رواية الكابو الحلقة31
الحلقة الحادية والثلاثون
شعرت (آسيا) بإنها كالمجنونة بعد أن استمعت لتلك المكالمة امسكت الهاتف وظلت تحاول الأتصال ب (يونس) ولكن دون جدوى فلم يكون يجيب على إتصالاتها إلقت الهاتف على المنضدة ثم وضعت رأسها بين كفى يدها وهى تشعر بأنها لا تستطع أن تتصرف ولكنها حاولت بكل جهدها أن تتذكر رقم لوحة سيارة (يونس) جيداً حتى قامت بكتابتها على ورقة ثم قامت بالإتصال بضابط من القاهرة وطلبت منه أن يبحث عن تلك السيارة ثم أتصلت ب (يونس) مرة آخرى ولكنه لم يكن يجيب على أى إتصال لها ٠٠
مرت ساعة طويلة عليها وهى لا تستطيع الوصول إلى (يونس) ومعرفة أى خبر عنه وما زاد جنونها أن هاتفه انطفئ فجاءة ولم يعد متاح للأتصال حتى جائها إتصال من الضابط الذى بالقاهرة فأجابت على الفور
-ايوة يا (ضياء) عرفت حاجة عن العربية ؟!
-العربية لاقينها ولعت وجوها شخص مات
وقعت السماعة من أيد (آسيا) وهى لم تكن تصدق ما سمعته للتو احقاً،مات (يونس) فقد قتله ذلك الوغد لقد مات (يونس) بسببها يا ليتها علمت من قبل أن ذلك الوضيع هو شريكاً ل (أنس) عادت بذكريتها إنه بدء أن يظهر مجدداً فى حياتها بعد أن تولت تلك القضية تلك القضية التى خسرت أهم شخص بحياتها بسببها وخسِرتها أيضاً انهمرت الدموع من عينيها وانزوت فى أحدى أركان الغرفة لمدة لا تعلمها ولكنها قررت أخيراً إنها ستذهب إليه لتودعه للمرة الأخيرة واقسمت بينها وبين نفسها إنها لن تترك من فعل ذلك ب (يونس) وستدخله السجن بالقريب سارت خارج مكتبها دون أن تتحدث أو تلفت لأى شخص يمر بجوارها كانت تشعر بدوار شديد ولكنها تحاملت على نفسها أرادت أن تتأكد إن كان من بالسيارة (يونس) أن كان مازال حى حتى ربما (ضياء) قد اخطئ ربما حدث أى شئ ربما استطاع (يونس) الفرار فلم تكن تستطع أن تتخيل أن (يونس) قد مات حقاً استقلت سيارتها وبدئت القيادة رغم أن عينيها مشوشتان بسبب البكاء كما أن اعصاب يدها كانت ترتعش فلم تكن تستطيع أن تتملك اعصابها حتى استمعت لصوت رسالة من هاتفها فأمسكت الهاتف لكى ترى من من تلك الرسالة ولكن اتت شاحنة كبيرة بسرعة عالية واصطدمت بسيارتها فسالت الدماء من رأسها وفقدت الوعى تماماً ٠٠
*****************
مر شهران كانت حالة (آسيا) تزداد سوءاً فظلت بهم بغيبوبة طويلة فاقدة للوعى حزن الجميع من أجلها وكانوا بجوارها دوماً لم يتركوها للحظة واحدة لم تتركها (برنسيس) ولو للحظة واحدة فقد شعرت بأن امانها قد تركها حتى (مراد) قد ترك شغلها وآتى من أجلها ظل لمدة شهر كامل بقربها ولكنه سافر من أجل أن يكمل عمله وفى نهاية كل اسبوع كان يقضى معها كل الوقت ٠٠
إما عن (أصالة) فقد قرر شقيقها أن يسافر إلى الإسكندرية من أجل أن يحسن حالة شقيقها بعد ما مرت به من فقدان (أنس) و إمتحانتها لعل حالتها الصحية تبدء أن تتحسن كما إنه لديه بعض الأعمال هناك عليه انجزها ٠٠
كانت (هايا) تشعر بالحزن لما حدث ل (آسيا) وكانت تزورها دوماً وتدعو لها الله من أجل أن تتحسن حالتها الصحية ورغم إنها وعدت (منصف) أن زوجهم سيتم بعد الأمتحانات إلا انها طلبت منه أن يؤجل إتمام الزفاف فحالتها الصحية والنفسية لا تتهيئا للزواج بعد كل تلك الأحداث التى مرت بها فتفهم هو ذلك الوضع ٠٠
وقد تمت خطبة (محمد) و (رحمة) بعد الإنتهاء من إمتحانتها ٠٠
*******************
استيقظت (أصالة) من النوم فقد وصلوا بالأمس إلى الأسكندرية وقررت أن تقف فى الشرفة الخاصة بغرفتها نظرت بعيداً للمنزل المقابل لها وتذكرت منقذها ذاك تذكرته !! هى اصلاً لم تنساه اخذت نفس عميق ولا تستطع أن تعلم لما تفكر به ظلت تقف فى الشرفة لبعض الوقت تنتظر ربما يخرج من ذلك المنزل وتراه لعلها تستطع أن تشكره بحق ولكن دون جدوى بعد نصف ساعة من الأنتظار وجدت أحدهم يخرج لحديقة المنزل ابتسمت وشعرت بأنه يوجد شئ ما ليس على ما يرام بها ولكن سرعان ما تجهم وجهها حين رأت أن الشخص الذى خرج من للحديقة ليس هو صحيح إنها لم ترى ذلك المنقذ إلا مرتين إلا إنها تحفظ معالم وجهه جيداً اذا فهذا المنزل لا يخصه ربما كان يؤجر هذا المنزل فلا مجال أن ترى المنقذ مرة أخرى عضت شفتاها بغيظ شديد ودلفت داخل غرفتها وهى تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة ٠٠
********************
جلس (فاروق) مع (برنسيس) على طاولة فى مطعم بعد أن اقنعها بأعجوبة أن جلوسها بجوار (آسيا) لن يغير ما حدث نظر لها وجدها قد فقدت بعض الكيلوجرامات من وزنها كما أن عينيها حمروتان من كثرة البكاء على شقيقتها شعر بالحزن من أجلها ثم نظر لها وقال
-وبعدين يا (برنسيس) ؟! هتفضلى كده أنا مش مستعد إنك تضيعى منى وتسبينى أنتى بتموتى نفسك بالبطئ كده
نظرت (برنسيس) فى عينه ثم تحدثت
-أنت عارف أن (آسيا) هى كل حياتى هى أختى وأمى وأمانى من قبل ما اعرفك كنت بعتبرها هى الراجل بتاعى لو جرى ل (آسيا) حاجة أنا مقدرش اعيش من غيرها يا (فاروق)
شعر (فاروق) بالضجر والغضب ربما غيرة نعم هى غيرة ولكنها ليست غيرة مجنونة كالتى بين العشاق بل غيرة من نوع اخر يريد منها أن لا تعتمد على أحد سواه حتى وإن كانت أنثى حتى وإن كانت شقيقتها ولكنه يعلم جيداً إن شعوره ذلك ليس عليه أن يشعر به ففقدان الصديق والاخ ليس بالشئ الهين أخذ نفس عميق ونظر فى عينيها ثم قال
-وأنا يا (برنسيس) مش هتقدرى تتمسكى بالدنيا لو انا فيها
مسحت (برنسيس) دموعها ثم قالت
-أنت عارف اكإنى بحبك وأنى مقدرش اعيش من غيرك عارف ده كويس بس دى (آسيا) يا (فاروق) أنت مش متخيل علاقتى بيها عاملة ازاى
-عارف وحاسس بيكى إنك تفقدى شخص عزيز عليكى ده شئ مؤلم وشعور ماحبكيش تتحطى فيه ولا اتمنى حتى فى خيالى إنك تدوقيه لانه شعور صعب جداً ٠٠ لكن اللى أنتى فيه ده مش حل أنتى حتى فى إمتحاناتك مكنتيش بتذاكرى كنت بذاكر ليكى بالعافية باخدك تروحى الامتحان بالعافية حسى بيا يا (برنسيس) شوية أنا مش هستحمل خسارتك
ابتلعت (برنسيس) ريقها بعد أن استشعرت خوفه وقلقه عليها ثم قالت
-ح٠٠ حاصر ممكن تهدى أنا مش بحب اشوفك كده
ابتسم (فاروق) قليلاً ثم قال
-أنا بحبك أنتى ٠٠
شعرت بالخجل ونظرت لإسفل فأكمل (فاروق) بسمته على تلك الجميلة خاصته ٠٠
*******************
بينما كانت (هايا) فى المنزل تحضر طعام الغداء من أجلها هى و (منصف) وهى شاردة الذهن تفكر فى كل ما حدث لها فى الفترة الأخيرة لقد فقدت شقيقها صحيح إنها كسبت وجود (منصف) بجوارها ولكن شعورها دوماً إنها ضعيفة بدون عائلة يجعلها تشعر بالخوف من المستقبل ماذا لو كف (منصف) عن حبها ماذا لو طردها من المنزل إلى اين ستذهب وهى ليس لديها أى مأوى وجدت نفسها تبكى ولا تعرف لما تأتى إليها كل تلك الأفكار ف (منصف) لم يعاملها معاملة سيئة ابداً ولم يكف يوماً عن حبها لما تفكر بالسوء ٠٠
اشتم (منصف) بالخارج رائحة طعام تحترق فأسرع نحو المطبخ وجد (هايا) تقف أمام البوتاجاز وهى تبكى ولا تنتبه لرائحة الدخان والطعام الذى يحترق أمامها فأسرع نحوها وأغلق تلك الشعلة ثم نظر لها بقلق وقال
-بتعيطى ليه ؟!
لم تنتبه (هايا) لحديثه فى البداية فتحدث (منصف) بنبرة عالية نوعاً ما
-(هايا) مالك ايه اللى حصل ؟!
انتبهت (هايا) لصوته فاسرعت لتمسح دموعها بيدها وإلتفت حتى لا يراها فوقف (منصف) أمامها ثم قال
-(هايا) حصل ايه ؟!
نظرت (هايا) فى عيونه التى تعشقها ثم قالت
-خايفة ٠٠ خايفة تتغير عليا فى يوم يا (منصف) عشان أنا مليش حد او تستضعفنى أو تزهق منى وترمينى خايفة خايفة ازاى يجى اليوم ده مش هقدر اتحمله
نظر (منصف) لها بذهول وهو لا يعلم سر تفكيرها ذاك فقال
-هو أنا صدر منى شئ خلاكى تفكرى فى كده !!
هزت رأسها نافية ثم أجابته
-انا مليش حد غيرك يا (منصف) أنت ملجئى الوحيد بس أنا معرفش المستقبل مخبى ايه ؟!
أمسك يدها ثم طبع قبلة رقيقة على يدها ونظر فى عينيها ثم تحدث بهدوء
-مش عاوز ازعل منك يا (هايا) أنا مقدرش اعيش من غيرك لحظة واحدة أنا لو زعلان ابقى زعلان من نفسى إنى خليتك تفكرى بالطريقة دى اكيد حصل منى حاجة خلتك تفكرى كده
هزت رأسها نافية فتابع (منصف)
-يبقى ارجوكى شيلى الكلام الفارغ ده من دماغك نهائى وأنا هثبتلك أن كل ده أوهام فى دماغك مش اكتر
ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه (هايا) فأبتسم (منصف) لبسمتها ثم قال
-تعالى بقى اعلمك ازاى تقلى بيض بدل اللى حرقتيه ده ٠٠
*******************
فى المساء كان (نادر) لديه اجتماع فى أحدى الفنادق الضخمة فطلب من (أصالة) أن تأتى وسيجعلها تتناول العشاء معه بعد الأنتهاء من ذلك الأجتماع حجز لها طاولة بالقرب من الطاولة التى عليها ذاك الأجتماع وطلب منها أن تنتظره حتى يفرغ من عمله فهزت (أصالة) رأسها بالإيجاب ثم جلست على الطاولة شعرت فى البداية بملل شديد لذا امسكت هاتفها وظلت تعبث به قليلاً حتى ملت فرفعت رأسها لتتأمل الفندق فقد بدى فندق ضخم للغاية من حيث طرازه وأساسه ويبدو أن الإقامة فيه باهظة الثمن والطعام أيضاً ابتسمت لتذكرها شقيقها الذى يحاول إسعادها بكل الطرق حتى نظرت على طاولة بعيدة وصدمت من الجالس هناك رمشت بعينيها عدة مرات وهى لا تصدق فقد كان هو هو منقذها ابتسمت قليلاً،ووجدت نفسها تنهض عن الطاولة وتقترب منه وهو يتناول طعامه وقفت أمام الطاولة الخاصة به وقالت
-ممكن أخد من وقتك دقيقة ؟!
رفع هو رأسه له ثم قال بهدوء شديد
-خير يا فندم
ابتلعت (أصالة) ريقها ثم قالت
-أنت مش فاكرنى ؟!
شعر بأنه قد رأى تلك العيون من قبل ولكنه لا يتذكر لذا هز رأسه نافيا فشعرت (أصالة) بإحباط شديد وظهر ذلك جيداً على وجهها فتابع هو
-بس تقدرى تقعدى ٠٠ خير فيه حاجة ؟!
شعرت (أصالة) بتوتر كبير ولكنها تعلم جيداً أن تلك الفرصة لن تتعوض مرة آخرى لذا وجدت نفسها تجلس على المقعد الذى امامه
-كنت حابة اشكرك ٠٠ أنا (أصالة) (أصالة رؤوف المعدواى) كنت بغرق هنا يجى من 4 شهور كده وحضرتك انقذتنى مسعدتنيش الظروف إنى اشكرك الشكر اللى تستاهله فلما شفتك تانى حبيت اشكرك بنفسى
تذكر على الفور الحادثة الخاصة بتلك الفتاة فأبتسم ثم قال
-مفيش داعى للشكر انا معملتش غير اللى أى شخص كان لازم يعمله
زمت (أصالة) شفتاها ثم قالت
-واضح أن حضرتك مش فاكرنى اصلاً عموما أنا قلت اشكرك و ٠٠
قاطعها قائلاً
-لا افتكرتك وسعيد أن شايفك بصحة احسن من المرة اللى فاتت
شعرت (أصالة) بسعادة كبيرة ولا تعرف سببها فقط لأنه تذكرها ولكنها شعرت بالأحراج أيضاً ونظرت تجاه الطاولة التى يجلس بها شقيقها وجدت أن تركيزه كله منصب على العمل ولا يلاحظ وجودها مع ذلك الغريب فأخذت نفس عميق ولم تجد أى سبب بإنها تجلس مع ذلك الغريب أكثر من ذلك تمنت فقط أن تعرف اسمه ولكنها لا تقوى على سؤاله ولكنها سمعته يقول
-سعيد أن شفتك بخير يا (أصالة) ٠٠ اسمى (مراد رفعت)
ابتسمت (أصالة) لمعرفتها بأسمه ثم قالت
-طيب ٠٠ أنا ٠٠ أنا مضطرة اقوم بقى وشكرا لتانى مرة
هز (مراد) رأسه بتفهم شعرت بخيبة أمل ولا تعرف سببها ولكنه لما بالأساس سيطلب منها الجلوس لمدة أكثر فنهضت عن الطاولة وذهبت للطاولة الخاصة بها وظلت تراقبه وهو يتناول طعامه دون أن يراها حتى وجدت فتاة اجنبية تقترب من الطاولة الخاصة به وجلست بجواره وليس هذا فقط بل ابتسم لها (مراد) ابتسامة رائعة ابرزت وسامته الشديدة وطلب لها الطعام حينها شعرت (أصالة) بالدماء تغلى فى عروقها ٠٠
**********************
كانت (آسيا) مستلقية على الفراش الخاص بها فى المشفى مغمضة العينان ولكنها تراه فى أحلامها أمامها يمسك يدها ويطلب منها أن تظل بجواره أكثر وأكثر ابتسمت له (آسيا) وقالت
-أنا مش عاوزة اسيبك يا (يونس) ٠٠ الاحلام بس اللى بقدر اشوفك فيها عشان كده مش عاوزة اصحى
-أنا عايزك تفضلى جنبى ع طول متسبنيش يا (آسيا)
لم تعلم لما سمعت ذلك الصوت بالقرب منها بالقرب من أذنها احساس غريب الذى تشعر به تشعر إنها تسمع صوته داخل الحلم وخارجه أيضاً انتفضت كثيراً وهى نائمة على فراشها فأمسك يدها شخص ما وصرخ بها وقال
-(آسيا) انتى سامعانى ؟! ٠٠
شعرت (آسيا) بإنها كالمجنونة بعد أن استمعت لتلك المكالمة امسكت الهاتف وظلت تحاول الأتصال ب (يونس) ولكن دون جدوى فلم يكون يجيب على إتصالاتها إلقت الهاتف على المنضدة ثم وضعت رأسها بين كفى يدها وهى تشعر بأنها لا تستطع أن تتصرف ولكنها حاولت بكل جهدها أن تتذكر رقم لوحة سيارة (يونس) جيداً حتى قامت بكتابتها على ورقة ثم قامت بالإتصال بضابط من القاهرة وطلبت منه أن يبحث عن تلك السيارة ثم أتصلت ب (يونس) مرة آخرى ولكنه لم يكن يجيب على أى إتصال لها ٠٠
مرت ساعة طويلة عليها وهى لا تستطيع الوصول إلى (يونس) ومعرفة أى خبر عنه وما زاد جنونها أن هاتفه انطفئ فجاءة ولم يعد متاح للأتصال حتى جائها إتصال من الضابط الذى بالقاهرة فأجابت على الفور
-ايوة يا (ضياء) عرفت حاجة عن العربية ؟!
-العربية لاقينها ولعت وجوها شخص مات
وقعت السماعة من أيد (آسيا) وهى لم تكن تصدق ما سمعته للتو احقاً،مات (يونس) فقد قتله ذلك الوغد لقد مات (يونس) بسببها يا ليتها علمت من قبل أن ذلك الوضيع هو شريكاً ل (أنس) عادت بذكريتها إنه بدء أن يظهر مجدداً فى حياتها بعد أن تولت تلك القضية تلك القضية التى خسرت أهم شخص بحياتها بسببها وخسِرتها أيضاً انهمرت الدموع من عينيها وانزوت فى أحدى أركان الغرفة لمدة لا تعلمها ولكنها قررت أخيراً إنها ستذهب إليه لتودعه للمرة الأخيرة واقسمت بينها وبين نفسها إنها لن تترك من فعل ذلك ب (يونس) وستدخله السجن بالقريب سارت خارج مكتبها دون أن تتحدث أو تلفت لأى شخص يمر بجوارها كانت تشعر بدوار شديد ولكنها تحاملت على نفسها أرادت أن تتأكد إن كان من بالسيارة (يونس) أن كان مازال حى حتى ربما (ضياء) قد اخطئ ربما حدث أى شئ ربما استطاع (يونس) الفرار فلم تكن تستطع أن تتخيل أن (يونس) قد مات حقاً استقلت سيارتها وبدئت القيادة رغم أن عينيها مشوشتان بسبب البكاء كما أن اعصاب يدها كانت ترتعش فلم تكن تستطيع أن تتملك اعصابها حتى استمعت لصوت رسالة من هاتفها فأمسكت الهاتف لكى ترى من من تلك الرسالة ولكن اتت شاحنة كبيرة بسرعة عالية واصطدمت بسيارتها فسالت الدماء من رأسها وفقدت الوعى تماماً ٠٠
*****************
مر شهران كانت حالة (آسيا) تزداد سوءاً فظلت بهم بغيبوبة طويلة فاقدة للوعى حزن الجميع من أجلها وكانوا بجوارها دوماً لم يتركوها للحظة واحدة لم تتركها (برنسيس) ولو للحظة واحدة فقد شعرت بأن امانها قد تركها حتى (مراد) قد ترك شغلها وآتى من أجلها ظل لمدة شهر كامل بقربها ولكنه سافر من أجل أن يكمل عمله وفى نهاية كل اسبوع كان يقضى معها كل الوقت ٠٠
إما عن (أصالة) فقد قرر شقيقها أن يسافر إلى الإسكندرية من أجل أن يحسن حالة شقيقها بعد ما مرت به من فقدان (أنس) و إمتحانتها لعل حالتها الصحية تبدء أن تتحسن كما إنه لديه بعض الأعمال هناك عليه انجزها ٠٠
كانت (هايا) تشعر بالحزن لما حدث ل (آسيا) وكانت تزورها دوماً وتدعو لها الله من أجل أن تتحسن حالتها الصحية ورغم إنها وعدت (منصف) أن زوجهم سيتم بعد الأمتحانات إلا انها طلبت منه أن يؤجل إتمام الزفاف فحالتها الصحية والنفسية لا تتهيئا للزواج بعد كل تلك الأحداث التى مرت بها فتفهم هو ذلك الوضع ٠٠
وقد تمت خطبة (محمد) و (رحمة) بعد الإنتهاء من إمتحانتها ٠٠
*******************
استيقظت (أصالة) من النوم فقد وصلوا بالأمس إلى الأسكندرية وقررت أن تقف فى الشرفة الخاصة بغرفتها نظرت بعيداً للمنزل المقابل لها وتذكرت منقذها ذاك تذكرته !! هى اصلاً لم تنساه اخذت نفس عميق ولا تستطع أن تعلم لما تفكر به ظلت تقف فى الشرفة لبعض الوقت تنتظر ربما يخرج من ذلك المنزل وتراه لعلها تستطع أن تشكره بحق ولكن دون جدوى بعد نصف ساعة من الأنتظار وجدت أحدهم يخرج لحديقة المنزل ابتسمت وشعرت بأنه يوجد شئ ما ليس على ما يرام بها ولكن سرعان ما تجهم وجهها حين رأت أن الشخص الذى خرج من للحديقة ليس هو صحيح إنها لم ترى ذلك المنقذ إلا مرتين إلا إنها تحفظ معالم وجهه جيداً اذا فهذا المنزل لا يخصه ربما كان يؤجر هذا المنزل فلا مجال أن ترى المنقذ مرة أخرى عضت شفتاها بغيظ شديد ودلفت داخل غرفتها وهى تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة ٠٠
********************
جلس (فاروق) مع (برنسيس) على طاولة فى مطعم بعد أن اقنعها بأعجوبة أن جلوسها بجوار (آسيا) لن يغير ما حدث نظر لها وجدها قد فقدت بعض الكيلوجرامات من وزنها كما أن عينيها حمروتان من كثرة البكاء على شقيقتها شعر بالحزن من أجلها ثم نظر لها وقال
-وبعدين يا (برنسيس) ؟! هتفضلى كده أنا مش مستعد إنك تضيعى منى وتسبينى أنتى بتموتى نفسك بالبطئ كده
نظرت (برنسيس) فى عينه ثم تحدثت
-أنت عارف أن (آسيا) هى كل حياتى هى أختى وأمى وأمانى من قبل ما اعرفك كنت بعتبرها هى الراجل بتاعى لو جرى ل (آسيا) حاجة أنا مقدرش اعيش من غيرها يا (فاروق)
شعر (فاروق) بالضجر والغضب ربما غيرة نعم هى غيرة ولكنها ليست غيرة مجنونة كالتى بين العشاق بل غيرة من نوع اخر يريد منها أن لا تعتمد على أحد سواه حتى وإن كانت أنثى حتى وإن كانت شقيقتها ولكنه يعلم جيداً إن شعوره ذلك ليس عليه أن يشعر به ففقدان الصديق والاخ ليس بالشئ الهين أخذ نفس عميق ونظر فى عينيها ثم قال
-وأنا يا (برنسيس) مش هتقدرى تتمسكى بالدنيا لو انا فيها
مسحت (برنسيس) دموعها ثم قالت
-أنت عارف اكإنى بحبك وأنى مقدرش اعيش من غيرك عارف ده كويس بس دى (آسيا) يا (فاروق) أنت مش متخيل علاقتى بيها عاملة ازاى
-عارف وحاسس بيكى إنك تفقدى شخص عزيز عليكى ده شئ مؤلم وشعور ماحبكيش تتحطى فيه ولا اتمنى حتى فى خيالى إنك تدوقيه لانه شعور صعب جداً ٠٠ لكن اللى أنتى فيه ده مش حل أنتى حتى فى إمتحاناتك مكنتيش بتذاكرى كنت بذاكر ليكى بالعافية باخدك تروحى الامتحان بالعافية حسى بيا يا (برنسيس) شوية أنا مش هستحمل خسارتك
ابتلعت (برنسيس) ريقها بعد أن استشعرت خوفه وقلقه عليها ثم قالت
-ح٠٠ حاصر ممكن تهدى أنا مش بحب اشوفك كده
ابتسم (فاروق) قليلاً ثم قال
-أنا بحبك أنتى ٠٠
شعرت بالخجل ونظرت لإسفل فأكمل (فاروق) بسمته على تلك الجميلة خاصته ٠٠
*******************
بينما كانت (هايا) فى المنزل تحضر طعام الغداء من أجلها هى و (منصف) وهى شاردة الذهن تفكر فى كل ما حدث لها فى الفترة الأخيرة لقد فقدت شقيقها صحيح إنها كسبت وجود (منصف) بجوارها ولكن شعورها دوماً إنها ضعيفة بدون عائلة يجعلها تشعر بالخوف من المستقبل ماذا لو كف (منصف) عن حبها ماذا لو طردها من المنزل إلى اين ستذهب وهى ليس لديها أى مأوى وجدت نفسها تبكى ولا تعرف لما تأتى إليها كل تلك الأفكار ف (منصف) لم يعاملها معاملة سيئة ابداً ولم يكف يوماً عن حبها لما تفكر بالسوء ٠٠
اشتم (منصف) بالخارج رائحة طعام تحترق فأسرع نحو المطبخ وجد (هايا) تقف أمام البوتاجاز وهى تبكى ولا تنتبه لرائحة الدخان والطعام الذى يحترق أمامها فأسرع نحوها وأغلق تلك الشعلة ثم نظر لها بقلق وقال
-بتعيطى ليه ؟!
لم تنتبه (هايا) لحديثه فى البداية فتحدث (منصف) بنبرة عالية نوعاً ما
-(هايا) مالك ايه اللى حصل ؟!
انتبهت (هايا) لصوته فاسرعت لتمسح دموعها بيدها وإلتفت حتى لا يراها فوقف (منصف) أمامها ثم قال
-(هايا) حصل ايه ؟!
نظرت (هايا) فى عيونه التى تعشقها ثم قالت
-خايفة ٠٠ خايفة تتغير عليا فى يوم يا (منصف) عشان أنا مليش حد او تستضعفنى أو تزهق منى وترمينى خايفة خايفة ازاى يجى اليوم ده مش هقدر اتحمله
نظر (منصف) لها بذهول وهو لا يعلم سر تفكيرها ذاك فقال
-هو أنا صدر منى شئ خلاكى تفكرى فى كده !!
هزت رأسها نافية ثم أجابته
-انا مليش حد غيرك يا (منصف) أنت ملجئى الوحيد بس أنا معرفش المستقبل مخبى ايه ؟!
أمسك يدها ثم طبع قبلة رقيقة على يدها ونظر فى عينيها ثم تحدث بهدوء
-مش عاوز ازعل منك يا (هايا) أنا مقدرش اعيش من غيرك لحظة واحدة أنا لو زعلان ابقى زعلان من نفسى إنى خليتك تفكرى بالطريقة دى اكيد حصل منى حاجة خلتك تفكرى كده
هزت رأسها نافية فتابع (منصف)
-يبقى ارجوكى شيلى الكلام الفارغ ده من دماغك نهائى وأنا هثبتلك أن كل ده أوهام فى دماغك مش اكتر
ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه (هايا) فأبتسم (منصف) لبسمتها ثم قال
-تعالى بقى اعلمك ازاى تقلى بيض بدل اللى حرقتيه ده ٠٠
*******************
فى المساء كان (نادر) لديه اجتماع فى أحدى الفنادق الضخمة فطلب من (أصالة) أن تأتى وسيجعلها تتناول العشاء معه بعد الأنتهاء من ذلك الأجتماع حجز لها طاولة بالقرب من الطاولة التى عليها ذاك الأجتماع وطلب منها أن تنتظره حتى يفرغ من عمله فهزت (أصالة) رأسها بالإيجاب ثم جلست على الطاولة شعرت فى البداية بملل شديد لذا امسكت هاتفها وظلت تعبث به قليلاً حتى ملت فرفعت رأسها لتتأمل الفندق فقد بدى فندق ضخم للغاية من حيث طرازه وأساسه ويبدو أن الإقامة فيه باهظة الثمن والطعام أيضاً ابتسمت لتذكرها شقيقها الذى يحاول إسعادها بكل الطرق حتى نظرت على طاولة بعيدة وصدمت من الجالس هناك رمشت بعينيها عدة مرات وهى لا تصدق فقد كان هو هو منقذها ابتسمت قليلاً،ووجدت نفسها تنهض عن الطاولة وتقترب منه وهو يتناول طعامه وقفت أمام الطاولة الخاصة به وقالت
-ممكن أخد من وقتك دقيقة ؟!
رفع هو رأسه له ثم قال بهدوء شديد
-خير يا فندم
ابتلعت (أصالة) ريقها ثم قالت
-أنت مش فاكرنى ؟!
شعر بأنه قد رأى تلك العيون من قبل ولكنه لا يتذكر لذا هز رأسه نافيا فشعرت (أصالة) بإحباط شديد وظهر ذلك جيداً على وجهها فتابع هو
-بس تقدرى تقعدى ٠٠ خير فيه حاجة ؟!
شعرت (أصالة) بتوتر كبير ولكنها تعلم جيداً أن تلك الفرصة لن تتعوض مرة آخرى لذا وجدت نفسها تجلس على المقعد الذى امامه
-كنت حابة اشكرك ٠٠ أنا (أصالة) (أصالة رؤوف المعدواى) كنت بغرق هنا يجى من 4 شهور كده وحضرتك انقذتنى مسعدتنيش الظروف إنى اشكرك الشكر اللى تستاهله فلما شفتك تانى حبيت اشكرك بنفسى
تذكر على الفور الحادثة الخاصة بتلك الفتاة فأبتسم ثم قال
-مفيش داعى للشكر انا معملتش غير اللى أى شخص كان لازم يعمله
زمت (أصالة) شفتاها ثم قالت
-واضح أن حضرتك مش فاكرنى اصلاً عموما أنا قلت اشكرك و ٠٠
قاطعها قائلاً
-لا افتكرتك وسعيد أن شايفك بصحة احسن من المرة اللى فاتت
شعرت (أصالة) بسعادة كبيرة ولا تعرف سببها فقط لأنه تذكرها ولكنها شعرت بالأحراج أيضاً ونظرت تجاه الطاولة التى يجلس بها شقيقها وجدت أن تركيزه كله منصب على العمل ولا يلاحظ وجودها مع ذلك الغريب فأخذت نفس عميق ولم تجد أى سبب بإنها تجلس مع ذلك الغريب أكثر من ذلك تمنت فقط أن تعرف اسمه ولكنها لا تقوى على سؤاله ولكنها سمعته يقول
-سعيد أن شفتك بخير يا (أصالة) ٠٠ اسمى (مراد رفعت)
ابتسمت (أصالة) لمعرفتها بأسمه ثم قالت
-طيب ٠٠ أنا ٠٠ أنا مضطرة اقوم بقى وشكرا لتانى مرة
هز (مراد) رأسه بتفهم شعرت بخيبة أمل ولا تعرف سببها ولكنه لما بالأساس سيطلب منها الجلوس لمدة أكثر فنهضت عن الطاولة وذهبت للطاولة الخاصة بها وظلت تراقبه وهو يتناول طعامه دون أن يراها حتى وجدت فتاة اجنبية تقترب من الطاولة الخاصة به وجلست بجواره وليس هذا فقط بل ابتسم لها (مراد) ابتسامة رائعة ابرزت وسامته الشديدة وطلب لها الطعام حينها شعرت (أصالة) بالدماء تغلى فى عروقها ٠٠
**********************
كانت (آسيا) مستلقية على الفراش الخاص بها فى المشفى مغمضة العينان ولكنها تراه فى أحلامها أمامها يمسك يدها ويطلب منها أن تظل بجواره أكثر وأكثر ابتسمت له (آسيا) وقالت
-أنا مش عاوزة اسيبك يا (يونس) ٠٠ الاحلام بس اللى بقدر اشوفك فيها عشان كده مش عاوزة اصحى
-أنا عايزك تفضلى جنبى ع طول متسبنيش يا (آسيا)
لم تعلم لما سمعت ذلك الصوت بالقرب منها بالقرب من أذنها احساس غريب الذى تشعر به تشعر إنها تسمع صوته داخل الحلم وخارجه أيضاً انتفضت كثيراً وهى نائمة على فراشها فأمسك يدها شخص ما وصرخ بها وقال
-(آسيا) انتى سامعانى ؟! ٠٠
التعليقات على الموضوع