إبحث عن موضوع

نوارة

-نوارة-
"سيرة الجواز في المجتمعات الشرقية مربوطة ديما بالبنت من أول ما بتولد بتبلغة الممرضة الأب مبروك جات لك عروسة زي القمر، و بعدها البنت بتكبر شوية و يبقي عندها خمس سنين بتبقي هديتها عروسة زي البيبي بالظبط و يبدأ مجتمعنا يلعب على حتت الأمومة عندها، نهايات مرحلة الطفولة لما يبقي عندها 11 أو 12 سنة في أي تجمع عائلي سخيف يسألوا ها تتجوزي محمد أبن عمتو سماح و لا شهاب أبن خالتو مريم ، بداية ً من سن المراهقة لحد ما البنت يجي لها نصيبها مهما نجحت و عملت بتبدأ تسمع من طنط حشرية اللي موجودة في حياة كل بنت جملة " مش هنفرح بيكي بقي" ...

********************************

أسمي "نوارة" خريجة هندسة عندي 27 سنة من أسرة متوسطة و ساكنة في حي شعبي ، من الطوابع الخاصة للأحياء الشعبية و المجتمعات المصرية أن سن 27 للبنت ده كده القطر قرب يفوتها و لازم تلحق تتجوز عشان متأخدش لقب عانس و يبدأوا كل اللي حواليها مهمة البحث عن عريس، بس كلام الناس ده مكنش فارق معايا أوي أو بصراحة كنت بخاف خصوصًا إني ديمًا بحلم بإني لابسة فستان فرح حلو جدا لكن واقفة بيه في المقابر لوحدي و بحاول أنادي على حد لكن صوتي مابيطلعش...

فضل الكابوس ده بيجري ورايا في نومي لحد ما قررت أكسر حاجز خوفي و أوافق على "حسام" ، ما كنتش أعرفه و لا هو يعرفني أحنا بس اتخطبنا عشان هو ابن صاحب بابا و إن صحاب العمر مش هيلاقوا أحسن من عيالهم لبعض...

أتخطبنا و بدأت أتعرف عليه أكتر خلال الخطوبة و أرتاحت له جدا لكن الكابوس كان لسة بيطاردني بس الأختلاف إني كنت سامعة صوتي و أنا بنادي على "حسام" و مافيش أي إجابة و أصحي مفزوعة بسبب مسخ بشع و مرعب هيأته بشرية لكنه مش بشر عيونه زي القطط و وشه مليان شعر....

مروا سنتين الخطوبة و كتبنا الكتاب فرشت الشقة أنا و ماما و حماتي و جت ليلة الدخلة و بحكمي كبنت مع شخص شبه غريب عنها و بطبيعة الحال كنت مكسوفة و خايفة و متوترة لكن الموضوع كان أكبر من كدا، بدأت أشكك لما حسام رفض إننا نصلي ركعتين نبدأ بيهم حياتنا لكن مش مهم هو برضو عليه ضغط و دوش بحكم مجتمعنا لكن من بعد لحظة رفضه أنا مابقيتش شايفة حسام أصلا ده حقيقي أنا شايفة قدامي مسخ وشه مليان شعر زي القرود و عيونه عيون قطط كنت خايفه منه و كل ما يقرب مني أصوت لحد ما أغمي عليا... 

فضل الأمر ده مستمر لشهرين هو و بدأ يكرهني و ده حقه لكن أنا مش شايفاه غير كده منين ما ألاقي نفسي بنجذب له بأرجع أشوفه مسخ، ده غير إن لما بكون لوحدي بسمع أصوات قطط بتتخانق احيانًا و أوقات تاتية بحس بحد بيرقبني بذات في أوضة النوم...

لحد ما في يوم و أنا بروق الأوضة لاقيت ده تحت المرتبة...

طلعت "نوارة" حجاب مثلث الشكل و أديته لشيخ و هي بتقول له :-

عشان كده أنا جيت لك أنهاردة يا شيخ "فؤاد" و حكيت كل حاجه...

مسك الشيخ "فؤاد" الحجاب" و فتحه بعدها جاب الحبارة و ريشة و بدأ يعرز الريشة في الحبر و يكتب على صفحة بيضا بالعربي و بعدها قال ل "نوراة" :

-بصي يا بنتي انتِ مربوطة العمل ده عمل ربط..

- يعني إية ربط؟!

-سبيني أكلم كلامي يا بنتي و أنا هفهمك، الربط ده عمل بيتعمل عشان يدخل الجن في العلاقات الزوجية و يفرقكم عن بعض يعني لو معمول لراجل فبتشوف مراته وحشة و بيحس بالنفور ناحيتها و لو معمول لبنت زي حالتك كده فبيشوف جوزها بصورة مرعبه و بتمنعه من إنه يقرب لها ، بس العمل ده لازمه كره كبير أوي من الشخص اللي بيعمله عشان يبقي له مفعول قوي و طويل المدى كده و إزاي دخل أوضة نومك و كمان تحت فرشتك ... 

انتِ تروحي تمسحي شقتك بمياه و ملح و تبخريها و بلغي جوزك إن هزوركم انهاردا بعض صلاة العشاء و بلغيه إني قريبك بلاش حكاية شيخ عشان حساسية الأمر...

-تمام يا شيخنا..

وافقت "نوارة" و روحت و نفذت المطلوب مسحت شقتها و بخرتها و بعدها حضرت وجبة عشاء محترمة و بلغت جوزها إن عمها من البلد هيزورهم الليلة زيارة سريعة...
********************************

جه الليل و دق باب حسام و نوارة بخبطات الشيخ "فؤاد"..

-أهلا بيك يا عمي..

قالتها نوارة عشان تنبه بيها الشيخ بصلة القرابة اللي بينهم و اللي بلغت على أساسها جوزها و رحب بيه حسام لكن بنظرات مثيرة لشك و فيها خوف كبير...

دخل الشيخ فؤاد و حاس بحركة غريبة للأضاءة في المكان ده غير الظلال اللي بتجري في سقف البيت، سابتهم نوارة بيتكلموا و قامت تعمل شاي...

-قولي يا حسام انتَ بقي حبيت بنتنا نوارة و لا لا؟!

-نوارة كويسة و تتحب يا عمي بس ..

-سكت لية يا بني احكي لي أنا زي والدها تمام هي مزعلاك في حاجة؟؟ 

-مش حتت مزعلاني بس بصراحه كده أنا بفكر أطلقها لأنها اصلا شكلها مش طيقاني ده غير إنها بتنفور مني و ده شيء مخليني شكك أصلا...

إنفعال حسام سبب أنفعال الشيخ مع كلمات الشك في أخلاق نوارة و ضربه بالقلم، خرجت نوارة على صوت القلم و خافت من رد فعل جوزها لكن...

طلع الشيخ فؤاد الحجاب من جيبه و واجه بيه حسام 

-هو ده اللي مخليك شكك فيها مش كده!! 

أرتبك حسام و بدأت يتلغبط في كلامه لكن وقتها نوارة فهمت و أتكلمت هي 

-ليه عملت كل ده؟؟! لدرجة دي بتكرهني طب لما أنت بتكرهني اوي كده أتجوزتني ليه أصلا؟؟!

-غصب أتجوزتك مغصوب عليكي و مكنتش طايقك فحبيت إنها تجي منك

أدخل الشيخ فؤاد في الكلام 

-بكلامك ده أنت حليت العمل ، العمل بتاعك يا بنتي ميتحلش غير بإعتراف الشخص اللي عمله، أتصلي بأهلك ياخدوكي يا بنتي انتِ تستحقي حد أفضل من البنيآدام ده و أظن دلوقت تفسير حلمك كمان بقي واض....

وقع الشيخ فؤاد و حسام على الأرض في نفس اللحظة و ظهرت على وشههم علامات الموت فأبتسمت نوارة 

- أيون حطيت لك سم في الأكل عشان شوفتك يا خاين و أنت بتحط الحجاب لما كنت داخلة الأوضة عليك بالعشاء، حمدت ربنا إني شوفت مسخ لأني أصلا كرهتك ، بالنسبة ليك يا شيخنا سامحني أنا مكنتش عايزة أنتقم غير لما تفك لي العمل و كمان أنا مش عايزة أي شاهد على جريمتي أو إنتقامي أعمل إية بقي حظك جه كده، و بالنسبة لك يا أستاذ حسام فبنات الناس مش لعبة عشان تأخدها غصب و ترجعها بفضيحة...

********************************

بعدها بأسبوع الساعة 12 الضهر..

الشرطة بتغزوا المكان بسبب بلاغ الجيران عن جثمانين على وشك التعفن و القاتل مجهول...

*تمت*
*ياسمين علي*

ليست هناك تعليقات