إبحث عن موضوع

رواية الكاجو الحلفة 28

الحلقة الثامنة والعشرون

نظر لها (يونس) وهو لا يصدق إنها جاءت لتراه ولابد أن خطيبة (فاروق) قد أخبرتها بإنه سيتزوج اليوم حاول كتم الفرحة التى بداخله ثم نظر لها بضيق فلم تتحمل هى نظرته تلك ثم رفعت يدها لكى تصفعه فأمسك هو يدها قبل أن تصفعه ونظر فى عينيها بغضب ثم قال
-انتى اتجننتى يا (آسيا)
تلألأت الدموع بداخل اعين (آسيا) وقالت له
-أنت ٠٠ أنت ليه مش عاوز تحس بيا
فى تلك اللحظة وجد (يونس) أمامه (محمد) و (فاروق) فآشار لهم بالدخول ثم  سحب (آسيا) نحو الداخل ليأخذها بعيداً عنهم فى الشرفة وضعت (آسيا) كلتا يداها على وجهها وظلت تبكى فتركها هو حتى تهدأ ثم مسحت هى دموعها وقالت
-أنت خلاص بطلت تحبنى مش كده ؟! واضح إنى مبقتش فارقة معاك ولا أحنا هنفضل نضيع عمرنا فى أن كل واحد بنتقم من التانى بشوية
رفع هو إحدى حاجبيه ثم قال
-أنتى عاوزة ايه يا (آسيا) ؟!
-عاوزة اعرف أنت ليه بتعمل معايا كده ٠٠ أنت لو بتحبنى بجد مستحيل تبقى واقف وشايفنى بتعذب كده أنا كان ليا مبررى فى الأول أنا مكنتش شايفة قدامى ولا حاسة بقلبى اللى كان بيدق ليك ٠٠ أنت السبب ع طول تهينى كأنثى وبتكلم  عليا مع صحابتك عملت زيه زى (عزت) بالظبط عاوزنى طول الوقت مانيكان بيعرضها فى باترينا لازم تبقى ع سنجة عشرة طول الوقت يتباهى بيا وسط صحابه ولو معملتش اللى هو عاوزه يروح يشتكى لاصحابه ويقولهم أنا ايه اللى وقعنى الوقعة دى مع واحدة حاسس انها راجل يارتنى كنت خطبت اختها الصغيرة اهى أحلى منها وأنثى عنها ٠٠ أنت كمان أنت فى أول مقابلة قابلتك فيها عينك كانت هتاكل اختى كلكوا زى بعض بس أنت مفكرتش فى أختى زيه عشان صاحبك بيحبها ٠٠
ثم آشارت بسبابتها وتابعت
-غلطانة إنى جيت لحد هنا ٠٠ اه غلطانة عشان أنا عمرى ما دوست ع كرامتى مع حد (عزت) اللى حبيته لما عمل زيك كده دوست عليه وركنته وقطعت علاقتى بيه لكن أنت ٠٠ أنت لا مش عارفة اعمل كده معاك ٠٠ أنت بتضعفنى مش قادرة حتى اقعد فى بيتنا لما عرفت إنك هتتجوز معرفتش لاقيت نفسى زى المجنونة لبست وجتلك وأنت ٠٠ أنا مش فارقة معاك من أساسه
نظر لها (يونس) وهو لا يصدق ما يسمعه منه ولكنها جعلت قلبه ينبض بحق وجد نفسه يمسك معصم يدها ويضمها إلى صدره فبكت هى على كتفه كثيراً فقال ممازحا إياها
-والمجنونة  اللى بتحبنى دى جاية بلبس رجالى عشان تغرينى عشان اوقف الجواز
ابتسمت (آسيا) رغم الدموع التى تملئ وجهها ثم ابتعدت عنه وقالت
-لسه متجوزتهاش صح ؟
-صح ٠٠ بس ده منظر تنزلى تقابلى بيه حبيبك ؟!
-أنا مش هتغير يا (يونس) أنت حبتنى وأنا كده متطلبش إنى اغير من نفسى شئ
-لبسك لازم ميبقاش رجالى يا (آسيا) ٠٠ّده ليكى مش ليا ٠٠ أنا اتعودت ع طنط كشر اللى جواكى دى
-(يووووونس)
-أنا اصلاً مكنتش هتجوزها ٠٠ أنا جبتلها خطيبها عشان يمنعها من الجنان ده ٠٠ وعمرى ما كنت هعاقب نفسى واتجوز واحدة مبحبهاش عشان اعلمك الادب يعنى
شعرت هى بالضيق ثم لكمته فى وجهه على حين غرة وقالت بغضب
-اومال مبتردش عليا ليه ؟!
مسح (يونس) آثر تلك اللكمة ثم نظر لها وقال
-ده مش اسلوب ابداً نتعامل بيه ٠٠ احترمى نفسك بدل ما امد ايدى عليكى بسبب وبدون سبب
-متقدرش
مسك هو معصم يدها بشدة فلاحظ إنها تتألم ولكنها تحدثت ببرود
-مبتوجعش ع فكرة
هز هو رأسه باسى وترك يدها لعلمه إنها تتألم حقا ثم قال
-اتهدى بقى
عقدت يدها نحو صدرها ثم قالت
-اتهديت
-بس تعرفى أحلى حاجة لما نتجوز ايه ؟
نظرت (آسيا) بخجل وعضت شفتاها بخجل ثم نظرت لأسفل فتابع (يونس)
-أن دولابنا هيبقى واحد لبسنا زى بعض
صرت (آسيا) على أسنانها ثم لوحت بيدها نحو صدره لتضربه بشدة فتألم هو قليلاً ثم ضحك عليها كثيراً ٠٠
****************
قص (منصف) على (هايا) كل شئ قد حدث وكيف عرف أن (أنس) تاجر سلاح وكيف شارك بالقبض عليه فجلست (هايا) على الفراش الخاص بها فأبتلع (منصف) ريقه ثم قال
-انا راضى باللى انتى تقوليه ٠٠ حقك إنك ٠٠
قاطعته (هايا) ثم قالت
-اين كان اللى عملته فهو كان صح (أنس) هددك بحياتك
ثم نظرت لإسفل وتابعت
-صحيح أنت شاركت فى القبض ع اخويا بس ٠٠ بس هو يستاهل وأنا فخورة بيك يا (منصف)
ابتسم (منصف) قليلاً ثم ركع أمامها وهى جالسة على الفراش ثم قال
-المأذون زمانه جاى ٠٠ موافقة تتجوزينى
فتحت (هايا) فمها وهى لا تصدق ما يقوله ثم رمشت قليلاً فتابع هو
-وجودك جنب راجل تانى بدون مبرر مضايقنى يا (هايا) ربنا يعلم الأيام اللى فاتت عدت عليا ازاى بس مكنتش راضى اخليكى تشوفينى عشان عارفك عنادية وطايشة
-ب٠٠ بس جواز ايه ا٠٠ أنت اكييد بتهزر أنا ٠٠
مسك (منصف) يدها ثم ترجها قائلاً
-ارجوكى يا (هايا) مش حابك تعتمدى ع راجل تانى غيرى
-بس نفسياً انا مش مهيئة و ٠٠
-مش هطلب منك كتير يا (هايا) نكتب الكتاب ونعيش تحت سقف واحد ويوم ما تحبى تتممى الجواز فى اليوم اللى تختاريه إنتى
-ب٠٠ بس أنا مش ممكن اقبل انى ابقى عالة عليك و ٠٠
-أنتى هتبقى مراتى وقتها وحقك إنى اصرف عليكى
-بس ده لما أنا اديلك حقك أنت كمان لكن قبل كده مش ملزومة منك
غمز مشاكساً إياها وهو يقول
-بس لما تتنقلى تعيشى معايا صدقينى هيبقى حقك ٠٠ ماهو أنا مش هستحمل إنى اروح واسيبك مع راجل غريب تانى
صمتت (هايا) قليلاً فنظر لها هو بترجى فأبتسمت ثم هزت رأسها بالإيجاب ابتسم (منصف) ثم امسك يدها ليخرجوا سويا كى يخبر (يونس) ٠٠
فى تلك اللحظة وقف (محمد) ينظر ل (رحمة) التى شعرت بغبائها لإنها جاءت إلى تلك الحفلة لكن لقد كان لديها رغبة ملحة لترى (محمد) عندما علمت من (برنسيس) إنه سيأتى فعضت شفتاها وهى تنظر لإسفل فأبتسم (محمد) على هيئتها ثم أتجه نحوها وقال
-أنا مبسوط إنى شوفتك النهاردة
رفعت (رحمة) رأسها وابتسمت قليلاً له ثم تابع
-أنا عارف اننا عارفين بعض من فترة قليلة بس حابب اعرفك اكتر ٠٠ لو حبيتى أنا ممكن اكلم باباكى فى أى وقت ويبقى فى فترة خطوبة نعرف بعض فيها اكتر لو مش حابة أنا هحترم رغبتك وقرارك
أحمرت وجنتى (رحمة) ثم نظرت له وقالت
-هات تليفونك
مد (محمد) يده  فى جيب بنطاله ليعطيها بطاقة برقم هاتفه فعندما رأت هى البطاقة قالت
-لا ٠٠ أنا عاوزة تليفونك فعلياً
فمد يده فى جيب بنطاله الآخر ثم أعطاكها هاتفه فأمسكته ثم سجلت رقم هاتف والداها وقالت له وهى تعطيه هاتفه مرة آخرى
-ده رقم بابا
ابتسم لها ثم قال
-حفظت رقمه بقلبى
ابتسمت (رحمة) ثم هزت رأسها بآسى ٠٠
فى تلك اللحظة خرج (منصف) ثم غمز ل (يونس) قائلاً
-أكد ع المأذون يجى
-مأكد متقلقش وهو فى الطريق
نظرت (هايا) إلى (يونس) ثم قالت بغيظ
-وأنت عرفت منين يا (يونس) إنى هوافق اصلاً
فقال (يونس) مقلداً نبرة صوتها
-عشان بحبه يا (يونس) مش هقدر اتجوز راجل غيره جوازنا هيبقى ع الورق بس يا (يونس)
عضت (هايا) شفتاها بخجل ثم قالت
-بس يا (يونس)
ابتسم عليها فنظرت (هايا) إلى تلك الفتاة الواقفة بجوار (يونس) وقالت
-هى دى حبيبتك
نظرت لها (آسيا) ببرود قليلاً ولكنها حاولت جاهدة أن تبتسم لها لاحظ ذلك (يونس) فقال
-أيوة هى ٠٠ اينعم هى شكلها كده زى (جعفر) بس بحبها
ابتسمت (هايا) بينما نغزت (آسيا) (يونس) فى صدره بكوعها ثم قررت أن تبارك لها وتتركه معهم  ولكن قبل أن تترك المكان أمسك (يونس) يدها وجذبها نحوه ثم قال
-بس بموت فيها وبحبها ومقدرش اعيش من غيرها لحظة واحدة
نظرت له (آسيا) بغيظ شديد ولكن كان بداخلها فرحة كبيرة فقالت (هايا)
-ربنا يخليكوا لبعض
فى تلك اللحظة كان قد وصل المأذون الذى بدء فى عقد قران (منصف) و (هايا)  وبعد أن انتهت عقد قرانهم وفعلوا من أجلهم حفلة صغيرة بينما اقتربت (آسيا) من (يونس) وقالت
-بقى بتضحك عليا وكنت مفهمنى إنها عاوزة تتجوزك بجد وهى اصلاً مش بتحبك
-بس كنا هنتجوز ويا عالم يمكن نحب بعض بالعشرة و ٠٠
قاطعته (آسيا) قائلة بغضب
-كلمة زيادة وبضهر ايدى على بوقك
هز (يونس) رأسه بآسى ثم قال
-لسانك ده يا حياتى محتاج يتقص ٠٠ أنتى محتاجة ابديت جديد عشان تبقى انثى بجد
-أنت عارف كويس وقت ما احب ابين جمالى بيبان
-عارف  يا (آسيا)
-المهم أننا لازم امشى
-وأنا هوصلك
-مش محتاجة إنك توصلنى يا (يونس)
-لا ده أول يوم لينا سوا مينفعش اسيبك كده
فى تلك اللحظة اقترب (منصف) من (يونس) ثم قال
-أنا هاخدها معايا و ٠٠
أخذ (يونس) نفس عميق ثم ابتسم قليلاً وقال
-عارف إنك احق بيها من إنها تقعد معايا فى الوقت ده ٠٠
ثم وجه حديثه إلى (هايا) وقال
-ده بيتك يا (هايا) وأنا اكتر من اخوكى وأنتى عارفة كده كويس وقت ما تحتاجى تيجى هنا أنا دايما بابى مفتوح ليكى
هزت (هايا) رأسها بالإيجاب وابتسمت ل (يونس) بينما تابع (يونس)
-واللى تحتاجيه اطلبيه منى وهدومك وحاجتك انا هجبهالك بنفسى
هزت رأسها بالإيجاب ثم انصرفت هى مع (منصف) وقرر أن يذهب بها إلى (فاطمة) شقيقته لكى يخبرها بزواجه من (هايا) وصلوا إلى منزلها عندما فتحت (فاطمة) لهم الباب ابتسمت ثم احتضنت (هايا) بشدة وقالت
-كده يا (هايا) احاول اكلمك كتير مترديش ولا مرة كان نفسى اطمن عليكى بس
شعرت (هايا) بالخجل من نفسها فقال (منصف)
-كانت اعصابها تعبانة يا (فاطمة)
فدلفوا للداخل ثم قال (منصف)
-أنا و (هايا) اتجوزنا
اتسعت أعين (فاطمة) بدهشة فتابع (منصف)
-ده مجرد كتب كتاب بس يا (فاطمة) وإن شاء الله هى هتعيش معايا بس يوم جوازنا بجد هعمل حفلة كبيرة تليق ب (هايا) واعزم كل صحابنا
ابتسمت (فاطمة) ثم قالت
-الف مبرووك ٠٠ اينعم زعلت إنك مقولتليش عشان ابقى معاك بس أنا فرحانة بيكوا انتوا الاتنين وربنا يتمم ليكوا بخير
ابتسم (منصف) ثم قال
-اومال فين الكارثة المتنقلة
-نام عنده مدرسة الصبح
-وده بينام زينا برده !!
ضحكوا جميعاً ثم تناولوا العشاء مع (فاطمة) وذهبا سوياً إلى منزل (منصف) عندنا دلفت (هايا) للداخل شعرت بخجل شديد ابتسم لها (منصف) ثم قال
-تعالى اوريكى اوضتك
سارت (هايا) خلفه حتى دخلوا إلى غرفة هادئة لون حائطها لون بنى هادئ وبها فراش وخزانة وومكتب صغير بالجوار اقترب (منصف) من الخزانة ثم فتحها وقال
-تقدرى تلبسى أى حاجة من هنا
عقدت (هايا) حاجبها ثم قالت
-وأنت عندك لبس بناتى ليه ؟!
علم (منصف) إنها تشعر بالغيرة لذا اجاب بهدوء
-أنا جايب ليكى الهدوم دى يا (هايا)
ابتسمت (هايا) فأقترب (منصف) منها ثم احتضنها فأتسعت عينيها وظلت متسمرة فى مكانها فأبتسم هو وابتعد عنها ثم قال
-تصبحى ع خير
ثم تركها وخرج خارج الغرفة وأغلق الباب خلفه وذهب لغرفته بينما وضعت هى يدها على قلبها لتجد أن عدد دقات قلبها زائدة ولكنها ابتسمت وقالت بنبرة خافتة
-بحبك ٠٠
**********************
وصلت (آسيا) إلى منزلها بعد أن أصر (يونس) أن يوصلها إلى هناك بسيارته بينما ركبت شقيقتها مع (فاروق) و (محمد) و (رحمة) قبل أن تترجل من السيارة أمسك يدها فإلتفت هى له لم يتحدث (يونس) ولكنه ظل ينظر لعينيها التى بلون البندق فرمشت هى قليلاستسعى قالت
-فى حاجة ؟!
ترك يدها ثم عاد للخلف بمقعد سيارته وهو ينظر أمامه ويقول
-فى كتيييير يا (آسيا) ٠٠ فى إنى أسعد واحد النهاردة و ٠٠ ومش هقدر اقولك آنا حاسس بأيه لأن جوايا كتيييير
أخذت (آسيا) نفس عميق ثم قال
-وأنا لازم اقولك حاجة
-خير ؟!
-أنت عمرك ما نزلت من نظرى وانا دايماً شايفاك راجل واحسن راجل
ابتسم لها هو قليلاً ثم قال
-اطلعى اوضتك وبكرة بعد شغلك إن شاء الله هعدى عليكى
هزت رأسها بالإيجاب ثم قالت
-مش بعد الشغل ع طول
-لا بعد الشغل ع طول
-ماشى
ترجلت (آسيا) من السيارة ودلفت للداخل وظلت عينان (يونس) متعلقة بها ثم ابتسم كثيراً عليها ثم بدء بقيادة سيارته ٠٠
*********************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
جلست (آسيا) على مكتبها حتى سمعت صوت هاتفها فقد كلفت شخص ما بمراقبة (عاصم) مراقبة جيدة فأبلغها ذلك الشخص ان (عاصم) قد أخذ عطلة وسيسافر إلى (إيطاليا) خلال أيام مما جعلها تشك بوجود شحنة جديدة ستأتى خلال الأيام المقبلة ٠٠

ليست هناك تعليقات