إبحث عن موضوع

رواية الكابو الحلقة 24

الحلقة الرابعة والعشرون

مر يومان لم يحدث بهم أى شئ سوى أن انتظرت (آسيا) مجئ (منصف) لكى تحدثه يجب أن تعرف هل كان يعلم أن (أنس) يتاجر بالسلاح أم وجوده كان محض صدفة بالخصوص إنه لم يتم القبض عليه ٠٠
****************
وصل (منصف) إلى القاهرة وهو يشعر برغبة شديدة فى مقابلة (هايا) فقد شعر أن الأيام لا تمر ابداً بعد آخر محادثة لهم وطلبها منه أن يتركها مجرد أن وصل إلى القاهرة لم يذهب حتى كى يستريح إلى بيته بل ذهب إلى منزل (يونس) كى يحاول أن يتحدث مع تلك المجنونة ٠٠
وصل لمنزل (يونس) وطلب منه أن يقابل (هايا) ضرورى فطلب (يونس) من (هايا) كى تخرج لتتحدث معه ولكنها رفضت وأعطته خاتم خطبتها كى يعطيه له ولكن أصر (يونس) أن تقابله فخرجت (هايا) على مضض وهى تشعر بغضب شديد فهى لم تكن تريد أن تراه حتى لا تضعف أمامه جلست بعيداً عن (منصف) قليلاً وهى عابثة ولا تريد النظر فى وجهه فنظر لها (منصف) فقد كان مشتاقاً لها ويريد رؤيتها فقال بهدوء
-ازيك يا (هايا) ؟!
-الحمد لله
-البقاء لله
-ونعمة بالله
-ا٠٠ ايه الكلام اللى قولتيه ليا فى التليفون ده ؟! ومردتيش  تردى ع مكالمتى بعد كده ليه كل ده يا (هايا)
-ا٠٠ انت فاهم اللى بقيت فيه ولا مش فاهم !! انا عيلتى كلها مجرمين انا منفعلكش ومبقاش حيلتى حاجة يا (منصف) يااريت تدور ع واحدة تناسبك اكتر وصدقنى هتنسانى
نظر لها (منصف) بغضب لأول مرة
-ايه التخاريف دى يا (هايا) !! ٠٠ انا بحبك انتى ومش عاوز غيرك ومستحيل اتخلى عنك
نظرت له والدموع تترقرق بعينيها ثم قالت
-انت مجنون ٠٠ بص يا (منصف) انا مش هستحمل أن أى حد يهنى بسبب عيلتى فانا مش هتجوزك  قدر حصل بينا أى خلاف وأنت عايرتنى ممكن تعمل ده وأنت مش واخد بالك أو فى عصبيتك وانا مش هستحمل مش هستحمل ده خصوصاً منك ٠٠ ورجوع ليك مستحييييل وده أخر كلام عندى
نظر لها (منصف) غير مصدقاً لم يسمعه
-انتى عمرك ما حبتينى يا (هايا) ٠٠ لانك ببساطة مبتثقيش فيا مش كده وبس قعادك لوحدك مع ابن خالتك ده أكبر غلط ووضع مينفعش يتسكت عليه اصلاً
نظرت له بعد ان مسحت تلك الدمعة من عينيها ثم قالت
-اتفقنا اننا نتجوز بعد الأربعين
أتسعت عيناى (منصف) لا يستعب ما تتفوه به تلك المجنونة ثم قال بنبرة حزينة
-و٠٠ وانا !! ٠٠ انا يا (هايا) ؟! ٠٠ بس انا صح انتى عمرك ما حبتينى ولا حتى وثقتى فيا انتى حتى قررتى كل شئ لوحدك أو كأنك ما صدقتى فعلاً عشان حبك فى الأول مكنش ليا كان ل (يونس)
انهمرت الدموع من عينيها فنظر لها (منصف) بغضب ونهض عن الأريكة ولكنها لم ترغب فى أن تجعله يعرف ما بها وأن حبها لم ولن يكون إلا له ٠٠
انتظر (منصف) منها أن تعارض حديثه ذاك أو تخبره بحبها ولكنها لم تفعل فضم قبضة يده وذهب للخارج ٠٠
******************
وقف (فاروق) ينتظر قدوم (برنسيس) انتظرها قليلاً فوجدها تقترب هى و (رحمة) ما أن وصلت تجاهه حتى قالت (رحمة)
-صباح الخير يا روقة
-صباح الخير يا (رحمة)
زمت (برنسيس) شفتاها فأنتبهت (رحمة) وتحدثت بعد أن وضعت يدها على شفتاها
-اوبس نسيت انك بتضايقى لما حد يقوله يا روقة
شعرت (برنسيس) بإحراج كبير ثم قالت
-مش بضايق ٠٠ مين قال كده
ابتسم (فاروق) قليلاً ثم نظر إلى (برنسيس) هائماً
-صحيح بتضايقى
عقدت يدها نحو صدرها ثم قالت
-كويس انك اخدت بالك انى جيت اهو مسلمتش عليا حتى
شعر (فاروق) بسعادة كبيرة ثم قام بغمز عينه اليسرى لها فنظرت هى لأسفل بينما وضعت (رحمة) يدها عند صدرها وقالت بطريقة تمثيلية
-اوعدنا ياااارب
تحدث (فاروق) بجدية
-طب يلا بقى هوديكوا الشركة عند (محمد)  انا قلت لعمى ووافق
نظرت له (برنسيس) ثم قالت
-مقولتليش اننا هنروح النهاردة
-انتى طلبتى ومكنش ينفع منفذش
اسبلت (رحمة) عيناها ثم قالت
-انا مش اد للحب ده ٠٠
ثم تابعت بنبرة مغتاظة
-وانا هروح ليه بقى !! ٠٠ شجرة مثلا بتضلل عليكم
عضت (برنسيس) شفتاها ثم أمسكت ذراعها وقالت
-بليز تعالى معانا هكسف اروح لوحدى
هندمت (رحمة) ملابسها بفخر ثم قالت
-ماشى ماشى متتذلليش اووى كده
هز (فاروق) رأسه بآسى ثم قال
-طب يلا
أخذ سيارة آجرة وذهبوا ثلاثتهم إلى حيث مقر الشركة بعد حاولى ساعتين ونصف بالطريق وقبل أن تصعد (برنسيس) البناية أمسك (فاروق) يدها وأخذها بعيداً قليلاً فنظرت له بعدم فهم فقال
-(برنسيس) انا جايبك هنا حابب تتعرفى ع اخويا انا مش هسيبك لحظة واحدة صدقينى وعاوزك تعرفى أن (محمد) إنسان محترم مش حابب تبقى واخدة جنب عاوزك تتعاملى بطبيعتك خوفك الزايد ده هيطمع أى حد فيكى
رمشت (برنسيس) عينيها قليلاً ولكنها علمت جيداً إنه محقاً فيما قال لذا هزت رأسها بالإيجاب بينما كانت (رحمة) تشعر بالخجل من إنها ستقابل (محمد) ذاك مرة اخرى أخذت نفس عميق وقررت أن تبقى بجانب (برنسيس) فمجيئها لهنا كان خطأ من البداية ولكنها لم ترد أن تجعل (برنسيس) تستاء منها صعدوا ثلاثتهم لأعلى ٠٠
علم (محمد) أن تلك الفتاة معهم فهو كان قد تحدث مع (فاروق) عبر الهاتف وعلم إةهم سيأتون لذا خرج ليراهم حاولت (رحمة) أن تدارى نفسها منه لكى لا تتعامل معه ابتسم (محمد) عندما فهم ذلك لذا نظر إلى (برنسيس) وقال
-تعرفى أن خطيبك بيجى يشتغل معانا هنا بس فى الاجازة ؟
هزت (برنسيس) رأسها بالإيجاب وهى تقول
-ايوة قالى ده
ابتسم (محمد) قليلاً فنظرت (برنسيس) إلى (فاروق) وقالت بصوت خافت
-ورينى لما بتشتغل بتبقى قاعد فين ؟
ابتسم (فاروق) لانه شعر بإنها تهتم بتفاصيل كثيرة تخصه لذا ذهب معاها ليريها اين يجلس ٠٠
نظر (محمد) إلى (رحمة) بعد أن أصبحا بمفردهم ثم قال
-تحبى تشربى ايه ؟!
هزت رأسها نافية ولم تتحدث بمعنى إنها لا تريد شئ فرفع هو أحدى حاجبيه ثم قال
-اللى يشوفك كده يقول مكسوفة
نظرت فى عينه بحدة كى تفهم ماذا يعنى بقوله ذاك فأبتسم هو عليها ثم قال
-يعنى يوم الخطوبة دخلتى فيا شمال ولا مش فاكرة لسانك كان شبرين
شعرت بالخجل من نفسها وفركت يدها بتوتر كبير ثم قالت
-ا٠٠ انا مكنش قصدى بس كنت عاوزة اروح ٠٠ ومكنتش اعرفك و ٠٠
صمتت لم تعرف ماذا عليها أن تقول لذا ابتسم هو عليها ثم قال
-ونفتح صفحة جديدة احسن ٠٠ مش كده ؟!
هزت (رحمة) رأسها بالإيجاب ثم قالت
-سورى لو ضايقتك بأسلوبى
-مبضيقش من بنت خصوصاً لو جميلة زيك
احمرت وجنتى (رحمة) ونظرت حولها تبحث عن (برنسيس) فقال (محمد) بهدوء
-تشربى عصير برتقان
-ا٠٠ اصل ٠٠ اه شو٠٠
قاطعها قائلاً
-تشربى
هزت رأسها بالإيجاب وقالت
-اشرب
بينما كانت (برنسيس) تجلس على مكتب (فاروق) وهى تشعر بسعادة وهو يراقبها بصمت فنظرت له ثم قالت
-تعرف كنت بخاف منك زيهم
-ودلوقتى ؟!
-عمرى ما وثقت فى حد زيك ٠٠ اقولك ع شئ بس متضحكش عليا
-خير ؟!
صمتت (برنسيس) قليلاً ثم قالت
-ف٠٠ فاكر البنت اللى كلمتك ع النت وقالتلك بحبك و ٠٠
أرتفع حاجب (فاروق) ثم قاطعها قائلاً
-انتى ؟!
هزت رأسها بالإيجاب ثم قالت
-ولما وقعت عليك المريندا ٠٠ وقعتها بقصد عشان كنت قاعد مع الرخمة اللى كانت لازقالك فى كل حتة دى
لم يصدق (فاروق) أذنه وردد دون وعى
-انتى يا (برنسيس)
هزت رأسها بالإيجاب حتى قاطعهم دخول أحدهم دون أن يقرع باب المكتب وقد كانت فتاة اقتربت من (فاروق) وقالت
-لسه (شيرى) قايلالى يا روقة انك هنا ٠٠ ايه المفاجاءة الحلوة دى
ابتسم (فاروق) قليلاً ثم قال
-ازيك عاملة ايه يا (بسمة) ؟ !
-الحمد لله ٠٠ مبسوطة اووووى انك جيت كنت فاكرة انك مش هتيجى إلا ع الاجازة بجد وحشتنى
-الشركة كمان وحشتنى
هزت (برنسيس) قدمها بتوتر بالغ ثم قالت وهى تضرب يدها على سطح المكتب
-انا عاوزة اروح
أبتلع (فاروق) ريقه بينما نظرت (بسمة) ل (برنسيس) وهى لا تعرف من تلك ثم  قالت
-هى دى اختك ؟!
اتسعت أعين (برنسيس) بينما أعترض (فاروق) قائلاً
-لا طبعاً ٠٠ خطيبتى
ظهرت الصدمة بوضوح على وجه (بسمة) فصرت (برنسيس) على أسنانها ولكنها حاولت التحكم فى اعصابها وقالت  برقة
-مش يلا يا حبيبى
أرتفع حاجب (فاروق) ولم يصدق أذناه ادعته الآن ب (حبيبى) فنهضت (برنسيس) ووقفت بجوار (فاروق) وتأبطت ذراعه ونظرت فى عينه بهيام
-مش هنروح نتغدا بقى ٠٠ اصل جعت
هز (فاروق) رأسه وهو مغيب عن الوعى بينما انصرفت (بسمة) وهى تشعر بغضب شديد عندما وجدتها (برنسيس) قد خرجت تركت يد (فاروق) بغيظ شديد ونظرت له بحدة
-انت ازاى سايبها تكلمك كده ؟! ٠٠ لا وبتدلع عليك كمان وبتقولك وحشتنى لما هى تقولك وحشتنى اقولك انا ايه !!
ثم قررت أن تخرج من المكتب وبعد أن سارت بضع خطوات عادت له مرة اخرى وقالت
-روحنى الاول مش هعرف اروح لوحدى وبعدها مشوفش وشك
ابتسم (فاروق) وقال
-بحبك يا (برنسيس)
فأخذت هى كتاب اعلى المكتب وضربته على، مقدمة رأسه وقالت
-مش مسمحاك عشان المفروض تقولها متقولكش وحشتنى ورديت بمنتهى البرود الشركة وحشتنى !! ٠٠ وحشتك عقربة تقرصك فى دماغك يا بعيد ٠٠ يلا روحنى ومشوفش وشك بعدها
-اللى اعرفه أن اللى بتتخانق دى مبتبقاش عاوزة حبيبها يوصلها اصلاً ٠٠ لكن ايه روحنى ومشوفش وشك تانى ديه جديدة ع ودنى
-عشان هخاف اركب لوحدى ٠٠ معاك مش بخاف يا متخلف يا بااارد
ابتسم (فاروق) قليلاً ثم قال بنبرة صادقة
-هى اللى قالت معرفتش احرجها ٠٠ مش من طبعى احرج حد يا (برنسيس)
-كلامك بيعصبنى
-انا معملتش حاجة يا (برنسيس) مكبرة الموضوع اوووى
عقدت يدها نحو صدرها ثم قالت
-يعنى ايه مبتحبش تكسف حد دى يعنى ٠٠ اومال شكلى انا ومنظرى يبقى ايه قدامها انى خطيبتك ومش مالية عينك يعنى لما راجل يحب يتعرف عليا اتعرف عادى بحجة انى مبحبش اكسف حد !!
أتسعت أعين (فاروق) غضباً وقبل أن يتحدث أخرجت (برنسيس) هاتفها من حقيبتها ثم فتحت التطبيق الخاص بموقع (الفيس  بوك) ثم قامت بفتح الرسائل المعلقة واعطته الهاتف لتجعله يقرأ كم الرسائل الذى يصل لها فى اليوم الواحد من شباب يريدون التعرف عليها امسك (فاروق) الهاتف وفتح قائمة الرسائل ليجد رسائل كثيرة منهم من يريد التعرف ومنهم من يتغزل فى جمالها بالصور الخاصة بها ومنها رسائل جريئة جعلت الدماء تغلى فى عروقه فنظر لها بغضب وقال
-كل صورك تتمسح فاهمة ؟!
-مش هيحصل ٠٠ روحنى
-(برنسيييييس)
-متشخطش فيا كده انت شايف نفسك عليا وناسى خالص انى جميلة والف واحد يتمنانى بقيت تحس انى ملكك وخلاص ده غير انك عارف كويس انى حاسة بالنقص عشان اللى قولتلهولك وانك يا حرام قبلت بواحدة زيى إنما أنت تعمل اللى يعجبك
ضم (فاروق) قبضة يده حتى لا يتهور عليها فهو يعلم جيداً ان (برنسيس) ليست بوعيها الآن فالتعامل معها سيكون صعب يجب عليه الاعتراف بإنها ليست سوية يوجد لديها خلل ومشاكل يجب اصلاحها لذا قال بهدوء
-يلا اروحك
ترقرت الدموع من عينيها ولكنها ذهبت للخارج وخرج هو خلفها وطلب من (رحمة) ان يعودوا للسويس مرة آخرى ٠٠
******************
مازالت (أصالة) على وضعها لا تتحدث إلا قليلاً بينما كان (نادر) لا يذهب للعمل كى يعتنى بها ولكن أجازته قد انتهت وعليه العودة إلى العمل فدلف لغرفة (أصالة) وجدها متكأة على الفراش وتنظر للحائط الذى أمامها فدلف للداخل وجلس بجوارها ثم قال
-هتفضلى كده لحد امتى ؟! انا خايف بجد انزل الشغل واسيبك كده
ارغمت (أصالة) نفسها على الأبتسام ثم نظرت إلى (نادر) وقالت
-لا يا حبيبى انا كويسة ٠٠ روح شغلك انت متقلقش عليا
-انا هتصل ب (ليلى) تيجى تقعد معاكى
هزت (أصالة) رأسها نافية ثم قالت
-ملوش لزوم ليه تتعبها بس ؟!
-تعب ايه بس !! ٠٠ (ليلى) بتحبك وانتى عارفة كده كويس
ابتسمت (أصالة) قليلاً ثم قالت
-اجدعن انت بس واتجوزها البنت خللت جنبك
-قريب إن شاء الله
هم (نادر) ليقف ولكنه لاحظ توتر (أصالة) قليلاً فقال
-شكلك عاوزة تقولى حاجة
أخذت نفس عميق ثم تحدثت
-من ساعة اللى حصل وانا مشوفتش (هايا) وهى اكييد محتاجنى و٠٠
قاطعها (نادر) بغضب
-انتى عاوزة ايه منها ٠٠ مش كفاية اللى أخوها عمله وبعدين هى اخوها مجرم ومبقاش ينفع تبقوا صحاب
نظرت له (أصالة) بحزن وقالت مدافعة عنها
-وهى ذنبها ايه يا (نادر) بس ؟! ٠٠ دى اتلاقى صدمتها كبيرة كل حياتها وكل حاجة طلعت كدب وبعدين انا مش عارفة هى فين اصلاً أخر شئ اعرفه أن الشرطة كانت هتحجز ع ممتلكتهم انا اتخليت عنها فى وقت هى محتاجنى فيه بس غصب عنى وانت عارف ده كويس
زفر (نادر) ثم نظر لها نظرة طويلة وقال
-انتى عاوزة ايه ؟!
-عاوزة اكلمها هى محتاجنى وانا محتاجها ويمكن جاه فى دماغها انى بعتها وقت شدتها وانى خلاص بعدت عنها بسبب (أنس) انا علاقتى ب (هايا) قوية يا (نادر) ومينفعش اديها ضهرى بالذات دلوقتى
هز (نادر) رأسه بتفهم فهو يعلم (هايا) جيداً وإنها بريئة من كل ما كان يفعله شقيقها لذا هز رأسه بتفهم وقال
-ماشى يا (أصالة) ٠٠ بس (ليلى) هتروح معاكى عشان لو تعبتى
-ماشى
******************
جلس (منصف)  فى منزله وهو يشعر بالضيق والغضب كلما تذكر حديث (هايا) معه أحقاً هو لا يفرق معها هكذا بل كأنه كان كأى شخص عابر بحياتها وظل يفكر أن علمت بما فعله (منصف) هل ستكرهه إكثر وأكثر ولكنه سرعان ما ابتسم بسخرية وردد بداخله
(قال يعنى انا فارق معها أوى من دلوقتى)
 قاطع افكاره وحديث نفسه صوت جرس الباب فذهب نحو الباب ليفتح اذا بفتاة أمامه تبدو غريبة قليلاً ولم يراها من قبل نظر لها محاولاً معرفتها حتى تحدثت الفتاة قائلة
-(آسيا رفعت) ظابط شرطة
نظر لها (منصف) ثم قال ببرود
-خير ؟!
ابتلعت (آسيا) ريقها ثم قالت
-ممكن اتكلم معاك شوية ٠٠ لو تسمح يعنى ؟!
أفسح لها الطريق لتدخل فدلفت (آسيا) للداخل وأغلق (منصف) الباب وإوصلها إلى حيث غرفة الجلوس فجلست وجلس هو أمامها وقال
-خير ؟!
اخذت (آسيا) نفس عميق ثم قالت
-انا هتكلم معاك بشكل ودى ٠٠ انا كنت ماسكة قضية (أنس)
ثم قالت بنبرة مغتاظة
-اخو خطيبتك السابقة
اضيقت عينان (منصف) من ذلك الوصف وصر على أسنانه ثم قال
-والمطلوب منى
-اللى عرفته انك كنت الكابتن بتاع الطيارة اللى كان عليها الشحنة اللى اتمسك فيها (أنس) اللى قدرت اوصله ان محدش حقق معاك بس انا معتقدش أن ده كان صدفة
صمت (منصف) قليلاً ثم نظر لها بشك وقال
-انتى جاية هنا بصفة ودية مش كده ؟!
-اه ٠٠ ومقدرش حتى انى أجبرك انك تتكلم فى شئ
-طب ورينى أى حاجة تثبت انك ظابط فعلاً
اخرجت (آسيا) البطاقة الشخصية لها واعطتها له فظل هو ينظر قليلاً لها تارة وتارة إلى البطاقة ثم وضع البطاقة الخاصة بها على المنضدة التى امامه وقال
-انتى عاوزة تعرفى ليه ؟ ٠٠ هتستفادى ايه ؟! اعتقد مش انتى اللى ماسكة القضية دلوقتى
هزت رأسها بالإيجاب ثم قالت
-أى كلام هيحصل دلوقتي هيبقى مجرد دردشة بينا وانا معتقدش ابداً أن واحد كابتن زيك هيبقى متورط فى شئ زى ده كمان ببساطة الظابط اللى بيحقق مش غبى كده عشان تفوت عليه حاجة زى كده ٠٠ انا بس عاوزة اعرف شئ القضية دى تخصنى من الأساس واتسحبت منى وانا حاسة أن فى حد مع (أنس) ولازم يتقبض عليه ومش بعيد هو اللى قتل (أنس) فاتمنى انك تتعاون معايا
هز (منصف) رأسه بتفهم ثم قال
-انا كنت عارف ان (أنس) تاجر سلاح ٠٠ وبالفعل ساعة ما عرفت اتنطق اسمك وانا سمعته من (أنس)
-ممكن توضح اكتر ؟
-يوم خطوبتى ع اخته (هايا) كنت متوتر جداً انا بحبها يمكن حبتها من أول نظرة كمان ٠٠ كنت حابب أقولها ده وأعرفها ده يوم خطوبتنا عشان متفتكرش إنى خطبتها خطوبة تقليدية لأنها كانت معتقدة كده
أبتلع (منصف) ريقه ثم تابع
-اتوترت ومعرفتش اقولها ده ازاى ٠٠ فدخلت جو فى الفيلا بتاعتهم عشان أدور على الحمام احاول اغسل وشى واهدى نفسى لما دخلت جو سمعت صوت زعيق فى المكتب الخاص ب (أنس) قربت افتكرت مشكلة فى شغله أو حد بيضايقه قربت على المكتب وحطيت ايدى على الأوكرة عشان اساعده لو محتاج
(صوت (أنس) كان مرتفع للغاية وهو يتحدث عبر الهاتف ويصرخ فى من يحدثه قائلاً
-انت بتقول ايه يا حيوان انت يعنى ايه (آسيا) عرفت بميعاد العملية ٠٠ مين اللى  بلغها ؟! كده العملية هتبوظ يا (٠٠٠) ٠٠ يعنى شحنة السلاح دى هتضيع عليا ابداً مش هيحصل انا هتصرف اقفل اقفل دلوقتى
ظل (منصف) واقف مصدوماً أحقاً ما سمعه للتو سلاح !! اهو يتاجر بالسلاح حقاً من كثرة الصدمة والأفكار التى تخبطت فى رأسه لم يشعر ب (أنس) وهو يفتح الباب فصدم (أنس) حين رأه واضيقت عيناه وعلم من علامات الصدمة التى تبدو جلياً على وجه (منصف) إنه قد استمع إلى كل حديثه فتحدث (أنس) بصوت أچش وقال
-انت ايه اللى موقفك هنا وسمعت ايه بالظبط ؟!
صمت (منصف) ولم يجيب عليه فبدى الغضب على وجه (أنس) واضح للغاية ثم قال
-احسنلك تنسى اللى سمعته ده تنساه للأبد وإلا انت الجانى ع نفسك ٠٠ حياتك مقابل اللى عرفته
أبتلع (منصف) ريقه وهز رأسه بالإيجاب ليس خوفاً من (أنس) ولكن لكى يفكر جيداً فى ماذا سيفعل ٠٠
إما (أنس) فقد كان يدعى القوة حتماً فرقبته أصبحت فى يد شخص آخر ولكنه أمهل نفسه وقت لكى يفكر فيما الذى سيفعله مع (منصف) ذاك ٠٠ )
نظرت له (آسيا) بإهتمام ثم قالت
-مش قادر تفتكر اسم اللى كان بيكلمه
حاول (منصف) التذكر قليلاً ثم قال
-تقريباً (عصام)
ابتسمت (آسيا) بسخرية ثم قالت مصححة
-(عاصم) مش كده ؟!
هز (منصف) رأسه بالإيجاب موافقاً على ذلك فتابعت (آسيا)
-واللى حصل بعد كده ٠٠ انت مسبتش أخته وقتها
-(هايا) بريئة من كل ده وملهاش ذنب فى تصرفات أخوها وابقى حيوان لو حكمت عليها بالطريقة دى ٠٠ بس مكنش قدامى فرصة غير إنى ابلغ عنه بس مكنش فى أى اثبات ع كلامى ده لحد ما جتلى الفرصة ع طبق من دهب
-ازاى ؟!
-اعتقد (أنس) فكر انه يورطنى معاه عشان يضمن انى ابقى ساكت طول عمرى ٠٠ خصوصاً بعد ما اتقفلت قدامه كل الطرق خصوصاً البحرية فى نقل البضاعة فقرر يلجئ ليا فى نقل البضاعة ٠٠ انا بصراحة لاقتها فرصة كويسة وقررت ابلغ عنه مهما كان إنسان زى ده مش مضمون مع اقرب الناس ليه انا من ساعة ما عرفت وانا كنت بقلق ع (هايا) كتير كنت بحاول اكلمها كتير حسيت أن وجودها مع (أنس) عمره ما هيبقى فى مصلحتها
رفعت (آسيا) حاجبها بعدم إستيعاب وقالت
-وهو صدقك كده بسهولة كده انك فعلاً هتساعده مشكش فيك
-هو كان حاططنى تحت المراقبة كويس جداً ٠٠ وكان مهددنى بحياتى ٠٠ انا لجئت لجوز اختى وعرفته ع كل شئ وخليته هو يبلغ بالبضاعة اللى (أنس) عاوزنى اساعده فى نقلها اكتر من كده معرفش البضاعة اتمسكت وانا كنت بعيد عن الموضوع تماماً لانى نفذت اللى هو عاوزه منى
 -بس ممكن تبقى كده حياتك معرضة للخطر لو فعلاً فى حد ورا (أنس) ماهو اكييد اللى زى (أنس) مش شغال لوحده
-ممكن ٠٠ بس صدقينى انا معرفش غير كده ٠٠ بس ده ميعرضنيش لشئ لأن اللى قتل (أنس) مكنش عاوز (أنس) يتقبض عليه اصلاً لكن لو أذانى أعتقد إنه بيفتح العيون عليه
هزت (آسيا) رأسها بتفهم ثم قالت
-بس ده ميمنعش انك تطلب حراسة ليك ٠٠ ده هيبقى اضمن
صمت (منصف) ولم يستطع الحديث حتى استمع إلى صوت أحدهم يطرق الباب فذهب ليفتح الباب وجد (يونس)  أمامه فزفر بضيق شديد فلم يكن يرد رؤيته وصر على أسنانه بغضب شديد ٠٠

ليست هناك تعليقات