إبحث عن موضوع

قصة صندوق الدنيا (كامله)

(قبل ما تبدأ تقرأ فالقصة دي ياريت تطفي النور و تقعد ف مكان هدوء و تركز مع احداثها تمام التركيز.....أهلًا بك في صندوق الدنيا)

صندوق الدنيا

(غمريال)

سنة ١٩٦٥
في حي من أحياء القاهرة، وقف قصاد مقهى رجل لابس جلابية بيضا مخططة خطوط سودا بالطول؛ شايل على ضهره صندوق خشبي كبير متغطي بقماشة سودة و له حمالات متعلقين زي الشنطة على كتفه، نزل الرجل الصندوق و وقف ينادي لكن صوت الراديو كان أعلى من صوته، الراديو اللي جوه المقهى و اللي كان شغال عليه أغنية لعبد الوهاب، وقتها كان في اتنين شباب قاعدين لابسين بدل و قاعدين متسلطنين اووي مع عبد الوهاب و هو بيقول....

(قالولي هان الود عليه و نسيك و فات قلبك وحداااني، رديت و قولت بتشمتوا ليه...؟، هو افتكرني عشان ينساني...!)

بص شاب منهم للشاب التاني و قال..

- بقولك أيه يا فريد يا اخويا.

ساب فريد كوباية الشاي من أيده و حطها على الترابيزة اللي قصاده و بص ناحية الشاب اللي قاعد جانبه و قال له....

- خير يا غانم..!

بص غانم ناحية الرجل اللي واقف قصاد المقهى و قال...

- ما تيجي نشوف الرجل ده بيقول أيه علشان انا مش سامع صوته بسبب صوت الراديو.

ضحك فريد....

- يعني عاوزنا نسيب صوت عبد الوهاب و نقوم نسمع للرجل الخرفان بتاع صندوق الدنيا ده.

رد غانم....

- يا أخي انا عاوز اسمعه بيقول أيه، تعالى نجرب مش هنخسر حاجة.

رد فريد....

- يعني عاوزني اقوم معاك و اسيب القعدة الجميلة دي علشان اتفرج على صندوق الدنيا..!، انت رجعت عيل صغير تاني ولا أيه يا غانم..؟

قام غانم وقف و اتمشى ناحية الرجل و هو بيقول....

- انا رايح يا فريد، انا عندي فضول اعرف الرجل ده عنده أيه فالصندوق مخلي الناس ملمومة حواليه كده.

قام فريد و مشي ورا غانم و هو بيقول....

- يا سيدي استنى استنى أنا هاجي معاك.

اتمشوا لحد ما وصلوا قصاد الرجل اللي كان حواليه مجموعة أطفال بيتفرجوا عليه و هو بيقول...

(قرب قرب قرب، جرب و اتفرج على صندوق الدنيا يا جدع، قربوا يا عيال و اتفرجوا على حكاية عبد العال، عبد العال الدجال و كتابه طلاسم الأعمال بالأقوال و الأفعال، قربوا يا عيال)

اتقدم غانم ناحية الرجل و قال له....

- انا عاوز اتفرج.

بص له الرجل و رد عليه و هو بيبتسم....

- الفرجة ب ريال، يعني عشرين قرش يا افندي و اديك شايف اهو، الحال نايم و كل اللي واقفين عيال مافيش عيل فيهم معاه قرش صاغ.

خرج غانم من جيبه ريال و اداه للرجل و قال...

- خد ريال اهو، انا عاوز اشوف.

أخد الرجل الريال و حطه في فتحة من فتحات الصندوق و بعد كده رفع القماشة السودة من على الصندوق اللي جنبه، و تحت القماشة كان فيه فتحة على قد وش الأنسان بالظبط، قرب غانم و دخل وشه ف الفتحة و بعد ما عمل كده غطاه الرجل بالقماشة السودة و بدأ يتكلم و يقول....

- جاهز يا افندي...؟

رد غانم من تحت القماشة...

- جاهز يا عم، شغل يلا.

مسك الرجل ذراع حديدي خارج من جنب من جوانب الصندوق و بدأ يلفه علشان يبدأ يشوف غانم مجموعة صور متتابعة بيصاحبها صوت الرجل اللي قال مع أول صورة....

- دي صورة عبد العال الدجال.

وقتها شاف غانم فالصورة رجل لحيته طويلة، لابس جلابية و عمامة لونهم اسود و قصاده دخان كثيف و هو بيبصله بتعجب و عيونه مبرقة و من وراه كان واقف مخلوق لونه أحمر و له قرن صغير ف منتصف جبهته، و ف نفس الوقت صوت الرجل من بره بيقول....

- عبد العال اللي بيعمل أقوى الأعمال و معاه الخادم غمريال.

لف الرجل الدراع علشان تيجي صورة تانية لنفس الرجل و هو ماسك ف أيده كتاب لون غلافه بني فاتح و كان برضه واقف وراه نفس المخلوق الأحمر، و ف نفس الوقت صوت الرجل بيقول....

- و ده الكتاب اللي ورثه من أجداد أجداده، كتاب طلاسم الأعمال بالأقوال و الأفعال، الكتاب اللي عن طريقه بيقدر عبد العال أنه يسخر الجني غمريال.

لف الرجل الدراع للمرة التالتة علشان تتغير الصورة و يظهر نفس الرجل و هو نايم على سرير و جنبه الكتاب و واقف جنب السرير نفس المخلوق الأحمر، و ف نفس الوقت صوت الرجل بيقول....

- أصبح عبد العال مريض عيان، لا نفعه بشر ولا جان، للأسف هيموت عبد العال الأنسان، و هتروح روحه للحنان المنان، هيموت عبد العال و هو مالوش لا زوجة ولا وريث، مالوش غير عمله من خير ربه أو شر من وسوسات أبليس، هيموت عبد العال، و الوضع مابقاش عال.

لف الرجل الدراع للمرة الاخيرة علشان تظهر صورة للمخلوق الأحمر و هو واقف و ف أيده الكتاب و بيبص لغانم بنظرة ترقب مصحوبة بابتسامة الشيطان المنتظر، و ف نفس الوقت صوت الرجل بيقول.....

- مات الدجال و ساب الكتاب، مات عبد العال يا أحباب، و الكتاب أصبح ملك للجني غمريال، اللي هيختار الشخص العال، اللي يكون وريث للكتاب و يصبح كما عبد العال، ماتخافش ولا تستغرب، هو هيجيلك الليلة دي و منك هيقرب، و انت عليك تختار و تقوله، لو موافق تكون وريث للي سمعته ده كله، قوله أه و خليك شجاع ماتكونش جبان، أقبل عهد الجان يا بني الأنسان.

خرج غانم من تحت القماشة السودة و قال للرجل بغضب...

- انت مجنون يا رجل انت، عهد ايه و كتاب أيه و زفت أيه عليك و على دماغك يا رجل يا خرفان انت.

وقتها اتدخل فريد و مسك غانم من أيده و هو بيقول...

- خلاص يلا يا غانم نمشي، أنا قولتلك من الأول أنه رجل خرفان.

بص الرجل لغانم و قال....

- لو جبان و خايف بلاش تقبل و لو انت شجاع و قبلت تاخد الكتاب، قول موافق.

رد غانم بغضب....

- اه موافق و بقولك قصاد الناس دي كلها أن انا موافق، أما اشوف بقى هيحصلي أيه.

بص الرجل لغانم و ضحك ضحكة خبيثة و بعدها شال الصندوق على كتفه و قبل ما يمشي قرب راسه من ودن غانم و همس ف ودنه بكلام و بعد كده سابه و مشي.

وقف غانم متنح و مش فاهم ولا عارف الرجل ده بيخرف ولا بيتكلم جد، قطع سرحان غانم صوت فريد لما قال...

- ها يا غانم يا اخويا، هتفضل واقف كده كتير ولا هنرجع القهوة و لا هتروح ؟

رد غانم على فريد بدون تفكير....

- لأ هروح يا فريد و خد ده الحساب روح ادفعه، سلام يا فريد سلام.

********************

في بيت العيلة و تحديدًا ف أوضته وقف غانم بعد ما طفى نور و قال....

(أحضر يا غمريال بحق الخالق المتعال، مثبت الجبال، الحافظ من الأهوال....أحضر يا غمريال، أحضر يا غمريال، أحضر يا غمريال)

قال الكلام ده ٣ مرات و بعد ما خلص المرة التالتة ظهر من وراه نفس الكيان الأحمر اللي شافه ف صندوق الدنيا و قال بصوت أجش و هو بيحط أيديه الاتنين على كتاف غانم....

(حضرت يا ابن أدم)
وقتها أضاءة الأوضة نورت علشان يلف غانم و يشوف الشيطان غمريال اللي كان واقف وراه، أول ما شافه غانم بلع ريقه و العرق غرق جسمه و قال بصوت واطي...

(يا نهار مش فايت، يعني الرجل بتاع الصندوق الدنيا طلع معاه حق و ال....ال.....أنت بجد؟؟)

ضحك غمريال و قال....

(أه انا حقيقي و انا حضرت اهو، انا حضرت علشان تتأكد أن حكاية عبد العال حقيقية و أنه ورث الكتاب عن أجداد أجداده لحد ما الكتاب جاله و هو للأسف ماتجوزش لأسباب أدمية تخصه و لما جه مات أصبح الكتاب من غير حارس و لما انت سمعت الحكاية من...من)

رد غانم و هو بيبلع ريقه....

(من مين ؟)

كمل كلامه غمريال....

(سمعت الحكاية من أحد أعواني اللي شوفته و قالك على العزيمة اللي تحضرني بيها علشان اجي و اديك الكتاب اللي لازم يكون له حارس من البشر و يورثه لأولاده و من بعدهم أحفاده لحد ما يحصل اللي حصل مع عبد العال و يبقى الكتاب معايا و وقتها هلاقي طريقة أديه بيها لصاحب النصيب، و لازم تعرف أنه مش بالضروري أنك تكون انت المقصود لكن انت شيطان فضولك ساقك لحد صندوق الدنيا و بعد كده مشيت وراه و وافقت و بعد ما وافقت و سمعت العزيمة فضولك خلاك تروح و تسيب صاحبك و تعمل زي ما خدامي قالك و تقف ف أوضتك و تقول العزيمة تلات مرات و بعد كده تحضرني علشان أجي و اديك ده)

مد أيده غمريال لفوق علشان يظهر من العدم الكتاب اللي لون أوراقه أصفر غامق، مسك غمريال الكتاب و قدمه لعبد العال و هو بيقول...

(قدرك يا ابن ادم، هتختاره ولا...)

رد غانم.....

(ماحدش بيختار قدره، و بعدين انا ازاي واقف بتكلم مع جن،،، أنا....أنا....)

رد غمريال....

(لا انت مخير ف اختياراتك و ربك اللي خلقني و خلقك هو اللي مسيرك لاختيار اختياراتك دي)

بص غانم لغمريال و ف عيونه حيرة و جسمه بيترعش من الخوف و الارتباك، ضحك غمريال ضحكة خبيثة و قال له.....

(ياااه، نفس وقفة جدك الكبير قصاد الشجرة اللي كان عليها التفاحة، أبويا و جدي حكولي عن نفس الموقف ده و بيتكرر كل ما اجي أخد عهد مع واحد من بني أدم، بس أقولك سر،،، دايمًا بتختاروا نفس اختيارات جدكوا، دايمًا بتختاروا التفاحة)

رد غانم بارتباك...

(و مين قالك أن انا هختار الكتاب..!)

رد غمريال و هو على وشه نفس الضحكة.....

(أصلك مش هتقدر ترفض أن يتفتحلك حفرة مليانة دهب و تاخد منها زي ما انت عايز، أه نسيت اقولك أن الحفرة دي هي الناس اللي هتجيلك لما يعرفوا أن انت بقيت رجل مبروك و بتقدر تعالج الملبوسين و الممسوسين)

رد غانم بصوت مرتعش....

(ازاي ؟؟، ده انا كده هتفضح...!)

رد غمريال.....

(انت و شطارتك بقى، ف أيدك تشتغل و ماحدش يحس باللي انت بتعمله و تخلي الموضوع سري)

رد غانم....

(انت صح، أنا هقول للناس اللي هعاجلهم بعد ما اعالجهم أنهم لو اتكلموا كتير و حكوا لأي حد بدون داعي أنهم هيرجعوا يتعبوا تاني، ألا هو انا صحيح هعالجهم ازاي..؟!)

ضحك غمريال و قال....

(حيث كده يبقى اتفقنا....خد بقى الكتاب و موضوع هتعالجهم ازاي ده بتاعي انا، انت كل اللي عليك أنك بس هتقول كلام معين من الكتاب و انا هحضر و معايا خدامي و هنتصرف مع الحالة)

مد غانم أيده و أخد الكتاب اللي كان أتقل من الكتب العادية لأن عدد أوراقه الصفرا المتهالكة كتير جدًا، بص غانم لأول ورقة ف الكتاب و كان مكتوب فيها...(طلاسم الأعمال بالأقوال و الأفعال)......

************************

تاني يوم كان قاعد غانم مع صحبه فريد على ترابيزة موجودة ف نفس المقهى اللي متعودين يقعدوا عليه شبه يوميًا، و كان غانم بيحكي لفريد على كل اللي شافوا و بعد ما خلص غانم كلامه بص له فريد و هو رافع حاجبه اليمين و قال....

- أنا قولت من امبارح انك بتخرف و انك اتجننت بس انت ماصدقتنيش، عفريت أيه و كتاب أيه و غمريال أيه يا رجل يا متعلم ياللي بتشتغل خوجة (مُدرس) قد الدنيا.

رد غانم بعصبية.....

- يا أخي و انا هكدب عليك ليه...؟

رد فريد و هو بيضحك....

- ما يمكن تكون عاوز تعمل تمثيلية بسبب موضوع الرجل بتاع صندوق الدنيا اللي انت طاوعته و صدقت كلامه امبارح.

رد غانم باهتمام.....

- يا أخي والله العظيم ما بكدب، و بعدين تقدر تقولي الرجل ده راح فين و هل كان بيقف ف المكان ده قبل كده ولا لأ...!

رد فريد باستغراب.....

- لا الحقيقة هو فعلًا أول مرة يقف هنا، بس ده برضه مش مبرر أنه جن، و بعدين موضوع أنه ماظهرش ده مش مضمون....الله اعلم ليه ماظهرش و هل هيظهر تاني ولا لأ.

رد غانم.....

- ولا هيظهر يا فريد، بقولك جن يا أخي... و حتى لو مش جن، هو برضه خادم لغمريال.

قطع كلام غانم صوت ست بتصرخ من أحد البلكونات اللي قصاد المقهى بصوت جهوري مليان بالهم و الحزن....

- ألحقوني يا ناس، بنتي هتضيع مني يا ناس، ألحقوني يا أهل الحارة.

بص فريد و غانم على البلكونة و قاموا جري هم و معاهم كام رجل و ست من أهل الحارة، طلعوا لشقة الست اللي كانت بتصرخ و خبطوا عليها و بمجرد ما خبطوا فتحتلهم و هي بتقول....

- بنتي يا اهل الحارة اتجننت و عمالة تخربش ف الحيطة بضوافرها و بعد كده فضلت تصرخ و تجري ف الأوضة زي المجنونة و هي عمالة تقولي....هيموتني يا نينة هيموتني يا نينة.

دخل غانم لأوضة شاورت عليها الست و وراه فريد و دخل معاهم ست و رجل من اللي اتلموا على صوت الست و أول ما دخلوا لقوا بنت عمرها حوالي ٢٠ سنة نايمة على سرير و عمالة تتشنج و تصرخ بصوت عالي، كل اللي واقفين كانوا عمالين يضربوا كف بكف و يقولوا .."لا حول ولا قوة ألا بالله" ما عدا غانم اللي كان واقف مركز مع شئ ماحدش شايفه غيره، غانم كان شايف مخلوق أحمر قصير واقف على سرير البنت و عمال يتنطط حواليها و كل شوية يحط أيده على راسها ف البنت تتشنج و بعد كده يرجع المخلوق ده يتنطط تاني حواليها و كأنه فرحان باللي بيجرالها.

بص غانم لفريد و بعد كده بص للناس اللي واقفين و قال...

- يلا يا جماعة مالهاش لازمة الوقفة، هي أمها هتبخرها و تقرأ لها قرأن و هتبقى كويسة.

خرجوا الناس قصاد فريد و غانم اللي كان بيأخر خطوته لأنه سمع صوت ف ودنه بيقول....(قول للست أنك هتفوت عليها بالليل عشان تعالج بنتها)
خرجوا الناس بره الشقة اللي كانت واقفة على بابها أم البنت اللي وقف غانم جنبها و وطى على ودنها و قال بصوت واطي....

- أعملي حسابك بالليل هفوت عليكي علشان اعالجها، بس اوعي تقولي لحد.

ابتسمت الست و خرج غانم ورا الناس و نزل هو و فريد كملوا قعدتهم على المقهى، قعد غانم و قال لفريد اللي كان قاعد قصاده بصوت واطي...

- بالليل هفوت عليك فالبيت أخدك معايا و انا رايح مشوار مهم.

بص فريد لغانم باستغراب....

- مشوار ايه..؟

رد غانم......

- لما افوت عليك هقولك....

************************

روح غانم بيته و دخل أوضته و قفل الباب وراه و طلع الكتاب من تحت السرير و بدأ يقرأ منه العزيمة اللي قاله عليها غمريال، العزيمة اللي بيها بيحضر غانم غمريال بهيئته الكاملة....

(بحق كياصوم كياصوم كلكيوم كلكيوم كلكمائيل كلكمائيل أجريائيل أجريائيل شلشهيش شلشهيش بقرداش بقرداش بمرداش بمرداش....أحضر يا غمريال)

ظهر غمريال قصاد غانم من العدم و هو على وشه نفس الابتسامة....

- أيه العمل...؟

رد غمريال على غانم بهدوء.....

- زي ما قولتلك...هتروحلها بالليل و انا هساعدك تصرف الجن اللي ماسسها و ابقى هات صاحبك فريد علشان يصدقك، ماعنديش مانع.

رد غانم ......

- و ده هتصرفه ازاي ده..؟

رد غمريال.....

- هصرفه زي ما بقدر اتحكم ف أي جن اضعف مني، ما هو الجن اللي ماسس البنت ده من الخبث و الخبائث و هو ضعيف جدًا و على فكرة هو مش بيأذيها، هو بس بيعاقبها على غلطة هي عملتها ف حقه أو ف حق حد من أهله.

رد غانم.....

- طيب و انا هعمل أيه..؟

رد غمريال......

- أنت هتدخل أوضة البنت أنت و فريد و هيكون معاك الكتاب اللي هتفتحه على الصفحة رقم ١٤٥ و هتقرأ العزيمة اللي فيها و ساعتها الجن ده هياخد باله منك و بعد كده هتقرأ عزيمة تحضيري و انا لما احضر هتصرف، و بعد ما انا اتصرف البنت هتخف و انت بقى هتقبض فلوسك و هتبدأ رحلتك، و أه خلي بالك في حالات هقولك ماتعلجهاش لأنها هتكون مش مسموح ليا أني اتدخل فيها.

هز غانم راسه، و هزة راسه كان معناها أنه فهم و عرف كويس هو هيعمل أيه و كمان معناها أنه موافق على كل كلام غمريال........

***********************

ف نفس اليوم الساعة ١١ بالليل كان غانم بيخبط على باب شقة فريد اللي فتحله بعد كام خبطة و أول ما شافه سلم عليه و رحب بيه و بعد كده سأله....

- أحنا هنروح فين يا غانم...؟، أوعى تكون سهرة من اياهم يا نمس.
رد غانم على فريد و هو بيضحك....
- لا ماتقلقش، احنا هنروح مشوار هيثبتلك أن انا معايا حق.

بص فريد لغانم باستغراب و قاله....

- الكيس الاسود اللي ف أيدك ده فيه أيه..؟

رد غانم....

- ممكن تدخل تلبس و تيجي معايا و انت هتفهم كل حاجة و هتلاقي أجوبة لكل الأسئلة اللي ف راسك.

بص فريد لغانم من فوق لتحت و قال....

- ما انا لابس اهو.

رد غانم عليه بابتسامة.....

- انت ناوي تيجي معايا بالبيجامة و البرنيطة دول اللي مخلينك شبه شكوكو..؟

رد فريد و هو بيخبط على راسه....

- أخ....الله يقطع الولية و العيال و سنينهم، والله يا غانم يا اخويا انا مخي مابقاش فيا.

رد غانم بنفس الابتسامة......

- طب مش هتدخلني ولا هفضل واقف مستنيك تلبس و انا ع السلم كده..!

فتح فريد الباب و دخل غانم اللي قعد على الكنبة الاسطنبولي اللي ف الصالة و دخل فريد يغير هدومه و بعد دقايق خرج و هو مبتسم ابتسامة سمجة....

- يلا يا غانم افندي، أنا جاهز.

**************************

الساعة ١٢ إلا ربع كان غانم و فريد بيخبطوا على باب الست اللي فتحتلهم و هي على وشها ابتسامة ترحاب متعكرة بحزن و هم و قالت بصوت مكسور....

- خشوا يا افندية.

دخلوا هم الاتنين و قعدوا على كرسيين فالصالة، قفلت الست الباب و دخلت قعدت على كرسي قصادهم و سندت أيدها على ترابيزة جنب الكرسي و قالت بحزن...

- بنتي هتضيع مني يا.....إلا انت اسمك أيه يا شيخنا.

رد غانم.....

- غانم يا حاجة.

ردت الست....
- لا يا افندي انا مش حاجة، لسه ربنا مأذنش، قولي يا سعاد....سعاد الدلالة، أصل انا بشتغل دلالة من بعد ما جوزي ابو نجوى مات و سابلي نجوى اللي ربتها أحسن رباية، لكن البت يا حبة عيني بقالها كام يوم و هي حالها مقلوب.

قاطعها غانم بسؤال علشان يسبك دور الشيخ كويس.....

- طب مش فاكرة بداية اللي حصلها ده كان امتى و ازاي؟

ردت سعاد.....

- الصراحة يا ابني الأمر حصل من جمعة (اسبوع) تقريبًا، أصل البت بنتي نجوى بتحب تغسل بالليل و ف اليوم ده خدت الطشت و ملته مايه و جابت الهدمتين و دعكتهم بالصابون النابلسي المعتبر و بعد ما خلصت رمت المايه ف عين الحمام، و اللي انت ماتعرفوش يا افندي أن بنتي بتحب تغسل بماية سخنة، و من بعد ما البت كبت الماية ف عين الحمام و هي حالتها بقت زي ما انت شايف، تبقى قاعدة ف أمان الله و فجأة تقوم تصوت و تجري و كأن في حد قصير بيجري وراها، و ساعات تبقى قاعدة ف أمان الله تقوم مصرخة مرة واحدة و تقوم شادة ف شعرها، لحد ما النهاردة فضلت تخربش ف الحيطة بضوافرها و بعد كده فضلت تتشنج تتشنج و انا بصراحة ماكنتش عارفة اعمل أيه لأن مفيش رجل معانا فالبيت ف صرخت و استغثت بأهل الحارة و طلعت انت بقى و شوفت حالتها كانت ازاي،، البت تعبانة يا افندي تعب شديد لأني زورتها الأوليا و برضه مفيش نتيجة.

قام غانم وقف و قال لسعاد....

- طب ممكن ادخل لها أنا و المساعد بتاعي.

بص له فريد باستغراب....

- مساعد مين يابا...؟

نغزه غانم نغزة ف كتفه خلته قام وقف و قال لسعاد...

- أه ياريت ندخل لها بسرعة بعد أذنك عشان انا و الشيخ غانم نعالجها.

اتمشت الست لحد باب أوضة من أوض الشقة، فتحت سعاد الباب و شاورت لغانم و فريد أنهم يدخلوا،، دخل غانم الأول و وراه فريد و لسه الست هتدخل شاورلها غانم و قال....

- لا يا ست سعاد...بعد أذنك استنينا بره و اقفلي الباب و انا لما اخلص هبقى اناديلك.

هزت الست راسها و قفلت الباب و هي بتقول....

- يارب بس يجي بفايدة.

وقفت الست قصاد باب الأوضة اللي كان جواها غانم و فريد واقفين قصاد سرير البنت و هي شبه فاقدة الوعي و وشها مليان خرابيش و ضوافرها مليانة دم، بص غانم لفريد و بعد كده طلع الكتاب من الكيس اللي كان معاه و فتح الكتاب على صفحة معينة و بدأ يقرأ....

(بحق أمازغ أمازغ مازغ مازغ و طمريال طمريال و جن الصحراء و الجبال و عاصف و بارق و الجن المارق....قيدوا المتمرد العاصي الماسس)

وقتها ظهر للعيان مخلوق أحمر قصير القامة لا يتعدي النص متر، مخلوق شبه الأنسان لكنه واقف على أيده و رجله زي القرود و جسمه كله أحمر و مفيش فيه شعرة واحدة، وقف المخلوق أو الجن ده ف مكانه على السرير جنب البنت و بص لغانم و لفريد و بدأ يخرج منه صوت صرخات عالية جدًا بصوت بنت، فريد أول ما شاف المنظر أتسمر مكانه و مسك ف دراع غانم و هو جسمه بيترعش قال بصوت واطي....

- أ..أ أ أ أ أيه ده يا غانم..أيه ده يا غانم.

تجاهله غانم و قلب بين صفحات الكتاب لحد ما وصل عند عزيمة تحضير غمريال اللي أول ما قراها ظهر غمريال من العدم كعادته و قرب من المخلوق القصير اللي أول ما شاف غمريال بدأ يتنطط ف مكانه زي القرود، عارف انت القرد لما يكون خايف و يفضل يتنطط بس في حاجة مقيداه و مخلياه مش قادر يجري، أهو الجن الصغير ده كان كده لحد ما قرب منه غمريال اللي مسكه من رقبته و رفعه لفوق و قال بصوت مسموع لغانم و لفريد....

(عد مثلما أتيت...عد و لك الأمان)

رد المخلوق الصغير عليه بصوت بنت....

(لقد أصابت أخي بأذى، و لن أتركها ألا إذا انتقمت له)

رد غمريال عليه و هو غاضب....

(لا...ستنصرف، فقد أتممت مهمتك و تحقق انتقامك،،، أنصرف أيها الخبيث القصير)

فجأة أول ما غمريال قال كده أختفى المخلوق و كأنه اتبخر أو اتحرق...لا لا لا هو اتحرق فعلًا لأن كان مكانه دخان لونه أسود و ريحته كريهة، كانت الريحة زي ما تكون ريحة مجاري بايظه.

فريد أول ما شاف المنظر ده شعر راسه بقى في جزء كبير منه أبيض و فضل يترعش و يترعش لحد ما مسكه غانم و قعده على كرسي فالأوضة و بعد كده بص غانم لغمريال و قال....

(أنصرف...السلام السلام)

أختفى غمريال و البنت لسه نايمة زي ما هي، قرب غانم من فريد و قاله بصوت واطي....

- شوفت بقى...صدقت أن انا مش بكدب عليك ولا بعمل تمثيلية زي ما قولت.

رد فريد بصوت مليان خوف.....

- أنا أيه اللي انا شوفته ده... أيه ده يا غانم !!

رد غانم و هو بيحاول يهديه.....

- ده غمريال....حارس الكتاب، غمريال شيطان من شياطين الجن، غمريال اللي أصبح منجم دهب ليا و ليك.

رد فريد بخوف.....

- و أيه المقابل يا غانم... أيه المقابل..؟

بص له غانم و قال بهدوء مصطنع....

- هتعرف بعدين...لكن انت مالكش أي علاقة،، أنت بس هتساعدني و هتيجي معايا و انا بعالج الحالات اللي زي دي، حاول تتماسك علشان هنخرج للست و المفروض تبان قوي، خد اشرب مايه...اشرب يا فريد و اجمد كده.

حاول فريد يمسك نفسه بعد ما شرب شفشق مايه بحاله لأنه كان حاسس أن ريقه ناشف و أنه ماشربش بقاله أيام، تمالك فريد نفسه و مسك غانم الكتاب و حطه جوه الكيس الأسود تاني و راح فتح الباب اللي كانت الست سعاد واقفة وراه، أول ما شافته الست قالتله بصوت مليان لهفة و ترقب....

- خير يا افندي ؟؟!

أبتسم غانم ف وشها و قال لها بنبرة ثقة و هدوء....

- حمد لله على سلامة سحر يا ست سعاد.

دخلت سعاد الأوضة و جريت ناحية بنتها اللي كانت نايمة بهدوء، صحتها بشويش و أول ما فتحت عينيها بصت لامها و قالتلها....

- أيه اللي حصل يا نينة..؟

ردت عليها سعاد.....

- أنتي كويسة يا بنتي..؟، لسه شايفة البتاع القصير اللي انتي بتقولي أنك على طول شيفاه ؟

ردت سحر و على وشها ابتسامة.....

- بتاع أيه اللي قصير يا نينة !!، أنا حاسة أني بقالي سنين نايمة، أنا أخر حاجة فاكراها أن انا كنت بغسل فالحمام و بعد ما رميت ماية الغسيل ف عين الحمام حسيت أن انا اتكهربت و بعد كده أغمى عليا و ماحستش بحاجة غير دلوقتي،،،، هو انا نايمة ولا مغمى عليا بقالي قد ايه..؟

حضنتها سعاد و قالتلها....

- حمد لله على سلامتك يا بنتي...الف حمد و الف شكر ليك يارب.

بصت سحر لفريد اللي كان قاعد مصدوم على الكرسي اللي قصاد سريرها....

- مين الجدع ده يا نينة..؟

ردت عليها سعاد....

- ده مساعد سي الافندي الشيخ غانم الله يباركله.

بصت سحر ناحية غانم و قالتله....

- انت تطلع مين انت كمان يا سي الافندي..؟

بصلها و ضحك و بعد كده بص لسعاد و قالها....

- طب بالأذن انا بقى يا ست سعاد.

قام فريد و خرج ورا غانم من الأوضة و وراهم خرجت سعاد اللي جريت على كيس قماش موجود على الترابيزة و خرجت منه مبلغ مالي أدته للغانم و هي بتقول..
- دي حلاوة أن سحر قامت بالسلامة يا سيدنا الشيخ.

رد عليها غانم و هو بياخد الفلوس....

- على أيه بس...مالوش لزوم التعب.

وطت سعاد على أيد غانم و باستها ف سحب أيده بالفلوس و قالها...

- استغفر الله..استغفر الله، أنتي بس يا ست سعاد بلاش تخلي سحر ترمي مايه سخنة ف عين الحمام تاني و ياريت لو قدامك حالة عاوزة علاج تبلغيني، أنا على طول بقعد على القهوة اللي قصاد بيتك، و ياريت كمان ماتحكيش لحد عني ألا اللي محتاج علاج بس و كمان يكون حد مضمون لأن انا مابحبش الشوشرة لأن لو حصلت شوشرة بنتك هترجع تتعب تاني.

ردت سعاد....

- عنيا يا اخويا عنيا، ربنا ما يجيب شوشرة...الله يباركلك يا مولانا.

اتمشى غانم و وراه فريد اللي كان تقريبًا لسه ف حالة صدمة لحد باب الشقة اللي جريت عليه سعاد و فتحته علشان يخرج منه غانم و فريد.

نزل غانم و معاه فريد و قعدوا كعادتهم على نفس الترابيزة ف المقهى و بدأ يتكلم فريد....

- أيه اللي حصل ده يا غانم..؟

رد غانم و هو بيضحك ضحكة شيطانية....

- احنا ما عملناش حاجة...غمريال هو اللي عمل و ف مقابل كده أخدنا عشرة جنيه، أنت متخيل أننا أخدنا عشرة جنيه ف ساعة زمن.

مد غانم أيده ف جيبه و خرج الفلوس اللي أخدها من الست و طلع منهم تلاته جنيه و اداهم لفريد....

- نسبتك...٣٠% .

أخد فريد الفلوس و كان بدأ يهدى.....

- و هو كل مرة هيحصل كده.

رد غانم و هو بيحط باقي الفلوس ف جيبه....

- الله أعلم......

و بعد كده خلصوا قعدتهم و من يومها بقت الست سعاد تدل أي حد تعبان أو عنده مشكلة على الشيخ غانم اللي جنى هو و فريد فلوس كتيير من الشغلانة دي، الشغلانة اللي جت بالصدفة بسبب صندوق الدنيا............

- ها يا جدي و بعدين..؟

- ولا قبلين يا غانم يا ابني، غانم مات و الكتاب اختفى لأنه اتجوز كتير و اكتشف أنه كان مابيخلفش للأسف ف بعد ما مات الكتاب اختفى و للأسف برضه فريد ماورثهوش لأنه ماكنش ينفع ياخد الكتاب ألا اللي يختاره الجن غمريال و اللي بيختاره عن طريق الصدفه...أه....أه...هموووت يا غااانم...هموت.

- جدي،، يا جدي.......

أتوفى جدي فريد الله يرحمه بعد ما حكالي الحكاية الغريبة دي و كل اللي استفدته منها أن انا الدكتور النفسي / غانم وحيد فريد، اتسميت غانم على أسم صديق لجدي كان دجال، مات جدي اللي رباني بعد وفاة والدي و والدتي ف حادثة و بعد موت جدي العيلة اجتمعت و قرروا أنهم يهدوا البيت اللي كنا كلنا عايشين فيه و يبنوا مكانه عمارة لأن البيت كان قديم جدًا و جدي كان رافض يهده لأنه مليان ذكريات بتفكره بأيام زمان على حسب كلامه لكن خلاص كل العيلة عزلت من البيت و بدأنا أجراءات الهدم و قولنا كل عيلة من اللي كانوا ساكنين فالبيت هيقعدوا ف شقة إيجار جديد لحد ما نبني عمارة جديدة على الأرض بعد ما تتهد، و فعلًا كل عيلة قعدت فشقة مؤقتًا و انا قعدت فشقة لوحدي بما أني كنت عايش مع جدي فشقته كالعادة من يوم وفاة أمي و ابويا..

عدت الأيام و انا أتأقلمت مع الشقة الجديدة و بدأت اروح شغلي ف مستشفى العباسية للأمراض النفسية، مانكرش أني كنت بصراحة بشوف حالات كتير مالهاش علاج ف الطب ولا ليها تفسير من أساسه ف بصراحة كنت بكتبلهم مهدأت و ده بيبقى الحل الأمثل لمريض الصرع علشان ميأذيش نفسه ولا اللي حواليه، مشيت الدنيا تمام لحد ما ف يوم جالنا حالة لشاب عنده صرع و اكتر من مرة حاول ينتحر و لما أهله تعبوا معاه ومالقوش حل لحالته جابوه المستشفى هنا و كان من حظي أن انا اللي استقبلت الحالة.

الشاب كان بيتلفت حواليه كتير و أوقات كان بيجري و أوقات تانية يحط أيده على وشه و أوقات يبص لحاجة قصيرة مش موجودة تحت رجله و يقول...(أبعد عني يا أخي...كفاية كده حرام عليك)
بصراحة انا استغربت لأن الأعراض اللي كانت عنده كانت هي هي الأعراض اللي كانت عند البنت اللي اسمها سحر اللي كانت ف حكاية جدي اللي حكهالي قبل ما يموت، المهم ماكنش في ف أيدي حاجة اعملها غير أني اكتبله مهدأت علشان مايأذيش نفسه و فعلًا عملت كده بعد ما كشفت عليه و مالقتش تفسير طبي لحالته، خلصت شغلي فاليوم ده و روحت شقتي و لسه هحط راسي عالمخدة و انام سمعت صوت موبايلي بيرن، قومت رديت و كان الأتصال من المهندس اللي بيشرف على هدم البيت القديم و دار بيننا الحوار الأتي....

- ألو...أزيك يا دكتور غانم !
- أزيك يا بشمهندس...ها أيه الاخبار ؟
- لا خير يا دكتور...أحنا قطعنا شوط كبير ف هدم البيت لكن.....
- لكن أيه يا بشمهندس، خير ؟

- بص يا دكتور هو الموضوع ماينفعش يتشرح فالتليفون، علشان كده ياريت حضرتك تيجي علشان تشوف بنفسك.

- حاضر، هجيلك بكرة الصبح.

- لا معلش يا دكتور لازم تيجي حالًا لأن الموضوع اللي انا عاوز حضرتك فيه معطلنا عن شغلنا و متهيألي يعني بما أنك الحفيد الأكبر فالعيلة ف الموضوع ممكن يكون شئ مهم بالنسبة ليك.

رديت عليه باستغراب.....

- حاضر يا بشمهندس أنا هجيلك حالًا..

قومت لبست و روحت عند مكان البيت اللي خلاص أصبح حطام كله ماعدا الدور الأرضي اللي هو البدروم، سلمت على المهندس و على العمال و لما سألته في أيه خدني و وراني حفرة جوه البدروم و الحفرة دي كان فيها صندوق خشبي شكله غريب و له حمالات و عليه قماشة سودة متثبته بمسمارين، بصيت للصندوق و وقتها حسيت أن جسمي بقى متلج و بدأت اتلجلج ف الكلام و ارتبكت....

- أ أ أ أ أيه ده يا بشمهندس؟؟

رد عليا باستغراب....

- و انا ايش عرفني يا دكتور، على فكرة انا بهد بيتكوا مش بيتنا و لقيت الصندوق ده مدفون تحته، أرجوك بقى ياريت تجيب أي عربية و تنقل الصندوق ده من هنا و توديه مكان ما انت عاوز توديه.

عجبني كلام المهندس و فعلًا جبت عربية نص نقل و جبت رجالة حملوا عليها الصندوق و خليت العربية تودي الصندوق لحد العمارة اللي فيها الشقة الجديدة اللي انا واخدها و بعد كده خليت العمال يطلعوا الصندوق فالشقة عندي و بعد ما حاسبتهم و مشيوا ماتفضلش غيري أنا و الصندوق و صوت جدي اللي ف راسي و اللي بيفكرني بالحكاية اللي حكهالي.

قربت من الصندوق اللي كان قصادي مركون على أحد جدران الشقة، قربت منه و رفعت القماشة و بصيت من الفتحة اللي كانت فيه و المصيبة أن انا ماشوفتش حاجة، لا لا لا لا ،،، أنا لقيت جوة الصندوق عملة نقدية، مديت أيدي و خدتها و لما بصيت لقيت مكتوب عليها...(عشرون قرشًا) يعني ده ريال...!

أيه ده...!!
ده في جنب العملة كتاب مكتوب على غلافه..(طلاسم الأعمال بالأقوال و الأفعال)....!!!

مسكت الكتاب و تنحت، تنحت و انا بفتكر كل كلمة ف الحكاية اللي جدي فريد الله يرحمه حكهالي، قطع سرحاني صوت من ورايا بيقول....

(أنا غمريال)

**********************

تاني يوم روحت المستشفى و كان ف جيبي الريال،، دخلت المستشفى و انا شايف الناس بنظرة مختلفة، نص العيانين اللي فالمستشفى حواليهم مخلوقات شكلها عجيب.

دخلت مكتبي و طلبت استدعاء الحالة اللي جت امبارح، دخلها عليا الممرض و أول ما الممرض خرج، خرجت الريال من جيبي و رفعته قصاد عيني و قريت الكلام اللي مكتوب عليه و بعد ما خلصت قراية حضر غمريال...

ظهر غمريال من ورا العيان اللي كان واقف جنبه مخلوق أحمر قصير، قرب غمريال من المخلوق ده و مسكه بكل قوة و أول ما مسكه من رقبته و رفعه لفوق بدأت الحالة تتشنج بعنف لحد ما اتبخر المخلوق ده تمامًا و بعد ما اختفى صرفت غمريال.
بصيت للحالة لقيت الشاب مغمى عليه، ناديت الممرض اللي خده لأوضته و تاني يوم فاق و قال أنه مش فاكر أي حاجة من الحاجات اللي الناس بتقول أنه كان بيعملها.

أه انا بقيت مالك العهد الجديد، بقيت أشهر دكتور نفسي ف مصر لأني بعالج الحالات اللي مالهاش علاج ف الطب النفسي لأن ببساطة الحالات دي بتبقى ملبوسة و انا بقوة غمريال بقدر اعالجهم، و بالنسبة للمقابل اللي انا بدفعه هو أن انا بستعين بالملك غمريال ف العلاج، غمريال مغرور و يهمه كسر القواعد و الأديان و معاملته ك ملك عليا، أنا رضيت غرور غمريال و هو كمان بيساعدني و خلاني أشهر طبيب نفسي ف مصر و ده طبعًا بعد ما اختارني زي ما جدي قال و فالحقيقة انا ماعرفش السبب اللي خلاه يختارني انا بالذات لكني عارف كويس أن دي فرصة جت لي و مش هضيعها و هفضل متبت فيها و هورثها لأولادي و لأحفادي، هورث لأحفادي الكتاب و الريال اللي أصبح هو تميمة تحضير غمريال، ما هو مش معقول كل ما هعوز اعالج حد هقرأ من الكتاب، و علشان كده كتبت على الريال عزيمة تحضيره و بقيت بحفظ باقي العزايم التانية، أنا الصدفة غيرت حياتي، صدفة الحكاية اللي حكاها جدي و صدفة صندوق الدنيا اللي لقيته ف أنقاض بيتنا...... تمت

#محمد_شعبان_المخوفاتي
#العارف

الف شكر لمصمم البوستر الأول للقصة صديقي Mohamed Elkadem

و مصمم البوستر الثاني اخويا
S

ليست هناك تعليقات