اين اختفيت

جدي كان بيبني بيت جديد، البيت ده كان في القرية اللي احنا قاعدين فيها بس كان بعيد عن بيت جدي القديم، العمال كانوا بيشتغلوا الصبح في البُني لحد الساعه ٣، كل يوم كانوا بيجوا في نفس المعاد ويخلصوا في نفس المعاد.

في يوم بعد لما العمال خلصوا كان فيه طوب لسه هيستخدموه والطوب ده كان في الشارع وطبعًا الطوب ده ممكن يتسرق، فعشان كده جدي قال لعمي الصغير يقعد جنب الطوب ويبات قدام البيت على كرسي لحد الصبح عشان الطوب ميتسرقش، عمي كان أكبر مني بأربع سنين وانا وقتها كان عندي ١٥ سنة.

عمي جاب كرسي وقعد قدام البيت، هو كان متضايق جدًا لانه مكنش عايز يبات قدام البيت، بس طبعًا مكنش يقدر يرفض ، اول لما صلاة العشا خلصت جدي قالي "خد الاكل ده وديه لعمك"

انا خدت الاكل ووديته لعمي، عمي خد الاكل وقالي" انا عايزك تقعد هنا شوية لحد لما آكل بس، انا مش هتآخر"

عدت حوالي ساعة وعمي لسه مجاش مع انه كان قايل انه مش هيتأخر، انا كنت عايز انام، كنت عمال اغمض عيني وافتحها، بعد شوية النوم غلبني ونمت على الكرسي اللي عمي كان قاعد عليه.

لما صحيت وفتحت عيني، انا اترعبت، كان فيه كلب قاعد قدامي، كان على بعد متر مني تقريبًا، الكلب كان لونه اسود، انا في الأساس بخاف من الكلاب، مكنتش عارف اعمل ايه، كنت خايف اجري لانه ممكن يهجم عليّا لو جريت لانه كان قريب مني، وكمان كنت خايف اني اسيب الطوب وامشي فيتسرق،مكنتش عارف اتصرف ازاي، الكلب مكنش بيعمل اي حاجه غير انه قاعد قدامي مبيتحركش ولا بينبح، هو بس كان قاعد وبيبص عليّا.

وقتها مكنتش التليفونات انتشرت زي الوقت الحالي، ده تقريبًا كل بيت كان فيه تليفون واحد وفيه بيوت مكنش فيها.

بصيت في الساعة بتاعتي لاقيت الساعه ٢ باليل، انا مكنتش مصدق، وقولت لنفسي "ازاي لحد دلوقتي عمي مجاش، وازاي محدش سأل عني لحد دلوقتي"

انا كنت اتأخرت جدًا، فخدت قرار اني همشي ومش مهم الطوب ولا الكلب اللي قاعد قدامي، قومت من على الكرسي ببطء ومشيت ببطء ومكنتش ببص ورايا، بعد شويه من المشي ببص ورايا لاقيت الكلب واقف ورايا، فشكيت ان فيه حاجه مش طبيعيه في الكلب ده لان مفيش سبب يخليه يمشي ورايا.

مشيت تاني بس المرّه دي سرعت خطواتي، ضربات قلبي كانت سريعه وكنت بتنفس بسرعه وكنت حاسس ببرد شديد مع ان الجو مكنش بارد.

فضلت ماشي لحد لما وصلت للترعه بتاعة البلد، كان فيه مجموعه من الكلاب عايشين عند الترعه، فأول لما وصلت  مجموعة الكلاب دي كانت بتنبح بشكل غريب بس مكانتش بتقرب مني ولا كانت تقصدني بنباحها ده لاني لما بصيت ورايا اكتشف ان الكلب الأسود واقف ورايا وبيبصلي،انا هنا اتأكد أن الكلب ده مش طبيعي لاني الكلاب كلها عماله تنبح عليه ومحدش فيها بيقرب منه، انا شجعت نفسي عشان اجري وفعلًا جريت ومبصتش ورايا خالص لحد لما قربت من بيت جدي، وقفت وبصيت ورايا ملاقتش الكلب، قولت اكيد سابني في حالي، ببص قدامي عشان اكمل مشي، لاقيت الكلب الأسود ده قدامي، كان واقف مش بيعمل اي حاجه غير انه بيبص عليّا. 

انا كنت مرعوب الكائن اللي قدامي ده مش كلب، انا جريت من غير اي تردد لحد لما وصلت لبيت جدي، قعدت اخبط على الباب لحد لما اختي فتحت الباب، لاقتها بتقولي " انت كنت فين لحد دلوقتي؟ " 

ولاقيت والدتي خارجه من الاوضه وهي كمان بتقولي " انت كنت فين؟ ده جدك وابوك وعمك بيدورا عليك" 

قولتلها "هو ايه اللي حصل؟" 

قالتلي " ابوك لاقي الوقت اتأخر، راح عشان يشوفك عند عمك فلاقي ان عمك قاعد عند البيت لوحده ولما ابوك سأل عمك عنك، عمك قاله انه سابك عند البيت ولما رجع ملاقكش، وهما بيدورا عليك لحد دلوقتي وجدك كمان بيدوّر معاهم "

انا مقولتش لأي حد عن اللي حصلي بس ازاي محدش شافني وانا اساسًا كنت قاعد قدام البيت! 

لحد دلوقتي مش عارف ازاي اختفيت من قدام البيت ورجعت تاني ومش عارف حكاية الكلب الأسود، وكنت عايز اعرف المكان اللي اختفيت فيه لما كنت نايم، وهل الكلب الأسود هو اللي عمل كل ده؟

Basil Waleed