قصة انوبيس
جَلس المقدم (محمود) يسترجع تفاصيل ذلك الملف، آنوبيس، تردد الاسم بكثرة في الصحف المصرية ووسائل التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، حيث حدثت عدة جرائم سرقة في أماكن مختلفة جَمعت ما بين متاحف وقبور للأجداد، لم يترك السارق أثرًا وحدًا ورائه يدل عليه، شيء واحد هو ما يتركه، توقيعه باسم آنوبيس وهو رمز إله الموت عند القدماء المصريين.
لم يسرق أشياء ضخمة أو كثيرة بل بلغت معظم مسروقاته أشياء صغيرة جدًا ولكنها ذات قيمة أكبر وكأنما يعرف آنوبيس ما يريده بالضبط من أي مكان يذهب لسرقه، بعد عدة تحاليل اكتشف أن كل ما تم سرقته مترابط ببعضه وأن كل قطعة سرقها لها علاقة بما قبلها وما بعدها، كل شيء الآخر يكمل الأخر.
تحديدًا القطع تستخدم لشيء يدعى دائرة الموت وهي أسطورة قديمة تدعي أن من يحصل على قطع معينة ويضعها في دائرة يخطها بتركيبة معينة يُسمح له برؤية عالم الخلد لمدة زمنية محدودة، لابد أن السارق على علم ومعرفة جيدة بتلك الأسطورة مما أدى إلى إيمانه بها لتلك الدرجة، أيقن الجميع أنه أكثر من مجرد سارق ، يستوقفنا هنا سبب تذكر المقدم (محمود) بتلك القضية الآن.
قبل ساعات جاءت إخبارية من مصدر موثوق عن تواجد المُسمى بآنوبيس في إحدى المقابر حديثة الاكتشاف والتي لم تفتتح بشكل رسمي بعد ولم ينزل إليها أي باحث، صدر أمر النيابة بسرعة وجهز المقدم فرقته وقام باستدعاء عالمي آثار مزودين ببعض الأجهزة الحديثة تحسبًا إن تطلب الأمر استخدامها، جُهزت العربات وانطلق (محمود) وفرقته إلى العنوان.
رمال، صخور، منحدرات، البيئة المعتادة لوجود المقابر القديمة، استقرت السيارات قرب فتحة أشبه بفتحة النفق، مع الاقترب ظهرت درجات سلم مما يدل على أن هذه الفتحة ما هي إلا مجرد بداية لممر يؤدي إلى المقبرة، وَجدت الفرقة سبعة قتلى بالمكان ومصاب تبين أنهم حرس تلك المقبرة، أشاد المصاب بأن هناك شيء غريب هاجمهم وأطلق عليهم الرصاص عندما قاوموه منذ بضع دقائق، هذا يعني أن آنوبيس الآن بالداخل.
أخذ العلماء بتجهيز المعدات والشاشات وكشافات الإضاءة، تراصت أفراد الفرقة تبعًا للخطة التي وضعت مُسبقًا، أمر المقدم أربعة جنود بالتقدم بعد ما قام بتزويد أحدهم بكاميرا لتبث ما يحدث بالداخل على الشاشة الجهاز، تقدم الجنود بحذر ثم تسللوا إلى المقبرة.
يتقدم ثلاثة جنود يتبعهم الجندي الرابع الذي يحمل الكاميرا، خطوة تتلوها خطوة تتلوها أخرى، في إحدى الخطوات هبط المكعب الصخرى الذي خطى عليه أحد الجنود، أهتزت الأرض، عم الغبار المكان، انطلقت سهام من ثقوب سرية في حوائط الممر لتخترق بعضها الأجساد والبعض يسكن بها إضافة إلى عدد من الأسهم الزائدة الطائشة.
ذُعر المقدم محمود مما رأى، لم يلاحظ الصخرة التي هبطت لأسفل كأنما هي زر تشغيل، كل مايدور في ذهنه الآن أن المُلقب بآنوبيس هذا ينصب فخًا لهم، أشار بالتحرك لخمسة جنود زود أحدهم بنفس نوع الكاميرا، بصوتٍ عالٍ:
-محتاجين تعزيزات تحت بسرعة، خلي بالكم عشان الهدف مسلح.
بخطوات بطيئة تحرك الجنود الخمسة على هيئة نجم كي يقوموا بتغطية بعضهم البعض، نزلوا إلى الممر، كادوا أن يصلو لجثث أصدقائهم إلا أن حدثت نفس الكرة، هبط مكعب حجري آخر نتيجة ضغط قدم أحد الجنود عليه، مجموعة آخرى من السهام أطلق سراحها لتمضي في طريقها فهي تعرفه جيدًا، انطلقت السهام معلنة عن خمسة قتلى جُدد في هذا الممر الضيق المظلم.
لامجال لذلك العبث الآن، كيف مات هؤلاء، طفح الكيل، انتفض مكانه راكلًا كرسيه، ظل يصرخ لمرة أخرى:
-أجمع الفرقة، وضع الاقتحام استعد
نظر لعالمي الآثار بعنف:
-احتمال نحتاجكم معانا تحت، أجهزوا
بعد ثلاث دقائق أصبح كل شيء جاهز، شرع المقدم في الحركة تجاه المقبرة التي لم تعد مقبرة لمصري قديم فقط، تحركوا جميعًا باستراتيجية معينة، وصل الخوف لجميع القلوب، بل تمكن منها تمكن تام، الكل الآن يوقن أنه معرض للقتل من قبل شبح في أية لحظة، حاول أحد العلماء التباطئ في الحركة حتى يأخذ وقته في الاستكشاف لعله يجد شيء لفك اللغز، بخطواته المنتظمة استمر على السير حتى توقف فجأة:
-اثباااااااااات، كله يثبت مكانه.
لم يكترث المقدم محمود وتابع السير حتى حدث نفس الشيء، هبط حجر صخري آخر لكن تلك المرة أعلن عن هزة في المكان بأكمله تابعها سقوط صخور كبيرة من سقف الممر لتدفن الفرقة بأكملها.
بعد فترة
تم إنقاذ المقدم محمود والعالم مينا إبراهيم واثنين من أفراد الفرقة مع العلم أن لكل منهم إصابات بالغة جدًا، لم يتم العثور عن أي شخص آخر على قيد الحياة، تم نقل الحجاورة وتجديد الممر وسوف تفتتح المقبرة بشكل رسمي فيما بعد.
بعد مرور شهر
عاد المقدم محمود إلى مكتبه بعد أن تعافت عظامه وجراحه نسبيًا، دلف إلى مكتبه ليجد مظروفًا على الطاولة بعنوان (من آنوبيس)، جلبه بسرعة ثم جلس على كرسيه ليقرأ تلك الرسالة التي أرسلها الوغد، يتمنى لو يراه ليحطم عظام وجهه، قام بفتح الرسالة وبدأ بالقراءة:
-لقد حاولت البحث عني لكن دون جدوى، أنا أكثر من مجرد سارق حقير أيها المقدم، صدقني لم يكن لي صلة بموت أحد من فرقتك أو حتى إصابتهم، كما ذكرت أنني أكثر من مجرد سارق، ما لا تعرفه يا سيادة المقدم أن المقبرة لم تفتح بشكل رسمي بالتالي المقبرة ليس آمنة وهذا ما حدث بالضبط، لقد وضع أجدادنا بعض الفخاخ الديناميكية للإيقاع باللصوص والفتك بهم كي لا يزعجوا الموتى ولحسن الحظ أنا على علم بتلك الفخاخ جميعًا، بل أعرف كيفية أجتنبها بينما أنتم لا، سمعت صراخ أحد فرقتك يأمركم بعدم التحرك، أراهنك أن قدمه ذلت وقد اكتشف الأمر لكن أحدكم سبقه بخطوة تسببت في دمار الممر وهلاككم.
أيها المقدم، اتركني أفعل ما أنوي فعله وأعدك أن أعيد لك شخصيًا كل شيء آخذته من قبر أو متحف في حين إن حاولت البحث عني فلن تجدني ولن تستطيع كشف هويتي مهما فعلت، كل ما يجب أن تعرفه عني فقط هو أني آنوبيس رمز الموت، لم نسمع عن إنسان يجد الموت، بل الموت هو من يجد الأُناس، اترك الموت وشأنه وسأفي بوعدي لك، آنوبيس.
محمد عبد القادر
لم يسرق أشياء ضخمة أو كثيرة بل بلغت معظم مسروقاته أشياء صغيرة جدًا ولكنها ذات قيمة أكبر وكأنما يعرف آنوبيس ما يريده بالضبط من أي مكان يذهب لسرقه، بعد عدة تحاليل اكتشف أن كل ما تم سرقته مترابط ببعضه وأن كل قطعة سرقها لها علاقة بما قبلها وما بعدها، كل شيء الآخر يكمل الأخر.
تحديدًا القطع تستخدم لشيء يدعى دائرة الموت وهي أسطورة قديمة تدعي أن من يحصل على قطع معينة ويضعها في دائرة يخطها بتركيبة معينة يُسمح له برؤية عالم الخلد لمدة زمنية محدودة، لابد أن السارق على علم ومعرفة جيدة بتلك الأسطورة مما أدى إلى إيمانه بها لتلك الدرجة، أيقن الجميع أنه أكثر من مجرد سارق ، يستوقفنا هنا سبب تذكر المقدم (محمود) بتلك القضية الآن.
قبل ساعات جاءت إخبارية من مصدر موثوق عن تواجد المُسمى بآنوبيس في إحدى المقابر حديثة الاكتشاف والتي لم تفتتح بشكل رسمي بعد ولم ينزل إليها أي باحث، صدر أمر النيابة بسرعة وجهز المقدم فرقته وقام باستدعاء عالمي آثار مزودين ببعض الأجهزة الحديثة تحسبًا إن تطلب الأمر استخدامها، جُهزت العربات وانطلق (محمود) وفرقته إلى العنوان.
رمال، صخور، منحدرات، البيئة المعتادة لوجود المقابر القديمة، استقرت السيارات قرب فتحة أشبه بفتحة النفق، مع الاقترب ظهرت درجات سلم مما يدل على أن هذه الفتحة ما هي إلا مجرد بداية لممر يؤدي إلى المقبرة، وَجدت الفرقة سبعة قتلى بالمكان ومصاب تبين أنهم حرس تلك المقبرة، أشاد المصاب بأن هناك شيء غريب هاجمهم وأطلق عليهم الرصاص عندما قاوموه منذ بضع دقائق، هذا يعني أن آنوبيس الآن بالداخل.
أخذ العلماء بتجهيز المعدات والشاشات وكشافات الإضاءة، تراصت أفراد الفرقة تبعًا للخطة التي وضعت مُسبقًا، أمر المقدم أربعة جنود بالتقدم بعد ما قام بتزويد أحدهم بكاميرا لتبث ما يحدث بالداخل على الشاشة الجهاز، تقدم الجنود بحذر ثم تسللوا إلى المقبرة.
يتقدم ثلاثة جنود يتبعهم الجندي الرابع الذي يحمل الكاميرا، خطوة تتلوها خطوة تتلوها أخرى، في إحدى الخطوات هبط المكعب الصخرى الذي خطى عليه أحد الجنود، أهتزت الأرض، عم الغبار المكان، انطلقت سهام من ثقوب سرية في حوائط الممر لتخترق بعضها الأجساد والبعض يسكن بها إضافة إلى عدد من الأسهم الزائدة الطائشة.
ذُعر المقدم محمود مما رأى، لم يلاحظ الصخرة التي هبطت لأسفل كأنما هي زر تشغيل، كل مايدور في ذهنه الآن أن المُلقب بآنوبيس هذا ينصب فخًا لهم، أشار بالتحرك لخمسة جنود زود أحدهم بنفس نوع الكاميرا، بصوتٍ عالٍ:
-محتاجين تعزيزات تحت بسرعة، خلي بالكم عشان الهدف مسلح.
بخطوات بطيئة تحرك الجنود الخمسة على هيئة نجم كي يقوموا بتغطية بعضهم البعض، نزلوا إلى الممر، كادوا أن يصلو لجثث أصدقائهم إلا أن حدثت نفس الكرة، هبط مكعب حجري آخر نتيجة ضغط قدم أحد الجنود عليه، مجموعة آخرى من السهام أطلق سراحها لتمضي في طريقها فهي تعرفه جيدًا، انطلقت السهام معلنة عن خمسة قتلى جُدد في هذا الممر الضيق المظلم.
لامجال لذلك العبث الآن، كيف مات هؤلاء، طفح الكيل، انتفض مكانه راكلًا كرسيه، ظل يصرخ لمرة أخرى:
-أجمع الفرقة، وضع الاقتحام استعد
نظر لعالمي الآثار بعنف:
-احتمال نحتاجكم معانا تحت، أجهزوا
بعد ثلاث دقائق أصبح كل شيء جاهز، شرع المقدم في الحركة تجاه المقبرة التي لم تعد مقبرة لمصري قديم فقط، تحركوا جميعًا باستراتيجية معينة، وصل الخوف لجميع القلوب، بل تمكن منها تمكن تام، الكل الآن يوقن أنه معرض للقتل من قبل شبح في أية لحظة، حاول أحد العلماء التباطئ في الحركة حتى يأخذ وقته في الاستكشاف لعله يجد شيء لفك اللغز، بخطواته المنتظمة استمر على السير حتى توقف فجأة:
-اثباااااااااات، كله يثبت مكانه.
لم يكترث المقدم محمود وتابع السير حتى حدث نفس الشيء، هبط حجر صخري آخر لكن تلك المرة أعلن عن هزة في المكان بأكمله تابعها سقوط صخور كبيرة من سقف الممر لتدفن الفرقة بأكملها.
بعد فترة
تم إنقاذ المقدم محمود والعالم مينا إبراهيم واثنين من أفراد الفرقة مع العلم أن لكل منهم إصابات بالغة جدًا، لم يتم العثور عن أي شخص آخر على قيد الحياة، تم نقل الحجاورة وتجديد الممر وسوف تفتتح المقبرة بشكل رسمي فيما بعد.
بعد مرور شهر
عاد المقدم محمود إلى مكتبه بعد أن تعافت عظامه وجراحه نسبيًا، دلف إلى مكتبه ليجد مظروفًا على الطاولة بعنوان (من آنوبيس)، جلبه بسرعة ثم جلس على كرسيه ليقرأ تلك الرسالة التي أرسلها الوغد، يتمنى لو يراه ليحطم عظام وجهه، قام بفتح الرسالة وبدأ بالقراءة:
-لقد حاولت البحث عني لكن دون جدوى، أنا أكثر من مجرد سارق حقير أيها المقدم، صدقني لم يكن لي صلة بموت أحد من فرقتك أو حتى إصابتهم، كما ذكرت أنني أكثر من مجرد سارق، ما لا تعرفه يا سيادة المقدم أن المقبرة لم تفتح بشكل رسمي بالتالي المقبرة ليس آمنة وهذا ما حدث بالضبط، لقد وضع أجدادنا بعض الفخاخ الديناميكية للإيقاع باللصوص والفتك بهم كي لا يزعجوا الموتى ولحسن الحظ أنا على علم بتلك الفخاخ جميعًا، بل أعرف كيفية أجتنبها بينما أنتم لا، سمعت صراخ أحد فرقتك يأمركم بعدم التحرك، أراهنك أن قدمه ذلت وقد اكتشف الأمر لكن أحدكم سبقه بخطوة تسببت في دمار الممر وهلاككم.
أيها المقدم، اتركني أفعل ما أنوي فعله وأعدك أن أعيد لك شخصيًا كل شيء آخذته من قبر أو متحف في حين إن حاولت البحث عني فلن تجدني ولن تستطيع كشف هويتي مهما فعلت، كل ما يجب أن تعرفه عني فقط هو أني آنوبيس رمز الموت، لم نسمع عن إنسان يجد الموت، بل الموت هو من يجد الأُناس، اترك الموت وشأنه وسأفي بوعدي لك، آنوبيس.
محمد عبد القادر
التعليقات على الموضوع