إبحث عن موضوع

قصة الصداقة السوداء

الصديق ....... بمجرد سماعك لتلك الكلمة تتذكر ذلك الشخص الذي قضيت معه لحظات حياتك السعيدة والحزينة الذي يظل دائمًا سندًا لك لكن ما سأرويه لك يا عزيزي سيغير لك تلك الفكرة تمامًا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان عمري حينها ستة عشر عامًا كان أول يوم لي في مدرستي الثانوية الجديدة حاولت اكتساب بعض الصداقات لكن كان ذلك صعب نظرًا لكوني شخصًا عاديًا لست قويًا أو غنيًا حيث أن أغلب التلاميذ كانوا يحبون هذا النوع من الأصدقاء لذلك كنت وحيدًا أعود إلي المنزل بعد يوم ممل لأبكي علي وسادتي في الغرفة بسبب الوحدة التي أعيشها كنت أتمني دائمًا أن يكون لي صديق ولكن سرعان ما ندمت على تلك الأمنية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(أمجد) طالب جديد بالمدرسة أخبرنا المعلم أنه تم نقله من مدرسة أخرى من خارج البلاد لم أهتم لتلك التفاصيل المملة ولكن ما لفت نظري هو جسده الهزيل وعيناه العميقتان كالنفق المظلم وأكثر ما جذب انتباهي وأشعرني بالقلق هو توافق نفس يوم الميلاد ولكن سرعان ما أخرجت تلك الأفكار من رأسي وحاولت مصادقته ولقد كان ذلك سهلًا ولم يكن كما أتوقعه كان شخصًا ظريفًا وطيب لقد غمرتني السعادة حتى النخاع ....انتهي اليوم الدراسي وقام أمجد بإعطائي سوارًا مكتوب عليه اسمي باللون الأحمر وبعض الرموز الغريبة التي لم أعر لها انتباهًا قمت بإرتدائه وودعته ولكن عندما ودعته لفت انتباهي تلك الابتسامة المرعبة التي ظهرت علي شفتيه عدت للمنزل وصعدت إلي غرفتي وأنرت الضوء لأري مكتوبًا علي حائط الغرفة باللون الأحمر روحك ملكٌ لي شعرت بالخوف يغمرني قمت بحك عيني ثم نظرت فلم أرى شيئًا قلت في نفسي أنها مجرد أوهام جلست على السرير وشرعت في النوم حتى سمعت صوتًا يأتي من مطبخ المنزل نهضت لأرى ما سبب الصوت وأنا أرتجف من الرعب دخلت لأرى الدماء التي تسيل علي أرض المطبخ وخلف المنضدة رأيت جسدًا يقوم بتناول شئ ما التففت حول المنضدة وأنا أرتجف خوفًا إلى أن ارتعدت من الخوف مما رأيت كان أمجد يتناول قطاً أسود اللون على الأرض ويشرب من دمائه نظر لي أمجد بعينيه العميقتين شعرت حينها ببعض الدوار ثم فقدت وعيي استيقظت لأجد نفسي على سرير غرفتي وتسائلت في نفسي أيعقل أن تكون هذه مجرد أوهام ذهبت للمدرسة كنت أشعر ببعض الإرهاق في جسدي في حين أن أمجد كان يبدو مختلفًا عن اليوم السابق كان يبدو أن جسده أقوى لم أهتم لذلك قررت إخباره بما حدث لي وأثناء وقت الفسحة قمت بإخباره وكان كل جوابه مجرد ابتسامة وقام بوضع يده على كتفي ونظر إلي بعينيه هاتين حتى شعرت بالدوار مرة أخرى وسقطت فاقدًا الوعى مجددًا أسمع أصوات صراخ الأطفال وصوت إسعاف تقترب وأسمع صوت ضحكة عالية فتحت عيني لأجد نفسي داخل غرفة ليس بها أي شيء رأيت شخصًا يدخل يرتدي بالطو أبيض اللون ويضع السماعات حول رقبته هل هو طبيب هل أنا بمستشفى ماذا حدث
ـ أعتقد أنك استيقظت أخيرًا
= أين أنا ؟
ـ بمستشفى للأمراض العقلية
= ما الذي آتي بي إلى هنا ؟
ـ هل تعني أنك لا تدري ماذا حدث ؟
= كلا
ـ حسنًا سأحكي لك
منذ يومين في أثناء الفسحة قمت بمهاجمة الطالب أمجد وحاولت قتله بإستخدام سكينٍ كنت تحملها داخل حقيبتك ولكن تم إنقاذ الموقف بسرعة فلقد جاء أحد المعلمين وقام بالإمساك بك والاتصال بالإسعاف حتى جئنا وقمنا بإعطائك منوم وأحضرناك إلى هنا
قمت بسؤاله : وأين تلك السكين؟
أجابني وهو يقوم بحك رأسه متعجبًا : لا أدري عندما بحثنا عنها لم نجدها
وجدت نفسي أصرخ فيه قائلاً : أتعني أنكم وضعتموني هنا دون أي دليل
أجابني : اهدأ أرجوك
صرخت : لا تقل لي أن أهدأ
جاءت رده علي هيئة حقنه مهدئه أعطاها لي وها أنا أفقد وعيي مرة أخرى ولكن من هذا الشخص الموجود في ركن الغرفة أنه يقترب لا مستحيل أنه أمجد حاولت الصراخ لكن لم أستطع نتيجة للمهديء قبل أن أفقد الوعي وقعت عيني هي تلك الابتسامة المرسومة علي وجهه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استيقظت لأجد نفسي في غرفتي لا أعرف ماذا حدث سمعت صوت ضحكات يأتي من غرفة المعيشة حملت معي قطعة حديدية من التي أزين بها غرفتي وهبطت السلالم وذهبت لأرى أمجد جالسًا علي الكرسي وهو يضحك ومن ثم توقف عن الضحك وبدأ بالحديث : استيقظت أخيرًا لقد مللت من الانتظار
بدأت في الاقتراب منه وكل تفكيري في التخلص منه
أمجد : لماذا لا تتحدث..... ماذا تفعل؟
قمت بضربه بقطعة الحديد على رأسه وبدأ رأسه في النزيف وسقط فاقدًا الوعي قمت بحمله ووضعته في المطبخ وبدأت في فتح صمامات الغاز وقد قررت أن أقوم بحرق المنزل لأنتهي من أمجد نهائيًا بدأت في إشعال النار في كل شيء وها هي ذي النيران تبدأ في التهام كل شيء كل ما تبقى لي هو الخروج والابتعاد عن المنزل توجهت إلى الباب ولكن ما هذا الباب مغلق كيف ؟ سمعت طرقات علي شباك المنزل فتحت الستارة لأرى مشهد لن تنساه عيناي أمجد يقف خلف النافذة وبيده المفتاح وعلي شفتيه ابتسامة توحي بإنتصاره علي هنا أدركت خطئي أنني لم أقبل بالوحدة التي كنت أعيشها وقمت بإستبدالها بصداقة سوداء إذا وصلت رسالتي فإعلم أن حياتي قد انتهت.
                                          (تمت)
_________________________________________________

ليست هناك تعليقات