رواية الكابو الحلقة 22
الحلقة الثانية والعشرون
سقط (أنس) على الأرضية أمام الجميع وهم فى حالة من الذهول التام فقد الوعى تماماً وظلت تمر عليه لحظات حياته خصوصاً ذلك اليوم الذى غير حياته قبل موت والده بعدة أيام حين أخبره بأن عائلته تعمل فى مجال تهريب السلاح وإن عليه أن يكمل ما بدئه والده كان فى ذلك الوقت بالجامعة فى سن العشرون من عمره ووقع ذلك الخبر عليه كصدمة كبرى كان عليه إما يكمل ما بدئه والده وإما أن يترك كل ذلك حاول فى البداية أن لا يكمل ذلك الطريق لكنه علم أن عليه أن يستغنى عن أشياء عديدة عن جامعته كى يعول شقيقته فجامعته مصاريفها باهظة الثمن عن كل ما اعتاد عليه عن حياة الرفاهية تلك عن ذلك المستوى ولكنه لم يستطع لم يستطع ليوم واحد حتى التخلى عن أى شئ منهم كما أن ربما أحدهم قتله بعد أن علم بهةية والده الحقيقية لذا اختار ذلك الطريق وكان يعلم النهاية ٠٠ النهاية لن تكون جيدة ابداً كان عليه أن يتحمل كل تلك العواقب يتحمل ذلك الطريق المظلم الذى اختار أن يسير فيه وحيداً ٠٠ نعم وحيداً فرغم كل رجاله تلك فهو وحيد هو يعلم أن عليه شرائهم بماله لكن لا احد سيحبه ابداً أن عرف حقيقته فهو مجرد فاكهة حلوة من الخارج ولكنه بداخله تسكن عفونة لا يعلم بها احداً سمع صوت رجاله الذين يريدون أن يفروا بعد أن سمعوا صوت سيارة الشرطة سمع صوت (يونس) بجواره وهو يحاول أن ينادى عليه كى يجعله يستفيق ولكنه اغمض عيناه فقد علم جيداً أن تلك هى النهاية حتى صعدت روحه إلى بارئها ٠٠
خانت (يونس) تلك الدمعة التى نزلت من عينه فلم يكن يريد أن تكون تلك النهاية أن تكون خاتمته هكذا شعر بأنهم على الرغم من انهم يسكنون بمنزل واحد إلا إنه كان يفصلهم كثير وكثير فالنهاية تأتى فى أى وقت لا أحد يعلم متى ستكون النهاية ولكن يجب أن نستعد لها فهى تأتى فى غمضة عين أغمض عيناه وهو يتذكر كل طفولتهم سوياً لقد أراد أن يمنعه أن يردعه ولكن إن تكون تلك الطريقة لم يفكر ابداً بها بتلك الطريقة قاطع افكاره تلك وذكرياته دخول الشرطة للداخل لتقبض على جميع الرجال ولكنهم فوجئوا بوجود (أنس) قد رحل عن الحياة شعرت (آسيا) بصداع رهيب فى رأسها ولكنها حاولت أن تتمالك نفسها نظر لها (يونس) فنهض عن الأرضية ثم أتجه نحوها وقال
-نروح بس مع الظابط نقول اللى حصل ٠٠ وبعدين اوصلك
هزت رأسها وهى تشعر بالوهن وذهبت معه دون أن تعترض وصلوا لقسم الشرطة وأخبرهم (يونس) بما حدث وكيف علم مكان (آسيا) فشعرت (آسيا) بغضب شديد من أقواله تلك اذاً فقد كان على علم أن (أنس) يعمل فى التهريب وليس هذا فحسب بل هو ٠٠ هو من قصد أن يتسبب لها فى خسارة عملها لكى ينتقم منها مما فعلته به ٠٠
خرجوا من المخفر سوياً فنظرت له (آسيا) بغضب شديد ولكنها لم ترد حتى اكأن تحدثه او تعاتبه فقررت أن تقف فى انتظار سيارة آجرة فقال (يونس)
-تعالى هنا عشان اوصلك
لم تستطع (آسيا) اخفاء تلك الاسئلة التى تدور فى رأسها لذا انفجرت فى وجهه
-انت اللى اتصلت وبلغتنى عن الشحنة اللى (أنس) كان هيهربها الشحنة الفشنك مش كده ٠٠ كنت عاوز تنتقم وترد كرامتك وتأذينى فى شغلى مش كده
-تعالى نتكلم فى العربية
-مش هروح معاك فى حتة إلا لما تقول
فزعق بها بقوة
-قولتلك ادخلى العربية وهنتكلم ٠٠ مش هنتكلم فى نص الشارع كده
زفرت (آسيا) بغضب مدفون داخلها ثم أتجهت نحو سيارته واستقلا معاً السيارة تحدث (يونس) بلا مبالاة
-عاوزة تعرفى ايه ؟!
-انت قلت فى القسم جو للظابط إنك أنت اللى بلغت
-وأنتى سمعتى ده بس ومسمعتيش الباقى !!
-انت كداب يا (يونس) انت بتنتقم منى بس بطريقة رخيصة و ٠٠
قاطعها قائلاً
-ولما انا عاوز انتقم منك يا غبية عرضت نفسى للخطر ليه وجيت لما شفت بالصدفة الراجل بتاع (أنس) بيراقبك هنقذك ليه يا غبية !!
صمتت (آسيا) قليلاً فهى لم تفكر فى تلك الجزئية لذا نظرت له ثم قالت
-تقصد ايه ؟!
-كل ما فى الأمر انى عرفت اصلاً أن (أنس) بيشتغل فى الهباب ده قبل ما تمشى بيوم واحد سمعته وانا راجع من بارة بيكلم فى مكتبه
(عاد (يونس) فى الثانية صباحاً وهو يشعر بالتعب فقد كان يعمل بشركته الخاصة حتى ذلك الوقت المتأخر فوجد نور المكتب الخاص ب (أنس) ساطع فقرر الدخول كى يرى أن كان يحتاج لمساعدة ما قبل أن يضع يده على المقبض سمع صوته يتحدث مع رجل آخر
-كل شئ تم زى ما حضرتك خططت
ابتسم (أنس) بسعادة ثم قال
-شحنة السلاح الحقيقية هبلغك بميعادها قريب اما (آسيا) كده فباى باى مش هتقدر تورينا وشها بعد كده لو جت تانى يبقى بتحفر قبرها بأيدها
ابتسم ذلك الذى معه فشعر (أنس) بسعادة كبيرة لأن تلك البغيضة لن يضطر أن يراها مرة آخرى ٠٠
وقف (يونس) فى الخارج وهو لا يصدق ما سمعه للتو حقاً أن (أنس) كذلك !! تاجر سلاح !! اذا فقد علم سبب وجود (آسيا) بالقرب منه الآن أبتعد مسرعاً عن المكتب حتى لا يراه أحد وصعد غرفته ليفكر ما الذى يجب أن يفعله ليواجه (أنس) بما علمه للتو أم ماذا يفعل وهل أن واجه (أنس) سيستمع لحديثه من الأصل بالطبع لا !! علم جيداً إن أبعاد (أنس) عن ذلك الطريق لن يكون إلا بالقوة ليس بالنصح والأرشاد ٠٠ )
نظرت له (آسيا) بعد آن انتهى من حديثه ذلك ثم قالت
-انت عاوزنى اصدق ده
-ده اللى حصل وساعتها قررت اراقبه كويس مش بس كده حطيت جهازت تسجيل صغير فى مكتبه من غير ما يحس وعرفت وقت عملية التهريب وقولتلك وبعدها شلته تماماً عشان ميكتشفش شئ
رمشت (آسيا) قليلاً ثم قالت
-وهو عرف منين ان فى حد بلغنى
هز (يونس) كتفاه بلا مبالاة ثم قال
-(أنس) مات يا (آسيا) وياريت تسمحيلى اوصلك وتأجلى التحقيق ده بعدين (هايا) هتحتاجنى اكتر من أى وقت تانى
قطبت (آسيا) حاجبيها ثم قالت
-(هايا) اخته ؟!
بدء (يونس) بقيادة السيارة وهو يقول
-ايوة
زمت (آسيا) شفتاها بضيق حتى أوصلها (يونس) إلى المنزل وتوقف بسيارته أمام القصر الخاص بهم فقالت (آسيا)
-مش هتدخل ؟!
نظر لها (يونس) طويلاً ثم قال
-من فضلك انزلى
ترجلت (آسيا) من السيارة وهى تشعر بغضب شديد ولكنها تعلم أن (يونس) بداخله الآن مشاعر مختلطة بالرغم معرفتها إنه هو و (أنس) ليسوا بذلك القرب ولكن فى النهاية هو بمثابة شقيقه لابد وإنه يشعر بالحزن على حاله ٠٠
ما أن ترجلت من السيارة حتى عاد (يونس) مسرعاً إلى القاهرة فلابد وأن الشرطة هناك بالمنزل و (هايا) بمفردها ولا تدرى أى شئ فحاول أن يصل هناك بأقصى سرعة ممكنة ٠٠
****************
صعدت (آسيا) غرفتها وهى تفكر فيما حدث اليوم كيف ل (أنس) أن يعلم بما كانت تدبره له ولكن شوش شئ ما على افكارها (يونس) فقد تركها من أجل فتاة أخرى ضمت قبضة يدها بغيظ شديد ولا تعرف لما تشعر بذلك الشعور حتى وجدت (بهبورى) قد استيقظ من فراشه وتقدم نحوها كى يلعب معها كالعادة ولكنها لم تهتم ولم تأبه بوجوده كعادتها فأطلق القط صياحه المعتاد (مياوو) فقالت (آسيا) بغضب
-مش فياقلك دلوقتى
حتى أستمعت لصوت احدهم يطرق باب غرفتها فقالت بضيق
-ادخل
دلفت (برنسيس) للداخل وقد كانت تحمل الهاتف النقال بيدها نظرت لها (آسيا) وهى تقول
-فى ايه ؟!
-(ع٠٠ عزت) أتصل بيكى كتير مش بتردى فأتصل بيا يطمن عليكى
تذكرت (آسيا) للتو سيارتها وهاتفها واغراضها بالتأكيد احدهم قد سرقها أو أحد ما أتصل بالشرطة كى يزيح سيارتها من الطريق هى من الأصل كانت ذاهبة لتقابل (عزت) اخذت نفس عميق ثم اخذت الهاتف من (برنسيس) لتجيب عليه
-ايوة يا (عزت)
-انتى فين كان المفروض اقابلك من 3 ساعات ٠٠ قلقت عليكى وبتصل بيكى مش بتردى و ٠٠ انتى كويسة ؟!
-انا بخير يا (عزت) بس جالى شغل فجاءة
-انتى مش قلتى انك فى اجازة ؟!
-شئ طارئ يا (عزت) بس انا بخير ٠٠ من فضلك تسبنى ارتاح الليلة دى وبكرة نبقى نتكلم
-تمام ٠٠ المهم انك بخير
أغلقت (آسيا) الهاتف ثم إتصلت بزميل لها فى العمل وأخبرته عن رقم سيارتها وأن وجدها عليه أن يبلغها على الفور انهت مكالمتها ووجدت (برنسيس) تقف ويبدو عليها التوتر فقالت
-خدى التليفون
أخذت (برنسيس) الهاتف وبدى لها انها متوترة للغاية وخائفة نظرت لها (آسيا) بشك ثم قالت
-فى ايه يا (برنسيس) ؟
وجدت (برنسيس) نفسها تبكى دون أى مؤشر ثم جلست على الأريكة ووضعت كلتا يداها على وجهها اقتربت منها (آسيا) بخوف وقالت بنبرة قلق واضحة
-حصل حاجة ؟! ٠٠ حد ضايقك ؟ ٠٠ (فاروق) ضايقك ؟!
هزت رأسها بالنفي ثم نظرت لها طويلاً وقالت
-انا تعبانة ٠٠ تعبانة يا (آسيا) وقرفانة من نفسى
-فى ايه يا (برنسيس) ؟!
-انتى عارفة كويس فيه ايه ٠٠ مش قادرة اخبى عليه حاسة انى مستهلوش هو احسن منى
رفعت (آسيا) أحدى حاجبيها ثم قالت
-ايه الكلام الخايب ده يا (برنسيس) ٠٠ احنا مش قفلنا الموضوع ده خلاص
-بس هو من حقه يعرف يا (آسيا)
-حق ايه يام حق انتى ٠٠ كلامك ده بيدل انك مجنونة ومش طبيعية انا عرضت كذا مرة عليكى تروحى لدكتور نفسى وانتى اللى رافضة متخلنيش اضطر انى اوديكى بالعافية ٠٠ هو خوفى وقلقى الزايد عليكى هو اللى مرعك كده
مسحت (برنسيس) دموعها ثم قالت
-من حقه يعرف انا مبقتش قادرة ابص فى عينه حاسة انى كدابة و ٠٠
قاطعتها (آسيا) بغضب وقالت
-عاوزة تقوليله قوليله يا (برنسيس) عشان بس اعرفك واثبتلك أن اللى موجود فى دماغك دى تخاريف وانتى هتشوفى رد فعله بنفسك مش بعيد يضحك عليكى ويقول انك واحدة مجنونة
-او يسبنى
أغمضت (آسيا) عيناها بآسى ثم قالت
-بصى يا (برنسيس) هو مش من حقه يعرف أى شئ عن ماضيكى اصلاً ده لو عندك ماضى اصلاً فما بالك بالهبل اللى بتتكلمى فيه ده ٠٠ ولازم تعرفى كويس أن يوم ميلادك بالنسبة ليه يوم ما حطيتى دبلته فى ايديك أى شئ زمان مش من حقه يعرفه اصلاً ولو هو سابك عشان السبب ده يبقى هو ميستاهلش اصلاً يا (برنسيس) ده شئ ملكيش ذنب فيه اصلاً
نظرت (برنسيس) لها والدموع تترقرق من عينيها ثم قالت
-هو ممكن يسبنى ؟!
أقتربت منها (آسيا) وأحتضنتها ثم قالت بنبرة حانية
-لا يا حبيبتى ٠٠ (فاروق) واضح انه بيحبك بجد ومش هيتخلى عنك اصلاً عشان شئ تافه زى ده ٠٠ لو عاوزانى اكلمه انا اكلمهولك
أبتعدت (برنسيس) عنها وهزت رأسها بالنفى وقالت
-لا انا هكلمه
*********************
وصل (يونس) إلى المنزل ووجد الشرطة بالداخل فأسرع نحو الداخل بحثاً عن (هايا) وجدها فى غرفتها وبجوارها صديقتها ويبدو انهم منهرتان من البكاء عندما وجدته (هايا) شعرت بأنها وجدت طوق نجاة فأسرعت نحوه وهى تقول
-ه٠٠ هو فى ايه ؟! الظابط بيقولى لازم اخلى بيتنا وبيقول ابيه (أنس) مات و٠٠ انا مش فاهمة حاجة ه٠٠ هو فى حد بيهزر الهزار الوحش ده
شعر (يونس) بالآسى عليها والحزن ثم قال
-اهدى يا (هايا) انا جنبك ومش هتخلى عنك ابداً
-ط٠٠ طب ابيه فين ؟
نهضت (أصالة) عن مقعدها لتستمع لما ستقوله (يونس) بإنصات
-انا آسف يا (هايا) بس (آنس) مات
لم تستطع (أصالة) الوقوف أكثر من ذلك فوقعت على الأرضية ووضعت يدها على فمها فقد كانت تحلم أن ينفى ذلك أو يقول أى شئ ولكنه اكد ما سمعته ٠٠
بينما (هايا) انهرت من البكاء ثم قالت
-ط٠٠ طب الشرطة هنا ليه ؟!
أبتلع (يونس) ريقه وأغمض عيناه فتابعت (هايا)
-ارجوك متخبيش عليا يا (يونس)
أخذ (يونس) نفس عميق وعلم إنها ستعرف آجلاً أم عاجلاً بل على العكس تعرف الآن افضل بكثير من أن تعرف فى وقت لاحق حتى لا تشعر بصدمة آخرى
-كان بيشتغل فى الممنوع و٠٠ ولازم نخلى الفيلا زى ما الظابط قال
عندما سمعت (أصالة) ذلك لم يتحمل جسدها تلك الصدمات ففقدت الوعى إما عن (هايا) وضعت يدها على فمها كاتمة تلك الشهقة التى بداخلها وهى لا تصدق فنظر (يونس) إلى (أصالة) ثم قال
-ادينى رقم حد من اهلها اكلمه
ثم حاول هو افاقتها فأتصلت (هايا) ب (نادر) وطلبت منه أن يأتى كى يصطحب (أصالة) لأنها متعبة قليلاً أغلقت الهاتف وهى تشعر بحالة ذهول تامة لا تريد التحدث لا تريد أى شئ لم يكن (يونس) يعرف كيف يتصرف معها فقد كان يعرف أن ذلك الصمت يحمل الكثير والكثير فأهتم اولاً بمحاولة إفاقة (أصالة) وانتظر شقيقها حتى آتى وأخذها الذى كان فى حالة ذهول تام من وجود الشرطة بكل مكان ولكنه بالطبع كان يريد أن يأخذ شقيقته ويفهم بعد ذلك ما الذى يجرى منها ٠٠
بعد أن رحلا (نادر) و (أصالة) أمسك (يونس) يد (هايا) وخرجا سوياً من ذلك المنزل التى كانت تسير معه وكأنها مغيبة عن الوعى جعلها تستقل السيارة ثم ذهب إلى منزله الخاص ما أن وصل حتى قال
-انزلى يا (هايا)
نظرت (هايا) حولها ثم قالت بشرود
-احنا فين ؟!
-ده بيتى يا (هايا) هتعيشى معايا
رفعت هى احدى حاجبيها ثم قالت
-هعيش معاك ازاى ؟!
-(هايا) انا مش هسيبك انا زى (أنس) و انتى ٠٠ انتى طول عمرك اختى و ٠٠
نزلت دمعة من عينيها ثم قالت
-وبقيت يتيمة ٠٠ ومبقاش ليا حد مش كده ؟!
زفر (يونس) بضيق ثم قال بإنفعال
-انزلى يا (هايا) ٠٠ هنتكلم فوق
ثم فتح لها باب السيارة وجعلها تترجل ثم ترجل هو الآخر وأغلق سيارته وتبعها نحو الداخل استقلا المصعد سويا حتى صعدوا للطابق الثالث حيث شقته وخرجا سويا ليفتح باب الشقة فدلف للداخل وجدها مازالت تقف بالخارج وهى تنظر لباب الشقة فأمسك يدها وادخلها للداخل دلفت للداخل معه حتى أوصلها إلى غرفة ما ثم قال
-دى هتبقى اوضتك يا (هايا)
نظرت له وهى لا تفهم ذلك الوضع الجديد الذى مضطرة أن تكون به حتى قالت
-ا٠٠ انا حاسة انى بحلم ٠٠ انت بتقول ايه يا (يونس) ٠٠ ا٠٠ انا مش فاهمة حاجة
-نامى دلوقتى يا (هايا) والصبح نتكلم إن شاء الله
دلفت هى للغرفة وهى تشعر بمشاعر غريبة فقد كانت مضطربة لا تدرى بما حولها أغلقت باب الغرفة وجلست على الفراش تفكر فى الذى حدث طوال ذلك اليوم الذى لا ينتهى فقد كان التفكير مسيطر على عقلها نوم !! أى نوم بعد كل تلك الآخبار التى سمعتها للتو وجدت نفسها تخرج من غرفتها وتبحث عن (يونس) فى كل الشقة حتى وجدت غرفة أخرى طرقت باب الغرفة ثم دلفت للداخل فنظر لها (يونس) وهو يقول
-خير يا حبيبتى ٠٠ عاوزة حاجة ؟!
ابتلعت ريقها ثم نظرت له وقالت
-احنا هنتجوز مش كده ؟!
أتسعت أعين (يونس) من الصدمة فلا يصدق ما قالته (هايا) للتو ٠٠
سقط (أنس) على الأرضية أمام الجميع وهم فى حالة من الذهول التام فقد الوعى تماماً وظلت تمر عليه لحظات حياته خصوصاً ذلك اليوم الذى غير حياته قبل موت والده بعدة أيام حين أخبره بأن عائلته تعمل فى مجال تهريب السلاح وإن عليه أن يكمل ما بدئه والده كان فى ذلك الوقت بالجامعة فى سن العشرون من عمره ووقع ذلك الخبر عليه كصدمة كبرى كان عليه إما يكمل ما بدئه والده وإما أن يترك كل ذلك حاول فى البداية أن لا يكمل ذلك الطريق لكنه علم أن عليه أن يستغنى عن أشياء عديدة عن جامعته كى يعول شقيقته فجامعته مصاريفها باهظة الثمن عن كل ما اعتاد عليه عن حياة الرفاهية تلك عن ذلك المستوى ولكنه لم يستطع لم يستطع ليوم واحد حتى التخلى عن أى شئ منهم كما أن ربما أحدهم قتله بعد أن علم بهةية والده الحقيقية لذا اختار ذلك الطريق وكان يعلم النهاية ٠٠ النهاية لن تكون جيدة ابداً كان عليه أن يتحمل كل تلك العواقب يتحمل ذلك الطريق المظلم الذى اختار أن يسير فيه وحيداً ٠٠ نعم وحيداً فرغم كل رجاله تلك فهو وحيد هو يعلم أن عليه شرائهم بماله لكن لا احد سيحبه ابداً أن عرف حقيقته فهو مجرد فاكهة حلوة من الخارج ولكنه بداخله تسكن عفونة لا يعلم بها احداً سمع صوت رجاله الذين يريدون أن يفروا بعد أن سمعوا صوت سيارة الشرطة سمع صوت (يونس) بجواره وهو يحاول أن ينادى عليه كى يجعله يستفيق ولكنه اغمض عيناه فقد علم جيداً أن تلك هى النهاية حتى صعدت روحه إلى بارئها ٠٠
خانت (يونس) تلك الدمعة التى نزلت من عينه فلم يكن يريد أن تكون تلك النهاية أن تكون خاتمته هكذا شعر بأنهم على الرغم من انهم يسكنون بمنزل واحد إلا إنه كان يفصلهم كثير وكثير فالنهاية تأتى فى أى وقت لا أحد يعلم متى ستكون النهاية ولكن يجب أن نستعد لها فهى تأتى فى غمضة عين أغمض عيناه وهو يتذكر كل طفولتهم سوياً لقد أراد أن يمنعه أن يردعه ولكن إن تكون تلك الطريقة لم يفكر ابداً بها بتلك الطريقة قاطع افكاره تلك وذكرياته دخول الشرطة للداخل لتقبض على جميع الرجال ولكنهم فوجئوا بوجود (أنس) قد رحل عن الحياة شعرت (آسيا) بصداع رهيب فى رأسها ولكنها حاولت أن تتمالك نفسها نظر لها (يونس) فنهض عن الأرضية ثم أتجه نحوها وقال
-نروح بس مع الظابط نقول اللى حصل ٠٠ وبعدين اوصلك
هزت رأسها وهى تشعر بالوهن وذهبت معه دون أن تعترض وصلوا لقسم الشرطة وأخبرهم (يونس) بما حدث وكيف علم مكان (آسيا) فشعرت (آسيا) بغضب شديد من أقواله تلك اذاً فقد كان على علم أن (أنس) يعمل فى التهريب وليس هذا فحسب بل هو ٠٠ هو من قصد أن يتسبب لها فى خسارة عملها لكى ينتقم منها مما فعلته به ٠٠
خرجوا من المخفر سوياً فنظرت له (آسيا) بغضب شديد ولكنها لم ترد حتى اكأن تحدثه او تعاتبه فقررت أن تقف فى انتظار سيارة آجرة فقال (يونس)
-تعالى هنا عشان اوصلك
لم تستطع (آسيا) اخفاء تلك الاسئلة التى تدور فى رأسها لذا انفجرت فى وجهه
-انت اللى اتصلت وبلغتنى عن الشحنة اللى (أنس) كان هيهربها الشحنة الفشنك مش كده ٠٠ كنت عاوز تنتقم وترد كرامتك وتأذينى فى شغلى مش كده
-تعالى نتكلم فى العربية
-مش هروح معاك فى حتة إلا لما تقول
فزعق بها بقوة
-قولتلك ادخلى العربية وهنتكلم ٠٠ مش هنتكلم فى نص الشارع كده
زفرت (آسيا) بغضب مدفون داخلها ثم أتجهت نحو سيارته واستقلا معاً السيارة تحدث (يونس) بلا مبالاة
-عاوزة تعرفى ايه ؟!
-انت قلت فى القسم جو للظابط إنك أنت اللى بلغت
-وأنتى سمعتى ده بس ومسمعتيش الباقى !!
-انت كداب يا (يونس) انت بتنتقم منى بس بطريقة رخيصة و ٠٠
قاطعها قائلاً
-ولما انا عاوز انتقم منك يا غبية عرضت نفسى للخطر ليه وجيت لما شفت بالصدفة الراجل بتاع (أنس) بيراقبك هنقذك ليه يا غبية !!
صمتت (آسيا) قليلاً فهى لم تفكر فى تلك الجزئية لذا نظرت له ثم قالت
-تقصد ايه ؟!
-كل ما فى الأمر انى عرفت اصلاً أن (أنس) بيشتغل فى الهباب ده قبل ما تمشى بيوم واحد سمعته وانا راجع من بارة بيكلم فى مكتبه
(عاد (يونس) فى الثانية صباحاً وهو يشعر بالتعب فقد كان يعمل بشركته الخاصة حتى ذلك الوقت المتأخر فوجد نور المكتب الخاص ب (أنس) ساطع فقرر الدخول كى يرى أن كان يحتاج لمساعدة ما قبل أن يضع يده على المقبض سمع صوته يتحدث مع رجل آخر
-كل شئ تم زى ما حضرتك خططت
ابتسم (أنس) بسعادة ثم قال
-شحنة السلاح الحقيقية هبلغك بميعادها قريب اما (آسيا) كده فباى باى مش هتقدر تورينا وشها بعد كده لو جت تانى يبقى بتحفر قبرها بأيدها
ابتسم ذلك الذى معه فشعر (أنس) بسعادة كبيرة لأن تلك البغيضة لن يضطر أن يراها مرة آخرى ٠٠
وقف (يونس) فى الخارج وهو لا يصدق ما سمعه للتو حقاً أن (أنس) كذلك !! تاجر سلاح !! اذا فقد علم سبب وجود (آسيا) بالقرب منه الآن أبتعد مسرعاً عن المكتب حتى لا يراه أحد وصعد غرفته ليفكر ما الذى يجب أن يفعله ليواجه (أنس) بما علمه للتو أم ماذا يفعل وهل أن واجه (أنس) سيستمع لحديثه من الأصل بالطبع لا !! علم جيداً إن أبعاد (أنس) عن ذلك الطريق لن يكون إلا بالقوة ليس بالنصح والأرشاد ٠٠ )
نظرت له (آسيا) بعد آن انتهى من حديثه ذلك ثم قالت
-انت عاوزنى اصدق ده
-ده اللى حصل وساعتها قررت اراقبه كويس مش بس كده حطيت جهازت تسجيل صغير فى مكتبه من غير ما يحس وعرفت وقت عملية التهريب وقولتلك وبعدها شلته تماماً عشان ميكتشفش شئ
رمشت (آسيا) قليلاً ثم قالت
-وهو عرف منين ان فى حد بلغنى
هز (يونس) كتفاه بلا مبالاة ثم قال
-(أنس) مات يا (آسيا) وياريت تسمحيلى اوصلك وتأجلى التحقيق ده بعدين (هايا) هتحتاجنى اكتر من أى وقت تانى
قطبت (آسيا) حاجبيها ثم قالت
-(هايا) اخته ؟!
بدء (يونس) بقيادة السيارة وهو يقول
-ايوة
زمت (آسيا) شفتاها بضيق حتى أوصلها (يونس) إلى المنزل وتوقف بسيارته أمام القصر الخاص بهم فقالت (آسيا)
-مش هتدخل ؟!
نظر لها (يونس) طويلاً ثم قال
-من فضلك انزلى
ترجلت (آسيا) من السيارة وهى تشعر بغضب شديد ولكنها تعلم أن (يونس) بداخله الآن مشاعر مختلطة بالرغم معرفتها إنه هو و (أنس) ليسوا بذلك القرب ولكن فى النهاية هو بمثابة شقيقه لابد وإنه يشعر بالحزن على حاله ٠٠
ما أن ترجلت من السيارة حتى عاد (يونس) مسرعاً إلى القاهرة فلابد وأن الشرطة هناك بالمنزل و (هايا) بمفردها ولا تدرى أى شئ فحاول أن يصل هناك بأقصى سرعة ممكنة ٠٠
****************
صعدت (آسيا) غرفتها وهى تفكر فيما حدث اليوم كيف ل (أنس) أن يعلم بما كانت تدبره له ولكن شوش شئ ما على افكارها (يونس) فقد تركها من أجل فتاة أخرى ضمت قبضة يدها بغيظ شديد ولا تعرف لما تشعر بذلك الشعور حتى وجدت (بهبورى) قد استيقظ من فراشه وتقدم نحوها كى يلعب معها كالعادة ولكنها لم تهتم ولم تأبه بوجوده كعادتها فأطلق القط صياحه المعتاد (مياوو) فقالت (آسيا) بغضب
-مش فياقلك دلوقتى
حتى أستمعت لصوت احدهم يطرق باب غرفتها فقالت بضيق
-ادخل
دلفت (برنسيس) للداخل وقد كانت تحمل الهاتف النقال بيدها نظرت لها (آسيا) وهى تقول
-فى ايه ؟!
-(ع٠٠ عزت) أتصل بيكى كتير مش بتردى فأتصل بيا يطمن عليكى
تذكرت (آسيا) للتو سيارتها وهاتفها واغراضها بالتأكيد احدهم قد سرقها أو أحد ما أتصل بالشرطة كى يزيح سيارتها من الطريق هى من الأصل كانت ذاهبة لتقابل (عزت) اخذت نفس عميق ثم اخذت الهاتف من (برنسيس) لتجيب عليه
-ايوة يا (عزت)
-انتى فين كان المفروض اقابلك من 3 ساعات ٠٠ قلقت عليكى وبتصل بيكى مش بتردى و ٠٠ انتى كويسة ؟!
-انا بخير يا (عزت) بس جالى شغل فجاءة
-انتى مش قلتى انك فى اجازة ؟!
-شئ طارئ يا (عزت) بس انا بخير ٠٠ من فضلك تسبنى ارتاح الليلة دى وبكرة نبقى نتكلم
-تمام ٠٠ المهم انك بخير
أغلقت (آسيا) الهاتف ثم إتصلت بزميل لها فى العمل وأخبرته عن رقم سيارتها وأن وجدها عليه أن يبلغها على الفور انهت مكالمتها ووجدت (برنسيس) تقف ويبدو عليها التوتر فقالت
-خدى التليفون
أخذت (برنسيس) الهاتف وبدى لها انها متوترة للغاية وخائفة نظرت لها (آسيا) بشك ثم قالت
-فى ايه يا (برنسيس) ؟
وجدت (برنسيس) نفسها تبكى دون أى مؤشر ثم جلست على الأريكة ووضعت كلتا يداها على وجهها اقتربت منها (آسيا) بخوف وقالت بنبرة قلق واضحة
-حصل حاجة ؟! ٠٠ حد ضايقك ؟ ٠٠ (فاروق) ضايقك ؟!
هزت رأسها بالنفي ثم نظرت لها طويلاً وقالت
-انا تعبانة ٠٠ تعبانة يا (آسيا) وقرفانة من نفسى
-فى ايه يا (برنسيس) ؟!
-انتى عارفة كويس فيه ايه ٠٠ مش قادرة اخبى عليه حاسة انى مستهلوش هو احسن منى
رفعت (آسيا) أحدى حاجبيها ثم قالت
-ايه الكلام الخايب ده يا (برنسيس) ٠٠ احنا مش قفلنا الموضوع ده خلاص
-بس هو من حقه يعرف يا (آسيا)
-حق ايه يام حق انتى ٠٠ كلامك ده بيدل انك مجنونة ومش طبيعية انا عرضت كذا مرة عليكى تروحى لدكتور نفسى وانتى اللى رافضة متخلنيش اضطر انى اوديكى بالعافية ٠٠ هو خوفى وقلقى الزايد عليكى هو اللى مرعك كده
مسحت (برنسيس) دموعها ثم قالت
-من حقه يعرف انا مبقتش قادرة ابص فى عينه حاسة انى كدابة و ٠٠
قاطعتها (آسيا) بغضب وقالت
-عاوزة تقوليله قوليله يا (برنسيس) عشان بس اعرفك واثبتلك أن اللى موجود فى دماغك دى تخاريف وانتى هتشوفى رد فعله بنفسك مش بعيد يضحك عليكى ويقول انك واحدة مجنونة
-او يسبنى
أغمضت (آسيا) عيناها بآسى ثم قالت
-بصى يا (برنسيس) هو مش من حقه يعرف أى شئ عن ماضيكى اصلاً ده لو عندك ماضى اصلاً فما بالك بالهبل اللى بتتكلمى فيه ده ٠٠ ولازم تعرفى كويس أن يوم ميلادك بالنسبة ليه يوم ما حطيتى دبلته فى ايديك أى شئ زمان مش من حقه يعرفه اصلاً ولو هو سابك عشان السبب ده يبقى هو ميستاهلش اصلاً يا (برنسيس) ده شئ ملكيش ذنب فيه اصلاً
نظرت (برنسيس) لها والدموع تترقرق من عينيها ثم قالت
-هو ممكن يسبنى ؟!
أقتربت منها (آسيا) وأحتضنتها ثم قالت بنبرة حانية
-لا يا حبيبتى ٠٠ (فاروق) واضح انه بيحبك بجد ومش هيتخلى عنك اصلاً عشان شئ تافه زى ده ٠٠ لو عاوزانى اكلمه انا اكلمهولك
أبتعدت (برنسيس) عنها وهزت رأسها بالنفى وقالت
-لا انا هكلمه
*********************
وصل (يونس) إلى المنزل ووجد الشرطة بالداخل فأسرع نحو الداخل بحثاً عن (هايا) وجدها فى غرفتها وبجوارها صديقتها ويبدو انهم منهرتان من البكاء عندما وجدته (هايا) شعرت بأنها وجدت طوق نجاة فأسرعت نحوه وهى تقول
-ه٠٠ هو فى ايه ؟! الظابط بيقولى لازم اخلى بيتنا وبيقول ابيه (أنس) مات و٠٠ انا مش فاهمة حاجة ه٠٠ هو فى حد بيهزر الهزار الوحش ده
شعر (يونس) بالآسى عليها والحزن ثم قال
-اهدى يا (هايا) انا جنبك ومش هتخلى عنك ابداً
-ط٠٠ طب ابيه فين ؟
نهضت (أصالة) عن مقعدها لتستمع لما ستقوله (يونس) بإنصات
-انا آسف يا (هايا) بس (آنس) مات
لم تستطع (أصالة) الوقوف أكثر من ذلك فوقعت على الأرضية ووضعت يدها على فمها فقد كانت تحلم أن ينفى ذلك أو يقول أى شئ ولكنه اكد ما سمعته ٠٠
بينما (هايا) انهرت من البكاء ثم قالت
-ط٠٠ طب الشرطة هنا ليه ؟!
أبتلع (يونس) ريقه وأغمض عيناه فتابعت (هايا)
-ارجوك متخبيش عليا يا (يونس)
أخذ (يونس) نفس عميق وعلم إنها ستعرف آجلاً أم عاجلاً بل على العكس تعرف الآن افضل بكثير من أن تعرف فى وقت لاحق حتى لا تشعر بصدمة آخرى
-كان بيشتغل فى الممنوع و٠٠ ولازم نخلى الفيلا زى ما الظابط قال
عندما سمعت (أصالة) ذلك لم يتحمل جسدها تلك الصدمات ففقدت الوعى إما عن (هايا) وضعت يدها على فمها كاتمة تلك الشهقة التى بداخلها وهى لا تصدق فنظر (يونس) إلى (أصالة) ثم قال
-ادينى رقم حد من اهلها اكلمه
ثم حاول هو افاقتها فأتصلت (هايا) ب (نادر) وطلبت منه أن يأتى كى يصطحب (أصالة) لأنها متعبة قليلاً أغلقت الهاتف وهى تشعر بحالة ذهول تامة لا تريد التحدث لا تريد أى شئ لم يكن (يونس) يعرف كيف يتصرف معها فقد كان يعرف أن ذلك الصمت يحمل الكثير والكثير فأهتم اولاً بمحاولة إفاقة (أصالة) وانتظر شقيقها حتى آتى وأخذها الذى كان فى حالة ذهول تام من وجود الشرطة بكل مكان ولكنه بالطبع كان يريد أن يأخذ شقيقته ويفهم بعد ذلك ما الذى يجرى منها ٠٠
بعد أن رحلا (نادر) و (أصالة) أمسك (يونس) يد (هايا) وخرجا سوياً من ذلك المنزل التى كانت تسير معه وكأنها مغيبة عن الوعى جعلها تستقل السيارة ثم ذهب إلى منزله الخاص ما أن وصل حتى قال
-انزلى يا (هايا)
نظرت (هايا) حولها ثم قالت بشرود
-احنا فين ؟!
-ده بيتى يا (هايا) هتعيشى معايا
رفعت هى احدى حاجبيها ثم قالت
-هعيش معاك ازاى ؟!
-(هايا) انا مش هسيبك انا زى (أنس) و انتى ٠٠ انتى طول عمرك اختى و ٠٠
نزلت دمعة من عينيها ثم قالت
-وبقيت يتيمة ٠٠ ومبقاش ليا حد مش كده ؟!
زفر (يونس) بضيق ثم قال بإنفعال
-انزلى يا (هايا) ٠٠ هنتكلم فوق
ثم فتح لها باب السيارة وجعلها تترجل ثم ترجل هو الآخر وأغلق سيارته وتبعها نحو الداخل استقلا المصعد سويا حتى صعدوا للطابق الثالث حيث شقته وخرجا سويا ليفتح باب الشقة فدلف للداخل وجدها مازالت تقف بالخارج وهى تنظر لباب الشقة فأمسك يدها وادخلها للداخل دلفت للداخل معه حتى أوصلها إلى غرفة ما ثم قال
-دى هتبقى اوضتك يا (هايا)
نظرت له وهى لا تفهم ذلك الوضع الجديد الذى مضطرة أن تكون به حتى قالت
-ا٠٠ انا حاسة انى بحلم ٠٠ انت بتقول ايه يا (يونس) ٠٠ ا٠٠ انا مش فاهمة حاجة
-نامى دلوقتى يا (هايا) والصبح نتكلم إن شاء الله
دلفت هى للغرفة وهى تشعر بمشاعر غريبة فقد كانت مضطربة لا تدرى بما حولها أغلقت باب الغرفة وجلست على الفراش تفكر فى الذى حدث طوال ذلك اليوم الذى لا ينتهى فقد كان التفكير مسيطر على عقلها نوم !! أى نوم بعد كل تلك الآخبار التى سمعتها للتو وجدت نفسها تخرج من غرفتها وتبحث عن (يونس) فى كل الشقة حتى وجدت غرفة أخرى طرقت باب الغرفة ثم دلفت للداخل فنظر لها (يونس) وهو يقول
-خير يا حبيبتى ٠٠ عاوزة حاجة ؟!
ابتلعت ريقها ثم نظرت له وقالت
-احنا هنتجوز مش كده ؟!
أتسعت أعين (يونس) من الصدمة فلا يصدق ما قالته (هايا) للتو ٠٠
التعليقات على الموضوع