إبحث عن موضوع

عفريتة ابويا

أنا فاكره اللي حصل ده كأنه دلوقتي 
 وقتها كنت في تالتة إعدادي لما صحيت على صوت أمي وهي بتتخانق مع أبويا دي مكانتش أول مره يتخانقوا  بس أول مرة صوتهم يكون عالي بالطريقة دي وأمي تكون عصبية جداً هي في أغلب الأوقات هادية وبتعرف تتحكم في أعصابها كويس ، فضلت في أوضتي مركزة وبأسمع بأحاول أفهم أيه سبب الخناقة ، ماقدرتش أفهم كويس بس أستنتجت من الكلام أن الخناقة بسبب واحدة ، معقولة أبويا يعرف واحدة على أمي  ولا يمكن أنا فهمت غلط ، بعد شوية صوتهم هدي وأنا النوم غلبني ، صحيت الصبح لقيت كل حاجة في البيت ملخبطة وفيه حاجات متكسرة ، أستنتجت طبعاً أن ده نتيجة خناقة اليوم اللي قبلة  ،عملت نفسي مش عارفه حاجة 
"ماما بتوضبي البيت بدري أوي  ليه كده وايه اللي لخبطه كده تحبي أساعدك قبل ما أروح المدرسة "
ردت عليّ وهي متضايقة جداً بس بتحاول تداري 
"لا روحي أنتِ مدرستك أنا أصلي صحيت الفجر عشان الحق أخلص وأعمل الغدا "
"طيب أيه اللي قلب البيت كده "
" يووووه أنتِ كلامك كتير كده ليه ما قولنا باوضب ...قلبته عشان أعرف أوضبة روحي أفطري الفطار جوه وخدي السندوتشات وأنزلي مدرستك"
بصيت في عنيها حسيتها مليانه دموع وصوتها مخنوق سبتها من غير ما أتكلم ولا كلمة تاني .
لما رجعت وقعدنا على السفرة عشان الغدا ماما ابتدت تشيل الأغطية من على الأكل عشان ناكل بس  الأكل كله شايط ومحروق ، بابا ما أتكلمش خالص وأكل عادي كأن مافيش حاجة ولا أنا أتكلمت  لاني كنت حاسة أن ده حصل بسبب أن ماما كانت متضايقة فالأكل باظ ، لكن أغرب حاجة في اللي حصل كانت بصتها للأكل بأستغراب كأنها أول مرة تشوفة كأن حد اللي عمله غيرها أو أنها أتفاجأت أنه بالشكل ده ما عرفتش أفسر البصة دي كويس ، بعد ما خلصنا أكل، ماما دخلت المطبخ ومعاها الطباق عشان تغسلها وسمعنا صوت تكسير الأطباق ، جرينا عليها أنا وبابا كانت متعصبة جداً .
بصت لبابا وهي متعصبة على الأخر "اللي بيحصل بئى كتير أنا زهقت وتعبت مش قادره أستحمل كده " 
مشيت دخلت أوضتها وهو ماردتش بولا كلمة ، رد فعلها حيرني جداً هي اللي كسرت الأطباق بابا ماله وماردش عليها خالص ليه ، اللي بيحصل وردود أفعالهم محيراني ومش لاقيالها تفسير .
بعد كام يوم صحيت على صوت خناقة تانية بس المرة دي قربت من بابا الأوضة كنت عايزه أفهم اللي بيحصل ، سمعت كلام غريب زود حيرتي
-  مش معقوله توصل لأوضة نومي وبفستان فرح كمان مافيش واحدة تستحمل كده أنا أستحملت كتير مش قادره تعبت 
-  طيب وأنا أيه اللي في أيدي أقدر أعمله 
-  مش مشكلتي أنا ما بقتش عارفه أنام ولا حتى عارفه أخد شاور أخر مره القيها جايني وخالعه هدومها وهتاخد شاور .
- أنا عارف أنك أستحملي كتير ربنا يخليكي لي ّبس معلش أستحملي شوية كمان عشان خاطر بنتنا فرحة
- أنا بقيت خايفه عليها جداً
- متخافيش عليها هاتكون كويس 
صوتهم هدي بعد شوية وما سمعتش حاجة بس كلامهم ما كانش ليه تفسير غير أن والدي أتجوز واحدة على ماما بس هي ماما أزاي رضيت بالوضع ده وأزاي والدي بيطلب منها تستحمل مش مكسوف من عملته وأزاي كله ده يحصل في البيت وأنا مش حاسه ، روحت نمت بعد ما تعبت من التفكير في فهم اللي سمعته .
بعد كام يوم دخلت الأوضة بتاعة ماما وبابا وهما كانوا بره كنت عايزه حاجة منها لقيت واحدة قاعدة على السرير وحاطة هدوم ماما قدامها ومولعة فيهم أول ما شوفت كده خرجت أجري وأصرخ حريقة حريقة ، الجيران أتلمت وطفوا النار بس ما كنتش الست اللي شوفتها موجودة ، لقيت الجيران بتبصلي وهما بيلوموني ومتخيلين أني أنا اللي عملت كده  وكل واحد بيقول كلمة غير التاني اللي بيقول "أنتي كبيرة على كده " "عيب تتصرفي زي الأطفال وتلعبي بالنار" " كده تحرقي هدوم أمك حتى لو ضربتك أو زعلتلك دي أمك عيب عليكي" .
فضلت أعيط من اللي حصل واللي شوفته وأحاول أدافع عن نفسي 
- مش أنا اللي عملت كده دي الست اللي كانت هنا .
طبعاً ماحدش صدقني وسابوني ومشيوا وفضلت أعيط لحد ما بابا وماما رجعوا ، طبعاً كانوا الجيران حكولهم على اللي حصل ، دخلوا يجروا وحضنوني وحاولوا يطمنوني 
- قولتلك أن لحد بنتي ومش هاستحمل تاني أنا هاخدها وأروح بيت أبويا لحد ماتشوفلك حل .
- أنا أسف أنا عارف أني السبب بس مش عارف أعمل أيه بس ما تقلقيش أنا لقيت حل وكل حاجة هاترجع لطبيعتها النهارده.

ماما ما ردتش وأخدتني وهي بتعيط ودخلنا أوضتي وفضلت في حضنها ، بالليل فيه حد جه لبابا ودخلوا أوضة النوم بهدوء ماما كانت صاحية بس ما أتحركتش وانا كنت صاحية بس عملت نفسي نايمة ، بعد شوية كان فيه خبط جامد في كل حته في الشقة وأصوات غريبة ماقدرتش أكمل في تمثيل النوم صحيت وجريت فتحت الأوضة ماما صرخت في ٌ عشان ما أتحركش بس كنت خلاص فتحت الباب وشوفت حاجات غريبة ،دخان مالي المكان وبعد شوية أتفتح باب أوضة النوم لوحده كان فيه راجل شكلة غريب ومش مريح قاعد مع والدي وحاطين قدامهم حاجات مش قادرة أشوف هي أيه من كتر الدخان اللي موجود في الأوضة وفجأة الكراسي اللي قاعدين عليها أتقلبت ووقعوا هما الأتنين على الأرض واللي قدامهم وقع على الأرض وفضلت الحاجات اللي في الأوضة تترمي لبره ، مسكنا أنا وماما في بعض وما كناش عارفين نعمل أيه مش قادرين نقرب من الأوضة بسبب الحاجات اللي بتترمي والدخان ولا قادرين نسيب بابا كده كل اللي كنا بنعمله أننا بنحاول نبعد عن الحاجات اللي أكيد لو خبطتنا بالقوة دي هاتعورنا على الأقل بس ماقدرناش نعمل كده كتير ، اتخبطنا أكتر من مرة لحد ما جات في راس أمي علبة الميكب بتاعتها ووقعت على الأرض قعدت جنبها باعيط مدت أيدها بعد حوالي نص دقيقة وأخدتني في حضنها ومسكت أيدي وضغطت عليها عشان توفف الدم لان جزء من أزاز الساعة اللي متعلقة على الحيطة وقع عليها وجرحها ، كل اللي بيحصل لينا ده كان ولا حاجة بالنسبة للي بيحصل لبابا واللي معاه كانوا بتجروا على الأرض  وهدومهم أتقطعت وجسمهم أتجرح فضل الوضع ده كده لحد ما جدي فتح باب الشقة مش عارفة أزاي معاه ودخل على طول على أوضة النوم وأبتدا يقول كلام غريب بعد لحظات الدنيا هديت ، كلنا بصينا لجدي وأحنا مستغربين هو عمل أيه ، بابا بصله وهو مستغرب 

أنت عملت كده أزاي ؟!!!!!!
ما رضيش يرد وعدل وشه ناحية الباب وكان هايخرج ، والدي مسك في أيده 
أنت عملت كده أزاي ؟!!!!
جدي أضطرب وماكانش عارف يقول ايه فضل والدي يلح لحد ما جدي فجر المفاجأة 
بصراحة أنت عارف أني ما كنتش راضي عن الجوازة دي من الأول و من حوالي سنة لما حصلت مشكلة بينكم وأنت فكرت في أنك تحاول تعمل عمل عشان تكون خاضعة ليك  وأنا حضرت العفريتة دي عشان تطلع عنيها وتخلص حقك منها وأنت تخيلت أنك أنت اللي حضرتها ، ولما لقيت جايب فراج معاك عرفت أنك ناوي تصرفها وكنت متأكد أنه مش هايقدر لحد ما عرفت عن طريق أخواني أنها ممرمطاكم فجيت أنقذكم .
على فكره يا أبويا أنا اللي كنت غلطان وأنا اللي دايما بازعلها وهي مستحملة ربنا يسامحك .

تمت 
#جيكيناز_جورج 
عفريتة  أبويا

ليست هناك تعليقات