اصبحوا مثلهم
اتحكالي قصة جديدة حقيقية وهنقلهالكم بكل تفاصيلها زي ما اتقالتلي على لسان بطلها :
انا اسمي عبد الغني ' كنت شغال حارس أمن على بوابة من بوابات مستشفى صغيرة على واحدة من الطرق السريعة في القاهرة ' وبحكم ان عيلتي في محافظة تانية وانا مش متجوز
فكان الاتفاق ان الوقت اللي هسلم فيه شغلي للي هيكمل حراسة بعدي ' كنت بدخل انام في الاوضة اللي فاتحنها لينا وبقيت انزل لاهلي في يوم الاجازة بس
يعني من الاخر حياتي كلها كانت في المستشفى دي شوفت كل اللي دخلها وعارف كل اسرارها .
وكمان شوفت ..
شوفت وسمعت حاجات تشيب الشعر
فاكر في مرة وانا طالع لدكتور العظام اسلمله حاجة كان طالبها مني ' كان في واحد قاعد في الطرقة نص وشه محروق وباين على وشه حزن مش طبيعي
رميت السلام كعادتي ولكنه مردش
بعد ما خرجت من عند دكتور العظام اجبله ملف كمان رميت السلام مرة تانية لان الهم اللي على وشه خلاني اتأثر معاه وعاوزه حتى يتكلم
ولكنه مردش ..
وانا داخل للدكتور رميت السلام للمرة التالتة لكنه مردش
وانا جوا سالت الدكتور
- الراجل اللي قاعد برا دا ماله هو حادثته كبيرة اوي كدا ' اصله صعب عليا وبحاول اكلمه ومبيردش
- تقصد الراجل اللي قاعد اللي وشه محروق دا ؟
- ايوة هو دا ؛ ماله بقى ؟
ضحك الدكتور اوي وراح قايل
لا متقلقش يعم عبدالغني دا واحد كان جايلنا محروق ومات في قسم الحرايق جنبنا ومن ساعتها بيطلع كل شوية كدا ويختفي تاني متخافش منه
طبعا انا برقت واتخضيت ؛ ازاي بيتكلم بالتلقائية دي ؛ ازاي حد يتقبل فكرة ان في روح كمان معاك
روحت وبفتح الباب وخايف جدا اشوفه ؛ انا استحالة امشي جنب حد وانا متأكد انو ميت
ولكني -والحمدلله- خرجت وملقتوش .
تاني موقف فاكره كويس ومش هنساه لما كنت نايم في الاوضة والراجل التاني مستلم الشغل وقاعد برا وانا نايم مدي ضهري للباب
حسيت بخطواته داخلة عشان يعمل شاي ؛ وبعدها صوت الولاعة وولع سيجارة وبدات ريحة الدخان تملى المكان
انا مبحبش ريحتها ومبدخنش فبقوله بهزار
- خد دخانك واطلع يعم احمد عاوزين نريح شوية
لكنه مردش عليا ' وفجأة جسمي شبه اتشل لاني افتكرت حاجة مهمة جدا ' هو كان واخد معاه كاتل الشاي عشان ميضايقنيش وانا كنت متربس الباب عليا من جوا
بصيت ورايا بسرعة لكني ملقتش حد في الاوضة والباب متربس زي ما هو ' ولكن ريحة السجاير هي اللي لسه موجودة .
لما خرجتله وحكتله قالي كلام غريب
- هو انت شوفته ؟
- شوفت مين !!
- الراجل اللي كان بيشتغل قبلك ؛ مات موتة ربنا وهو قاعد عالكرسي هنا ؛ مهو بيطلعلنا كلنا
قولتله بكل خوف :
- ي ي يعني ايه ال ال الكلام دا !!!!
- يعم عبدالغني انا عارف ان الكلام دا ميتصدقش ؛ بس المستشفى دي اي حد يموت فيها روحه بتفضل موجودة شوية ؛ مش بيأذونا ومش بيعملوا اي حاجة ؛ هما بس بيظهرولنا .
الموقف التالت والمؤلم لقلبي اكتر
بدون مقدمات كتير عم احمد عمل حادثة قدام المستشفى
عربية طايرة انحرفت عن مسارها وخبطته ومات
طبعا بقى الحزن باين عليا في الشغل جامد ؛ الشخص اللي معايا الوحيد في الغربة دي مات
وفي يوم كنت قاعد عالبوابة كالعادة
لقيته جي من بعيد!!
اتخضيت وفرحت وارتبكت في نفس الوقت ومبقتش فاهم دا ايه
وكل ما يقرب اكتر ملامحه تظهر اكتر واتاكد انو هو
ولكنه مكانش ماشي عادي ؛ جسمه مكانش بيتحرك او يتهز زي ما احنا بنمشى ؛ هو كان بظبط ؛ طاير
طاير ولكنه عالارض عادي ورجله كأن في حاجة شايلاها وطايرة بيه ؛ واول لما قرب مني لقيت ملامحه كلها مطموسة : مافيش عين ولا مناخير ولا وبوق
مجرد وش لشخص بدون ملامح ؛ كمل طيرانه ودخل اوضة الامن وقفل الباب وراه
افتكرت كلام عم أحمد ؛ اي حد بيموت هنا روحه بتفضل تظهر شوية ؛ لكنه مبيأذيش
فضلت اطمن نفسي واتكلم بصوت عالي وقعدت مكاني وانا بترعش
مش هيأذوني ؛ مش هيأذوني ؛ مش هيأذوني
اطمن محدش فيهم هيأذيك
ولكن بكيت ؛ مش بسبب الخوف ؛ ولكن ظهور حاجة جنبك -سواء روح او اي كان بقى - لشخص بتحبه امر مؤلم اوي
الموقف الرابع وكانت النهاية اللي خلتني امشي من هنا
نايم والشخص اللي استلم الشغل مكان عم احمد هو اللي شغال برا دلوقتي وكان اسمه عصام
وفجاة سمعت صوت انفجار ؛ خرجت جري وكام حد من المستشفى اللي خرج واللي بص من الشبابيك من فوق
لقينا عربية مولعة وست جيا جري والنار ماسكة في كل حتة في جسمها وصلت لباب المستشفى وجريت في الممر شوية لكنها مستحملتش ووقعت ؛ وكمان ملحقنهاش وللاسف اتوفت
كنت خلاص متوقع اني هشوفها
بس يا ترى هشوفها ازاي بشكلها الطبيعي
ولا
ولا بشكلها وهي محروقة
المرعب اكتر من الفكرة هو الانتظار
انت عارف انها هتطلعلك وداخل في رعب جديد وهو رعب الانتظار
وقد كان
في يوم مكانش جايلي نوم خالص ؛ خرجت من اوضتي ولسه طالع اخرج اقعد مع عصام
بوابة المستشفى اتقفلت بكل قوة
البوابة اللي متقفلتش من سنين لدرجة ان التراب اتراكم عليها وتحتها واستحالة تتقفل بالسهولة دي
اترزعت ومافيش اي حد جه جنبها
وسمعت عصام بينده من برا وبيقول مين اللي قفل الباب وبيحاول يفتحه
يعني ايه مش هو اللي قفل الباب!!
لسه هبدا افكر في احتمال منطقي
حسيت بسخونية ورايا
سخونية شديدة متخرجش الا من حاجة مولعة بشدة
سخونية محستهاش الا في المرة اللي الست دخلت تجري وعدت من جنبي
وفجأة الدخان بدأ يملى المكان
هي اكيد ظهرت ورايا
بس ازاي قفلت الباب
هو مش احمد قالي انهم مش بيأثروا
بصيت ورايا بكل خوف وبطء
وفجأة لقتها من وسط الدخان
جسم اسود متفحم
لا هو مش جسم
هو كيان غريب او ظل شديد السواد ؛ عينها باينه كأنها بتتألم وبتناديني أنقذها ؛ لكنها مش مولعة هو كيان اسود واقف في ركن من الممر مضلم وسط دخان شديد
اتسحبت وبرجع تاني لاوضتي وبكل هدوء فتحت الباب ودخلت
وقفلت عليا
شوية ولميت حاجتي وخرجت ملقتش اي حاجة
حتى عصام بيتهمني انا اللي قفلت الباب
لكني سبته
وسبت القاهرة كلها ورجعت
هل الروح بتفضل فعلا في مكان موتها
هل الروح تقدر تتحكم في الماديات
هل الروح بتحاول تدينا اشارات ' رسائل '
هل الروح بتفتقدنا زي ما بنفتقدهم
كلها اسئلة عمرنا ما هنلاقيلها اجابة
انا اسمي عبد الغني ' كنت شغال حارس أمن على بوابة من بوابات مستشفى صغيرة على واحدة من الطرق السريعة في القاهرة ' وبحكم ان عيلتي في محافظة تانية وانا مش متجوز
فكان الاتفاق ان الوقت اللي هسلم فيه شغلي للي هيكمل حراسة بعدي ' كنت بدخل انام في الاوضة اللي فاتحنها لينا وبقيت انزل لاهلي في يوم الاجازة بس
يعني من الاخر حياتي كلها كانت في المستشفى دي شوفت كل اللي دخلها وعارف كل اسرارها .
وكمان شوفت ..
شوفت وسمعت حاجات تشيب الشعر
فاكر في مرة وانا طالع لدكتور العظام اسلمله حاجة كان طالبها مني ' كان في واحد قاعد في الطرقة نص وشه محروق وباين على وشه حزن مش طبيعي
رميت السلام كعادتي ولكنه مردش
بعد ما خرجت من عند دكتور العظام اجبله ملف كمان رميت السلام مرة تانية لان الهم اللي على وشه خلاني اتأثر معاه وعاوزه حتى يتكلم
ولكنه مردش ..
وانا داخل للدكتور رميت السلام للمرة التالتة لكنه مردش
وانا جوا سالت الدكتور
- الراجل اللي قاعد برا دا ماله هو حادثته كبيرة اوي كدا ' اصله صعب عليا وبحاول اكلمه ومبيردش
- تقصد الراجل اللي قاعد اللي وشه محروق دا ؟
- ايوة هو دا ؛ ماله بقى ؟
ضحك الدكتور اوي وراح قايل
لا متقلقش يعم عبدالغني دا واحد كان جايلنا محروق ومات في قسم الحرايق جنبنا ومن ساعتها بيطلع كل شوية كدا ويختفي تاني متخافش منه
طبعا انا برقت واتخضيت ؛ ازاي بيتكلم بالتلقائية دي ؛ ازاي حد يتقبل فكرة ان في روح كمان معاك
روحت وبفتح الباب وخايف جدا اشوفه ؛ انا استحالة امشي جنب حد وانا متأكد انو ميت
ولكني -والحمدلله- خرجت وملقتوش .
تاني موقف فاكره كويس ومش هنساه لما كنت نايم في الاوضة والراجل التاني مستلم الشغل وقاعد برا وانا نايم مدي ضهري للباب
حسيت بخطواته داخلة عشان يعمل شاي ؛ وبعدها صوت الولاعة وولع سيجارة وبدات ريحة الدخان تملى المكان
انا مبحبش ريحتها ومبدخنش فبقوله بهزار
- خد دخانك واطلع يعم احمد عاوزين نريح شوية
لكنه مردش عليا ' وفجأة جسمي شبه اتشل لاني افتكرت حاجة مهمة جدا ' هو كان واخد معاه كاتل الشاي عشان ميضايقنيش وانا كنت متربس الباب عليا من جوا
بصيت ورايا بسرعة لكني ملقتش حد في الاوضة والباب متربس زي ما هو ' ولكن ريحة السجاير هي اللي لسه موجودة .
لما خرجتله وحكتله قالي كلام غريب
- هو انت شوفته ؟
- شوفت مين !!
- الراجل اللي كان بيشتغل قبلك ؛ مات موتة ربنا وهو قاعد عالكرسي هنا ؛ مهو بيطلعلنا كلنا
قولتله بكل خوف :
- ي ي يعني ايه ال ال الكلام دا !!!!
- يعم عبدالغني انا عارف ان الكلام دا ميتصدقش ؛ بس المستشفى دي اي حد يموت فيها روحه بتفضل موجودة شوية ؛ مش بيأذونا ومش بيعملوا اي حاجة ؛ هما بس بيظهرولنا .
الموقف التالت والمؤلم لقلبي اكتر
بدون مقدمات كتير عم احمد عمل حادثة قدام المستشفى
عربية طايرة انحرفت عن مسارها وخبطته ومات
طبعا بقى الحزن باين عليا في الشغل جامد ؛ الشخص اللي معايا الوحيد في الغربة دي مات
وفي يوم كنت قاعد عالبوابة كالعادة
لقيته جي من بعيد!!
اتخضيت وفرحت وارتبكت في نفس الوقت ومبقتش فاهم دا ايه
وكل ما يقرب اكتر ملامحه تظهر اكتر واتاكد انو هو
ولكنه مكانش ماشي عادي ؛ جسمه مكانش بيتحرك او يتهز زي ما احنا بنمشى ؛ هو كان بظبط ؛ طاير
طاير ولكنه عالارض عادي ورجله كأن في حاجة شايلاها وطايرة بيه ؛ واول لما قرب مني لقيت ملامحه كلها مطموسة : مافيش عين ولا مناخير ولا وبوق
مجرد وش لشخص بدون ملامح ؛ كمل طيرانه ودخل اوضة الامن وقفل الباب وراه
افتكرت كلام عم أحمد ؛ اي حد بيموت هنا روحه بتفضل تظهر شوية ؛ لكنه مبيأذيش
فضلت اطمن نفسي واتكلم بصوت عالي وقعدت مكاني وانا بترعش
مش هيأذوني ؛ مش هيأذوني ؛ مش هيأذوني
اطمن محدش فيهم هيأذيك
ولكن بكيت ؛ مش بسبب الخوف ؛ ولكن ظهور حاجة جنبك -سواء روح او اي كان بقى - لشخص بتحبه امر مؤلم اوي
الموقف الرابع وكانت النهاية اللي خلتني امشي من هنا
نايم والشخص اللي استلم الشغل مكان عم احمد هو اللي شغال برا دلوقتي وكان اسمه عصام
وفجاة سمعت صوت انفجار ؛ خرجت جري وكام حد من المستشفى اللي خرج واللي بص من الشبابيك من فوق
لقينا عربية مولعة وست جيا جري والنار ماسكة في كل حتة في جسمها وصلت لباب المستشفى وجريت في الممر شوية لكنها مستحملتش ووقعت ؛ وكمان ملحقنهاش وللاسف اتوفت
كنت خلاص متوقع اني هشوفها
بس يا ترى هشوفها ازاي بشكلها الطبيعي
ولا
ولا بشكلها وهي محروقة
المرعب اكتر من الفكرة هو الانتظار
انت عارف انها هتطلعلك وداخل في رعب جديد وهو رعب الانتظار
وقد كان
في يوم مكانش جايلي نوم خالص ؛ خرجت من اوضتي ولسه طالع اخرج اقعد مع عصام
بوابة المستشفى اتقفلت بكل قوة
البوابة اللي متقفلتش من سنين لدرجة ان التراب اتراكم عليها وتحتها واستحالة تتقفل بالسهولة دي
اترزعت ومافيش اي حد جه جنبها
وسمعت عصام بينده من برا وبيقول مين اللي قفل الباب وبيحاول يفتحه
يعني ايه مش هو اللي قفل الباب!!
لسه هبدا افكر في احتمال منطقي
حسيت بسخونية ورايا
سخونية شديدة متخرجش الا من حاجة مولعة بشدة
سخونية محستهاش الا في المرة اللي الست دخلت تجري وعدت من جنبي
وفجأة الدخان بدأ يملى المكان
هي اكيد ظهرت ورايا
بس ازاي قفلت الباب
هو مش احمد قالي انهم مش بيأثروا
بصيت ورايا بكل خوف وبطء
وفجأة لقتها من وسط الدخان
جسم اسود متفحم
لا هو مش جسم
هو كيان غريب او ظل شديد السواد ؛ عينها باينه كأنها بتتألم وبتناديني أنقذها ؛ لكنها مش مولعة هو كيان اسود واقف في ركن من الممر مضلم وسط دخان شديد
اتسحبت وبرجع تاني لاوضتي وبكل هدوء فتحت الباب ودخلت
وقفلت عليا
شوية ولميت حاجتي وخرجت ملقتش اي حاجة
حتى عصام بيتهمني انا اللي قفلت الباب
لكني سبته
وسبت القاهرة كلها ورجعت
هل الروح بتفضل فعلا في مكان موتها
هل الروح تقدر تتحكم في الماديات
هل الروح بتحاول تدينا اشارات ' رسائل '
هل الروح بتفتقدنا زي ما بنفتقدهم
كلها اسئلة عمرنا ما هنلاقيلها اجابة
التعليقات على الموضوع