قصة المنجم
أنا شغال مع شركة للتنقيب ف المناجم عن الذهب و الحاجات الثمينة المدفونة من آلاف السنين..
و أقدر أقول لك إن الأمر ابتدى معايا لما كنا شغالين ف المنجم، و سمعنا صوت بكاء جاي من ورا حيط صخري !
عايزك تتخيل معايا لما تبقى ف مكان مقفول من كل جانب، غير مُجوَّف من جوا، غير صالح للعيش فيه، شيء عبارة عن صخرة كبيرة، لا حياة فيها، و تسمع من وراها صوت بكاء !
صوت البكاء مكنش لطفل صغير، ده شخص بالغ.. !
الحل الأنسب هنا إننا نقول إن ده جن و بيحاول يخوفنا، و بمجرد إننا نستعيذ بالله، الأمر هينتهي..
كنا ف الوقت ده تلاتة، فضلنا نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، لقينا فعلًا صوت البكاء سكت.. لكن...
أقسم لك إننا كلنا بلا إستثناء سمعنا صوت واحدة ست بتصرخ و بتستنجد بينا.. !
كانت بتقول:
- الحقوني، حد يخرجني من هنا، أرجوكم، حد يخرجني من هنا.
بصينا لبعض، و كل واحد فينا بان ع وشه الخوف.. قاطعت السكوت و صوت صراخ الست اللي معرفش مين هي ولا دخلت هنا إزاي، و قلت:
- إيه ده؟
واحد من اللي معايا قال إنه هيروح يبلغ المدير، فلقيت التاني قال له انا هاجي معاك، و سابوني و مشوا..
انا عارف إنك بتسأل نفسك دلوقتي، طب انت مرحتش معاهم ليه؟
مش هقولك فضول ولا شجاعة، انا أصلًا إنسان جبان، الأمر و ما فيه إن المنجم له طُرق كتير، و خوفت لو سبنا كلنا المكان منعرفش نرجع له تاني..
صوت الست رجع للبكاء من تاني، و بصوت ماليه الوهن و الخوف سمعتها بتقول:
- متسبنيش هنا، أرجوك خرجني.
رديت عليها بصوت مهزوز:
- هو انتي دخلتي هنا إزاي؟
ردت عليا بنفس النبرة الحزينة:
- معرفش، صدقني معرفش، أرجوك خرجني.
قلت ف نفسي عقبال هما ما يجيوا أكون انا قدرت أخرجها.. مسكت المطرقة بتاعتي و وجهت ضربة قوية للحيط، و التانية و التالتة، حسيت إن الحيطة دي وراها فراغ فعلًا.. !
استمريت ف الضرب اكتر و أكتر..
لحد ما شوفت ع نور المصباح اللي معايا، ثقب يصلح إن الواحد يعدي إيده منه..
و من وراه كنت شايف فراغ، و الدنيا ضلمة جدًا.. !
كملت ضرب بالمطرقة أكتر لحد ما الثقب ده تحوَّل لفتحة كبيرة تسع لجسمي العبور خلالها..
سبت المطرقة من إيدي و مسكت المصباح، و دخلت بخطوات مُرتجفة لجوا..
الظلام الدامِس..
الظلام اللي مستحيل ينفع معاه نور مصباحي الضعيف الهَش..
الظلام كان بيبلع كل حاجة،بما فيهم نور المصباح.. !
يادوبك كنت شايف محيط صغير جدًا، لا يتعدّى النص متر..:
- أنتي فين؟
مفيش اي رد !
المكان صامت و غريب..
سألت من تاني:
- لو انتي شايفة النور ده تعالي ناحيته، انا مش شايفِك !
حد سمع الصوت ده؟
ركزوا معايا كدة..
هو صوت مميز جدًا..
لا مش صوت حد بيتحرك، ده صوت طقطقة..
كأن ف حد بيطقطق فقرات رقبته..، أو بيكسرها !
طب حد سمع صوت النفخ ده ؟
ف حد بينفخ ف الفراغ، او بيتنفس بصعوبة !
- حح..حد هنن..هنا ؟
جالي الرد من مكان مش معروف، صوت ضعيف مبحوح:
- شكرًا.
بعدها لقيت المصباح اللي ف إيدي إنطفى !
الخوف ملحقش يتخلخل ف جسمي بسبب الأصوات اللي سمعتها..
أصوات ضحك و صراخ لناس لناس كتيرة..
حد بيحاول يصرخ بقوة.. ف أجسام بتترزع ف الأرض بقوة !
و فجأة كل شيء سكت !
كل حاجة سكتت خالص، مبقاش ف صوت ف المكان غير صوت انفاسي العالية و صوت دقات قلبي..
الكشاف رجع نوَّر تاني، بس المرة دي كنت شايف ع مساحة أكبر..
شوفت الإتنين اللي كانوا معايا، متعلقين ع الحيط و ف اسياخ حديد بارزة من راسهم، كانوا متعلقين من راسهم ف السيخ الحديد ده، و جسمهم متدلدل و غرقان دم !
خرجت برا المنجم بسرعة، لقيت الدنيا كلها مقلوبة، الخيّم متدمرة، و كل حاجة مرمية ع الأرض ف كل حتة، و ف جزع شجرة شوفت المدير بتاعي متعلق و بارز من راسه غصن خشب سميك !
تمنيت إني أكون بحلم..
تمنيت يكون إستنتاجي غلط، و إني مكنش حررت روح شريرة كانت محبوسة هنا..
لكن كل شيء كان حقيقي، مفيش مجال إني أصحى من النوم دلوقتي ع صوت المنبه..
انا سامع أصوات ناس بتصرخ !
أكيد الروح الشريرة دي هي اللي بتقتلهم !
هل نهاية العالَم فعلًا هتكون ع إيد الروح دي؟
أرجوكم سامحوني قبل ما توصل لكم و تقتلكم !
*تمت*
.
.
.
.
#النهاية
.
و أقدر أقول لك إن الأمر ابتدى معايا لما كنا شغالين ف المنجم، و سمعنا صوت بكاء جاي من ورا حيط صخري !
عايزك تتخيل معايا لما تبقى ف مكان مقفول من كل جانب، غير مُجوَّف من جوا، غير صالح للعيش فيه، شيء عبارة عن صخرة كبيرة، لا حياة فيها، و تسمع من وراها صوت بكاء !
صوت البكاء مكنش لطفل صغير، ده شخص بالغ.. !
الحل الأنسب هنا إننا نقول إن ده جن و بيحاول يخوفنا، و بمجرد إننا نستعيذ بالله، الأمر هينتهي..
كنا ف الوقت ده تلاتة، فضلنا نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، لقينا فعلًا صوت البكاء سكت.. لكن...
أقسم لك إننا كلنا بلا إستثناء سمعنا صوت واحدة ست بتصرخ و بتستنجد بينا.. !
كانت بتقول:
- الحقوني، حد يخرجني من هنا، أرجوكم، حد يخرجني من هنا.
بصينا لبعض، و كل واحد فينا بان ع وشه الخوف.. قاطعت السكوت و صوت صراخ الست اللي معرفش مين هي ولا دخلت هنا إزاي، و قلت:
- إيه ده؟
واحد من اللي معايا قال إنه هيروح يبلغ المدير، فلقيت التاني قال له انا هاجي معاك، و سابوني و مشوا..
انا عارف إنك بتسأل نفسك دلوقتي، طب انت مرحتش معاهم ليه؟
مش هقولك فضول ولا شجاعة، انا أصلًا إنسان جبان، الأمر و ما فيه إن المنجم له طُرق كتير، و خوفت لو سبنا كلنا المكان منعرفش نرجع له تاني..
صوت الست رجع للبكاء من تاني، و بصوت ماليه الوهن و الخوف سمعتها بتقول:
- متسبنيش هنا، أرجوك خرجني.
رديت عليها بصوت مهزوز:
- هو انتي دخلتي هنا إزاي؟
ردت عليا بنفس النبرة الحزينة:
- معرفش، صدقني معرفش، أرجوك خرجني.
قلت ف نفسي عقبال هما ما يجيوا أكون انا قدرت أخرجها.. مسكت المطرقة بتاعتي و وجهت ضربة قوية للحيط، و التانية و التالتة، حسيت إن الحيطة دي وراها فراغ فعلًا.. !
استمريت ف الضرب اكتر و أكتر..
لحد ما شوفت ع نور المصباح اللي معايا، ثقب يصلح إن الواحد يعدي إيده منه..
و من وراه كنت شايف فراغ، و الدنيا ضلمة جدًا.. !
كملت ضرب بالمطرقة أكتر لحد ما الثقب ده تحوَّل لفتحة كبيرة تسع لجسمي العبور خلالها..
سبت المطرقة من إيدي و مسكت المصباح، و دخلت بخطوات مُرتجفة لجوا..
الظلام الدامِس..
الظلام اللي مستحيل ينفع معاه نور مصباحي الضعيف الهَش..
الظلام كان بيبلع كل حاجة،بما فيهم نور المصباح.. !
يادوبك كنت شايف محيط صغير جدًا، لا يتعدّى النص متر..:
- أنتي فين؟
مفيش اي رد !
المكان صامت و غريب..
سألت من تاني:
- لو انتي شايفة النور ده تعالي ناحيته، انا مش شايفِك !
حد سمع الصوت ده؟
ركزوا معايا كدة..
هو صوت مميز جدًا..
لا مش صوت حد بيتحرك، ده صوت طقطقة..
كأن ف حد بيطقطق فقرات رقبته..، أو بيكسرها !
طب حد سمع صوت النفخ ده ؟
ف حد بينفخ ف الفراغ، او بيتنفس بصعوبة !
- حح..حد هنن..هنا ؟
جالي الرد من مكان مش معروف، صوت ضعيف مبحوح:
- شكرًا.
بعدها لقيت المصباح اللي ف إيدي إنطفى !
الخوف ملحقش يتخلخل ف جسمي بسبب الأصوات اللي سمعتها..
أصوات ضحك و صراخ لناس لناس كتيرة..
حد بيحاول يصرخ بقوة.. ف أجسام بتترزع ف الأرض بقوة !
و فجأة كل شيء سكت !
كل حاجة سكتت خالص، مبقاش ف صوت ف المكان غير صوت انفاسي العالية و صوت دقات قلبي..
الكشاف رجع نوَّر تاني، بس المرة دي كنت شايف ع مساحة أكبر..
شوفت الإتنين اللي كانوا معايا، متعلقين ع الحيط و ف اسياخ حديد بارزة من راسهم، كانوا متعلقين من راسهم ف السيخ الحديد ده، و جسمهم متدلدل و غرقان دم !
خرجت برا المنجم بسرعة، لقيت الدنيا كلها مقلوبة، الخيّم متدمرة، و كل حاجة مرمية ع الأرض ف كل حتة، و ف جزع شجرة شوفت المدير بتاعي متعلق و بارز من راسه غصن خشب سميك !
تمنيت إني أكون بحلم..
تمنيت يكون إستنتاجي غلط، و إني مكنش حررت روح شريرة كانت محبوسة هنا..
لكن كل شيء كان حقيقي، مفيش مجال إني أصحى من النوم دلوقتي ع صوت المنبه..
انا سامع أصوات ناس بتصرخ !
أكيد الروح الشريرة دي هي اللي بتقتلهم !
هل نهاية العالَم فعلًا هتكون ع إيد الروح دي؟
أرجوكم سامحوني قبل ما توصل لكم و تقتلكم !
*تمت*
.
.
.
.
#النهاية
.
التعليقات على الموضوع