد الموضوع فيه حاجة .. )

( تمام يا افندم .. )

( الصبح تبقي عندي يا حسام .. )
.......................................................

مر علي الحادث قرابة الاسبوع ، تقريبا نسي وليد ما حدث ربما بسبب المخدرات ، ربما هي طبيعته أنه سريع النسيان ، لا أعلم و لكنه مازال يراها في أحلامه ...

عاد لمزاولة نشاطه مرة أخري بعد إنقضاء الأسبوع ، عاد لسهراته بعدما غير أثاث الشقة التي حدثت بها الحادثة .. 
غير الأثاث و الديكور بأكمله ، لا يريد أن يتذكر  .. 

بعدما إنصرفت فتاة كانت برفقته ، هاتف أحد أصدقائه كان لم يره من فترة و أخبره أن يأتي ليجلسوا قليلا سويا ..
بعد الكثير من الكلام المعتاد و السؤال عن الأخبار و ما جد ..

( انا مش فاهم انت بتعمل كده ليه في نفسك ؟؟ 
انت ربنا رازقك بزوجة صالحة و جميلة و بنت ناس ، 
ليه بتمشي في الحرام .. لو مقصرة معاك يا ابني و مش مكفياك اتجوز و بلاش الحرام ده ... )

( انا مش هقولك ملكش دعوة و الكلام ده ... 
بس مراتي كويسة اه و كل حاجة بس دي للبيت و للاولاد .. لازم كده كل راجل و حط تحت كلمة راجل دي مليون خط يبقي عنده بيتين .. بيت محترم في زوجة و اولاد و حياة كاملة و بيت تاني للدلع بعيد عن اي التزامات بقي و مشاكل و قرف .. بيت للمزاج يعني كده .. فاهم يا قفل ؟؟ )

( انا كده اللي قفل ؟؟ متشكرين يا محترم .. ربنا يهديك .. 

انتهي اللقاء بين الصديقين عند هذه الجملة و تركه الرجل بدون أن يضيف و لو كلمة واحدة .. نظر وليد لصديقه المغادر ، ربما كان يفكر في كلامه ، ربما سرح بخياله في أمرا أخرا .. دس يده في جيبه و أخرج سيجارة ليملأ جو الغرفة دخانا بني اللون ، مخدر الرائحة ....

.......................................................

( اتفرج كده يا وائل باشا .. )

( جبت الفيديو ده منين ؟ )

( من كاميرا محل قدام المستشفي .. دي البنت و اللي شايلها ده وليد .. انا وصلت للمستشفي دي بعد ما لفيت شبرا كلها يا باشا .. )

( هاتلي وليد بقي .. )
..............................................

في اليوم التالي ..
دخل وائل مكتبه و وليد جالس في الداخل مشعلا سيجارته و يبدو علي ملامحه أنه غير مبالي بأي شئ ...

جلس وائل و الأثنان ينظرا لبعضهما بنوع من التحدي .. 
كل منهما يتفحص الأخر بعينيه .. وليد شاب ثلاثيني ممشوق الجسد ، يظهر من ضخامته أنها بسبب إحدي الرياضات ، ساعة فاخرة في المعصم الأيسر ، خاتم ذهبي ، ولاعة ذهبية موضوعة علي المكتب تعلو علبة سجائره ....
نظرات وائل له باردة ، هو يعلم من سيواجه ، و لكنه لا يريد أكثر من إعتراف .. 
 
( معلش يا استاذ وليد تاعبين حضرتك معانا .. )
( خير .. هو في ايه ؟؟ )
( لا خير متقلقش ، في حد مقدم فيك بلاغ انك منزل فيديو مسئ ليه علي الفيسبوك و انت هنا عشان كده .. )
( فيديو ايه ؟ انا منزلتش حاجة .. )
( بص كده .. )

أعطاه هاتفه و نظر له مبتسماً ... 
علامات القلق علي وجه وليد ، فزع ، رعشة خفيفة في يده .. هو يتذكر ذلك اليوم ، هو مازال يحلم بها حتي الأن ... 
حاول أن يتماسك و يحافظ علي ذلك الوجه الخشبي الذي يرتديه ...

( بص بقي يا عم وليد .. انا معايا الفيديو ده و معايا سجل من شركة الاتصالات بالرسايل و المكالمات بينكوا و معايا مذكرات كانت البنت كاتباها و كاتبه فيها اسمك و معايا اهلها قاعدين بره .. تحب بقي نبدا سوا ازاي ... )

( ايوه يعني فين المشكلة .. 
ماله الفيديو و بعدين انا منشرتش ده )

( لا انت منشرتش .. انت قتلت .. )

حاول أن يتماسك ..
( انت شكلك متعرفش انا مين ؟؟ )

( لا انا اعرفك و ناس كتير كلمتني و انا بقولك زي مقولتلهم انك مش هتخرج .. صدقني انت معايا شوية حلوين هنا .. )

( هنشوف .. بس تعرف احنا الاتنين هنمشي من هنا ، انا هروح بيتنا و اعيش حياتي ، و انت بقي الله اعلم بنصيبك هيوديك فين .. )

إعتدل وائل في جلسته ، ثم بدأ يملي المحضر علي الكاتب بجواره ..

أسئلة كثيرة تبعتها إجابات باردة من المتهم ..
( يعني انت قتلتها عشان كانت حامل منك ؟ )

( انا مقتلتهاش و مش خايف من اي حاجة .. انت متعرفش انا ابقي مين و اهلي مين ؟؟ انا هخرج هخرج .. )
قالها وليد بعصبية ثم أخرج هاتفه و أجري مكالمة بصوت عال ، أما وائل فكان يجلس بارداً بلا أي رد فعل .. 

تم إخلاء سبيل وليد يومها بدفع مبلغ و المحامي الذي أتي معه طلب الكشف عن صحة الفيديو المأخوذ من كاميرا المراقبة القابعة أمام المستشفي .. 

خرج وليد يومها و وائل يتبعه بنظرات كلها إنتقام ....
جري الإتفاق بين وليد و المحامي الخاص به علي أن يذهبا إلي أهل الفتاة و يدفعوا لهم مبلغا من المال مقابل ألا تحدث ضجة و ان تهدأ الأمور و إذا أضطرتهم الأمور أن يكتبوا عقد زواجا عرفيا قديما و يتم تسجيله و تأخذ القضية مجري أخر فليكن .. المهم ألا يدخل الرجل السجن ..

لم يقض الرجل في السجن يوما واحدا و لم ينله من كل هذا الأمر غير أن زوجته أخذت إبنتها و تركته ، و الناس حوله ( دائرة معارفه ) عرفوا بما جري ، حتي أن الخبر لم ينشر في الجرائد .. أكتفي  أهل البنت بالمبلغ الذي دفع لهم و هم مجبورين بعد بعض التهديدات التي نالوها من وليد و ذويه .. المال و السلطة سلاح لا يستهان به .. 

حدثت العديد من اللقاءات بين وائل و أهل البنت و حاول دعمهم و جعلهم يستمروا و لا يتنازلوا بسهولة و لكنهم رضوا بالفضيحة و المال ... 

جاء هاتف إلي وائل بعدما أنتهي كل شئ  ( القضية ) 
يخبره بنقله للخدمة في صعيد مصر .. علم وقتها أن الرجل نفذ فيه تهديده .. 
...........................................

رن هاتف وائل و هو يلملم أشياءه من المكتب ... 
( الو ازيك يا دكتور .. )

( اه ... تمام ... ايه ؟؟ .... هي القضية اتقفلت خلاص ... 
طب تمام يا دكتور .. هبقي اعرفه )

وضع أشياءه في السيارة و إتجه إلي منزل وليد ..
( انا مش جايلك بصفة رسمية متخافش .. 
انا جاي اقولك بس انك كسبت الرهان .. 
انت خرجت و انا كمان خرجت .. 
نقلوني الصعيد .. متشكرين ياعم وليد .. )

( العفو .. بس انا حذرتك ، انت اللي مسمعتش الكلام .. )
 
( انا عندي فضول ، انا لما كنت ماسك قضيتك عملت تحريات و عرفت تقريبا كل شئ عنك ، بس انا مش فاهم انت عملت كده ليه .. )

( انا مقتلتش حد يا وائل .. و الله ما قتلتها .. هي اللي جالها نزيف عشان كانت متنيلة حامل و معرفتنيش .. )

( طب ليه كل العلاقات و ليه اللي بتعمله في نفسك و في بنات الناس ده .. انت قريت المذكرات اللي البنت كانت كاتباها ؟؟ كنت تعرف هي كانت واثقة فيك اد ايه ؟ 
و في الاخر ترميها في الزبالة و تدفع لاهلها شوية فلوس 
و تهددهم شوية و كده خلاص .. بالبساطة دي ... و في غيرها كتير .. انا وصلت في تحرياتي لكتير .. ليه ؟؟ )

( انا مغصبتش حد ، كلهم بيجوا بمزاجهم .. )

( خلينا نتكلم كرجالة يا وليد بعيدا عن اي قضايا .. 
مش معني ان واحدة تصدقك و تامنلك و تستامنك علي نفسها انها تبقي الغلطانة ، ده معناه انك انسان خسيس .. )

( لا .. لو هي مش عاوزة نفس اللي انا عاوزة ابقي خسيس .. لو شديتها من ايديها و اغتصبتها ابقي خسيس و مش راجل كمان .. بس ده عمره ما حصل ... )

( بس انا لسه مقلتش علي حاجة مهمة . )

( ايه ؟؟ )

( انت اتقدم فيك بلاغين اغتصاب  النهاردة .. )

( كذب .. من قبل ما اعرف هما مين ، كذب .. 
انت سمعت عن المثل اللي بيقول العجل لما يقع بتكتر سكاكينه .. ده اللي حصل .. شوية بنات عاوزين ياخدوا نمرة علي حسابي مش اكتر .. )

( هيستفادو ايه ؟؟ )

( يستفادوا ايه ؟ لا هيستفادوا كتير .. 
لو بصيت ورا اصل كل واحدة منهم هتلاقي ملهومش اهل اصلا .. تقدر تسميهم عاهرات يعني ، عاوزين يعلو سعر نفسهم او لو عرفوا يطلعوا مني بتعويض .. المصالح كتير .. بص عاوز الحقيقة اللي محدش هيقولهالك .. 
متامنش لواحدة .. كلهم عاهرات ، و كلهم ملهومش وظيفة عندي الا كده .... كلهم كده و الخيانة في دمهم بس عاوزين الشخص المناسب اللي يخونوا معاه .. 
كلهم بيدعوا العفة و الطهارة و من جواهم شياطينهم بتخيلهم مليون حاجة ، بيبقوا واقفين علي تكة و هي وجود الشخص المناسب .. 
اقولك علي مثال .. انا دخلت مرة في رهان مع واحد صاحبي علي واحدة متدينة اوي و عاملة فيها الشيخة فطنة و بيتها كله دقونهم 4 متر و جبتها ، اينعم هي خدت مني وقت بس جت و بمزاجها و اينعم برضه هي كانت مرة واحدة بس ، بس جبتها و كان بمزاجها و كانت متجوزة بالمناسبة .. تقدر تقول عليا انا غلطان في دي ؟ تقدر تامن انت لواحدة بعد دي ؟؟ )

( بس انا مش هينفع احط البنزين جنب النار و ابقي شاكك ان ممكن يحصل حريقة .. لو انت مكنتش قربت منها مكنتش هتخون .. )

( لاااا .... كانت هتخون مع غيري .. دي بتبقي حاحة جواك ، طالما هي خانت و مفكرتش في اي عواقب يبقي كانت بتفكر في كده .. كان نفسها في كده و الا مكانتش خانت .. 
كلهم كده صدقني .. )

( و مراتك ؟؟ )

( لا مراتي غيرهم عشان كده اتجوزتها .. 
هي الوحيدة اللي معرفتش اجيبها و مع العلم برضه اني فضلت مراقبها ، من اول يوم لحد قبل ما اجي هنا بيوم و انا مراقبها .. بس مراتي غيرهم ... 
ماهي دي الضريبة ، اني مأمنش لواحدة حتي لمراتي اللي انا عارف اخلاقها كويس ، و ده لاني عرفت و شفت كتير .. )

( عاوز اسالك سؤال محرج بره القضية بس هو تقدر تقول مش محرج هو حساس .. )

( لا انا امي مخانتش ابويا و لا عشت في جو خيانة و لا اي حاجة من الافلام دي ، مش هو ده سؤالك ؟؟ )

( اه .. )

( انا مش معقد نفسياً يا وائل .. 
انا تقدر تقول عني راجل مفتون بالستات .. بحبهم .. 
تسميها لعنة تسميها فتنة ، مش هتفرق .. 
انا خدت جزائي في الاخر اهو و مراتي سابتني و خدت بنتي و رافعة عليا خلع ، ده لو انت حابب تشمت فيا يعني ... )

( انا مش شمتان فيك يا وليد .. 
انا كنت هبلغك رسالة و امشي .. )

( ايه جاي تهددني ؟؟ )

( لا انا خلاص اتعلمت ... و سمعت الكلام ، حتي لسه سامع كلام الدكتور الشرعي اللي كان بيشتغل في جثة البنت ، و قالي معلومة غريبة اوي .. )

( ايه ؟ قالك انه لقي بصماتي ؟؟ ههههههه )

( ههههههه .. هو الموضوع يضحك فعلا ، و لسه الضحك جاي .. لا مش البصمات ولا الحمض النووي و لا الكلام الاهبل ده ... لقي كان عندها الايدز .. )

( ايه ؟؟؟؟؟ )

( انا حبيت اقولك بس عشان المعلومة دي مش هتوصلك من حد ... ايه ده مضحكتش ليه ؟؟ 
عارف يا وليد علي قد ما انا قرفان منك و كان نفسي اي فرصة تيجي و اعرف اشمت و اتشفي فيك عشان البنت اللي ماتت دي ، الا اني مشفق عليك دلوقتي و اللي صعبان عليا فعلا هما اهلك ، مراتك ، بنتك ........ البقاء لله فيك و في مراتك ، و بنتك بقي معرفش ابقي اكشف عليها ....  )

.................................. تمت ...................................

أحمد كمال

ليست هناك تعليقات