إبحث عن موضوع

رسائل الموتي

لما وعيت على الدنيا لقيت نفسي عايش مع امي و جدي بس، و عرفت إن أبويا مات مقتول بسبب حرامية كانوا جايين يسرقوا تربة من المقابر اللي إحنا حارسينها.. !

و دي كانت شغلانة ابويا اللي ورثها من جدي.. جدي شغال ملحِّد، يعني بيدفن الموتى، و برضة حارس ع المقابر..

لكن حكايتي انا بدئت لما جدي قال لي إنه عايز يعلمني الشغلانة دي، و إني هورثها من بعده.. و اليوم ده كان ف معانا زبون، جدي بيقول ع الميت زبون، و ده للتوضيح عشان محدش يتلخبط..

عرفني إزاي بيتم التكفين، و الحفرة لازم تكون عمقها قد إيه و... و... و..

لكن كل حاجة حصلت لما دخلت معاه التربة.. الناس واقفة مستنية برا عاملين يذكروا الله و يدعوا بصوت جهور..

اول ما رجلي خطِّت جوا القبر حسيت بإنقباض ف قلبي رهيب، كأن ف صخرة وقعت ع قفصي الصدري !..

ألف صوت بيتكلم ف ودني، كل ما الشخص اللي واقف برا يجيب الكشاف علينا و أشوف ظلالنا بتنعكس ع الحيطة كنت بموت من الرعب !

شيلت الزبون قدام جدي، و نزلناه ف الحفرة و بدأنا نغطي الجثمان بالتراب.. و لما خلصنا، خرجت اول واحد بسرعة، لما شميت الهوا اللي برا اشفقت ع الموتى و إنهم إزاي بيقدروا يقعدوا جوا كدة، و إن ربنا له ف ذلك حِكَم إنهم يكونوا أموات..

لكني كنت غبي و فاكر إني بخروجي من القبر كدة انا بقيت حر، مكنتش أعرف إن اللعنة يادوبك ابتدت !!

و رجعنا البيت انا و جدي، و هو دخل نام، و انا دخلت الحمام ع طول، قلعت كل هدومي و نزلت تحت الدُش، حاولت اتناسى اللي شوفته، و اللي لسه هشوف أكتر منه ف بقيت عمري جوا المهنة دي..

غمضت عيني و وقفت تحت المية، سِبتها تنزل ع جسمي، إحساس المية الدافي و خريرها بترجع لنفسي الأمان من تاني..

بس عارف لما تبقى مغمض عينك ف الحمام و حاسس إن ف حاجة واقفة قدامك؟
عارف أنت إحساس إنك لو فتحت عينك هتشوف شيء مرعب واقف قدامك دلوقتي !

الحمام بقى برد فجأة، و ف نسمات هوا بتخبط ف كل جسمي..
كنت خايف أفتح عيني، كنت خايف من اللي هشوفه، شعور إن ف حد واقف قدامي عمال بيزيد..

فتحت عيني براحة خالص، و بمنتهى الهدوء و بصيت قدامي.. و ياريتني كنت سبتها مغمضة !!

قدامي ع الحيط كان جدي، متعلق من رقبته بسيخ حديد خارج منها، الدم مغرق الأرض كلها.. و...
عضوه الذكري مش موجود !.. تم استئصاله من مكانه و لسه بيقطَّر دم !!

و ده كل اللي فاكرة، لأني الدنيا بعدها بدئت تبقى سودا تمامًا، و لما فتحت عيني لقيت نفسي نايم ع السرير..

كنت فاكر إن كل ده كان حلم، لكن أمي قالت لي إنها لاقتني ف الحمام فاقد الوعي و الدُش شغال..

لما شوفت جدي مرضتش أحكي له عن الحلم ده، زي بالظبط ما رفضت أقول لأمي..
و ف اليوم التاني و من سوء حظي واحد تاني مات، ع الرغم ان شغلانتنا دي الواحد بيفرح لموت الناس، لكن انا قلبي كان مقبوض ع عكس جدي اللس كان باين عليه الفرح بشكل ملحوظ.. !

المرة دي كانت واحدة سِت، و طبعًا مكنش ينفع إحنا نكفنها، ففي واحدة جت عملت ده..
اخدناها و طلعنا بيها ع قبرها وسط أهلها اللي كانوا عمالين يذكروا الله و يدعوا لها..

جدي كان مجهِّز الحفرة بعد ما سمع الميكروفون بينادي ع حد مات..

دخلت للمرة التانية، رجَّعت الشريط من الأول، الصخرة الراكدة على قفصي الصدري، الألف صوت اللي بيتكلم، الكشاف اللي بيعكس ظلالنا ع الحيط و....

و وش جدي.. وشه اللي كان شاااحب زي الأموات، عروقه بارزة لبرا بشكل مخيف، و ع الرغم من ده كله إلا إنه كان شغال عادي.. عايزك تتخيل معايا ميت بيدفن ميت !!

و ع حين غفلة بص لي، عينيه كانت دبلانة زي عينين الأموات، وشه شاحب و فيه لمحة زُرقة !!

و بدأ يشاور لي بإيده و هو فاتح بوقه كأنه عايز يتكلم، لكن مفيش صوت طالع منه..

من خوفي رفعت راسي لفوق فخبطت ف السقف، و هنا رجع أصوات الناس اللي برا يظهر تاني بعد ما كان إختفى، و رجع جدي لشكله الطبيعي و كان بيطلب مني أساعده ف تغطية الزبون بالتراب...

و خرجت تاني بسرعة من القبر، لكن المرة دي مكنش ف هوا برا، مكنش في إحساس الحرية، المرة دي كنت حاسس إن ف حاجة بتحصل، انا قريت كتير عن رسائل الموتى للأحياء، و عرفت إنهم بيحاولوا بيوصلوا رسايل للناس، و انا متأكد إنهم بيحاولوا يقولوا لي حاجة !..

جدي قال لي إنه هينام النهارده ف الأوضة اللي ف المقابر عشان محدش ينبش قبر السِت اللي لسه ميتة، و عرض عليا أقعد معاه لكني طبعًا رفضت..

و لما رجعت البيت مرضتش أدخل استحمى، و استكفيت بغسل إيدي و وشي ع حوض المطبخ، و دخلت بعدها نِمت..

بمجرد ما حطيت دماغي ع المخدة رحت ف النوم، لكن لازم حاجة تحصل تزعج راحتك.. بغض النظر إني معرفش مين الشخص السَمِج اللي بيخبط ع الحديد ف الوقت ده، إلا إنه مش هيسلم من قذارة لساني..

فتحت عيني و حاولت أقوم، لكن جسمي كله كان متخدَّر، الظلام كان ف كل مكان، لوهلة حسيت إني مفتحتش عيني، او شكلي كدة بقيت أعمى !!

صوت الخبط ف الحديد لسه شغال كأن ف حد برا بيخبط سلسلة مفاتيح ف قفل باب، لأني كنت سامع صوت حاجة زي سلسلة مفاتيح..

و قد صدق حدثي، سمعت صوت تزييق باب حديد، حسيت بهوا بارد بيخبط ف وشي، لكن برضة لسه المكان مظلم !ّّ..

لكن ف ضوء قوي ظهر فجأة، و أظهر لي الشيء اللي مغطي وشي، كان عبارة عن قماش !

حاولت أتكلم لكن لساني كان عاجِز.. !

ف إيد قوية مسكتني من رجلي و بتمشي ع كامل جسمي، وقفت شوية عند عضوي الذكري، بعدها طلعت لفوق، وقفت عند صدري شوية و اترفعت من عليا !!

عارفين ده معناه إيه؟
ده معناه إن ف حد بيحاول يعتدي عليا جنسيًا !!

الايد رجعت تاني، بس المرة دي كانت عند وشي، الايج بتمسك القماش بقوة، بتقطعه نصين و...

و ع ضوء الكشاف شوفت... جدي !!!

كان واقف مبتسم لي بخبث، و لقيته فجأة إنحنى عليا كأنه هيبوسني.. و هنا صحيت من النوم.. !

كل ده كان حلم؟.. لا ده مش حلم ده كابوس، ده كاب...

لحظة واحدة، جدي النهارده ده كان فرحان، جدي النهارده قرر إنه هينام ف الاوضة اللي ف المقابر عشان محدش ينبش قبر السِت اللي لسه ميتة، رغم إنه معملش كدة مع الميت اللي قبلها، الكابوس الغريب.. كل ده معناه حاجة واحدة بس..

قمت من مكاني بسرعة و لبست هدومي و خرجت، رحت ناحية المقابر، و بالتحديد للتربة اللي دفنا فيها السِت النهارده...

و هناك شوفت اللي كنت متوقعة بالظبط، بل هو أسوء ف الواقع..
جدي كان بيمارس الجنس مع السِت الميتة !!

أول ما شافني حاول إنه يداري فعلته، لكني مستنتش و قفلت عليه الباب و هو جوا..

كلمت البوليس و جم خدوه.. و هناك اعترف إنه كان بيمارس الجنس مع الأموات من سنين طويلة، و اعترف كمان إنه قتل..

قتل الشخص اللي اكتشف إنه بيعمل كدة، و عشان الشخص ده مكنش عنده ردت فعل سريعة زيي، فإنقض عليه و قتله، و الشخص ده يبقى أبويا !

*تمت*
.
.

ليست هناك تعليقات